إنجيل الطفولية العربي - يُعرض لأول مرة

تقليص
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (1 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.أمير عبدالله
    حارس مؤسِّس

    • 10 يون, 2006
    • 11264
    • طبيب
    • مسلم

    #1

    إنجيل الطفولية العربي - يُعرض لأول مرة

    إنجيل الطفولية العربي - يُعرض لأول مرة


    إنجيل الطفولية العربي ليس هو النسخة الوحيدة لإنجيل الطفولة، فيوجد منه نسخ متعددة سريانية وارمينية وكذلك يوجد انجيبل الطفولة لتوما. ويظهر أن هذا الإنجيل كُتب في مرحلة متأخرة واعتمد في كتابته على مجموعة أخرى من الأناجيل مثل: إنجيل يعقوب، وإنجيل الطفولة لتوما. ويظهر تاثره في الفصول من الأول إلى العاشر بإنجيل يعقوب، بينما تُظهر الفصول من 36 إلى 55 العديد من أوجه الشبه مع إنجيل توما (ومع ذلك، من الصعب استخدام الإنجيل العربي لحل المشكلات الأدبية والنصية لتوما).

    أما الفصول من 11 إلى 35، فيظهر فيهم استعانة المؤلف بمجموعة كبيرة من الخيالات، التي كانت سائدة بين المصريين، ويركز فيها المؤلف اهتمامه على المعجزات الخيرية التي صنعتها مريم بشكل خاص أثناء إقامتها في مصر.

    إن اتساق الكتاب، كما هو الحال مع الأناجيل المنحولة بل والقانونية، ليس خاليًا من العيوب دائمًا. فمثلًا في الفصل 26 يُقال ليوسف أن يذهب إلى الناصرة، ومع ذلك في الفصل 27 تُستأنف القصة في بيت لحم. لذلك قد يكون الفصل 26 من مصدر مختلف. ويمكننا أن نكتشف تناقضات أخرى مماثلة، تكشف عن الأصل غير المتجانس للعديد من المصادر التي يستند إليها هذا الإنجيل. فمثله كمثل إنجيل الطفولة الأرمني، من المرجح أن يعود الإنجيل العربي إلى أصلٍ سرياني، ربما يعود إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي. وهو يستنسخ قدرًا كبيرًا من مادة كتاب "تاريخ العذراء السرياني"، ورغم أنه قد لا يكون هناك رابط مباشر بين الإنجيلين، فإن مقارنات بينهما مثل التي قام بها بيترز Peeters في مقدمته للترجمة تعزز الحجة القائلة بأن الإنجيل السرياني قد أثر على إنجيل الطفولة العربي (P. Peeters, Evangiles apocryphes, ii L'Evangiles de I'enfance (Paris, 1914), i-xxix, 1-68. (= Textes et documents, ed. H. Hemmer and P. Lejay). - ب. بيترز، الأناجيل المنحولة، المجلد الثاني، أناجيل الطفولة (باريس، 1914)، المجلد الأول، ص 1-29، ص 1-68. (= النصوص والوثائق، تحرير هـ. هيمر و ب. ليجاي).

    ويمكننا أن نرى روابط أخرى في كتابات الأب السرياني يشوعداد المروزي أحد أشهر مفسري الكتاب المقدس السريان في القرن التاسع الميلادي، والذي يبدو أنه كان على علم بهذا الإنجيل العربي وذلك في شروحاته على إنجيل متى. وقد يكون عنوان هذا الإنجيل، "كتاب يوسف قيافا"، مؤشراً آخر مهماً على أصله، وذلك لأن اليعاقبة السوريين كانوا يعتقدون أن قيافا أصبح مسيحياً (وفقاً لكوبر Cowper، ص 77). وقد ظهر نص مطبوع لهذا الإنجيل وقد اعتمد على مخطوط عربي له مترجمه سيكه Sike في ترجمته عام 1697، بعنوان:(Evangelium Infantiae vel liber apocryphus de Infantia Salvatoris ex manuscripto edidit ac latina versione et notis illustravit (Utrecht, 1697) (and in Arabic). نشر إنجيل الطفولة، أو كتاب غير قانوني عن طفولة المخلص، من مخطوطة، وقام بتوضيحه بنسخة لاتينية وملاحظات (أوتريخت، 1697) (وبالعربية)." لكن هذا المخطوط العربي مفقود اليوم. ومع ذلك، فقد اكتُشِفَت مخطوطات عربية في وقت لاحق في روما وفلورنسا. وقد وُصِفَت المخطوطة اللورنسية التي حررها بروفيرا الآن في كتالوج آسيماني. وقد استُخدِمَت طبعة سيكه ثنائية اللغة، مع بعض التعديلات أحياناً، في معظم الطبعات العربية و/أو الترجمات اللاتينية اللاحقة.

