شبهة اذا علا ماء الرجل ماء المرأة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أسلمت لله 5 مسلم اكتشف المزيد حول أسلمت لله 5
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسلمت لله 5
    3- عضو نشيط

    حارس من حراس العقيدة
    • 8 مار, 2012
    • 392
    • طالب
    • مسلم

    #1

    شبهة اذا علا ماء الرجل ماء المرأة

    سؤال

    جئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال ينفعك إن حدثتك قال أسمع بأذني قال جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله قال اليهودي لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فذهب فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى ‏ ‏أتاني الله به

    و بالطبع هناك عدة أخطاء علمية بالجملة و ليس خطأ واحد فى هذا الحديث :

    القول بأن ماء المرأة المتدفق منها يساهم و يقوم بالتوازى مع ماء الرجل بتكوين الجنين و بالطبع هذا خطأ فاحش ، لسببين ..

    اولاً : بويضة المرأة هى المسؤلة عن منح الجنين لنصف جيناته الوراثية و المساعدة بتكوينة ، و لا دخل البته لماء المرأة بذلك بتاتاً ،

    ثانياً : ماء المرأة ليس له غير وظيفة وحيدة ، و هى ترطيب و تزيت المهبل ليسهل دخول عضو الرجل بالداخل ، و لا يخرج هذا الماء


    الرد: إن هذه الشبهة إنما تنم عن ضعف من أوردها بالعلم الحديث وتدل كذلك عن تسرع وطيش موردها فإنهم قد نظروا إلى الحديث وحكموا عليه من خلال النظرة الأولى والنظرة الأولى حمقاء...فلو أنهم علموا ما هية الافرازات المهبيلة التى تحدث أثناء الجماع و خصائصها لما تغنى لهذه الشبهة ...

    بداية أضع بين أيديكم أعزائى القراء ما هو مشهور فى معظم المنتديات الاسلامية لتفسير هذا الحديث علميا .
    التفسير الاول...ماء المرأة هى الافرازات المهبيلة


    فهم يرون أن المقصود بماء المرأة الافرازات المهبلية و أن المقصود بماء الرجل الحيوانات المنوية ... وأن ماء الرجل قلوي ALKALINE وماء المرأه حمضي ACIDIC فإذا التقى الماءان وغلب ماء المرأه ماء الرجل كان الوسط حامضيا فتضعف حركه الحيوانات المنويه التي تحمل خصائص الذكوره وتنجح الحيوانات المنويه التي تحمل خصائص الانوثه في تلقيح البييضه فيكون المولود انثى والعكس صحيح ....
    وطبعا هذا الكلام خطأ يحتمل الصواب ....لماذا؟


    السبب الاول :لان الحديث أقر بأن ماء المرأة أصفر رقيق ...فحين أن الافرازات المهلبية التى تحدث أثناء الجماع ما هى الا أفرازات غليظة بيضاء أو شفافة و الدليل على ذلك ما يلى :

    الدليل الاول : هو دليل المشاهدة الحسية فكل رجل متزوج أو أمرأة بلغت سن الاحتلام تعلم جيدا أن الافرازات المهلبية التى تحدث أثناء الجماع بيضاء أو شفافة بل قد يختلط الامر عند الرجل أثناء المعاشرة الزوجية و يعتقد أن أفرازات أمراتة المهلبية ما هى الا منى منه .

    الدليل الثانى : هو قول المتخصصين أن الافرازات المهبلية التى تحدث أثناء الجماع هى بيضاء أو شفافة ...HTTP://WWW.TBEEB.NET/A-650.HTM

    و أيضا يقر المتخصصين أن الافرازات التى تحدث أثناء الشهوة الجنسية هى أفرازات بيضاء :

    THE TERM USED FOR WHITE DISCHARGE IN WOMEN DUE TO SEXUAL INTERCOURSE IS CALLED FEMALE "ORGASM" VAGINAL SECRETIONS, WHICH INCREASES DURING SEXUAL
    السبب الثانى :هو أن هناك حديث أخر للنبى الامى جاء بلفظ "أذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ...الخ "...فهنا نجدأن هذا الحديث أستخدم لفظ سبق بدلا من "علا"..كلمة سبق تعنى تقديم أوالقُدْمةُ في الجَرْي وفي كل شيء..ويجب أنيكونا المتسبقان بدأو من مكان واحد ويتجهون لمكان واحد...فعندما أقول أذا سبق أحمد محمد فلابد أن يكون أحمد ومحمد قد بدأؤ من مكان واحد و يتسابقون لجهة واحدة....ومن هنا يجب على من يقول أن المقصود بماء المرأة فى الحديث الافرازات المهبيلة أن يوضح لنا فهمنا الخاطىء لكلمة "سبق"وكيف تسبق الافرازات المهبيلة منى الرجل و كلاهما من مصدر مختلف وما هى الجهة التى يتسابقون عليها .
    التفسير الثانى _وهو الذى أتقبلة_ هى البويضة
    الحديث تحدث عن ثلاث أشياء وهم ما يلى: :

