العينُ بالعينِ والسنُ بالسن )فى الاسلام..فى مقابل (احبوا اعدائكم,باركوا لاعنيكم)..
(واما انا فاقول لكم لاتقاوموا الشربل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا) فى المسيحية
هل يعنى هذا ان المسيحيةاكثر تسامحا,والاسلام غير متسامح؟....ابن الوليد ebn-elwaleed
ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,صلى الله عليه وسلم
اما بعد:-انتبه
الايات موضع الشبهة,هى:-انتبه
(المائدة)(o 45 o)وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ)
فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون )انتبه
وهذه الاحكام كانت بدءً لبنى اسرائيل لليهود..وتعالى نرى تفسير الجلالين,ماذا يقول:-انتبه
وكتبنا) فرضنا (عليهم فيها) أي التوراة (أن النفس) تقتل (بالنفس) إذا قتلتها (والعين)
تفقأ (بالعين والأنف) يجدع (بالأنف والأذن) تقطع (بالأذن والسن) تقلع (بالسن) وفي قراءة بالرفع في الأربعة
(والجروح) بالوجهين (قصاص) أي يقتص فيها إذا أمكن كاليد والرجل ونحو ذلك وما لا يمكن فيه الحكومة
وهذا الحكم وإن كتب عليهم فهو مقرر في شرعنا
(فمن تصدق به) أي بالقصاص بأن مكن من نفسه (فهو كفارة له) لما أتاه
(ومن لم يحكم بما أنزل الله) في القصاص وغيره (فأولئك هم الظالمون)
ولنجمع الامر كله,ايضا لننظر الاية 178 بسورة البقرة,التى تتحدث فى نفس الموضوع,ماذا تقول:- انتبه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178
دعونا الان نناقش الامر بحيادية ,ومنطقية.وحياد تام,هيا معا نبحث عن الحقيقة
1-القصاص هو احكام الهية نزلت بها التوراة قبل ان ينزل بها القرآن,وهو جزء من الناموس(شريعة موسى) عليه السلام وعلى نبينا محمد ازكى الصلاة واطيب السلام
انظروا ماورد بالتوراة:انتبهوا
*(الفانديك)(التثنية)(Dt-19-21)(لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل)
*(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-23)(وان حصلت اذيّة تعطي نفسا بنفس)
(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-24)(وعينا بعين وسنا بسن ويدا بيد ورجلا برجل)
(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-25)(وكيّا بكي وجرحا بجرح ورضّا برضّ.)
*(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-28)(واذا نطح ثور رجلا او امرأة فمات يرجم الثور ولا يؤكل لحمه.واما صاحب الثور فيكون بريئا.)
(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-29)(ولكن ان كان ثورا نطّاحا من قبل وقد أشهد على صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلا او امرأة فالثور يرجم وصاحبه ايضا يقتل.)
فهل الله لم يكن متسامحا فى العهد القديم,وكان متشددا قاسيا,كذا كانت تعاليم التوراة؟
2-:هل القصاص موجود فى الانجيل,نعم موجود,اين هذا
*(الفانديك)(انجيل متى)(Mt-5-17)(لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل.)
*(الفانديك)(انجيل متى)(Mt-23-2)(قائلا.على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون.)
(Mt-23-3)(فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه.ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون.)
