الجزء الاول
الدجال جليس واحد أصفياء سليمان عليه السلام



























































.
.
.
الدجال جليس سليمان عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال اللهم إني أعوذ من كل شر بكل خير عندك ، وأعوذ من نفسي بك كلك ومن ضعفي وقلة حيلتي بقوتك وتدبيرك ، لك الحمدُ على مَا أوليتني مِن نِعَم ، ولك الحمدُ على ما دفعت عني مِن نِقَم وأسألك مولاي أن تشفيني من كل سقم أحاط بجسمي تمنعني من النعم ، وأسألك اللهم البرَّ والإحسان و التقوى ، وأعوذ بك مِن الذل والخسران و البلوى في الدنيا والآخرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وسلم
هذا جهدي وما استطعت فإن أصبت فبفضل الله عز وجل وتوفيقه وحده ، وإن أخطأت فمن نفسي ومن وساوس الشيطان أسأله مولاي أن يغفر لي ويرحمني .
هناك فرضية سأحاول أن أثبتها وهي أن الدجال(أ) كان أحد جلساء نبي الله سليمان(ب) عليه السلام وأنه عليه السلام هو من قيد الدجال بسلاسل وأغلال في جزيرة الجساسة وسنحاول التعرف لماذا قيده وسنحاول معرفة هل ما زال مقيد أم حلت قيوده وهل هو الآن طليق .
البداية ، حديث الجساسة وأحاديث ابن صياد هما من قاداني لهذه الفكرة الجنونية فكانا نقطة إنطلاقي وبحثي ، وسأحاول في هذه الورقات أن أختصر من ترادف الأحاديث أو أعلق على كامل الأحاديث وسأكتفي بما يعنيني في بحثي وأنقل منها ما يصيب صلب الموضوع لعدم التقصير المخل ولعدم الإطالة الممل.
1- بداية أردت أن أعرف من أسبق زمنيا مرويات الجساسة أم ابن صياد(ج) ؟؟!!
فرواية تميم الداري تقول أن الدجال مقيد وقصة ابن صياد تقول أنه حر طليق وسأسلم بصحة مرويات الجساسة وابن صياد في الصحاح .
ففرضت أن تكون القصة التي رواها تميم الداري للرسول صلى الله عليه وسلم قبل حادثة ابن صياد لأنه لا يعقل أن الرسول صلى الله عليه وسلم يجمع الصحابة ويذهب يبحث عن الدجال ( ابن صياد ) في أطراف المدينة ويصدق رواية تميم الداري بنفس الوقت أو بعدها التي تفيد أنه مقيد ، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لغاية القصة التي رواها تميم الداري كان متيقنا أن الدجال مقيد في جزيرة ثم جاءه بعدها خبر من السماء أن الدجال أصبح مفكوك القيد وحرا طليقا وبعدها ذهب يبحث خبر ابن صياد... وهذا ما أرجحه وأميل إليه فالدجال لغاية القصة التي رواها تميم الداري كان مقيد حقيقة في الجزيرة ووقت حادثة ابن صياد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم خبر من السماء أنه قد فك قيده ووثاقه وخرج ولذلك جاء مع الصحابة يستخبر شأن ابن صياد .
2- حديث الجساسة فيه الوقت المعلوم لخروج الدجال وسيظهر ذلك بجواب تميم الداري وأبناء عمومته للدجال ؟؟!!
ففي نص الحديث على لسان الجساسة أن الدجال "ينتظرهم بالأشواق"
فسأل الدجال عن أربع أسئلة
سألهم عن ثلاثة أماكن(د)
وسألهم عن النبي الأمي(ه)
أما سؤاله عن الأماكن الثلاثة بحيرة طبريا(و) ونخل بيسان وعين زغر فهذه الأماكن هي أماكن تواجد بني إسرائيل فترة التيه وقد كان معهم باسم السامري وهي مناطق حدودية لمنطقة التيه والمنطقة المحرمة على بني إسرائيل فاليهود والدجال منهم لم يدخلوا فلسطين وكان فيها القوم الجبارين(ز) وقتها ، ونهر الأردن خصوصا هو مكان نسف عجل السامري الدجال ( كما وضحنا في بحث السامري الدجال ) ، والملاحظ أن الأماكن الثلاث أماكن لتواجد الماء ومازال الماء فيها لغاية اليوم وأظن أن نضوب مائها ليس من علامات خروج الدجال بل من علامات يأجوج ومأجوج .
وما سأل الدجال عن الأماكن الثلاث إلا تمويها لسؤاله الرابع .
فلم يتحقق من الأسئلة الأربعة إلا خروج النبي الأمي الذي ينتظر الإجابة عليه الدجال بالأشواق(ح) فهو يعلم أن وقت فك أسره وحل وثاقه وقيوده وخروجه هو وقت خروج النبي صلى الله عليه
وما زاد الظن لدي والملفت للنظر وما يؤكد هذا الكلام – فعل الجساسة – التي لم تظهر في أحداث رواية تميم الداري إلا بدايتها ثم اختفت
فالجساسة لم تظهر في أحداث رواية تميم الداري إلا في بداية القصة فقط وهي التي قد أرشدت أبناء لخم وجذام إلى مكان الدجال وقد عرفتهم – من العرب – أبناء عمومة النبي الأمي ولهذا قالت " انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ"(ط) فالسجان "الجساسة " والسجين "الدجال" كلاهما ينتظرا خبر خروج نبي الأميين بالأشواق، فالجساسة ستنتهي وظيفتها بالحراسة والدجال سيفك قيده ويحل وثاقه ويخرج ، بدليل أنه اختفى ذكر الجساسة ولم تكن موجودة في الدير(ي) عند سؤال الدجال لعرب لخم وجذام أبناء عمومة تميم الداري ولا حتى عند مغادرتهم للجزيرة فلم يأتي شيء من ذكرها فأين أختفت إلا أنها إنتهت وظيفتها بعدما علمت أن نبي الأميين قد خرج .
فرواية تميم الداري وصلت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه خبر من السماء أن الدجال قد خرج بل كان قد حدّث الصحابة من قبل عن الدجال وأوصافه الموجودة في رواية تميم الداري كاملة . فجاءت رواية تميم الداري مصدقة لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم . وعندما جاءه خبر السماء ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم يبحث عن خبر ابن صياد التي يفهم منها أن الدجال قد خرج وتؤكد أيضا على أن الدجال قد فك قيده وحل وثاقه وأن وقت خروجه كان بعد رواية تميم الداري وأن موعد الخروج كان متعلق ببعثة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ؟!