    الاول :ماء الرجل ويقصد بها السائل المنوي....وقد يقول قائل وهل يصح أن يطلق عليه ماء؟أو لماذا وصف بأنه ماء ؟


    الاجابة .....نعم وذلك أن نسبة الماء فى تكوين السائل المنوى كبيرة جدا تقدر بـ 92 % بل أن هناك مصادر أخرى تؤكد أن نسبة الماء فى السائل المنوى تقدر بحوالى 96 % وان عدد الحيوانات المنوية فيه لا تتعدى 2%و الباقى مواد أخرى ..

    هل يوجد دليل علمى على ذلك ؟ ...الجواب نعم أقرأ فى هذا المصدر
    هنا ما نصه:

    SPEAKING OF ITS COMPOSITION, SEMEN IS ABOUT 96 PERCENT WATER, PLUS:
    • SPERM, WHICH ACCOUNT FOR ABOUT 2 PERCENT OF EJACULATE VOLUME.
    • FRUCTOSE, FRUIT SUGAR, WHICH NOURISHES SPERM.
    • VITAMIN C, WHICH HELPS KEEP SPERM HEALTHY.


    الثانى :ماء المرأة ويقصد به بويضة المرأة و ليس الافرازات المهبلية ....وذلك لان الحديث أقر أن ماء المرأةصفراء رقيقة و هى خصائص لا تتفق مع خصائص الافرازات المهبلية التى تحدثنا عنها سابقا .....قد يقول قائل هل خصائص البويصة تتفق مع الخصائص التى ذكرها الحديث عن ماء المرأة ؟

    الاجابة نعم ...وذلك لانه يتدفق من حويصلة جراف بالمبيض ماء يحمل البويضة وهو أصفر اللون ..وان البويضة ذاتها تتكون أساسا من الماء وايضا أصفر اللون..وهى محاطة بطبقة سميكة من الخلايا " الجريبية" الصفراء اللون ...ورقيقة حتى يستطيع الحيوان المنوى خرقها

    هل يوجد دليل علمى على ذلك ؟ ....نعم يوجد أقرأ يا عزيزى الفاضل النصوص التالية التى تؤكد أن بويضة المرأة تتكون من المياه
    -A WOMAN’S EGG IS A SINGLE CELL – THE LARGEST IN THE HUMAN BODY – COMPOSED PRIMARILY OF WATER

    الترجمة :
    بويضة المرأه عبارة عن خلية واحده -أكبر ما فى جسم الانسان - تتكون أساسا من الماء
    المصدر /
    هنا


    -وأيضا من مصدر أخر جاء فيه
    THE HUMAN EGG IS THE LARGEST CELL IN THE BODY AND IS COMPOSED MOSTLY OF WATER,

    الترجمة :
    البويضة البشرية هى أكبر خلية فى الجسم و تتكون فى معظمها من الماء
    المصدر /
    هنا


    أما بالنسبة للون البويضة فأنظرو جميعا أيها السادة الى الصورة التالية ..وهى صورة حقيقية لبويضة أمرأة أثناء خروجها من المبيض ..وأنظروا الى لونها:






    http://www.dailymail.co.uk/health/ar...ged-ovary.html


    ومن هنا نجد أن الصفات التى أطلقها الرسول على ماء المرأة تنطبق تماما على البويضة ...

    الثالث : منى الرجل و منى المرأة ...أستخدم الحديث أن لفظ "منى الرجل منى المرأة لتحديد جنس الجنين بدلا من لفظ "ماء"...أذن المقصود من منى الرجل و منى المرأة هى الحيوانات المنوية التى تحمل صفة الذكورة و الحيوانات المنوية التى تحمل صفة الانوثة ....وما يدعم هذا الرأى هو أن هناك حديث أخر للرسول صلى الله عليه وسلم قال فية ..."أذا سبق ماء الرجل ماء الانثى أذكرت بأذن الله ...الخ ...و طالما أن الحديث أستخدم لفظ سبق فمعنى ذلك أن هذا الماء جاء من مصدر واحد ومتجهين الى مصدر واحد وهو البويضة ....وطبعا معلوما علميا أنه أذا سبق الحيوانات المنوية التى تحمل صفة الذكورة فى تلقيح البويضة كانت المولود ذكر و العكس هو الصحيح ...

