بشارات الأنبياء بالمسيح و محمد عليهم الصلاة و السلام بين الطمس و الحقيقة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبا حفص اكتشف المزيد حول أبا حفص
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبا حفص
    1- عضو جديد
    • 31 مار, 2008
    • 63

    بشارات الأنبياء بالمسيح و محمد عليهم الصلاة و السلام بين الطمس و الحقيقة

    بشارات الأنبياء بالمسيح و محمد عليهم الصلاة و السلام


    من تتبع أسفار الكتاب المقدس لدى أهل الكتاب بتمحيص و تدقيق ، وجد فيها بشارات بنبيين في ثلاث حالات :

    الأولى : بعثة المسيح عليه الصلاة و السلام ــ
    فقد بشرت أنبياء من بني إسرائيل بعيسى ابن مريم ، يدعو إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة ، و أكثر الأنبياء تبشيرياً به داوود ــ عليه السلام ــ فكان اليهود ينتظرونه بشغف بالغ ، رجاء أن يحررهم من نير الاستعمار الذي توالى عليهم ، و ينقذهم من عدوهم .
    الثانية : بعثة محمد علية الصلاة و السلام ــ
    فقد بشر الأنبياء جميعا ــ ومنهم أنبياء بني إسرائيل ــ بنبي من ذرية إسماعيل ابن إبراهيم ــ عليهما السلام ــ بعث في آخر الزمان إلى الناس كافة ، بشريعة شاملة عادلة ، يؤمر بالجهاد و يؤيد بنصر الله ، فيمتد دينة و تسود شريعته ، و هو خاتم الأنبياء فلا نبي بعده ، و شريعته خاتمة الشرائع ، فلا ناسخ لها و لا معدل ، و رسالته عالمية .
    الثالثة : عودة المسيح عليه الصلاة و السلام ــ
    قبل قيام الساعة و محاربته للكفار ، و قضاءه عليهم و تثبيته حكم الله في الأرض . و قد ذكر ذلك بعون الله في موضوع كلنا ينتظر المسيح .
    و بسبب فقدان التوراة والإنجيل اللذين فيهما الهدى و النور ، و سائر أسفار الأنبياء ، و طبعاً هذا الكلام ليس بمجرد كلام اجتهادي لقد علمنا العهد القديم أنه يوجد به أسفار ليست موجودة ، و من أراد معرفة ذلك فإنا معه بأذن الله ، و تحريف أهل الكتاب لما استطاعوا جمعه بعد ذلك ، بغية طمس الحقائق ، حدث سوء الفهم الموجه لدى عامة النصارى ، فالتبست مهمة المسيح عليه السلام ، الأولى بمهمة النبي عليه الصلاة و السلام ، الذي أُمر بالجهاد ،، ووُعد بالنصر ،و بمهمة المسيح الأخرى بعد عودته إلى الأرض ، مما جعل اليهود ينتظرون مسيحاً ملكاً محارباً ، يعبئ طاقتهم و يدمر أعدائهم و يقيم لهم مملكة بأمر الرب ، فالصقوا تلك البشارات و النبوءات بالمسيح المنتظر ، و أنكروا نبوة المسيح ابن مريم ، و محمد صلى الله عليه و سلم ، معاً ، أما النصارى فقد الصقوا تلك البشارات بالمسيح ابن مريم ، ــ عليه السلام ــ و أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ، و استقر الرأي عندهم أخيرا على أن المسيح سيعود مرة أخرى إلى الأرض قبل يوم القيامة ، لينقذ أتباعه ، كما سيأتي إن شاء الله .
    محمد في الكتب المقدسة :
    ما انفك كتاب سماوي عن تضمن ذكر أو بشارة بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم لكن الغالب أن يكون ذلك بإشارات مدرجة أو رموز مُعَرَضة ، لا يعرفها إلا الراسخون في العلم ، و النصوص الواردة في أسفار العهدين القديم و الجديد ، معظمها إشارات تحتاج إلى تأمل ، ولاسيما أن علماء أهل الكتاب كانوا و ما زالوا يشوشون وجه الدلالة بإلقاء الشبهات ، و ازداد الأمر غموضاً بنقل تلك الأسفار من لغة إلى أخرى ، و مع ذلك فإن من اطلع على أسفار الكتاب المقدس بعدية أو على التوراة السامرية ، وجد أنها اشتملت على نصوص متعددة تبشر بخاتم النبيين ، محمد صلى الله عليه و سلم ،و تذكر بعض صفاته ، لكن أهل الكتاب بدلوا و حرفوا من حيث الصورة و الكتابة ، و من حيث المعنى و التأويل .
    فأحبار اليهود عند جمعهم للأسفار من الذاكرة إبان السبي ، غيروا بعض النصوص و ازدادوا في بعضها على مقتضى أهوائهم التي تكره بني إسماعيل و تحتقرهم ، وصاغوا بعضاً آخر منها بعبارات تحمل معنيين عند العوام ، و بعد إذن القارئ يجب أن يركز على كلمة العوام لأن كلمة العوام لها عندي بأمر الله موضوعاً يعتبر غاية في الأهمية ، ليوهموهم أن المُبشر به من بني إسرائيل و من هنا بدأ اللبس و أختلط السم بالدسم .
    أمام النصارى فقد حرفوا كثيرا من كلام النبوات و البشارات عندما نقلوا الأسفار من العبرية أو الآرامية إلى اليونانية القديمة و السيرانية و اللاتينية ، ثم كثير من اللغات الحديثة ، تحريفاً لفظياً و معنوياً ، يتفاوت عن المعنى الأصلي تفاوتاً كبيراً ، و علماؤهم يعترفون بهذا التفاوت أو ببعضه . و مع ذلك كله فإن الكتاب المقدس الذي بين أيديهم اليوم لا يخلوا من بشارات لا يمكن حلمها إلا على نبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه و سلم .
    حتمية ذكر محمد صلى الله عليه و سلم في الكتب المقدسة :

