تأويل قوله تعالى: يخرج من بين الصلب والترائب ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

فارس الميـدان مسلم اكتشف المزيد حول فارس الميـدان
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فارس الميـدان
    مشرف عام أقسام
    المذاهب الفكرية الهدامة
    ومشرف عام قناة اليوتيوب

    • 17 فبر, 2007
    • 10113
    • مسلم

    تأويل قوله تعالى: يخرج من بين الصلب والترائب ..

    مقال لحسام الدين حامد منقول للفائدة من منتدى التوحيد حول تأويل قوله تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ .. خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ .. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)..

    وبعدُ .. فقد استشكل بعضُ الأفاضل ممن قرأ السورة الكريمة قوله تعالى في وصف الماء الدافق الذي خُلق منه الإنسان، بأنّه "يخرج من بين الصلب والترائب"، ذلك أنّ المني يأتي من الخصية، والبويضة تأتي من المبيض، بينا الصلبُ هو عظم الظهر ذو فقراتٍ تمتد من أعلاه إلى أسفله، والترائب عظام الصدر، فكيف؟!

    وجواب هذا الإشكال يعتمد على مقدمتين، إذ إن هذا الإشكال يصح لو أنّ الآية الكريمة كانت تنفي أي مصدرٍ للماء الدافق غير الصلب والترائب، أو لو كان العلم الطبيعي توصّل إلى نفي أيّ دورٍ للصلب والترائب في خروج الماء الدافق، فالمقدمة الأولى في بيان أن الآية الكريمة لا تنفي خروج الماء الدافق من الخصية، والمقدمة الثانية في إفادة أن العلم الطبيعي لا ينفي أيّ دورٍ للعظام في خروج الماء الدافق الذي يكون منه الولد.

    المقدمة الأولى: الآية الكريمة لا تنفي خروج الماء الدافق من الخصية:

    المشهود أنّه لا يمتنع تعدد العلل للمعلول الواحد، وأنّ المنتج الواحد قد يكون حصيلة لأكثر من علة، وعليه فإنّ الفعل الذي يجري على عملياتٍ متعددة تشترك أو تتوالى، هذا الفعل يمكن وصفه بإحدى هذه العمليات دون أن يلزم من ذلك نفي سائر العمليات، فلو كان هناك منتجٌ يصدر عن العملية (أ)، ثم (ب)، ثم (ج)، ووصفتُه بأنه ينتج من (أ) لا يعني ذلك أنني أنفي صدوره من (ب) و (ج)، أو وصفت بأنه ينتج من (ج) لم يكن ذلك نفيًا لدور (أ) و (ب)!

    مثال (1): الكلام يكون منتجًا من الفكر (أ) الذي يعمل عن طريق الأعصاب (ب) التي تحرّك أعضاء النطق (ج) وهي اللسان والشفاه وغيرها... فأنت مثلًا ترى أحد الناس يتكلم بكلمةٍ أغضبت من حوله، تلومه قائلًا "هذه عاقبة فكرك (أ) السقيم!"، مع أنّه يكون باشر هذا الفعل بلسانه (ج)، واختيارك نسبة الخطأ في الكلام للفكر (أ) لا يعني أنّك تنفي نسبته لللسان (ج) مثلًا، ونظير ذلك حين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مؤاخذة الناس بكلامهم ، أجاب أن الذي يكب الناس على وجوههم في النار هو "حصائد ألسنتهم (ج)"، دون أن يعني ذلك عند أحدٍ أن الكلام لا ينتج من بقية أعضاء النطق بخلاف اللسان، ودون أن يعني هذا أن الكلام لا يحتاج للفكر (أ) فيه قبل أن يخرج من اللسان!

    تكمن البلاغة في اختيار الوصف المناسب للمقام، فأنت حين ترد الكلام وقت الملام إلى الفكر وتقول "هذه عاقبة فكرك السقيم"، تطلب من المخاطَب أن يراجع فكره، الذي أنتج هذه الكلمات التي أوجبت الاعتذار، وحين قال صلى الله عليه وسلم "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم"، كان ذلك للفت النظر إلى خطورة الكلام وعاقبته مع يسره وإمكانه للجميع، فهو قد يكون أسهل شيءٍ حتى يلقيه المتكلم من لسانه دون فكر، وفي نفس الوقت هناك من يحصد هذا الخارج من الكلمات ليُحاسَب عليها المرء بعد ذلك، ثم قد تكبه على منخاره في النار!

