عدالة الصحابة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أحمد الشامي1 مسلم اكتشف المزيد حول أحمد الشامي1
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد الشامي1
    مشرف عام

    • 26 نوف, 2015
    • 142
    • صيدلي
    • مسلم

    عدالة الصحابة

    عدالة الصحابة
    د.أحمد الشامي
    ‏14‏/10‏/2024

    P
    ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 110]


    N

    عن أي العدالات نبحث؟.. 5
    الدليل على "العدالة العاصمة من الإتيان بنواقض الإسلام".. 6
    الدليل على "العدالة المُحِلَّةِ لرواية الحديث".. 7
    الردة هل تسقط آيات المدح؟.. 8
    سنة الطرد والأخذ والتقتيل.. 8
    آيات النفاق هل تسقط عموم آيات المدح؟.. 9
    التقصير في معركة ونصف هل يسقط آيات المدح؟.. 11
    عدالة مستور الحال.. 12
    العدالة القابلة للزوال.. 13
    عصاة الصحابة .. 13
    عدالة شعب!.. 15
    تقسيم الصحابة لدرجات يسقط العدالة؟.. 16
    الصحابة هم: 17
    الدليل العقلي الموضوعي على عدالة الصحابي . 18
    الدليل العقلي الشرعي على عدالة الصحابة. 33
    الأدلة الشرعية على عدالة الصحابة. 39
    1. دليل " تراهم ركعاً سجداً " 44
    2. دليل الإغاظة 45
    3. السابقون الأولون 47
    4. دليل التوبة 47
    5. أهل بيعة الرضوان 48
    6. إيمان الذين فيهم رسول الله.. 48
    7. الفقراء المهاجرين الصادقين والأنصار المفلحين. 49
    8. دليل أولية المخاطبة بالسِّطَة 50
    9. دليل أولية المخاطبة بالخيرية 50
    10. معيارية إيمان الصحابة 51
    11. الفئة المقاتلة في سبيل الله والمؤيدة بنصر الله.. 51
    13. أولى الناس بإبراهيم، أولياء الله.. 52
    14. الذين آمنوا مع محمدٍ وود أهل الكتاب أن يضلوهم. 52
    15. إيمان الذين فيهم رسول الله"أهل المدينة الأوس والخزرج" 53
    16. المؤمنون الذين بوأهم رسول الله مقاعد القتال يوم أحد 54
    17. أهل أحد أولياء الله الذين عفا الله عنهم 54
    18. أهل بدر 55
    19. رجالٌ حول الرسول يستغفر الله لهم ويعف عنهم ويلين معهم 56
    20. أهل حمراء الأسد أصحاب الأجر العظيم ورضوان الله.. 56
    21. المؤمنون المأمورون بالصبر والرباط. 57
    22. من نصروه كانوا حسبه 57
    18. الذين آووا ونصروا أولياء المؤمنين. 58
    19. المهاجرون الذين كلف الله المؤمنين بموالاتهم 59
    20- الذين أظهروا الإيمان والهجرة والجهاد هم المؤمنون حقا. 60
    والذين أووا ونصروا هم المؤمنون حقا 60
    21. وارثي أرض وأموال بني قريظة 60
    22. منفقي ومقاتلي قبل الفتح وبعده عظماء الدرجة 61
    24. أهل عمرة القضية المبشرون بالفتح. 61
    25. قالت الأعراب آمنا 62
    26. المؤمنون يوم الأحزاب. 62
    27. عبادة الاستغفار للفقراء المهاجرين الصادقين والأنصار الذين غدى الإيمان لهم داراً يبوءونه كالدور وهم المفلحون 63
    28. الذين هم أشد رهبة في صدور الكفار من الله.. 63
    29. إلا. 64
    30. خروج غير أولى الخبال 64
    لماذا لم يقاتلوا.. 66
    الصحابة في كتب الآخرين.. 73
    حولية سنة754 م 73
    حولية سنة 741م 75
    البابا صفرنيوس 17هـ 76
    حولية خوزستان 40هـ 77
    سيبيوس الأرميني 41هـ: 78
    يوحنا بن الفنكي. 78
    موسوعة تونج تيان الصينية 185هـ: 79
    حولية سنة 584-641م (حولية فريديجار fredegar chronicle) 80
    مذكرات القديسين وكتاب الدفاع عن الشهداء" سنة 851م|236ه 80
    (المرشد اللامع Indiculus Luminosus) لباولو ألفاريز Paulus Albarus أسقف قرطبة،كتب سنة 854م بإسبانيا. 81
    مصائد النفاق.. 81
    هل يلزم لنمدح المهاجر المجاهد مع رسول الله أن نعرف صدق قلبه؟.. 84
    حب عمر لعلي.. 85
    شبهات حول الصحابة.. 86
    (1) رزية الخميس: 86
    (2) قتل مالك بن نويرة: 87
    (3) الطعن في الحكم بن أبي العاص: 87
    (4) معاوية بن أبي سفيان: 89
    (5) عمر بن الحطابt.. 92
    عدالة المهاجرين والأنصار والطلقاء من كتب الشيعة 95

    تحميل الملف من المرفقات برابط مباشر
    عدالة الصحابة.docx

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءاً والقمر نبراس، وجعل النهار معاشاً والليل لباس، وأرسل خير رسول لخير أمةٍ أخرجت للناس، أترى خير أمةٍ عن الصراط تُخاس؟!
    الأمة الوسط أمرها في التباس؟! الذين حبب الله إليهم الإيمان أحبوا الأحلاس؟!
    الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ضلوا كباقي الناس؟!
    والله لو رأوا الكفر لاشتدوا عليه إلى الإبلاس.
    المهاجرون ما خرجوا من ديارهم إلا أن يقولوا ربنا الله، والأنصار تبوءوا الإيمان كأنه نبراس.
    لكن الرسول والذين أمنوا معه لهم الخيرات ومزاج الكاس
    وأصلي وأسلم على محمد الرسول الضحوك والشديد الباس، وعلى آل بيته كرام الفرع والأساس، وصحابته طيب النفوس أسود الضروس

    عن أي العدالات نبحث؟

    العدالة الأهم في الصراع السني الشيعي هي العدالة التي تعصم الصحابة من أن يتفقوا على هدم ركن من أركان الإسلام، فلو كانوا بمجموعهم عدول لما جاز أبداً أن تكون هناك وصية لرسول اللهe بالخلافة لعلي بن أبي طالب ثم يخالفونها بمجموعهم، ولا يجوز أن يكون في الإسلام ركن اسمه الزكاة ثم يجمعوا على إلغاءه !
    هذه العدالة (العدالة العاصمة لمجموع الصحابة من الاتفاق على الإتيان بناقض من نواقض الإسلام) هي التي لو ثبتت لانتهى التشيع؛ أما العدالة الثانية فهي (عدالة رواية الحديث) وهذه العدالة رغم شدة أهميتها إلا أنها ليست سبب النزاع بيننا وبين الشيعة، فهم لم يقف عائقاً بينهم وبين التسنن أننا مثلاً عن برواية الصحابي سهل بن سعد الساعدي فلو أننا طرحناها لتسننوا، لا ، إنما خالفونا لكونهم يعتقدون بأن هؤلاء الصحابة أجمعوا على الإتيان بناقضٍ من نواقض الدين ألا وهو إنكار الإمامة ، فالعدالة التي يجب أن تكون محل البحث ابتداءاً عند الكلام مع الشيعة يجب أن تكون هي (العدالة العاصمة من الإتيان بناقض الإسلام) لا (عدالة رواية الحديث).
    الدليل على "العدالة العاصمة من الإتيان بنواقض الإسلام"

    هي :
    1. عموم نصوص المدح الكثيرة التي سنوردها، فبما أنها نصوص عامة ، إذن عامة الصحابة عدول عدالة تعصمهم من أن يخرجوا من الملة بمجموعهم، فلو كان ثمت وصية أو ركن لما اتفقوا على تركه أبداً (عصمة إجماعهم).
    2. سنة الأخذ والتقتيل والتجاور القليل (لئن لم ينته...تقتيلاً)
    تعهد الله أن يستعمل رسوله في قتل وطرد وتشريد المنافقين الذين كانوا في حياة رسول الله في المدينة إذا أصروا على التدبير ضد الإسلام سواء تدبيراً بعيد المدى (بعد وفاة الرسول) أو قريب المدى ( في حياته)؛ وبناءاً عليه لن تقع أي خطة من أي حي منافق تؤدي لتدمير ركن من أركان الإسلام، وهذا يثبت عصمة مجموع الصحابة عن الإجماع على الإتيان بناقض من نواقض الإسلام ككسر وصية أو إنكار ركن.
    1. العدد المعتبر من المؤمنين المقاتلين
    ثبت بكثير من النصوص كما سيأتي وجود عدد ضخم من المقاتلين المؤمنين الصادقين القادرين على إقامة الجهاد ولا يخشون الناس بل يخشاهم الناس كخشية الله أو أشد؛ وهذا العدد المقاتل هو ضامن لاستحالة تحرف وانحراف الإسلام، إذ لو وقع كفرٌ أو إنكار لركن أو وصية لقاتلوا. ولا يطعن فيه أحاديث الردة لكونها تتكلم عن الناس خارج المدينة والآيات التي مدحت هؤلاء تتكلم عن أهل المدينة في أغلبها.
    الدليل على "العدالة المُحِلَّةِ لرواية الحديث"

    ما الدليل علي أن أبي بكر ثبت ثقة ؟
    1. بما أنه المقصود بآية الغار وهي مادحة إذن هو ثبت ثقة.
    2. بما أنه من السابقين الأولين من المهاجرين وهم ممدوحون إذن هو ثقة.
    3. بما أنه من الفقراء المهاجرين وهم ممدوحون إذن هو ثقة.
    4. بما أنه ممن أنفق من قبل الفتح وقاتل وهم ممدوحون إذن هو ثقة.
    5. بما أنه ممن لو كنت موجوداً لرأيته مع محمد يركع ويسجد (تراهم ركعاً سجداً) وبما أن هؤلاء قد مدحوا بأنهم يبتغون فضلاً من الله رضواناً إذن هو ثقة ..

    إلى آخره من عشرات النصوص التي سنوردها بالتفصيل، وعليها فلتقس.
    فلو أردت الدليل على وثاقة أبي هريرة افعل الشئ نفسه.

