هذا السلاح فعال بحق .. وأرجو أن ينتبه الأحبة إليه فعلاً .. أعني شهادات علماء النصارى للإسلام أو للمسلمين ..

ففي جانب نجد للبابا شنودة شهادات عديدة على حسن معاملة المسلمين طوال فترة رئاسته وهي سنين طويلة .. وكذا نجد شهادات للأنبا أغريغوريوس .. وغيرهما من أكابر علماء النصارى ..
لكن على الجانب الآخر نجد كثيرًا من النصارى في مصر - بتأثير كلام قساوستهم في الكنائس - يدعون أنهم مضطهدون ..

فنقول لهؤلاء النصارى :
شهد علماؤكم للمسلمين بعدم الاضطهاد ..
فإذا كانوا صادقين .. كنتم أنتم كاذبين مخالفين لأهل العلم والرأي منكم ..
وإذا كانوا كاذبين .. فأي مزية تبقى لقوم علماؤهم كذابوهم ؟!

ومثلما نجد شهادات لعلماء النصارى للمسلمين ، نجد لهم شهادات أيضـًا للإسلام والقرآن .. فالعديد من علماء النصارى يشهدون للإسلام بأنه دين توحيد ، وأنه يحث على الأخلاق ، وأنه ، وأنه .... إلخ ..
وعلى الجانب الآخر هنا ، نجد النصارى - حتى القساوسة منهم - يزعمون أن الإسلام يدعو إلى الشرك وإلى الزنا وإلى مساوئ أخلاقية أخرى قبحهم الله وأخزاهم ..

الجميل هنا أن كثيرًا من شهادات علماء النصارى للإسلام والقرآن ، تكون في كتب موجهة للنصارى لا للمسلمين ..

فنقول لهؤلاء النصارى المقبوحين :
شهد علماؤكم للإسلام (فيما شهدوا له به) ..
فإن كانوا صادقين .. كنتم أنتم كاذبين والإسلام والقرآن بريئان من إفككم ..
وإن كانوا كاذبين .. فما الذي اضطرهم إلى الكذب ؟! .. وهل هذا جائز في ملتكم ؟! .. وأي فضل لكم إذا كان علماؤكم شراركم ؟!

والمقصود التنبيه إلى نفع هذه الشهادات العديدة من علماء النصارى للإسلام والمسلمين .. لا سيما وأن هؤلاء النصارى يعيبون على الإسلام مجرد "التعريض" حتى للمكره المعرض للموت.

بقي أن نقول أن كلامنا هذا نافع مع الأرثوذكس المصريين المخلصين لأرثوذكسيتهم المحترمين لعلمائهم .. لكن نفعه غير مكتمل مع أكثر نصارى المهجر ، لأنهم غير مخلصين للأرثوذكسية المصرية ، وأغلبهم علمانيون وملاحدة وبروتستانت ..

هذا الفريق الأخير لا يهمه علماء الأرثوذكس في شيء ، بل هم يلمزونهم بكل نقصية كلما أتيحت الفرصة لا سيما إذا لم يكن الإسلام هو الخصم ..

هذا الفريق المذكور لا ينفع معه كثيرًا أن نخيره - كما فعلنا مع الأرثوذكس - بين الطعن فيه وبين الطعن في علماء الأرثوذكس ، لأن المسألة محسومة عند هذا الفريق : فالطعن في علماء الأرثوذكس هو الطبيعي والبدهي هنا ..

فأكثر نصارى المهجر ، وأكثرهم علمانيون أو ملاحدة أو بروتستانت ، يجيبون بأن علماءهم "اضطروا" لهذه الشهادات مداهنة للمسلمين و"الحكومة ال*****ة" خوفــًا على "الشعب القبطي" من الإبادة ! ..

هؤلاء لا يهمهم تكذيب علماء الأرثوذكس المصريين .. من هؤلاء طبعـًا المفضوح "بطرس" وأمثاله ..
وكثير من نصارى الأرثوذكس يسيرون وراء هذا المفضوح وأمثاله ، يحسبون أن المفضوح وأمثاله ومن تابعهم من نصارى المهجر ، يحسبون أن هؤلاء أرثوذكس مثلهم مخلصين للأرثوذكسية ..
وهم واهمون في هذا .. بل أغلب هؤلاء علمانيون أو ملاحدة أو بروتستانت يلمزون الأرثوذكس المصريين بكل نقيصة ..
وإن كان هؤلاء - الخليط - لا يصرحون بالعدائية للأرثوذكس المصريين ، لأن الأرثوذكس المصريين يمثلون ورقة رابحة في أيديهم ، إذ يدعون - أهل المهجر - أنهم حامي حمى الوطن وأنهم يدافعون عن "الشعب القبطي" .. فلو صرحوا بعداوتهم لهذا "الشعب" لانقطعت صلتهم بهم ، فإذا أضفنا إلى هذا أنهم في المهجر ، لأصبح من المنطقي ، إذا تكلموا في شئون مصر الداخلية أن يُقال لهم : وأنتم ما لكم ؟!

