فرضية الصدفة في نشأة الكون، عرض ونقض - عبد الفتاح فتحي حمودة

تقليص
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كريم العيني
    4- عضو فعال

    • 30 سبت, 2020
    • 511
    • مسلم

    #1

    فرضية الصدفة في نشأة الكون، عرض ونقض - عبد الفتاح فتحي حمودة

    فرضية الصدفة في نشأة الكون، عرض ونقض

    عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح حمودة
    أستاذ مساعد تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة، كلية الدعوة الإسلامية، فلسطين

    العدد 93 | الصفحات: 82-97 | يونيو 2023
    مجلة جامعة ام القرى لعلوم الشريعة والدراسات الإسلامية​

    الملخص

    يستند العلم في الإسلام إلى معطيات دينية، تُبنى على إثبات خالق لهذا الكون، وهو ما جعل المسلمين مميزين عن الفكر الغربي بعمومه، حيث يستند الفكر الغربي في نشأة الكون إلى فرضيات وتخمينات لا أساس لها، ولم تُبنَ على أسس علمية صحيحة. وفي العصر الحديث نُسجت كثير من هذه الفرضيات، كالقول بأزلية الكون، وتعدده، وانتشرت فكرة الخلق بالصدفة والعشوائية، وكثير من الفرضيات المنسوبة – بهتانًا- إلى العلم. ولقد اعتمدت فكرة الصدفة والعشوائية في نشأة الحياة على الفكر المادي، الذي يعطل الإيمان بالله تعالى، وينسب الخلق إلى معطيات تخمينية، في مقابل المعطيات الشرعية العلمية التي تستند إلى العلم الصحيح، الذي يؤكد القول بوجود خالق لهذا الكون.

    ومن أبرز الدلالات على نقض الصدفة والعشوائية: الضبط الدقيق لهذا الكون، وما فيه من الشواهد الكثيرة والعظيمة. وقد جاءت الدراسة بعنوان: "فرضية الصدفة في نشأة الكون عرض ونقض"، وهي مكونة من مقدمة، ومبحثيْن. وقد تحدث المبحث الأول عن مفهوم المادية الإلحادية، وصورها، كما بين مفهوم الصدفة، ودعائمها، فيما تحدث المبحث الثاني عن نقض القول بالصدفة والعشوائية من خلال الضبط الدقيق والتصميم الذكي، وشواهده العلمية.


    المقدمة:
    الحمد الله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ ، بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
    انتشرت في الأونة الأخيرة فكرة ترفض الإيمان بالغيبيات، وتعتمد على المشاهدات والمحسوسات وهي فكرة مستوردة إلى بعض بلاد المسلمين، وهي المادية الإلحادية، حيث كان من أبرز مفاسدها ونتائجها: الكفر بالله تعالى، والاعتقاد بخلق الكون صدفة دون خالق، حيث ترى هذه الفكرة أن الكون نشأ بالمصادفة والعشوائية، وبقي يتطور شيئًا فشيئًا إلى أن وصل إلى هذا القدر والحد، وهو ما يمثل بحد ذاته تعطيلا للغيب، ورفضا للإله، وتوجيهًا فكريًا منحرفًا بعيدا عن الدين والعلم.

    ومنذ القدم والسؤال لا يزال حاضرا وحجة على الملاحدة والمعاندين، ومفاده أن كل هذا النظم والضبط الدقيق. الا يستدعي وجود خالق عظيم لهذا الكون؟ وهل يمكن للمصادفة أن تصنع كل هذا الضبط والتصميم الذكي؟ وخاصة مع تنوع شواهد الضبط الدقيق، وكثرة طرقه، ومسالكه ومعالمه ، فالشواهد كثيرة وعديدة، ومع كل ذلك يصر الملاحدة على فكرة الصدفة والعشوائية، متناسين العلم والفطرة، ومعرضين عنها. وفي ضوء ذلك جاء هذا البحث؛ ليلقي الضوء على مفهوم المادية الإلحادية، والصدفة ،والعشوائية، مبينا دور الضبط الدقيق والتصميم الذكي في نقضها، وقد جاء بعنوان: فرضية الصدقة في نشأة الكون عرض ونقض"



    أهمية البحث
    تتجلى أهمية البحث في النقاط الآتية:
    1. تكمن أهمية هذه الدراسة كونها تتعلق بموضوع شرعي علمي، ذي واقعية ومعاصرة
    2. يمكن لهذه الدراسة أن تحدث توعية في الفكر الإسلامي، وذلك بتسليط الضوء على نقض فرضية خلق الكون صدقة وعشوائية.
    3. قد تساعد الدراسة الباحثين في فتح آفاق جديدة في البحث العلمي والتعمق أكثر في جوانب هذه الموضوعات المعاصرة.

    أهداف البحث
    يهدف البحث إلى تحقيق:
    1. التعرف على مفهوم المادية الإلحادية وصورها.
    2. استكشاف معنى الصدقة والعشوائية التي ينادي بها الفكر الغربي في نشأة الحياة.
    3. رصد دور الضبط الدقيق والتصميم الذكي في نقض فكرة المصادفة والعشوائية.