    هذه المخطوطة التي نعرضها اليوم لهذا الإنجيل: محفوظة في جامعة أكسفورد، مكتبة بودليان، وتم إضافة صورها على الإنترنت في عام 2022، و هي المخطوطة:
    Bodleian Library MS. Bodl. Or. 350


    عامة، ما يمكن ملاحظته أنه يظهر على هذا الإنجيل الميثولوجيا والخرافة وسذاجة العرض كما هو الحال في القصص الإنجيلي في الأناجيل الأربعة، وجميع هذه الأناجيل سواءً القانونية أو المنحولة يغلب عليها لون واحد من تأليه المسيح، وهو نسبة إقرار الألوهية للشيطان فدائما من يُعرِّف بأن المسيح إله هو الشيطان، وهو نفس الأمر في الأناجيل القانونية، ففي حين يغيب عن الكتاب نص واحد عن الله يشهد ليسوع بالالوهية، فإن الشيطان لا يتأخر عن التبرع بهذا للنصارى، وعجبًا لعقيدة راويها الشيطان !
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	0  الحجم:	477.2 كيلوبايت  الهوية:	849311

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	0  الحجم:	415.9 كيلوبايت  الهوية:	849312

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	0  الحجم:	299.1 كيلوبايت  الهوية:	849313






    نص إنجيل الطفولية:

    بسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد نبتدي بعون الله وحسن توفيقه ونكتب عجائب سيدنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح المدعو انجيل الطفولية بسلام من الرب آمين.

    قد وجدنا في كتاب يوسيفوس رئيس الكهنة الذي كان على عهد المسيح، وقد قال أناس أنه قيافا، قال هذا أن يسوع تكلم وهو حين كان في المهد وقال لمريم أمه إني أنا هو يسوع ابن الله الكلمة الذي ولدتيني كما بشرك جبرائيل الملاك. وابي أرسلني لخلاص العالم، وفي سنة ثلاث مئة وتنسعة من سنين الإسكندر أمر أغسطوس أن يكتتب كل إنسان في بلده. فقام يوسف وأخذ مريم خطيبته ومضى إلى بيت المقدس وجاء إلى بيت لحم ليكتتب مع أهل بيته في قريته، فلما بلغوا المغارة قالت مريم ليوسف إنه قد حان وقت الولادة، وليس يمكنني المسير إلى القرية ولكن تدخل إلى هذه المغارة، وهذا كان وقت غروب الشمس. فأما يوسف فإنه مضى عاجلًا ليُحضر لها امرأة تكون عندها، فبينما هو في ذلك إذ لمح عجوز عبرانية من أورشليم، فقال لها: يا مباركة هلمي فادخلي هذه المغارة فإن فيها امرأة تريد أن تلد، فجاءت العجوز ويوسف معها إلى المغارة وكانت الشمس قد غربت فدخلاها فإذا هي مملوءة أنوارًا أحسن من السرج والقناديل وأعظم من نور الشمس. والطفلملفوف يرضع من مرت مريم أمه وهو موضوع في المعلف. فبينما هما يتعجبان من ذلك النور، قالت تلك العجوز لمرت مريم أنت هي أم هذا المولود. قالت مرت مريم نعم، قالت العجوز: ماتشبهي لبنات حواء. قالت مرت مريم: ان ابني ماله مثيل في الأولاد. كذلك والدته مالها مثيل في النساء. فأجابت العجوز قائلة يا سيدتي أنا جئت لأكسب تراب بقية زمنه. قالت لها سيدتنا مرت مريم: اضفي ايديك على الطفل، فوضعتهما، وفي الحال برئت. فصرخت قائلة: من الآن أنا أمة وجارية لهذا الطفل، في كل أيام حياتي. حينئذٍ جاءت الرعاة فأوقدوا نارًا، وفرحوا فرحا عظيما. وتراءت لهم أجناد سمائية يهللوا ويسبحوا لله تعالى ذكره. والرعاة أيضًا فأشبهت المغارة في ذلك الوقت لبيعة العلوية. لأن الأفواه السمائية والأرضية كانت تمجد وتعظم لميلاد السيد المسيح. فأما العجوز العبرانية لما رأت العجائب الواضحة شكرت الله وقالت أشكرك يا الله إله غسرائيل على ما نظرت عيناي من ميلاد مخلص العالم. ولما كانت أيام الختان وهو اليوم الثامن، أوجبت السنة ختان الصبي فختنوه في المغارة وأخذت العجوز العبرانية تلك الجلدة . وآخرون قالوا إن السرة أخذت العجوز ووضعتها في قارورة دهن النارديس الفائق وقد كان لها ولد عطار فقدمتها له وقالت له إياك أن تبيع هذه القارورة الطيب المنارديس . ولو دفع لك بها ثلاث مئة دينار. وهذه القارورة هي التي ابتاعتها مريم الخاطية وسكبتها على رأس سيدنا يسوع المسيح وعلى قدميه ومسحتهما بشعر رأسها وبعد عشرة أيام اصعدوه إلى أورشاليم.

