السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المفروض إخواني في الله إن رب المسلمين و رب النصارى واحد يقول تعالى في محكم التنزيل (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19))سورة يونس و لكن في الفترة الأخيرة و في بعض المنتديات النصرانية حاولوا أن يعقدوا مقارنة بين و ها نحن جاهزون لهذه المقارنة بين الله في الاعتقاد المسيحي على أساس تأليه يسوع باعتباره جزء لا يتجزأ من الله و في نفس الوقت صفاته في العهد القديم حيث أن العهد القديم يعتبر مرجعية مقدسة بالنسبة للنصارى و الله في الاعتقاد الإسلامي من حيث الصفات :
1 ــ صفة الوجود
قال تعالى : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)) سورة الإخلاص و قد سمية سورة الإخلاص بهذا الاسم لشمولية معاني التوحيد فيها فهي تدلنا على رب واحد لا مثيل لوجده
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد "
أي :
" قل "
قولا جازما به ، معتقدا له ، عارفا بمعناه .
" هو الله أحد "
، أي : قد انحصرت فيه الأحدية ، فهو الأحد المنفرد بالكمال ، والذي له الأسماء الحسنى ، والصفات الكاملة العليا ، والأفعال المقدسة ، الذي لا نظير له ولا مثيل .
" الله الصمد "
، أي : المقصود في جميع الحوائج . فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار ، يسألونه حوائجهم ، ويرغبون إليه في مهماتهم ، لأنه الكامل في أوصافه ، العليم الذي قد كمل في علمه . الحليم الذي كمل في حلمه . الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء ، وهكذا سائر أوصافه . ومن كماله ، أنه
" لم يلد ولم يولد "
لكمال غناه ،
" ولم يكن له كفوا أحد "
، لا في أسمائه ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، تبارك وتعالى . فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات .
(( أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا : لما كانت أمه مخطوبة ليوسف النجار قبل أن يجتمعا وجدت حُبلى من الروح القدس )) متى إصحاح 1 عدد 18 (( فولدت ابنها البكر و قمطته و أضجعته في المزود ، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل )) لوقا إصحاح 2 عدد 7
ثم إخواني و أحبائي في الله إن نسله أصلاً لم يكن ليتشرف به حيث أن جدة يسوع راحاب زانية و راجعوا نسله في متى إصحاح 1 عدد 5 كما جاء في يشوع 2 : (( 1 فارسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا قائلا اذهبا انظرا الأرض و أريحافذهبا و دخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب و اضطجعا هناك )) و راعوث أيضاً جدته زانية راعوث 1: 4
(( فأخذا لهما امرأتين موابيتين اسم أحداهما عرفة و اسم الأخرى راعوث وأقاما هناك نحو عشر سنين ))
فأنا الآن أمام رب لم يلد و لم يولد فلم يختلط طهارته بدم حيض أو نسب زنا و ما شابهه ، و أمام رب له أم و أمه مخطوبة ولد من فرجها ملطخ بدم الحيض و أنساب زنا فمن أعبد ؟ لمن يكن انتمائي إله مثلي مثله ، أم إله تفرد عني و أصبح متميزاً مشمولاً بصفة لم يتصف بها أحد سواه ؟
2 ــ صفة الطهر
اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) سورة البقرة
(إن الله يحب) يثيب ويكرم (التوابين) من الذنوب (ويحب المتطهرين) من الأقذار و في معنى آخر لــ " ويحب المتطهرين "
أي : المتنزهين عن الآثام وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث
ففيه مشروعية الطهارة مطلقا لأن الله يحب المتصف بها ولهذا كانت الطهارة مطلقا شرطا لصحة الصلاة والطواف وجواز مس المصحف ويشمل التطهر المعنوي عن الأخلاق الرذيلة والصفات القبيحة والأفعال الخسيسة
و حتى في المأكول و المشروب :
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) سورة المائدة
(حرمت عليكم الميتة) أي أكلها (والدم) أي المسفوح كما في الأنعام (ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به) بأن ذبح على اسم غيره (والمنخنقة) الميتة خنقاً (والموقوذة) المقتولة ضرباً (والمتردية) الساقطة من علو إلى أسفل فماتت (والنطيحة) المقتولة بنطح أخرى لها (وما أكل السبع) منه (إلا ما ذكيتم) أي أدركتم فيه الروح من هذه الأشياء فذبحتموه (وما ذبح على) اسم (النصب) جمع نصاب وهي الأصنام (وأن تستقسموا) تطلبوا القسم والحكم (بالأزلام) جمع زَلَم بفتح الزاي وضمها مع فتح اللام ، قِدح بكسر القاف صغير لا ريش له ولا نصل وكانت سبعة عند سادن الكعبة عليها أعلاموكانوا يحكمونها فإن أمرتهم ائتمروا وإن نهتهم انتهوا (ذلكم فسق) خروج عن الطاعة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) سورة المائدة