    مشكلة البحث
    تتمثل مشكلة البحث في أنه يعالج مجموعة من الأسئلة الآتية، بحيث يتم استكشافها، والتعمق في دراستها، وهي:
    1. ما مفهوم المادية الإلحادية وصورها؟
    2. ما هي الصدفة والعشوائية ودعائمها؟
    3. ما هو مفهوم الضبط الدقيق؟
    4. هل يوجد للضبط الدقيق شواهد علمية؟
    فمن المهم في ضوء ذلك دراسة هذه الأسئلة، حيث ما زالت الحاجة قائمة للمدارسة والتقصي والبحث العميق في أثر الضبط الدقيق في إثبات وجود الخالق، ونقض المصادفة والعشوائية.


    الدراسات السابقة
    لقد تعددت المصادر المتعلقة بدراسة المادية، ونقض الصدقة، وفي حد ما اطلع عليه الباحث من دراسات علمية لم يجد دراسة مكتوبة ضمن الإطار المحدد لهذه الدراسة، وبالتالي سيتم بيان أهم الدراسات التي تناولت الحديث عن الفكر المادي، ونقض الصدفة وقد جاءت الأبحاث على النحو الآتي:
    1. دراسة بعنوان: الفكر المادي الأوروبي الحديث والمعاصر في ميزان الفكر الإسلامي ، للباحثة سلوى محمد فريج، وهي رسالة دكتوراة غير منشورة، في جامعة العلوم الإسلامية العالمية، عمان، 2013.
    2. دراسة بعنوان (الفكر المادي المعاصر في البلاد العربية وموقف الفكر الإسلامي منه)، للباحث سعود بن سلمان آل سعود، وهي رسالة دكتوراة غير منشورة، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1993م.
    3. دراسة بعنوان: (الفكر المادي الحديث ومقاومته بتطبيق الشريعة الإسلامية). للباحث: أحد قاسم أبو حشيش، وهي رسالة ماجستير غير منشورة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1404هـ - 1405هـ.
    4. دراسة بعنوان: (غاية الكون بين الإسلام والمادية)، للباحثة: نجاة موسى الذيب، وهي رسالة دكتوراة غير منشورة في جامعة أم القرى، مكة، 1424هـ -1423هـ.

    الإضافة العلمية في الدراسة الحالية:
    تُعد هذه الدراسة دراسة جديدة، وذلك يتمثل في نقض الصدقة والعشوائية في خلق الكون من خلال الخلق المتقن والضبط الدقيق


    تبويب البحث
    وضع الباحث خطة هذا البحث، فجعله في مقدمة ومبحثين، وخاتمة، وذلك كالأتي:
    المقدمة: وتشتمل على: أهمية البحث، وأهدافه، ومشكلته، والدراسات السابقة، والإضافة العلمية في البحث، وتبويبه، ومنهجه.
    المبحث الأول: المادية الإلحادية ودورها في تعزيز مفهوم الصدفة والعشوائية. وفيه مطلبان:
    • المطلب الأول: مفهوم المادية الإلحادية وصورها.
    • المطلب الثاني: مفهوم الصدفة والعشوائية ودعائمها.​
    المبحث الثاني: الضبط الدقيق وأثره في نقض الصدفة والعشوائية، وفيه مطلبان:
    • المطلب الأول: مفهوم الضبط الدقيق والتصميم الذكي.
    • المطلب الثاني: شواهد الضبط الدقيق في الفكر الغربي والمنهج العلمي.

    منهج البحث :
    هناك مناهج مختلفة ومتعددة في البحوث العلمية، ولكل منهج خاصية يتميز بها عن غيره، ففي هذا البحث تم استخدام المناهج الآتية:
    1. المنهج الوصفي التحليلي: الذي يقوم بدراسة الظاهرة، ومفهومها، ودعائمها، بعد جمع المعلومات وتتبعها، لتكون أساسا لتفسيرها، وتوجيهها.
    2. المنهج الاستنباطي: الذي يعتبر ركيزة البحث؛ لأن الباحث من خلاله سيصل إلى بطلان فكرة المصادفة؛ بناءً على معطيات العلم الحديث.
    3. المنهج النقدي: الذي يُعنى بالردود الشرعية، والعلمية، والعقلية، فمن خلاله يمكن نقض فكرة المصادفة والعشوائية، والتي هي فكرة إلحادية في أصلها.