    وبعد أربعين يومًا للولادة أدخلوه إلى الهيكل . إلى بين يدي الرب وقرلوا عنه القرابين الذي كتب في ناموس موسى وهو أن كل ذكر يفتح الرحم قدوس الله يُدعى. فرآه سمعان الشيخ وهو يضيء كعامود النور. وقد حملته مرت مريم البتول أمه على ذراعيها، وهي به مسرورة وقد التحفته الملائكة مثل الدائرة، وهم يُسبحون شبه الأجناد قدام الملك فأسرع سمعان بالسير إلى مرت مريم وبسط يديه أمامها وقال للسيد المسيح الآن أطلق عبدك بسلام يا سيدي حسب قولك فقد رأت عيناي رأفتك التي أعددتها لسبب خلاص جميع الأمم. نورًا لجميع الشعوب ومجدا لشعبك اسرائيل. وحنة النبية أيضًا شاهدت ذلك وأقبلت تشكر الله وتعطي الطوبى لمرت مريم. وكان لما لتلد الرب يسوع في بيت لحم يهوذا على عهد ايروديس المللك . إذ مجوس وافو من المشرق إلى يروشليم كما تنبأ زرادشت. وكان معهم القرابين الذهب واللبان والمر، فسجدوا له وقربوا له قرابينهم حينئذٍ أخذت مرت مريم أحد أولائك القمط ودفعته لهم بحسب البركة، فقبلوه منها أحسن قبول. وفي تلك الساعة ظهر لهم ملاك شبه الكوكب الذي كان دليلهم أولا فمضوا مهتدين بنوره. حتى وصلوا بلادهم فاجتمعوا اليهم ملوكهم وساداتهم وقالوا لهم ما الذي رأيتم وفعلتم؟. وكيف مضيتم وعدتم؟ وما الذي استصحبتم؟ فأظهروا لهم ذلك القماط الذي دفعته لهم مرت مريم. فعملوا لذلك عيدًا وأضرموا نارًا مثل عادتهم، وسجدوا لها والقوا ذلك القماط فيها فأخذته النار ومزجته فيها ولما خمدت النار أخرجوا ذلك القماط، وهو مثل ما كان أولًا كأن لم تمسه النار. فبداوا يقبلوه ويضعوه على رؤوسهم وعلى عينيهم. وقالوا إن هذا هي الحق غير شكل أن هذا أمر عظيم. إن لم تقدر النار أن تحرقه أو تفسده وأخذوه وادخروه عندهم بالكرامة الجليلة.