*(الفانديك)(انجيل متى)(Mt-7-12)(فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم.لان هذا هو الناموس والانبياء)
السيد المسيح يقول:انه ماجاء لينقض الناموس اى يلغيه او يهدمه,بل ليكمله
بل جاء امره واضحا لتلاميذه ان يحفظوا كل ماقال لهم الكتبة والفريسيون,بل ويفعلوه
بل يؤكد على ان يعملوا بما يعلمهم الكتبة والفريسيون, ولا يفعلوا مثلهم انهم يقولون ولا يفعلون
وماذا كان يقول الكتبة والفريسيون وماذا كانوا يعلمون؟, وفيما كانوا يتكلمون ويعلمون؟..الشريعة والانبياء
اى ماورد بالشريعة وكتب الانبياء..اذا المسيحيون مطالبون بحفظ الناموس والانبياء ومنها احكام القصاص, والعمل بها
طبقا لامر السيد المسيح..والنصوص الخاصة بالشريعة (الناموس) والانبياء موجودة بين ايديهم,فى العهد القديم
فلم يكن هناك حاجة لتكرارها,وانما امر بحفظها واتباعها على الاجمال,كما يرد احيانا,كما هو مكتوب,اى موجود بالعهد القديم
فإذا قالوا ان الشريعة كانت بالعهد القديم
نقول لهم: انتبه
أ-المسيح لم يلغ العمل بالشريعة والانبياء,بل اكد على حفظها,والعمل بها,بل
الا يقلدوا اليهود فى انهم يتكلمون بالشريعة والانبياء ولا يفعلون تعاليمها,بل يطبقون
حفظا وفعلا,والنصوص سبق ذكرها
ب- الذى الغى العمل بالناموس والانبياء هو بولس,فاذا قال المسيح قولا وقال بولس عكسه
من نطيع ولمن نسمع؟للمسيح ام لبولس؟..ا
تسمع وصايا المسيح ام بولس؟..والمسيح يقول:-انتبه
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-14-21)(الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني.والذي يحبني يحبه ابي وانا احبه واظهر له ذاتي)
*(فإن قلتم يا مسيحيين,ان قول المسيح (ما جئت لانقض بل لاكمّل
بان اكماله يعنى انه جاء لافتداء العالم بصلبه ,من الخطية الاصلية,
وبالتالى لاحاجة للناموس,لانه افتدى بنى ادم من لعنة الخطية الاصلية
فنرد ونقول:-انتبه
اولا:الاكمال لايعنى الازالة,او الالغاء,لغة ومعنى وفهما....الاكمال يعنى الاضافة على وجه العموم,سواء باضافة احكام جديدة,
اوتعديل بعض الاحكام,تخفيفا او تغليظا وتشديدا,ولكن ليس الغاء الاصل ابدا
ثانيا:قول المسيح ماجئت لانقض..ليس له الا معنى واحد..انه ماجاء ليهدم او يلغى الناموس(الشريعة) والا فكيف يؤكد انه ماجاء
ليهدم او يلغى الناموس ويكون الاكمال فى نهاية نفس الجملة بمعنى الالغاء للناموس!! وسبق ان اوضحنا معنى الاكمال
ثالثا:لايوجد نص واحد تكلم فيه السيد المسيح عن الخطية الاصلية او عن ادم عليه السلام,او انه جاء ليفتدينا منها,فمن اين اتيتم ايها الم
المسيحيون ان معنى الاكمال(بل لاكمل) هو الافتداء من الخطية الاصلية بالصلب ,المشكلة هى ان المسيحيين تركوا اقوال المسيح الذى
اكد على العمل بالناموس (الشريعة) والانبياء حفظا وعملا.. واتبعتم كلام بولس الذى جعل المسيح نفسه لعنة,وقد جعل الناموس لعنة
ايضا..فصار المسيح لعنة افتدتهم من لعنة..هل هذا منطق؟
(الفانديك)(الرسالة الى غلاطية)(Gal-3-13)(المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة.)
رابعا:اذا القصاص العين بالعين والسن بالسن ,هوشريعة التوراة, وهو شريعة الانجيل,وهو شريعة القرآن..هو امر الله الذى نزلت
به التوراة والانجيل والقرآن..على موسى وعيسى المسيح ومحمد عليهم جميعا صلوات الله وسلامه عليهم جميعا..لان المرسل واحد
وهو الله فإذا اتهمتم دين الاسلام والقرآن بعدم التسامح فقد اتهمتم التوراة والانجيل..اليهودية والمسيحية بعدم التسامح ايضا
وما ادراكم ما التوراة ..هى الجزء الاكبر من كتابكم...منزلها هو الهكم..ام ان هذه النصوص قد اضيفت اليها للتوراة فهى محرفة
بغض النظر عن اختلافنا معكم فيما فسرتم وتأولتم به العهد القديم ء ليس حسب ما تعتقدون هو المصدر الاساسى للبشارة والنبوءات الخاصة
بالعهد الجديد والمسيح؟!!؟ ...عهدكم الجديد مليئ باقتباسات من العهد القديم ..والتى اكد على العمل بناموسها وشريعتها السيد المسيح
ومنها احكام القصاص موضع الشبهه
*ويبقى انكم باثارتكم هذه الشبهة ,لم تكشفوا عن مزية لعقيدتكم,بل كشفتم عن عن عدم التزامك بتعاليم السيد المسيح ,وان ماتتبعون هو تعاليم بولس