    خلاصة ما تقدم ...يتضح للجاهل قبل العالم أن هذا الحديث الذى أعترض علية الملحد متوهما أنه يحمل العديد من الاخطاء العلمية يطابق الكثير من الحقائق العلمية التى لم تكن معروفة من قبل ....وصدق الله العظيم حيق قال "ما ينطق عن الهوى"
    التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; 14 ينا, 2025, 03:30 م.
  • فارس الميـدان
    مشرف عام أقسام
    المذاهب الفكرية الهدامة
    ومشرف عام قناة اليوتيوب

    • 17 فبر, 2007
    • 10000
    • موظف
    • مسلم

    #2
    رد: إذا علا ماء الرجل ماء المرأة
    جزاكم الله خيراً أخى الحبيب..
    روى فى الحديث الشريف: [جاءت أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ: يا رسولَ اللهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيى مِن الحقِّ .. فهل على المرأةِ من غُسلٍ إذا إحتَلمَتْ .. ؟! قال النبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا رأتِ الماءَ .. فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ تعنى وجهها .. وقالتْ: يا رسولَ اللهِ وتَحْتَلِمُ المرأةُ .. ؟! قال: نعم تَرِبَتْ يمينُكِ فبم يُشبِهُها ولدُها] .. [رواه البخارى] ..
    وقد روى هذا الحديث بألفاظ وروايات مختلفة ..
    وهذه الرواية فيها: أبومعاوية الضرير ..
    قال فيه الإمام أحمد: أبو معاوية الضرير فى غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيداً ..
    وقد يروى عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث واحد وله روايات عدة ..
    فيلزم الترجيح أو حصر المشترك ..
    يقول الخطيب البغدادى: [وكل خبر واحد دل العقل أو نص الكتاب أو الثابت من الأخبار أو الإجماع أو الأدلة الثابتة المعلومة على صحته .. ووُجد خبر آخر يعارضه فإنه يجب إطراح ذلك المعارض والعمل بالثابت الصحيح اللازم .. لأن العمل بالمعلوم واجب على كل حال] .. [الكفاية فى علم الرواية] ..
    ويقول الإمام إبن حجر أثناء حديثه عن تلقى الأمة للصحيحين بالقبول: [إلا أن هذا مختص بما لم ينتقده أحد من الحفاظ وبما لا يقع التجاذب بين مدلوليه .. حيث لا ترجيح لأحدهما على الآخر .. لإستحالة أن يفيد المتناقضان العلم بصدقهما من غير ترجيح لأحدهما على الآخر] .. [شرح نخبة الفكر] ..
    ويقول الإمام إبن تيمية عن إختلاف ألفاظ الحديث الواحد فى صحيح البخارى: [والبخارى من أعرف خلق الله بالحديث وعِلله مع فقهه فيه .. وقد ذكر الترمذى أنه لم ير أحداً أعلم بالعلل منه ... ولهذا كان من عادة البخارى إذا روى حديثاً اختُلِفَ فى إسناده أو فى بعض ألفاظه أن يذكر الاختلاف فى ذلك .. لئلا يغترَّ بذكره له بأنه إنما ذكره مقروناً بالاختلاف فيه] .. [مجموع الفتاوى بتصرف] .. (*)
    وفى رواية: [أنها سألت نبى اللهِ صلى الله عليه وسلم عن المرأةِ ترى فى منامِها ما يرى الرجلُ .. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إذا رأَتْ ذلك المرأةُ فلْتَغْتَسِلْ .. فقالت أمُّ سُلَيْمٍ: واسْتَحْيَيْتُ من ذلك .. قالت: وهل يكون هذا .. ؟! فقال نبى اللهِ صلى الله عليه وسلم: نعم .. فمن أينَ يكونُ الشَّبَهُ .. ؟! إن ماءَ الرجلِ غليظٌ أبيضُ وماءَ المرأةِ رقيقٌ أصفرُ فمِنْ أيَّهُمَا علا أو سبق يكونُ منه الشَّبَهُ] .. [رواه مسلم] ..
    وهذه الرواية فيها: عباس بن الوليد ..
    قال فيه أبوحاتم الرازى: شيخ يكتب حديثه وكان على إبن المدينى يتكلم فيه ..
    وفيها سعيد بن أبى عروبة ..
    قال فيه إبن حجر: كثير التدليس وأختلط ..