تعريف عام بالجساسة
مع غرابة خبر الجساسة إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم صدقها ، مما يجعلها مثيرة للتفكر والتأمل
والجساسة لم يرد ذكرها إلا بحديث تميم الداري والجساسة هي دابة غامضة وهي مرتبطة بقصة المسيخ الدجال.
موقع ظهورها في رواية تميم الداري : جزيرة نائية لا سكان فيها معزولة وبعيد عن الناس قربها أمواج متلاطمة وتقع هذه الجزيرة جهة المشرق(ك) من المدينة المنورة "مركز الإسناد المكاني في تحديد الإتجاه (وقت رواية الحديث) .
الشكل: دابة أهلب مثيرة للرعب كثيرة الشعر لا يستطيع تمييز قبلها من دبرها أو جنسها أو نوعها لكثافة الشعر
الاسم "الجساسة"، اسم وظيفي(ل) وليس اسم للنوع وهو اسم يُشير إلى دورها ووظيفتها والظاهر أنها عاقلة تتكلم(م) بلسان عربي فصيح فهي تدرك وتعي ولكنها ليست إنسية لقدرتها على سجن الدجال ، طويلة العمر – معمرة – وحيدة ولطبيعتها الغير مألوفة وهي أقرب الظن إن لم تكن من الجن المسلم هي الدابة الوحيدة التي ستخرج آخر الزمان(ن) ، وهي تدب على الأرض وشكلها يثير الخوف والفزع فهي ليست صغيرة الحجم .
وظيفتها تقوم بالتجسس والاستطلاع وتجمع الأخبار والمعلومات لكل من يدب على الجزيرة والظاهر أنها مع منظرها المرعب ليست مؤذية لأنها موكلة بمهمة واحدة فقط حراسة الدجال فهي تعرف مكانه ولم تفك قيده من السلاسل ومصيرها بعد حادثة رواية تميم الداري ..الله أعلم ! .
3- من أخبر الدجال عن وقت خروجه وعن النبي الأميّ ؟
كما وضحنا في بحث السامري الدجال فقد كان السامري مرافقا لموسى وهارون عليهما السلام في رحلة الخروج من مصر وحتى عودة موسى عليه السلام لبني إسرائيل من ميعاد ربه ، وقد كان يتنزل عليهما السلام وحي من السماء بخبر أهل الأرض لآخر الزمان وهذا المصدر الأول
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ ... ?الأعراف: ???? ... والتوراة زمن موسى وهارون عليه السلام
ولكن الراجح أن علمه بوقت خروجه من قيده وسجنه وخبر النبي الأمي كان على يد النبي الذي سجنه وقيده ...؟؟؟!!!!
ويجب أن نعي أن وقت فك قيود الدجال يختلف عن وقت خروجه للقاصي والداني الخروج الأخير آخر الزمان معلنا ألوهيته – ولا تعني أنه مسجون أو مقيد الآن ولكنه الآن منزو ومنعزل عن الأعين - فما بين فك قيوده زمن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وخروجه بعد الملحمة الكبرى لغضبة يغضبها(س) يكون الدجال فيها يبني مملكته وامبراطوريته ، ولا أظن غضبته إلا إنتصار المسلمين في الملحمة الكبرى لأنه يخرج بعدها مباشرة فقد كان يؤمل أن يهلك المسلمين في الحروب العالمية المدمرة ويعلن قيام امبراطوريته ولكن خاب ظنه فقد كانت عناية الله عز وجل أسبق وأرحم بالمسلمين المؤمنين الموحدين من مكره وظنونه(ع) .
فالدجال موجود ويعيش بيننا يتفشى أتباعه كالسرطان في المجتمعات والنخب الحاكمة للدول ويبني مملكته ولكنه ينتظر الفرصة ويستعد لذلك لكي يثب على المسلمين المؤمنين الموحدين ( الأميين – فما سأل عن نبي الأميين إلا لأن حربه النهائية ستكون معهم ) وكل ما نراه من حرب على الأميين(ف) ظاهرة وباطنة مادية وغير مادية إلا لها خيوط ممتدة مربوطة بأصابع الدجال وأعوانه الذين يسعون معه إلى بناء مملكته ( النظام العالمي الجديد القائم على تأليه الدجال ) .
فمعظم الصحيح من الأحاديث تشير أن خروج الدجال الأخير معلنا ألوهيته يكون من علامات الساعة الكبرى ولكنه كما بينا – في بحث الدجال جليس نبي الله سليمان عليه السلام - أنه خرج وقت بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وما قصة ابن صياد إلا تأكيد على ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم ما ذهب يتحسس خبره خفية هو وأصحابه إلا أن يكون ابن صياد الدجال الأكبر وما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم علما بالغيب وإنما وحيا وأمرا من السماء .
فالله عز وجل أعلم أن أول خروج الدجال من سجنه في جزيرة الجساسة كان زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما توقفت الجساسة عن حراسته إلا لعلمها أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون حجيج المسلمين(ص) .
4- فمن الذي قيد وسجن الدجال في الجزيرة ولماذا !؟
كنت بينت في بحث سابق "السامري الدجال" أن أول ظهور للدجال كان زمن نبي الله موسى عليه السلام
وأن الدجال لفترة نزول الألواح من السماء زمن موسى عليه السلام كان حرا طليقا كما بينّا ولم يُقيده نبي الله موسى عليه السلام (ق) حتى بعد صنع العجل .
وبدأت أبحث عن شخصية بعد رسول الله موسى عليه السلام تستطيع أن تقيد هذا الدجال وتكبله بالأغلال والسلاسل وتحبسه في جزيرة الجساسة فما فوجدت إلا الرسول الملك سليمان عليه السلام يقدر على ذلك ومع قدرته على تقييده لم يستطيع قتله ؟! لأن موعد أجله سيكون مع نبي الله عيسى عليه السلام (ر) فما وجدت شخصية أقوى من نبي الله سليمان عليه السلام يستطيع سجن الدجال في جزيرة نائية وتسخير دابة أهلب عليه (ش) فنبي الله سليمان عليه السلام كان له القدرة على سجن الشياطين بتسخير الله عز وجل له ذلك .
وسنوضح في الأسطر القادمة إن شاء الله أن الدجال من زمن سليمان عليه السلام وحتى زمن رواية تميم الداري للرسول صلى الله عليه وسلم كان مقيد في الجزيرة النائية مع الجساسة أي كان مسجونا ما يقارب 1600 سنة وسنتعرف ماذا حصل لكي يقيده نبي الله سليمان عليه السلام ..