الطريف هنا أنه ، في المقابل ، انتبه كثير من الأرثوذكس المصريين إلى العداوة المبطنة من أهل المهجر للأرثوذكس والأرثوذكسية ، ولكن هؤلاء الذين انتبهوا لم يصرحوا بعداوتهم لأهل المهجر ! .. لأنهم يستفيدون منهم أيضـًا ، ولا يحبون أن يقطعوا صلتهم بهم .. لا ننسى هنا أن كثيرًا من أهل المهجر هم أقارب للأرثوذكس المصريين .. فصلات القرابة والصداقة هنا تجعل كل من الطرفين حريص على عدم إظهار عداوته للآخر .. ومع الأحوال الاقتصادية المتردية في مصرنا الحبييبة، فالأمل معقود في قلب كل نصراني مصري أن يلتحق بأقاربه أو أصدقائه في الخارج ، فكيف يظهر عداوته لهم مع هذا الأمل ؟!

البابا شنودة مثلاً لا يخفى عليه مثل هذا .. ومع هذا لم يصرح قط بعداوة أهل المهجر .. غاية ما يصرح به هو أنه "غير مسئول" عن التصريحات الخارجية المعادية للإسلام ! .. أما أن يتبرأ منهم .. أما أن يظهر اعتراضه .. فهذا ما يتحاشاه بدهائه المعروف عنه ..

أهل المهجر نافعون لشنودة في أمور كثيرة .. فعندما تغضبه الحكومة المصرية يحتاج للذهاب إلى أمريكا للبكاء بين أيديها يشتكي .. وهذا لم يكن بذاته ليجدي نفعـًا كثيرًا لولا الرصيد الذي صنعه له أهل المهجر هناك .. أعني بالرصيد أن أهل المهجر يشيعون دومـًا اضطهاد الحكومة المصرية لنصارى مصر ، فإذا ذهب شنودة يشتكي في أمريكا وجد تمهيدًا جيدًا لشكواه عند الأمريكيين ..

دعك طبعـًا من الأموال التي قد يتبرع بها هذا الثري أو ذاك ممن يملكون أموالاً في الخارج ..

وهذا طبعـًا بخلاف السمعة الدعائية .. ففي الظاهر يتكثر شنودة بسواد نصارى المهجر .. هذا يوسع دائرة كنيسته .. مع علمه بأن في الباطن هذا السواد علمانيون وملاحدة وبروتستانت ..

والمقصود أن كلا الطرفين يستفيد من الآخر من وجوه عدة ، وهذا يمنع كل منهم أن يصرح بعداوة الآخر ، لا سيما بالشكل العلني أو الرسمي ..

على أية حال، فكلامنا الذي قلناه أولاً ، أعني احتجاجنا بشهادات علماء الأرثوذكس للإسلام والمسلمين ، يخرج خبيئة أهل المهجر ومن لف لفهم ، ويفضح عداوتهم لأهل ملتهم في مصر .. وعلى أية حال ، فسماع طعون أهل المهجر في علماء النصرانية مما يلذ لأسماعنا بحق !

وبقي أن نشير إلى أن هذه الشهادات للإسلام والمسلمين ليست من علماء الأرثوذكس في مصر فقط ، بل هي من آخرين من الطوائف الأخرى ..

وبقي أن نشير إلى طائفة غريبة عجيبة ! .. فالمفضوح "بطرس" قمص أرثوذكسي .. ومع هذا فأكثر ما يقوله "بروتستانتي" .. وقد كنت ألحظ هذا قبل كشف تاريخه السابق .. ثم تأكدت عندما علمت أنه كان متهمـًا من الكنيسة الأرثوذكسية بأنه يعلم تعاليم "بروتستانتية" .. والمفضوح ينكر هذه التهمة ويقول لا أدري عم يتحدثون .. ويقيني أنه صادق ! .. فالمفضوح صادق فعلاً في أنه لا يدري .. هو يهرطق بتعاليم بروتستانتية يخلطها بأخرى أرثوذكسية .. لسبب بسيط .. أن المتهوك لا يدري حقـًا الفروق الواضحة بين الطائفتين !

هناك من هذه الطائفة الغريبة العجيبة : القمص بسيط أبو الخير .. وأعجب منه تلميذه "فادي" أفندي .. ففي دفاعاتهم عن "البايبل" تبنوا العديد من المقولات البروتستانتية مع أنه يفترض بهما - لا سيما القمص - الأرثوذكسية والإخلاص لها ..

وهذه الطائفة الغريبة العجيبة تنتشر بين النصارى الأرثوذكس بسرعة لا بأس بها ..

أضف إليهم العديد من محاوري الإنترنت .. ففي الحوارات العامة التي يقرؤها الجميع يظهرون احترامهم للأرثوذكسية باعتبارهم منتمين إليها .. لكن في محاوراتهم الخاصة معنا على الماسنجر وغيره يلعنون شنودة وأبا شنودة !

هذا يذكرنا بالمشكلة العتيدة التي شكى منها "ديدات" رحمه الله ، عندما قال : تخاطب النصراني ، فيقول لك : أنا أنتمي للكنيسة الكاثوليكية لكني لا أؤمن بما تعلم به الكنيسة الكاثوليكية .. وهكذا كل نصراني حالة قائمة بذاتها .