    وقال فيه أبوداود: كان سعيد يقول فى الإختلاط قتادة عن أنس أو أنس عن قتادة ..
    وفيها: قتادة ..
    وهو مدلس ولم يصرح بالسماع ..
    وفى رواية: [أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ .. ؟! فَقَالَ: نَعَمْ .. فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ .. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعِيهَا وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ .. ؟! إِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ] .. [رواه مسلم] ..
    وهذه الرواية فيها: مصعب بن شيبة ..
    قال فيه أبو حاتم الرازى: لا يحمدونه وليس بالقوى ..
    وقال فيه أبوداود: ضعيف ..
    وقال فيه أبوزرعة الرازى: ليس بالقوى ..
    وقال فيه الإمام أحمد: له أحاديث مناكير ..
    وقال فيه الإمام النسائى: منكر الحديث ..
    وقال فيه الدارقطنى: ليس بالقوى ولا بالحافظ .. ومرة: ضعيف ..
    وقال فيه إبن حجر: لين الحديث ..
    والظاهر أن هذه الروايات أدرجها الإمامين البخارى ومسلم فى المتابعات والشواهد لأنها ليست على شرطهما ..
    ولذلك يقول الإمام إبن الصلاح: [أعلم أنه قد يدخل فى باب المتابعة والإستشهاد رواية من لا يحتج بحديثه وحده .. بل يكون معدوداً فى الضعفاء .. وفى كتابى البخارى ومسلم جماعة من الضعفاء ذكراهم فى المتابعات والشواهد .. وليس كل ضعيف يصلح لذلك] .. [علوم الحديث] ..
    ويقول الإمام النووى: [وإنما يفعلون هذا .. أى إدخال الضعفاء فى المتابعات والشواهد .. لكون المتابع لا اعتماد عليه] .. [شرح صحيح مسلم] ..
    وفى رواية رابعة: [جاءَتْ أمُّ سُلَيمٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ: يا رسولَ اللهِ إنَّ اللهَ لا يَستَحِى منَ الحقِّ فهل على المرأةِ غُسلٌ إذا إحتَلَمَتْ .. ؟! فقال: نعمْ إذا رأتِ الماءَ] .. [رواه البخارى] ..
    وفى رواية خامسة: [جاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وهى جَدَّةُ إِسْحَاقَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالت له وعائشةُ عندَه: يا رسولَ اللهِ المرأةُ التى ترى ما يرى الرجلُ فى المَنَامِ فترى من نفسِها ما يرى الرجلُ من نفسِه .. فقالت عائشةُ: يا أمَّ سُلَيْمٍ فَضَحْتِ النَّساءَ تَرَبَتْ يمينُك .. فقالَ لعائشةَ: بل أنتِ فتَرِبَتْ يمينُك نعم فلْتَغْتَسِلْ يا أمَّ سُلَيْمٍ إذا رأَتْ ذاك] .. [رواه مسلم] ..
    وفى رواية سادسة: [أنَّ أمَّ سُليمٍ سألَتْ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ المرأةِ ترى فى منامِها ما يرى الرَّجلُ .. قالَ: إذا أنزلتِ الماءَ فلتغتسِلْ] .. [رواه النسائى] ..
    وفى رواية سابعة: [جاءت أمُّ سليمٍ بنتُ ملحانَ إلى النَّبى صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالت: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يستحيى منَ الحقِّ فَهل علَى المرأةِ تعنى غسلًا إذا هى رأت فى المنامِ مثلَ ما يرى الرَّجلُ .. ؟! قالَ: نعم إذا هى رأتِ الماءَ فلتغتسل] .. [رواه الترمذى] ..
    ونلاحظ فى هذه الروايات أن أم سليم جاءت تسئل عما تراه المرأة فى المنام ..
    فما هو الذى تراه المرأة فى المنام .. ؟!
    الذى تراه المرأة فى المنام هو الجماع مع الرجل ..
    وما الذى ينتج من ذلك .. ؟!
    الذى ينتج من ذلك هو ما يحدث عند الجماع الفعلى ..
    ولذلك فقد يخرج منها بعض الإفرازات المهبلية ..
    وهو ما يستدعى الغسل ..
    ولذلك جاء فى رواية: أرأيت إذا رأت المرأة أن زوجها جامعها فى المنام تغتسل ..