    مثال (2): المطر ينزل من السحاب الذي يجري في السماء بأمرٍ من الله تعالى، فيوصف المطر بأنّه ينزل من السحاب بقوله تعالى "وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا" وقوله تعالى " حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ" وقوله تعالى " أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ"، ويوصف بأنّه ينزل من السماء بقوله تعالى " وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا"، وينزل بأمر الله تعالى كما في قوله تعالى "إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ"، وهكذا فلا ينفي وصفٌ وصفًا آخر، وإنّما يكون الماء بأمر الله فينزل من السماء من السحاب، ولا يعني أيّ من هذه الأوصاف عند أحدٍ ممن يطالعها أنّها تمنع من إثبات الطرق المختلفة لتكون الأمطار عن طريق التبخر أو التكثف أو الرياح أو غير ذلك!

    فعلى وزن هذين المثالين، فإنّ قوله تعالى "يخرج من بين الصلب والترائب" لا ينفي أنّ للخصية دورًا في خروج المني، كما لا ينفي أنّ لفرج الرجل دورًا في خروج المنيّ أثناء الجماع، وفي الآية ما يشير إلى أن المقصود يسبق ما يظهر للناظر في شأن هذا الماء وهو لفظ "يخرج"، قال ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: "والخروج مستعملٌ في ابتداء التنقل من مكانٍ إلى مكانٍ ولو بدون بروز، فإن بروز هذا الماء لا يكون من بين الصلب والترائب"!

    ولا شك أنّ جميع الأمم تعرف أن هذا الماء يخرج من فرج الرجل أثناء الجماع، ولا شك أنّ جميع الأمم علمت أنّ للخصية دورًا في خروج المنيّ سواءً بكونها ممرًا أو مخزنًا للمنيّ حتى ولو لم يقفوا على أنّها محلٌ لتوليد المني، والدليل على معرفة كافة الأمم بما فيهم العرب بذلك تتحصل من عدة وجوه:

    الوجه الأول: قد عُلم أنّ قومًا من الصحابة رضي الله عنهم، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لهم في الاستخصاء، ونُهوا عن ذلك، وحديث ابن مسعودٍ –رضي الله عنه- في ذلك متفقٌ عليه(1)، وقال الحافظ ابن حجر في شرحه: "الحكمة في منع الخصاء أنه خلاف ما أراده الشارع من تكثير النسل"، وقال النووي رحمه الله: "تحريم الخصي لما فيه من تغيير خلق الله، ولما فيه من قطع النسل وتعذيب الحيوان والله أعلم"!

    الوجه الثاني: قد عُلم أن خصاء الحيوان Neutering كان ممارسةً معروفةً عند العرب وغيرهم من الأمم منذ القدم، مع تحريم بعض أهل العلم في الإسلام لخصاء الحيوان لغير مصلحةٍ لما فيه من المثلة وقطع النسل، إن عُلِم ذلك جزمنا أنّ معرفة علاقة الخصية بالماء الذي يكون منه النسل كانت معروفةً للأمم، فضلًا عن العرب الذين يعمل كثيرٌ منهم برعي الغنم، فضلًا عن العلم بها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم!

    الوجه الثالث: أن كافة المدارس الطبية التي وُجدت في اليونان والإسكندرية ومصر القديمة، باختلاف أقوالها في محال توليد المني وتكونه أهو الدماغ أم نخاع العظم أم الدم أم جميع الجسم، كلها ذكرت أنّ الخصية ممر أو مخزن للمني، فضلًا عن أنّ منهم من جعلها مشاركةً في توليده ومنهم من جعلها مؤثرةً في تحديد جنس الجنين كما سيأتي في الرد على دعوى الاقتباس، والذي يرى الحجج التي بنى عليها هؤلاء استنتاجاتهم تلك مثل أن المني والدم يتخثران، أو أن الإكثار من الجماع يخرج دمًا في الاستدلال على الأصل الدموي للمني، أو في كون الحجامة خلف الأذن تُضعف الإخصاب لكونه يقطع الأوعية الدموية الحاملة للمني من المخ في الاستدلال على الأصل الدماغي للمني، من رأى مثل هذه الاستدلالات وأضعف منها، علم لا محالة أنهم علموا بدور الخصية في الإنجاب ولو كان هذا الدور مقتصرًا على الممر والمخزن!

