بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله :-
الجزء الثاني في معارضة التطويبات ((موعظة الجبل)) وهذا رابط للجزء الاول
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=10410
ذكر ما في القرآن والسنه .
الاحاديث مخرجه من السلسلة الصحيحه للالباني
أولا: القرآن
الجزء الثاني في معارضة التطويبات ((موعظة الجبل)) وهذا رابط للجزء الاول
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=10410
ذكر ما في القرآن والسنه .
الاحاديث مخرجه من السلسلة الصحيحه للالباني
أولا: القرآن
الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ [الرعد : 29]
شرح مختصر من تفسير العلامة السعدي
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ } .
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أي: آمنوا بقلوبهم بالله وملائكته، وكتبه ورسله واليوم الآخر، وصدقوا هذا الإيمان بالأعمال الصالحة، أعمال القلوب كمحبة الله وخشيته ورجائه، وأعمال الجوارح كالصلاة ونحوها. { طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ } أي: لهم حالة طيبة ومرجع حسن.
وذلك بما ينالون من رضوان الله وكرامته في الدنيا والآخرة، وأن لهم كمال الراحة وتمام الطمأنينة، ومن جملة ذلك شجرة طوبى التي في الجنة، التي يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها، كما وردت بها الأحاديث الصحيحة.
ثانيا : السنه
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أي: آمنوا بقلوبهم بالله وملائكته، وكتبه ورسله واليوم الآخر، وصدقوا هذا الإيمان بالأعمال الصالحة، أعمال القلوب كمحبة الله وخشيته ورجائه، وأعمال الجوارح كالصلاة ونحوها. { طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ } أي: لهم حالة طيبة ومرجع حسن.
وذلك بما ينالون من رضوان الله وكرامته في الدنيا والآخرة، وأن لهم كمال الراحة وتمام الطمأنينة، ومن جملة ذلك شجرة طوبى التي في الجنة، التي يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها، كما وردت بها الأحاديث الصحيحة.
ثانيا : السنه
الحديث الاول
1241 -
[ طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي ] ( صحيح )
انظر لوعد الرسول صلي الله عليه وسلم لمن آمن به ولم يراه لايمانه وعقيدته الراسخة وعمله الصالح وجهاده لنصرة الدين وتطبيقه لتعاليم الاسلام في الزمان الفاسد الذي يرفعفيه من أهل العلم والدين ، ويكثر فيه الفسق والهرج ، ويذل المؤمن ويعز الفاجر ويعودالدين غريبا كما بدا غريبا ويكون القائم فيه كالقابض على الجمر ، فيستوي حينئذ أولهذه الأمة بآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبية.
الحديث الثاني
1619 -
[ طوبى للغرباء قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ] . ( صحيح )
الغرباء هم القلة المتمسكين بالاسلام. وهذهالغربة تزداد شيئا فشيئا بسبب دخول فتنة الشبهات والشهوات على الناس. أمافتنة الشبهات فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعينفرقة كلها في النار إلاّ واحدة .وأما فتنة الشهوات فقد بين الرسول صلىالله عليه وسلم ذلك حيث قال))والله ما الفقر أخشى عليكم ولكنأخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كماتنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم(( أمّا فتنة الشبهات فينجى منهاالطائفة المنصورة المذكورة في الحديث.
((لا تزال طائفة منأمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم علىذلك» وهم الغرباء في آخر الزمان.))
وقال شيخالإسلام ابن تيمية: ".. وقد تكون الغربة في بعض شرائعه، وقد يكون ذلك في بعضالأمكنة. ففي كثير من الأمكنة يخفى عليهم من شرائعه ما يصير به غريبا بينهم لايعرفه منهم إلا الواحد بعد الواحد. ومع هذا فطوبى لمن تمسك بالشريعة كما أمر اللهورسوله". أهـ.
قال ابن القيم: " .. فهؤلاء همالغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جدا سُمُّوا غرباء، فإن أكثر الناسعلى غير هذه الصفات. فأهل الإسلام في الناس غرباء.
((لا تزال طائفة منأمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم علىذلك» وهم الغرباء في آخر الزمان.))
وقال شيخالإسلام ابن تيمية: ".. وقد تكون الغربة في بعض شرائعه، وقد يكون ذلك في بعضالأمكنة. ففي كثير من الأمكنة يخفى عليهم من شرائعه ما يصير به غريبا بينهم لايعرفه منهم إلا الواحد بعد الواحد. ومع هذا فطوبى لمن تمسك بالشريعة كما أمر اللهورسوله". أهـ.