    المبحث الأول: المادية الإلحادية ودورها في تعزيز مفهوم الصدفة والعشوالية



    المطلب الأول: مفهوم المادية الإلحادية وصورها :

    المادية لغة: ورد ذكر المادية في معاجم اللغة العربية، فمن ذلك ما ورد في لسان العرب: "المد: الجذب، مده يمده مدا ومد به فامتد و مدده فتمدد، والتمدد: كتمدد السقاء، وكذلك كل شيء تبقى فيه سعة المد، والمادة: الزيادة المتصلة"(1). وقال ابن فارس (395هـ): (مدي) الميم والدال والحرف المعتل أصل صحيح، يدل على امتداد في شيء وإمداد منه المدى الغاية. والمدِيُّ فيما يقال: الماء المجتمع، والحوض الذي يمد ماؤه بعضه بعضا، والجمع أمدية"(2). ويتضح مما سبق أن لفظ المادية يدل على امتداد الشيء واستطالته، وهي التي يحصل الشيء معها بالقوة، كما يدل اللفظ على المادة الزيادة المتصلة، وعلى الجذب.

    المادية اصطلاحا: إن مصطلح "المادية" ليس حديثا، فقد عرف منذ القدم، وبدت لمحاته في نزعات فلسفية وسياسية مختلفة، فالمذهب المادي يقابل الروحية (3) والمثالية (4) ويناقضهما في الفكر (5) ، فقد غلب إطلاقها على مقابلة الروح، وهو ما يوجد في الثنائية القديمة، التي قسمت الوجود إلى مرئي وغير مرئي، أي مادة مشاهدة وروح غير مشاهدة(6). ولما كان عام 1734م تم إضافة (مادة ومادي) إلى المعجم اللغوي؛ الأمر الذي أسهم في دخولهما إلى المصطلحات العلمية في عام 1751م (7). وقد حصل اضطراب كبير في تحديد المراد من المادية من الوجهة الفلسفية والفكرية (8)؛ لأن الفلاسفة لا يستطيعون حصر المادة حصرًا دقيقا، حيث دخلت معلومات كثيرة مغلوطة فيها (9). ويعرف الجرجاني (816هـ) المادة بقوله: "مادة الشيء وهي التي يحصل الشيء معها بالقوة، وقيل: المادة الزيادة المتصلة "(10) ، بينما رأى ابن سينا (428هـ) أن المادة تقال اسمًا مرادفا للهيولي (11) ، وتُقال لكل شيء من شأنه أن يقبل كمالا، وأمرا ما، ليس فيه (22).

    ومن خلال النظر في تعريفات المادية المختلفة، فإنه يمكن تعريفها بأنها المذهب الذي يفسر كل شيء بالأسباب المادية؛ معتبرا المادة وحدها هي الجوهر الحقيقي الذي تُفسر به جميع ظواهر الحياة في الكون (13) والمعرفة والسلوك، وهي مقابلة للمذهب الروحي (14).

    الإلحاد لغة: هو : الميل والعدول عن الشيء، والظلم والجور، والجدال والمراء، يقال لمن مال، وعدل، ومارى، وجادل، وظلم لحد لحدًا، وألحد إلحاد (15)، قال تعالى: وذروا الذين يُلجذون في استمانه منيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (الأعراف: 180).

    الإلحاد اصطلاحا: يُعرف الإلحاد بمفهومه المعاصر على أنه: مذهب فلسفي يقوم على فكرة إنكار وجود الله الخالق، والقول بأن الكون وجد بلا خالق، وأن المادة أزلية أبدية، واعتبار تغيرات الكون قد تمت بالمصادفة، أو بمقتضى طبيعة المادة وقوانينها، واعتبار ظاهرة الحياة، وما تستتبع من شعور وفكر عند الإنسان، من أثر التطور الذاتي في المادة (16).



    صور المادية الإلحادية وعلاقتها بفرضية الصدفة:
    يمكن تقسيم صور المادية بعدة اعتبارات مختلفة، وذلك كالآتي:

    أولا : . صور المذهب المادي بحسب طبيعته:

    1 المذهب المادي النظري:
    أ. نوع يضع القواعد للسير عليها في البحث في الوجود.
    ب نوع يضع نظرية ميتافيزيقية في طبيعة الوجود، فقد يكون واحدا أو اثنينيًا؛ بحسب وجهة نظر الفلاسفة في العقل وصلته بالجسم (17)

    2 المذهب المادي العملي: وهو مذهب يبحث في الغاية من الأفعال الخلقية، ويقرر أن الشيء الوحيد الذي يجدر بالإنسان أن يسعى إليه هو الخيرات المادية التي تجود بها الحياة (10)