5- الدجال
فالدجال شخصية ذكية لماحة فطنة(ت) وهو الصورة السلبية للرسل وسيكون الاختبار الأعمق والأصعب للصفوة من المسلمين المؤمنين الموحدين " الأميين" آخر الزمان وما يبنى الدجال امبراطوريته إلا لتذليل مآربه للوصول إلى العالمية التي وصل إليها سليمان عليه السلام للتحكم بكل مقاليد الأرض بتسخير الموارد والسيطرة على النخب والصفوة (ث) والإستفادة من العلوم الدنيوية والسماوية المشاهدة والغيبية والتقرب حتى من أصحاب العلم السماوي من الرسل والأنبياء(خ) واستخدام الشياطين مع مراجعات مستمرة لتصويب الأخطاء التي كان يقع فيها للوصول إلى تحقيق غايته فأنا لا أستبعد أن الدجال قد تَقَرّب من سليمان عليه السلام حتى أصبح من خلصائه وأصفيائه ليختلس ويسترق العلوم النبوية التي اصطفى بها الله عز وجل سليمان عليه السلام عن باقي خلقه وآلت إليه من الرسل(ذ) من قبله وليعرف الأسباب التي وصل سليمان عليه السلام إلى عالميته ولا ننسى أن الدجال لعنه الله صاحب العين الثاقبة التي ترى ما لا يرى الناس العوام وصاحب البصيرة لما وراء العلوم عنده أيضا خبر وعلم بالتابوت(ض) وسِرَّه الذي آل لسليمان عليه السلام من أبيه داوود عليه السلام الذي وصل إليه من طالوت الملك فهو الوحيد الذي من بين الناس الذي يعرف قدر التابوت وسره بما يحويه والذي أصبح بسببه الدجال الأكبر " كما وضحنا في بحث السامري الدجال "
وقد زادت قيمة ومحتويات التابوت عما كان يحويه زمن موسى عليه السلام من تركة آل موسى وآل هارون وآل داوود (ظ) ومن الكتب السماوية المنزلة على الرسل وعصا موسى عليه السلام وثوب يوسف عليه السلام وغيرها الله عز وجل أعلم بها ، فهدفه علم سليمان عليه السلام(غ) وعينه على التابوت فهو الصيد الثمين بما فيه من أسرار وسكينة (أأ) .
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى? وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ?البقرة: ???? .
6- فتنة الدجال لسليمان عليه السلام وعقوبة سليمان له ولأتباعه
فبدأ الدجال متسترا ومتخفيا بعلمه (بب) وبما يملك من جسد أشبه ما يقال عنه أنه خارق ، فكان نجمه يسطع وشأنه يرتفع حتى ارتفع كعبه ونال من الحظوة والمكانة مالم ينلها أحد قبله عند سليمان عليه السلام فكيف لا وعنده علم "من" الكتاب ومن ذلك نقل عرش بلقيس بما عند علم "من" الكتاب
?قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ? وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ???? قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ? فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَ?ذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ? وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ? وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ?????النمل?
الظاهر أن العفريت والذي عنده علم من الكتاب بين يدي سليمان عليه السلام متناظران في مجلس سليمان عليه السلام ومتضادان بنوعية القدرة على نقل العرش
فالعفريت اعتمد على قوته الذاتية وسرعته
قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ?النمل: ???
والذي عنده على علم "من" الكتاب اعتمد على قوة إلهية وعلم سماوي مكنون خفي عن العامة
قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ... ?النمل: ???
وقد يكون التضاد أيضا في النوع فالعفريت من الجن والذي عنده علم من الكتاب إنسي .
وسليمان عليه السلام ذو القرنين الله عز وجل حباه ووهبه الثنتين القدرة البدنية والعلم السماوي معا ولذلك قال مباشرة
?... فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَ?ذَا مِن فَضْلِ(جج) رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ? وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ? وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ???- النمل?
فسليمان عليه السلام يشكر النعمة التي حباها الله عز وجل له على سائر خلقه من العفاريت والإنس معا
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ(دد) وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ?سبإ: ???
وهذا الإنسي الذي عنده علم "من" الكتاب وليس علم الكتاب كله ومن حاشية وجلساء نبي الله سليمان عليه السلام لا أستبعد أن يكون هو الدجال بعينه فهو ليس نبي ولا رسول وليس كل من أوتي علم من الكتاب بقي صالحا .
? وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ????? وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَ?كِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ(هه) وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ? فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ? ذَّ?لِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ? فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ??????الأعراف?
أما الأنبياء فعندهم علم الكتاب كله موحى لهم به وليس مجزوء مسروق أو بعضا منه تعلموه من غيرهم وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى? بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ (وو) وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (زز) ?الرعد: ???
ومن أدل أن الدجال عنده علم "من" الكتاب أنه سأل تميم الداري وأولاد عمومته في حديث الجساسة عن "نبي الأميين" فنبي الأميين وصفاته موجودة في كتب الأولين.
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ ... ?الأعراف: ????
? وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ????? أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ?????الشعراء
فهذا الدجال له من الخوارق التي تلبس على البشر ما يفوق تصورهم وحتى العالمين من المؤمنين بشأنه من يظن أنه سينجو منه حتى يقع في شباك الدجال فيتبعه إلها له ؟!
«سنن أبي داود» (4/ 116 ت محيي الدين عبد الحميد): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ»، أَوْ «لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ»(صحيح)
وبعد تزلف الدجال وتدرجه في التقرب إلى سليمان عليه السلام وكأنه حصل على مبتغاه من نبي الله سليمان عليه السلام شعر أنه وأعوانه من الشياطين لهم القدرة على الإحكام والسيطرة والإستيلاء على ملك سليمان عليه السلام في محاولة إنقلابية عليه .
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى? كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ?ص: ???
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى? كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ?ص: ???
الله عز وجل يقول "ولقد فتنا سليمان" : أي أن الفتنة كانت بأمره وعلمه وتدبيره والفتنة مقصودة يكون فيها ابتلاء واختبار شديد ومزلزل للتنقية والتصفية والتزكية لسليمان عليه السلام خاصة ولمملكته عامة أما الفتنة فكانت متمثلة بالجسد وما قام به وأداة تحقيق الفتنة الكرسي(حح) فهو النقطة المحورية التي تتشابك وتتصارع وتتوتر حوله الأحداث.