    أخبر أنبياء بني إسرائيل قومهم بما سيقع من الأحداث الكبيرة في المستقبل ولاسيما من ملوك يقتلونهم و يهدمون بلادهم ، و يسبون نسائهم و أولادهم ، كبختنصر و سنحاريب و كورش و الإسكندر و خلفاءه ، وكحادثة أرض أدوم ومصر ، و نينوي و بابل ، و أخبروهم أيضاً بخروج المسيح الدجال ، و حذروهم من فتنة المسيح الدجال ، مع أن مدة بقاءه في الأرض قليلة ، و يبعد كل البعد ألا يخبر أحد منهم بظهور محمد صلى الله عليه و سلم ، الذي انتشر دينه في مشارق الأرض و مغاربها ، فقد أنتصر على اليهود ،و حارب النصارى ، و ظهر على معظم جزيرة العرب ، ثم انتصرت أمته من بعده على اليهود و النصارى ، وفتحت أجل الأرض عندهم ، ألا و هي بلاد الشام ، ولاسيما القدس ، كما ظهرت على بلاد الفرس و شمال أفريقا ، بل فتحت أكثر بلاد أوربا ، و امتد دينه ،و لا يزال يمتد حتى يومنا هذا ، كما ظهر في أمته الملايين من العلماء ، والربانيين و الحكماء المتقين العظام و غير ذلك ، و لا شك أن ظهور هذا النبي و ظهور أمته و امتداد دينه العظيم ، من أعظم الحوادث التي حدثت في الأرض ، إن لم يكن أعظمها ، فكيف يمكن للأنبياء أن يخبروا عن حوادث صغيرة نسبياً ، و يتركوا ذكر هذه الحادثة العظيمة ، إنه من البديهي أن يخبر به الأنبياء حسب العادة ، سواء كان صادقاً أو كاذباً !! لأنه إن كان صادقاً ، فالبشارة به أولى ما تبشر به الأنبياء عن الأمور الآتية في المستقبل ، و إن كان كاذباً ، فإن فتنته أعظم من فتنة الدجال من وجوه كثيرة معروفه ، فكان التحذير منه أولى من التحذير من الدجال ، و لا يكفي التحذير العام من الأنبياء الكذبة ، بل لابد من أن يذكروا اسمه و صفاته ، و يذكروا الأحداث التي تحري حال حياته و بعد وفاته ، و يحذروا أتباعهم منه
    فكيف يغفل الأنبياء عن مثل هذا التحذير حتى لو كان كاذباً ؟!

    إنه لم ينقل قط عن كتاب مقدس أنه تم فيه ذكر محمد بالذم و التكذيب و التحذير ، بل عامة أهل الكتاب إما أن يقولوا ليس له ذكر في كتبنا البتة ، إما أن يقولوا أن له ذكر بالمدح و الثناء و لو كان ثمة أخبار عن أنبياء بذمة لكانت من أعظم ما يحتجون به عليه على حياته ، و على أمته بعد وفاته ، و لأحتج بها من لم يدخل في الإسلام منهم على من دخل فيه ، فقد كان عندهم من العداوة و البغضاء له و الحرص على إبطال دينه ، ما دفعهم إلى الافتراء وتشويه الحقائق التي أتى بها .
    موقف اليهود من تلك البشارات :
    اليهود مجموعون على أن في التوراة بشارة بنبي يأتي آخر الزمان ، مماثل لموسى عليه السلام ، في أوصافه و أحواله يجاهد و ينتصر ، ولن تقف أمام دعوته قوة ، و سيبقى دينه ظاهر إلى يوم القيامة ، و لما كان لقب ( مسيا ــ messiah ) أي مسيح الله معظما في بني إسرائيل يتفاخر بحلمه الملوك و الأنبياء والعظماء ــ أطلقوا عليه الاسم ليوهموا العالم أنه سيكون منهم ، فقالوا : إنا ننتظر نبيا ، و لقبوه مسيا أي المسيح ، غير أنهم لما عادوا من السبي ــ اختلفوا في تحديد السبط الذي سيخرج منه : قال السامريون : من سبط يوسف الصديق ، وقال العبرانيون : من نسل داوود مؤسس المملكة ،و أطلقوا عليه أبن داوود .
    يتبع بإذن الله و بركته


    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 13 نوف, 2020, 01:53 ص.

    بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
  • أبا حفص
    1- عضو جديد
    • 31 مار, 2008
    • 63

    #2
    أريد دعواتكم من أجل أن يعينني الله على تكملة الموضوع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 13 نوف, 2020, 01:53 ص.

    بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

    تعليق

    • نبض الوفاء
      1- عضو جديد
      • 2 أغس, 2009
      • 80
      • لا اعمل
      • مسلمة

      #3
      جزاك الله كل خير..

      ووفقك واعانك وكان معك...
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 13 نوف, 2020, 01:53 ص.

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ 5 يوم
      ردود 0
      4 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة أبو تيميه الحنبلي
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
      ردود 0
      25 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
      ردود 0
      14 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
      ردود 3
      14 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
      ردود 0
      12 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      يعمل...