بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الدعوة إلى الله عز وجل، أشرف رحلة يرتحلها إنسان، والداعية حال مرتحل في سبيل الله، يحمل دعوته معه أينما سار، كحامل المسك، يتنقل من مكان لآخر، وما يلبث أن يحط في بقعة إلا ويحل منها إلى غيرها، يبيع ويبتاع، ينفع وينتفع، يعطي ويأخذ، ينفق ويحصِّل.
ولطالما قابلنا في أماكن شتى، أو رأينا على شاشات التلفاز رحالة كثيرين، وهم يحملون على ظهورهم كل ما يحتاجون إليه في رحلتهم. ورحلة الدعوة لا تقل شأنًا ولا خطرًا عن هذه الرحلات، التي يستعد لها القائمون بها بالمؤن والذخائر والعُدَّة.
ومن خلال هذه الكلمات – أخي الداعية – نرشدك إلى أهم ما يجب أن تحمله في حقيبتك، طالما اخترت هذه الطريق، وعزمت على المضي في هذه الرحلة، التي منتهاها رضوان الله عز وجل ورحمته، والنعيم المقيم.
كما نرشدك إلى أن بعض هذه الأدوات تستطيع إعداده وحزمه قبل الشروع في السير، وبعضها الآخر تستطيع اكتسابه أثناء الطريق، ولا تخف، فطريق الدعوة محفوف بالمحطات التي تستطيع أن تتزود منها بما نقص من أدواتك، وما فرغ من مؤنك.
الراحلة أولاً
لا بد للمسافر من راحلة تحمله، وراحلتك في هذه الرحلة هي نفسك، ولذا وجب عليك أولاً قبل أن تمتطيها أن تتعرف عليها جيدًا ليسهل عليك قيادها، وتعرف كيف توجهها إلى ما تريده، فلا يفلت زمامها من يدك، فتنحرف بك إلى طريق مخالف، فتتيه وتحتار، وتتفرق بك السبل، وتضيع الوقت الكثير، وتبذل الجهد الكبير قبل أن تتعرف على الطريق من جديد.
كما يجب عليك أيضًا أن تتعلم كيف تصلحها وتؤدبها وتعيدها إلى طاعتك، إن حرنت عليك أو تعطلت بك، وهذا يتطلب منك معرفة نقاط ضعفها وعيوبها وعوراتها، وما الذي يؤثر فيها، فيصلحها أو يفسدها، وذلك عن طريق:
- تدبرك في أحوال نفسك والصدق معها، وتسجيل ما تطلع عليه من أحوالها، والسعي في صيانتها.
- اسأل المقربين إليك ومن يعرفونك عن عيوب نفسك، واطلب منهم أن يخبروك صراحة بذلك دون مجاملة، ولا تحاول أن تدفع عنها أي عيب يصفونها به، بل سجله عندك دون أن تُعَلِّق على ما يقولونه لك، فالناس قد يرون في نفسك ما لا تراه.
والراحلة يلزمها الوقود
وليس من وقود أجود لراحلتك من الصبر، يقول عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بْالصَّبْرِ والصَّلاةِ إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، فلا تدع صبر نفسك ينفد، فصبِّرها وتصبر لها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
الصحبة.. الصحبة
إياك أن تخرج في رحلتك هذه وحدك، فتستوحش الطريق، وتمل من طوله، ويخرج عليك قطاع الطرق فلا تستطيع لهم دفعًا، فيصرفونك عن وجهتك ويسلبون ما معك، بل عليك أن تتخذ رفقة صالحة تعينك على الطريق، تسليك وتملأ وقتك وتسري عنك، وإذا نفد زادك أو وقودك أو علف دابتك، أعطوك مما عندهم، فتبلغ معهم غايتك، يقول عز وجل: (واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ ولا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا واتَّبَعَ هَوَاهُ وكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).
لا تنس العباءة
ولكنها ليست كأية عباءة، بل أغلى عباءة، ورغم ذلك فإنها توهَب ولا تُشتَرَى، يخلعها عليك ملك الملوك، وأكرم الأكرمين، إنها عباءة التوفيق.
وبدون توفيق الله عز وجل، لن تستطيع أن تخطو خطوة واحدة في هذا الطريق، وقد كان شعار الأنبياء والصالحين: (ومَا تَوْفِيقِي إلا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإلَيْهِ أُنِيبُ).