والفتنة كانت في الأساس للصد عن سبيل الله عز وجل وعن الدين الحق بقوة الكرسي عن طريق
* الإكراه والتعذيب و التهجير والقتل والتنكيل للنفس والمال والولد والعرض
* تشكيك المؤمنين في دينهم أصوله و فروعه وشخوصه كله أو جزء منه
* بتلوين الشبهات والباطل بأصباغ وألوان تخلب ألباب الذين في قلوبهم زيغ وتعمي القلوب والأسماع و الأبصار وتجعل الواحد منهم حيرانا
* بتسهيل وتزين الشهوات للتعلق بالدنيا ونسيان الآخرة فمن تعلق قلبه بالشهوة سهلت عليه الشبهة ومضى في ذنبه بغفلة
* عدم الحكم بما أنزل الله عز وجل كله أو بعضه
* الإفتراء على الله الكذب
* تنمية الخلاف بين طوائف الأمة الإسلامية وجعلها شيعا
"وألقينا" : عملية الإلقاء لذات الجسد معنوية والملقى حقيقي مادي وأقرب معنى وجدت لألقينا
( أوصلنا "الجسد" بتدبيرنا وإرادتنا وأجلسناه على الكرسي مستحكما حتى سلم له وتملكه يتصرف به كيفما يشاء حتى خضع له )
والإلقاء يكون بقوة وليس بضعف وكأن الجسد الذي ألقى على الكرسي ( الإنقلابي ) سفك وقتل واستباح محرمات ملك سليمان عليه السلام عند إستيلائه على الكرسي ؟!
"على كرسيه" : "على" وتفيد الإستعلاء الحقيقي الظاهر للجسد والجلوس على الكرسي والهيمنة عليه وأخذ مكان سليمان عليه السلام والمباشرة بعمله
"كرسيه" : يجمع بين الحقيقة والرمزية فهو رمزا للسلطة ونظام الحكم المتكامل الذي به يحكم مملكته ويمسك بزمامها ومقاليدها ويسيطر عليها فرمزية الكرسي أنه يجمع مكونات نظام ملك سليمان عليه السلام ويشد بعضه بعضا ويضبط اتزانه وعمله وعدم خلله(طط) وكرمزية أخرى خاصة بسليمان عليه السلام(يي) أن الكرسي لم يكن مجرد منصب مادي دنيوي بل مرتبط بالخلافة في الأرض وتحكيم شرع الله عز وجل فيها المبني على الوحي المنزل من الله عز وجل وهذا ما يميزه عن الأنظمة البشرية التقليدية .
"جسدا" : صفات الجسد(كك)
1- مصنوع ( ليس مخلوق من الله عز وجل ) من مواد قابلة للتشكل
* كالطين والماء
* والفلزات وقطع الزجاج المصهورة
* أو مركب من قطع متراكبة كاللعب الإلكترونية الحديثة (لل)هذه الأيام
2- على شكل كائن حي حقيقي ( تقليد للهيئة والشكل إلى حد تطابق الوصف الخارجي )
3- قد يقوم بعمل الكائن الحي الحقيقي أو بعض وظائفه أو قريبا منها .
4- بإدخال بعض الصفات الحركية أو الصوتية (مم) على الجسد المصوغ (نن) للإيحاء بأن فيه حياة .
5- ( صلب ) فلا يوجد جسد مائع.
6- لا يتميز بأي شكل من أشكال الحياة مثل وجود الروح (سس) والأكل والشرب والنمو والتكاثر وخاصة انتهاء الأجل والموت (فهو خالد) (عع) فالجسد إما فارغ من الروح أو فارغ من الإيمان.
وقد يكون من يحركه أو يخرج أصواته جني مارد لا يرى .
إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ?النساء: ????
والجسد الملقى على كرسي سليمان عليه السلام
إما يكون له صورة سليمان عليه السلام تماما بحيث يظن كل من يراه أنه سليمان عليه السلام فهي صورة كاذبة ومخادعة
أو أن الجسد يمتلك صفات وقدرات سليمان عليه السلام لكي يأمر وينهى فيطاع .
ومما يلفت النظر أن لفظة جسد لم تذكر في القرآن الكريم إلا
- مع السامري عندما أخرج (فف) لهم عجلا (صص) ( لا يكلمهم ولا يهديهم ) – مع موسى وهارون عليهما السلام
- الجسد الملقى على كرسي سليمان عليه السلام (قق)
وكلا الجسدين إنفلق عنهما فتنة عظيمة لكلا النبيين ومن معهما من المسلمين
فالجسد الذي ألقي على كرسي نبي الله سليمان عليه السلام
إما أن يكون من نفس مادة جسد الثور الذي أخرجه السامري في زمن موسى عليه السلام يشبه نبي الله سليمان عليه السلام
وإما أن يكون الدجال السامري بذاته وهو ما أرجحه وأميل إليه فالدجال جسد لا يأكل الطعام(رر)
لأن الفتنة ( التي بدأت بعملية إلقاء الجسد ما كانت إلا عملية انقلابية على حكم سليمان عليه السلام وملكه وخلافته ) فقد كانت الفتنة عظيمة جدا باستيلاء الدجال والشياطين على ملك سليمان عليه السلام وبث كل أنواع السموم الكفرية فيه ومن أشدها السحر ، هذه الفتنة كان مركز انطلاقها بابل أدت إلى فتنة نبي الله سليمان عليه السلام و شعبه .
«موطأ مالك - رواية أبي مصعب الزهري» (2/ 154):«قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَقَالَ لَهُ كَعْبُ الأََحْبَارِ: لَا تَخْرُجْ إِلَيْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ بِهَا تِسْعَةَ أَعْشَارِ السِّحْرِ، وَبِهَا فَسَقَةُ الْجِنِّ، وَبِهَا الدَّاءُ الْعُضَالُ.قَالَ: وَالْعُضَالُ، يَعْنِي الأَهْوَاءَ.»
هذه الفتنة مع أنها ظاهرها النزاع على الكرسي ولكنه في الحقية كان النزاع على حكم الله عز وجل و وحكم الدجال في الأرض فهو نزاع بين سليمان عليه السلام الذي ينادي بألوهية الله عز وجل وتحكيم شرع الله عز وجل وحده وبين الدجال الذي ينادي بألوهيته والحكم بشرعه ( السحر )
هذا الإنقلاب أدى بين ليلة وضحاها إلى
إنهيار نظام العدل والأمان والرفاهية والإستقامة والحكم الإلهي القائم في الأرض وتحوله إلى نظام كفري فاسد وظهور السحر والكفر والشرك ويقدم المصلحة الذاتية وسيطرة الشياطين(شش) ومعاناة البشر والخداع والتضليل والقهر والاستبداد وتدمير نظام التوازن والتكامل بين مكونات المملكة وتحوله إلى نظام فوضوي فاسد في كل نواحيه الأخلاقية والاجتماعية والدينية ، فقد كانت العواقب كارثية على النظام والمجتمع والقيم وتحولت مملكة ( الخلافة ) ذات النظام الإلهي العادل إلى مملكة الدجال الفاسد المستبد المبني على الخراب والفوضى ، وهذه صورة من صور فتن الدجال في الأرض
«صحيح مسلم» (8/ 207):«مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ»
الدجال جليس واحد أصفياء سليمان عليه السلام



























































.
