المسيح عليه السلام بدايته ونهايته # دراسة واعية من نصوص الانجيل كتبها حنظلة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

حنظلة اكتشف المزيد حول حنظلة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حنظلة
    0- عضو حديث
    • 2 يول, 2008
    • 25

    المسيح عليه السلام بدايته ونهايته # دراسة واعية من نصوص الانجيل كتبها حنظلة










    بسم الله الرحمن الرحيم















    المسيح عليه الســلام



    بدايته ونهايته
















    إهداء



    إلى حبيبي في الله عز وجل




    sheekhy


    sheekhy


    sheekhy


    حنظلة
    7ndhala


    08 - 07 - 2008











    بسم الله الرحمن الرحيم



    مقدمة



    الأخ الحبيبmO3az- نفع الله به



    الحمد لله ، والصلاة والسلام على جميع رسل الله


    أما بعد ...


    إن هذا البحث اليسير لم يُكتب من أجل الإستهزاء بالمسيح عليه السلام ، بل كُتب من أجل إظهار الحق ، ومن أجل معرفة المسيح الحقيقي .
    هل المسيح الحقيقي جاء ليصلب من أجل مغفرة خطيئة آدم عليه السلام غير المحدودة ؟ .
    هل المسيح الحقيقي هو الإله المتجسد ؟ .
    هل المسيح الحقيقي ذكرته كتب النصارى بهذه الصفات ؟ .

    إنّ كاتب هذا البحث أراد أنْ يُوضح لنا شخصية المسيح عليه السلام الحقيقية . وأُحبُّ منك حين تقرأه ألاَّ تقرأه على سبيل الحرب في الحوار ، ولكن اقرأه كشخص عاقل محايد ، يَحكم الأمور بعقله ، ويتدبر كلام المسيح عليه السلام من حيث مجيئه وسبب إرساله و تعاليمه .

    وقبل أن تبدأ قراءتك ، اعلم - هداني الله وإياك - أنّ المسيح بالنسبة لنا رسولٌ كريم من أولي العزم من الرسل ، نكرمُه ونوقرُه ، بل إنّ من كفر به من المسلمين فقد كفر بدين الإسلام بالكلية .

    إن هذا البحث لا يُقلل من شأن المسيح عليه السلام ، بل يُنزله منزلته التي أنزلـَه اللهُ عز وجل إياها .






    وقد تكلم كاتبه في عدة أفكار عن الآتي :

    1- المسيح عليه السلام رسول مكرم أرسله الله عز و جل ، وليس إلهاً كما يدعي البعض .
    2- المسيح عليه السلام لم يأتِ ليصلب من أجل تكفير الخطيئة الأصلية كما ادعى البعض كذباً
    وبهتاناً .
    3- اليهود كانوا ينتظرون المسيح النبي الرسول ، وليس المسيح الإله .
    4- جاء المسيح عليه السلام يدعو إلى عبادة الله عز و جل وحده .
    5- آمن المعاصرين من أتباع يسوع عليه السلام به على أنه المسيح النبي الرسول ، وليس الإله المتجسد .
    6- حياة المسيح عليه السلام وتعاليمه الصحيحة ، وليس ما نعايشه من تَقَوُّل عليه ممن جاؤا من بعده .


    لا أريد منك إلا أن تقرأ وتستوعب كلام المسيح عليه السلام استيعاباً صحيحاً سليماً ، ولا تُلزم نفسك بإيمانٍ لم يدعيه المسيح عليه السلام ولم يؤمن به أتباعه الحقيقيون .












    -mO3az


    بسم الله الرحمن الرحيم



    مقدمة


    بعد أن كتبت هذه الكلمات عن المسيح عليه السلام ، وشرعت في كتابة تقديم له كما نصحني بعض إخواني ممن أحبهم وأسمع لهم ، لم أجد ما أكتب . ولكن طاردتنى بعض نصوص العهد الجديد وأخذت تتراءى أمامي وكأنها تُعبِّر عن واقع أليم يجتر مرارة التاريخ الذي يعيد نفسه ، فقط تغيرت أسماء أبطاله ولكن الأحداث والكلمات واحدة .
    وكأني بابن مريم عليهما السلام يقف ويقول لنصارى اليوم ما قاله لليهود من ألفي سنة : "حسناً تنبأ إشعياء عنكم أنتم المرائين ! كما هو مكتوب : هذا الشعب يكرمني بشفتيه ، وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً ، وباطلاً يعبدونني وهم يُعلِّمون تعاليم هي وصايا الناس ، لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس " .
    مرقس 7 : 6 - 8 .

    بل كأني بابن مريم عليهما السلام يلتفت إلى الأحبار والرهبان ويقول لهم فى شجاعة ورباطة جأش : " ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤن ! لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس ، فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون " متى 23 - 13 .

    بل كأني بابن مريم عليهما السلام يقول : " ليس كل من يقول لي : يا رب ، يارب ! يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات ".

    كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم : يا رب ، يا رب ، أليس باسمك تنبأنا ، وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة ؟ فحينئذ أصرح لهم : إني لم أعرفكم قط ! اذهبوا عني يا فاعلي الأثم ! " .
    متى 7 : 21 - 23 .

    لا أجد كلمات تسعف ، لكني سأترك كتاب القوم يتحدث . ليس لضعف حجة أو لقلة حيلة أو لثقل في اللسان . ولكن القوم كلما برزنا لهم نراهم قد وضعوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ، فماذا عسانا أن نفعل إلا أن نسود الورقات بالكلمات فلعل نزراً منها يقع تحت عين فاحصة وعقل واع وقلب سليم . فتكون كبذرة التحمت بتربة خصبة قد تثمر فيها ثمار اليقين .


    7ndhala



    المحتوى



    أولا ً: البـــــــــدايــــــــــــــة

    ثانياً : الانتظار والترقب

    ثالثا:ًالجهر بالدعوة

    وهنـــــــا وقـفــــــــــــــات

    رابعا ً: حيرة اليهود في أمر المسيح

    خامساً: المسيح يزيل الشكوك ليتم البلاغ

    سادسا ً: ما هو المطلوب من بني اسرائيل ؟

    إكرام الابن هو إكرام الآب
    أعمــــال اللهومشيئته
    ومرثا شهدت له كذلك
    الصـلاة الختامية

    سابعا ً : ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون

    ثامنا ً: لم يقم نـبي من الجليل!!
    الـنـــــــهـــــــــا يـــــــــــــــــــة