..الذى هدم تعاليم المسيح هدما من اولى بالاتباع المسيح ام بولس اذا تعارض قول هذا مع قول ذاك
--------------------------------------------
فإذا قلتم اذا الاسلام لم يأتى بجديد وانتحل من التوراة وتعاليمها واحكامها؟!؟
أ-هل عندما نجد فى الانجيل امر المسيح باتباع الناموس (شريعة موسى)والانبياء ,فهل نقول ان الانجيل انتحلها من التوراة؟!؟!؟
ب-هل عندما ذكر الانجيل الوصايا على لسان المسيح وامره باتباعها وهى موجودة فى التوراة,يكون انتحالا للانجيل من التوراة؟!؟
ج-لكن لان المرسل واحد,هو الله سبحانه وتعالى,وتعددت الرسل,لانهم ارسلوا فى ازمنة مختلفة,لاجيال مختلفة,لابلاغ رسالة الله
د-تعدد الانبياء فى العهد القديم مع اعادة ذكر كثير منهم لاحكام واقوال ذكرها من قبلهم انبياء سبقوهم,هل هم ينتحلون ممن سبقهم من؟؟
الانبياء؟,ام لانهم قد ارسلوا فى ازمنة لاحقة فكانت رسالتهم بامر السماء,ان يؤكدوا على احكام معينة,ارسل بها من قبلهم؟!؟ولكن
الناس او استهانوا بها..كما فعل اليهود كانوا يقولون ويتكلمون باشريعة والانبياء ولا يعملون بها..كما قال السيد المسيح ,لذلك اكد عليها
ه-ولذلك فيما يخص احكام القصاص والشريعة التى القى بها جانبا المسيحيين رغم تأكيد المسيح على العمل بها وحفظها..,انزلها الله
فى القرآن ليأمر الناس بالعمل بها بعد ان اصبح اليهود يقولون بها ولايطبقونها ولايعملون بها,ووضعوها طى النسيان..والغاها المسيحيون
*فإذا قال مسيحى اذا كان الامر تكرار لما فى التوراة فما الجديد الذى اتى به الاسلام؟؟
نقول الجديد :- انتبه
اولا:اعادة التأكيد على هذه الاحكام والعمل بها وقد ترك تنفيذها اليهود ,والغاها المسيحيون
ثانيا:تشريع القصاص فى التوراة لازم وواجب التنفيذ ولا يوجد خيار اخر,.اما فى القرآن
ففيه تخفيف وخيار اخر ,وهو دعوة للتسامح لكن بعد اقامة العدل ,واعطاء الحق لاهله
حينما نتحدث عن الحق. فعين بعين وسن بسن هى أبجدية الحق. فمن الحق أن يكون
الجزاء من جنس العمل .وحينما نتحدث عن التسامح فهو لا يتعارض مع الحق بل مكمل له
فالتسامح معناه التنازل طواعية ودون إجبار عن حق لإعلاء مبدأ أكثر رحمة..وهذ ما
ينشده الاسلام من صاحب الحق ولكن يجعل له الخيار اما ان يأخذ حقه وهذا حقه..
واما ان يتسامح وهذا يشجعه عليه الاسلام ويحفزه عليه.والهدف ان يكون التسامح نابع ممن
هو صاحب الحق وليس اجبارا له,فلا يكون مظلوما ومجبر ان يتسامح,وهذا قمة العدل
فجعل لولى الدم,.اى من يطلب بقتل الجانى جزاء له فى قتله انسان قريب له ابنا او اخا او
والدا له الخيار او الاختيار بين ان يطلب القصاص من الجانى او قبول الدية بدلا من قتل الجانى
وهو استبقاء للارواح عند التراضى والصفاء..وهذا ليس موجود فى التوراة..
هذا تشريع جديد يضيف مساحة من التسامح ولكن ليس بالجبر ولكن بالاختيار مع تحفيز التسامح
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178
ثالثا:وضع تشريع حازما فى حالة التراضى وقبول الدية..فالعفو يكون بقبول الدية..ان تطلب
الدية بالمعروف باسلوب حسن,وعلى القاتل او من ينوب عنه ان يؤديه اليه بأحسان واجمال,تحقيقا
لصفاء القلوب وشفاء لجراح النفوس..اما اذا اعتدى قابل الدية بعد ان قبلها يتوعده الله بالعذاب
فى الاخرة ويتعين قتله..لان الاعتداء بعد التراضى والقبول نكث للعهد واهدار للتراضى واثارة
للشحناء فلا يجوز له ان يعود فينتقم ويعتدى...فالصاحب الدم او الحق ان يأخذ حقه بان يطلب
قتل الجانى .,وليس من يلومه هذا حق..ويحفزه الاسلام ان يعفوا.فإذا وافق,وهو باختياره
الحر,فلا يجوز له ان يعود فيقتل الجانى بعد ان رضى بالتصالح والتسامح واخذ الدية
اذا ايهما اكثر تسامحا اليهودية والمسيحية..ام الاسلام
بل ان فى الشريعة اليهودية يقتل الرجل اذا تسبب ثور له فى موت انسان,وكان يعلم ان ثوره هذا نطاحا
وهذا قمة التشدد فى الشريعة اليهودية وعدم التسامح,الذى ليس موجودا فى الاسلام
(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-29)(ولكن ان كان ثورا نطّاحا من قبل وقد أشهد على صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلا او امرأة فالثور يرجم وصاحبه ايضا يقتل.)