    أما صفة الماء فى رواية مسلم فالظاهر أنها مدرجة.. كما أنها غير ثابتة فى الروايات الأخرى ..
    ولذلك قال شعبة عن رواية مسلم: [حديث قتادة عن أنس فى المرأة ترى فى منامها ما يرى الرجل ليس بصحيح] .. [تهذيب الكمال] ..
    ومن الجدير بالذكر أنه لا يشترط لمن احتلم أن ينزل ..
    ولذلك جاء فى رواية السيدة عائشة رضى الله عنها: [سُئل رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر إحتلاماً .. قال: يغتسل .. وعن الرجل يرى أنه قد إحتلم ولا يجد البلل .. قال: لا غسل عليه .. فقالت أم سليم: المرأة ترى ذلك أعليها غسل .. قال: نعم .. إنما النساء شقائق الرجال] .. [رواه أبوداود] ..
    وهذا الخبر موافق لرواية الإمام البخارى (جاءَتْ أمُّ سُلَيمٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ: يا رسولَ اللهِ إنَّ اللهَ لا يَستَحِى منَ الحقِّ فهل على المرأةِ غُسلٌ إذا إحتَلَمَتْ .. ؟! فقال: نعمْ إذا رأتِ الماءَ) ..
    وموافق أيضاً لرواية الإمام مسلم (جاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وهى جَدَّةُ إِسْحَاقَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالت له وعائشةُ عندَه: يا رسولَ اللهِ المرأةُ التى ترى ما يرى الرجلُ فى المَنَامِ فترى من نفسِها ما يرى الرجلُ من نفسِه .. فقالت عائشةُ: يا أمَّ سُلَيْمٍ فَضَحْتِ النَّساءَ تَرَبَتْ يمينُك .. فقالَ لعائشةَ: بل أنتِ فتَرِبَتْ يمينُك نعم فلْتَغْتَسِلْ يا أمَّ سُلَيْمٍ إذا رأَتْ ذاك) ..
    وعليه فهما الراجحتان على ما خالفهما لفظاً ..
    وخلاصة ما سبق: أن حديث أم سلمة رضى الله عنها يتحدث عن حكم فقهى بخصوص مسألة الغسل بعد الإحتلام وليس له أية علاقة بخصوص صفة ماء الرجل أو المرأة ..
    وأما حديث إبن عباس وفيه: [أتى نفر من اليهود النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن أخبرنا بما نسأله فإنه نبى .. فقالوا: من أين يكون الشبه يا محمد .. ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نطفة الرجل بيضاء غليظة ونطفة المرأة صفراء رقيقة فأيهما غلبت صاحبتها فالشبه له .. وإن اجتمعتا جميعاً كان منها ومنه .. قالوا: صدقت] .. [رواه أبوالشيخ فى العظمة] ..
    ففيه أن (نطفة المرأة صفراء) وهى البويضة والتى تشبه قطرة الماء ومن معانى النطفة القطرة كما عند الشوكانى فى تفسيره..
    وله شاهد من حديث شهر بن حوشب الأشعرى ..
    فعنه أنه قال: [أن نفراً من اليهود جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أخبرنا عن أربع نسألك عنهن فإن فعلت اتبعناك وصدقناك وآمنا بك .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه لئن أنا أخبرتكم بذلك لتصدقنى .. قالوا: نعم .. قال: فاسألوا عما بدا لكم .. فقالوا: أخبرنا كيف يشبه الولد أمه وإنما النطفة من الرجل .. ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدكم بالله وبأيامه عند بنى إسرائيل هل تعلمون أن نطفة الرجل بيضاء غليظة ونطفة المرأة صفراء رقيقة فأيهما غلبت صاحبتها كان لها الشبه .. ؟! قالوا: نعم .. قالوا: فأخبرنا كيف نومك .. ؟! قال: أنشدكم بالله وبأيامه عند بنى إسرائيل هل تعلمون أن هذا النبى الأمى تنام عيناه ولا ينام قلبه .. ؟! قالوا: اللهم نعم .. قال: اللهم أشهد .. قالوا: أخبرنا أى الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة .. ؟! قال: هل تعلمون أنه كان أحب الطعام والشراب إليه البان الإبل ولحومها وأنه اشتكى شكوى فعافاه الله منها فحرم أحب الطعام والشراب إليه شكراً لله فحرم على نفسه لحوم الإبل وألبانها .. ؟! قالوا: اللهم نعم .. قالوا: فأخبرنا عن الروح .. قال: أنشدكم بالله وبأيامه عند بنى إسرائيل هل تعلمون أنه جبريل وهو الذى يأتينى .. ؟! قالوا: نعم .. ولكنه لنا عدو وهو ملك إنما يأتى بالشدة وسفك الدماء فلولا ذلك اتبعناك .. فأنزل الله فيهم (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) إلى قوله (كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)] .. [رواه الطبرى فى تفسيره] ..