    أولا ً: البـــــــــدايــــــــــــــة


    كان بدءذكر المسيح عليه السلام في سفر إشعياء النبي :
    " روح السيد الرب عليّ ، لأن الرب مسحني لأبشرالمساكين ، أرسلني لأعصب منكسري القلب ، لأنادي للمسبيين بالعتق ، وللمأسورين بالإطلاق ، لأنادي بسنة مقبولة للرب ، وبيوم انتقام لإلهنا ، لأعزي كل النائحين " إشعياء 61 : 1 - 2 .
    إن المبشر به في سفر إشعياء النبي لم يُمسح من قِبل الرب لكي يفدي البشر من خطية أزلية ورثوها عن أبيهم الأول ، لكنه يبشر المساكين بالحياة الابدية، جاء يدعو إلى عتق إسرائيل من أيدي الحكام الظالمين ، ورجال الدين المفسدين ، ليطلق من أسروه وخدعوه بوصايا وتقاليد لم يأتِ بها موسي عليه السلام في الناموس ، والأهم من كل ما سبق ، جاء المسيح يدعو اليهود الغلاظ أن يحترموا ربهم ، ويتركوا عبادة المال والمادة ، ويعودوا لعبادة واهب المال و واجد المادة ، جاء المسيح ينذرهم بيوم الدينونة ، حيث يُنتقم فيه لله عز وجل ممن كفر به وبرسله ، وقتل النبيين ، جاء ليُطبب الأرض من جراح إسرائيل العاصية ، ويمسح عنها دمع نُواحها على أفضل بنيها ، الذين قتلهم اليهود.
    في إنجيل متـّى أفرد المسيح عليه السلام مثلا ًعن حال إسرائيل مع ربها فقال :
    " كان إنسان رب بيت غرس كرما ً، وأحاطه بسياج ، وحفر فيه معصرة وبنى برجا ً ، وسلمه إلى كرامين وسافر ، ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذ أثماره ، فأخذ الكرامون عبيده ، وجلدوا بعضا ً، وقتلوا بعضا ً ورجموا بعضا ً ، ثم أرسل أيضا ًعبيداً آخرين ، أكثر من الأولين ، ففعلوا بهم كذلك ، فأخيراً أرسل إليهم ابنه قائلا ً : يهابون ابنى"متى 21 : 33 - 37 .
    لقد أرسل المسيح عليه السلام كغيره من الرسل من أجل أن يأخذ لله حقه من العباد ، وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا .
    فعندما سُئل المسيح عليه السلام عن أعظم الوصايا قال : "إن أول كل الوصايا هى : اسمع يا إسرائيل ، الرب إلــهنا رب واحد ". مرقس 12 : 29 .
    فهناك إله واحد أحد لا شريك له ، ومن يؤمن بهذا فسيرث الحياة الإبدية كما قال يسوع عليه السلام : "وهذه هى الحياة الأبدية : أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته".يوحنا 17 : 3 .
    أىْ يقروا بالشهادتين ، بأن الله هو الإله الحق وحده ، وأن يسوع هو المسيح المرسل من عند الله عز وجل.



    ثانيا: الانتظار والترقب


    المسيح المخلص كان محط انتظار الجميع ، وهكذا يكون الحال عندما يسود الظلم ويحل الظلام .
    جاء في العهد الجديد : " ولما وُلد يسوع فى بيت لحم اليهودية ، فى أيام هيرودس الملك ، إذا مجوس من المشرق قد جاؤا إلى أورشليم قائلين :أين هو المولود ملك اليهود ؟ فإنا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له . فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه ، فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم : " أين يولد المسيح " ؟ " متى 2 : 1 - 4 .
    وعندما بدأ يوحنا عليه السلام يمهد الطريق أمام المسيح ظن اليهود أنه هو المسيح ، لأنهم كانوا ينتظرونه ."وإذا كان الشعب ينتظر ، والجميع يفكرون فى قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح" ولكن يوحنا عليه السلام ينفى أن يكون هو نفسه المسيح ، وقال لليهود الذين سألوه عن شخصيته عندما كان يعمد : " إني لست أنا المسيح " يوحنا 1 : 20 "بل إني مرسل أمامه" يوحنا 3 : 28 .
    الشاهد أن اليهود كانوا ينتظرون المسيح المخلص ، وكانوا يتوسمون في كل بار أن يكون هو مسيحهم المنتظر .









    ثالثا:- الجهر بالدعوة


    لقد أعلن يسوع عليه السلام منذ البداية أنه هو المسيح وصرح بهذا في بلدته " الناصرة " التي كان يعيش فيها منذ عودته من مصر صغيراً في حجر أمه حتى مقتل يوحنا عليه السلام وانتقاله إلى كفرناحوم .
    " وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى . ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ ، فدُفع إليه سفر إشعياء النبي ، ولما فتح السفر وجد المَوْضع الذي كان مكتوبا ًفيه " روح الرب عليَّ ، لأنه مسحني لأبشر المساكين ، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب ، لأنادي للمأسورين بالإطلاق ، وللعمي بالبصر ، وأُرسلَ المنسحقين في الحرية ، وأكرز بسنة الرب المقبولة " . ثم طوى السفر وسلمه إلى الخادم . وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه ، فابتدأ يقول لهم " إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم " .
    لوقا 4 : 16 - 21
    هكذا أعلنها يسوع عليه السلام . إنه هو المسيح المبشر به فى العهد القديم.

    وهنـــــــا وقـفــــــــــــــات

    1 -أن يسوع عليه السلام نفسه أعلن هدف رسالة المسيح كما جاء فى سفر إشعياء النبى عليه السلام ، وهو نشر العدل ، وتعريف الناس بحقوق الله عز و جل . ولم يذكر أنه أعلن فى الناصرة أنه المسيح حامل خطية البشر المزعومة .
    2 - عندما رفضته الناصرة قال لهم كلمة خالدة نسوقها بلا تعليق وهي : " ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفى بيته".
    متى 13 : 57 ،، مرقس 6 : 4 ،، لوقا 4 : 24 ،، يوحنا 4 : 44 .
    3 - عندما كفرت الناصرة به ، ضرب لهم مثالا ً باثنين من الأنبياء الذين أوذوا في سبيل الله مثله فقال: "وبالحق أقول لكم:إن أرامل كثيرة كن فى إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر ، لما كان جوع عظيم في الأرض كلها ، ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها ، إلا إلى صرفة صيداء ، وبرص كثيرون في إسرائيل في زمان أليشع النبي ، ولم يطـَهـَّـر واحد منهم إلا نعمان السرياني"لوقا 4 : 25 - 27.
    ولقد تكرر ذكر يسوع عليه السلام لإخوانه الأنبياء في العهد الجديد كثيراً ومن ذلك .. " لأنه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزاً ولا يشرب خمراً فتقولون به شيطان ، جاء ابن الانسان يأكل ويشرب ، فتقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة "
    لوقا 7 : 33 - 34 .

    ملحوظة : قدم الأخ الحبيب Memo -D نفع الله به مقترحا ً بالإضافة الآتية : -
    إن رسالة يسوع عليه السلام كانت نفسها رسالة يوحنا المعمدان عليه السلام فقد قال الثاني : " توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " .
    متى 3 : 2 .
    وقال الأول للرسل الإثنى عشر عندما أرسلهم إلى خراف بيت إسرائيل الضالة : " اكرزوا قائلين : إنه قد اقترب ملكوت السماوات " .
    متى 10 : 7 .
    وأضاف : أن التبشير بملكوت الله هو هدف إرساله كما قال يسوع عليه السلام بنفسه : " إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضا ً بملكوت الله ، لأني لهذا قد أ ُرسلت " لوقا 4 : 43 .
    انتهت الإضافة الأولى من الأخ الحبيب Memo -D نفع الله به .

    وقال يسوع عليه السلام كذلك : "لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى ، كذلك يكون ابن الإنسان أيضا ً لهذا الجيل ، ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم ، لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان ، وهو ذا أعظم من سليمان هنا ، رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه ، لأنهم تابوا بمناداة يونان ، وهو ذا أعظم من يونان هنا " لوقا 11 : 30 - 32 .
    وقال : "وكما كان في أيام نوح كذلك يكون في أيام ابن الانسان " لوقا 17 : 26 .
    وقال : "كذلك أيضاً كان في أيام لوط ..... ..... هكذا يكون في اليوم الذى يظهر فيه ابن الانسان" لوقا 17 : 28 - 30 .
    إن استشهادات يسوع عليه السلام بأحداث وقعت في أزمنة أنبياء جاؤا قبله مثل إيليا وأليشع ويونان وسليمان ونوح ولوط عليهم السلام ، وإسقاط حالهم على واقعه مع بني إسرائيل إنما يدل على أن حاله مثل حال هؤلاء الأنبياء ، وإلا َّ فإذا كان هو" الله " فلا وجه البته لإجراء هذه المقارنات ، وأخذ العبر من نتائجها ، لأن المقارنة إنما تجري بين نظيرين ، وإلا َّ فإن كانت بين متفاوتين فلا مساغ للإستشهاد بها.




