خلاصة القول في رواية متى
1- كاتب إنجيل متى لا يعرف شيئاً عن تفاصيل ميلاد المسيح ألعد من الولادة العذرية.
2- كان الهدف من كتابة طفولة المسيح هو إثبات أن العهد القديم قد تنبأ بتفاصيل حياته منذ صغره.
3- لا يعرف شيئاً عن المصدر الذي اعتمد عليه لوقا فيما بعد.
4- اختلق قصة المجوس مع الملك هيرودس اعتماداً على الحكايات اليهودية الخاصة بميلاد موسى.
5- استند على سفر ميخا في جعله ميلاد المسيح يحدث في بيت لحم تحقيقاً للنبوءة المزعومة!
6- اختلق ذهاب المسيح إلى مصر ليجعل رجوعه منها تحقيقاً مزعوماً لنبوءة مزعومة في هوشع (ومن مصر دعوت ابني)!
7- أما اسم "خطيب" العذراء المزعوم فمأخوذ من الأسطورة اليهودية (المسيح ابن يوسف)، ويوسف الذي يقصده اليهود هو يوسف بن يعقوب عليهما السلام. وهو ما اختلق به متى قصة الحلم الذي تعرّض له هذا "الخطيب"، ولذلك جعل اسم أبيه يعقوب أيضاً!!!
8- وأما اللقب الذي عُرف به (النجار) فحرّفه متى من إنجيل مرقس الذي أطلق هذا اللقب على المسيح نفسه كما رأينا.
9- ولعل من المفاجئ أن نعرف أن قبيل عصر الميلاد كانت هناك حكاية (مريم ويوسف) العشيقين في بلاد اليهودية!! ويوسف هذا كان ابن أخي هيرودس الملك، ومريم هذه هي زوجته الثانية. وقد يكون صدى هذه الحكاية لم يزل موجوداً ولو بشكل مشوش بعد قرن من الزمان عندما شرع متى في كتابة إنجيله!! للمزيد انظر (*)
10- توهَّم متّى أن كلمة (نصر) في سفر إشعياء هي إشارة إلى الناصرة!! ولذلك جعل المسيح ينتقل إليها وهو صغير تحقيقاً للنبوءات!!
النتيجة: لا يُعتدّ بأول إصحاحين من إنجيل متّى وليسا مصدراً موثوقاً لمعرفة قصة ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام.
خلاصة القول في رواية لوقا
1- من بين المصادر التي اعتمد عليها لوقا في قصة الميلاد، وصلت إليه أربعة أمور موجودة في متى: عذرية مريم، خطوبتها لشخص اسمه يوسف، الولادة في بيت لحم، الإقامة في الناصرة، لكنه ناقضه في كل شيء بعد ذلك!!
2- قرّر أن مريم هي قريبة إليصابات التي من نسل الكهنة من سبط لاوي، ولكنه ناقض ذلك بقوله إنها كانت مخطوبة لرجل من نسل داود من سبط يهوذا!!
3- لا يعرف لوقا شيئاً عن نذر مريم للعبادة في الهيكل، بل جعلها من أهل الجليل ولم يجعلها تدخل الهيكل إلا بعد ولادة المسيح (2: 22)!!
4- اختلق لوقا أمر الاكتتاب الذي أصدره أوغسطس قيصر لإحصاء مواطني الإمبراطورية الرومانية، فهو ليس له وجود في التاريخ! ولم يفلح مفسروهم في إيجاد مخرج له!
وسبب الاختلاق هو إيجاد مبرر للربط بين الناصرة (التي قال إنها مكان إقامة يوسف) وبيت لحم (التي لابد أن يولد فيها المسيح) تدفع "خطيب" العذراء إلى أخذها إلى بيت لحم لتتم الولادة هناك. (يعني ضرب عصفورين بحجر )
5- جعل المسيح يولد أثناء ولاية كيرينيوس لسوريا، أي جعل ميلاده في سنة 10م!!
6- يذكر أن عائلة يوسف من بيت لحم ولكنه لمّا ذهب إليها بدلاً من النزول عند أهله لم يجد مكاناً يبيت فيه إلا في حظيرة (2: 7)!!
7- يصور بشكل عجيب احتفاء شيوخ اليهود وفرحهم بميلاد المسيح (2: 25) وهذا مناقض لاتهام اليهود إياه بأنه جاء من زنا (يوحنا 8: 41)!!
8- الناصرة التي قال إنها مكان إقامة يوسف ومريم وفيها تربى المسيح لم تـُذكر في التلمود اليهودي، ولا في تاريخ يوسيفوس في القرن الأول الميلادي (*) ولم يرد لها ذكر قبل القرن الثالث الميلادي (*)
النتيجة: رواية الميلاد في لوقا تحتوي على تناقضات وتضاربات لا يمكن قبولها تاريخياً، ولا يمكن من ناحية أخرى التوفيق بينها وبين رواية متى!!
... وبعد ،
ففي ضوء ما استعرضناه من تحليلات، واستدلالات، وشواهد، وبراهين .. لا يمكن الوثوق أبداً في تفاصيل قصة ميلاد المسيح، وبخاصة وجود "خطيب" لسيدتنا مريم التي نذرت للبتولية ويستحيل أن تتزوج أصلاً، وهو ما صرّحت به لجبرائيل بقولها: "كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟" (لوقا 1: 34)، وذلك يهدم وجود مثل هذا الخطيب من أساسه!
وصلى الله على سيدنا محمد
والحمد لله رب العالمين
والحمد لله رب العالمين
تعليق