    والشبه إنما يكون من غلبة صفات أحد الزوجين على الآخر..
    ولذلك يقول الإمام السيوطى: [وَجَوَّزَ الْقُرْطُبِى أَنْ يَكُونَ سَبَقَ بِمَعْنَى غَلَبَ .. مِنْ قَوْلِهِمْ سَابَقَنِى فُلَانٌ فَسَبَقْتُهُ أَى غَلَبْتُهُ .. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى (وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) أَى مَغْلُوبِين] .. [شرح سنن النسائى] ..
    فيشبه الولد أبيه أو أمه لغلبة صفات أحدهما على الآخر ..
    وأما حديث ثوبان ولفظه: [مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا إجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِى الرَّجُلِ مَنِى الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِذَا عَلَا مَنِى الْمَرْأَةِ مَنِى الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ] .. [رواه مسلم] ..
    فقد قال فيه الإمام إبن القيم: [تفرد به مسلم والحديث صحيح لا مطعن فيه ولكن فى القلب من ذكر الإيناث والإذكار شىء هل هى محفوظة أم لا] .. [تحفة المودود] ..
    وقال فيه الإمام البزار: [وروى نحوه من غير وجه واللفظ الذى رواه ثوبان لم يتابعه عليه فيما أتصل بنا من أهل الحديث أحد] .. [البحر الزخار] ..
    وقال فيه الإمام الطبرانى: [لا يروى هذا الحديث بهذا التمام عن ثوبان إلا بهذا الإسناد تفرد به معاوية بن سلام] .. [المعجم الوسيط] ..
    وأما حديث عبدالله بن رافع: [يا رسول الله المرأة ترى زوجها فى المنام يقع عليها .. أعليها غسل .. ؟! قال: نعم إذا رأت بللاً .. فقالت أم سلمة: أو تفعل ذلك .. ؟! فقال: تربت يمينك أنى يأتى شبه الخؤولة إلا من ذلك .. ؟! أى النطفتين سبقت إلى الرحم غلبت على الشبه] .. [رواه أحمد فى مسنده] ..
    قلتُ: هذا حديث منكر ..
    تفرد به سعيد المقبرى وهو صدوق ..
    يقول الإمام إبن رجب: [وانفراد الراوى بالحديث وإن كان ثقة هو علة فى الحديث يوجب التوقف فيه وأن يكون شاذاً ومنكراً] .. [مشكل الأحاديث] ..
    والشاذ من جملة الضعيف ..
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    (*) قلتُ: إختلاف ألفاظ الحديث الواحد يوجب الترجيح لا محالة ..
    وجدير بالذكر أن الإعتراض الوارد بالحديث مختلف فى مورده ..
    ففى رواية أن المعترض هو أم سليم (وهل يكون هذا .. ؟!) ..
    وفى أخرى أن المعترض هو أم سلمة (وَهل للنِّساءِ من ماءٍ .. ؟!) ..
    وفى ثالثة أن المعترض هو عائشة (يا أمَّ سُلَيْمٍ فَضَحْتِ النَّساءَ تَرَبَتْ يمينُك) ..
    ومن المستحيل أن تصدق هذه الروايات فى وقت واحد ببساطة لأنه حديث واحد فيلزم الترجيح ..
    وأما أن يكون الإعتراض على أن للمرأة ماء فغير معقول ..
    لأن كلاً من أم سليم وأم سلمة كانا على علم بخصوصيات النساء بسبب العلاقة الزوجية ..
    وإنما كان السؤال عن الإحتلام كما هو واضح من رواية عائشة رضى الله عنها ..
    التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; منذ 4 أسابيع.
    الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