قال ابن القيم: " .. فهؤلاء همالغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جدا سُمُّوا غرباء، فإن أكثر الناسعلى غير هذه الصفات. فأهل الإسلام في الناس غرباء.
الحديث الثالث
1836 - ( صحيح )
[ خير العمل أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله ] . ( صحيح ) . عن عبد الله بن بسر المازني قال : جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما : يا رسول الله ! أي الناس خير ؟ قال : طوبى لمن طال عمره وحسن عمله . وقال الآخر : أي العمل خير ؟ قال : أن تفارق ... الحديث . وإسناده صحيح
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس من عمره وحسن عمله طال) رواه أحمد والترمذي (110) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
فخير الناس عند الله تعالى: رجل أطال الله في عمره، وأحسن عمله، فوفقه الله تعالى إلى الأعمال الصالحة، وجعل بينه وبين ما يغضب الله تعالى حاجزا قويا وسدا منيعا، فيستفيد هو أولا، ويستفيد منه العباد والبلاد، وتحزن عليه الأرض والسماء إذا هو قد مات.
الحديث الرابع
1926 -
[ طوبى لعيش بعد المسيح طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات فلو بذرت حبك على الصفا لنبت ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض حتى يمر الرجل على الأسد ولا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض ] . ( صحيح )
يقول ابن حجر في الفتح: الدين يصبح واحد فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدي الجزية، وقيل يكثر المال حتى لا يبقى من يمكن صرف مال الجزية له فتترك الجزية استغناءً عنها…. ويفيض المال وسبب كثرته نزول البركات وتوالي الخيرات بسبب العدل وعدم الظلم وحينئذ تخرج الأرض كنوزها وتقل الرغبات في اقتناء المال لعلمهم بقرب الساعة وهم يتقربون لله بالعبادة لا بالتصدق بالمال، وقيل يرغبون عن الدنيا حتى تكون السجدة الواحدة أحب إليهم من الدنيا وما فيها.
والحكمة من نزول عيسى عليه السلام دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه ، فبين الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم ، أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض، إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها، وقيل أنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجدداً لأمر الإسلام ، فيوافق خروج الدجال ، فيقتله .
وقال ابن حجر" الإشارة إلى فيضة "المال" وحصول الاستغناء لكل أحد حتى يهتم صاحب المال بكونه لا يجد من يقبل صدقته ويزداد بأنه يعرضه على غير ولو كان ممن لا يستحق الصدقة فيأبى أخذه فيقول لا حاجة لي فيه: وهذا في زمن عيسى عليه السلام".
وهكذا فإن العدل والأمن وفيض المال يكون في زمن عيسى عليه السلام بعد تحقق البشارة العظمى بالقضاء على اليهود وعلى يأجوج ومأجوج وتنظيف الأرض منهم ومن مكرهم وإجرامهم وإفسادهم، فتخرج الأرض بركتها وتنزل السماء ماءها فتعيش الأمة على خير ما يمكن أن تعيشه بوجود المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بينهم.
ويظهر الإسلام على الدين كله وينتهي دور المسلم في تحقيق وجوده على الأرض ويرغب المسلمون إلى الله على هذه النعم الكبيرة فتصبح السجدة خيراً من الدنيا وما فيها خاصةً وقد علم المسلمون قرب الساعة، و أنه تحقق كل ما وعد الله ورسوله، وبذلك يسدل الستار على الطائفة المنصورة بقيادة عيسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين.
والحكمة من نزول عيسى عليه السلام دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه ، فبين الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم ، أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض، إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها، وقيل أنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجدداً لأمر الإسلام ، فيوافق خروج الدجال ، فيقتله .
وقال ابن حجر" الإشارة إلى فيضة "المال" وحصول الاستغناء لكل أحد حتى يهتم صاحب المال بكونه لا يجد من يقبل صدقته ويزداد بأنه يعرضه على غير ولو كان ممن لا يستحق الصدقة فيأبى أخذه فيقول لا حاجة لي فيه: وهذا في زمن عيسى عليه السلام".