    فاما ايروديس انه لما رأى المجوس قد تأخروا عنه ولم يرجعوا إليه أخبر الكهنة والحكماء وقال لهم عرفوني أين يولد المسيح؟ قالوا له في بيت لحم يهوذا فبدأ يفكر في قتل الرب يسوع المسيح. حينئذٍ ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم وقال له قم خذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض مصر، فقام عند صياح الديك ومضى، فبينما هو مفكر في نفسه، كيف يكون مسيره فجاءه الصباح وقد قطع من الطريق نصفه، فأصبح بالقرب من قرية كبيرة وبها صنم ومعابد أصنام أهل مصر وآلهتها تُحمل إليه القرابين والنذور وكان بحفرة هذا الصنم كاهن يخدمه وكان كلما تكلم ذلك الشيطان من ذلك الصنم كان هذا الكاهن يوصله الى أهل مصر وفلاحيها، وكان لهذا الكاهن ابن له من العمر ثلاث سنين وفيه عدة شياطين وكان يتكلم ويورد أشياء كثيرة وإذ كانوا يعتروه الشياطين كان يحرق ثيابه ويبقى عريان، ويرجم الناس بالحجارة، وكان يرسم ذلك الصنم ببيمارستان في تلك القرية. فلما وصلت مرت مريم ويوسف إلى تلك القرية ونزلوا في ذلك البيمارستان خافوا أهلها كثيرا جدا واجتمعوا جميع الرؤساء وكهنة الأصنام إلى ذلك الصنم ، وقالوا له ما هو هذا الاضطراب والارتجاج الذي عرض في أرضنا فأجابهم ذلك الصنم قائلا: إنه قد حضر هاهنا إله خفي، وهو هو الإله بالحقيقة، وليس إله يُعبد غيره، لأنه ابن الله بالحقيقة وباختباره تزعزعت هذه الأرض وبحلوله فيها ارتجت وتزلزلت ومن عظم سطوته نحن خائفين جدا، وفي تلك الساعة سقط ذلك الصنم فاجتمعوا لسقوطه جميع أهل مصر وغيرهم، فعرض لولد هذا الكاهن كالذي كان يعرض له، فدخل إلى البيمارستان ويوسف ومرت مرين هناك وقد هربوا الناس جميعهم منهم وكانت السيدة مرت مريم قد غسلت قماطات السيد المسيح وفرشتهم على الحيط فجاء هذا الصبي المجنون وأخذ واحد من اولئك القماطات ووضعه على رأسه وفي ذلك الوقت بدأوا الشياطين يخرجون من فمه شبه القربان ومثال الحيات وهم هاربين وفي الحال برىء ذلك الصبي بأمر السيد المسيح، وبدأ يُسبح ويشكر الرب الذي أبرأه، فلما رأى أبوه وهو قد برىء قال له ما الذي عرض لك يا ولدي وكيف برئت فقال له إني لما أصرعني الشيطان مضيت إلى البيمارستان فوجدت هناك امرأة جليلة ومعها صبي وقد غسلت أقمطة ووضعتهم على الحيط فأخذت واحدًا منهم وجعلته على رأسي فتركوني الشياطين وهربوا، ففرح أبوه به كثيرا جدا. وقال له يا ولدي عسى أن هذا الصبي يكون ابن الله الحي الذي خلق السماوات والأرض، لأنه لما اجتاز بنا انكسر الصنم وسقط كل الآلهة وبادوا من قوة عظمته، هاهنا تمت النبوة القائلة إن من مصر دعوت ابني فلما سمع يوسف ومريم أن ذلك الصنم قد سقط وباد فزعا وخافا وقالا إنه لما كنا في أرض اسرائيل همّ ايروديس بقتل يسوع ومن أجله قتل كل أطفال بيت لحم وتخومها، ولا شك إلا أنه متى ماسمعوا المصريين ما جرى على هذا الصنم من التكسير فهم يحرقونا بالنار وخرجا من هناك.