    فيتحصل من هذه المقدمة الأولى أنّ الآية الكريمة لا تنفي دور الخصية في خروج المني، بل لفظ "الخروج" يشير إلى أنّ المقصود أمرًا وراء المنظور المتبادر إلى الأذهان كما قال ابن عاشور رحمه الله، خصوصًا وكافة الأمم كانت تثبت للخصية والفرج دورًا في خروج المني، والمجبوب الذي عدم الذكر والأنثيين –أي الخصيتين- يستحيل عند أهل الفقه أن يكون له ولدٌ ولو جاءته امرأته بولدٍ فلا يُنسب إليه!

    المقدمة الثانية: العلم الطبيعي لا ينفي أيّ دورٍ للعظام في خروج الماء الدافق!

    هل الخصية وحدها هي المسؤولة عن تكوين الحيوانات المنوية؟
    الجواب العلمي هو: لا، وهذا مشتهرٌ لا خلاف فيه، والدليل أنّك قد تجد المرء مصابًا بانعدام الحيوانات المنوية Azospermia ومرد ذلك إلى أسبابٍ غير متعلقةٍ بالخصية Pre-testicular azospermia وهي حالاتٌ نادرة الحدوث لكون الخلل في هذه الأعضاء نادرًا في الجملة (2)، ومن النادر أن يظهر هذا الخلل في هذه الأعضاء في صورة انعدام الحيوانات المنوية فحسب! فالمقصود أنّه ليست الخصية وحدها هي المسؤولة عن تكوين الحيوانات المنوية حصرًا! هناك أعضاء غير الخصية تؤثر في تكوين المني وخروجه، والعلم لا ينفي أن يكون هناك دورٌ للعظام، وليس المقصود هنا أن نبحث عن إعجازٍ علمي في القرآن –كعادة إخواننا في جواب كل شبهة- حتى تسألني عمن يقول بأن للعظام دور، وإنما المقصود بيان أن العلم الطبيعي لا يثبت للخصية دورًا حصريا في توليد المني!

    ولو أنّ العلم الطبيعي سكت عن دور العظام في توليد المنيّ لكان هذا رافعًا للتعارض، لأن الشرع لم يُثبت شيئًا نفاه العلم الطبيعي، لو وقفنا عند هذا الحد لكان كافيًا (3)، غير أننا نجد أن العلم الطبيعي يحمل لنا ما يُستأنس به في هذا الصدد، ففي جورنال البحوث الإكلينيكية The Journal of Clinical Investigation ذي معامل التأثير 13.765 في سنة 2013م، نُشر بحثٌ عن هرمونٍ ينتج من الخلايا العظمية Osteoblast-derived hormone واسم هذا الهرمون هو Osteocalcin يقترح أنّ له دورًا في تنظيم الخصوبة في الإنسان من خلال محورٍ هرمونيٍّ يشمل البنكرياس والعظم والخصية Pancreas-bone-testis axis، نُشِر هذا البحث في مايو 2013م، وقام بحثهم على دراسة تعرضية Cohort study لمجموعة من الذكور المصابين بفشل أولي في وظائف الخصية Primary testicular failure، فوُجد أن اثنين منهم سبب مشكلتهم هو خلل في هذا الهرمون، ويمكن مراجعة هذا البحث ومراجعه من العاشر حتى الثالث عشر للوقوف على حقيقة ذلك! (*)