.
.
الدجال جليس سليمان عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال اللهم إني أعوذ من كل شر بكل خير عندك ، وأعوذ من نفسي بك كلك ومن ضعفي وقلة حيلتي بقوتك وتدبيرك ، لك الحمدُ على مَا أوليتني مِن نِعَم ، ولك الحمدُ على ما دفعت عني مِن نِقَم وأسألك مولاي أن تشفيني من كل سقم أحاط بجسمي تمنعني من النعم ، وأسألك اللهم البرَّ والإحسان و التقوى ، وأعوذ بك مِن الذل والخسران و البلوى في الدنيا والآخرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وسلم
هذا جهدي وما استطعت فإن أصبت فبفضل الله عز وجل وتوفيقه وحده ، وإن أخطأت فمن نفسي ومن وساوس الشيطان أسأله مولاي أن يغفر لي ويرحمني .
هناك فرضية سأحاول أن أثبتها وهي أن الدجال(أ) كان أحد جلساء نبي الله سليمان(ب) عليه السلام وأنه عليه السلام هو من قيد الدجال بسلاسل وأغلال في جزيرة الجساسة وسنحاول التعرف لماذا قيده وسنحاول معرفة هل ما زال مقيد أم حلت قيوده وهل هو الآن طليق .
البداية ، حديث الجساسة وأحاديث ابن صياد هما من قاداني لهذه الفكرة الجنونية فكانا نقطة إنطلاقي وبحثي ، وسأحاول في هذه الورقات أن أختصر من ترادف الأحاديث أو أعلق على كامل الأحاديث وسأكتفي بما يعنيني في بحثي وأنقل منها ما يصيب صلب الموضوع لعدم التقصير المخل ولعدم الإطالة الممل.
1- بداية أردت أن أعرف من أسبق زمنيا مرويات الجساسة أم ابن صياد(ج) ؟؟!!
فرواية تميم الداري تقول أن الدجال مقيد وقصة ابن صياد تقول أنه حر طليق وسأسلم بصحة مرويات الجساسة وابن صياد في الصحاح .
ففرضت أن تكون القصة التي رواها تميم الداري للرسول صلى الله عليه وسلم قبل حادثة ابن صياد لأنه لا يعقل أن الرسول صلى الله عليه وسلم يجمع الصحابة ويذهب يبحث عن الدجال ( ابن صياد ) في أطراف المدينة ويصدق رواية تميم الداري بنفس الوقت أو بعدها التي تفيد أنه مقيد ، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لغاية القصة التي رواها تميم الداري كان متيقنا أن الدجال مقيد في جزيرة ثم جاءه بعدها خبر من السماء أن الدجال أصبح مفكوك القيد وحرا طليقا وبعدها ذهب يبحث خبر ابن صياد... وهذا ما أرجحه وأميل إليه فالدجال لغاية القصة التي رواها تميم الداري كان مقيد حقيقة في الجزيرة ووقت حادثة ابن صياد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم خبر من السماء أنه قد فك قيده ووثاقه وخرج ولذلك جاء مع الصحابة يستخبر شأن ابن صياد .
2- حديث الجساسة فيه الوقت المعلوم لخروج الدجال وسيظهر ذلك بجواب تميم الداري وأبناء عمومته للدجال ؟؟!!
ففي نص الحديث على لسان الجساسة أن الدجال "ينتظرهم بالأشواق"
فسأل الدجال عن أربع أسئلة
سألهم عن ثلاثة أماكن(د)
وسألهم عن النبي الأمي(ه)
أما سؤاله عن الأماكن الثلاثة بحيرة طبريا(و) ونخل بيسان وعين زغر فهذه الأماكن هي أماكن تواجد بني إسرائيل فترة التيه وقد كان معهم باسم السامري وهي مناطق حدودية لمنطقة التيه والمنطقة المحرمة على بني إسرائيل فاليهود والدجال منهم لم يدخلوا فلسطين وكان فيها القوم الجبارين(ز) وقتها ، ونهر الأردن خصوصا هو مكان نسف عجل السامري الدجال ( كما وضحنا في بحث السامري الدجال ) ، والملاحظ أن الأماكن الثلاث أماكن لتواجد الماء ومازال الماء فيها لغاية اليوم وأظن أن نضوب مائها ليس من علامات خروج الدجال بل من علامات يأجوج ومأجوج .
وما سأل الدجال عن الأماكن الثلاث إلا تمويها لسؤاله الرابع .
فلم يتحقق من الأسئلة الأربعة إلا خروج النبي الأمي الذي ينتظر الإجابة عليه الدجال بالأشواق(ح) فهو يعلم أن وقت فك أسره وحل وثاقه وقيوده وخروجه هو وقت خروج النبي صلى الله عليه
وما زاد الظن لدي والملفت للنظر وما يؤكد هذا الكلام – فعل الجساسة – التي لم تظهر في أحداث رواية تميم الداري إلا بدايتها ثم اختفت
فالجساسة لم تظهر في أحداث رواية تميم الداري إلا في بداية القصة فقط وهي التي قد أرشدت أبناء لخم وجذام إلى مكان الدجال وقد عرفتهم – من العرب – أبناء عمومة النبي الأمي ولهذا قالت " انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ"(ط) فالسجان "الجساسة " والسجين "الدجال" كلاهما ينتظرا خبر خروج نبي الأميين بالأشواق، فالجساسة ستنتهي وظيفتها بالحراسة والدجال سيفك قيده ويحل وثاقه ويخرج ، بدليل أنه اختفى ذكر الجساسة ولم تكن موجودة في الدير(ي) عند سؤال الدجال لعرب لخم وجذام أبناء عمومة تميم الداري ولا حتى عند مغادرتهم للجزيرة فلم يأتي شيء من ذكرها فأين أختفت إلا أنها إنتهت وظيفتها بعدما علمت أن نبي الأميين قد خرج .
فرواية تميم الداري وصلت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه خبر من السماء أن الدجال قد خرج بل كان قد حدّث الصحابة من قبل عن الدجال وأوصافه الموجودة في رواية تميم الداري كاملة . فجاءت رواية تميم الداري مصدقة لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم . وعندما جاءه خبر السماء ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم يبحث عن خبر ابن صياد التي يفهم منها أن الدجال قد خرج وتؤكد أيضا على أن الدجال قد فك قيده وحل وثاقه وأن وقت خروجه كان بعد رواية تميم الداري وأن موعد الخروج كان متعلق ببعثة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ؟!
