سورة الإسراء ..
من السور المكية التي تعنى بشؤون الدين والعقيدة والوحدانية وتميزت بحديثها عن القرآن ومبادئه وقيمته.
أما ذكر المعراج فكان فى سورة النجم ، وقد ذكر متدرجاً منتقلاً انتقالاً لطيفاً ... وله حكاية تانية.
من السور المكية التي تعنى بشؤون الدين والعقيدة والوحدانية وتميزت بحديثها عن القرآن ومبادئه وقيمته.
بسم الله الرحمن الرحيم
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
"سُبْحَانَ الَّذِي" ..
بدأ الله تعالى بتسبيح وتنزيه ذاته عن كل سوء وعن كل ما يمكن أن تعتريه الأنفس من أوهام حول محدودية الله تعالى وقدرته ..
وفى كل القرآن عندما تأتى ( سبحان ) قبل قضية ما فاعلم أن هذه القضية لا دخل للإنسان فيها وأنها خارج نطاق بشريتنا وقدرتنا وفوق طاقتنا فلا نحكم عليها بعقولنا وقصورنا ..
اقرأ قوله تعالى :
* سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومنانفسهم ومما لا يعلمون (يس : 36)
* فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون (يس : 38)
* سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين (الزخرف : 13)
بدأ الله تعالى بتسبيح وتنزيه ذاته عن كل سوء وعن كل ما يمكن أن تعتريه الأنفس من أوهام حول محدودية الله تعالى وقدرته ..
وفى كل القرآن عندما تأتى ( سبحان ) قبل قضية ما فاعلم أن هذه القضية لا دخل للإنسان فيها وأنها خارج نطاق بشريتنا وقدرتنا وفوق طاقتنا فلا نحكم عليها بعقولنا وقصورنا ..
اقرأ قوله تعالى :
* سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومنانفسهم ومما لا يعلمون (يس : 36)
* فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون (يس : 38)
* سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين (الزخرف : 13)
" أَسْرَى " ..
والإسراء هو السير ليلاً .. وذكر الليل جاء تأكيداً لتحديد وقت الإسراء كما أن تنكير لفظ ليل أوحى بأنه بعض من الليل وأن زمن الإسراء كان قليلاً .
والإسراء هو السير ليلاً .. وذكر الليل جاء تأكيداً لتحديد وقت الإسراء كما أن تنكير لفظ ليل أوحى بأنه بعض من الليل وأن زمن الإسراء كان قليلاً .
" بِعَبْدِهِ"..
وكل لفظ "بعبده" أتت فى مقام الكرامة والعناية ..
* الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا (الكهف : 1)
* ذكر رحمه ربك عبده زكريا (مريم : 5)
* تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالميننذيرا (الفرقان : 1)
* أليس الله بكاف عبده (الزمر : 36)
* فأوحى إلى عبده ما أوحى (النجم: 10)
* هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم منالظلمات الى النور(الحديد: 9).
ولو كان هناك وصفاً أعظم من العبودية يناسب عظمة الحادث لوصف به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكأن مقام العبودية لله يقتضى مقام السمو ، كما السجود الذى يرفع من درجات الساجد.
كما أن فيه تنبيه وتذكير للنبى بأصله وعبوديته لله ، أنه – مهما علا وسما ورأى واقترب ودنا – فهو مجرد عبد لله تعالى يسري عليه كل ما يسري على عباد الله أجمعين.
وكل لفظ "بعبده" أتت فى مقام الكرامة والعناية ..
* الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا (الكهف : 1)
* ذكر رحمه ربك عبده زكريا (مريم : 5)
* تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالميننذيرا (الفرقان : 1)
* أليس الله بكاف عبده (الزمر : 36)
* فأوحى إلى عبده ما أوحى (النجم: 10)
* هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم منالظلمات الى النور(الحديد: 9).
ولو كان هناك وصفاً أعظم من العبودية يناسب عظمة الحادث لوصف به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكأن مقام العبودية لله يقتضى مقام السمو ، كما السجود الذى يرفع من درجات الساجد.
كما أن فيه تنبيه وتذكير للنبى بأصله وعبوديته لله ، أنه – مهما علا وسما ورأى واقترب ودنا – فهو مجرد عبد لله تعالى يسري عليه كل ما يسري على عباد الله أجمعين.
"الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ "..
* أراضى مباركة دنيوياً من أغنى أراضى الدنيا جودة وحيوية وزروع متنوعة وأنهار.
