الأدلة العقلية على صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام

لو كان النبي عليه الصلاة والسلام كاذباً لما جاء بدعوة يعارض فيها كفار قريش واليهود والنصارى والفرس ولكانت دعوته ملائمة لدين من هذه الأديان ليكسب ود أتباعه ويتقي شرهم ولكن نجد العكس فدعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت مغايرة وناقدة لجميع هذه العقائد الباطلة ولذلك قاوموه وحاربوه وتعرض للتعذيب والاضطهاد هو وقومه في وقت لم تكن هناك أي مؤشرات لانتصار دعوته عليهم وقيام دولة كبيرة له لكي يتصدى لهم عسكرياً
فهل يوجد شخص عاقل يدعي النبوة وفي نفس الوقت يعادي جميع القوى المحيطة به وبالنظر إلى جميع الأشخاص الذين ادعوا النبوة كذباً وزرواً في العصر الحديث كانوا يتوددون للقوى العظمى ويحسنون من ديانتهم لكسب ودهم وعونهم فعلى سبيل المثال فإن ميرزا غلام أحمد نبي القاديانية قد غمر ملكة بريطانيا بالثناء العجيب فكسب ودها وقامت ومن بعدها من الملوك ببناء المعابد له ولأتباعه رداً لجميل هذا الكذاب الأشر وهكذا درب جميع الكاذبين بعكس الأنبياء الصادقين

،،،،،،
من أعظم دلائل النبوة
هو تصديق العرب وخاصة كفار قريش أصحاب القلوب المتحجرة لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام وبذل الغالي والنفيس من أجله بسبب أخلاقه وسيرته الطيبة التي أجبرتهم على تصديقه مع أنهم كانوا من أكثر الأمم كبراً وكفراً فخضعوا له وتركوا العصبية القومية لكل منهم وأصبح ولائهم للإسلام وفكوا قيدوهم من عاداتهم وتقاليدهم السابقة التي تربوا عليها وقيدوها بتشريعات الاسلام فتركوا ملذات قد أدمنوها والتزموا بعبادات شديدة لم يعتادوا عليها ولم يكن ليفعلوا شيئاً منها وهم على كفرهم وبذلوا الغالي والنفيس من أموال وأولاد من أجل الاسلام بل وعادوا أقوامهم الكافرين ولاء للإسلام وخسروا المناصب والجاه والأموال من أجله
أيعقل أن يفعلوا ذلك دون الوثوق في صدق النبي عليه الصلاة والسلام واستحالة كذبه بماعاهدوه عليه من الصفات الحسنة من صدق ووفاء ونبل فكان هذا الباعث الأول في اتباعه فكانت سيرته البرهان الأعظم لكفار قريش وغيرهم على صدقه فرقت قلوبهم له وخضعوا لدعوته بعدما رفضوا الخضوع والاستسلام لجميع الأديان السابقة من يهودية ونصرانية ومجوس بل إن كثيراً من أصحاب الديانات أيقنوا باستحالة نشر وفرض دينهم بين كفار قريش فرفضوا فكرة غزوهم من البداية

،،،،

لو كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام كاذباً فماذا استفاد من كذبه؟؟ من ثمارهم تعرفونهم
هل ورث قصوراً أم أموالاً أم جاهاً وسلطاناً
قد نقل عنه أهل بيته وأصحابه بالتواتر أنه كان يعيش في فقر شديد وكانت تمر الشهور ولايأكل اللحم بل كان يعيش هو وأسرته على الماء والتمر كما نقلت السيدة عائشة رضي الله عنها
إن كنَّا آلَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لِنمكثُ شَهرًا ما نوقِدُ فيهِ بنارٍ ما هوَ إلَّا التَّمرُ والماءُ

ومات ودرعه مرهونة عند يهودي من أجل ثلاثين صراعاً من شعير فعاش عزيزاً لم يطلب المساعدة من الصحابة
تُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ودِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، بثَلَاثِينَ صَاعًا مِن شَعِيرٍ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين

ومع أن الله قد جعل له نصيباً من الغنائم إلا أنه كان يتصدق بها ولم يستمتع بهذه الأموال

كُنْتُ أَمْشِي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليه بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حتَّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أَثَّرَتْ به حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِن شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قالَ: مُرْ لي مِن مَالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعَطَاءٍ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
ولم يسكن القصور وقد كان ينام على الحصير حتى يؤثر في جلده من خشونته
عنِ ابنِ مسعودٍ قال : اضطجع النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حصيرٍ فأثَّرَ الحصيرُ بجلدِه ، فجعلتُ أمسحُه عنه وأقولُ : بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللهِ ألا آذَنْتَنا فنبسطُ لك شيئًا يقيك منه تنامُ عليه ؟ فقال : ما لي وللدُّنيا ما أنا والدنيا إلا كراكبٍ استظلَّ تحتَ شجرةٍ ثم راح وتركها
الراوي : عبدالله بن مسعود
ورفض أن يغالي فيه الصحابة ويرفعوه لمكانه ليست له فقال لا تطرُوني كما أطرتِ النصارَى ابنَ مريمَ إنما أنا عبدٌ فقولوا عبدُ اللهِ ورسولُه

ولم يملك من الدنيا سوى قطعة أرض فدك وقال نحن نحن معاشر الأنبياء لانورث ماتركناه فهو صدقة ولذلك لم ترث بنته وزوجاته وبقية أقاربه هذه الأرض

فهل هذه أفعال شخص كذاب مدعي