كلمة سعد .. تاج على رؤوسنا .. رغم أنف اليهود
باختصار شديد ...
بينما كنت أستعد لخطبة الجمعة حول الفوائد المعتبرة من غزوة الأحزاب (الخندق) استوقفني سؤال طرح نفسه ..... لماذا جاء اليهود إلى جزيرة العرب و إلى المدينة خاصة و ما حولها ؟؟؟ ... في هذا التوقيت من التاريخ و كان عددهم نسبيا كبير في تلك الفترة من الزمان ...لماذا يأتي ثلاثة أنساب من أسباط يهود بهذه الأعداد بنو النضير و بنو قريظة و بنو قينقاع ، و من تجمع دونهم بخيبر على نحو مائة ميل من المدينة (مائة و سبعون كم من شمالها) تملكوا أرضا و كانت لهم أموال و حصون و حلفاء من الأوس و الخزرج .....
و لم يطل بي الأمر كثيرا ، جاءتني الإجابة من خلال كتب التفسير و السيرة أن هؤلاء كانوا من اليهود الملتزمين الذين قرأوا عن نبوة محمد - صلى الله عليه و سلم - في كتبهم و تأكدوا منها و كانوا أكثر اليهود إيمانا بها و لكن دأبهم و خصالهم الرزيلة دائما تغلب .... فلو تركت الحية لدغها و الكلاب نباحها و الحمير نهيقها ... لترك اليهود نقضهم للعهود ."و لما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم و كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين".... فها هم بنو النضير هموا بقتل النبي – صلى الله عليه و سلم – و كان ذلك سبب جلاؤهم و هؤلاء بنو قينقاع أساءوا لشريعة الإسلام إذ راودتهم أنفسهم كشف ستر امرأة مسلمة في سوق قينقاع و عمدوا من خبثهم لربط مؤخرة لباسها إلى أعلى فانكشفت سوءتها فكان سبب الاقتتال بينهم و بين المسلمين ، و تم إجلاؤهم ، و نأتي إلى بني قريظة و كانوا هم الأقرب إلى المدينة على بعد أميال منها ، نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه و سلم في الوقت الذي اجتمعت فيه قريش و أحابيشها و غطفان و فزارة و بني بكر بن كلاب و تجمع الأحزاب على النبي في مدينته في وقت كان البرد شديد و الجوع أشد و ضيق العيش و الفقر عم الجميع و رسول الله صلى الله عليه و سلم يحاول أن يخفف عن أصحابه ترفقا بهم و يصالح الأحزاب على ثمار المدينة و يزيل عنهم وطأة حفر الخندق و عدم الأمان على بيوتهم و أهليهم في هذه الفترة العصيبة يأتي رأس الأفعى حيي بن أخطب إلى كعب بن أسد زعيم قريظة و يغريه بنقض عهده مع النبي و الوقوف مع الأحزاب لاستئصال الإسلام و رسوله من المدينة !!!
و لكن العزيز الحكيم لا يغفل و لا ينام"و رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا".. يأتي نصر الله من حيث لا يحتسب أحد عن طريق فرد واحد من المسلمين فماذا يكون جزاء الغادر الخائن ؟؟...
و بعد سلسلة من المحادثات يوافق بني قريظة و هم متحصنون في حصونهم على النزول على حكم سعد بن معاذ سيد الأوس حلفاء بني قريظة ، و أشهد الله أني أحب هذا الرجل سعدا ....
لقد كان سعد في الأنصار كأبي بكر في المهاجرين ، كان رجلا بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، صادقا .. كريما .. جوادا .. مخلصا لله و رسوله و لدينه أسلم بإٍسلامه بني عبد الأشهل جميعهم في مساء واحد ... يكرمه النبي صلى الله عليه و سلم بأن يقول لأصحابه : قوموا لسيدكم ، لأنه كان مريضا بسبب سهم أصابه هذا كله و لم يكن لسعد في الإسلام منذ أن أسلم إلى أن لقي ربه أقل من ست سنوات ..
و لا يزال أفارب سعد من الأوس يناشدونه الترفق ببني قريظة و أن يسلك فيهم ما سلكه ابن أبي مع بني قينقاع ، فقال كلمته التي تعد نبراسا لقلوبنا و تاج على رؤوسا في الدعوة إلى الله : "لقد آن لسعد بن معاذ أن لا تأخذه في الله لومة لائم" ، فيقضي فيهم سعد بحكم الله و رسوله .
"و أنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون و تأسرون فريقا ، و أورثكم أرضهم و ديارهم و أموالهم و أرضا لم تطؤوها و كان الله على كل شيء قديرا" .....
و يموت سعد - رضي الله عنه – من ليلته بانفجار جرحه بعد أن دعا ربه و استجاب الله له و يهتز لموته عرش الرحمن ، و يشيعه سبعون ألف ملك على قصر المدة التي قضاها في الإسلام – رحم الله سعدا و كلمته باقية رغم أنف اليهود ... تاج على رؤوسنا ...