    ثانيا: صور المذهب المادي بحسب ظهوره وتطوره

    1. المادية القديمة (الكلاسيكية) (19) وهي: مذهب أبيقوروس (270 أو 271 ق.م) في العصور القديمة، ومذهب لامتري (1164هـ)، وهو لباخ (1203هـ) في العصور الحديثة، حيث لا تُنسب إلى المادة إلا تغيرات كمية.
    2 المادية الحديثة وهي نوعان:
    • أ) المادية الجدلية وترى أن مظاهر الوجود على اختلافها هي نتيجة تطور مستمر للمادة في كمها وكيفها ويؤدي إلى تطورات مفاجئة، وهذا التطور نفسه يخضع لمبداً شبيه بذلك المبدأ الذي خضعت له جدلية هيجل (1246هـ)، وهي أساس الماركسية (20)، حيث أدخلت الماركسية على المادة حركة جديدة، تجمع بين التغيرات الكمية والتغيرات الكيفية، وتؤدي في نهايتها إلى قيام حياة روحية مستقلة عن الظواهر المادية، وإن كانت في بدايتها ناشئة عن المادة، حيث إن العالم في نظر الجدليين كل مؤلّف من مادة متحركة ذات تطور صاعد على مستويات متتالية متزايدة التعقيد في الكم، حتى إذا بلغت هذه المستويات أعلى درجات التعقيد نشأ عنها بالضرورة تحول مفاجئ وتغيرات كيفية جديدة (21).
    • ب) المادية التاريخية: قامت الماركسية بتوسيع المفهوم الفلسفي والعلمي ليطبق على مجمل النشاط الإنساني، كالاجتماعي والاقتصادي، ليعيد تشكيله وفق الرؤية الجدلية، ولم يجعل إطاره ضيقا يقتصر على ظواهر الوجود والحياة من الجانب العلمي، ويقوم مفهوم المادية التاريخية على أن الوقائع الاقتصادية هي أساس كل الظواهر التاريخية، والاجتماعية، وهي المحددة لها، فالانتقال من نمط انتاج تاريخي إلى نمط آخر يفسر بتغير الظروف الاقتصادية، وبالتدقيق بتغير علاقات الانتاج، وهي علاقات بين الأفراد داخل النمط الواحد (22)

    ثالثا: صور المذهب المادي بحسب الموقف من العقل:

    1. المادية القديمة (الصلبة):
    وتستند إلى العقلانية (23) المادية ومعناها: أن العقل مستقل بذاته، قادر على التفاعل مع الطبيعة بشكل فعال والوصول للقوانين الكامنة في المادة، وتجريدها على هيئة قوانين عامة، يمكنه من خلالها أن يطور منظومات معرفية وأخلاقية، ودلالية وجمالية تهديه في حياته، وعلى أساسها يفهم ماضيه وحاضره ومستقبله، دون حاجة لوحي أو غيب خارجی، فالواقع كل متماسك مترابطة أجزاؤه برباط السببية (24) الصلبة، والعقل يدرك هذا الكل المتماسك الثابت، فالمادية القديمة على هذا الأساس تستند إلى الواقع الثابت الكلي الصلب والعقل المدرك للكليات في الواقع، الذي باستطاعته التفاعل مع الواقع وإدراك القوانين الكامنة في المادة، وإيجاد منظومات معرفية انطلاقا منها.

    .2 المادة الجديدة (السائلة)
    وتخضع للصيرورة الدائمة، كما تلغي كل الثنائيات والحدود (25) والكليات (26) والثوابت، وأي شكل من أشكال الصلابة، وهي ترفض فكرة الأساس؛ لأن فكرة الأساس في ذاتها هي جوهر الميتافيزيقا، سواء كانت الميتافيزيقا الإيمانية، أو الميتافيزيقا المادية التي تؤمن بالثبات والتجاوز والإنسانية، وتؤمن بقدرة العقل على إدراك الواقع وتجريد قوانينه. والمادية الجديدة جاءت لتثور على العقلانية المادية التي قامت عليها المادية القديمة، وأكدت بمجيئها أن العقل في حالة حركة دائمة وتغير مستمر، وهو غير قادر على الوصل للواقع والتفاعل معه؛ لأن العلاقة التفاعلية التبادلية بين العقل والطبيعة، والتي تشكل جوهر المادية القديمة علاقة غير راسخة (27).


    رابعا: صور المذهب المادي بحسب علاقة العقل الإنساني بالدين الإلهي:

    1. المادية الميكانيكية (العلمية) : وهي مادية التقليدية، تقوم على قاعدة أن كل واقعة خاصة، أو عامة لا بد لها من علة خارجية أحدثتها، فطبيعة هذه الفلسفة تستلزم وجود علة من خارج الحدث الواقع (28) ف" الاتجاه الميكانيكي لا يرى وجودًا للروح أو العقل، فضلا عن أن ينسب إليها تدبير الجسم (29) وقد أسند أتباع هذا المسلك نظريتهم إلى الفيلسوف اليوناني ديمقريطس (450 ق.م)، صاحب النظرية الذرية، التي ترى أن المادة عبارة عن جزيئات صلبة صغيرة لا تقبل التغير ولا الانقسام (30).

    2 المادية الديالكتيكية (الجدلية): وهي نظرية الحزب الماركسي الشيوعي، التي تُرجع علة الحدث إلى داخل الذات، بينما تُحيل الفلسفة الميكانيكية كلها علة الأحداث إلى أسباب خارج الذات، وقاموا بتطبيق الجدلية على كافة نواحي الحياة بما فيها الاجتماعية (31).