تعريف عام بالجساسة
مع غرابة خبر الجساسة إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم صدقها ، مما يجعلها مثيرة للتفكر والتأمل
والجساسة لم يرد ذكرها إلا بحديث تميم الداري والجساسة هي دابة غامضة وهي مرتبطة بقصة المسيخ الدجال.
موقع ظهورها في رواية تميم الداري : جزيرة نائية لا سكان فيها معزولة وبعيد عن الناس قربها أمواج متلاطمة وتقع هذه الجزيرة جهة المشرق(ك) من المدينة المنورة "مركز الإسناد المكاني في تحديد الإتجاه (وقت رواية الحديث) .
الشكل: دابة أهلب مثيرة للرعب كثيرة الشعر لا يستطيع تمييز قبلها من دبرها أو جنسها أو نوعها لكثافة الشعر
الاسم "الجساسة"، اسم وظيفي(ل) وليس اسم للنوع وهو اسم يُشير إلى دورها ووظيفتها والظاهر أنها عاقلة تتكلم(م) بلسان عربي فصيح فهي تدرك وتعي ولكنها ليست إنسية لقدرتها على سجن الدجال ، طويلة العمر – معمرة – وحيدة ولطبيعتها الغير مألوفة وهي أقرب الظن إن لم تكن من الجن المسلم هي الدابة الوحيدة التي ستخرج آخر الزمان(ن) ، وهي تدب على الأرض وشكلها يثير الخوف والفزع فهي ليست صغيرة الحجم .
وظيفتها تقوم بالتجسس والاستطلاع وتجمع الأخبار والمعلومات لكل من يدب على الجزيرة والظاهر أنها مع منظرها المرعب ليست مؤذية لأنها موكلة بمهمة واحدة فقط حراسة الدجال فهي تعرف مكانه ولم تفك قيده من السلاسل ومصيرها بعد حادثة رواية تميم الداري ..الله أعلم ! .
3- من أخبر الدجال عن وقت خروجه وعن النبي الأميّ ؟
كما وضحنا في بحث السامري الدجال فقد كان السامري مرافقا لموسى وهارون عليهما السلام في رحلة الخروج من مصر وحتى عودة موسى عليه السلام لبني إسرائيل من ميعاد ربه ، وقد كان يتنزل عليهما السلام وحي من السماء بخبر أهل الأرض لآخر الزمان وهذا المصدر الأول
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ ... ?الأعراف: ???? ... والتوراة زمن موسى وهارون عليه السلام
ولكن الراجح أن علمه بوقت خروجه من قيده وسجنه وخبر النبي الأمي كان على يد النبي الذي سجنه وقيده ...؟؟؟!!!!
ويجب أن نعي أن وقت فك قيود الدجال يختلف عن وقت خروجه للقاصي والداني الخروج الأخير آخر الزمان معلنا ألوهيته – ولا تعني أنه مسجون أو مقيد الآن ولكنه الآن منزو ومنعزل عن الأعين - فما بين فك قيوده زمن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وخروجه بعد الملحمة الكبرى لغضبة يغضبها(س) يكون الدجال فيها يبني مملكته وامبراطوريته ، ولا أظن غضبته إلا إنتصار المسلمين في الملحمة الكبرى لأنه يخرج بعدها مباشرة فقد كان يؤمل أن يهلك المسلمين في الحروب العالمية المدمرة ويعلن قيام امبراطوريته ولكن خاب ظنه فقد كانت عناية الله عز وجل أسبق وأرحم بالمسلمين المؤمنين الموحدين من مكره وظنونه(ع) .
فالدجال موجود ويعيش بيننا يتفشى أتباعه كالسرطان في المجتمعات والنخب الحاكمة للدول ويبني مملكته ولكنه ينتظر الفرصة ويستعد لذلك لكي يثب على المسلمين المؤمنين الموحدين ( الأميين – فما سأل عن نبي الأميين إلا لأن حربه النهائية ستكون معهم ) وكل ما نراه من حرب على الأميين(ف) ظاهرة وباطنة مادية وغير مادية إلا لها خيوط ممتدة مربوطة بأصابع الدجال وأعوانه الذين يسعون معه إلى بناء مملكته ( النظام العالمي الجديد القائم على تأليه الدجال ) .
فمعظم الصحيح من الأحاديث تشير أن خروج الدجال الأخير معلنا ألوهيته يكون من علامات الساعة الكبرى ولكنه كما بينا – في بحث الدجال جليس نبي الله سليمان عليه السلام - أنه خرج وقت بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وما قصة ابن صياد إلا تأكيد على ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم ما ذهب يتحسس خبره خفية هو وأصحابه إلا أن يكون ابن صياد الدجال الأكبر وما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم علما بالغيب وإنما وحيا وأمرا من السماء .
فالله عز وجل أعلم أن أول خروج الدجال من سجنه في جزيرة الجساسة كان زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما توقفت الجساسة عن حراسته إلا لعلمها أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون حجيج المسلمين(ص) .
4- فمن الذي قيد وسجن الدجال في الجزيرة ولماذا !؟
كنت بينت في بحث سابق "السامري الدجال" أن أول ظهور للدجال كان زمن نبي الله موسى عليه السلام
وأن الدجال لفترة نزول الألواح من السماء زمن موسى عليه السلام كان حرا طليقا كما بينّا ولم يُقيده نبي الله موسى عليه السلام (ق) حتى بعد صنع العجل .
وبدأت أبحث عن شخصية بعد رسول الله موسى عليه السلام تستطيع أن تقيد هذا الدجال وتكبله بالأغلال والسلاسل وتحبسه في جزيرة الجساسة فما فوجدت إلا الرسول الملك سليمان عليه السلام يقدر على ذلك ومع قدرته على تقييده لم يستطيع قتله ؟! لأن موعد أجله سيكون مع نبي الله عيسى عليه السلام (ر) فما وجدت شخصية أقوى من نبي الله سليمان عليه السلام يستطيع سجن الدجال في جزيرة نائية وتسخير دابة أهلب عليه (ش) فنبي الله سليمان عليه السلام كان له القدرة على سجن الشياطين بتسخير الله عز وجل له ذلك .
وسنوضح في الأسطر القادمة إن شاء الله أن الدجال من زمن سليمان عليه السلام وحتى زمن رواية تميم الداري للرسول صلى الله عليه وسلم كان مقيد في الجزيرة النائية مع الجساسة أي كان مسجونا ما يقارب 1600 سنة وسنتعرف ماذا حصل لكي يقيده نبي الله سليمان عليه السلام ..