وهكذا فإن العدل والأمن وفيض المال يكون في زمن عيسى عليه السلام بعد تحقق البشارة العظمى بالقضاء على اليهود وعلى يأجوج ومأجوج وتنظيف الأرض منهم ومن مكرهم وإجرامهم وإفسادهم، فتخرج الأرض بركتها وتنزل السماء ماءها فتعيش الأمة على خير ما يمكن أن تعيشه بوجود المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بينهم.
ويظهر الإسلام على الدين كله وينتهي دور المسلم في تحقيق وجوده على الأرض ويرغب المسلمون إلى الله على هذه النعم الكبيرة فتصبح السجدة خيراً من الدنيا وما فيها خاصةً وقد علم المسلمون قرب الساعة، و أنه تحقق كل ما وعد الله ورسوله، وبذلك يسدل الستار على الطائفة المنصورة بقيادة عيسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين.
الحديث الخامس
2662 - ( الصحيحة )
خلق الله تبارك وتعالى الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك فقال لها : تكلمي فقالت : { قد أفلح المؤمنون } فقالت الملائكة : طوبى لك منزل الملوك
أهل الجنة المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون واقرءوا أول سورة المؤمنون أهلها من أطاع الله ورسوله فحققوا التوحيد وأصلحوا العمل واتبعوا المصطفى صلى الله عليه وسلم (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما) وها هي الملائكة تثني علي الجنة لما؟ لان الملوك سيدخولها ومن هم الملوك؟ انهم المؤمنون اهل الصلاح والتقوي.
الحديث السادس
5161 - [ 7 ] ( صحيح )
وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش . طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة وإن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع " . رواه البخاري
شرح مختصر للشيخ بن عثيمين
(طوبى) فُعلى من الطيب، وهي اسم تفضيل، فأطيب للمذكر وطوبىللمؤنث، والمعني: أطيب حال تكون لهذا الرجل، وقيل: إن طوبى شجرة في الجنة ((طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها .)) ،والأول أعم، كما قالوا في ويل: كلمة وعيد، وقيل: واد في جهنم، والأول أعم.
وقوله: (آخذ بعنان فرسه). أي: ممسك بمقود فرسه الذي يقاتلعليه.
قوله: (في سبيل الله). ضابطه أن يقاتل لتكون كلمة الله هيالعليا لا للحمية أو الوطنية أو ما أشبه ذلك، لكن إن قاتل وطنية وقصد حماية وطنهلكونه بلدا إسلاميا يجب الذود عنه، فهو في سبيل الله، وكذلك من قاتل دفاعا عن نفسهأو ماله أو أهله، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (من قُتل دون ذلك، فهوشهيد)، فأما من قاتل للوطنية المحضة، فليس في سبيل الله لأن هذاقتال عصبية يستوي فيه المؤمن والكافر، فإن الكافر يقاتل من أجل وطنه.
قوله: (أشعث رأسه، مغبرة قدماه). أي: رأسه أشعث من الغبارفي سبيل الله، فهو لا يهتم بحاله ولا بدنه ما دام هذا الأمر ناتجا عن طاعة الله - عز وجل - وقدماه مغبرة في السير في سبيل الله، وهذا دليل على أن أهم شيء عنده هوالجهاد في سبيل الله، أما أن يكون شعره أو ثوبه نظيفا، فليس له هم فيه.
قوله:(إنكان في الحراسة، فهو في الحراسة، وإن كان في الساقة، فهو فيالساقة). الحراسة والساقة ليست من مقدم الجيش، فالحراسة أن يحرسالإنسان الجيش، والساقة أن يكون في مؤخرته، وللجملتين معنيان:
أحدهما: أنه لا يبالي أين وضع، إن قيل له: احرس، حرس، وإن قيلله: كن في الساقة، كان فيها، فلا يطلب مرتبة أعلى من هذا المحل كمقدم الجيشمثلا.
الثاني، إن كان في الحراسة أدى حقها، وكذا إن كان في الساقة،والحديث الصالح لمعنيين، يحمل عليهما جميعا إذا لم يكن بينهما تعارض، ولا تعارضهنا. قوله: (إن استأذنلم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع له). أي: هو عند الناس ليس له جاهولا شرف، حتى إن استأذن لم يؤذن له، وهكذا عند أهل السلطة ليس له مرتبة، فإن شفع لميشفع، ولكنه وجيه عند الله وله المنزلة العالية، لأنه يقاتل في سبيل الله.والشفاعة: هي التوسط لغير يجلب منفعة أو دفع مضرة.