    لكن كيف نعرف معلومة أن فلان من المهاجرين وفلان من الأنصار؟
    أولاً عن طريق روايات المكثرين من الصحابة حيث أننا نستطيع توثيقهم بالدليل العقلي وليس الديني فقط، فصاروا قاعدة بيانات يمكن الانطلاق منها وهي قاعدة ضخمة للغاية، ثانياً مرويات الصحابة المعياريين المجمع على فضلهم (هذا بالنسبة لأهل السنة) كالشيخين وعثمان وعلي وخليلة أحمد.
    الردة هل تسقط آيات المدح؟

    ثبت في الأحاديث وفي الواقع أن أغلب العرب قد ارتدت عن الإسلام بعيد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبق على الإسلام إلا المدينة ومكة والطائف وهم قلة، فهل هذا ينسخ آيات المدح؟
    لا، لأن أغلب آيات المدح قيلت في أهل المدينة (المهاجرون والأنصار)، وأهل المدينة لم يرتدوا، وهم قلة مقارنة بباقي الجزيرة العربية، والعبرة بهم ،فلو كانت ثمت وصية لطبقها أهل المدينة.
    فمثلاً (واعلموا أن فيكم رسول الله....حبب إليكم الإيمان....) من الذين مدحتهم؟ الذين كان فيهم رسول الله، ومن هم غير الأوس والخزرج أهل المدينة؟ إذن لو ارتد اهل البحرين ونجد لبقى المدح قائماً، وعلى هذا فلتقس.
    فالعبرة بعدد الممدوحين في المدينة هل هم أقل من أن يجاهدوا أم لا، أما أحاديث الردة فتتكلم عن الناس خارج المدينة، إذ لا يصح اجترارها على أهل المدينة لكون الآيات تمدحهم ولكنهم لم يرتدوا بعد رسول اللهe.
    سنة الطرد والأخذ والتقتيل


    ﵟ۞ لَّئِن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلٗا 60 مَّلۡعُونِينَۖ أَيۡنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقۡتِيلٗا 61 سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا 62 ﵞ [الأحزاب: 60-62]

    انتهى المنافقون عن التدبير ضد الإسلام؟ إن لم ينتهوا سوف يسلط الله عليهم نبيه(لنغرينك) فيطردهم من المدينة وتصبح مدة مجاورتهم له فيها قليلة، ويأخذهم ويقتلهم تقتيلا، ولما لم يفعل ذلك مع المهاجرين والأنصار لا سيما الراقدين معه في قبره ومجاوريه طويلاً دل على إيمانهم.
    فالمنافقون الذين كانوا معاصرين لرسول اللهe لن يضروا المسلمين شيئاً، إذ لو كانوا يخططون لهدم الإسلام تخطيطاً بعيد المدى (بعد وفاة الرسول) أو قريب المدى (في حياته) لكان الله قد سلط عليهم نبيه فقاتلهم وشردهم وطردهم، فاطمئن.

    آيات النفاق هل تسقط عموم آيات المدح؟

    لا ، وإنما تجعله عموماً غالباً، لكون آيات المدح عامة والعاقل لا يحمل العام على الخصوص الصغير في سياقات المدح أو الذم، إذ وقتها يكون طعناً في المتكلم ورمياً له بالحماقة، لنأخذ أمثلة :
    1. لو قلت لك " الذين في الدار أمناء"، متى يصح قولي؟ أن كانوا كلهم أمناء أو أغلبيتهم العظمى، لكن لو قلت هذا وقصدت 5 من الف أيصح قولي "الذين في الدار أمناء"؟ طبعاً لا.
    2. "إنهم كانوا قوم سوء فاسقين" متى يصح هذا الوصف؟ إن كانوا كلهم فاسقون أو أغلبيتهم الساحقة، وهذا بالفعل ما قد وجدناه " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين"؛ لكن هل يصح قوله ذلك وهو يقصد أن الفاسقين منهم ليسوا سوى 5 من 100 ألف ؟ طبعاً لا.
    3. "إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين" هم أجمعون قوم سوء، متى يصح منه هذا الوصف؟ إنا كانوا كلهم أو أغلبيتهم الساحقة قوم سوء، وهذا بالفعل ما قد وجدنا " وما آمن معه إلا قليل".

    وبناءاً عليه فحين يقول ( الذين معه أشداء...رحماء...يبتغون) = ممدوحون ، فلا يصح أن يقصد 5 من مائة ألف، لأن استعمال الألفاظ العامة في سياقات المدح أو الذم لا يصح حملها على الخصوص القليل وإلا كان المتكلم أحمقاً.
    وعليها تقاس عشرات النصوص ذات الممادح ظاهرة العموم التي سأوردها.

    وبناءاً عليه فبما أن الممادح عامة شديد وضوح عمومها كما سيأتي وبما أن لدينا منافقين إذن عددهم قليلٌ للغاية، فعندما يقول " أنا الله أمدح الذين أنفقوا من قبل الفتح وأمدح الذين أنفقوا من بعده" هذا عموم، لا يصح أن يقصد " أنا الله أمدح 5 من 100 ألف" لأن العاقل لا يحمل العام على الخاص الضئيل في سياقات المدح والذم، إذ وقتها يكون قد سوى بين ( ليس ممدوح سوى 5) و (أغلبهم ممدوح) إذ أن العبارة قد صارت قابلة للتعبير عن كلا هذين المعنيين المتغايرين تماماً، كأنك تقول ( الممدوحون قلة للغاية؟ لا بأس ، عبر عن هذا باستعمال عبارة " أنا الله أمدح الذين أنفقوا من قبل الفتح وأمدح الذين أنفقوا من بعده") و (الممدوحون كثرة للغاية؟ لا بأس ، عبر عن هذا باستعمال عبارة " أنا الله أمدح الذين أنفقوا من قبل الفتح وأمدح الذين أنفقوا من بعده") ! صارت العبارة إذن قادرة عن التعبير عن المعنى وعدوه في آن واحد!

    وبناءاً عليه فالدليل ندرة المنافقين وقلتهم عمومات المدح الدالة على أنهم عددياً رقم يمكن إهماله، فأنت لو في جيبك مائة ألف دينار ودينار لأهملت الدينار وقلت معي مائة ألف.
    التقصير في معركة ونصف هل يسقط آيات المدح؟

    قصر الصحابة في معركة أحد، وبداية حنين فقط لا في كل حنين، وأبلوا بلاء حسناً في 48 معركة أخرى في حياة رسول الله (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) ، وأكثر من 100 معركة أخرى بعد وفاته.
    وقد عفا الله عنهم يوم أحد " ولقد عفا الله عنهم" والله لا يعفو إلا عن مؤمن صادق نادم، وأنزل سكينته عليهم يوم حنين " ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين"، وقد رجعوا وباشروا القتال في حنين حتى انتصروا، وقد تاب الله عليهم توبة عامة قبل وفاة رسول الله بشهور (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار...) وأمرنا بالاستغفار لهم عند رؤية تقصير منهم ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا).
    ولم يكن تقصيرهم سببه أنهم يكرهون رسول الله، وإنما لظروف قتالية بحتة، ففي أحد صدر قرار خاطئ من قائد الرماة بإخلاء المواقع ظناً منه أن المعركة قد انتهت، وبداية حنين حدث كمين محكم في الظلام في منطقة ضيقة على يد رماة ماهرين استبقلهم شباب قليل الخبرة كان في مقدمة الجيش.
    فما هي طريقة الحكم على الناس؟ الموازنة أم المزايلة؟
    من أخطأ مرة رميناه على وجهه في النار؟
    بل العبرة ب" من ثقلت موازينه" فبما أن إجمالي جهدهم هو الفلاح والنصر والصبر في الجهاد إذن هم ممدوحون.
    ولا أدل على نجاحهم من أن مؤازرتهم لرسول الله صارت مضرباً للأمثال، ألا تراه قد ضرب بها المثل لبني إسرائيل في الإنجيل ( ومثلهم في الإنجيل...آزره..) حتى أنها بلغت درجة الشدة " فاستغلظ" والتمام "استوى على سوقه" حتى وصلت لمستوى الإغاظة ، وأنها أغاظت الكفار.
    فمؤارزة (ضرب بها المثل، واستغلظت ، واستوت، وأغاظت) كيف تقع من جيل خاذلٍ لقائده ؟! أبمثل هذا يضرب عيسى المثل لبني إسرائيل؟
    أيعقل أن يقف فيهم ويقول لهم لأخبرنكم بمثل عظيم في المؤازرة، قوم من مائة ألف اتبعوا قائدهم فخذله منهم 9995 ألف ونصره خمسة ؟!! أم ستجعلون كل فاضل يتبخر؟! ستقولون الفضلاء ماتوا جميعاً في حياة رسول الله ؟!! أتواصوا بهذا ؟! أي تكلف.
    عدالة مستور الحال

    ليست نقطة البحث في عدالة من ثبت ذمهم على لسان رسول الله، فهولاء ساقطي العدالة وخارج تعريفنا ، إنما النقاش فيمن سكت رسول الله عن مدحهم أو ذمهم.
    بما أن القرآن قد مدح عموم الذين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن قد زال انستار حالهم، ويصبح الأصل فيمن هو مستور الحال على لسان رسول الله أنه عدل بداعي التعديل القرآني العام. لذا ليس من الصحابة في الاصطلاح ( مخيريق، الذين اتخذوا مسجداً ضراراً؛ اللهم العن فلاناً وفلاناً
    العدالة القابلة للزوال

    الممدوحون في القرآن قسمان، قسم بشرهم الله بالجنة، وقسم فقط مدحهم، من المحال أن تزول عدالة من وعدهم الله بالجنة وأعدها لهم، وإلا يكون الله قد جهل حالهم والعياذ بالله، بينما يمكن لممدوح أن يزول مدحه، هذا ليس بممتنع، فمن ثبت في حقه مطلق المدح هو عدلٌ إلى أن يرد دليلٌ يزيل العدالة، ومن ثبت في حقه المدح مع الوعد بالجنة فلن تزول عدالته.
    هل قابلية العدل لأن تزول عدالته تسقط التعديل؟ لا فنحن جميعاً نوثق الطبيب الماهر ونسلمه أرواحنا رغم قابليته للخطأ، والله أمرنا باستشهاد ذوي عدل وأن لا نسقط شهادتهما إلا إن "عثر على أنهما استحقا إثماً" فقط وقتئذٍ تسقط العدالة، فحكم الله بعدليتهما رغم قابليتهما عقلاً لأن يفعلا إثماً.
    عصاة الصحابة