إذا كان لا ينازع في أن جذور التسامح وفي الوقت نفسه ثمراته هي صفات معينة مثل الرحمة والعفو والصبر، فيلاحظ أن القرآن الكريم كرر ذكر الرحمة والرأفة والعفو والصفح والمغفرة والصبر أكثر من تسعمائة مرة.
وقد ذكرت صفات لله أو للقرآن أو للنبي صلى الله عليه وسلم وفي ضمن ذلك دعوة الإنسان إلى الاتصاف بها، أو ذكرت في مجال مدحها والأمر بها.
وذلك مثل قوله تعالى: هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [الحشر: 22]، إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [البقرة :143]، كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام:54]، قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]، فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ [الأنعام:157]، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]، وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: 13]، وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [التغابن:14]، وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى:40]، فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ژ [الزخرف:89]، وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:134]، قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ [الجاثية:14]، وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [الشورى: 43] وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [آل عمران:186]، وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا ژ [إبراهيم:12]، وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا [المزمل:10]، ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد: 17].
يمكن للقارئ بعد تأمل ما ذكر أن يسأل هذا السؤال: هل يوجد كتاب دين أو كتاب تربية في أي ثقافة (غير الإسلام ) يعطي مساحة للمعاني المذكورة في سعة المساحة التي أعطاها القرآن؟ أو هذا السؤال: هل يوجد دين أو ثقافة غير الإسلام أعطى عناية مثل هذه العناية في التربية على التسامح؟
كنا نشير فيما سبق إلى القرآن، ولكن لم نُشرْ إلى الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التربية على المعاني المذكورة والتي يمكن أن تضمها مجلدات.
كما لم نُشرْ إلى مكتبات كاملة من مؤلفات علماء الإسلام التي تعتمد على القرآن والأحاديث النبوية في هذا الموضوع.
إن التسامح بمعنى عدم العدوان قيمةً مطلقةً فريضة على كل مسلم إذ يعني ذلك العدل، والعدل مطلوب من كل واحد لكل أحد في كل حال، لقوله تعالى: "كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ [المائدة: 8]، والتسامح بمعنى البر ومقابلة السيئة بالحسنة، أمر مطلوب ومرغوب ما لم يترتب عليه إعانة على الظلم أو خذلان للمظلوم أو انتهاك لمبدأ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
إن تحديد اليونسكو للتسامح قريب من التصور الإسلامي للتسامح، حيث تقرر اليونسكو "أنه يتفق تماماً مع احترام حقوق الإنسان القول بأن الأخذ بالتسامح لا يعني التسامح تجاه الظلم الاجتماعي، أو تنازل الإنسان عن معتقداته، أو التغاضي عن بعضها، إنه يعني أن تكون للإنسان الحرية في التزام ما يعتقده وقبول حرية الآخر في الالتزام بما يعتقده، إنه يعني قبول حقيقة أن البشر بحكم الطبيعة يختلفون في صورهم وأوضاعهم ولغاتهم وسلوكهم وقيمهم، ولهم الحق في أن يعيشوا في سلام وأن يكونوا كما هم. التسامح يعني تسليم الإنسان بأن عقائده يجب أن لا تفرض على الآخر".
التسامح ـ في الإسلام ـ لا يعني الإخلال بالعدل، لقد فطنت إلى هذا المستشرقة الإيطالية LAURA VECCIA VAGLIERIحين قالت: في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد امتزج فيه التسامح والعدل، الخصلتان الأكثر نبلاً في الإنسان. من السهل أن نورد على هذا أمثلة كثيرة من سيرته) (1).