والاستئذان: طلب الإذن بالشيء. والحديث قسم الناس إلى قسمين:
الأول: ليس له هم إلا الدنيا، أما لتحصيل المال، أو تجميل الحال،فقد استعبدت قلبه حتى أشغلته عن ذكر الله وعبادته.
الثاني: أكب همه الآخرة، فهو يسعى لها في أعلى ما يكون مشقة وهوالجهاد في سبيل الله، ومع ذلك أدى ما يجب عليه من جميع الوجوه.
(طوبى) فُعلى من الطيب، وهي اسم تفضيل، فأطيب للمذكر وطوبىللمؤنث، والمعني: أطيب حال تكون لهذا الرجل، وقيل: إن طوبى شجرة في الجنة ((طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها .)) ،والأول أعم، كما قالوا في ويل: كلمة وعيد، وقيل: واد في جهنم، والأول أعم.
وقوله: (آخذ بعنان فرسه). أي: ممسك بمقود فرسه الذي يقاتلعليه.
قوله: (في سبيل الله). ضابطه أن يقاتل لتكون كلمة الله هيالعليا لا للحمية أو الوطنية أو ما أشبه ذلك، لكن إن قاتل وطنية وقصد حماية وطنهلكونه بلدا إسلاميا يجب الذود عنه، فهو في سبيل الله، وكذلك من قاتل دفاعا عن نفسهأو ماله أو أهله، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (من قُتل دون ذلك، فهوشهيد)، فأما من قاتل للوطنية المحضة، فليس في سبيل الله لأن هذاقتال عصبية يستوي فيه المؤمن والكافر، فإن الكافر يقاتل من أجل وطنه.
قوله: (أشعث رأسه، مغبرة قدماه). أي: رأسه أشعث من الغبارفي سبيل الله، فهو لا يهتم بحاله ولا بدنه ما دام هذا الأمر ناتجا عن طاعة الله - عز وجل - وقدماه مغبرة في السير في سبيل الله، وهذا دليل على أن أهم شيء عنده هوالجهاد في سبيل الله، أما أن يكون شعره أو ثوبه نظيفا، فليس له هم فيه.
قوله:(إنكان في الحراسة، فهو في الحراسة، وإن كان في الساقة، فهو فيالساقة). الحراسة والساقة ليست من مقدم الجيش، فالحراسة أن يحرسالإنسان الجيش، والساقة أن يكون في مؤخرته، وللجملتين معنيان:
أحدهما: أنه لا يبالي أين وضع، إن قيل له: احرس، حرس، وإن قيلله: كن في الساقة، كان فيها، فلا يطلب مرتبة أعلى من هذا المحل كمقدم الجيشمثلا.
الثاني، إن كان في الحراسة أدى حقها، وكذا إن كان في الساقة،والحديث الصالح لمعنيين، يحمل عليهما جميعا إذا لم يكن بينهما تعارض، ولا تعارضهنا. قوله: (إن استأذنلم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع له). أي: هو عند الناس ليس له جاهولا شرف، حتى إن استأذن لم يؤذن له، وهكذا عند أهل السلطة ليس له مرتبة، فإن شفع لميشفع، ولكنه وجيه عند الله وله المنزلة العالية، لأنه يقاتل في سبيل الله.والشفاعة: هي التوسط لغير يجلب منفعة أو دفع مضرة.
والاستئذان: طلب الإذن بالشيء. والحديث قسم الناس إلى قسمين:
الأول: ليس له هم إلا الدنيا، أما لتحصيل المال، أو تجميل الحال،فقد استعبدت قلبه حتى أشغلته عن ذكر الله وعبادته.
الثاني: أكب همه الآخرة، فهو يسعى لها في أعلى ما يكون مشقة وهوالجهاد في سبيل الله، ومع ذلك أدى ما يجب عليه من جميع الوجوه.
الحديث السابع
7376 - طوبى لمن ملك لسانه و وسعه بيته و بكى على خطيئته . ( حسن ) رقم : 3929 في صحيح الجامع .
فيحفظ لسانه عن الكذب والغيبه والنميمه وشهادة الزور ويلزم بيته اذا اجتمعت من حوله الفتن ويبكي من خشية الله وقد بين أن من بكى من خشية الله فأن الله يظله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله فقال ((...ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)) بل حرم الله النار على من بكى من خشيته قال : ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع))، وفي رواية قال: ((حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله)) وكلا الحديثين صحيح.