    ولما كان التفسير المادي باتجاهيه الميكانيكي الآلي والديالكتيكي متناقضا مع العلم والمنطق، ويصعب تطبيقه على الظواهر المختلفة فإنه كان بذلك يحمل مقومات فشله؛ وذلك بفشل الأسس التي يقوم عليها (32). ومن الجدير بالذكر أن هناك اتجاها آخر في الفكر الغربي، وهو الاتجاه التوفيقي، الذي اعترف بطرفي المشكلة (العقل الإنساني والدين الإلهي)، لكنه أقصى الدين من ميدان المعرفة البشرية، وربطه بالوجدان القلبي المجرد من معنى العقل والتعقل، وأصبح مفهوم الدين مثل مفهوم الأدب والفن القائم على معايير ذاتية ترفض إقامة البراهين العقلية على صدقها، ويستحيل الإقناع بصدقها إقناعًا عقليًا (33) وأصحاب الوضعية (34) المنطقية.



    المطلب الثاني: مفهوم الصدفة والعشوائية ودعائمها :

    الصدفة والعشوائية لغة:

    الصدفة لغة: من الفعل: (صَدَف) الصاد والدال والفاء أصلان: الأول يدل على الميل، والثاني: عرض من الأعراض (25). وجاء في مختار الصحاح: "(صدف عنه أعرض و (أصدفه) عنه كذا أماله عنه : و (الصدف) بفتحتين وبضمتين أيضا منقطع الجبل المرتفع "(36).

    العشوائية لغة: قال ابن فارس: (عشَوَ) العين والشين والحرف المعتل أصل صحيح، يدل على ظلام وقلة وضوح في الشيء، ثم يفرع منه ما يقاربه، من ذلك: العشاء، وهو أول ظلام الليل وعشواء الليل ظلمته، ومنه عشوت إلى ناره، ولا يكون ذلك إلا أن تخبط إليه الظلام (37). ومن أمثالهم السائرة: وهو يخبط خبط عشواء، يضرب مثلا للسائر الذي يركب رأسه ولا يهتم لعاقبته كالناقة العشواء التي لا تبصر (38). ويتضح من المعاني اللغوية أن كلا من الصدفة والعشوائية تحملان معنی العدول عن الشيء، وحصول الشيء دون قصد.



    الصدفة والعشوائية اصطلاحًا:

    تحمل الصدفة والعشوائية معانٍ لا تنفك عنها، مثل: العشوائية، واللامعنى واللاقيمة، واللاغاية، واللامعيارية (39). ولذا تعرف الصدفة بأنها حدوث الشيء بطريقة عشوائية، تتم دون حسابات، أو احتمالات خاصة بها (40). ومن هنا يظهر أن الصدفة والعشوائية - من خلال النظر في معانيها اللغوية تدل على وقوع شيء ما، دون ترتيب مسبق له، أو انتظام مقدر له.


    دعائم الصدفة والعشوائية:

    يلجأ الملحدون العلميون - نتيجة لعجزهم- إلى القول بالصدفة، رغم مناقضتها لأسسهم العلمية؛ ويرجع ذلك إلى إنكارهم القول بالإرادة الإلهية، وهو إنكار لا يرجع إلى منطق أو علم، فالصدفة لا عمل لها في التفكير العلمي أساسًا (41)، حيث ينطلق الماديون في نظرتهم من المنهج الاخترالي الذي يحلل الكائنات الحية إلى مكوناتها الأولية، من أعضاء وخلايا (42) وغيرها، وفي النهاية نصل إلى مجالات الطاقة العشوائية، عندها يقول الماديون: لم نجد إلا مادة تتفكك إلى طاقة عشوائية (43)، وهكذا ظهر الكون تلقائيا (44) ، وهو ما يتكرر كثيرا في حججهم ومناقشاتهم، ومناظر اتهم (45).

    كما للصدفة محاور، حيث تطورت مذاهب التطور في المصادفة لتنسج بها نظريتها في أهم محاورها : أولاً: في الحركة الأولى التي حدثت للمادة في حالتها الأولية الراكدة. ثانيا: في ظهور الحياة في البروتوبلازم (46). ثالثًا: في ظهور الإنسان بتكوينه المشتمل على العقل وعلى الجهاز البدني شديد التعقيد "(47)؛ مما جعلها أشد كفرًا مما كان عليه المشركون قديما (48)؛ حيث جعل المشركون كل منطق يؤدي في نهايته إلى التسليم بوجود خالق مدير حكيم عند المؤمنين، ينتهي عند الملاحدة بوجود شيء لا وجود له، وهو المصادفة (49).

    وقد يبدو هذا مقنعا لدى الكثيرين قبل مقدم الفيزياء الحديثة، أما بعدها فأمر مرفوض بالأدلة العلمية الدامغة (50) ، ولا سيما نظرية الانفجار العظيم التي أبطلت الصدفة والأزلية معا (51). ولقد توسع الملاحدة في تطبيق فرضية المصادفة والعشوائية، وتقرير محاورها ودعائمها، حتى طبقوها على الثوابت الكونية الدقيقة، معتبرين إياها قد نشأت عشوائيا (52)، وصارت إحدى دعائم المادية والإلحاد، حيث الصدفة تنتج الثوابت الفيزيائية، والعشوائية تنتج الحياة (53)، فقد جعلوا المصادفات دليلا على إمكانية الحياة (54). وقد وصف ريتشارد دوكينز (1941م) نشأة الحياة والعقل بأنها كانت "حادثا عارضا؛ نتيجة لضربة حظ (55) ولم يجد الفيزيائي جورج إيليس غضاضة أن يصف ظهور الحياة ضمن هذه الشروط المادية الدقيقة بأنه معجزة (56).