    رابعا ً: حيرة اليهود في أمر المسيح


    الظاهر أن العهد القديم لم يذكر من أي سبط من أسباط إسرائيل سيخرج المسيح ، لأنه ببساطة سيولد من أم بلا أب ، والمولود إنما ينسب لأبيه ، هذا ما أفهمه من قول قوم من أهل أورشليم عن يسوع عليه السلام : "أليس هذا هو الذي يطلبون أن يقتلوه ، وها هو يتكلم جهاراً ولا يقولون له شيئا ً ، ألعل الرؤساء عرفوا يقينا ً أن هذا هو المسيح حقا ً؟، ولكن هذا نعلم من أين هو، وأما المسيح فمتى جاء لايعرف أحد من أين هو" .
    يوحنا 7 : 25 - 27 .
    كما أن يهود الناصرة لما أعلن لهم يسوع عليه السلام أنه هو المسيح تعجبوا !!
    في بشارتي متى ومرقس يُذكر أنهم تعجبوا من تعليمه ومن القوات التي كان يصنعها مع أن متـّى نفسه يقول : " ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم " متى 13 : 58 .
    ومرقس يقول : " ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة ، غير أنه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم " مرقس 6 : 5 .
    بينما لوقا يخبرنا أن يسوع لما دُفع إليه سفر إشعياء النبي كما سبق وذكرنا ، وأخذ يقرأ منه النبؤة عن المسيح ، ثم قال إن هذا الكلام قد تم اليوم . فإن اليهود تعجبوا !!
    وهل كل من يقرأ سفر إشعياء يتعجب منه الناس وإن زعم أنه المسيح ؟! .
    ما وجه العجب إذا ً ؟ .
    الذي أفهمه من النص أنهم تعجبوا من إعلانه بأنه هو المسيح الذى ينتظرونه ،لأن المسيح لم يكن معلوما ً من أي سبط سيأتي ، أما يسوع عليه السلام فكان معلوما ً لهم .
    لقد قال يهود الناصرة : " أليس هذا ابن يوسف ؟ " لوقا 4 : 22 .
    إنهم يلمحون إلى أنه معروف لديهم ، ومسيح إسرائيل المنتظر غير معروف .
    كلامهم هذا يدل على أحد أمرين لا ثالث لهما /
    الأول : أن يسوع عليه السلام عندما ولد من غير أب لم يعلم أحد بهذا ، ونـُسب إلى يوسف النجار سرا ً. وساعتها يكون كفر اليهود به كـ " ابن ٍ لله الحي " _ فى الزعم النصراني _ كلاما ًغير مقبول ، بل تكون عملية الإيمان والكفرعلى هذا النحو تمثيلية هزلية من يسوع . إذ ْ كيف يظل ثلاثين عاما ًمعروف عنه أنه ابن يوسف النجار ، ثم يأتي يطلب منهم أن يؤمنوا به على أنه ابن الله الحى ؟! .

    الثاني : أن يسوع عليه السلام لما ولد من غير أب قد شاع عنه هذا ، وأن اليهود رموا أمه مريم بالفاحشة ونسبوه إلى خطيبها يوسف النجار ، ولما جاء يسوع عليه السلام ليخبرهم بأنه هو المسيح ، منعهم من اتهامه بأنه ابن زنى آيةٌ قد حدثت جعلتهم لايجرؤن على التفوه بها .
    وقد جاء في العهد الجديد : " ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهوعلى ما كان يظن ابن يوسف بن هالي "لوقا 3 : 23 .
    لقد كان اليهود يعرفون يسوع حتى بلغ الثلاثين من عمره بأنه ابن يوسف النجار . وعلى هذا فإن القلب ليطمئن إلى أن اليهود كانوا ينسبون يسوع عليه السلام إلى يوسف النجار من علاقة زنى مع مريم العذراء .
    ولهذا تعجب اليهود من إعلان يسوع عليه السلام لهم بأنه هو المسيح الذي ينتظرونه ، وقالوا: أليس هذا ابن يوسف ؟! . ولكن هذا نحن نعرف من أين أتى ، أما المسيح فمتى جاء لا نعرف من أين يأتي !! .



    خامسا: المسيح يزيل الشكوك ليتم البلاغ


    قام يسوع عليه السلام بدفع الشبهة التي أثارها بعض اليهود عنه عندما قالوا : "ولكن هذا نعلم من أين هو ، وأما المسيح فمتى جاء لايعرف أحد من أين هو".
    فقال يسوع عليه السلام: "تعرفونني وتعرفون من أين أنا ، ومن نفسي لم آت ، بل الذي أرسلني هو حق ، الذي أنتم لستم تعرفونه ، أنا أعرفه لأني منه ، وهو أرسلني "
    يوحنا 7 : 27 - 28 .
    لقد أخبرهم يسوع عليه السلام أنكم تعرفون كيف ولدت بدون أب ، ولكنكم كذبتم بالآيات التي تثبت لكم أنني المسيح الذي أرسله الله ، فكيف تقولون بعد ذلك إنه لايعلم أحد من أين يأتي المسيح ؟! .
    لقد صرف فكرهم من النظر القريب إلى النظر البعيد ، فأخبرهم أن المسيح المبشر به في سفر إشعياء هو ممسوح من قبل الله عز وجل ، فكيف يقال إنه لا يُعرف من أين يأتي !! .
    ولكن على ما يبدوا أنهم لم يصدقوه ، فشرع يثبت لهم أن المسيح ليس ابنا ً لداود . فالتمس يوما ً كان الفريسيون مجتمعين فيه فسألهم قائلا ً : " ماذا تظنون فى المسيح ؟ . ابن من هو؟. قالوا له : ابن داود . قال لهم : فكيف يدعوه داود بالروح ربا ً قائلا ً :قال الرب لربي : اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك . فإن كان داود يدعوه رباً ، فكيف يكون ابنه؟ ". متى 22 : 41 - 45 .
    لقد سألهم يسوع عليه السلام عن كيفية بنوة المسيح لداود عليه السلام ؟! مع أن داود عليه السلام يدعو المسيح سيدا ً .
    فكيف يدعو الأبُ ابنـَه ويقول له يا سيدي ؟!
    إذا ً فالمسيح ليس من نسل داود عليهما السلام ،لأن المسيح وُلد من غير أب فلا ينسب لأب ، وساعتها ينطبق عليه أنه لايُعلم من أين هو.

    ملحوظة : تقدم بها الأخ الحبيب pharmaman7نفع الله به
    قال : من الأولى التنبيه على أن قوله : قال الرب لربي معناها قال الله عز و جل لسيدي .
    فكلمة الرب الأولى يقصد بها الله . أما كلمة الرب الثانية فيقصد بها السيد المسيح عليه السلام . وهذا قد ورد في الترجمة العربية المبسطة ط 3 / 2005 :
    قال لهم يسوع عليه السلام : إذاً كيف دعاه داود سيداً عندما قال وهو مقاد بالروح : قال الرب لسيدي .
    .......... فإن كان داود يدعو المسيح سيداً ، فكيف يكون ابنه ؟ .
    والكلام الذي استشهد به يسوع عليه السلام مأخوذ من المزمور 110 : 1 .اهـ

    ولكن يعترضنا نص في بشارة لوقا جاء فيه أن ملاكاً ظهر لمريم ليبشرها بيسوع فقال لها : " هذا يكون عظيما ً، وابن العلي يُدعى ، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" لوقا 1 : 32.