5- الدجال
فالدجال شخصية ذكية لماحة فطنة(ت) وهو الصورة السلبية للرسل وسيكون الاختبار الأعمق والأصعب للصفوة من المسلمين المؤمنين الموحدين " الأميين" آخر الزمان وما يبنى الدجال امبراطوريته إلا لتذليل مآربه للوصول إلى العالمية التي وصل إليها سليمان عليه السلام للتحكم بكل مقاليد الأرض بتسخير الموارد والسيطرة على النخب والصفوة (ث) والإستفادة من العلوم الدنيوية والسماوية المشاهدة والغيبية والتقرب حتى من أصحاب العلم السماوي من الرسل والأنبياء(خ) واستخدام الشياطين مع مراجعات مستمرة لتصويب الأخطاء التي كان يقع فيها للوصول إلى تحقيق غايته فأنا لا أستبعد أن الدجال قد تَقَرّب من سليمان عليه السلام حتى أصبح من خلصائه وأصفيائه ليختلس ويسترق العلوم النبوية التي اصطفى بها الله عز وجل سليمان عليه السلام عن باقي خلقه وآلت إليه من الرسل(ذ) من قبله وليعرف الأسباب التي وصل سليمان عليه السلام إلى عالميته ولا ننسى أن الدجال لعنه الله صاحب العين الثاقبة التي ترى ما لا يرى الناس العوام وصاحب البصيرة لما وراء العلوم عنده أيضا خبر وعلم بالتابوت(ض) وسِرَّه الذي آل لسليمان عليه السلام من أبيه داوود عليه السلام الذي وصل إليه من طالوت الملك فهو الوحيد الذي من بين الناس الذي يعرف قدر التابوت وسره بما يحويه والذي أصبح بسببه الدجال الأكبر " كما وضحنا في بحث السامري الدجال "
وقد زادت قيمة ومحتويات التابوت عما كان يحويه زمن موسى عليه السلام من تركة آل موسى وآل هارون وآل داوود (ظ) ومن الكتب السماوية المنزلة على الرسل وعصا موسى عليه السلام وثوب يوسف عليه السلام وغيرها الله عز وجل أعلم بها ، فهدفه علم سليمان عليه السلام(غ) وعينه على التابوت فهو الصيد الثمين بما فيه من أسرار وسكينة (أأ) .
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى? وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ?البقرة: ???? .
6- فتنة الدجال لسليمان عليه السلام وعقوبة سليمان له ولأتباعه
فبدأ الدجال متسترا ومتخفيا بعلمه (بب) وبما يملك من جسد أشبه ما يقال عنه أنه خارق ، فكان نجمه يسطع وشأنه يرتفع حتى ارتفع كعبه ونال من الحظوة والمكانة مالم ينلها أحد قبله عند سليمان عليه السلام فكيف لا وعنده علم "من" الكتاب ومن ذلك نقل عرش بلقيس بما عند علم "من" الكتاب
?قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ? وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ???? قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ? فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَ?ذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ? وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ? وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ?????النمل?
الظاهر أن العفريت والذي عنده علم من الكتاب بين يدي سليمان عليه السلام متناظران في مجلس سليمان عليه السلام ومتضادان بنوعية القدرة على نقل العرش
فالعفريت اعتمد على قوته الذاتية وسرعته
قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ?النمل: ???
والذي عنده على علم "من" الكتاب اعتمد على قوة إلهية وعلم سماوي مكنون خفي عن العامة
قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ... ?النمل: ???
وقد يكون التضاد أيضا في النوع فالعفريت من الجن والذي عنده علم من الكتاب إنسي .
وسليمان عليه السلام ذو القرنين الله عز وجل حباه ووهبه الثنتين القدرة البدنية والعلم السماوي معا ولذلك قال مباشرة
?... فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَ?ذَا مِن فَضْلِ(جج) رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ? وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ? وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ???- النمل?
فسليمان عليه السلام يشكر النعمة التي حباها الله عز وجل له على سائر خلقه من العفاريت والإنس معا
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ(دد) وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ?سبإ: ???
وهذا الإنسي الذي عنده علم "من" الكتاب وليس علم الكتاب كله ومن حاشية وجلساء نبي الله سليمان عليه السلام لا أستبعد أن يكون هو الدجال بعينه فهو ليس نبي ولا رسول وليس كل من أوتي علم من الكتاب بقي صالحا .
? وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ????? وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَ?كِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ(هه) وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ? فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ? ذَّ?لِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ? فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ??????الأعراف?
أما الأنبياء فعندهم علم الكتاب كله موحى لهم به وليس مجزوء مسروق أو بعضا منه تعلموه من غيرهم وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى? بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ (وو) وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (زز) ?الرعد: ???
ومن أدل أن الدجال عنده علم "من" الكتاب أنه سأل تميم الداري وأولاد عمومته في حديث الجساسة عن "نبي الأميين" فنبي الأميين وصفاته موجودة في كتب الأولين.
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ ... ?الأعراف: ????
? وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ????? أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ?????الشعراء
فهذا الدجال له من الخوارق التي تلبس على البشر ما يفوق تصورهم وحتى العالمين من المؤمنين بشأنه من يظن أنه سينجو منه حتى يقع في شباك الدجال فيتبعه إلها له ؟!
«سنن أبي داود» (4/ 116 ت محيي الدين عبد الحميد): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ»، أَوْ «لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ»(صحيح)
وبعد تزلف الدجال وتدرجه في التقرب إلى سليمان عليه السلام وكأنه حصل على مبتغاه من نبي الله سليمان عليه السلام شعر أنه وأعوانه من الشياطين لهم القدرة على الإحكام والسيطرة والإستيلاء على ملك سليمان عليه السلام في محاولة إنقلابية عليه .
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى? كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ?ص: ???
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى? كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ?ص: ???
الله عز وجل يقول "ولقد فتنا سليمان" : أي أن الفتنة كانت بأمره وعلمه وتدبيره والفتنة مقصودة يكون فيها ابتلاء واختبار شديد ومزلزل للتنقية والتصفية والتزكية لسليمان عليه السلام خاصة ولمملكته عامة أما الفتنة فكانت متمثلة بالجسد وما قام به وأداة تحقيق الفتنة الكرسي(حح) فهو النقطة المحورية التي تتشابك وتتصارع وتتوتر حوله الأحداث.