    ووصلوا إلى موضع كان فيه لصوص وقد نهبوا جماعة وعروهم وربطوهم فسمعوا اللصوص ضجيجا عظيما لضجيج ملك عظيم قد خرج من مدينته ومعه عساكر وخيول وطبول فجزعوا اللصوص من ذلك وتركوا كلما كانوا اخذوا وهربوا فقام أولئك القوم وحل بعضهم كتاف بعض وأخذوا أموالهم، ومضوا فلما رأوا يوسف ومريم، فلما رأوا يوسف ومريم مقبلين قالوا لهم أين هو الملك الذي سمع اللصوص صوت عظمة ضجيجه وتركونا لذلك وتخلصنا؟ فقال لهم يوسف سوف يأتي بعدنا ووصلوا قرية أخرى وكان فيها امرأة مجنونة لأنها كانت قد خرجت في الليل لتستقي الماء فاعتراها الشيطان اللعين المارد وكان لا يمكنها من اللباس ولا من المقام في العمارة وكلما ربطوها بالسلاسل والقيود كانت تقطعهم وتخرج إلى البراري عريانة. وتقوم في مفارق الطرق وفي المقابر وكانت ترجم الناس بالحجارة وكانوا أهلها يلاقون منها العظائم فلما رأتها مرت مريم رحمتها فتركها الشياطين في الحال ومضى كالشاب هاربا وهو يقول ويلاه منك يا مريم ومن ابنك وبرئت تلك المرأة من ألمها. وعرفت نفسها واستحت من عريها ومضت إلى أهلها مختفية من الناس ولبست ثيابها ,اخبرت أبيها وأهلها كيفية الحال وكانوا أهلها أكابر وجوه القرية فأضافوا لمرت مريم وليوسف بكرامة حسنة. ومن الغد انصرفوا من عندهم مزودين وفي عشية ذلك اليوم وصلوا إلى قرية اخرى. وكان فيها عرس وبحيلة الشيطان اللعين وبفعل السحرة خرست العروس ولم تعود تنطق فلما دخلت السيدة مرت مريم لتلك القرية وهي حاملة السيد المسيح ولدها، رأتها تلك العروسة الخرسة فبسطت يديها نحو السيد المسيح وجذبته وحملته ولزمته وقبلته فتصاعدت رائحة جسمه إليها فانحل انعقال لسانها وانفتحت أذنيها وسبحت الله وشكرته الذي وهب لها العافية وصار عند أهل تلك القرية فرحة عظيمة في تلك الليلة وظنوا أن الله وملائكته قد نزلوا عليهم وأقاموا هناك ثلاثة ايام مكرمين متنعمين.

    وخرجوا من عندهم متزودين فوصلوا إلى قرية أخرى وهموا بالمبيت فيها لأنها كانت آهلة بالناس وكان في هذه القرية امرأة معروفة وكان قد مضت إلى النهر في بعض الأيام لتغتسل وإذا الشيطان اللعين قد تشبه بحية ووثب عليها واستدار على بطنها وكلما جاء الليل كان يتطاول عليها فلما رأت هذه المرأة السيدة مرت مريم والسيد المسيح في حضنها وهو طفل اشتاقت نفسها إليه وقالت للسيدة مرت مريم يا سيدتي اعطيني هذا الطفل لأحمله واقبله فاعطتها إياه فلما قرب