وتستطيع الحصول عليه، بالتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء أن يرزقك إياه، وكذلك اطلب من بعض من تحسبه صالحًا أن يدعو لك بذلك.
زيت التدفئة
وهو ما تحتاج إليه للتدفئة وإنضاج زادك، وهو في رحلتنا هذه يتمثل في الرغبة العارمة في الاستدراك، والإرادة القوية التي لا يتطرق إليها ضعف، وينبغي أن تكون من النوع الجيد المتين، وما أوقع أباك آدم في المعصية إلا أنه مرت عليه لحظة وهنت فيها عزيمته وضعفت إرادته، يقول عز وجل: (ولَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا). ويقول عز وجل: (فَإذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ)، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
البوصلة
وتحتاج إليها لتوجهك طول الطريق، وتعدل مسارك إذا انحرفت، وبوصلتك في هذه الرحلة هي العلم، يقول عز وجل: (إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ)، ويقول: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ).
أما عن صنوف العلم التي يجب أن تتعلمها فهي:
- العلم بالله عز وجل وأسمائه وصفاته، وتحصل عليه عن طريق كتب وأشرطة العقيدة، والتفكر في الكون من حولك.
- العلم بما فرض الله عز وجل عليك وبما نهاك عنه، فتعلم ما يرضيه وما يسخطه، وتتعلم الحلال والحرام، وذلك عن طريق الأخذ عن العلماء ومجالستهم، وإدمان القراءة والاستماع.
- العلم بفقه الدعوة إلى الله عز وجل، وآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالقواعد الشرعية التي تحكمه، وفقه الأولويات والمقاصد.
خير الزاد
وهو ما تقتات به أثناء الطريق، وهو في رحلتنا هذه يتمثل في شيئين:
- تقوى الله عز وجل، حيث قال سبحانه وتعالى: (وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى واتَّقُونِ يَا أولِي الأَلْبَابِ).
- العبادات المختلفة، من فرائض ونوافل.
دواؤك معك
غالبًا ما يحمل المسافر معه بعض الأدوية، يستخدمها إذا ألمَّ به مرض، وقد تكون بعض مقويات تقوي بدنه، وتكسبه مناعة من الأمراض، وفي رحلتنا هذه لا تحتاج إلا إلى دواء واحد فقط، يغنيك ويكفيك ويشفيك من كل الأمراض والعلل، ويقوي مناعتك، ويمنحك القوة، إنه كتاب الله عز وجل، القرآن الكريم، يقول عز وجل: (ونُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ورَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين).
وما من دواء إلا وينبغي أن تأخذه بجرعة معينة، وإذا زادت الجرعة حدثت مضاعفات خطيرة، إلا هذا الدواء، فكلما زِدت من القرآن وكثفتَ الجرعة زاد شفاؤك، وقويت عافيتك.
نوعان من اللباس
فلا شك أن المرتحل يحتاج إلى ملابس تستره وتقيه البرد والحر، وتحتاج في هذه الرحلة إلى نوعين من الملابس:
- لباس التقوى، ولعلك تقول: لقد ذكرناها في الزاد، فأقول لك: وهي أيضًا لباس، فقد قال عز وجل: (ولِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون).
- لباس الذل والافتقار إلى الله عز وجل، واستشعار ضعفك وحاجتك له سبحانه وتعالى، وليكن لسان حالك: (رَبِّ إنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).
حافظ على خيمتك
فستحتاج إليها لتستظل بها، وتركن إليها، وتقيل تحتها، وخيمتك في هذه الرحلة هي الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل، ومناجاته دومًا أن يعينك ويقويك على الاستمرار، وييسر لك الطريق، فهو وحده سبحانه وتعالى مجيب المضطرين، وكاشف السوء، (أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ ويَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ). ويقول عز وجل: (وادْعُوهُ خَوْفًا وطَمَعًا إنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ).
صُـرَّة الذنوب
مفروض عليك أن تحمل معك في هذه الرحلة بعض الأشياء غير المرغوب فيها، على أن يكون في نيتك أن تتخلص منها تباعًا، هذه الأشياء هي ذنوبك، فليس لك فكاك عنها، ضعها نصب عينيك دائمًا، صغائرها وكبائرها.
وأخيرًا.. لا تحمل معك من متاع الدنيا إلا القليل الذي يبلغك إلى مستقرك، وتخفف من العوائق والعلائق، حتى يكون خطوك سريعًا، وتكون من السابقين.