أخرج أحمد عن أبي هريرة قال "حرمت الخمر ثلاث مرات، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما؟ فأنزل الله {يسألونك عن الخمر والميسر} (البقرة الآية 219) الآية. فقال الناس ما حرم علينا، إنما قال إثم كبير، وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين، أم أصحابه في المغرب، خلط في قراءته، فأنزل الله أغلظ منها {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون} (النساء الآية 43) وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مغتبق، ثم نزلت آية أغلظ من ذلك {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر} إلى قوله {فهل أنتم منتهون} قالوا: انتهينا ربنا
(( ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سُمي يسوع ، كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به في البطن )) ــــ (( و لما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب )) لوقا إصحاح 2 عدد 21 : 22
أولاً : الختان هو عبارة عن قطع قطعه نجسة من الجسد و هي القلقلة و هنا كما أورد لنا لوقا أن الرب قد ولد بها منجساً ثم أخذوه ليزيلوا منه هذه القطعة ، و كان مكان مكوثه في بطن أمه و البطن شر وعاء ، اما كلمة أيام تطهيرها ، فمن المعروف التطهر لا يكن إلا من نجس فما هو النجس الذي كان فيها ثم تطهرت منه نعرف جميعاً أنه دم النفاس و الحيض و قطعاً قد خالطت يسوع هذه النجاسات و هو في بطن أمه و يزيد الأمر تعقيداً أن يسوع نجس الأرض كما هو مكتوب في القديم ((فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم . لان المعلّق ملعون من الله . فلاتنجس ارضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبا )) سفر التثنية إصحاح 22 عدد 21
أما في المأكول و المشروب
(( ثم دعا الجمع و قال لهم : أسمعوا و أفهموا ــ ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان ، بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان )) حينئذٍ تقدم تلاميذه و قالوا له (( أتعلم أن الفريسيين لما سمعوا القول نفروا )) بناء على هذا النص فلو أكل أحدهم الخرء الذي يخرج من الإنسان فلا يتنجس فمه كما جاء في سفر حزقيال (( و تأكل خبزاً من شعير على الخرء الذي يخرج من الإنسان )) أو أكل أحدهم لحم خنزير أو شرب خمر أو أكل ذبابا أو ما شابهه فلا يتنجس
و السؤال هنا ، الفطرة النقية السليمة أيهما تتبع الرب الطاهر الذي يحب التطهر و النقاء في الملبس و المأكل و المشرب و الروح و المعاملات أم رب منجس كما تقول النصوص و يأمر بأكل المنجس و الغير طاهر ظناً منه أنه لا ينجس ، أيهما أتبع ؟
3 ــ صفة القوة والقدرة
(( أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) )) سورة البقرة
((إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) )) سورة هود
((اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) )) سورة الشورى
((الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) )) سورة الحشر
أما القدرة
((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) )) سورة يس
((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )) سورة تبارك
((وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) )) سورة ق
الله المسلوب القدرة الضعيف الذي لا يصمد أمام خلقه
( أنا لا اقدر أن افعل من نفسي شيئا ) يوحنا : 5 : 30
( لم يستطع الله طردهم لأن مركباتهم حديد ) القضاة الإصحاح 1 : 19
(تعب الرب فاستراح في اليوم السابع ) سفر التكوين الإصحاح 2 : 3
(" وظهر له ملاك من السماء يقويه " ) إنجيل لوقا الإصحاح 22 : 43
( وكان هناك بئر يعقوب فإذا كان يسوع قد تعب في السفر جلس هكذا على البئر ) إنجيل يوحنا 4 : 6
( بكى يسوع ) يوحنا 11 : 35
( والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه وغطوه وكانوا يضربون وجهه ) لوقا 22 : 63
( وحينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه ) متي 26 : 67
فبالله عليكم من أعبد
يتبع بإذن الله تعالى و حوله و قوته
المفروض إخواني في الله إن رب المسلمين و رب النصارى واحد يقول تعالى في محكم التنزيل (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19))سورة يونس و لكن في الفترة الأخيرة و في بعض المنتديات النصرانية حاولوا أن يعقدوا مقارنة بين و ها نحن جاهزون لهذه المقارنة بين الله في الاعتقاد المسيحي على أساس تأليه يسوع باعتباره جزء لا يتجزأ من الله و في نفس الوقت صفاته في العهد القديم حيث أن العهد القديم يعتبر مرجعية مقدسة بالنسبة للنصارى و الله في الاعتقاد الإسلامي من حيث الصفات :
1 ــ صفة الوجود
في الإسلام
قال تعالى : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)) سورة الإخلاص و قد سمية سورة الإخلاص بهذا الاسم لشمولية معاني التوحيد فيها فهي تدلنا على رب واحد لا مثيل لوجده
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد "
أي :
" قل "
قولا جازما به ، معتقدا له ، عارفا بمعناه .