(واما انا فاقول لكم لاتقاوموا الشربل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا) فى المسيحية
هل يعنى هذا ان المسيحيةاكثر تسامحا,والاسلام غير متسامح؟....ابن الوليد ebn-elwaleed
ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,صلى الله عليه وسلم
اما بعد:-انتبه
الايات موضع الشبهة,هى:-انتبه
(المائدة)(o 45 o)وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ)
فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون )انتبه
وهذه الاحكام كانت بدءً لبنى اسرائيل لليهود..وتعالى نرى تفسير الجلالين,ماذا يقول:-انتبه
وكتبنا) فرضنا (عليهم فيها) أي التوراة (أن النفس) تقتل (بالنفس) إذا قتلتها (والعين)
تفقأ (بالعين والأنف) يجدع (بالأنف والأذن) تقطع (بالأذن والسن) تقلع (بالسن) وفي قراءة بالرفع في الأربعة
(والجروح) بالوجهين (قصاص) أي يقتص فيها إذا أمكن كاليد والرجل ونحو ذلك وما لا يمكن فيه الحكومة
وهذا الحكم وإن كتب عليهم فهو مقرر في شرعنا
(فمن تصدق به) أي بالقصاص بأن مكن من نفسه (فهو كفارة له) لما أتاه
(ومن لم يحكم بما أنزل الله) في القصاص وغيره (فأولئك هم الظالمون)
ولنجمع الامر كله,ايضا لننظر الاية 178 بسورة البقرة,التى تتحدث فى نفس الموضوع,ماذا تقول:- انتبه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178
دعونا الان نناقش الامر بحيادية ,ومنطقية.وحياد تام,هيا معا نبحث عن الحقيقة
1-القصاص هو احكام الهية نزلت بها التوراة قبل ان ينزل بها القرآن,وهو جزء من الناموس(شريعة موسى) عليه السلام وعلى نبينا محمد ازكى الصلاة واطيب السلام
انظروا ماورد بالتوراة:انتبهوا
*(الفانديك)(التثنية)(Dt-19-21)(لا تشفق عينك.نفس بنفس.عين بعين.سن بسن.يد بيد.رجل برجل)
*(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-23)(وان حصلت اذيّة تعطي نفسا بنفس)
(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-24)(وعينا بعين وسنا بسن ويدا بيد ورجلا برجل)
(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-25)(وكيّا بكي وجرحا بجرح ورضّا برضّ.)
*(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-28)(واذا نطح ثور رجلا او امرأة فمات يرجم الثور ولا يؤكل لحمه.واما صاحب الثور فيكون بريئا.)
(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-29)(ولكن ان كان ثورا نطّاحا من قبل وقد أشهد على صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلا او امرأة فالثور يرجم وصاحبه ايضا يقتل.)
فهل الله لم يكن متسامحا فى العهد القديم,وكان متشددا قاسيا,كذا كانت تعاليم التوراة؟
2-:هل القصاص موجود فى الانجيل,نعم موجود,اين هذا
*(الفانديك)(انجيل متى)(Mt-5-17)(لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل.)
*(الفانديك)(انجيل متى)(Mt-23-2)(قائلا.على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون.)
(Mt-23-3)(فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه.ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون.)