    أولا ً: البشارة هذه لم تأت إلا فى إنجيل لوقا ، ولوقا ليس من التلاميذ الذين عاصروه ، بل وليس من السبعين الذين أرسلهم يسوع عليه السلام كما ذكر لوقا نفسه : "وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضا ً ، وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعاً أن يأتي " لوقا 10 : 1 .
    بل إن لوقا نفسه يعترف بأنه لم يعاين ولم يشاهد ، بل إنه نقل ممن عاين الأحداث فقال : "إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة " لوقا : 1 : 1 - 2 .
    إذاً لوقا لم يعاين ولم يكن من خدام الكلمة ، فكيف وصلت إليه حكاية الملاك الذي بشر مريم عليها السلام بابن العلي الذى يرث كرسي أبيه داود عليه السلام ؟ .
    هل أوحي إليه بهذا ؟ ، فكيف يوحى إلى لوقا ولم يكن من التلاميذ ولامن الرسل ولايذكر متـّى ولا يوحنا شيئاً عن بشارة الملاك لمريم عليها السلام وهما _ أى متـّّى ويوحنا _ من التلاميذ الأولين في زعم النصارى .
    ملحوظة : لم يثبت بالمنهج العلمي الصحيح الذي تذعن له العقول وتطمئن إليه النفوس أن واحداً من الأناجيل الأربعة المعتمدة لدى النصارى صحت نسبته إلى اسم الكاتب الذي صُدِّرت به كل بشارة ، بل ولم نعرف من هم متى ومرقس ولوقا ويوحنا على وجه التحديد ؟!. اهـ

    ثانيا ً: يسوع عليه السلام نفسه ينفي أن يكون هو ملك اليهود . لقد سأله بيلاطس : " أأنت ملك اليهود ؟ "فأجابه يسوع عليه السلام :
    "مملكتي ليست من هذا العالم ، لو كانت مملكتي من هذا العالم ، لكان خدامى يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود ولكن الآن ليست مملكتي من هنا" يوحنا 18 : 33 - 36 .
    فمن نصدق ؟ . أنصدق ملاك لوقا أم نصدق يسوع عليه السلام الذي نفى أن يكون ملك اليهود؟.
    أنا أعرف حال يسوع عليه السلام ، ولا أعرف حال لوقا ، وعليه فإنني أصدق يسوع الرسول ، ولا أصدق لوقا البشير .
    وبناءاً عليه فإن بشارة الملاك لا نطمئن إليها نقلاً ولا عقلا ً ، وإن سلمنا بصحتها فإن عندنا ما يدفعها كذلك وهو :
    أنها تُحمل بمعناها المجازي وهو وراثة كرسي النبوة عن داود عليه السلام ، أما كلمة " أبيه " فهي من باب نسبة المولود من بلدة أحد العظماء إلى هذا العظيم . ومعلوم أن يسوع عليه السلام ولد في نفس البلدة التي ولد فيها داود كما جاء في العهد الجديد : " إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " لوقا 2 : 11 .

    ملحوظة : المسيح الرب بمعنى المسيح السيد لأن الأنبياء كلهم سادات قومهم كما قال بولس في إحدي رسائله: " رأس كل رجل هو المسيح . وأما رأس المرأة فهو الرجل . ورأس المسيح هو الله "
    كورنثوس 1 / 11 : 3 .
    فالرجل سيد على المرأة ، والمسيح سيد على كل رجل ومن تحته ، والله هو القاهر فوق عباده . اهـ


    ومن النصوص التي تؤيد أن المولود في بلدة كان ينسب إلي أعظم من ولد فيها ما قاله متـّى عن يسوع عليه السلام أنه ذهب إلى نواحي صور وصيداء . " وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة : ارحمني يا سيد يا ابن داود ! ابنتي مجنونة جدا " متى 15 : 22 .
    لقد نسبت المرأة الكنعانية _ وهى من خارج اليهودية وأورشليم _ يسوععليه السلام إلى داود مع أنها لا تعرفه . فقالت له : " يا سيد ". فيبدو أنها سمعت أن هناك إنسان من مدينة داود عليه السلام يشفي الناس فخرجت سريعا ً إليه تستنجد به أن يشفي ابنتها .
    ومن النصوص التي تعضد هذا أن جموع الشعب عند دخول يسوع عليه السلام إلى أورشليم أخذت تهتف له : " أُوصَنَّّا لابن داود ! " متى 21 : 9 .
    مع أنه كان قد أعلن أن المسيح لا يصح أن ينسب إلى داود كما سبق الإشارة إلى ذلك . ورغم هذا نسبته الجموع إلى داود باعتبار ولادته في بلدته . والله أعلى وأعلم . اهـ





    سادسا ً: ما هو المطلوب من بني اسرائيل ؟


    لم يُطلب منهم إلا أن يشهدوا أن الله هو الإله الحقيقي ، وأن يشهدوا أن يسوع هو المسيح عليه السلام .
    قال يسوع عليه السلام للمرأة السامرية : " كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ،ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية ".
    إن الحياة الأبدية التي كان يحدث المرأة السامرية عنها هي الآخرة ، التي هي خير وأبقى من الحياة الدنيا .
    والطريق إلى الحياة الأبدية يبدأ بالإيمان بأن يسوع هو المسيح ، فإن آمنت إسرائيل به ، فقد قبلوا رجل الله الذي سيعلمهم كيف يعبدوا الله عزوجل كما يريد الله من عباده أن يعبدوه ، وليس حسب وصايا الشيوخ وتقاليد الناس .
    ثم قالت له المرأة السامرية بعد أن أخبرها عن أمر غيبي في حياتها : " أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح ، يأتي ، فمتى جاء ذلك يخبرنا بكل شيء " .
    فأعلن لها يسوع عليه السلام أمره صراحة حتى يقيم الحجة ، ويتم البلاغ .فقال : " أنا الذي أكلمك هو" .
    فذهبت المرأة السامرية إلى قومها فقالت : "هلموا انظرواإنساناً قال لي كل ما فعلت ، ألعل هذا هوالمسيح ؟ " .
    من كلام المرأة السامرية يتبين لنا أن السامرة كذلك كانت تنتظرالمسيح المخلص ، وأنه إنسان ستجري معجزات وآيات على يديه.
    "فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة التى كانت تشهد أنه قال لي كل ما فعلت ".
    ولما مكث عندهم مدة يومين ، قالت السامرة للمرأة : " إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن ، لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم " يوحنا 4 : 1 - 42 .
    ملحوظة : قولهم " المسيح مخلص العالم " لا يفهم منه البشرية بأكملها ، ولكن يفهم منه العالم اليهودي . لأن المسيح نفسه قال لتلاميذه :
    " بل اذهبوا بالحري إلى بيت إسرائيل الضالة " متى 10 : 6 .
    وقال عن نفسه : " لم أرسل إلا إلى بيت إسرائيل الضالة " متى 15 : 24 .
    وقال : " أنا كلمت العالمعلانية ، أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائماً . وفي الخفاء لم أتكلم بشيء " يوحنا 18 : 20 .