    المضاد الحيوي يزيل الميكروب الثابت بالتحاليل والآشعة، وهذا لم ينف صحة التحاليل التي كانت قد أكدت وجوده قبل استعمال المضاد الحيوي، وإنما يثبت أن الميكروب قد زال بعد أن ثبت أنه يوماً ما كان موجوداً، فثبتت عدالة زيدٍ يوم السبت بدليل الآية الفلانية، وسقطت يوم الأحد بدليل تقصيره الفلاني، فلا تعارض.
    من ثبت أنه عصى وأصر على معصيته سقطت عدالته، وهذا لا يعارض آيات إثبات العدالة، وإنما يعارض بقاء العدالة، ونحن لم نقل إن الصحابي معصوم ، وإنما نقول " الأصل فيمن ثبت مدحه أن يبقى عدلاً إلى أن يرد وارد أو يطرأ طارئ أو يعرض عارض يزيل هذه العدالة" وأن " ما ثبت باليقين لا يزول بالظن".
    فثبتت عدالة زيد من الصحابة، فلو ورد أنه عصى الله أسقطناها وأبقينا عمراً وبكراً ونصراً عدولاً ولم نبقه عدلاً ولم نزل عدالة الباقين.
    فالمعصية مع الإصرار عليه تزيل العدالة بعد أن كانت ثابتة بآيات العدالة، وزوال الموجود بعد وجوده لا يناقض أنه كان موجوداً، كما أن من الصحابة من لن تزول عدالتهم قط كالمبشرين بالجنة، فمن وعدهم الله بالجنة لن يدخلوا النار، فهم عدول أبداً، وقد ثبتت البشرى في غير ما آية في كتاب الله على ما سنبين.
    فالأصل في الصحابة العدالة حتى يثبت العكس ، وهذا العكس قابل للثبوت في حق البعض فقط لو ثبت، ويالها من لو، إنما أحكي عن ملطق القابلية.

    فهذا الوليد بن عقبة، شرب الخمر وعوقب،فثبت لدينا دليل يسقط عدالته، فكيف تسقط عدالة أهل بدر من أجل هذا؟ كيف تسقط عدالة من أنفق من قبل الفتح وقاتل من أجل هذا؟ إذن الأصل العدالة إلى أن يأتي دليل يسقطها, هكذا ببساطة, جمعاً بين الأدلة.
    أما أنتم فتجعلون الأصل عدمها، في حين أن هذا خطأ في حق أهل المدينة، فقد استفاضت عمومات المدح استفاضة ليس لأحد في حملها على الخصوص سبيل.
    ثم إن الوليد لو اقلع عن الشرب ثم فعل الصالحات، الجهاد، أتبقى عدالته ساقطة؟ لا، فلما عصى أسقطناها، ثم لما توقف وبدى لنا منه الخير أعدناها، أليس هذا هو سبيل كل الناس في كل شئ في الدنيا؟ إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله، فجعل العمل الصالح علامة الإيمان، وعلى هذا فلتقيس.

    - يقولون امر رسول الله بقتل ذو الثدية وهو صحابي؛ والصواب أنه لا دليل على أنه صحابي ولا أن رسول الله أمر بقتله، لا عندنا ولا عندهم، ولو صح فلا تعارض، فالأصل المدح وأخرجنا ذو الثدية بدليل خاص.
    - قزمان صحابي من أهل النار؛ وهذا أيضاً خارج عن نقطة البحث، فنحن لسنا نتكلم عمن ثبت ذمهم على لسان رسول الله، وإنما تكلم عن المستورين الحال على لسان رسول الله، الأصل فيهم المدح أم لا؟ فلما ثبت عموم المدح لهم في القرآن حكمنا بأن الأصل فيمن لم يمدحه أو يذمه لسان رسول الله أنه ممدوح لعلة الآيات القرآنية، إلى أن ترد قرينة تخرجه منه.
    عدالة شعب!
    أيصح أن توثق شعب كوريا كاملاً؟!
    فما بالكم يا أهل السنة وثقتم سكان الجزيرة في النصف الأول من القرن الأول كاملين؟
    وهذا الاعتراض مقبول(جدلاً) في باب "عدالة رواية الحديث" ولكنه غير مقبول في " عدالة البقاء على الجادة" ، فيمكن لشعب ألمانيا بالكامل أن يشرب النازية حتى النخاع فيصبح الأصل فيهم الوفاء لمبادئها الرئيسية كمجموع شعب، وهذه العدالة ثابتة شرعاً في حق صحابة المدينة ، فمجموعهم مخلص إخلاصاً شديداً لأصول الإسلام فلن يتركوه ينحرف ، فهذا النوع من العدالة ، مقبول واقعاً وعقلاً وقوعه لمجتمع، ولنسمه " الإخلاص الشديد للقضية"؛ وهذا النوع من العدالة هو الفصيل بين التسنن والتشيع كما سبق وأوضحت، وهو الذي يجب أن يبدأ النقاش في العدالة به، فأنتم لم ترفضوا التسنن لكوننا نوثق مرويات الأغر بن يسار المزني الصحابي فلو رددناها لتسننتم، إنما رفضتم التسنن لكونكم ترون أن مجموع الصحابة خانوا الإسلام خيانة هدمت أعظم أصوله، هذا هو المحك.
    أما الثاني فلا يعقل بالفعل أن أوثق مليون رجل في النقل، لذلك فأنا أقبل خطئنا مبدئياً ، أكرر مبدئياً، ونبدأ بكلمة سواء،فنقول ، لن نتتطرف كالسنة الذين يوثوقون شعباً، ولا كالرافضة الذين يفسقون شعباً, وإنما سنوثق من قام الدليل فقط على توثيقه، وقتئذٍ ستكتشف بنفسك أن الدليل قائمٌ على توثيق البدريين، وتوثيق المهاجرين والأنصار ، وتوثيق أهل بيعة الرضوان...إلخ وقتئذٍ يصبح رفض هذا التوثيق تكلف، ووقتئذٍ نقول بأن هذا جيل استنثائي في كل شئ لا يقاس عليه غيره، قد أهله الله للقيام بوظيفة استثنائية لا يقاس عليها غيرها.
    تقسيم الصحابة لدرجات يسقط العدالة؟

    اعتراض واهٍ يقول " بما أن الصحابة في الفضل درجات، وبما أنه لا تفاضل في العدالة إذن التفاضل يسقطها"
    وهذا اعتراضٌ ظاهر البطلان عند كل عاقل، فالثقات عندك درجات، فأنت تثق في موظف أكثر من موظف وكلاهما ثقة، والله رفع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات وجميعهم ثقات، والله فضل منفقي ومقاتلي قبل الفتح على منفقي ومقاتلي بعده وكلاً وعد الله الحسنى، وفضل المجاهدين على القاعدين درجة وكلاً أعد له مغفرة وأجراً عظيما.
    الصحابة هم:
    1. الناس في قوله (ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ).
    2. الذين من آمن بمثل ما آمنوا به فقد اهتدى.
    3. السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
    4. المهاجرون والأنصار الذين اتبعوا النبي ساعة العسرة وتاب الله عليهم.
    5. المؤمنين الذين بايعوا تحت الشجرة ورضي الله عنهم.
    6. الذين من شدة مؤازرتهم لرسول الله اغتاظ الكفار.
    7. الأشداء الرحماء الرُّكَّع السُّجَّد الذين يبتغون رضوان الله.
    8. الفئة المقاتلة في سبيل الله المؤيدون بنصر الله والذين ضرب الله بهم المثال.
    9. الذين أسلموا وجههم لله مع محمدٍ اتباعاً له.
    10. الذين آمنوا مع محمد وهم أولى الناس بإبراهيم.
    11. الذين آمنوا مع محمدٍ ويرجو أهل الكتب أن يضلونهم.
    12. الذين آمنوا الذين كان فيهم رسول الله وألف الله بين قلوبهم" أهل المدينة".
    13. المؤمنون الذين بوأهم رسول الله مقاعد للقتال يوم أحد.
    14. أهل أحد أولياء الله، الذين عفى الله عنهم.
    15. أهل بدرٍ المنصورون من الله و المؤيدون بخمسة آلافٍ من الملائكة والذين أنزل الله عليهم الأمنة وأذهب عنهم رجز الشيطان وثبت أقدامهم وربط على قلوبهم.
    16. الذين حول رسول الله يعفو عنهم ويستغفر لهم ويشاورهم في الامر
    17. آهل حمراء الأسد الذي لهم أجرٌ عظيم وانقلبوا بنعمة الله وفضله واتبعوا رضوان الله.
    18. المؤمنون مع محمد المأمورون بالصبر والجهاد، دل على كونهم عددٌ معتبر يقوم بمثله الجهاد.
    19. هم المؤمنون الذين لما أيد الله نبيه بهم كانوا الحَسْبَ والكفاية.
    20. هم الذين ألف الله بين قلوبهم بعد العداوة الطويلة، وهم حسب رسول الله وناصروه، أي الأوس والخزرج الذين ألف بين قلوبهم بعد حروبهم الطويلة.
    21. المهاجرون والأنصار الذين بعضهم أولياء بعض.
    22. الذين آووا ونصروا الذين هم المؤمنون حقاً.
    23. هم الذين آووا ونصروا الذين هم أولياء المؤمنين المهاجرين.
    24. هم المهاجرون الذين هم أولياء المؤمنين
    الدليل العقلي الموضوعي على عدالة الصحابي

    تصلح هذه الطريقة في توثيق الصحابة المكثرين في رواية الحديث عن رسول الله e
    طريقة (المقارنة والتفرد غير المحتمل ) للتوثيق العقلي للراوي صاحبياً كان أو غيره.
    تستطيع هذه الطريق تقديم دليل عقلي على وثاقة الناقل، كما أنه ليس مبقدور الشيعة تطبيقها على رواتهم بما يمكننا أيضاً من الإجابة على سؤال " أي السنتين هو الصحيح ، سنة الشيعة أم سنة السنة"؛ فلها فائدتين:
    1. تقديم الدليل العقلي على وثاقة أبي هريرة والبخاري ومن بينهما.
    2. تقديم الدليل العقلي على صحة أحاديث السنة وبطلان أحاديث الشيعة.