    من المقدمة الأولى والثانية يظهر أنّه لا يلزم من وصف الماء الدافق بأنّه يخرج من بين الصلب والترائب نفي كونه يخرج من الخصية، كما لا يلزم من وصف الكلام بأنّه من اختراع دماغ المتكلم نفي كونه من مخرجات اللسان وأعضاء النطق، خصوصًا إذا استحضرنا أنّ المتكلِّم والمبلِّغ والمخاطبين جميعًا يعلمون دور الخصية في خروج الماء الدافق والإنجاب! فإنْ وقفنا عند هذا الحد كان الوصف بأنّ الماء يخرج من بين الصلب والترائب، زيادة علمٍ لا تنفي العلم الثابت بعلاقة الماء بالخصيتين، وبالتالي فزيادة العلم هذه مصدر ثبوتها هو الوحي، ولا يوجد من العلم الطبي ما ينفيها، وعليه فلا يوجد تعارض بين ثابتٍ من الشرع وثابتٍ من العلم الطبيعي، لأن الثابت من الشرع لا ينفيه شيءٌ من العلم الطبيعي، بل يوجد في المقالات العلمية المنشورة حديثًا ما يُستأنس به، ووجود مثل هذه المقالات يجعل المبادرة بالجزم برفض هذا العلم الزائد الثابت بالنص الشرعي ليس فقط تهجمًا لنفي ما لا ينفيه العلم الطبيعي، بل تهجمًا على نفي ما يلوح في الأفق بوادر من العلم الطبيعي في اتجاه إثباته.

    سؤال: لم اختِير أن يوصف الماء الدافق بأنّه يخرج من بين الصلب والترائب على وجه التحديد؟!

    ذلك لأنّ طبيعة الماء الدافق تنافي طبيعة العظام الثابتة، فالذي أخرج الماء السائل من هذه العظام القوية الصلبة صلابة حروفها القوية المقلقلة "الصلب" و "الترائب"، والذي أخرج هذا الماء الجاري من عظام الظهر والصدر وهي أقل عظام الجسم من جهة نطاق الحركة مقارنةً بعظام اليدين والرجلين، الذي أخرج هذا الماء الدافق من بين هذه العظام الصلبة قليلة الحركة، لقادرٌ على أن يرجع الإنسان مرةً أخرى يسعى لمحشره، بعد أن حواه جوفُ الأرض ساكنًا لا حياة فيه! ولذا عندما ينظر الإنسان مم خلق، سيعلم أنّ الله على رجعه قادر!
    ــــــــــــ
    (*) قلتُ (فارس): يقول الألوسى فى تفسيره: " هو كقولك يخرج من بين زيد وعمرو خير كثير على معنى أنهما سببان فيه ".. (روح المعانى)..
    فيكون المعنى هنا أن العظام هى السبب الأولى فى تكوين الحيوانات المنوية على اعتبار أن الصلب والترائب كناية عن العظام.. فذكر البعض وأراد الكل.. كما فى قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء) ​والمقصود العالم يقول الزركشى (فعبر بالأرض والسماء عن العالم.. لأن المقام مقام الوعيد.. والوعيد إنما يحصل لو بين أن الله لا يخفى عليه أحوال العباد حتى يجازيهم على كفرهم وإيمانهم.. والعباد وأحوالهم ليست السماء والأرض بل من العالم.. فيكون المراد بالسماء والأرض العالم.. إطلاقاً للجزء على الكل) كما فى البرهان فى علوم القرآن.. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن للعظام دوراً فاعلاً فى إنتاج الحيوانات المنوية.. حيث يحفز بروتين العظام أوستيوكالسين الخلايا البينية فى الخصية لافراز هرمون التستوستيرون اللازم لبناء المنويات (الحيوانات المنوية) فى خلايا الخصيتين ..
    وعليه فمن الجائز - بهذا الاعتبار - أن يكون فى قوله تعالى (يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) إشارة ضمنية لدور العظام فى إنتاج المنويات..​ وغنى عن البيان أنه أراد بقوله تعالى (خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ) السلالة أو الحيوانات المنوية لقول النبى عليه السلام (ما من كل الماء يكون الولد)..​
    الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..
  • فارس الميـدان
    مشرف عام أقسام
    المذاهب الفكرية الهدامة
    ومشرف عام قناة اليوتيوب

    • 17 فبر, 2007
    • 10113
    • مسلم

    #2
    دعوى الاقتباس:

    اختلفت الأقوال عند مدارس اليونان والإسكندرية ومصر القديمة في الطب في كيفية تولد المني إلى عدة مدارس منها (8):
    - القائل بأن المني يخرج من الدماغ Encephalogenetic school أو بأنّه ينشأ من نخاع العمود الفقاري Myelogenetic school وهو قولٌ فارسي المنشأ انتقل لليونان فيما بعد، يقول بخروج المني من المخ، ويمر عبر الأوعية الدموية حتى يصل إلى أعضاء التناسل الخارجية في أثناء عملية الجماع، والخصية في هذه المدرسة تلعب دور المخزن أو الممر.
    - القائل بأن المني يخرج من جميع أجزاء الجسم Pangenetic or panspermic school، وفيها كذلك تلعب الخصية دور المخزن أو الممر.
    - القائل بأن المني يخرج من الدم Hematogenetic school، ثم كان من هؤلاء من يجعل للخصية دورًا كهيروفيليس ومنهم من لا يجعل لها دورًا ويجعلها كالممر والمخزن كأرسطو.
    وبالنسبة لتحديد جنس الجنين فقد كان هناك من يعتقد دورًا للخصية في هذا التحديد، فيخرج الذكور من الخصية اليمنى والإناث من الخصية اليسرى!

    وقد بدأت أعمال أرسطو تترجم للعربية في عهد هشام بن عبد الملك (724 – 743م)(9) ، وبدأت ترجمة أعمال أبقراط وجالينوس للعربية على يد حنين بن إسحاق (808 – 873م) (10)، ومن يراجع هذه المذاهب المتخالفة المختلفة ويجمعها كل منها في مذهبٍ واحد، ثم ينظر فيما ورد في النصوص الشرعية لن يجد تشابهًا بين أيٍّ من هذه المذاهب وما ورد في الإسلام حتى يُتوهم الانتحال والاقتباس، ومن هذا الباب ما يقول ابن حجر (1371- 1448م) رحمه الله (و زعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده و أنه إنما يتكون من دم الحيض) (11)، بمعنى أنّه حتى بعد حصول الترجمة وانتشار المؤلفات العربية في ذلك كان السائد أن طريقة الشرع تخالف طريقة اليونان وأهل التشريح.

    بل تخالف النصوص في بعض المواضع هذه المذاهب المتخالفة مجتمعةً وهذا بابٌ أعلى في نفي وقوع الاقتباس، ففرقٌ بين أن تنفي وقوع الاقتباس بعدم وقوع التشابه التام مع مذهب من المذاهب، فقد يكون الاقتباس بتلفيق مذهبٍ جديدٍ من هذه المذاهب مجتمعة، أما أن تخالف هذه المذاهب مجتمعةً فيما اجتمعت عليه، بل تخالفها فيما يظهر بادي الرأي أنّه في صالح ما اجتمعت عليه هذه المذاهب، فهذا يقضي على دعوى الاقتباس والانتحال بصورةٍ تامة، والذي أعنيه بذلك هو موقف النصوص من العزل coitus interruptus!

    فقد أجمعت كافة مدارس اليونان ومصر والإسكندرية الطبية أن العزل يؤدي لقطع النسل، بل قال بعضهم أنّه لو قامت المرأة بعد أن ألقى الرجل نطفته في رحمها فطردتها بحركة جسمها لم يحدث حمل، بل قالوا لو أن المرأة أثناء الجماع أخذت نفسًا عميقًا وسحبت نفسها بعيدًا كي لا ينزل ماء الرجل عميقًا في رحمها لكان ذلك مانعًا للحمل (Soranus)(12)، بل ذكر بعض المؤرخين أنها كانت الوسيلة المعتمدة النافعة الوحيدة التي عرفها القدماء (13)!

    في هذا الإطار نجد قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن العزل "ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء" (رواه مسلم)، ويقول "لا عليكم ألا تفعلوا، ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون" (رواه مسلم)! وقد وصل العلم الحديث بعد أن دخل فيه البحث العلمي بتسجيل البيانات وجمعها وتحليلها إحصائيًّا أن العزل ليس أكيد النتيجة وأن نسبة الحمل بعده Failure rate أعلى من غيرها من وسائل منع الحمل الحديثة!

    فإن اجتمع تأخر الترجمة مع عدم المشابهة مع مذهبٍ من المذاهب مع عدم تلفيق مذهب من المذاهب، دل ذلك على أن دعوى الانتحال والاقتباس ليست إلا شبهةً لا تؤثر إلا من جهةٍ نفسيةٍ فحسب، دون أي تعلقٍ علميٍّ أو عقليٍّ يمكن تناوله بالرد العلمي المفصل، وإنما هو توهمٌ نفسيٌّ لا حقيقة له ولا دليل يدعمه!