والفتنة كانت في الأساس للصد عن سبيل الله عز وجل وعن الدين الحق بقوة الكرسي عن طريق
* الإكراه والتعذيب و التهجير والقتل والتنكيل للنفس والمال والولد والعرض
* تشكيك المؤمنين في دينهم أصوله و فروعه وشخوصه كله أو جزء منه
* بتلوين الشبهات والباطل بأصباغ وألوان تخلب ألباب الذين في قلوبهم زيغ وتعمي القلوب والأسماع و الأبصار وتجعل الواحد منهم حيرانا
* بتسهيل وتزين الشهوات للتعلق بالدنيا ونسيان الآخرة فمن تعلق قلبه بالشهوة سهلت عليه الشبهة ومضى في ذنبه بغفلة
* عدم الحكم بما أنزل الله عز وجل كله أو بعضه
* الإفتراء على الله الكذب
* تنمية الخلاف بين طوائف الأمة الإسلامية وجعلها شيعا
"وألقينا" : عملية الإلقاء لذات الجسد معنوية والملقى حقيقي مادي وأقرب معنى وجدت لألقينا
( أوصلنا "الجسد" بتدبيرنا وإرادتنا وأجلسناه على الكرسي مستحكما حتى سلم له وتملكه يتصرف به كيفما يشاء حتى خضع له )
والإلقاء يكون بقوة وليس بضعف وكأن الجسد الذي ألقى على الكرسي ( الإنقلابي ) سفك وقتل واستباح محرمات ملك سليمان عليه السلام عند إستيلائه على الكرسي ؟!
"على كرسيه" : "على" وتفيد الإستعلاء الحقيقي الظاهر للجسد والجلوس على الكرسي والهيمنة عليه وأخذ مكان سليمان عليه السلام والمباشرة بعمله
"كرسيه" : يجمع بين الحقيقة والرمزية فهو رمزا للسلطة ونظام الحكم المتكامل الذي به يحكم مملكته ويمسك بزمامها ومقاليدها ويسيطر عليها فرمزية الكرسي أنه يجمع مكونات نظام ملك سليمان عليه السلام ويشد بعضه بعضا ويضبط اتزانه وعمله وعدم خلله(طط) وكرمزية أخرى خاصة بسليمان عليه السلام(يي) أن الكرسي لم يكن مجرد منصب مادي دنيوي بل مرتبط بالخلافة في الأرض وتحكيم شرع الله عز وجل فيها المبني على الوحي المنزل من الله عز وجل وهذا ما يميزه عن الأنظمة البشرية التقليدية .
"جسدا" : صفات الجسد(كك)
1- مصنوع ( ليس مخلوق من الله عز وجل ) من مواد قابلة للتشكل
* كالطين والماء
* والفلزات وقطع الزجاج المصهورة
* أو مركب من قطع متراكبة كاللعب الإلكترونية الحديثة (لل)هذه الأيام
2- على شكل كائن حي حقيقي ( تقليد للهيئة والشكل إلى حد تطابق الوصف الخارجي )
3- قد يقوم بعمل الكائن الحي الحقيقي أو بعض وظائفه أو قريبا منها .
4- بإدخال بعض الصفات الحركية أو الصوتية (مم) على الجسد المصوغ (نن) للإيحاء بأن فيه حياة .
5- ( صلب ) فلا يوجد جسد مائع.
6- لا يتميز بأي شكل من أشكال الحياة مثل وجود الروح (سس) والأكل والشرب والنمو والتكاثر وخاصة انتهاء الأجل والموت (فهو خالد) (عع) فالجسد إما فارغ من الروح أو فارغ من الإيمان.
وقد يكون من يحركه أو يخرج أصواته جني مارد لا يرى .
إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ?النساء: ????
والجسد الملقى على كرسي سليمان عليه السلام
إما يكون له صورة سليمان عليه السلام تماما بحيث يظن كل من يراه أنه سليمان عليه السلام فهي صورة كاذبة ومخادعة
أو أن الجسد يمتلك صفات وقدرات سليمان عليه السلام لكي يأمر وينهى فيطاع .
ومما يلفت النظر أن لفظة جسد لم تذكر في القرآن الكريم إلا
- مع السامري عندما أخرج (فف) لهم عجلا (صص) ( لا يكلمهم ولا يهديهم ) – مع موسى وهارون عليهما السلام
- الجسد الملقى على كرسي سليمان عليه السلام (قق)
وكلا الجسدين إنفلق عنهما فتنة عظيمة لكلا النبيين ومن معهما من المسلمين
فالجسد الذي ألقي على كرسي نبي الله سليمان عليه السلام
إما أن يكون من نفس مادة جسد الثور الذي أخرجه السامري في زمن موسى عليه السلام يشبه نبي الله سليمان عليه السلام
وإما أن يكون الدجال السامري بذاته وهو ما أرجحه وأميل إليه فالدجال جسد لا يأكل الطعام(رر)
لأن الفتنة ( التي بدأت بعملية إلقاء الجسد ما كانت إلا عملية انقلابية على حكم سليمان عليه السلام وملكه وخلافته ) فقد كانت الفتنة عظيمة جدا باستيلاء الدجال والشياطين على ملك سليمان عليه السلام وبث كل أنواع السموم الكفرية فيه ومن أشدها السحر ، هذه الفتنة كان مركز انطلاقها بابل أدت إلى فتنة نبي الله سليمان عليه السلام و شعبه .
«موطأ مالك - رواية أبي مصعب الزهري» (2/ 154):«قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَقَالَ لَهُ كَعْبُ الأََحْبَارِ: لَا تَخْرُجْ إِلَيْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ بِهَا تِسْعَةَ أَعْشَارِ السِّحْرِ، وَبِهَا فَسَقَةُ الْجِنِّ، وَبِهَا الدَّاءُ الْعُضَالُ.قَالَ: وَالْعُضَالُ، يَعْنِي الأَهْوَاءَ.»
هذه الفتنة مع أنها ظاهرها النزاع على الكرسي ولكنه في الحقية كان النزاع على حكم الله عز وجل و وحكم الدجال في الأرض فهو نزاع بين سليمان عليه السلام الذي ينادي بألوهية الله عز وجل وتحكيم شرع الله عز وجل وحده وبين الدجال الذي ينادي بألوهيته والحكم بشرعه ( السحر )
هذا الإنقلاب أدى بين ليلة وضحاها إلى
إنهيار نظام العدل والأمان والرفاهية والإستقامة والحكم الإلهي القائم في الأرض وتحوله إلى نظام كفري فاسد وظهور السحر والكفر والشرك ويقدم المصلحة الذاتية وسيطرة الشياطين(شش) ومعاناة البشر والخداع والتضليل والقهر والاستبداد وتدمير نظام التوازن والتكامل بين مكونات المملكة وتحوله إلى نظام فوضوي فاسد في كل نواحيه الأخلاقية والاجتماعية والدينية ، فقد كانت العواقب كارثية على النظام والمجتمع والقيم وتحولت مملكة ( الخلافة ) ذات النظام الإلهي العادل إلى مملكة الدجال الفاسد المستبد المبني على الخراب والفوضى ، وهذه صورة من صور فتن الدجال في الأرض
«صحيح مسلم» (8/ 207):«مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ»
تعليق