    إكرام الابن هو إكرام الآب

    والآن يمكننا أن نقول الآتي : إن الإيمان االمطالب به اليهود هو أن يؤمنوا بأن يسوع الإنسان الآتي من قبل الله عز وجل ، والمؤيد بآيات وقوات عظيمة ، هو المسيح الذى بُشِّر به في العهد القديم ، وجاء ليكمل ناموس موسى عليه السلام .
    ومن كذبه وكفربه فقد خسر الحياة الأبدية ، لأن الدينوية بواسطة الابن ، وقد دُفعت إليه من الله ، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله عزوجل.
    قال يسوع عليه السلام " : الآب لا يدين أحداً ، بل قد أعطى كل الدينوية للابن ،لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب ، من لايكرم الابن لايكرم الآب الذي أرسله . الحق الحق أقول لكم : إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ، ولا يأتي إلى دينوية ، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة " يوحنا 5 : 22 - 24 .
    سؤال : ما المقصود بـ " من يسمع كلامي " في النص السابق ؟ هل المقصود إلقاء الأذن لألفاظ تخرج من فم متكلم ؟ أم يقصد الإستجابة لتعاليمه ووصاياه ؟ .
    لو كان المقصود بالسمع هو المعنى الأول لكان اليهود الذين سمعوا كلام المسيح ولم يؤمنوا به لهم الحياة الأبدية ، لكن المقصود هو الإستجابة له ، والإيمان بأنه رسول الله عز وجل ، لأن الأعمال التي يعملها تشهد له بأنه أتى من عند الله عز وجل .

    والنصوص توضح لنا هذا المعنى /
    جاء في العهد القديم : " وبغضب وغيظ أنتقم من الأمم الذين لم يسمعوا" ميخا 5 : 15 .
    أى أعرضوا ولم يستجيبوا .
    وفي العهد الجديد : " الذي من الله يسمع كلام الله ، لذلك أنتم لستم تسمعون ، لأنكم لستم من الله " يوحنا 8 : 47 .
    ولستم تسمعون : أىْ لستم تؤمنون .
    إذاً المحك الذى وضع عليه اليهود هو الإيمان بأن يسوع هو المسيح عليه السلام ، والاستجابة لتعاليمه ووصاياه كأي نبي مرسل من قبل الله عز وجل .

    أعمــــال اللهومشيئته

    سأل التلاميذ يسوع عليه السلام يوما ً قائلين : " ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله ؟ ". أجاب يسوع وقال لهم " هذا هو عمل الله ، أن تؤمنوا بالذي هو أرسله "يوحنا 6 : 28 - 29 .
    وأضاف قائلاً : "لأن هذه هى مشيئة الذي أرسلني ، أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير " يوحنا 6 : 40 .
    وقال مؤكداً لكلامه : " الحق الحق أقول لكم : من يؤمن بي فله حياة أبدية" يوحنا 6 : 47.
    ثم نأتي في آخر الإصحاح إلى كلمات حاسمة في معرفة كيفية الوصول إلى الحياة الأبدية ، عندما تخلى عن يسوع بعض تلاميذه وتركوه ، التفت إلى الإثنى عشر وقال لهم : " ألعلكم أنتم تريدون أن تمضوا ؟ .
    فأجابه سمعان بطرس : يا رب ، إلى من نذهب ؟ كلام الحياة الأبدية عندك .
    ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي " يوحنا 6 : 67 - 69 .
    فهذا النص يثبت أن الإيمان المطلوب للفوز بالحياة الأبدية يكمن في معرفة أن يسوع هو المسيح الذي بشر به الأنبياء ، وجاء ذكره في الكتب .

    ملحوظة : قول بطرس ليسوع عليه السلام : " يارب " بمعنى يا سيد كما تخبرنا الترجمات الأخرى مثل الأخبار السارة والترجمة العربية المشتركة .
    وقوله : " أنت المسيح ابن الله الحي " تعني المسيح قدوس الله كما جاء في جميع الترجمات العربية ماعدا ترجمة الفانديك .
    وكلمة " الحي " تعود على لفظ الجلالة " الله " وليس على المسيح ، لأن الله حي لا يموت ، بينما المسيح مات . اهـ

    ومرثا شهدت له كذلك

    مات لعازر أخو مريم ومرثا ، فذهب يسوع عليه السلام مع تلاميذه من أجل أن يقيمه وقال : " لعازر مات . وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك ، لتؤمنوا .ولكن لنذهب إليه "
    يوحنا 11 : 14 - 15 .
    عزيزى القارىء :احفظ كلمة " لتؤمنوا " معك ولنذهب بها مع يسوع عليه السلام إلى مرثا ومريم .
    جاء يسوع عليه السلام إلى مرثا ومريم ، فلما علمت مرثا أنه حضراستقبلته قائلة : " ياسيد ، لو كنت ههنا لم يمت أخي !لكني الآن أيضاً أعلم أن كل ما تطلب يعطيك الله إياه .
    قال لها يسوع عليه السلام : سيقوم أخوك .
    قالت له مرثا : أنا أعلم أنه سيقومفى القيامة ، فى اليوم الأخير.
    قال لها يسوع : أنا هو القيامة والحياة ، من آمن بي ولو مات فسيحيا ، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد . أتؤمنين بهذا ؟" . يوحنا 11 : 21 - 26 .
    أطلب منك عزيزى القارىء أن تستحضر كلمة يسوع عليه السلام لتلاميذه التي استحفظتك إياها وهى " لتؤمنوا " وتطابق بينها وبين قوله لمرثا :
    " أتؤمنين بهذا ؟ " .
    إنها مطالبة بالإيمان بأن يسوع هو المسيح عليه السلام ، الذي له أن يعطي الحياة الأبدية لمن عرفه وآمن به .
    فقالت له مرثا : " نعم ياسيد قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله ، الآتي إلى العالم "
    يوحنا 11 : 27 .

    ملحوظة : قدم الأخ الحبيبMemo -Dنفع الله به مقترحاً بالإضافة الآتية :
    يظن بعض النصارى أن قول يسوع عليه السلام لمرثا : أنا هو القيامة والحياة . كان يقصد به أنه هو الله .
    ولكن الرد على هذا يكمن في طيات القصة نفسها ، فمرثا التي سيقوم يسوع عليه السلام بإقامة أخيها من الأموات عندما سألها : أتؤمنين بهذا ؟
    أجابته : قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله ، ولم تفهم من كلامه أنه هو الله كما يفهم النصارى .
    كما أن يسوع لم يوبخها على فهمها هذا ولم يصحح لها قائلا ً إن قولي : " أنا القيامة والحياة " أعني به أنني أنا الله .
    انتهت الإضافة الثانية من الأخ الحبيبMemo -Dنفع الله به .

    ملحوظة : كلمة المسيح ابن الله كما أنها تـُحمل على معنى " قدوس الله " كما ذكرنا من قبل ، فإنها تحمل على معنى الإنسان البار ، ويؤخذ هذا من كلام قائد المئة الذي كان يحرس الصليب عندما صرخ المعلق عليه ثم أسلم الروح ، وحدثت آيات في الكون جعلته يقول : " حقاً كان هذا ابن الله " متى 27 : 54 .
    بينما في بشارة أخرى يُذكرأنه قال : " بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا ً " لوقا 23 : 47 .
    فالبشارة الثانية توضح أن معنى كلمة " ابن الله " الواردة في البشارة الأولى تعني " الإنسان البار " . اهـ

    الصـلاة الختامية

    أعلن يسوع عليه السلام في صلاته الختامية إلى الله عز وجل بأنه قد بلغ الرسالة وأدى الامانة وذلكعندما رفع عينيه نحو السماء وقال :
    "أيها الآب ، قد أتت الساعة . مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضا ً، إذ ْ أعطيته سلطاناً على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل ما أعطيته . وهذه هي الحياة الإبدية : أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته . أنا مجدتك على الأرض ، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته . والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لى عندك قبل كون العالم . أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتي من العالم ، كانوا لك وأعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك . والآن علموا أن كل ما أعطيتني هو من عندك . لأن الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم وهم قبلوا وعلموا يقينا ً أني خرجت من عندك ، وآمنوا أنك أنت أرسلتني " يوحنا 17 : 1 - 8 .
    لقد قصر يسوع عليه السلامالألوهية الحقيقية على الله عز وجل وحده .
    قصرها على " الآب " الذي يزعم النصارى الضالون أن الآب تعني الأقنوم الأول ، ومع ذلك فإن الأقنوم الأول هو وحده الإله الحقيقي ، وغيره من الأقانيم ومن الناس آلهة باطلة ، لا تستحق أن تعبد ، لأن قصرالألوهية على الآب وحده فيه دليل على بطلانها في حق غيره . ومن يماري في هذا فهو يثبت أن يسوع عليه السلام كان كاذبا ً، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ً .
    إن يسوع عليه السلامقال صراحة أمام رئيس الكهنة : " أنا كلمت العالم علانية ، أنا علمت كل حين في المجمع ، وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما ً ، وفي الخفاءلم أتكلم بشيء " يوحنا 18 : 20 .
    فأين قال يسوع عليه السلام أنا الله ، بل أين قال أنا إله ؟؟ .