    (استطراد: وقد وقفت على أحد النصارى يورد بعض الجمل من كتابه المقدس يزعم أن القرآن اقتبس منها، مثل " مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ" (رسالة للعبرانيين 7:5) ومثل "أَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ" (رسالة للعبرانيين 10:5) وإنما هذا وهمٌ من هذا النصراني لأن مترجِم الإنجيل للعربية هو الذي اقتبس هذا اللفظ من القرآن الكريم وليس هذا اللفظ في النسخة الإنجليزية ولا غيرها "though they also are descended from Abraham." و "because when Melchizedek met Abraham, Levi was still in the body of his ancestor" .. وحتى لو وقع هذا فنحن لا نقول بتحريف جميع نصوص كتابهم المقدس وما يرد من تشابهٍ محمولٍ على أنه يخرج من مشكاةٍ واحدةٍ دون إشكال، غير أن هذا النصراني المسكين عقله تصور أن كتابه المقدس كان مترجمًا للعربية بهذا اللفظ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم)!!

    وكتطبيقٍ عمليّ على نفي موضوع الاقتباس أو إثباته، انظر إلى قول الشاعر:
    من الأصلابِ ينزل لؤم تيم * وفي الأرحام يخلقُ والمشيم!

    فهذا الذي عندما تراه يصح أن يقال فيه إنّ المعنى متشابه مع الذي في قوله تعالى "أبنائكم الذين من أصلابكم" وشطر قوله "يخرج من بين الصلب والترائب"، هذا من جهة المعنى، أمّا من جهة حدوث الاقتباس أو الانتحال فيُنظر في هذا الشاعر، هل وقف على هذه الآية الكريمة فاقتبس معناها أو كان شاعرًا جاهليًّا فيثير ذلك شبهة أن يكون الاقتباس منه!!

    وعندما نعلم أن الشاعر هو جرير الكلبي ( 648 - 728 م)، علمنا أنه شاعرٌ عربيٌّ نشأ في الدولة الأموية بعد ظهور الإسلام وانتشاره، لم يُنقل عنه اطلاعه على كتب اليونان أو غيرهم من الأمم، فيكون الظاهر الراجح أنه اقتبس المعنى من الآية الكريمة وصاغه بطريقته، ولا يقول أحد إنّه اقتبس المعنى من أبقراط أو أرسطو، لأن ترجمة أعمال هؤلاء للعربية تأخرت إلى ما بعد زمان جرير، وجرير نشأ عربيا في البادية، ولا يُعلم عن جرير أنّه تعلم لسان اليونان، ولا يُعلم عنه أنه سافر لهم أو وقف على كتبهم، ومذهبهم غير محرر، وفي قولهم اختلاف، فنجزم جزما يقينًا أنه لم يقتبس من اليونان.. وإلى هنا والكلام جميلٌ معقولٌ مقبولٌ سهلٌ لا اشتباه فيه!!

    وعلى وزن هذا الكلام الجميل المعقول المقبول السهل الذي لا اشتباه فيه نقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتبس من اليونان شيئًا، لأن ترجمة أعمال هؤلاء للعربية تأخرت إلى ما بعد زمان النبوة بكثير، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نشأ عربيًّا في البادية، ولا يُعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه تعلم لسان اليونان ولا تعلم القراءة والكتابة أصلًا، ولا يُعلم عنه أنه سافر لهم أو وقف على كتبهم، ومذهبهم غير محرر وفي قولهم اختلاف، وقوله صلى الله عليه وسلم لا يتناسب مع مذهب من مذاهبهم، ولا ينسجم معها ولو بمذهب ملفق، فنجزم جزما يقينًا أنه لم يقتبس من اليونان!!