    يمكننا التأكد من صدق إبي هريرة بالدليل المحايد الموضوعي الملزم لأي شخص من اليابان شرقاُ لفنزويلا غرباً‘ وذلك بطريقة "المقارنة والتفرد غير المحتمل" وفحوى هذه الطريقة هي (1) أنه لو اشترك عدة أشخاص في ادعاء نسبة عبارة ما لشخص ما فإن المقارنة بين ادعاءاتهم ستكشفهم، فلو أن لدينا مثلاً مدرسٌ قد حكى قصةً على 50 طالبٍ، ثم حكى الطلاب القصة فاتفق 49 وخالفهم طالبٌ واحد في تفاصيل القصة، وقتئذٍ يمكننا الجزم بأن هذا الطالب قد أخطأ، فإذا تكرر الأمر فسنتأكد من أن هذا الطالب هو الذي أخطأ أو كذب، لكن يشترط في هذه الطريقة أن نعرف أن هؤلاء الطلاب هم تلامذة هذا المدرس، وأنهم قالوا هذه القصة، وهذان الشرطان يمكن تحقيقهما بأن نبدأ بالمقارنة من طبقة المُصَنِّفين أصحاب الكتب الحديثية، و(2) التفرد غير المحتمل، فمثلاً لو ادعيتُ أنا أن شيخ الأزهر الشريف قال كذا وكذا ثم تفردت أنا بهذا الخبر فلم يعرفه أحد غيري لكان غريباً، لأن هذه الشخصية ،شيخ الأزهر، شخصية ذائعة الصيت يسمعها الجميع، فلماذا لم يسمع أحد غيري هذا الخبر؟ فإذا تكرر مني هذا التصرف ألا وهو أنني أنقل عن المشاهير عبارات لم يسمع أحد من الناس عنهم، فإن هذا دليل على الكذب، كاسماعيل بن يحيى الذي تفرد في 75 حديث نقلها عن كبار الأئمة ب70 منها ! فتراه يروي حديثاً عن شعبة بن الحجاج الذي تلامذته المعروفون فقط 700 شخص حديثاً لم يسمعه منه ولا تلميذ من ال700 ! وينقل عن ابن جريج الذي تلمذته المعروفون فقط 500 شخص حديثاً لم يعرفه ولا واحد منهم ! وهكذا ..
    وحتى يتنسى لنا تطبيق هذه الطريقة (جدوى المقارنة والتفرد غير المحتمل) يجب أن تكون لدينا طبقة من المدَّعين الذين نحن متأكدون من صدور الادعاء منهم، مثل مثال الطلا بالخمسين المذكور أعلاه.
    لنأخذ مثالاً لنعرف هل البخاري ثقةٌ أم لا؛ ادعى البخاري ادعاءاً وهو :-

    260 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ ‌فَغَسَلَ ‌فَرْجَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ دَلَكَ بِهَا الْحَائِطَ، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ غَسَلَ رِجْلَيْهِ».«صحيح البخاري» (1/ 61)
    هنا ادعى البخاري أن سفيان قد نقلَ حديثاً عن الأعمش؛ هنا نحن متأكدون من صحة نسبة الادعاء للبخاري، فلدينا كتابه"صحيح البخاري"، أي أن المعلومة لم تصلنا بطريقة "حدثنا" وإنما هي مكتوبة في كتاب مطبوع ، فنحن متأكدون من صحة نسبة الادعاء للبخاري، الآن نقوم بالنظر هل هناك آخرون ممن لهم كتبٌ أيضاً ومن نفس فترة البخاري قد وصلتهم نفس المعلومة ؟ لماذا "كتب" ولماذا " من نفس الفترة"؟
    "كتب" حتى نكون متأكدين من صحة نسبة الادعاء للمدعي، حتى نبدأ من طبقة ونقطة بداية مؤكدة، ولماذا من نفس الفترة؟ لأن تأخر الادعاء لفترة طويلة يفتح الباب أمام التفرد غير المحتمل، بمعنى أنني إن كنت معاصراً للفريق الشاذلي ونسبت له عبارة فقلت "حدثنا المذيع أحمد منصور قال أنبأنا الفريق سعد الدين الشاذلي...." هنا نقول:
    أنت الوحيد يا أحمد الشامي الذي وصلك هذا التصريح عن المشهور الشاذلي؟ إن تفردت به فهذا غريب لكون الرجل مشهور، وهذا التفرد يطعن في صدقك يا احمد إن تكرر كثيراً.
    فلو مر الزمان حتى سنة 2100م ثم قال قائل:
    "لا ، إن أحمد الشامي لم يتفرد فيما نقله عن المذيح أحمد منصور، بل نقله زيد في كتابه س فقال حدثنا عمر قال حدثنا نصر قال حدثنا بكر قال حدثنا المذيح أحمد منصور قال حدثنا الفريق الشاذلي" هنا نقول:
    زيد هذا متى ولد؟ ولد بعد أحمد الشامي ب100 سنة مثلاً، هنا سنقول :
    لماذا زيدٌ هو الوحيد الذي وصلته هذه المعلومة رغم مرور كل هذا الزمن رغم شهرة الفريق الشاذلي وكثرة من سمعوه ؟ إذن ربما قام زيد باختراع هذا الإسناد لخدمة أحمد الشامي حتى لا يقال " تفرد الشامي".وهذه الغرابة تزول مع تعاصر المدعين،لذا فالصواب أن يتعاصر المدعون حتى لا يقال بالمصرية (بيليس له وبيرقع له) وبالعربية ( اختلق السند ليساعد المتفرد)، لأن احتمالية وقوع ذلك في حق تأخر المدعي أعلى لكونه ينشأ في حقه سؤال لا ينشأ في حق المدعي المعاصر ألا وهو " لماذا تفردت بمعرفة هذا الادعاء رغم كل هذا الزمن الطويل الذي مر على الادعاء وتوفر الدواعي والهمم لنقله لكونه مهم وعن مشهور؟"
    الآن لنطبق، لو كان البخاري كذاباُ فما هو المتوقع ؟
    المتوقع أنه لو ادعى ادعاءاً على شخصٍ مشهور فلن يعرفه أحدٌ غيره، أي سيتفرد البخاري وسيظهر تفرده عند مقارنة ادعاءاته عن الأعمش بما نقله باقي من تتلمذوا على يد الأعمش وهم كثيرون من دولٍ مختلفة، لكون الأعمش أستاذ كبير يسافر الناس إليه من كل أنحاء العالم للتعلم وحضور محاضراته في المدرج بمصطلحات عصرنا.
    ولو كان البخاري صادقاً فستتقاطع ادعاءاته مع ما ينقله هؤلاء الكثيرون الذين من دول متفرقة عن أستاذهم الأعمش.

    فبما أن الأعمش شخصٌ مشهورٌ ، ومن الطبيعي أن ينقل عنه المعلومة عددٌ ليس بالقليل، وبالفعل وجدنا ثمانية أشخاصٍ مشهورين لهم كتبٌ من نفس فترة البخاري تقريباً، قد وصلتهم نفس المعلومة من طرق أخرى عن تلاميذ آخرين للأعمش، فعبد الرزاق وصلته المعلومة عن سفيان تلميذ الأعمش، وابن أبي شيبة عن طريق وكيع، وإسحاق بن راهويه عن طريق جرير، وأحمد بن حنبل عن طريق أبي معاوية الضرير وأيضاً من طريق وكيع،ومحمد بن أسلم من طريق محمد بن المورع،وأيضاً اسحاق من طريق عيسى بن يونس؛ كما وجدنا الدارمي من طريق آخر غير الأعمش عن شيخ الأعمش كريب الذي نقل اسمه البخاري في ادعاءه كشيخٍ للأعمش.
    هنا نحن لم نقارن بين شخص من القرن الثالث (البخاري) وشخص من القرن الخامس أو العاشر، وإنما من أشخاص من نفس الحقبة الزمنية تقريباً (متعاصرون)، وأهمية هذه النقطة تكمن في مسألة التفرد غير المحتمل، فربما تفرد البخاري بالإسناد عن الأعمش ولم ينقله عنه غيره، ثم يقوم أحد المُصنّفِين في فترة متأخرة بعد البخاري باختراع إسناد آخر اعتماداً على اسناد البخاري ويشترك مع البخاري في شيخه؛ فعندما نجد سنداً لم ينقله معاصر للبخاري وإنما نقله شخصٌ بعدها بدهرٍ طويل وقتها نقول له: لماذا لم يعلم هذا الإسناد غيرك أحدٌ؟ لقد مضى زمن طويل ٌ بينك وبين البخاري وبينك وبين رسول الله صلى الله علي وسلم فكيف تفردت به ولم يعرفه غيرك؟وقتئذٍ ربما يكون هذا المتأخر قد اخترع الإسناد إما دعماً للبخاري حتى لا يقال " لقد تفرد البخاري بكثيرٍ من أحاديثه عن المشاهير" أو من أجل أن ينقل المتن مع تعديل ٍ في بعض كلمات المتن بما يخدم عقيدته.
    هذا فارقٌ جوهريٌ بين أحاديث السنة والشيعة، فعند الشيعة لا يكاد يوجد مصنفٌ قبل القرن الخامس قد شاركه مصنفٌ في شيخٍ فقال الاثنان حدثنا، أو حتى شيخ شيخه، بالإضافة للندرة الشديدة في كتب الحديث الشيعية قبل القرن الخامس، ولهذا لا يمكنك توثيق الكليني أو الصدوق عملياً، فكم مؤلِّفٌ شارك الكليني في شيوخه أو حتى شيوخ شيوخه لنعقد بينهما المقارنة؟ لا يكاد يوجد، فهل سنستوثق من حال الكليني بمقارنة اسانيده عن شيوخه مع أسانيد المجلسي الذي يتصل مع الكليني في شيوخه ؟ المجلسي من القرن الحادي عشر الهجري ! لماذا تفردت يا مجلسي بهذه الأسانيد ولم يعرفها غيرك طيلة هذا الزمان؟ فإذا نظرت لمتون المجلسي فلن تعدم زيادات خادمة للشيعة ، فلا يمكن قبول هذا التفرد غير المحتمل والمضاف إليه زيادات شاذة في المتون.
    لكن يمكنك توثيق البخاري ومسلم عملياً لإمكانية عقد المقارنة بسبب كثرة المدعين في نفس الطبقة والذين يجمعهم شيخٌ واحد أو شيخ شيخ على أدنى تقدير فتسقط حينئذٍ مسألة التفرد غير المحتمل.