*(الفانديك)(انجيل متى)(Mt-7-12)(فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم.لان هذا هو الناموس والانبياء)
السيد المسيح يقول:انه ماجاء لينقض الناموس اى يلغيه او يهدمه,بل ليكمله
بل جاء امره واضحا لتلاميذه ان يحفظوا كل ماقال لهم الكتبة والفريسيون,بل ويفعلوه
بل يؤكد على ان يعملوا بما يعلمهم الكتبة والفريسيون, ولا يفعلوا مثلهم انهم يقولون ولا يفعلون
وماذا كان يقول الكتبة والفريسيون وماذا كانوا يعلمون؟, وفيما كانوا يتكلمون ويعلمون؟..الشريعة والانبياء
اى ماورد بالشريعة وكتب الانبياء..اذا المسيحيون مطالبون بحفظ الناموس والانبياء ومنها احكام القصاص, والعمل بها
طبقا لامر السيد المسيح..والنصوص الخاصة بالشريعة (الناموس) والانبياء موجودة بين ايديهم,فى العهد القديم
فلم يكن هناك حاجة لتكرارها,وانما امر بحفظها واتباعها على الاجمال,كما يرد احيانا,كما هو مكتوب,اى موجود بالعهد القديم
فإذا قالوا ان الشريعة كانت بالعهد القديم
نقول لهم: انتبه
أ-المسيح لم يلغ العمل بالشريعة والانبياء,بل اكد على حفظها,والعمل بها,بل
الا يقلدوا اليهود فى انهم يتكلمون بالشريعة والانبياء ولا يفعلون تعاليمها,بل يطبقون
حفظا وفعلا,والنصوص سبق ذكرها
ب- الذى الغى العمل بالناموس والانبياء هو بولس,فاذا قال المسيح قولا وقال بولس عكسه
من نطيع ولمن نسمع؟للمسيح ام لبولس؟..ا
تسمع وصايا المسيح ام بولس؟..والمسيح يقول:-انتبه
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-14-21)(الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني.والذي يحبني يحبه ابي وانا احبه واظهر له ذاتي)
*(فإن قلتم يا مسيحيين,ان قول المسيح (ما جئت لانقض بل لاكمّل
بان اكماله يعنى انه جاء لافتداء العالم بصلبه ,من الخطية الاصلية,
وبالتالى لاحاجة للناموس,لانه افتدى بنى ادم من لعنة الخطية الاصلية
فنرد ونقول:-انتبه
اولا:الاكمال لايعنى الازالة,او الالغاء,لغة ومعنى وفهما....الاكمال يعنى الاضافة على وجه العموم,سواء باضافة احكام جديدة,
اوتعديل بعض الاحكام,تخفيفا او تغليظا وتشديدا,ولكن ليس الغاء الاصل ابدا
ثانيا:قول المسيح ماجئت لانقض..ليس له الا معنى واحد..انه ماجاء ليهدم او يلغى الناموس(الشريعة) والا فكيف يؤكد انه ماجاء
ليهدم او يلغى الناموس ويكون الاكمال فى نهاية نفس الجملة بمعنى الالغاء للناموس!! وسبق ان اوضحنا معنى الاكمال
ثالثا:لايوجد نص واحد تكلم فيه السيد المسيح عن الخطية الاصلية او عن ادم عليه السلام,او انه جاء ليفتدينا منها,فمن اين اتيتم ايها الم
المسيحيون ان معنى الاكمال(بل لاكمل) هو الافتداء من الخطية الاصلية بالصلب ,المشكلة هى ان المسيحيين تركوا اقوال المسيح الذى
اكد على العمل بالناموس (الشريعة) والانبياء حفظا وعملا.. واتبعتم كلام بولس الذى جعل المسيح نفسه لعنة,وقد جعل الناموس لعنة
ايضا..فصار المسيح لعنة افتدتهم من لعنة..هل هذا منطق؟
(الفانديك)(الرسالة الى غلاطية)(Gal-3-13)(المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة.)
رابعا:اذا القصاص العين بالعين والسن بالسن ,هوشريعة التوراة, وهو شريعة الانجيل,وهو شريعة القرآن..هو امر الله الذى نزلت
به التوراة والانجيل والقرآن..على موسى وعيسى المسيح ومحمد عليهم جميعا صلوات الله وسلامه عليهم جميعا..لان المرسل واحد
وهو الله فإذا اتهمتم دين الاسلام والقرآن بعدم التسامح فقد اتهمتم التوراة والانجيل..اليهودية والمسيحية بعدم التسامح ايضا
وما ادراكم ما التوراة ..هى الجزء الاكبر من كتابكم...منزلها هو الهكم..ام ان هذه النصوص قد اضيفت اليها للتوراة فهى محرفة
بغض النظر عن اختلافنا معكم فيما فسرتم وتأولتم به العهد القديم ء ليس حسب ما تعتقدون هو المصدر الاساسى للبشارة والنبوءات الخاصة
بالعهد الجديد والمسيح؟!!؟ ...عهدكم الجديد مليئ باقتباسات من العهد القديم ..والتى اكد على العمل بناموسها وشريعتها السيد المسيح
ومنها احكام القصاص موضع الشبهه
*ويبقى انكم باثارتكم هذه الشبهة ,لم تكشفوا عن مزية لعقيدتكم,بل كشفتم عن عن عدم التزامك بتعاليم السيد المسيح ,وان ماتتبعون هو تعاليم بولس