فهل أنت عازم على المضي قُدُمًا في هذه الرحلة؟ أم أنك لن تستطيع معي صبرًا؟.
لا أحد يملك الإجابة غيرك.
ولطالما قابلنا في أماكن شتى، أو رأينا على شاشات التلفاز رحالة كثيرين، وهم يحملون على ظهورهم كل ما يحتاجون إليه في رحلتهم. ورحلة الدعوة لا تقل شأنًا ولا خطرًا عن هذه الرحلات، التي يستعد لها القائمون بها بالمؤن والذخائر والعُدَّة.
ومن خلال هذه الكلمات – أخي الداعية – نرشدك إلى أهم ما يجب أن تحمله في حقيبتك، طالما اخترت هذه الطريق، وعزمت على المضي في هذه الرحلة، التي منتهاها رضوان الله عز وجل ورحمته، والنعيم المقيم.
كما نرشدك إلى أن بعض هذه الأدوات تستطيع إعداده وحزمه قبل الشروع في السير، وبعضها الآخر تستطيع اكتسابه أثناء الطريق، ولا تخف، فطريق الدعوة محفوف بالمحطات التي تستطيع أن تتزود منها بما نقص من أدواتك، وما فرغ من مؤنك.
الراحلة أولاً
لا بد للمسافر من راحلة تحمله، وراحلتك في هذه الرحلة هي نفسك، ولذا وجب عليك أولاً قبل أن تمتطيها أن تتعرف عليها جيدًا ليسهل عليك قيادها، وتعرف كيف توجهها إلى ما تريده، فلا يفلت زمامها من يدك، فتنحرف بك إلى طريق مخالف، فتتيه وتحتار، وتتفرق بك السبل، وتضيع الوقت الكثير، وتبذل الجهد الكبير قبل أن تتعرف على الطريق من جديد.
كما يجب عليك أيضًا أن تتعلم كيف تصلحها وتؤدبها وتعيدها إلى طاعتك، إن حرنت عليك أو تعطلت بك، وهذا يتطلب منك معرفة نقاط ضعفها وعيوبها وعوراتها، وما الذي يؤثر فيها، فيصلحها أو يفسدها، وذلك عن طريق:
- تدبرك في أحوال نفسك والصدق معها، وتسجيل ما تطلع عليه من أحوالها، والسعي في صيانتها.
- اسأل المقربين إليك ومن يعرفونك عن عيوب نفسك، واطلب منهم أن يخبروك صراحة بذلك دون مجاملة، ولا تحاول أن تدفع عنها أي عيب يصفونها به، بل سجله عندك دون أن تُعَلِّق على ما يقولونه لك، فالناس قد يرون في نفسك ما لا تراه.
والراحلة يلزمها الوقود
وليس من وقود أجود لراحلتك من الصبر، يقول عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بْالصَّبْرِ والصَّلاةِ إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، فلا تدع صبر نفسك ينفد، فصبِّرها وتصبر لها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
الصحبة.. الصحبة
إياك أن تخرج في رحلتك هذه وحدك، فتستوحش الطريق، وتمل من طوله، ويخرج عليك قطاع الطرق فلا تستطيع لهم دفعًا، فيصرفونك عن وجهتك ويسلبون ما معك، بل عليك أن تتخذ رفقة صالحة تعينك على الطريق، تسليك وتملأ وقتك وتسري عنك، وإذا نفد زادك أو وقودك أو علف دابتك، أعطوك مما عندهم، فتبلغ معهم غايتك، يقول عز وجل: (واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ ولا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا واتَّبَعَ هَوَاهُ وكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).
لا تنس العباءة
ولكنها ليست كأية عباءة، بل أغلى عباءة، ورغم ذلك فإنها توهَب ولا تُشتَرَى، يخلعها عليك ملك الملوك، وأكرم الأكرمين، إنها عباءة التوفيق.
وبدون توفيق الله عز وجل، لن تستطيع أن تخطو خطوة واحدة في هذا الطريق، وقد كان شعار الأنبياء والصالحين: (ومَا تَوْفِيقِي إلا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإلَيْهِ أُنِيبُ).
وتستطيع الحصول عليه، بالتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء أن يرزقك إياه، وكذلك اطلب من بعض من تحسبه صالحًا أن يدعو لك بذلك.