" هو الله أحد "
، أي : قد انحصرت فيه الأحدية ، فهو الأحد المنفرد بالكمال ، والذي له الأسماء الحسنى ، والصفات الكاملة العليا ، والأفعال المقدسة ، الذي لا نظير له ولا مثيل .
" الله الصمد "
، أي : المقصود في جميع الحوائج . فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار ، يسألونه حوائجهم ، ويرغبون إليه في مهماتهم ، لأنه الكامل في أوصافه ، العليم الذي قد كمل في علمه . الحليم الذي كمل في حلمه . الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء ، وهكذا سائر أوصافه . ومن كماله ، أنه
" لم يلد ولم يولد "
لكمال غناه ،
" ولم يكن له كفوا أحد "
، لا في أسمائه ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، تبارك وتعالى . فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات .
في النصرانية
(( أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا : لما كانت أمه مخطوبة ليوسف النجار قبل أن يجتمعا وجدت حُبلى من الروح القدس )) متى إصحاح 1 عدد 18 (( فولدت ابنها البكر و قمطته و أضجعته في المزود ، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل )) لوقا إصحاح 2 عدد 7
ثم إخواني و أحبائي في الله إن نسله أصلاً لم يكن ليتشرف به حيث أن جدة يسوع راحاب زانية و راجعوا نسله في متى إصحاح 1 عدد 5 كما جاء في يشوع 2 : (( 1 فارسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرا قائلا اذهبا انظرا الأرض و أريحافذهبا و دخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب و اضطجعا هناك )) و راعوث أيضاً جدته زانية راعوث 1: 4
(( فأخذا لهما امرأتين موابيتين اسم أحداهما عرفة و اسم الأخرى راعوث وأقاما هناك نحو عشر سنين ))
فأنا الآن أمام رب لم يلد و لم يولد فلم يختلط طهارته بدم حيض أو نسب زنا و ما شابهه ، و أمام رب له أم و أمه مخطوبة ولد من فرجها ملطخ بدم الحيض و أنساب زنا فمن أعبد ؟ لمن يكن انتمائي إله مثلي مثله ، أم إله تفرد عني و أصبح متميزاً مشمولاً بصفة لم يتصف بها أحد سواه ؟
2 ــ صفة الطهر
في الإسلام
اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) سورة البقرة
(إن الله يحب) يثيب ويكرم (التوابين) من الذنوب (ويحب المتطهرين) من الأقذار و في معنى آخر لــ " ويحب المتطهرين "
أي : المتنزهين عن الآثام وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث
ففيه مشروعية الطهارة مطلقا لأن الله يحب المتصف بها ولهذا كانت الطهارة مطلقا شرطا لصحة الصلاة والطواف وجواز مس المصحف ويشمل التطهر المعنوي عن الأخلاق الرذيلة والصفات القبيحة والأفعال الخسيسة
و حتى في المأكول و المشروب :
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) سورة المائدة
(حرمت عليكم الميتة) أي أكلها (والدم) أي المسفوح كما في الأنعام (ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به) بأن ذبح على اسم غيره (والمنخنقة) الميتة خنقاً (والموقوذة) المقتولة ضرباً (والمتردية) الساقطة من علو إلى أسفل فماتت (والنطيحة) المقتولة بنطح أخرى لها (وما أكل السبع) منه (إلا ما ذكيتم) أي أدركتم فيه الروح من هذه الأشياء فذبحتموه (وما ذبح على) اسم (النصب) جمع نصاب وهي الأصنام (وأن تستقسموا) تطلبوا القسم والحكم (بالأزلام) جمع زَلَم بفتح الزاي وضمها مع فتح اللام ، قِدح بكسر القاف صغير لا ريش له ولا نصل وكانت سبعة عند سادن الكعبة عليها أعلاموكانوا يحكمونها فإن أمرتهم ائتمروا وإن نهتهم انتهوا (ذلكم فسق) خروج عن الطاعة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) سورة المائدة