    ولقد وصف دانيل دينيت نشأة العقل بقوله: "ثم حدثت المعجزة (57)، وزعم أنه "يمكن إرجاع كل سمة من سمات العالم إلى آلية ميكانيكية عمياء لا غاية لها ولا بصيرة "(58). وقال آخر: "وفجأة ظهر، وولد، وطفا، وبزغ" (59) وقد اعترف دوكينز بالإتقان وأرجعه للانتخاب: "وإذا كان من الممكن أن يقال عنه إنه يلعب دور صانع الساعات في الطبيعة، فهو صانع ساعات أعمى "(60). وقد استند الملاحدة في قولهم بالصدفة إلى مستندات فلسفية، أبرزها:

    أولا: إنكار السببية، التي تشير إلى أن العالم حادث له سبب واضح، وهو الخالق سبحانه وتعالى، وأنه يستحيل أن : يوجد من تلقاء نفسه (61)، وهي بهذا المفهوم مبدأ عقلي ضروري فطري لا يمكن الاستدلال له؛ لأن المبادئ العقلية الضرورية هي أساس الاستدلال، كما لا يمكن تصور ما يناقض هذا المبدأ؛ لأن العقل بفطرته لا يقبل الشك في المبادئ العقلية (62). وقد أنكر الفلاسفة هذا المبدأ، ولم يعدوا السببية من المبادئ العقلية كما هو الحال مع ديفد هيوم (1189هـ)، الذي أنكر السببية والضبط الدقيق (63)، حيث يقول: "الشر الميتافيزيقي ينجم عن عمل الطبيعة غير المنضبط، وقوانينها السائدة، التي يتغير إيقاع وضعها الثابت إلى إمكانيات وحوادث غير متوقعة "(64) وهو بذلك يناقض العقل؛ لأن مفهوم الحادث وإن لم يتضمن مفهوم السببية إلا أنه يستلزمه ضرورة، بحيث لا يمكن في العقل تصور ما له بداية دون تصور أن يكون له سبب، وإنكار هذا إنكار للضروريات التي لا يمكن الاستدلال لها (65).

    ثانيا: إنكار الغائية، وهي التي تشير إلى الغاية من وجود الخلق، فهذا ستيفن واينبرغ يعترف بالغائية، ثم يتراجع عنها بقوله: "وأنه (الكون) سيخبو يوما في برودة لا حدود لها، وأنه سيصير إلى جحيم مسعور، حقًا إن الكون كلما بدا طيعا للإدراك بدا عبئًا غير مقبول " (66). ويلخص برتراند رسل (1389هـ) هذه النظرة المادية المتطرفة فيقول: "ليس وراء نشأة الانسان غاية أو تدبير إن نشأته وحياته وآماله، ومخاوفه، وعواطفه، وعقائده، ليست إلا نتيجة لاجتماع ذرات جسمه عن طريق المصادفة"(67)، وهو بذلك يناقض الفطرة التي تدل على وجود الخلق لحكمة وقصد في تكوينها وتدبيرها، حيث خلق الله الخلق لعبادته، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56) (68).