منها استرضا ذلك الشيطان عنها وتركها وولى هاربا ولم تعد تبصره بعد ذلك اليوم فسبح جميع الحاضرين لله تعالى. وصنعت لهم تلك الإمرأة صنيعا حسنا فلما كان من الغد أخذت تلك الإمرأة ماء مطيبًا لتغسل الرب يسوع فلما غسلته أخذت ماء الغسالة وكان هناك صبية قد ابيض جسمها من البرص فسكبت عليها من ذلك الماء وغسلتها به فطهرت من برصها في الحال. فأما أولئك القوم فالوا لا شك أن يوسف ومريم والصبي هم آلهة، وليس هم أناس. فلما عزموا على الخروج من عندهم دنت تلك الصبية التي كانت مبرصة اليهم وسألتهم أن يأخذوها معهم فأجابوها إلى ذلك فمضت معههم حتى وصلوا إلى قرية كان فيها قصرا لقائد جليل وله دار يرسم الضيافة فنزلوا فيها فمضت تلك الصبية ودخلت إلى زوجة القائدة فوجدتها باكية حزينة فقالت لها ملك باكية؟ فأجابتها قائلة لا تعجبي من بكائي لأن لي داي عظيم ولم أستطع اقوله لأحد من الناس فقالت لها الصبية لعلك إذا أظهرتيه وكشفتيه لي يوجد عندي دواءه فقالت لها امرأة القائد اكتمي هذا السر ولا تقوليه لأحد فإني امرأة لهذا القائد وهو ملك وتحت يده بلاد كثيرة ولي معه مدة طويلة وما ولد مني ولد ولما رزقت منه ولد صار مبرصا فلما رآه استنكر منه وقال لي إما أن تقتليه وإما تسلميه لمربية تربيه في موضع لا يطلع له خبر البتة ,غما اني اكون بريىء منك ولا أعود أراكِ أبدا، وقد تحيرت في أمري وعظم حزني ويلي من ابني وويلي من زوجي، فقالت لها تلك الصبية: لقد وجدت لدائك دواء أخاطبك به لأني أنا ايضا كنت مبرصة فطهرني الله الذي هو يسوع ابن السيدة مريم فقالت لها تلك المرأة وأين هو هذا الإله الذي ذكرتيه؟ قالت لها الصبية ها هو معك في الدار، قالت وكيف ذلك؟ واين هو؟ قالت لها الصبية ها هوذا يسوع ومريم والطفل الذي معهم الذي يُدعى يسوع وهو الذي أبرأني من ألمي ووجعي فقالت لها وكيف برئتي من برصك؟ ماتعرفيني ذلك، قالت لها نعم لأني أخذت من أمه غسالة جسمه وسكبته علي فطهرت من برصي فعند ذلك قامت زوجة القائد واستضافت بهم وعملت ليوسف وليمة عظيمة مع جماعة رجال ولما كان بعد ذلك اليوم من باكر أخذت مطيبا لكي ما يغتسل به الرب يسوع وأخذت ابنها معها وغسلته بماء الغسالة وفي ذلك الوقت طهر ولدها من برصه فشكرت الله سبحانه وقالت طوبى لوالدتك يا يسوع كيف تطهر الناس الذين هم أبناء جنسك بالماء الذي يُغسل به جسمك، ودفعت للسيدة مرت مريم مواهبا جزيلة وشيعتها بكرامة عظيمة.

