عندما تقرأ العنوان قد تستغرب
وتقول هل لسب الإسلام وتحقيره والإفتراء عليه فوائد ؟
نعم أقول إنها فوائد لابد أن نستغلها
تعالوا نتأمل ظاهرة الحاقدين على الإسلام وما أحدثت والمرجو منها .
.
.
.
.
.
.
.
.
أولا سنة التدافع بين الحق والباطن سنة ربانية نافذة في كل زمان ومكان ولولا هذا الأمر لفسدت الأرض (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة : 251] ويقول تعالي (َلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج : 40]
إن هذا التدافع يولد التحدي والمقاومة ويصحي النائم ويوقظ الغفلان ويظهر المنافق ويحفز المرابط أن لا يغفل عن مصدر قوته .
يا إخواني لولا الحاقدين على الإسلام ما كان هذا الشباب المبارك الذي نتعلم منه الكثير والكثير من أمور ديننا وما كان هذه الصحوة الرائعة والوجوه المشرقة والأيدي المتوضئة التي بدأت تقلب في تراثها ودينها وترجع إليه عود حميد وهذا الهجوم يوحد صفوف المسلمين ويوحد قلوبهم على عدو مشترك .
إن دين الإسلام دين يقوى بالهجوم عليه وما قصة الأخت التي أسلمت بسبب أحدهم عنا ببعيد وهذه ليست قصتها وحدها ولكنها كما يبدوا لي تتكرر كثيراً جدا ولتروا الأستاذ سيد قطب وهو مسافر إلى أمريكا في باخرة وكيف إستفزه عمل المنصرين على الباخرة ليشعر بالغيرة على دينه ويقيم صلاة الجمعة على الباخرة ويبلغ الدعوة إلى الله نسمعه يحكي هذه القصة (أذكر حادثا وقع لي وكان عليه معي شهود ستة وذلك منذ حوالي خمسة عشر عاماً كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك ; من بين عشرين ومائة راكب وراكبة أجانب ليس فيهم مسلم وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة والله يعلم أنه لم يكن بنا أن نقيم الصلاة ذاتها أكثر مما كان بنا حماسة دينية إزاء مبشر كان يزاول عمله على ظهر السفينة ; وحاول أن يزاول تبشيره معنا وقد يسر لنا قائد السفينة وكان إنجليزياً أن نقيم صلاتنا ; وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها وكلهم نوبيون مسلمون أن يصلي منهم معنا من لا يكون في الخدمة وقت الصلاة وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً إذ كانت المرة الأولى التي تقام فيها صلاة الجمعة على ظهر السفينة وقمت بخطبة الجمعة وإمامة الصلاة ; والركاب الأجانب معظمهم متحلقون يرقبون صلاتنا وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح القدّاس فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا ولكن سيدة من هذا الحشد عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية مسيحية هاربة من جحيم تيتو وشيوعيته كانت شديدة التأثر والانفعال تفيض عيناها بالدمع ولا تتمالك مشاعرها جاءت تشد على أيدينا بحرارة ; وتقول في إنجليزية ضعيفة إنها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه وما فيها من خشوع ونظام وروح وليس هذا موضع الشاهد في القصة ولكن ذلك كان في قولها أي لغة هذه التي كان يتحدث بها قسيسكم فالمسكينة لا تتصور أن يقيم الصلاة إلا قسيس أو رجل دين كما هو الحال عندها في مسيحية الكنيسة وقد صححنا لها هذا الفهم وأجبناها فقالت إن اللغة التي يتحدث بها ذات إيقاع موسيقي عجيب وإن كنت لم أفهم منها حرفا ثم كانت المفاجأة الحقيقية لنا وهي تقول ولكن هذا ليس الموضوع الذي أريد أن أسأل عنه إن الموضوع الذي لفت حسي هو أن الإمام كانت ترد في أثناء كلامه بهذه اللغة الموسيقية فقرات من نوع آخر غير بقية كلامه نوع أكثر موسيقية وأعمق إيقاعا هذه الفقرات الخاصة كانت تحدث في رعشة وقشعريرة إنها شيء آخر كما لو كان الإمام مملوءا من الروح القدس حسب تعبيرها المستمد من مسيحيتها وتفكرنا قليلا ثم أدركنا أنها تعني الآيات القرآنية التي وردت في أثناء خطبة الجمعة وفي أثناء الصلاة وكانت مع ذلك مفاجأة لنا تدعو إلى الدهشة من سيدة لا تفهم مما تقول شيئا وليست هذه قاعدة كما قلت ولكن وقوع هذه الحادثة ووقوع أمثالها مما ذكره لي غير واحد ذو دلالة على أن في هذا القرآن سراً آخر تلتقطه بعض القلوب لمجرد تلاوته وقد يكون إيمان هذه السيدة بدينها وفرارها من الجحيم الشيوعي في بلادها قد أرهف حسها بكلمات الله على هذا النحو العجيب )
وبالتأكيد لكثير من القراء قصص مشابهه قد يكونوا هم أصحابها أو يعرفون أناس حدث معهم هذا الامر معنا في العمل في المؤسسة سائق مصري رجل كبير في السن شب على المعاصي والحشيش والنساء وقنوات الإباحية على الأوربي فإذا به يشاهد هذا الإنسان المسمى ........ ويشده كلامه بعض الشئ وبعدها كما يحكي لنا هز رأسه بشدة وقال إبن ..... كان هيضحك عليا والعجيب في الأمر أنه بدأ في الحرص على صلاة الجماعة بعد ما كان لا يصلي إلا نادراً .
