تويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الشبهات التي تثار حول النبي ﷺ ما ورد في سبب نزول فواتح سورة التحريم، فقد أخرج سعيد بن منصور، والبيهقي من طريقه عن هشيم، عن عبيدة، عن إبراهيم، وعن جويبر،عن الضحاك: أن حفصة أم المؤمنين زارت أباها ذات يوم، وكان يومها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرها في المنزل أرسل إلى أمته مارية القبطية، فأصاب منها في بيت حفصة، فجاءت حفصة على تلك الحال، فقالت: يا رسول الله أتفعل هذا في بيتي في يومي؟ قال: فإنها حرام علي، لا تخبري بذلك أحدا، فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك، فأنزل الله تعالى في كتابه: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله {وصالح المؤمنين} فأمر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته.
وبمثل هذه الروايات يشنعون ويهيجون، دون تمهل أو دراية!!
ونقول بأن مثل هذه الرواية لا تثبت ولا تصح، فهي مرسلة كما ترى، أي أنها لا تصح، ومن المهم حتى نعرف القصة بشكل صحيح، يجب أن نقف عند الروايات الصحيحة الثابتة ثم نبني عليها التصور الصحيح للمسألة.
وأنقل إليكم ما صح في هذه الرواية، الأولى ما أخرجه النسائي (3959) بلفظه، والحاكم (3824)، والبيهقي (15177) - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانت له أمةٌ يطؤُها ؛ فلم تزلْ به عائشةُ وحفصةُ حتَّى حرَّمها على نفسِه ؛ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ } . الآيةَ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الشوكاني | المصدر : الدراري المضية | الصفحة أو الرقم : 225 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح .
الرواية الثانية، أوردها ابن كثير رحمه الله في تفسيره حيث قال: وقال الهيثم بن كليب في مسنده: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: قال النبي ﷺ لحفصة: «لا تخبري أحدا، وإن أم إبراهيم علي حرام». فقالت: أتحرم ما أحل الله لك؟ قال: «فوالله لا أقربها». قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة. قال فأنزل الله: ﴿قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم﴾
وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج.
فهاتان الروايتان هما اللتين صحتا في هذه المسألة ومن خلالهما سوف ندرك الصورة بطريقة صحيحة، فكمار ترى أيها المتأمل الفطن، أن الروايتين، ليس فيهما أي ذكر أن ذلك كان في بيت حفصة ولا في يومها ولا على فراشها، الروايات لم تقل هذا، وارجع البصر كرتين، وانظر هل تجد مثل هذا في هاتين الروايتين؟!!
فالذي صح من الروايات هو أن النبي ﷺ كان يأتي مارية فغارت السيدة حفصة والسيدة عائشة رضي الله عنهما، فلم تزالا به حتى حرّمها على نفسه، وأخبر السيدة حفصة رضي الله عنها ألا تخبر أحداً أن النبي ﷺ حرّم مارية على نفسه، ويكون هذا سراً بينه وبينها، ولكنها أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها بذلك، وأنزل الله آيات سورة التحريم، على قول من قال أن سبب نزول الآيات هذه القصة.
لكن لم يصح أن ذلك كان في يوم حفصة ولا في بيتها ولا على فراشها، هذا لم يثبت ولا يصح.
والرواية تدل على حسن أخلاق النبي ﷺ بزوجاته وعلى حسن عشرته، وأنه كان يترضاهن، ويتلطف بهن، رحمةً منه بنسائه، وجبراً منه لخاطرهنّ، كما قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَاۤ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِی مَرۡضَاتَ أَزۡوَ ٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التحريم ١] فحرم على نفسه وطء أمته التي كان يحبها وله منها ابنه وحبيبه إبراهيم، فقدّم ما أرادته زوجاته على ما كان يريده ويحبه، حرّم على نفسه ما يحبه حتى ترضى زوجاته، أمثل هذا يُطعن فيه؟ أمثل هذا يقدح في خلقه؟ مالكم؟ مالكم كيف تحكمون؟؟
هذه هي المسألة بكل بساطة، وصلي اللهم وسلم على حبيبنا محمد ﷺ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
لا تنسوني من دعائكم
من الشبهات التي تثار حول النبي ﷺ ما ورد في سبب نزول فواتح سورة التحريم، فقد أخرج سعيد بن منصور، والبيهقي من طريقه عن هشيم، عن عبيدة، عن إبراهيم، وعن جويبر،عن الضحاك: أن حفصة أم المؤمنين زارت أباها ذات يوم، وكان يومها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرها في المنزل أرسل إلى أمته مارية القبطية، فأصاب منها في بيت حفصة، فجاءت حفصة على تلك الحال، فقالت: يا رسول الله أتفعل هذا في بيتي في يومي؟ قال: فإنها حرام علي، لا تخبري بذلك أحدا، فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك، فأنزل الله تعالى في كتابه: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله {وصالح المؤمنين} فأمر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته.