    ووصلوا من هناك إلى قرية أخرى. ,ارادوا أن يبيتوا فيها فنزلوا في دار رجل كان قد تزوج جديد وهو مربوط عن زوجته فلما باتوا عنده تلك الليلة انحل رباطه فلما كان الصباح هموا بالمسير فمنعهم ذلك العريس وعمل لهم ليمة عظيمة ومن الغد ساروا فلما قربوا من قرية أخرى رأوا ثلاثة نساء ماشيات من المقبرة وهن باكيات فلما نظرت إليهم مرت مريم قالت لتلك الصبية التي صحبتهم اسأليهم ما قصتهن وما الذي دهاهن فسألتهن فلم يجيبوهان بل قلن لها من اين أنتم وغلى اين أنتم ماضين؟ لأنه قد مضى النهار وجاء الليل ، فقالت لهن اللصبية: غنا قوم مسافرون ونحن قاصدين المبيت فقلن لها: هلموا معنا وباتوا عندنا فمضوا معهن وكان لهن بيت جديد مزخرف وفيه ىلات كثيرة فأدخلوهم غلى لك البيت وكان في أيام الشتاء فدخلت الصبية أيضا إليهن فوجدتهن يبكيان وينوحان وعندهن بغل واحد وعليه جل ديباج وبين يديه سمسم وهم يقبلنه ويعلفنه، فقالت لهن تلكا لصبية ما خبر هذا البغل فأجابوها وهن باكيات وقلن لها إن هذا البغل الذي تنظريه كان أخونا من أمننا هذه ومات أبونا وخلف لنا مالا جزيلا وكان لنا هذا الأخ لا غير فقصدنا أن نزوجه وأن نعمل له عرسا كعادة الناس فتغايرن عليه النساء وسحروه ونحن لا نعلم وبينما نحن في بعض الليالي قبل الصباح بقليل وأبواب دارنا مغلوقة وإذا نحن ننظر أخونا هذا وقد صار بغل كما ترينه وأب ما لنا نتعزى به ونحن حزانا كما تنظرينا، وما تركنا في الدنيا أحد من المعليمن والسحرة والمعزمين إلا وأحضرناهم ولم يفيدنا شيء البتة وكلما ضاقت صدورنا نقوم ونمضي مع أمنا هذه ونبكي عند قبر أبينا ونعود، فلما سمعت تلم الصبية ذلك منهن قالت لهن: تعزيان ولا تبكيان فإن شفاء دائكن قريب وهو معكن وفي وسط بيتكن لأني أنا أيضا كنت مبرصة ولما رأيت هذه المرأة ومعها هذا الطفل الصغير الذي اسمه يسوع وقد غسلته أمه فأخذت من ماء غسالته وسكبته على جسمي فبرئت وأنا أعلم أنه قادر على اشفائكن من دائكن لكن قوموا امضيا إلى عند سيدتي مريم أمه وأدخلنها إلى بيتكن واكشفن لها سركن، واسألنها واطلبن منها أن تشفق عليكن فلما سمعن النسوة كلام الصبية خرجن مسرعات الى عند السيدة مرت مريم وأدخلنها إليهن وجلسن أمامها وهن باكيات قائلات يا سيدتنا وستنا مرت مريم ترحمي على إمائك فما بقي لنا كبير ولا رئيس ولا أب ولا أخ يدخل علينا ويخرج وهذا البغل الذي تنظريه كان أخونا وقد سحروه النساء حتى صار كما ترينه ونحن الآن نسألك أن تترأفين علينا فحينئذ شفقت عليهن مرت مريم وأخذت الرب يسوع ورفعته إلى ظهر البغل وبكت هي وتلك النسوة وقالت لولدها يسوع المسيح: يابني بالقوة العظيمة التي لك اشفي هذا البغل واجعله انسانا عاقلا كما كان أولا وعند خروج الكلمة من فم السيدة الدري مرت مريم تغير ذلك البغل وصار انسانا وهو رجلا شابا سليما من كل عيب عند ذلك سجد هو وأمه واخواته للسيدة مرت مريم وحملوا الصبي على رؤوسهم وبدأوا يقبلوه قائلين طوبى لوالدتك يا يسوع يا مخلص العالم ، طوبى للعيون الذين يتنعمون بالنظر إليك، وقالت الأختان لأمهما إن اخانا قد استقام بمعونة الرب يسوع المسيح وببركة هذه الصبية التي اطلعتنا على خبر مريم وابنها والآن أخونا هو أعزب والصواب أن نزوجه بهذه الصبية خادمتهم وسألوا مرت مريم في ذلك الأمر فأجابتهم إلى سؤالهم فعملوا لتلك الصبية عرسًا عظيمًا واستبدلوا بالحزن فرحًا وبالمناحة طربًا، وبدأوا يجدلون ويفرحون ويبتهجون ويغنون ولكثرة سرورهم لبسوا أفخر ثابهم وحليهم وصاروا ينشدون ويمدحون ويقولون يا يسوع ابن داود مبدل الغم فرحا، والحزن سرور، ولبثوا هناك عشرة ايام مرت مريم ويوسف ثم ساروا من هناك بعد أن أكرموهم أولئك القوم كرامات كثيرة وودعوهم ورجعوا من وداعهم وهم باكين لاسيما تلك الصبية.

    فلما انطلقوا من هناك وصلوا إلى أرض مقفرة وسمعوا أنها مخيفة ففكر يوسف ومرت مريم أن يجوزوا في تلك الارض ليلا وبينما هم سائرين وإذا هم ينظرون في طريقهم لصين نائمين ومعهم جماعة لصوص أصحابهم وهم أيضا راقدين وكان هؤلاء اللصين الذين صادفوهم طيطوس ودوماخوس.


    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; منذ 3 ساعات.
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

عن الكاتب

تقليص

د.أمير عبدالله مسلم اكتشف المزيد حول د.أمير عبدالله

مواضيع ذات صلة

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

مواضيع من نفس المنتدى الحالي

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة معاذ عليان, 18 سبت, 2008, 10:14 م
ردود 36
12,970 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 23 يول, 2007, 10:58 م
ردود 33
11,299 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفضة
بواسطة الفضة
ابتدأ بواسطة Eng.Con, 27 ديس, 2009, 10:05 م
ردود 33
17,115 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة - ANTI, 4 فبر, 2009, 11:58 م
ردود 29
11,748 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة ( رحمة )
بواسطة ( رحمة )
يعمل...