    يتبع


    (1) لسان العرب ابن منظور (3/ 396)
    (2) معجم مقاييس اللغة ابن فارس تحقيق عبد السلام هارون (307/5)
    (3) مذهب يرى بأن الروح هي الحقيقة القائمة بذاتها وأن الروح جوهر الوجود. انظر: معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية, جلال الدين سعيد, ص224.
    (4) اتجاه فلسفي, يفسر كل موجود بالفكرة ورد الوجود إلى الفكر. انظر: معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية, جلال الدين سعيد, ص410.
    (5) انظر: المعجم الفلسفي, مجمع اللغة العربية, ص 164.
    (6) انظر: الفكر المادي الحديث وموقف الإسلام منه محمود عثمان ص 14
    (7) انظر: عقيدتنا في الخالق والنبوة والآخرة, عبد الله نعمة, ص132.
    (8) انظر: الفكر المادي الحديث وموقف الإسلام منه محمود عثمان ص 13.
    (9) انظر: الحيوية في مواجهة الفكر المادي, مجدي عبد الحفيظ, ص135؛ وانظر: المبادئ الأساسية في الفلسفة جورج بولتزار ترجمة: عمر الشارتي, ص 19.​
    (10) التعريفات الجرجاني, تحقيق: جماعة . من العلماء، ص 195.
    (11) لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة. التعريفات الجرجاني, ص257.
    (12) انظر: المصطلح الفلسفي عند العرب عبد الأمير الأعسم, تحقيق: عبد الأمير الأعسم. ص 245.
    (13) الكون كل ما في الوجود, من مادة وطاقة وإشعاع انظر: معجم علوم الفضاء والفلك الحديث, عماد مجاهد, ص 207.
    (14) انظر: الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان عبد الوهاب المسيري, ص 16.
    (15) انظر لسان العرب, ابن منظور (3/ 389) وانظر: مقاييس اللغة, ابن فارس (5/ 236).
    (16) انظر: كواشف زيوف, الميداني, ص 433.
    (17) الحركة: حالة . من حالات وجود المادة, , وتعني التغير الدائم الذي يحصل في العالم. انظر: معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية جلال الدين سعيد, ص 154.
    (18) انظر: المدخل إلى الفلسفة, أزفلد كوليه, ص 169-170.
    (19) الكلاسيكية: صفة تستخدم في وصف الأشياء البسيطة, أو القديمة التقليدية, أو المتزنة. انظر: معجم اللغة العربية المعاصرة, أحمد عمر, (1948/3).
    (20) انظر: المعجم الفلسفي, مجمع اللغة العربية, ص 164
    (21) انظر: المعجم الفلسفي بالألفاظ العربية والفرنسية والانجليزية واللاتينية, جميل صليبا, (310-309/ 2)
    (22) انظر: معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية, جلال الدين سعيد, ص 405
    (23) العقلانية : كل ما هو موجود مردود إلى مبادئ عقلية ويُقصد به على الخصوص: الاعتداد بالعقل ضد الدين. انظر: الإيمان والتقدم العلمي، خالص مجيب جلبي، هاني رزق، ص 320- 321.
    (24) السبية (العلية): الإيمان بأن لكل ظاهرة سبيا واضحا ومجردا, وبأن العلاقة بين السبب والنتيجة علاقة حتمية. انظر: الإيمان والتقدم العلمي، خالص مجيب جلبي، هاني رزق، ص 319.​​
    (25) الحدود: جمع حد، وهو في اللغة المنع والفاصل انظر: التعريفات الجرجاني, تحقيق: جماعة من العلماء، ص 83
    (26) الكليات المنسوب إلى الكل ويرادفه العام. انظر: معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية, جلال الدين سعيد, ص 375
    (27) انظر: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية عبد الوهاب المسيري, (71/1-74) وانظر: الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان عبد الوهاب المسيري, ص 29-33. وانظر: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة عبد الوهاب المسيري (463/2)
    (28) انظر: المادية مقارنة نقدية في البنية والمنهج, نبيل على صالح، ص38-39
    (29) الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي محمد البهي, ص 165.
    (30) انظر: نظرية المعرفة المدخل إلى العلم والفلسفة والإلهيات, حسن محمد العاملي, محاضرات الشيخ جعفر السبحاني ص 118.
    (31) انظر: المادية مقارنة نقدية في البنية والمنهج نبيل علي صالح، ص 39-40.
    (32) انظر: عقيدتنا في الخالق والنبوة والآخرة, عبد الله نعمة، ص 209.​​
    (33) وكان من أولئك الفلاسفة الغربيين باسكال وإيمانويل كانط وبرتراند رسل، وجورج سنتيانا. انظر: المادية مقارنة نقدية في البنية والمنهج, نبيل على صالح, ص 41-42
    (34) مذهب فلسفي ملحد : يری أن المعرفة اليقينية هي معرفة الظواهر التي تقوم على الوقائع التجريبية، ولا سيما تلك التي يتيحها العلم التجريبي. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (2/ 811).
    (35) مقاييس اللغة ابن فارس (338/3)
    (36) مختار الصحاح, أبو عبد الله الرازي, ص 174.
    (37) مقاييس اللغة ابن فارس (322/4)
    (38) لسان العرب، ابن منظور (57/15)
    (39) انظر عيادة الملحدين هيثم طلعت، ص 14
    (40) الصنع المتقن دلالات الفيزياء على وجود الخالق, مصطفى نصر قديح, ص220.
    (41) انظر: العقيدة الإسلامية بين الفلسفة والعلم, يحيى هاشم فرغل, ص472.
    (42) الخلية: كتلة صغيرة من مادة حية تحتوي عادة على نواة أو مادة نووية وهي الوحدة الأساسية في بناء وعمل النباتات والحيوانات معجم مصطلحات علم الأحياء جمع كمال الحناوي, مراجعة هشام الحناوي, ص92.
    (43) انظر: وهم الإلحاد, عمرو شريف, ص 72.
    (44) انظر: رحلة عقل عمرو شريف ص 21​.
    (45) انظر: ميليشيا الإلحاد عبد الله بن صالح العجيري, ص 170.
    (46) البروتوبلازم المادة الزلالية الحية التي تتكون منها خلية الاجسام النباتية والحيوانية. انظر: معجم مصطلحات علم الأحياء جمع وتصنيف: كمال الحناوي, مراجعة: هشام الحناوي, ص 399
    (47) الإسلام والاتجاهات العلمية المعاصرة, يحيى هاشم فرغل, ص 57.
    (48) انظر المذاهب الفكرية المعاصرة, غالب عواجي, (1174/2).
    (49) انظر: الجفوة المفتعلة بين العلم والدين, محمد علي يوسف, ص35.
    (50) انظر: الفيزياء ووجود الخالق, جعفر شيخ إدريس، ص 13.
    (51) انظر: الفيزياء ووجود الخالق, جعفر شيخ إدريس, ص91.
    (52) انظر: براهين وجود الله في النفس والعقل والعلم, سامي عامري, ص 472.
    (53) انظر: كيف تدعو ملحدا بوذيا هندوسيا كتابيًا إلى الإسلام سؤال وجواب, هيثم طلعت, ص 33-34
    (54) See: Science, S Alternatve To An Intelligent Creator: The Multiverse Theory, Tim Folger, p65.
    (55) رحلة عقل, عمرو شريف, ص 39.
    (56) See: The Anthropic Principle: The Conditions For The Existence Of Mankind In The Universe, F Bertola, P30.​​
    ​(57) رحلة عقل عمرو شريف، ص 39.
    (58) خرافة الإلحاد, عمرو شريف, ص 366.
    (59) خرافة الإلحاد, عمرو شريف ص 224
    (60) الجديد في الانتخاب الطبيعي (بيولوجيا), ريتشارد دوكنز, ترجمة: مصطفى إبراهيم فهمي, ص 26
    (61) انظر: مجموع الفتاوى ابن تيمية, (8/ 70).
    (62) المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها, عبد الله القرني, ص 378.
    (63) انظر: المعرفة في الإسلام, مصادرها ومجالاتها, عبد الله القرني, ص ( ص 380.
    (64) محاورات في الدين الطبيعي, ديفيد هيوم, ترجمة: محمد فتحي الشنيطي، ص133-134.
    (65) المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتهام عبد الله القرني, ص 381.
    (66) الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون ستيفن واينبرغ، ترجمة: محمد وائل الأتاسي. ص 171​​