    هنا نحن قد تأكدنا أن ادعاء البخاري صحيح فيما يخص الأعمش، فإذا تكرر الأمر لمراتٍ كثيرة، سنتأكد من وثاقة البخاري، فكلما ادعى ادعاءاً عن شخصٍ مشهورٍ وجدنا آخرين معاصرين له،و لهم كتُبُ مؤَلَّفةٌ ،قد وصلتهم عنه نفس المعلومة، وبهذا نكون قد تمكنا من توثيق طبقة كاملة متعاصرة بتطبيق نفس الخطوات على باقي المُصنِّفين، ووقتئذٍ سننتقل مباشرة بثقة للطبقة التي تحتها ، فنحن متأكدون الآن أن الأعمش قد ادعى هذا الادعاء، وقتئذٍ سننظر لشيخ الأعمش، إن كان شخصاً مشهوراً وقد تفرد به الأعمش عنه وقتئذٍ نقول للأعمش: لماذا تفردت عنه ؟ فإذا تكررت الظاهرة ، أي أنه كثير التفرد عن المشاهير، فإن هذه قرينة واضحة على عدم أمانته، إذ سيكون من الغريب أن لا يعرف كل هذه المعلومات عن كل هؤلاء المشهورين دون أن يعرفها وينقلها عنهم أشخاص آخرون وهم أيضاً من تلامذة هؤلاء المشهورين، هذا هو التفرد غير المحتمل.
    لكن إن وافق الأعمش في ادعاءه أشخاصاً عديدون ممن ادعوا هم أيضاً سماع المعلومة عينها من شيخ الأعمش، وقتئذٍ سيؤيد بعضهم بعضاً أو يفضح بعضهم بعضاً، فالقاعدة هي ] النقل عن المشاهير سيفضحك لا محالة إن كنت كذاباً[.
    أما إن نقل عن غير مشهور، ثم كان هذا هو الحال في بقية مروياته وقتئذٍ سيكون مجهول الحال.
    وهكذا دواليك حتى نصل لأبي هريرة t ، فبمقارنة ادعاءات أبي هريرة التي ادعى انه سمعها من المشهور محمدe سنجد أنه من بين ألف وخمسائة حديث نقلها عن رسول اللهe لم يتفرد سوى ب 13 عشر حديثاً، أي أنه لا يكاد يوجد ادعاء ادعاه على رسول اللهe إلا ووجدنا أشخاصاً آخرين (صحابة) قد نقلوه هم أيضاً، وهؤلاء لا سلطة لأبي هريرة عليهم ، في المقابل نقل الراوي اسماعيل من يحي عن المشاهير 75 حديثاً، تفرد عنهم في 70 منها، هكذا يتضح الفارق بين الصادق أبي هريرة والكذاب اسماعيل بن يحيى.
    البخاري256ه مصنف عبد الرزاق211ه مصنف ابن أبي شيبة235ه مسند اسحاق بن راهويه238ه
    حَدَّثَنَا ‌الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ بِيَدِهِ عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ ‌مَيْمُونَةَ قَالَتْ: سَتَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ «قال: نا وكيع قال: نا الأعمش عن سالم عن كريب عن ابن عباس قال: حدثنا عن خالته ‌ميمونة قالت: وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم غسلا،» أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنْ ‌مَيْمُونَةَ قَالَتْ: «اغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابَةِ فَغَسَلَ ‌فَرْجَهُ
    كتاب المسند لأحمد بن حنبل 241هـ كتاب الأربعون لمحمد بن أسلم الطوسي 241ه مسند الدارمي
    252هـ
    صحيح مسلم 261ه
    «حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ ‌مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ»
    «حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالَتِهِ ‌مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا»
    حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ ‌مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: «وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا مِنَ الْجَنَابَةِ «أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: سَأَلْتُ ‌مَيْمُونَةَ خَالَتِي عَنْ غُسْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجَنَابَةِ، فَقَالَتْ»
    «أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ ‌مَيْمُونَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: " وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَاءً،»
    وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ : حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي ‌مَيْمُونَةُ قَالَتْ: « أَدْنَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُسْلَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ
    سنن ابن ماجه 273ه
    «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالَتِهِ ‌مَيْمُونَةَ قَالَتْ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا»
    إذن الخطوة الأولى كانت التأكد من أمانة البخاري، وقد تمت بنجاح، عن طريق تكرار عملية المقارنة عدة مرات، فسنصل لنتيجة ان البخاري كلما يدعي عن ثقة مشهور ادعاءاً أو في كثير من الأحيان فإننا نجد من المعاصرين والذين هم من دول مختلفة من قد نقل نفس الادعاء ممن لا سلطة للبخاري عليهم.
    ننتقل للخطوة الثانية وهي توثيق باقي أصحاب كتب الحديث بنفس الطريقة.
    ثم الخطوة الثالثة وهي الاستفادة من نتائج هاتين الخطوطتين، إذ وقتها إن قال البخاري حدثنا سفيان عن الاعمش سنكون متأكدين من أن الأعمش قد قال هذا الادعاء، فصرنا الآن على دراية مؤكدة بنص ادعاء الأعمش.
    الخطوة الرابعة: نتأكد من أمانة الأعمش ودقته بنفس الطريقة ألا وهي مقارنة ادعاءاته عن شيوخه المشاهير مع ما نقله الآخرون عنهم (جدوى المقارنة والتفرد غير المحتمل).
    الخطوة الخامسة: نكرر الرابعة عدة مرات حتى نحصل على تقاطع لعدد كبير من النتائج تفيد أن الأعمش في كثير من الحالات إن ادعى على مشهورٍ شياً وجدنا من تلامذة المشهور من نقل نفس الكلام من دول مختلفة ممن لا سلطة للأعمش عليهم. وقتها نتأكد من وثاقة الأعمش.

    الخطوة السادسة: نكرر نفس الخطوة في باقي الراوة حتى نصل لأبي هريرة، ونطبق في حقه نفس الشئ، هل تفرد أبو هريرة فيما ادعاه على لسان المشهور محمدe؟
    سنكتشف أنه من 5000 آلاف إسناد نقلت عن أبي هريرة 1500 متن عن رسول اللهe لم يتفرد الرجل سوى ب13 حديث، تذكر اسماعيل بن يحيى الذي روى 75 حديث فتفرد فيها عن المشاهير ب70 حتى تعرف الفارق بين الصادق والكاذب وتعرف قدرة طريقة (المقارنة والتفرد غير المحتمل) على التوثيق والتضعيف.

    هذه الطريقة لا يستطيع الشيعة استعمالها بسبب عدم وجود اثنين من المصنفين اشتركا في شيخ أو يكاد.


    أمثلة أخرى تثبت موضوعية وعقلائية طرق التوثيق

    لنأخذ مثالاً ثانياً ، الرواي ابراهيم بن الفضل بن سليمان المخزومي، روى 32 حديث تفرد فيها ب31 حديث ! عن أبي هريرة وسعيد المقبري وعطاء بن أسلم وابن عباس وغيرهم من المكثرين.
    وهذا يوافق النتيجة التي ذكرها الرجاليون:
    أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوي عندهم
    أبو أحمد بن عدي الجرجاني : مع ضعفه يكتب حديثه، وهو عندي ممن لا يجوز الاحتجاج بحديثه
    أبو الفتح الأزدي : متروك
    أبو بكر البيهقي : ليس بالقوي، وفي شعب الإيمان، وقال: ضعيف
    أبو حاتم الرازي : ضعيف الحديث منكر الحديث
    أبو حاتم بن حبان البستي : فاحش الخطأ
    أبو زرعة الرازي : ضعيف
    أبو عيسى الترمذي : يضعف في الحديث
    أحمد بن حنبل : ضعيف الحديث، ليس بقوي في الحديث، ومرة: ليس بشيء
    أحمد بن شعيب النسائي : منكر الحديث، ومرة: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، ومرة: متروك الحديث
    ابن حجر العسقلاني : متروك
    الدارقطني : متروك
    الذهبي : ضعفوه
    محمد بن إسماعيل البخاري : منكر الحديث
    يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء، ومن طريق عباس بن محمد الدوري، قال: ليس بشيء، ومن طريق ابن أبي مريم، قال: ضعيف الحديث لا يكتب حديثه
    يعقوب بن سفيان الفسوي : يعرف حديثه وينكر

    الآن نحن قد وصلتنا كتبٌ حديثيةٌ كثيرة، والبخاري ليس له سلطة عليهم، ولا للترمذي، هذه الكثرة ستؤدي لكشف وفضح حقائق هؤلاء الرواة عن طريق المقارنة.
    نظرنا فيما رواه هذا الراوي ابراهيم بن الفضل في كتب الحديث،التي لا سلطة لأحدها على الآخر، وبالفعل اكتشفنا التفرد واضح، فلم يسمع أحدٌ شيئاً من شيوخ هذا الرجل كالذي سمعه ونقله عنهم مع كثرة تلامذة هؤلاء:-

    المثال الأول: حديث أبناء الستين
    تفرد به ابراهيم عن عطاء بن أسلم وابن عباس رغم كثرة تلامذتهم
    «السنن الكبرى - البيهقي» (3/ 518 ط العلمية:
    «6521 - كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ: ‌أَيْنَ ‌أَبْنَاءُ ‌السِّتِّينَ؟ وَهُوَ الْعُمُرُ الَّذِي قَالَ اللهُ {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ، وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: 37[ "»

    المثال الثاني حديث أبو المساكين
    تفرد به ابراهيم عن أبي هريرة رغم كثرة تلامذته

    «سنن الترمذي» (5/ 655 ت شاكر (3766 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْحَاقَ المَخْزُومِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَسْأَلُ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الآيَاتِ مِنَ القُرْآنِ أَنَا أَعْلَمُ بِهَا مِنْهُ، مَا أَسْأَلُهُ إِلَّا لِيُطْعِمَنِي شَيْئًا، فَكُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمْ يُجِبْنِي حَتَّى يَذْهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَقُولُ لِامْرَأَتِهِ: يَا أَسْمَاءُ أَطْعِمِينَا، فَإِذَا أَطْعَمَتْنَا أَجَابَنِي، وَكَانَ ‌جَعْفَرٌ ‌يُحِبُّ المَسَاكِينَ وَيَجْلِسُ إِلَيْهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهُ، «فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَكْنِيهِ بِأَبِي المَسَاكِينِ»

    المثال الثالث حديث موت الفوات
    تفرد به ابراهيم عن أبي هريرة رغم كثرة تلامذته
    «مسند أحمد» (14/ 302 ط الرسالة)
    «8666 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِجِدَارٍ أَوْ حَائِطٍ مَائِلٍ، فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: " إِنِّي ‌أَكْرَهُ ‌مَوْتَ ‌الْفَوَاتِ


    لنأخذ مثالاً آخر يثبت الدقة في كشف التدليس، علة حديث لا عقر في الإسلام.