وبمثل هذه الروايات يشنعون ويهيجون، دون تمهل أو دراية!!
ونقول بأن مثل هذه الرواية لا تثبت ولا تصح، فهي مرسلة كما ترى، أي أنها لا تصح، ومن المهم حتى نعرف القصة بشكل صحيح، يجب أن نقف عند الروايات الصحيحة الثابتة ثم نبني عليها التصور الصحيح للمسألة.
وأنقل إليكم ما صح في هذه الرواية، الأولى ما أخرجه النسائي (3959) بلفظه، والحاكم (3824)، والبيهقي (15177) - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانت له أمةٌ يطؤُها ؛ فلم تزلْ به عائشةُ وحفصةُ حتَّى حرَّمها على نفسِه ؛ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ } . الآيةَ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الشوكاني | المصدر : الدراري المضية | الصفحة أو الرقم : 225 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح .
الرواية الثانية، أوردها ابن كثير رحمه الله في تفسيره حيث قال: وقال الهيثم بن كليب في مسنده: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: قال النبي ﷺ لحفصة: «لا تخبري أحدا، وإن أم إبراهيم علي حرام». فقالت: أتحرم ما أحل الله لك؟ قال: «فوالله لا أقربها». قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة. قال فأنزل الله: ﴿قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم﴾
وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج.
فهاتان الروايتان هما اللتين صحتا في هذه المسألة ومن خلالهما سوف ندرك الصورة بطريقة صحيحة، فكمار ترى أيها المتأمل الفطن، أن الروايتين، ليس فيهما أي ذكر أن ذلك كان في بيت حفصة ولا في يومها ولا على فراشها، الروايات لم تقل هذا، وارجع البصر كرتين، وانظر هل تجد مثل هذا في هاتين الروايتين؟!!
فالذي صح من الروايات هو أن النبي ﷺ كان يأتي مارية فغارت السيدة حفصة والسيدة عائشة رضي الله عنهما، فلم تزالا به حتى حرّمها على نفسه، وأخبر السيدة حفصة رضي الله عنها ألا تخبر أحداً أن النبي ﷺ حرّم مارية على نفسه، ويكون هذا سراً بينه وبينها، ولكنها أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها بذلك، وأنزل الله آيات سورة التحريم، على قول من قال أن سبب نزول الآيات هذه القصة.
لكن لم يصح أن ذلك كان في يوم حفصة ولا في بيتها ولا على فراشها، هذا لم يثبت ولا يصح.
والرواية تدل على حسن أخلاق النبي ﷺ بزوجاته وعلى حسن عشرته، وأنه كان يترضاهن، ويتلطف بهن، رحمةً منه بنسائه، وجبراً منه لخاطرهنّ، كما قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَاۤ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِی مَرۡضَاتَ أَزۡوَ ٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التحريم ١] فحرم على نفسه وطء أمته التي كان يحبها وله منها ابنه وحبيبه إبراهيم، فقدّم ما أرادته زوجاته على ما كان يريده ويحبه، حرّم على نفسه ما يحبه حتى ترضى زوجاته، أمثل هذا يُطعن فيه؟ أمثل هذا يقدح في خلقه؟ مالكم؟ مالكم كيف تحكمون؟؟
هذه هي المسألة بكل بساطة، وصلي اللهم وسلم على حبيبنا محمد ﷺ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
لا تنسوني من دعائكم