أخرج أحمد عن أبي هريرة قال "حرمت الخمر ثلاث مرات، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما؟ فأنزل الله {يسألونك عن الخمر والميسر} (البقرة الآية 219) الآية. فقال الناس ما حرم علينا، إنما قال إثم كبير، وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين، أم أصحابه في المغرب، خلط في قراءته، فأنزل الله أغلظ منها {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون} (النساء الآية 43) وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مغتبق، ثم نزلت آية أغلظ من ذلك {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر} إلى قوله {فهل أنتم منتهون} قالوا: انتهينا ربنا
في النصرانية
(( ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سُمي يسوع ، كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به في البطن )) ــــ (( و لما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب )) لوقا إصحاح 2 عدد 21 : 22
أولاً : الختان هو عبارة عن قطع قطعه نجسة من الجسد و هي القلقلة و هنا كما أورد لنا لوقا أن الرب قد ولد بها منجساً ثم أخذوه ليزيلوا منه هذه القطعة ، و كان مكان مكوثه في بطن أمه و البطن شر وعاء ، اما كلمة أيام تطهيرها ، فمن المعروف التطهر لا يكن إلا من نجس فما هو النجس الذي كان فيها ثم تطهرت منه نعرف جميعاً أنه دم النفاس و الحيض و قطعاً قد خالطت يسوع هذه النجاسات و هو في بطن أمه و يزيد الأمر تعقيداً أن يسوع نجس الأرض كما هو مكتوب في القديم ((فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم . لان المعلّق ملعون من الله . فلاتنجس ارضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبا )) سفر التثنية إصحاح 22 عدد 21
أما في المأكول و المشروب
(( ثم دعا الجمع و قال لهم : أسمعوا و أفهموا ــ ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان ، بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان )) حينئذٍ تقدم تلاميذه و قالوا له (( أتعلم أن الفريسيين لما سمعوا القول نفروا )) بناء على هذا النص فلو أكل أحدهم الخرء الذي يخرج من الإنسان فلا يتنجس فمه كما جاء في سفر حزقيال (( و تأكل خبزاً من شعير على الخرء الذي يخرج من الإنسان )) أو أكل أحدهم لحم خنزير أو شرب خمر أو أكل ذبابا أو ما شابهه فلا يتنجس
و السؤال هنا ، الفطرة النقية السليمة أيهما تتبع الرب الطاهر الذي يحب التطهر و النقاء في الملبس و المأكل و المشرب و الروح و المعاملات أم رب منجس كما تقول النصوص و يأمر بأكل المنجس و الغير طاهر ظناً منه أنه لا ينجس ، أيهما أتبع ؟
3 ــ صفة القوة والقدرة
في الإسلام
(( أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) )) سورة البقرة
((إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) )) سورة هود
((اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) )) سورة الشورى
((الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) )) سورة الحشر
أما القدرة
((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) )) سورة يس
((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )) سورة تبارك
((وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) )) سورة ق
في النصرانية
الله المسلوب القدرة الضعيف الذي لا يصمد أمام خلقه
( أنا لا اقدر أن افعل من نفسي شيئا ) يوحنا : 5 : 30
( لم يستطع الله طردهم لأن مركباتهم حديد ) القضاة الإصحاح 1 : 19
(تعب الرب فاستراح في اليوم السابع ) سفر التكوين الإصحاح 2 : 3
(" وظهر له ملاك من السماء يقويه " ) إنجيل لوقا الإصحاح 22 : 43
( وكان هناك بئر يعقوب فإذا كان يسوع قد تعب في السفر جلس هكذا على البئر ) إنجيل يوحنا 4 : 6
( بكى يسوع ) يوحنا 11 : 35
( والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه وغطوه وكانوا يضربون وجهه ) لوقا 22 : 63
( وحينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه ) متي 26 : 67
فبالله عليكم من أعبد
يتبع بإذن الله تعالى و حوله و قوته
تعليق