تويت
أين ذهبت خطب النبي عليه الصلاة والسلام ؟
يشكك أعداء الإسلام في الصحابة والتابعين وأنهم لم يحفظوا السنة بدليل لم ينقلوا إلينا خطب النبي عليه الصلاة والسلام !!!!
وأنا أتعجب من عقلية هؤلاء الجهال لأن الصحابة والتابعين والسلف والخلف قد نقلوا إلينا السنة كاملة واعتنوا بها أعظم اعتناء لبيان الصحيح من غيره وأفنوا أعمارهم في السهر والسفر من أجل جمع السنة ونشرها ومعلوم للقاصي والداني من العقلاء بأن علم الحديث والاسانيد من أعظم وأدق العلوم التي تميز بها المسلمون عن غيرهم وإن كتب السنة وعلومها شاهدة على دقة وحرص الصحابة والتابعين والمسلمين في كل عصر ومكان على نقل السنة وحفظها بدقة شديدة فلايعقل أنهم لم ينقلوا خطب النبي عليه الصلاة والسلام لكن لابد أن يبعد هؤلاء المخالفين النمط المطول للخطب المعاصرة عن صفة خطب النبي عليه الصلاة فالنبي عليه الصلاة والسلام كان مقتصراً في خطبه فكانت الآية القرآنية تنزل عليه فيعلمها فقط للمسلمين في خطبة الجمعة وقد يعيد تلاوة نفس الآية في خطب متتالية دون أن يزيد عليها من أجل تثبيتها وكذلك كانت خطبه تقتصر على إخبارهم بحديث واحد أو أكثر فنقل الصحابة إلينا أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام التي كان يخبر بها في خطبه وبالتالي يكونوا قد نقلوا الينا خطب النبي عليه الصلاة والسلام كاملة ولو استفاض النبي عليه الصلاة والسلام في خطبة معينة وأطال فيها فحرص كل صحابي أن ينقل عن النبي عليه الصلاة والسلام كلامه بما ينفع المسلم من تشريعات أو سيرة أو أخبار يوم القيامة وقد يهتم كل صحابي بنقل جزء معين فقط دون غيره حتى لايتفلت منه شي وفي المحصلة تكون الخطبة قد نقلت كاملة من خلال صحابي واحد قد حفظ جميع كلام النبي أو بحسب مانقل كل صحابي بقدر اهتمامه وحفظه لأمر معين قد قاله النبي عليه الصلاة والسلام.
ولا يلزم أن يكتب كل صحابي في كل حديث نقله عن النبي عليه الصلاة والسلام بأن النبي قد حضر يوم الجمعة وصعد المنبر ثم يذكر المقدمة والخطبة كاملة
فعن أبي وائل قال: خطبنا عمَّار فأوجز وأبلغ، فلمَّا نزل قلنا: يا أبا اليقظان، لقد أبلغتَ وأوجزت، فلو كنت تنفَّست، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئنَّة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرا
وعن جابر بن سمرة قال: «كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدا»
وعنه أيضا قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، إنما هن كلمات يسيرات
وروي عن الصحابية الجليلة ابنة حارثة بن النعمان قالت: “ما حفظت ق إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب بها كل جمعة” فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر هذه السورة حتى حفظتها
وعن شعيب بن رزيق الطائفي قال: جلست إلى رجل له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال له: الحكم بن حزن الكلفي، فأنشأ يحدّثنا، قال: وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة -أو: تاسع تسعة- فدخلنا عليه، فقلنا: يا رسول الله، زرناك فادع الله لنا بخير، فأمر بنا -أو: أمر لنا- بشيء من التمر والشأن إذ ذاك دون، فأقمنا بها أيامًا شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام متوكِّئا على عصا -أو: قوس-، فحمد الله وأثنى عليه، كلمات خفيفات طيبات مباركات.
ومع ذلك فنقل بعض الصحابة خطب النبي عليه الصلاة والسلام كاملة بالنمط المعروف بالابتداء بالمقدمة وقد جمعها علماء المسلمين في كتب منها
خطب النبي صلى الله لعلي المدائني (ت: 224هـ).
خطب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أحمد العسّال (ت: 349هـ).
خُطب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني (ت: 369هـ).
خُطب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (ت: 432هـ).
خُطب النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الباسط بن علي الفاخوري مفتي بيروت (1324هـ).
الخُطب المأثورة لأشرف علي التهانوي (1280-1362هـ)، جمَعَ فيها خطب النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.
مجموع من الخُطب النبوية لعيسى البيانوني (1290-1362هـ).