    ملحوظة : تقدم الأخ الحبيبMemo -D نفع الله به بهذا التعليق /
    الأولى الاقتصار على طرح السؤال الأول وهو " أين قال يسوع أنا الله ؟ " أو يطرح السؤال الأول مع السؤال الثاني بعد صياغته لتصير الجملة هكذا " أين قال يسوع عليه السلام أنا الله ، بل أين قال أنا الإله المعبود بحق ؟ " .
    لأن يسوع عليه السلام بالفعل إله لأنه يهودي ، واليهود كلهم آلهة .
    بل إن يسوع عليه السلام لم ينكر إنه إله ! ، لكنه ليس الإله المعبود بحق .
    انتهى تعليق الأخ الحبيب Memo -Dنفع الله به .
    التعليق : الأخ الحبيب Memo -D نفع الله به يشير إلى الحوار الذي دار بين يسوع عليه السلام واليهود نسوقه بتمامه :
    قال يسوع عليه السلام : " أنا والآب واحد . فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه .
    أجابهم يسوع : أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي . بسبب أيِّ عمل منها ترجمونني ؟ .
    أجابه اليهود قائلين : لسنا نرجمك لأجل عمل حسن ، بل لأجل تجديف ، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً.
    أجابهم يسوع : أليس مكتوبا ً في ناموسكم : أنا قلت أنكم آلهة ؟ .
    يشير يسوع عليه السلام إلي ما جاء في العهد القديم " أنا قلت إنكم آلهة ، وبنو العلي كلكم "
    مزمور 82 : 6 .
    إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله ، ولا يمكن أن ينقض المكتوب . فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم أتقولون له : إنك تجدف ، لأني قلت : إني ابن الله "
    يوحنا 10 : 30 - 36 .
    على حسب النص لم ينف ِ يسوع عليه السلام عن نفسه أنه إله ، ولكنه لم يثبت كذلك أنه قال : أنا إله . حتى ولو بالمعنى المجازي بالتساوي مع غيره من اليهود . ولكنه عليه السلام أثبت لنفسه أنه ابن الله . وقد فسر أنه يستحق صفة ابن الله لأن الله قدسه وأرسله إلى العالم .
    فأين قال أنا إله ؟؟ .





    سابعا ً : ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون


    بأي شيء كفر اليهود ؟ . هل كفروا بيسوع الإله ؟ . أم كفروا بيسوع المسيح ؟ .
    لقد أخبرهم يوحنا المعمدان عليه السلام _ واليهود يثبتون له النبوة _ : " لست أنا المسيح بل إني مرسل أمامه " يوحنا 3 : 28 .
    وقال لهم يوحنا المعمدان عن يسوع عليه السلام : " الآب يحب الابن وقد دفع كل شىء في يده ، الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية ، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله " يوحنا 3 : 35 - 36 .
    لقد بشرهم يوحنا عليه السلام بالمسيح ، وأنه سيأتي بعده ، وجاءهم يسوع عليه السلام قائلاً لهم أنا هو الذي أنتم تنتظرونه ، وتوعدهم إن لم يؤمنوا به فقال لهم : " إنكم تموتون في خطاياكم ، لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم .
    فقالوا له : من أنت ؟ .
    فقال لهم يسوع : أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به " . يوحنا 8 : 24 - 25 .
    وقالوا له مرة : " إلى متى تعلق أنفسنا ، إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً " .
    أجابهم يسوع عليه السلام : " إني قلت لكم ولستم تؤمنون ، الأعمال التي أعملها باسم أبي هى تشهد لي " يوحنا 10 : 24 - 25 .
    قال لهم في الناصرة صراحة ولم يؤمنوا ، فعل معجزات باسم الله عز وجل لتشهد له أنه المسيح المرسل ، فلم يؤمنوا .
    وذكر في العهد الجديد : " ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها ، لم يؤمنوا به " يوحنا 12 : 37 .
    ورغم كفرهم إلا أن بعضهم آمن به . " غير أنهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به لئلا يصير خارج المجمع . لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله "يوحنا 12 : 42 - 43 .

    لقد أنكروا أنه المسيح حتى اللحظة الأخيرة ، وقال هو : " إني أنا المسيح " حتى اللحظة الأخيرة . فبعد أن قبضوا عليه سأله رئيس الكهنة : " أأنت المسيح ابن المبارك ؟ .
    فقال يسوع عليه السلام : " أنا هو " مرقس 14 : 61 .
    لقد أعلن يسوع عليه السلام ما كان خافياً عليهم ، وجاءهم بالبينات التي تؤيد صدق دعواه ، وتؤكد صحة رسالته ، ولكن اليهود لم يكذبوا ويكفروا به وحسب ، ولكنهم بدأوا يتحينون الفرص ، الواحدة تلو الأخرى من أجل أن يقتلوه ، فواجههم هو بشجاعة وقال لهم : " لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله . هذا لم يعمله إبراهيم . أنتم تعلمون أعمال أبيكم ..أنتم من أب هو إبليس ، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا . ذاك كان قتالاً للناس من البدء " يوحنا 8 : 40 - 41 ، 44 .
    وهذا النص يثبت أن المسيح بشر مرسل ، فهو يقول : " وأنا إنسان" والإله لا يمكن أن يكون إنسانا ً، لأن الإلهَ الحقَ خالقٌ ، والإنسانُ هو المخلوق .
    والنص كذلك يهدم عقيدة الصلب وفكرة الكفارة . فإذا كان قتل يسوع عليه السلام على أيدي اليهود هو الطريق إلى الخلاص ، لما أعلن لهم يسوع عليه السلام أن هذا ليس عمل إبراهيم ، بل هو عمل إبليس الذي كان قتالا ً للناس منذ البداية ، ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق ، بل طريقه طريق ضلال وغواية ، والشيطان هو الذي ساعد على قتل يسوع عليه السلام عندما كان " رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه ، لأنهم خافوا الشعب . فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الإسخريوطى ، وهو من جملة الإثنى عشر. فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه إليهم " . لوقا 22 : 2 - 3 .
    لقد كفر به اليهود رغم أن الآيات قد جرت على يديه ، والقوات التي فعلها ، لاتدل إلا عليه ، أي أنه هوالمسيح المنتظر .
    جاء إليه رجلان يقولان : " يوحنا المعمدان قد أرسلنا إليك قائلا ً : أنت هو الآتي أم ننتظر آخر ؟ .

    وفي تلك الساعة شفى كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة ، ووهب البصر لعميان كثيرين .
    فأجاب يسوع عليه السلام وقال لهما : اذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما . إن العمى يبصرون . والعرج يمشون . والبرص يطـَّهرون والصم يسمعون . والموتى يقومون . والمساكين يبشرون ، وطوبى لمن لا يعثر فيَّ" لوقا 7 : 20 - 23 .
    لقد أخبر يسوع عليه السلام أن الآيات التي أجراها الله عز وجل على يديه ، شاهدة له بأنه هو المسيح الآتي إلى العالم ، والسعيد هو الذي يثبت إيمانه ولا يشك لبرهة في أن يسوع هو المسيح الذي قدسه الله عز وجل وأرسله إلى بني إسرائيل .