    3222 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «‌لَا ‌عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ»«سنن أبي داود» (3/ 209 ط مع عون المعبود)

    ظاهره الصحة؛ لكن ثمت مشكلة في الإسناد , بالتفتيش وجدنا أن عبد الرزاق في مصنفه قد أخبره معمر بالحديث ولكن قال فيه معمر (عن أبان وثابت) ؛ فهل سمعه معمر من ثابت عن أنس ؟ أم من أبان عن أنس؟ أم من الاثنين عن أنس؟ أم أن معمراً قد قرر أن يستعمل هذه الصيغة (أبان وثابت) ليدلس على العلماء حتى يقوي أبان؟ أليس من الوارد أن يكون سمعه معمر من أبان الكذاب المشهور ونسبه أبان لثابت وادعى أن ثابت أخذه من أنس ثم لما شعر معمر بأنه لو روى الحديث بهذا السند سيتم رفضه من المتخصصين فقام باستعمال تلك الصيغة التي توهم السماع من اثنين معاً ليتقوى أبان بثابت؟ أم أن معمر هو نفسه ضحية لأبان بحيث أن أبان كان يعلم أنه غير محل ثقة فحاول توثيق نفسه فأخبر معمر بأن هذا الحديث قد سمعه هو وثابت عن أنس ثم لما علم ذلك معمر قام بإسقاط أبان الكذاب حتى لا يرد العلماء الحديث بسببه وأبقى الواجهة اللامعة الموثوق بها فقط ألا وهي ثابت؟

    اكتشفنا حل هذا اللغز عند أبي نعيم في الحلية حيث وصله الحديث من طريق سفيان عن أبان وقد ذكر فيه أبان أنه أخذه من أنس؛ ولم يذكر انه شاركه فيه ثابت؛ وبناءاً عليه يمكننا إعادة ترتيب الأحداث:
    1. في البداية اخترع أبان الكذاب هذا الحديث ونسبه لأنس وسمعه منه سفيان.
    2. شعر أبان أن تفرده بالحديث عن أنس سيجعله محل شك عند النقاد فقرر أن يكذب كذبة ثانية وهي أن يدعي أنه هو وثابت البناني الثقة قد سمعا هذا الحديث من أنس.
    3. حدث أبان ضحيته الجديدة وهو معمر بالحديث وأخبره أنه هو وثابت أخذاه عن أنس.
    4. قرر معمر أن يسقط أبان الكذاب من الصورة ويكتفى بثابت.

    وقد كان علماء الرجال على دراية بكل ذلك فقالوا:
    أحمد بن حنبل : "هذا حديث منكر من حديث ثابت؛ هذا عمل أبان؛ وإنما معمر (دلسه)."
    أبو حاتم الرازي : " هذا حديث منكر جداً."
    ابن رجب: "و قد كان بعض المدلسين يسمع الحديث من ضعيف، فيرويه عنه، ويدلس معه عن ثقة لم يسمعه منه، فَيُظَنُّ أنه سمعه منهما."

    حدثنا أحمد بن القاسم ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن أبان عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ‌عقد ‌في الإسلام، ولا إسعاد، ولا شغار ولا جلب ولا جنب».(حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة) (7/ 118)
    قال سفيان: العقد الحلف والإسعاد النوح، والشغار والجلب أن يجلب خلف الفرس والجنب أن يقاد معه - يعني في القمار

    «° [6896] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى النِّسَاءِ حِينَ بَايَعَهُنَ: أَلَّا يَنُحْنَ، فَقُلْنَ: يَارَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ نِسَاءً أَسْعَدْنَنَا * فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَنُسْعِدُهُنَّ فِي الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا إِسْعَادَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا جَلَبَ، وَلَا جَنَبَ، وَمَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا(مصنف عبد الرزاق) (4/ 275 ط التأصيل الثانية)

    «[11280] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ وَأَبَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ"، وَالشِّغَارُ: أَنْ يُبْدِلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ أُخْتَهُ بِأُخْتِهِ بِغَيْرِ صَدَاقٍ، "وَلَا ‌إِسْعَادَ ‌فِي ‌الْإِسْلَامِ، وَلَا جَلَبَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا جَنَبَ(مصنف عبد الرزاق) (6/ 257 ط التأصيل الثانية)
    ومثالٌ رابع : يثبت الدقة في معرفة أسماء الرواة

    (أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتِم _ح ؛ قال : سألتُ أَبَا زُرْعة عْنَ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصةُ بنُ عُقْبَةَ ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء ، عَنْ أَبِي قِلابة ، عَنْ عَمْرو بْنِ مِحْجَل - أَوْ مِحْجَن - عَنْ أَبِي ذر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الصَّعِيدَ كَافِيكَ وَلَوْ لَمْ تَجِدِ المَاءَ عَشْرَ سِنينَ، فإِذَا أَصَبْتَ المَاءَ فأَصِبْهُ بَشَرَتَكَ؟)

    قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصةُ ؛ إِنَّمَا هُوَ: أبو قِلابة ، عن عَمْرو ابن بُجْدانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبيِّ e

    وعند تقصي الأمر ستجد السند كما ذكره أبو زرعة فعلاً عند أبي داوود في المسند برقم 486 ؛ وعبد الرزاق في المصنف برقم 944؛ وأحمد في المسند برقم 21371 ؛ الترمذي برقم 124؛ ومسند البزار برقم 3973.

    هنا تأكدنا من عبارة أبي زرعة والتي قد بذل مجهوداً ضخمناً لمعرفتها، بينما نحن باستعمال الأجهزة الحديثة أمكننا الاطلاع عليها بسهولة.

    الدليل العقلي الشرعي على عدالة الصحابة

    هذا الدليل هو مقدمات ونتائج عقلية مستقاة من مقدمات شرعية.
    (1) عدالة مسلمي العهد المكي:
    1. بما أننا لا نعرف مصلحة واضحة (غير متكلفة) تحققت لمسلمي العهد المكي بإسلامهم، إذن من أسلموا في العهد المكي إذن هم ليسوا بمنافقين.
    2. بما أن المسلمين كانوا يعذبون ويضطدون طيلة 13 سنة في مكة، إذن من أسلموا في مكة قد أسلموا برضاهم إذن هم ليسوا بمنافقين.

    وهذا يشمل كبار الصحابة ، وأهل السقيفة، ومسلمي القبائل قبل الهجرة
    (2) عدالة مهاجري سنة 1هجرية( مهاجري ما قبل غنائم بدر):
    1. بما أن المهاجرين قبل بدر لم يكن لهم مصلحة دنيوية معروفة (غير متكلفة) ستتحصل لهم من وراء هجرتهم ، إذن لم يهاجروا إلا ابتغاء مرضاة الله ، إذن ليسوا بمنافقين.
    فرسول اللهe لم يكن يعطي أحداً مالاً على الإسلام، بل كان يتسعين بأموالهم، ولم يكن له تاريخ عسكري ينبئ عن مستقبل عسكري مليئ بالغنائم فتشوف هؤلاء لها، بل كان طريداً لا يجد من يؤيه ليبلغ رسالة ربه.
    1. بما أن مهاجري ما قبل غنائم بدر قد تكبدوا خسائر مادية ونفسية كبيرة (أخرجوا من ديارهم وأموالهم) إذن لم يهاجروا إلا ابتعاء مرضاة الله، إذن ليسوا بمنافقين.
    1. عدالة كبار الأنصار:
    بما أن رسول اللهe لم يكن بمقدوره أن يضع قدمه الشريفة في المدينة المنورة بدون إذن كبار حكامها وقادتها ،إلا أن يشاء ربي شيئاً، وبما أنهم بايعوه عند العقبة أيام ضعفه، إذن قد أحضروه برضاهم لا رغماً عنهم، فانتفى الغصب.
    وبما أنه كان ضعيفاً طردياً شريدا ُفقيراً معادىً، إذن لن تتحقق لهم مصلحة مادية من وراءه، فانتفى الدافع الدنيوي.
    وبما أنهم كانوا يعلمون أن سيتكبدون من أموالهم الشئ الضخم ليتقاسموه مع إخوانهم المهاجرين (المؤآخاة التي وقعت) إذن تبكدوا خسائر مادية وليس العكس.
    وبما أنهم كانوا يعلمون أن تصرفهم سيؤدي لدخولهم في عداوة مباشرة مع كبرى القبائل، إذن تكبدوا المعاناة والخسائر عمداً برضاهم بغير إجبار وبغير منعة دنيوية واضحة.
    إذن ليس كبار الأنصار بمنافقين، لأنهم هم الذين قرروا قرار إحضاره برضاهم ولولاهم ما تمكن من المجيئ.
    هذا بخلاف عبد الله بن أبي ابن سلول الذي وجد نفسه مضطراً لقبول الأمر الواقع الذي فرض عليه فرضاً، وخلافاً لأبي سفيان بن حرب رضي الله عنه الذي أسلم في وقت الإكراه ثم حسن إسلامه.