عن الكاتب

تقليص

كريم العيني مسلم اكتشف المزيد حول كريم العيني

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة mohamadamin, 1 أكت, 2015, 01:23 ص
ردود 0
250 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة mohamadamin
بواسطة mohamadamin
ابتدأ بواسطة وليد المسلم, 24 يون, 2006, 04:38 م
رد 1
2,719 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة ابو الهيثم
بواسطة ابو الهيثم
ابتدأ بواسطة mohamadamin, 9 ماي, 2015, 09:49 م
ردود 0
1,383 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة mohamadamin
بواسطة mohamadamin
ابتدأ بواسطة Shebl Al Saqar, 8 ديس, 2021, 10:21 م
ردود 0
225 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة Shebl Al Saqar
بواسطة Shebl Al Saqar
ابتدأ بواسطة وليد المسلم, 24 يون, 2006, 04:47 م
ردود 3
3,754 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محب المصطفى
بواسطة محب المصطفى
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 14 أغس, 2006, 11:13 م
رد 1
2,014 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة سيف الكلمة
بواسطة سيف الكلمة
ابتدأ بواسطة VAMPIRE2010, 20 نوف, 2010, 09:59 ص
ردود 5
5,361 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 26 ماي, 2007, 08:58 م
ردود 12
7,084 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 22 مار, 2007, 01:19 م
ردود 2
2,430 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة سيف الكلمة
بواسطة سيف الكلمة
ابتدأ بواسطة ظل ظليل, 30 ينا, 2010, 10:00 م
ردود 2
2,746 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فارس الميـدان
ابتدأ بواسطة wld14_fat, 5 أبر, 2013, 04:23 ص
ردود 0
6,223 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة wld14_fat
بواسطة wld14_fat
ابتدأ بواسطة Shebl Al Saqar, 8 ديس, 2021, 09:45 م
ردود 0
35 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة Shebl Al Saqar
بواسطة Shebl Al Saqar
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 21 فبر, 2007, 04:00 م
ردود 10
4,791 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة سيف الكلمة
بواسطة سيف الكلمة
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 05:54 م
ردود 0
13 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عطيه الدماطى
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 30 مار, 2023, 06:38 م
ردود 0
18 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عطيه الدماطى

مواضيع من نفس المنتدى الحالي

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 14 يون, 2012, 09:20 ص
ردود 78
70,387 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة في حب الله, 25 أكت, 2009, 03:37 ص
ردود 56
26,441 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 11 ماي, 2007, 06:35 م
ردود 43
10,180 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة أحمد., 9 فبر, 2013, 03:02 م
ردود 39
30,326 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة سالم جبران
بواسطة سالم جبران
ابتدأ بواسطة وليد المسلم, 24 يون, 2006, 04:46 م
ردود 37
33,319 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الراجى رضا الله
يعمل...