    ثامنا ً: لم يقم نـبي من الجليل!!


    كيف كان يرى الناس شخصية المسيح بعيداً عن يسوع عليه السلام بصفة عامة ؟.
    وكيف رأى الناس يسوع عليه السلام بعد أن أعلن أنه المسيح بصفة خاصة ؟؟ .
    في اليوم الأخير العظيم من عيد المظال وقف يسوع عليه السلام ونادي قائلا ً : " إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب ، ومن آمن بي ، كما قال الكتاب ، تجري من بطنه أنهار ماء حي .
    فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا " : هذا بالحقيقة هو النبي .
    آخرون قالوا : هذا هو المسيح ! .
    وآخرون قالوا : ألعل المسيح من الجليل يأتي ؟ ألم يقل الكتاب إنه من نسل داود ، ومن بيت لحم ، القرية التي كان داود فيها ،يأتى المسيح ؟ " يوحنا 7 : 38 ، 40 - 42 .

    ملحوظة : قولهم .. ألم يقل الكتاب إنه من نسل داود .. يشير به إلى بشارة جاءت في صمويل الثاني
    7 : 12 - 16 . وهذه البشارة لا تنطبق على المسيح عليه السلام . بل تنطبق على سليمان بن داود عليهما السلام . ويسوع عليه السلام نفسه نفى أن يكون المسيح ابن داود . اهـ

    وبعد ذلك أخذ اليهود يتجادولون في شخص المسيح . فقام رجل يدعى نيقوديموس وقال : "ألعل ناموسنا يدين إنسانا لم يسمع منه أولاً ويعرف ماذا فعل ؟ .
    أجابوا وقالوا له : ألعلك أنت أيضاً من الجليل ؟ فتش وانظر! إنه لم يقم نـبي من الجليل "يوحنا 7 : 51 - 52 .
    النص هنا يثبت أن شخصية المسيح بصفة عامة الذي سيأتي وينتظره اليهود هو " نـبي " . ولكن اليهود قالوا لنيقوديموس لا يوجد في الكتب ما يشير إلى أن هناك نبـي سيخرج لبيت يعقوب من مدينة الجليل .
    ولتوضيح الفكرة أكثر ، يمكننا أن نجمع النص في " يوحنا 7 : 41 " مع النص في " يوحنا 7 : 52 " لتظهر لنا هذه النتيجة :
    من ترجمة الفانديك / " ألعل المسيح من الجليل يأتي ؟ ، فتش وانظر إنه لم يقم نـبي من الجليل " .
    من الترجمة المشتركة / " أمن الجليل يأتي المسيح ؟ ، فتش تجد أن لا نـبي يظهر من الجليل".
    من الترجمة المبسطة / " أيعقل أن يأتي المسيح من الجليل ؟ ، ابحث في الكتب ولن تجد شيئاً عن نـبي يأتي من الجليل " .

    إذاً يتضح لنا أن اليهود بصفة عامة كانوا ينتظرون مسيحاً نبياً ، ولم يكن ليخطر على بالهم أنْ يزْعُم النصارى أنَّ المسيح ابن الإله ، بَلـْه أن يكون هو الله المتجسد في صورة إنسان .
    ومن الجدير بالذكر أن لقب المسيح لا يقتصر على يسوع عليه السلام دون غيره من الأنبياء .
    فالأنبياء كلهم مسحاء كما في العهد القديم " فلا تمسوا مسحائي ولا تسيئوا إلى أنبيائي " المزمور 105 : 15 .
    غير أن يسوع عليه السلام هو المسيح الرئيس في بني إسرائيل . وهو خاتم أنبياء بيت يعقوب عليه السلام .

    وأما كيف كانت الجموع من الشعب اليهودي تنظرليسوع عليه السلام وهو بينهم ؟ .
    وكيف كان ينظر إليه تلاميذه حتى بعد رفعه إلى السماء ؟ .
    فإن الأناجيل تخبرنا أن الجميع كانوا ينظرون إليه على أنه نـبي مرسل.

    النصـوص تتحـدث ، بـل تتحـدى

    - فلما رأى الفريـسي الذي دعاه ذلك ، تكلم في نفسه قائلا ً : " لو كا هذا نـبيا ً ، لعلم من هذه الإمرأة التي تلمسه ، وما هي ، إنها خاطئة " . لوقا 7 : 39 .
    - فقالت الجموع : " هذا يسوع النـبي الذي من ناصرة الجليل " . متى 21 : 11 .

    - وإذ ْ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا من الجموع لأنه .. أى يسوع عليه السلام .. كان عندهم مثل نـبي. متى 21 : 46 .

    ملحوظة : قوله " مثل نـبي " تعني أنهم كانوا يعتبرونه أو يعدونه نبيا ً كما في الترجمات العربية الأخرى .
    كما أنه لا يختلف معنا أحد أن يوحنا المعمدان كان نـبيا ً . وقد استخدم نفس التعبير معه في ذات بشارة متى/
    - " لأن يوحنا كان يقول له : لا يحل أن تكون لك . ولما أراد .. هيرودس .. أن يقتله خاف من الشعب لأنه كان عندهم مثل نـبي " متى 14 : 5
    - " وإن قلنا من الناس ، نخاف من الشعب ، لأن يوحنا عند الجميعع مثل نـبي" متى 21 : 26 .
    - " وإن قلنا من الناس . فخافوا الشعب . لأن يوحنا كان عند الجميع أنه بالحقيقة نـبي " مرقس 11 : 32 .
    - " وإن قلنا من الناس ، فجميع الشعب يرجموننا لأنهم واثقون بأن يوحنانـبي" لوقا 20 : 6 .
    ومن أوجه المشابهة بين يسوع ويوحنا عليهما السلام والثاني كان نـبيا ً أن يسوع كان يوماً يصلي فلما فرغ من صلاته . قال واحد من تلاميذه : " يا رب ، علمنا أن نصلي كما علم يوحنا أيضا ً تلاميذه " . لوقا 11 : 1 - 4 .
    فالسائل يعلم أن يوحنا المعمدان النـبي قد علم تلاميذه الصلاة ، فأراد من معلمه أن يعلمه كيف يصلون كما علم يوحنا تلاميذه ، ووجه المشابهة هو تطابق صفة المعلم في الحالين وهي النبوة كما هو ظاهر لذوي الألباب . اهـ

    - " فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين : قد قام فينانـبيعظيم وافتقد الله شعبه "
    لوقا 7 : 16 .
    - قالت له المرأة : " ياسيد أرى إنكنـبي"يوحنا 4 : 19
    - فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا : " هذا هو بالحقيقةالنبيالآتي إلى العالم "يوحنا 14 : 6 .
    - فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا " هذا بالحقيقة هوالنبي" يوحنا 7 : 40قالوا : " أيها الأعمى ، ماذا تقول أنت من حيث أنه فتح عينيك ؟ . فقال : إنهنـبي"
    يوحنا 9 : 17 .
    وأما بعد أن رفع المسيح عليه السلام إلى السماء فلم يتغير من الأمر شيىء .. ومازالت النصوص تتحدى :
    - وإذا اثنان منهم .. من الرسل السبعين .. كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة اسمها عمواس. وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث . وفيما هما يتكلمان ويتحاوران ، اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما . ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته . فقال لهما : ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابـسين ؟ .
    فأجاب أحدهما ، الذي يدعى كليوباس وقال له : هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام ؟ .
    فقال لهما : وما هي ؟ .
    فقالا : المختصة بيسوع الناصري ، الذي كان إنسانا ً نـبيا ً مقتدرا ً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب .لوقا 24 : 13 - 19 .