    يتصور عقلاً النفاق في :
    1. مهاجرون رأوا الغنائم تتدفق فقالوا هلم نهاجر.
    2. يثربيون وجدوا رسول الله فجأة فوق رؤوسهم ، جاء لبلدهم غصباً عنهم، فاضطروا للإسلام .

    ويمتنع عقلاً في :
    1. مهاجروا ما قبل غنائم بدر
    2. يثريبون أحضروا رسول الله لبلدهم بأنفسهم.
    1. عدالة كبار القادة العسكرين والسياسيين

    لا يحل لرسول اللهe أن يعامل من أسلم إلا بظاهر إسلامه ، حتى لو كان في قلبه يكره الإسلام، ولا يحل له أن يطرده.
    لكن لا يحل له أن يساعده في الركوب على رقاب المسلمين بتقلد مكانة عسكرية وسياسية كبيرة يستغلها بعد ذلك في هدم الإسلام.
    فرسول الله لم يطرد عبد الله بن أبي لكنه لم يسمح له بأن ترتفع مكانته، بل حط منها، حتى وصل الأمر لدرجة أن ابنه وقف له على باب المدينة وقال له " انتظر لن تدخلها حتى يأذن لك رسول الله فهو العزيز وأنت الذليل" بعد مقالته الخبيثة التي نقلها القرآن الكريم.

    فلا يعقل أن يعلم رسول الله نفاق الشيخين ثم يسمح لهم بالترقي السياسي والعسكري، أن يسمح لهما بأن ترتفع مكانتهما الاجتماعية والسياسية والقيادية بحيث تصبح لهما كلمة مسموعة وسط المسلمين رغم علمه بخبثهما وشدة ضررهما على الإسلام.
    ولا أدل على هذا السماح من دخوله المدينة في اليوم الأعظم مع خليله، تخيل نفسك يوم قدوم رسول اللهe إلى المدينة في أول يوم دخلها، تخيل نفسك واقفاً تنتظر مع المسلمين قدوم رسول اللهe، وأنت تعرف أن المخابرات الكافرة في كل الجزيرة تبحث عنه وأن القوات الخاصة تلاحقه وأنه مطلوب دولياً .
    ثم رأيته من بعيد وبجواره أبو بكر، هل ستظن أن أبا بكر شخص حقير لا قيمة له؟ أم ستقول بأن هذا من خاصته وبطانته خصوصاً إن علمت أنه ليس بحامل حقائب ولا بمرشد طرق؟
    ألا يكون مع القادة وقت الشدة أقرب المقربين إليهم؟
    لماذا تلومني إن أحببت هذا الرجل الذي رأيته مع محمد، ثم لم دخل محمد المدينة قعد ووقف هذا الرجل يظلله، ثم كلما قدم رجل استأذن من أبي بكر ليكلم رفيق سفره " سكرتير".
    تخيل معي انك كلما دخلت المسجد وجد أبو بكر عن يمين رسول الله وعمر عن يساره يتحدثون في كل أمور المسلمين.
    ثم تخيل معي أنك كلما ذهبت لغزوة مع رسول الله وجدت في خيمة قيادة أركان القوات المسلحة قادة يتشارون مع رسول الله منهم أبو بكر وعمر.
    ثم تخيل معي عند قسمة الغنائم تجده جالس ومعه أبو بكر وعمر يتشاورون في القسمة.
    ثم عند حصول الأسر تجدهم يتشاورون فيما يصنعون بالأسرى.
    وهكذا وغيره، في المقابل تجده قد نبذ عبد الله بن أبي بن سلول وأجلسه ركناً بعيداً، ألا يخلق هذا لديك دليلاً على أن هؤلاء بطانته ؟

    بعض الناس كانت لهم مكانة سياسية وعسكرية ومالية كبرى قبل الإسلام كخالد وعمرو وعثمان، لكن بعضهم لم يكن له مكانة قبل الإسلام وإنما نالها في العهد المدني، والكلام يشمل أو ما يشمل الصنف الثاني من باب أولى، ويدخل فيه أيضاً الصنف الأول، فمن كان ذا مكانة عالية لكنه خبيث ومضر للمسلمين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيناً كان سيقص ريشه( ومن تخفض اليوم لا يرفعِ).

    وبناءاً عليه:
    من نال مكانته السياسية والعسكرية وسط المسلمين في حياة رسول الله فهو ثقة.
    ولست مضطراً لبذل جهدٍ لإقناع من له أدنى الطلاع بأن الشيخين وطلحة والزبير وغيرهم إنما برز قدرهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا لماذا عظم قدر طلحة ودنى قدر أبي سفيان رغم أن الثاني تاريخه أكبر سياسياًوعسكريا ومالياً من العشرة المبشرين مجتمعين؟ السبب هو مكانة الأول في المجتمع المسلم تحديداً، وهي المكانة التي لم يحصلها إلا بإذن سيد الحكماء .
    (5) دليل عصمة القرآن الكريم
    لا يمكن عقلاً إثبات عصمة القرآن الكريم من التحريف إلا إن ثبت أنه منقولٌ نقلاً متواتراً بنقل الجمع عن الجمع ممن تحيل العادة اتفاق مثلهم على الكذب.
    فكيف للقرآن أن يتواتر في جيل يكرهه؟ الصحابة يكرهون الإسلام، فكيف سيهتمون بنقل القرآن؟ إذن يجب أن يحبوه حتى يتواتر نقله بينهم، وبالتالي لا يقع تواتر في الطبقة الأولى إلا إن ثبت إخلاصهم للإسلام كمجموعة وكجيل لا أتحدث عن أفراد.
    ولو ثبت حب هذا الجيل كمجموع للإسلام فقد استحال أن يتفقوا على رفض وصية لرسول الله.
    ولا سبيل أن تقول " لقد نقل المعصوم علي بن أبي طالب القرآن الكريم" لأن الدليل على عصمة علي بن أبي طالب عندكم هو آية التطهير، ونحن لا يمكن أن نستفيد من آية التطهير ولا غيرها إلا بعد ثبوت عصمتها وعصمة باقي القرآن من التحريف أولاً.
    ولا سبيل للاعتماد على الأحاديث في إثبات عصمة علي لأنها آحاد وظنية الدلالة.
    ولا سبيل للقول بتواتر المعنى فيها لكونها منقولة عن مصنفين متباعدين في الأزمنة لا من طبقة واحدة، فيسوغ أن يكذبوا، كأن يكذب الكليني ويكتب عشرين حديثا، ثم يأتي بعده الطبرسي ب400 سنة فيخترع 20 أخرى، فيصير لديك 40، وهذا ليس بتواتر، إنما التواتر هو ذلك الذي يمكن ان تبدأ في معرفته بطبقة اشترك فيها عدد يمتنع اتفاقهم على الكذب، وهذا يلزم تعاصرهم، ولم يتعاصر مصنفين اثنين من الشيعة اشتركا في شيخ قط أو يكاد.