زيت التدفئة
وهو ما تحتاج إليه للتدفئة وإنضاج زادك، وهو في رحلتنا هذه يتمثل في الرغبة العارمة في الاستدراك، والإرادة القوية التي لا يتطرق إليها ضعف، وينبغي أن تكون من النوع الجيد المتين، وما أوقع أباك آدم في المعصية إلا أنه مرت عليه لحظة وهنت فيها عزيمته وضعفت إرادته، يقول عز وجل: (ولَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا). ويقول عز وجل: (فَإذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ)، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
البوصلة
وتحتاج إليها لتوجهك طول الطريق، وتعدل مسارك إذا انحرفت، وبوصلتك في هذه الرحلة هي العلم، يقول عز وجل: (إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ)، ويقول: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ).
أما عن صنوف العلم التي يجب أن تتعلمها فهي:
- العلم بالله عز وجل وأسمائه وصفاته، وتحصل عليه عن طريق كتب وأشرطة العقيدة، والتفكر في الكون من حولك.
- العلم بما فرض الله عز وجل عليك وبما نهاك عنه، فتعلم ما يرضيه وما يسخطه، وتتعلم الحلال والحرام، وذلك عن طريق الأخذ عن العلماء ومجالستهم، وإدمان القراءة والاستماع.
- العلم بفقه الدعوة إلى الله عز وجل، وآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالقواعد الشرعية التي تحكمه، وفقه الأولويات والمقاصد.
خير الزاد
وهو ما تقتات به أثناء الطريق، وهو في رحلتنا هذه يتمثل في شيئين:
- تقوى الله عز وجل، حيث قال سبحانه وتعالى: (وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى واتَّقُونِ يَا أولِي الأَلْبَابِ).
- العبادات المختلفة، من فرائض ونوافل.
دواؤك معك
غالبًا ما يحمل المسافر معه بعض الأدوية، يستخدمها إذا ألمَّ به مرض، وقد تكون بعض مقويات تقوي بدنه، وتكسبه مناعة من الأمراض، وفي رحلتنا هذه لا تحتاج إلا إلى دواء واحد فقط، يغنيك ويكفيك ويشفيك من كل الأمراض والعلل، ويقوي مناعتك، ويمنحك القوة، إنه كتاب الله عز وجل، القرآن الكريم، يقول عز وجل: (ونُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ورَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين).
وما من دواء إلا وينبغي أن تأخذه بجرعة معينة، وإذا زادت الجرعة حدثت مضاعفات خطيرة، إلا هذا الدواء، فكلما زِدت من القرآن وكثفتَ الجرعة زاد شفاؤك، وقويت عافيتك.
نوعان من اللباس
فلا شك أن المرتحل يحتاج إلى ملابس تستره وتقيه البرد والحر، وتحتاج في هذه الرحلة إلى نوعين من الملابس:
- لباس التقوى، ولعلك تقول: لقد ذكرناها في الزاد، فأقول لك: وهي أيضًا لباس، فقد قال عز وجل: (ولِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون).
- لباس الذل والافتقار إلى الله عز وجل، واستشعار ضعفك وحاجتك له سبحانه وتعالى، وليكن لسان حالك: (رَبِّ إنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).
حافظ على خيمتك
فستحتاج إليها لتستظل بها، وتركن إليها، وتقيل تحتها، وخيمتك في هذه الرحلة هي الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل، ومناجاته دومًا أن يعينك ويقويك على الاستمرار، وييسر لك الطريق، فهو وحده سبحانه وتعالى مجيب المضطرين، وكاشف السوء، (أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ ويَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ). ويقول عز وجل: (وادْعُوهُ خَوْفًا وطَمَعًا إنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ).
صُـرَّة الذنوب
مفروض عليك أن تحمل معك في هذه الرحلة بعض الأشياء غير المرغوب فيها، على أن يكون في نيتك أن تتخلص منها تباعًا، هذه الأشياء هي ذنوبك، فليس لك فكاك عنها، ضعها نصب عينيك دائمًا، صغائرها وكبائرها.
وأخيرًا.. لا تحمل معك من متاع الدنيا إلا القليل الذي يبلغك إلى مستقرك، وتخفف من العوائق والعلائق، حتى يكون خطوك سريعًا، وتكون من السابقين.
فهل أنت عازم على المضي قُدُمًا في هذه الرحلة؟ أم أنك لن تستطيع معي صبرًا؟.
لا أحد يملك الإجابة غيرك.
منقول للفائدة ولا تنسونا من صالح الدعاء