..الذى هدم تعاليم المسيح هدما من اولى بالاتباع المسيح ام بولس اذا تعارض قول هذا مع قول ذاك
--------------------------------------------
فإذا قلتم اذا الاسلام لم يأتى بجديد وانتحل من التوراة وتعاليمها واحكامها؟!؟
أ-هل عندما نجد فى الانجيل امر المسيح باتباع الناموس (شريعة موسى)والانبياء ,فهل نقول ان الانجيل انتحلها من التوراة؟!؟!؟
ب-هل عندما ذكر الانجيل الوصايا على لسان المسيح وامره باتباعها وهى موجودة فى التوراة,يكون انتحالا للانجيل من التوراة؟!؟
ج-لكن لان المرسل واحد,هو الله سبحانه وتعالى,وتعددت الرسل,لانهم ارسلوا فى ازمنة مختلفة,لاجيال مختلفة,لابلاغ رسالة الله
د-تعدد الانبياء فى العهد القديم مع اعادة ذكر كثير منهم لاحكام واقوال ذكرها من قبلهم انبياء سبقوهم,هل هم ينتحلون ممن سبقهم من؟؟
الانبياء؟,ام لانهم قد ارسلوا فى ازمنة لاحقة فكانت رسالتهم بامر السماء,ان يؤكدوا على احكام معينة,ارسل بها من قبلهم؟!؟ولكن
الناس او استهانوا بها..كما فعل اليهود كانوا يقولون ويتكلمون باشريعة والانبياء ولا يعملون بها..كما قال السيد المسيح ,لذلك اكد عليها
ه-ولذلك فيما يخص احكام القصاص والشريعة التى القى بها جانبا المسيحيين رغم تأكيد المسيح على العمل بها وحفظها..,انزلها الله
فى القرآن ليأمر الناس بالعمل بها بعد ان اصبح اليهود يقولون بها ولايطبقونها ولايعملون بها,ووضعوها طى النسيان..والغاها المسيحيون
*فإذا قال مسيحى اذا كان الامر تكرار لما فى التوراة فما الجديد الذى اتى به الاسلام؟؟
نقول الجديد :- انتبه
اولا:اعادة التأكيد على هذه الاحكام والعمل بها وقد ترك تنفيذها اليهود ,والغاها المسيحيون
ثانيا:تشريع القصاص فى التوراة لازم وواجب التنفيذ ولا يوجد خيار اخر,.اما فى القرآن
ففيه تخفيف وخيار اخر ,وهو دعوة للتسامح لكن بعد اقامة العدل ,واعطاء الحق لاهله
حينما نتحدث عن الحق. فعين بعين وسن بسن هى أبجدية الحق. فمن الحق أن يكون
الجزاء من جنس العمل .وحينما نتحدث عن التسامح فهو لا يتعارض مع الحق بل مكمل له
فالتسامح معناه التنازل طواعية ودون إجبار عن حق لإعلاء مبدأ أكثر رحمة..وهذ ما
ينشده الاسلام من صاحب الحق ولكن يجعل له الخيار اما ان يأخذ حقه وهذا حقه..
واما ان يتسامح وهذا يشجعه عليه الاسلام ويحفزه عليه.والهدف ان يكون التسامح نابع ممن
هو صاحب الحق وليس اجبارا له,فلا يكون مظلوما ومجبر ان يتسامح,وهذا قمة العدل
فجعل لولى الدم,.اى من يطلب بقتل الجانى جزاء له فى قتله انسان قريب له ابنا او اخا او
والدا له الخيار او الاختيار بين ان يطلب القصاص من الجانى او قبول الدية بدلا من قتل الجانى
وهو استبقاء للارواح عند التراضى والصفاء..وهذا ليس موجود فى التوراة..
هذا تشريع جديد يضيف مساحة من التسامح ولكن ليس بالجبر ولكن بالاختيار مع تحفيز التسامح
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178
ثالثا:وضع تشريع حازما فى حالة التراضى وقبول الدية..فالعفو يكون بقبول الدية..ان تطلب
الدية بالمعروف باسلوب حسن,وعلى القاتل او من ينوب عنه ان يؤديه اليه بأحسان واجمال,تحقيقا
لصفاء القلوب وشفاء لجراح النفوس..اما اذا اعتدى قابل الدية بعد ان قبلها يتوعده الله بالعذاب
فى الاخرة ويتعين قتله..لان الاعتداء بعد التراضى والقبول نكث للعهد واهدار للتراضى واثارة
للشحناء فلا يجوز له ان يعود فينتقم ويعتدى...فالصاحب الدم او الحق ان يأخذ حقه بان يطلب
قتل الجانى .,وليس من يلومه هذا حق..ويحفزه الاسلام ان يعفوا.فإذا وافق,وهو باختياره
الحر,فلا يجوز له ان يعود فيقتل الجانى بعد ان رضى بالتصالح والتسامح واخذ الدية
اذا ايهما اكثر تسامحا اليهودية والمسيحية..ام الاسلام
بل ان فى الشريعة اليهودية يقتل الرجل اذا تسبب ثور له فى موت انسان,وكان يعلم ان ثوره هذا نطاحا
وهذا قمة التشدد فى الشريعة اليهودية وعدم التسامح,الذى ليس موجودا فى الاسلام
(الفانديك)(الخروج)(Ex-21-29)(ولكن ان كان ثورا نطّاحا من قبل وقد أشهد على صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلا او امرأة فالثور يرجم وصاحبه ايضا يقتل.)