* وأراضى مباركة دينياً حوت العديد من الأنبياء ، وكما يقال فهى أرض المحشر والمنشر والله أعلم.
وإذا كان الشيء ما حوله مبارك فما بالك به ذاته ، فهو أصل البركة ومنبعها ومنه تشعبت وطغت على ما حوله.
* أراضى مباركة دنيوياً من أغنى أراضى الدنيا جودة وحيوية وزروع متنوعة وأنهار.
* وأراضى مباركة دينياً حوت العديد من الأنبياء ، وكما يقال فهى أرض المحشر والمنشر والله أعلم.
وإذا كان الشيء ما حوله مبارك فما بالك به ذاته ، فهو أصل البركة ومنبعها ومنه تشعبت وطغت على ما حوله.
"لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" ..
إذن الهدف من هذه الحادثة العظيمة أن يرى الله نبيه من آياته تعالى.
إذن الهدف من هذه الحادثة العظيمة أن يرى الله نبيه من آياته تعالى.
لطيفة لغوية :
فى الآية أربعة حروف جر كلها مختلفة المقصد
البــاء فى " بعبده " : حرف جر يفيد المصاحبة .
من المسجد الحرام : حرف جر يفيد مكان بدء رحلة الإسراء .
إلى المسجد الأقصى : حرف جر يفيد مكان نهاية رحلة الإسراء .
من آياتنا : حرف جر يفيد التبعيض.. من بعض أياتنا.
فى الآية أربعة حروف جر كلها مختلفة المقصد
البــاء فى " بعبده " : حرف جر يفيد المصاحبة .
من المسجد الحرام : حرف جر يفيد مكان بدء رحلة الإسراء .
إلى المسجد الأقصى : حرف جر يفيد مكان نهاية رحلة الإسراء .
من آياتنا : حرف جر يفيد التبعيض.. من بعض أياتنا.
لطيفة 2 :
قد يسأل أحدهم فيقول أين المعراج من ذلك ، أليس من الأولى أن تكتمل القصة فيذكر المعراج بعد الإسراء.
نقول : دائماً وأبداً القصص القرآنى لا يهتم إلا بالموعظة ، والهدف الأسمى منه التربية لا الحدوتة بذاتها.
والقرآن فى قصصه يغفل تماماً كل مقومات التاريخ – من شخصيات وأرقام وأماكن وأزمنة – إلا لو استلزمت القصة ذكر واحد منها ، لسبب قد نعلمه وقد لا نعلمه.
قد يسأل أحدهم فيقول أين المعراج من ذلك ، أليس من الأولى أن تكتمل القصة فيذكر المعراج بعد الإسراء.
نقول : دائماً وأبداً القصص القرآنى لا يهتم إلا بالموعظة ، والهدف الأسمى منه التربية لا الحدوتة بذاتها.
والقرآن فى قصصه يغفل تماماً كل مقومات التاريخ – من شخصيات وأرقام وأماكن وأزمنة – إلا لو استلزمت القصة ذكر واحد منها ، لسبب قد نعلمه وقد لا نعلمه.
ولم يكن الهدف هنا فى هذه السورة – والله أعلم- ذكر قصصى لحادثة الإسراء ، وإنما هي بداية قوية لازمة للحديث عن صلب موضوع السورة ألا وهو " القرآن الكريم وما يتعلق به من وحي ".
فبداية السورة هي .. آية الإسراء .. أعلن الله بها عن انتقال وراثة الأنبياء إلى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه قضى بانتهاء حكم الكتب السابقة ومنها كتاب موسى المنزل عليه ولكنهم أفسدوا وفسقوا ولم يرعوه حق رعايته ، وأن حكم الكتب السابقة تم استبداله بحكم القرآن
(إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )
إلى آخر الآيات التى تتحدث حول القرآن ومبادئه.فبداية السورة هي .. آية الإسراء .. أعلن الله بها عن انتقال وراثة الأنبياء إلى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه قضى بانتهاء حكم الكتب السابقة ومنها كتاب موسى المنزل عليه ولكنهم أفسدوا وفسقوا ولم يرعوه حق رعايته ، وأن حكم الكتب السابقة تم استبداله بحكم القرآن
(إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )
أما ذكر المعراج فكان فى سورة النجم ، وقد ذكر متدرجاً منتقلاً انتقالاً لطيفاً ... وله حكاية تانية.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
تعليق