    هذا والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم، وأحسن ما أختم به هو قوله تعالى:
    "وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)"..
    ـــــــــــــــ
    الهوامش:

    (1) قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس لنا نساء ، فقلنا : ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك (متفقٌ عليه).
    (2)
    Mak V. CUA Guideline: The workup of azoospermic males. Canadian Urological Association Journal 2010;4(3):163-167.
    (3) من موارد الزلل:
    أن يلتزم الإخوة المتصدون للرد على الشبهات بقلب الدليل على مثير الشبهة، بمعنى أن يجعل أحدهم من موضع الشبهة حجةً وإعجازًا، وهذا لا يصلح مع كل شبهة، وإن صلح فلا يستطيعه كل أحد، وبسبب الاستغراق في تطلب قلب الدليل قد يقع تغيير لمعنى النص يصل إلى حد التحريف والقول على الله بغير علم!
    وأوضح مظاهر هذا التضييق على النفس ما يقع من المهتمين بمسألة الإعجاز العلمي، فما أن يثير أحدٌ شبهةً تتعلق بمعارضة القرآن أو السنة لشيءٍ من مكتشفات العلم الطبيعي أو نظرياته، حتى يبادر أحدهم بالبحث عن "إعجازٍ علميٍّ" يحتج به على مثير الشبهة!! مع أن الذي يلزمه هو دفع دعوى التعارض وحسب، والزيادة على ذلك ليست شرطًا، ووقوعها ليس وعدًا!
    وقد نكت ذلك السلوك نكتةً سوداء في قلوب كثيرٍ من المتأثرين بالشبهات، فصار يسأل وفي ذهنه أنك سترد على الشبهة بإثبات إعجازٍ علمي في المسألة، بل بلغ الأمر أن صار "عدم وجود إعجازٍ علمي" في حد ذاته شبهة، وكأنّ الإعجاز العلمي لازمٌ في كل آية وحديث!! وأخيرًا .. فلينظر أحدنا في هذا المسلك وليتبين موضع قدميه، ولينظر أين وقف به التزام ما لا يلزم.!!
    4)
    Oury F, Ferron M, Huizhen W, et al. Osteocalcin regulates murine and human fertility through a pancreas-bone-testis axis. J Clin Invest. 2013;123(6):2421–2433.
    5) د. محمد علي البار، خلق الإنسان بين الطب والقرآن، صفحة 115.
    6)
    Skandalakis' Surgical Anatomy : John E. Skandalakis, Gene L. Colborn, Thomas A. Weidman, Roger S. Foster, Jr., Andrew N. Kingsnorth, Lee J. Skandalakis, Panajiotis N. Skandalakis, Petros S. Mirilas.
    7) د. محمد علي البار، خلق الإنسان بين الطب والقرآن، صفحة 116.
    8)
    Anthony Preus. Galen's criticism of Aristotle's conception theory. Journal of the History of Biology 1977; 21(10):65-85
    Michael Boylan. The galenic and hippocratic challenges to Aristotle's conception theory. Journal of the History of Biology 1984; 17(1):83-112.
    Fouad R. Kandeel (2007). Male Reproductive Dysfunction: Pathophysiology and Treatment. P 3-4.
    Michael Boylan. Galen's conception theory. Journal of the History of Biology 1986; 19(1):47-77.
    Heinrich von Staden. Herophilus: The Art of Medicine in Early Alexandria. Cambridge University Press. p. 288-296.
    9)
    From Stanford Encyclopedia of philosophy:
    http://plato.stanford.edu/entries/ar...eek/#EarTraAra
    10)
    Marcia C. Inhorn. Quest for Conception: Gender, Infertility and Egyptian Medical Traditions. University of Pennsylvania Press. p. 58.
    11)
    فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني 18:437.
    12)
    Angus McLaren. A History of Contraception from Antiquity to the Present Day. (Cambridge, MA: Basil Blackwell Ltd., 1990). p. 58.
    13)
    Paul Carrick. Medical Ethics in the Ancient World. Georgetown University Press. p. 122.
    منقول من منتدى التوحيد بتصرف..​
    الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

    تعليق

    • فارس الميـدان
      مشرف عام أقسام
      المذاهب الفكرية الهدامة
      ومشرف عام قناة اليوتيوب