    تعليق

    • د.أمير عبدالله
      حارس مؤسِّس

      • 10 يون, 2006
      • 11253
      • طبيب
      • مسلم

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة فارس الميـدان
      جزاكم الله خيراً أخى الحبيب ..
      روى عن أم سلمة رضى الله عنها فى الحديث الشريف: [جاءت أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ: يا رسولَ اللهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيى مِن الحقِّ .. فهل على المرأةِ من غُسلٍ إذا إحتَلمَتْ .. ؟! قال النبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا رأتِ الماءَ .. فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ تعنى وجهها .. وقالتْ: يا رسولَ اللهِ وتَحْتَلِمُ المرأةُ .. ؟! قال: نعم تَرِبَتْ يمينُكِ فبم يُشبِهُها ولدُها] .. [رواه البخارى] ..
      وقد روى هذا الحديث بألفاظ وروايات مختلفة ..
      وهذه الرواية فيها: أبومعاوية الضرير ..
      قال فيه الإمام أحمد: أبو معاوية الضرير فى غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيداً ..
      وقد يروى عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث واحد وله روايات عدة ..
      فيلزم الترجيح أو حصر المشترك ..
      يقول الخطيب البغدادى: [وكل خبر واحد دل العقل أو نص الكتاب أو الثابت من الأخبار أو الإجماع أو الأدلة الثابتة المعلومة على صحته .. ووُجد خبر آخر يعارضه فإنه يجب إطراح ذلك المعارض والعمل بالثابت الصحيح اللازم .. لأن العمل بالمعلوم واجب على كل حال] .. [الكفاية فى علم الرواية] ..
      ويقول الإمام إبن حجر أثناء حديثه عن تلقى الأمة للصحيحين بالقبول: [إلا أن هذا مختص بما لم ينتقده أحد من الحفاظ وبما لا يقع التجاذب بين مدلوليه .. حيث لا ترجيح لأحدهما على الآخر .. لإستحالة أن يفيد المتناقضان العلم بصدقهما من غير ترجيح لأحدهما على الآخر] .. [شرح نخبة الفكر] ..
      وهذا الكلام الذي ذكره اخونا فارس الميدان لا يصح. بل الحديث صحيح، وأبومعاوية الضرير حين يروي له البخاري، فهو يروي ما ثبت عند البخاري صحته وخلوه من العلل، ولم يُعل أحد من العلماء - فيما أعلم - رواية البخاري هذه عنه، وبالتالي فسوق كلام ابن حجر من تلقي الأمة بالقبول لحديث الصحيحين فيما لم ينتقده أحد من الحفاظ لا ينصرف على هذه الرواية. وقد أجمع حفاظ الحديث على ثقته وعدالته وحفظه.

      وقول أحمد أن عنده اضطراب في غير حديث الأعمش لا يعمم على كل رواية رواها، إلا بدليل، والأمر فيه تفصيل، ولا يعني أنه اضطرب في هذه الرواية عينها، والعلة يبينها علماء العلل، فمادام لم يعل الحديث أحد فيكون تضعيف الحديث تجاسر لا نرتضيه من أخينا. وانظر كيف أن الإمام أحمد خصص هذا التعميم فقال: "هو يضطرب في أحاديث عبيدالله، وقال الإمام أحمد حين سُئِل: كيف حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة؟ قال: "فيها أحاديث مضطربة، يرفع منها أحاديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم"، فلم يقل كل أحاديثه مضطربة، بل قال فيها أحاديث مضطربة، فيُفهم من ذلك أن فيها كذلك ما لم يضطرب.. إنما مروياته عن الأعمش كلها كما بينوا صحيحة لا اضطراب فيها، أما في غيرها فحذاق الحديث أعلم بما اضطرب فيه أو حفظه وأتقنه، والإمام البخاري حين يروي عنه حديثًا فهو عالم بالحديث وعلله، وليس ضعيف، أما الضعيف فإن البخاري إن ذكر رواية لضعيف فتكون في الشواهد والمتابعات. فما الحال إن كان الضرير ليس بضعيف، بل حافظ ثقة، عند أئمة الحديث وعلمائِه ولو اضطرب في مرويات.
      التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; 14 ينا, 2025, 06:55 ص.
      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
      *******************
      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
      ********************
      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

      تعليق

      • فارس الميـدان
        مشرف عام أقسام
        المذاهب الفكرية الهدامة
        ومشرف عام قناة اليوتيوب