    ملحوظة : تقدم الأخ الحبيبMemo -Dنفع الله به بهذا التعليق الطيب / ..
    إن الاثنين الذين ذكرا في النص السابق ، كانا من السبعين رسولا ً الذين قام يسوع عليه السلام بإرسالهم أمامه لمدن إسرائيل وقال لهم : قولوا لهم : " قد اقترب منكم ملكوت الله " لوقا 10 : 9 .
    وقال لهم أيضا ً : " الذي يسمع منكم يسمع مني ، والذي يرذلكم يرذلني ، والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني " لوقا 10 : 16 .
    لقد قال لهم يسوع عليه السلام هذا لأن التبشير بملكوت الله هو هدف إرساله كما قال يسوع عليه السلام بنفسه : " إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضا ً بملكوت الله ، لأني لهذا قد أ ُرسلت " لوقا 4 : 43
    فهؤلاء الرسل السبعين لهم من الدارية بهدف رسالة يسوع عليه السلام أكثر من غيرهم . وعندما يقول اثنان منهمأن يسوع الناصري كان إنساناً نـبيا ً مقتدراً فلا يجب صرف كلامهما عن ظاهره إلى معاني أخرى .لأن القائل هذا الكلام هو أعلم وأولى بيسوع عليه السلام من غيره. وذلك لأن السبعين رسولاًالذين أرسلهم يسوع عليه السلام ليتحدثوا باسمه لا يمكن أن يكونوا جاهلين بحقيقة مرسلهم . لأن من يرذلهم لا يرذلهم هم ، بل يرذل الله عزوجل . لأن من يرذلهم يكون قد أرذل رسل رسوله . وفي هذا دلالة على عظم شأنهم ، ووفرة علمهم بطبيعة الرسالة ، وطبيعة المرسل .
    وأضاف الأخ الحبيبMemo -Dنفع الله به تعليقا ً هاما ً فقال :
    قال الاثنان اللذان كانا من الرسل السبعين : " أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموتوصلبوه . ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أنيفديإسرائيل " لوقا 24 : 20 - 21 .

    إن الرسولان قالا : إن يسوع الناصري قد صُلب، ولم يتحقق أملهم في أن يفدي إسرائيل .
    لقد قالوا هذا الكلام بعد الصلبوهذا يعني أن الصلبلم يتحقق به الفداء ، وأن اليهود لم يكونوا ينتظرون شخصاً من أجل أن يصلب ولكن من أجل أن يفدي .

    ومن هذا النص نخلص بالحقائق التالية : -
    1 - المسيح ليس الفادي .
    2 - الفداء لا يكون عن طريق الصلب.
    3 - اليهود لم يكونوا منتظرين شخصاً ليصلب.
    4 - اليهود في حاجة إلى فادي آخر .

    واقترح الأخ الحبيب Memo -D نفع الله به إدراج النص الآتي /
    قال بطرس لليهود بعد رفع المسيح عليه السلام : " توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم ، لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب ، ويرسل َ يسوع َ المسيح َ المبشر َ به لكم قبل ..................
    فإن موسى قال للآباء : إن نـبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهـُكم من إخوتكم . له تسمعون في كل ما يكلمكم به . ويكون أن كلل نفس لا تسمع لذلك النبي تـباد من الشعب "
    أعمال الرسل 3 : 19 - 23 .

    ملحوظة : النبؤة التي يتكلم عنها بطرس والتي ذكرت على لسان موسى عليه السلام وردت في سفر التثنية
    18 : 15 - 19 .
    ولقد فهم بطرس من هذه النبؤة أن المقصود بها هو يسوع عليه السلام وأنه نـبي مثل موسى عليه السلام .
    وهذا الكلام عندما يأتي من كبير الرسل الذي نصبه يسوع بنفسه في هذه الدرجة ، فلا يجب أن تلتفت العقول الواعية إلى كلام غيره مهما بلغت درجتهم .

    ملحوظة :البشارة التي وردت في سفر التثنية لا تنطبق على يسوع عليه السلام من قريب ولا من بعيد ، ولكن يعنينا منها أن بطرس نفسه قد استشهد بها في تقرير حال يسوع عليه السلام وأنه نـبي مرسل إلى بني إسرائيل مثله مثل موسى عليه السلام . اهـ

    الـنـــــــهـــــــــا يـــــــــــــــــــة


    يسوع عليه السلام هو المسيح النـبي المبشر به.
    وفي حياته لم يقل أحد عنه إنه إله ولم يقل هوعن نفسه إنه إله .
    كان رجلا ً يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ، بيد أنه كان يوحى إليه من الله كغيره من العباد الذين اصطفاهم ربهم من أجل أن يبلغوا رسالته .



    قال الله عز وجل


    " إِنْ هُوَ إِلاَّ عُبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيل "


    الزخرف .. الآية 59


    *****




    والحمد لله وحده







    شكر واجب


    إلى الإخوة والأخوات


    في غرفة


    Muslim Christian Dialogue



    شكر خاص


    إلـــــــــــــــــ"من أعطوني من وقتهم وعلمهم "ـــــــــــــــــــــــى



    Memo -D


    moroo_1000


    AL_TA3B


    mO3az-


    pharmaman7
    وكتبه


    حنظــــــلة
  • صفي الدين
    مشرف المنتدى

    • 29 سبت, 2006
    • 2596
    • قانُوني
    • مُسْلِم حُرٍ لله

    #2
    السلام عَليكُم
    بارك الله فيك و جزاك كُل خير
    مَوضوع مُبسط و مُنظم جدا
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

    تعليق

    • عبد مسلم
      6- عضو متقدم

      حارس من حراس العقيدة
      • 28 أبر, 2008
      • 991
      • ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من ا
      • عبد مسلم أعمل ان أكون عبدا مؤمنا طاعة لله وديانة له جل وعلا

      #3

      جزاكم الله خيرا
      أستغفرُ اللهَ لِى وللمسلمينَ حتى يرضَى اللهُ وبعدَ رضاه، رضاً برضاه .
      " ... وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّـى لِتَرْضَى"
      اللَّهُمَّ اجعَل مِصرَ وأَهلَهَا وسَائِرَ بِلادِ المسلِميْنَه فِى ضَمانِكَ وأمانِكَ .

      تعليق

      • محمد أمين
        2- عضو مشارك
        • 18 أبر, 2008
        • 119

        #4
        موضوع قيم و جميل، ألف شكر أخي الحبيب!
        " وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. "
        (يوحنا 40:8)

        " ليس الله إنساناً فيكذب. ولا ابن انسان فيندم. هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي. "
        (الأعداد 23:19)

        تعليق

        • حنظلة
          0- عضو حديث
          • 2 يول, 2008
          • 25

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          جزاكم الله خيرا على الدعم بالتعليق الطيب
          شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

          تعليق

          • حنظلة
            0- عضو حديث
            • 2 يول, 2008
            • 25

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            أردت إحياء الموضوع من خلال تحديثه
            أرى أنه فيه فائدة
            أرجو أن أكون قد أصبت

            تعليق

            • فارس الفرسان
              3- عضو نشيط
              • 12 مار, 2008
              • 387
              • ..
              • مسلم

              #7
              بارك الله فيك ...
              حمل كتاب

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 19 ساعات
              ردود 0
              4 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 20 ساعات
              ردود 3
              10 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 20 ساعات
              ردود 0
              5 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
              رد 1
              10 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
              ردود 0
              5 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              يعمل...