لكم الشكر ..... أمادو
باختصار شديد ...
بينما كنت أستعد لخطبة الجمعة حول الفوائد المعتبرة من غزوة الأحزاب (الخندق) استوقفني سؤال طرح نفسه ..... لماذا جاء اليهود إلى جزيرة العرب و إلى المدينة خاصة و ما حولها ؟؟؟ ... في هذا التوقيت من التاريخ و كان عددهم نسبيا كبير في تلك الفترة من الزمان ...لماذا يأتي ثلاثة أنساب من أسباط يهود بهذه الأعداد بنو النضير و بنو قريظة و بنو قينقاع ، و من تجمع دونهم بخيبر على نحو مائة ميل من المدينة (مائة و سبعون كم من شمالها) تملكوا أرضا و كانت لهم أموال و حصون و حلفاء من الأوس و الخزرج .....
و لم يطل بي الأمر كثيرا ، جاءتني الإجابة من خلال كتب التفسير و السيرة أن هؤلاء كانوا من اليهود الملتزمين الذين قرأوا عن نبوة محمد - صلى الله عليه و سلم - في كتبهم و تأكدوا منها و كانوا أكثر اليهود إيمانا بها و لكن دأبهم و خصالهم الرزيلة دائما تغلب .... فلو تركت الحية لدغها و الكلاب نباحها و الحمير نهيقها ... لترك اليهود نقضهم للعهود ."و لما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم و كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين".... فها هم بنو النضير هموا بقتل النبي – صلى الله عليه و سلم – و كان ذلك سبب جلاؤهم و هؤلاء بنو قينقاع أساءوا لشريعة الإسلام إذ راودتهم أنفسهم كشف ستر امرأة مسلمة في سوق قينقاع و عمدوا من خبثهم لربط مؤخرة لباسها إلى أعلى فانكشفت سوءتها فكان سبب الاقتتال بينهم و بين المسلمين ، و تم إجلاؤهم ، و نأتي إلى بني قريظة و كانوا هم الأقرب إلى المدينة على بعد أميال منها ، نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه و سلم في الوقت الذي اجتمعت فيه قريش و أحابيشها و غطفان و فزارة و بني بكر بن كلاب و تجمع الأحزاب على النبي في مدينته في وقت كان البرد شديد و الجوع أشد و ضيق العيش و الفقر عم الجميع و رسول الله صلى الله عليه و سلم يحاول أن يخفف عن أصحابه ترفقا بهم و يصالح الأحزاب على ثمار المدينة و يزيل عنهم وطأة حفر الخندق و عدم الأمان على بيوتهم و أهليهم في هذه الفترة العصيبة يأتي رأس الأفعى حيي بن أخطب إلى كعب بن أسد زعيم قريظة و يغريه بنقض عهده مع النبي و الوقوف مع الأحزاب لاستئصال الإسلام و رسوله من المدينة !!!
و لكن العزيز الحكيم لا يغفل و لا ينام"و رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قويا عزيزا".. يأتي نصر الله من حيث لا يحتسب أحد عن طريق فرد واحد من المسلمين فماذا يكون جزاء الغادر الخائن ؟؟...
و بعد سلسلة من المحادثات يوافق بني قريظة و هم متحصنون في حصونهم على النزول على حكم سعد بن معاذ سيد الأوس حلفاء بني قريظة ، و أشهد الله أني أحب هذا الرجل سعدا ....
لقد كان سعد في الأنصار كأبي بكر في المهاجرين ، كان رجلا بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، صادقا .. كريما .. جوادا .. مخلصا لله و رسوله و لدينه أسلم بإٍسلامه بني عبد الأشهل جميعهم في مساء واحد ... يكرمه النبي صلى الله عليه و سلم بأن يقول لأصحابه : قوموا لسيدكم ، لأنه كان مريضا بسبب سهم أصابه هذا كله و لم يكن لسعد في الإسلام منذ أن أسلم إلى أن لقي ربه أقل من ست سنوات ..
و لا يزال أفارب سعد من الأوس يناشدونه الترفق ببني قريظة و أن يسلك فيهم ما سلكه ابن أبي مع بني قينقاع ، فقال كلمته التي تعد نبراسا لقلوبنا و تاج على رؤوسا في الدعوة إلى الله : "لقد آن لسعد بن معاذ أن لا تأخذه في الله لومة لائم" ، فيقضي فيهم سعد بحكم الله و رسوله .
"و أنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون و تأسرون فريقا ، و أورثكم أرضهم و ديارهم و أموالهم و أرضا لم تطؤوها و كان الله على كل شيء قديرا" .....
و يموت سعد - رضي الله عنه – من ليلته بانفجار جرحه بعد أن دعا ربه و استجاب الله له و يهتز لموته عرش الرحمن ، و يشيعه سبعون ألف ملك على قصر المدة التي قضاها في الإسلام – رحم الله سعدا و كلمته باقية رغم أنف اليهود ... تاج على رؤوسنا ...
لكم الشكر ..... أمادو