الحاقد غالباً ما يكون مدلس كبير وكذاب أشر من السهل كشفه على المسلم العادي الذي ليس له دراسه شرعية موسعة أنما قد يكون الخوف من إنسان يظهر أنه منصف ويدس السم في العسل كما يقولون فقد يخفى على عوام المسلمين كشفه أما التدليس المفضوح الذي يمارسه هؤلاء فسهل على عوام المسلمين أمثالي كشفه وفضحه .
لعل من قدر الله أن يكون للحاقدين على الإسلام هذه الآلات الإعلامية الضخمة من فضائيات ونت ونشرها على عوام المسلمين أن يصحو المارد من جديد بعدما ظنوا أنه قد مات وما مثلهم ومثل الإسلام إلا كمثل فيل كبير نائم فإراد دبور أن يقتله بلسعاته ولا يدري أن هذه اللسعات ستكون سبباً في صحيان الفيل وأن يقضي عليه بضربة واحدة من خرطومه .
إخواني لابد من الإستفاده من الحاقدين على الإسلام إستفاده كبيرة وهذه الإستفاده تكون أولا ألا نذكر إسمهم أبدا فهؤلاء من الذين قال الله فيهم إن شانئك هو الأبتر فهم مقطوعي الذكر كما قال الله فلا تنشروا إسمهم فلن يعرف البشر هؤلاء في المستقبل إلا من ردود المسلمين عليهم فمن منا يعرف النصارى أو المستشرقين الذين رد عليهم علمائنا سواء من بن تيميه أو بن القيم أو رحمة الله الهندي و غيرهم .
تكون الاستفادة الحقيقية من الحاقدين على الإسلام عندما نوحد صفوفنا ونصفي قلوبنا لإخواننا المسلمين وألا يكون بأسنا بيننا شديد وأن نلين في أيدي بعضنا بعضا ولا نجعل الخلافات في الفرعيات والشحناء تشغلنا عن العدو المشترك .
وتكون الإستفادة عندما نقوي إيماننا وأعمالنا الصالحة وننشر الخير في المجتمع ونتعلم ديننا العظيم .
وتكون الإستفادة عندما ننشط في الدعوة إلى الله كل في مجاله وفيما يتقنه فمجالات الدعوة مفتوحة بفضل الله فهناك الإنترنت تجد المحادثات والمنتديات والمدونات ومواقع الفيديو كاليوتيوب وهناك المشاركة في الفضائيات قد تكون بإتصال أو رسالة sms فمجالات الدعوة أكبر من أن نحصرها في كلامنا هذا .
وتكون الإستفادة عندما يأتي مسلم أو غير مسلم ليطرح ما يقوله الحاقدون على الإسلام أن نعلمهم ديننا على حقيقته فإذا جاءنا بالشبهات الساذجة حول الكلمات الأعجمية و النحو والبلاغة في القرآن لا يكون الرد أبدا أن نعرب له الآيات إعرابا صحيحا ونبين أوجه النحو فيها ولكن يكون على عظمة القرآن الذي خلد العربية فلولا القرآن ما نشأت علوم النحو والصرف وعلوم ومعاجم اللغة وما كان هناك لغة أسمها اللغة العربية ولا أمة العرب فعلوم العربية عالة على القرآن منه استقت قواعده وبتعاليمه نشأت أمة العرب وأصبحت لها مكانه ولقد كان الاعتناء باللغة العربية حفظاً للقرآن من تحريف معانية ومقاصده فإذا استطردنا في ذلك وجئنا بشواهد التاريخ كيف كانت أمة العرب قبل وبعد الإسلام وكيف كانت علوم اللغة قبل وبعد الإسلام إنهم يهاجموننا من نقاط قوتنا إن لنا حضارة وعلوم ليس في الدنيا شبيه لها ومن أراد أن يقارن فليقارن بين علوم العربية من نحو وصرف وبيان وبلاغة ووووو ولغات الدنيا كلها .
فعندما يتحدث عن الجنس في الجنة والحور العين نعرض صورة الحنة التي عرضها الله في القرآن من نعيم مادي ونفسي وروحي تشتاق له النفوس المؤمنة الطيعة .
وعندما يحدثنا عن زواج الرسول نحدث الدنيا عن أخلاق خير البشر مع زوجاته كيف كانت وكيف يكون معاملة المسلم مع زوجته يقتدي بالنبي في كل شيء
وعندما يحدثنا عن صفات الله القاهر والجبار والمتكبر نعلم الدنيا جلال الله تبارك وتعالي ونستشعر عظمته وجلاله في القلوب (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج : 74].
وعندما يأتي من الكتب بأحاديث موضوعة وضعيفة نعرف الدنيا كيف كان توثيق العلم عند المسلمين وكيف عرفنا الصحيح من السقيم .
وعندما يقول قال فلان نعرفه أن الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا الرسول فليس عندما كهنوت معصوم يحتكر الكلام باسم الله
وهكذا في كل القضايا التي يعرضها فتكون فرصة لتعليم المسلمين دينهم وتبليغ رسالة الله إلى غير المسلمين والهداية بيد الله سبحانه وتعالى فيكون الرد ليس دفاعي ولكنه رد تربوي يهدف إلى تنمية الإيمان باليقين وترقية العقل بالعلم الصالح وإصلاح القلوب بالرقائق والحث على الأعمال الصالحة .
هذا وما من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان
تعليق