        • 17 فبر, 2007
        • 10000
        • موظف
        • مسلم

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
        وهذا الكلام الذي ذكره اخونا فارس الميدان لا يصح. بل الحديث صحيح، وأبومعاوية الضرير حين يروي له البخاري، فهو يروي ما ثبت عند البخاري صحته وخلوه من العلل، ولم يُعل أحد من العلماء - فيما أعلم - رواية البخاري هذه عنه، وبالتالي فسوق كلام ابن حجر من تلقي الأمة بالقبول لحديث الصحيحين فيما لم ينتقده أحد من الحفاظ لا ينصرف على هذه الرواية. وقد أجمع حفاظ الحديث على ثقته وعدالته وحفظه.
        وقول أحمد أن عنده اضطراب في غير حديث الأعمش لا يعمم على كل رواية رواها، إلا بدليل، والأمر فيه تفصيل، ولا يعني أنه اضطرب في هذه الرواية عينها، والعلة يبينها علماء العلل، فمادام لم يعل الحديث أحد فيكون تضعيف الحديث تجاسر لا نرتضيه من أخينا. وانظر كيف أن الإمام أحمد خصص هذا التعميم فقال: "هو يضطرب في أحاديث عبيدالله، وقال الإمام أحمد حين سُئِل: كيف حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة؟ قال: "فيها أحاديث مضطربة، يرفع منها أحاديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم"، فلم يقل كل أحاديثه مضطربة، بل قال فيها أحاديث مضطربة، فيُفهم من ذلك أن فيها كذلك ما لم يضطرب.. إنما مروياته عن الأعمش كلها كما بينوا صحيحة لا اضطراب فيها، أما في غيرها فحذاق الحديث أعلم بما اضطرب فيه أو حفظه وأتقنه، والإمام البخاري حين يروي عنه حديثًا فهو عالم بالحديث وعلله، وليس ضعيف، أما الضعيف فإن البخاري إن ذكر رواية لضعيف فتكون في الشواهد والمتابعات. فما الحال إن كان الضرير ليس بضعيف، بل حافظ ثقة، عند أئمة الحديث وعلمائِه ولو اضطرب في مرويات.
        حياكم الله أستاذنا الحبيب..
        ثمة نقاط يجب توضيحها هنا:
        أولاً: من المعروف أن أحاديث صحيح البخارى تنقسم لقسمين وهى: ما كان على شرط الإمام البخارى وهى الأصول وما دونها وهى المدرجة فى المتابعات والشواهد..
        ثانياً: نعم.. لم ينتقد هذه الرواية - على حد علمى أيضاً - أحد من العلماء ولكن هذا الحديث مُختلف فى لفظه مما يوجب الترجيح.. وهذا هو ما قصدته من إدراج كلام إبن حجر وهذه عبارته " وبما لا يقع التجاذب بين مدلوليه .. حيث لا ترجيح لأحدهما على الآخر .. لإستحالة أن يفيد المتناقضان العلم بصدقهما من غير ترجيح لأحدهما على الآخر "..
        ثالثاً: إذا خلا متن هذه الرواية من العلل القادحة فلا بأس من إعتبارها الرواية الأصلية - وأنتم أعلم - وقد شنع الملاحدة على هذه الرواية..
        رابعاً: اختلفت أقوال علماء الجرح والتعديل فى أبو معاوية الضرير كما فى كتاب شرح العلل لإبن رجب الحنبلى..
        خامساً: إختلاف روايات الحديث الواحد يوجب الترجيح لا محالة..
        بارك الله فيكم وأحسن إليكم أستاذنا الحبيب..
        التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; 14 ينا, 2025, 07:52 ص.
        الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        مواضيع من نفس المنتدى الحالي

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة مؤمن جدا بمسيحيته, 7 فبر, 2008, 01:15 ص
        ردود 71
        63,829 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة سيف الكلمة
        بواسطة سيف الكلمة
        ابتدأ بواسطة fares_273, 23 يون, 2008, 11:58 م
        ردود 70
        15,295 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة الفضة
        بواسطة الفضة
        ابتدأ بواسطة A.Nasser, 15 ينا, 2011, 04:12 ص
        ردود 56
        69,031 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة قلب ينبض بحب الله
        ابتدأ بواسطة وليد المسلم, 21 يون, 2006, 03:03 ص
        ردود 51
        50,117 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة الشامخ العابر
        ابتدأ بواسطة مجاهد في الله, 4 يون, 2007, 04:56 ص
        ردود 47
        26,392 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة Mohamed Karm
        بواسطة Mohamed Karm
        يعمل...