إذا كان لا ينازع في أن جذور التسامح وفي الوقت نفسه ثمراته هي صفات معينة مثل الرحمة والعفو والصبر، فيلاحظ أن القرآن الكريم كرر ذكر الرحمة والرأفة والعفو والصفح والمغفرة والصبر أكثر من تسعمائة مرة.
وقد ذكرت صفات لله أو للقرآن أو للنبي صلى الله عليه وسلم وفي ضمن ذلك دعوة الإنسان إلى الاتصاف بها، أو ذكرت في مجال مدحها والأمر بها.
وذلك مثل قوله تعالى: هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [الحشر: 22]، إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [البقرة :143]، كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام:54]، قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]، فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ [الأنعام:157]، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]، وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: 13]، وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [التغابن:14]، وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى:40]، فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ژ [الزخرف:89]، وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:134]، قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ [الجاثية:14]، وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [الشورى: 43] وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [آل عمران:186]، وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا ژ [إبراهيم:12]، وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا [المزمل:10]، ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد: 17].
يمكن للقارئ بعد تأمل ما ذكر أن يسأل هذا السؤال: هل يوجد كتاب دين أو كتاب تربية في أي ثقافة (غير الإسلام ) يعطي مساحة للمعاني المذكورة في سعة المساحة التي أعطاها القرآن؟ أو هذا السؤال: هل يوجد دين أو ثقافة غير الإسلام أعطى عناية مثل هذه العناية في التربية على التسامح؟
كنا نشير فيما سبق إلى القرآن، ولكن لم نُشرْ إلى الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في التربية على المعاني المذكورة والتي يمكن أن تضمها مجلدات.
كما لم نُشرْ إلى مكتبات كاملة من مؤلفات علماء الإسلام التي تعتمد على القرآن والأحاديث النبوية في هذا الموضوع.
إن التسامح بمعنى عدم العدوان قيمةً مطلقةً فريضة على كل مسلم إذ يعني ذلك العدل، والعدل مطلوب من كل واحد لكل أحد في كل حال، لقوله تعالى: "كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ [المائدة: 8]، والتسامح بمعنى البر ومقابلة السيئة بالحسنة، أمر مطلوب ومرغوب ما لم يترتب عليه إعانة على الظلم أو خذلان للمظلوم أو انتهاك لمبدأ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
إن تحديد اليونسكو للتسامح قريب من التصور الإسلامي للتسامح، حيث تقرر اليونسكو "أنه يتفق تماماً مع احترام حقوق الإنسان القول بأن الأخذ بالتسامح لا يعني التسامح تجاه الظلم الاجتماعي، أو تنازل الإنسان عن معتقداته، أو التغاضي عن بعضها، إنه يعني أن تكون للإنسان الحرية في التزام ما يعتقده وقبول حرية الآخر في الالتزام بما يعتقده، إنه يعني قبول حقيقة أن البشر بحكم الطبيعة يختلفون في صورهم وأوضاعهم ولغاتهم وسلوكهم وقيمهم، ولهم الحق في أن يعيشوا في سلام وأن يكونوا كما هم. التسامح يعني تسليم الإنسان بأن عقائده يجب أن لا تفرض على الآخر".
التسامح ـ في الإسلام ـ لا يعني الإخلال بالعدل، لقد فطنت إلى هذا المستشرقة الإيطالية LAURA VECCIA VAGLIERIحين قالت: في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد امتزج فيه التسامح والعدل، الخصلتان الأكثر نبلاً في الإنسان. من السهل أن نورد على هذا أمثلة كثيرة من سيرته) (1).
تعليق