      • 17 فبر, 2007
      • 10113
      • مسلم

      #3
      أما أن تخالف هذه المذاهب مجتمعةً فيما اجتمعت عليه، بل تخالفها فيما يظهر بادي الرأي أنّه في صالح ما اجتمعت عليه هذه المذاهب، فهذا يقضي على دعوى الاقتباس والانتحال بصورةٍ تامة..
      من المعروف أن العرب فى زمن البعثة النبوية كانوا أميين - فى عمومهم - لا يعرفون القراءة والكتابة باللغة العربية - فضلاً عن جهلهم بلغات الحضارات المندثرة والمعاصرة لهم - ولذلك فان دعاوى الاقتباس كلها هنا باطلة.. بما فى ذلك ادعاء اقتباس هذا الاعتقاد من مصر الفرعونية فى العصور المتأخرة.. فالزعم أن العرب فى زمن البعثة النبوية كانوا يقتبسون معارفهم الثقافية من الأمم المجاورة لهم هى أضحوكة سخيفة لا أصل لها.. ومن درس تاريخ الجاهلية يدرك ذلك جيداً..
      ولا وجود لهذه الفكرة فى الكتاب المقدس بعهديه.. وإنما نسبة الذرية فيه للحقو وهو مجاور للعضو التناسلى الذكرى.. وهذا ما يُعرف بأسلوب المجاورة بدلاً من التصريح..
      يقول الثعالبى فى كتابه القيم (فقه اللغة): " العرب تسمي الشيء باسم غيره إذا كان مجاوراً له أو كان منه بسبب كتسميتهم المطر بالسماء لأنه منها ينزل"..
      وتقول دائرة المعارف الكتابية فى مادة (حقو) أن كلمة " حقوين " تدل على مركز القوة والفحولة - أى فى الرجل - وتُعتبر " أحوج الأجزاء للغطاء والستر "..

      ذكرت بعض المراجع الغربية أن ثمة نقش فى معبد خنوم - وهو معبد مصرى قديم فى مدينة إسنا - يأمر فيه الإله خنوم - وهو خالق الرجال فى الديانة المصرية القديمة - بربط المنى بالدم فى العظام ونصه " أربط الدم بالمني في العظام "..
      تم بناء هذا المعبد تحت حكم الملك بطليموس السادس وبطليموس الثامن فى القرن الثانى قبل الميلاد..
      قلتُ: هذا النقش يعود للعصر البطلمى ويتضح فيه بجلاء تأثير الثقافة اليونانية عليه..
      يتحدث هذا النص عن ربط المنى بالدم فى كل عظام الجسم وهذا لا علاقة له بنصوص الكتاب والسنة من قريب أو بعيد..
      بالإضافة إلى أن هذا النص يتحدث عن السائل المنوى ككل.. فى حين أن النبى عليه السلام ذكر أنه " ما من كل الماء يكون الولد " وهذا مخالف للثقافة اليونانية والمصرية على حد سواء..
      وتشير بعض المصادر الغربية إلى محاولة المصريين إيجاد علاقة بين السائل المنوى ونخاع العظام من خلال المظهر الخارجى..
      وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة بالفعل وجود علاقة بين الخصوبة ونخاع العظام كما سبق ذكره..
      كذلك ذكرت بعض المصادر الغربية أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون - وفقا لما جاء فى بردية إبريس - أن القلب هو مصدر السائل المنوى وهو مخالف للنص أعلاه مما يؤكد على الأصول اليونانية له..
      والثقافة اليونانية - وفقاً لنصوص أبوقراط - تقرر أن المنى يخرج من جميع الجسم وأنه يبدأ رحلته من الرأس نزولاً إلى السلسلة الفقرية ثم إلى الكليتين ثم إلى الخصية.. وهذا مخالف تماماً لنصوص الكتاب والسنة..
      وتشير بعض المصادر الغربية إلى أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون أن السائل المنوى يخرج من عظام فقار الثور.. وهذا الادعاء - على ما يبدو - محض تخمين غربى حول علاقة الخصوبة بمفتاح الحياة فى مصر الفرعونية..
      التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; منذ 13 ساعات.
      الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 14 ساعات
      ردود 2
      17 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة فارس الميـدان
      ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
      رد 1
      140 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د.أمير عبدالله
      ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
      رد 1
      150 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة الراجى رضا الله
      ابتدأ بواسطة محمد,,, منذ 4 أسابيع
      ردود 4
      28 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة محمد,,
      بواسطة محمد,,
      ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 24 سبت, 2024, 11:50 م
      ردود 2
      51 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة فارس الميـدان
      يعمل...