    الأدلة الشرعية على عدالة الصحابة
    أسئلة
    1. المهاجرون الأولون سابقون ؟ أم المهاجرون الأولون عشرهم سابقون؟ أم المهاجرون الأولون مجرمون؟ وكذا الأنصار.
    2. الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا عظماء الدرجة؟ أم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا عشرهم فقط عظماء الدرجة؟ وكذا الذين أنفقوا من بعد الفتح.
    3. أورث الله من أرض بني قريظة وديارها وأموالها غير المهاجرين والأنصار؟
    4. اختر الإجابة الصحيحة ( تاب الله على المهاجرين والأنصار؛ تاب الله على عشر المهاجرين والأنصار)؟ (يتوب الله على المؤمنين والمؤمنات أم يتوب على الكافرين والكافرات)؟
    5. الذين فيهم رسول الله حبب الله إليهم الإيمان أم حببه لعشرهم فقط، وكره الكفر والفسوق والعصيان لهم أم لعشرهم؟ والذين فيهم رسول الله هم الفرس أم المهاجرون والأنصار؟
    6. الذين معه أشداء رحماء ، والذين هو فيهم يحبون الإيمان ويكرهون العصيان، تسلم بهذا؟
    7. مؤازرة أغاظت ، كيف أغاظت من لم يعلم بها؟ فإن علموا بها فكيف علموا بها إن لم تشتهر؟ وكيف أغاظتهم إن لم تكن مؤثرة؟
    8. مؤازرة ضرب بها المثل في الكتب المقدسة كيف لا تكون شديدة الاشتهار والقوة ؟
    9. رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونه تحت الشجرة، من هم غير المهاجرين والأنصار؟ ولماذا لم يبايعوا القائد الصحيح بعد رسول الله ؟
    10. الفقراء المهاجرون أولئك هم الصادقون أم بعضهم؟
    11. الذين آمنوا الذين هم كيف يكفرون وهم فيهم رسول الله وكانوا أعداءاً فألف الله بين قلوبهم؛ من هم؟ هل غير الأوس والخزرج هم الذين كانوا أعداءا فألف بين قلوبهم وكان فيهم رسوله؟
    12. الذين نصروا ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا هم المفلحون أم بعضهم؟
    13. الذين نصروا وصار الإيمان لهم متبوءاً كالدار وقوا شح أنفسهم سنة 1هجرية، لماذا غرتهم أنفسهم سنة 11هجرية؟
    14. الذين تراهم مع محمدٍ ركعاً سجداً ، يبتغون فضل الله ورضوانه أم الدنيا؟
    15. قعد عيسى يمدح الذين مع محمدٍ وشدة مؤازرتهم له ، ويشرح لهم مثال الزرع؛ ويقول لهم انصروني كما نصروه ، فرفع رجلٌ يده وقال : يا نبي الله كم هم هؤلاء الأشداء الرحماء شديدي المؤازرة؟ فقال عيسى : خمسة من مائة ألف !! أيضرب مثلٌ في المؤازرة بخمسة من مائة ألف؟ فبأي مثل يضرب الخذلان إن لم يضرب بهؤلاء ؟!
    أيكون أفضل مثلٍ على الخذلان هو أفضلُ مثلٍ على المؤازرة ؟!!
    1. "فأنجيناه والذين معه في الفلك"، كلهم أم بعضهم؟ " فأنجيناه والذين معه برحمة منا" كلهم أم بعضهم؟ "أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه" كلهم أم بعضهم؟ فلماذا " الذين معه أشداء" يقصد بها عشر معشارهم ؟
    2. ما تقول فيمن خاطب شر أمة فقال لهم " كنتم خير أمة "؟ وخاطب أمة كلها منافقين فقال " وكذلك جعلناكم أمة وسطا" أي عدول؟ ولو كنت أنا وأنت في المسجد وسمعناه يقرأ على المهاجرين والأنصار "كنتم خير أمة" كيف نعرف أنه ما قصدهم؟
    3. قيل لهم آمنوا كما آمن الناس، من الناس يومئذ غير المهاجرين والأنصار؟ إذن قيل لهم آمنوا كما آمن المهاجرون والأنصار ، أيرضى إيمانهم معياراً؟
    4. الفئة العظيمة القدر والمجاهدة التي صارت آية للمؤمنين " قد كان لكم آية في فئتين التقتا..." هل تسكت إن رأت وصية رسول الله تنهدم وتتقاعس عن الجهاد ؟
    5. كيف تقاعس عن الجهاد أولى الناس بإبراهيم حين رأوا وصية رسول الله تنهدم؟
    6. كان فيهم رسول الله، وكانت بينهم عداوة قديمة فزالت برسول الله وألف الله بين قلوبهم ، الأوس والخزرج أم الصرب والكروات؟ هؤلاء كانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم الله منها.
    7. إن كان الله قد عفا عن الذين تولوا يوم أحد فماذا صنع بباقي أهل أحد؟
    8. إن كان الله ولي الطائفتين اللتين همتا بالفشل يوم أحد ألا يكون ولياً للباقين الذين لم يهموا ؟
    9. أهل بدر الذين نصرهم الله و المؤيدون بثلاثة آلاف من الملائكة والذين أنزل الله عليهم الأمنة وطهرهم وأذهب عنهم رجس الشيطان وربط على قلوبهم وثبت أقدامهم أيتقاعسون عن الجهاد عند رؤية الوصية تنهدم؟
    10. أمره الله بالاستغفار للذين حوله " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك..واستغفر لهم" وقد نهاه عن الاستغفار للمشركين والمنافقين؛ فلماذا حرمتم علينا الاستغفار لمن حوله ؟
    11. الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح وقال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم؛ أكانوا يتقاعسون عن الجهاد لو ضعيت وصية أو ركن خوف القرح؟ أكانوا يتقاعسون عن الجهاد لو ضيعت وصية أو ركن خوف جمع الناس لهم؟
    12. أيد الله نبيه بالمؤمنين الذي من اتبعوه كانوا حسبه (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين...حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) ، فلماذا لم يكونوا حسباً لقائد المسلمين بعد رسول الله؟
    13. المؤمنون الذين أيد الله نبيه بهم فنصره بهم وهم حسبه وأمره بتحريضهم على القتال، لماذا لم يحرضهم على القتال قائد المسلمين من بعد رسول الله حين رأى الأمر أمراً منكراً؟
    14. المؤمنون الذين أيد الله نبيه بهم، والذين من اتبعوه كانوا حسبه، وألف الله بين قلوبهم بعد أن كانوا أعداءاً من هم غير الأوس والخزرج اذلين كان بينهم قتال لعقود قبل الإسلام؟
    15. أمر الله الأنصار بموالاة الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ونهاههم عن موالاة من لم يهاجروا ، فكيف سيعرفون الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم إلا بالظاهر ؟ إذن ظاهر المهاجرين موجب الموالاة، فادخلوا فيما أمر الله الأنصار بالدخول فيه.
    16. الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا عظما ءالدرجة والذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا عظماء الدرجة ، لماذا لم يختصر ويقل إن خمسة هم عظماء الدرجة؟ هل يصح استعمال الألفاظ العامة في المدح وهو يقصد خمسة ؟!
    17. وممن حولهم من الأعراب منافقون؟ أم هم وكل من حولهم منافقون؟ فلماذا لم يقاتل الذين ليسوا بمنافقين أولئك الذين هم من حولهم من المنافقين؟
    18. المنافقون إن لم ينتهوا عن التدبير ضد الإسلام أكان سيجاورون رسول الله في المدينة كثيراً؟ أم كان سيطردهم منها؟ سنة الأخذ والتقتيل والتجاور القليل.
    19. أهل عمرة القضية الذين بشرهم الله بدخول المسجد الحرام آمنين وبشرهم بفتحٍ قريبٍ قبله،هل سيتقاعسون عن الجهاد إن ضاع الدين؟
    20. لما رأى المؤمنون الأحزاب سنة 5 هجرية لم يخافوا وزادهم إيماناً وتسليماً، فلماذا خافوا من أحزاب سنة 11هجرية؟
    21. الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، لم يخشوهم وقاتلوا وزادهم إيمانا وتسليماً سنة 3هجرية، فلماذا خشوهم سنة 11هجرية؟
    22. الفقراء المهاجرون الصادقون والأنصار المفلحون هم أشد رهبة في صدور الكفار من الله ، ثم هم كفار؟! الكفار يرتعدون منهم فرقاً ثم هم كفار؟!
    23. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق وأذن لهم بالقتال، هل أخرجوا منها لسبب غير أنهم يقولوا ربنا الله ؟ المخلصون سنة 1هجرية سيحبون الدنيا سنة 11هجرية ؟!
    24. نريد سورة نبئت المهاجرين والأنصار بقبيح ما في قلوبهم( يحذر المنافقون أن تزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم) ، ولماذا لما تفعل ذلك السروة الفاضحة في آخر حياة رسول الله "سورة التوبة"؟ ولماذا مدحتهم الفاضحة؟
    25. كيف يكون السابقون الأولون فيهم منافقين والله أخبر أن المنافقين حولهم ؟ ( والسابقون والأولون ....وممن حولكم).
    26. كيف سمح رسول الله للذين لو خرجوا في جيشنا ما زادونا إلا خبالا ولأوضعوا خلالنا الفتنة كأبي بكر وعمر وباقي كبار الصحابة أن يخرجوا مع الجيش مع شدة ضررهم على الجيش؟
    27. ما هي المصلحة الدنيوية التي جعلت مسلمي العهد المكي يصبرون على الأذى والعداوة 13 سنة في مكة؟
    28. ما هي المصلحة الدنيوية التي كان يسعى مسلمي العهد المكي لتحصيلها بهجرتهم سنة 1 هجرية؟
    29. كيف يكون مهاجري سنة 1هجرية يبتغون الدنيا وقد تركوا ديارهم وأموالهم وهاجروا مع شخصٍ ليس له مستقبل عسكري غنائمي معروف؟
          1. دليل " تراهم ركعاً سجداً "

    ﵟمُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ ‌أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا 29ﵞ [الفتح: 29-1]
      • من هم "الذين معه" وقد مدح باطنهم وظاهرهم ؟ هم الذين تراهم ركعاً سجداً.
    إذن الركع السجد الذين تراهم مع محمدe هم الذين مدحوا بالآية.
    وبما أن المدح استعمل فيه اللفظ العام، وبما أن اللفظ العام لا يحمل على الخاص في سياق المددح أو الذم للسبب الذي بيناه سابقاً، إذن كل راكع ساجد مع محمد أو أغلبهم الأعظم ممدوح.
    إذن: لدينا طبقة كبيرة ممدوحة لا يمكن أن تتفق على تحريف الإسلام. (العدالة الفيصل بين السنة الشيعة).
    وبما أنك لو دخلت المسجد لوجدت أبا بكر وعمر مع محمد ركعٌ سجدٌ، وبما أن الذين تراهم ركع سجد مع محمد قد مدحوا، إذن أبو بكر وعمر ممدوحون. (عدالة رواية الحديث)
    والمنافقون قلة قليلة ستموت كليلة لحد للدليل المذكور سابقاً، فالأمان حاصل من قدرتها على اختراع اعتقاد جديد أو هدم قديم.
    1. دليل الإغاظة

    ﵟمُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ ‌أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا 29ﵞ [الفتح: 29-1]
    الحجة الأولى
    • بما أن هذه المؤازرة تغيظ الكفار، إذن يجب أن يعرفوها ليغتاظوا.
    • وبما أن سبيل معرفة هذه المؤازرة محصور إما من الأحاديث النبوية أو من القرآن الكريم أو من واقع مشهور حال الصحابة الذي يستوي في علمه الخاصة والعامة، المؤمنون وغيرهم.
    • وبما أن الأحاديث النبوية لا يؤمن بها الكفار ولا يعرفونها إذن لن يعرفوا وجه المؤازرة من طريق الأحاديث.
    • وبما أن القرآن لا يؤمن به الكفار.
    • وبما أن المؤازرة التي تغيظ هي تلك الملموسة المحسوسة لا المدعاة.
    • وبما أنه لم يبق كطريقٍ لمعرفة مؤازرة الذين مع محمد لمحمدٍ إلا طريق ما اشتهر من حال الصحابة، إذن ما اشتهر من حال الصحابة يغيظ الكفار، إذن مشهور حال الصحابة صحيح ويرضي الله، وهو ملموس محسوس وليس بمدعى
    • وبما أن مشهور حال الصحابة إنما يعرفُ بالظاهر لا بالباطن، إذن المعية في قوله (والذين معه) أي لقوه وأظهروا الإيمان به، وليس الذين لقوه وآمنوا به إيماناً صادقاً، وتصبح معنى الآية : الذين لقوا محمداً وأظهروا الإيمان به أمدح ظاهرهم وباطنهم.

    وهذا يثبت العدالتين

    الحجة الثانية
    • بما أن خيانة الذين مع محمد لمحمد ليس بمؤازرةٍ وإنما معاداة، إذن خيانة أصحاب محمدٍ لمحمدٍ تسعد الكفار لا تغيظهم، دل على أنهم لم يخونوه لتقع الإغاظة.
    • وبما أن بقاء أقل القليل من أصحاب محمدٍ غير خونة والباقون خونة لا يغيظ الكفار وإنما يسعدهم، دل على وجوب أن يكون جمهور الذين معه غير خونة لتقع الإغاظة.


    1. السابقون الأولون

    ﴿‌وَٱلسَّٰبِقُونَ ‌ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ 100﴾ [التوبة: 100-101]
    الأولية في الهجرة والنصرة اقتضت السبق في الرتبة عند الله يوم القيامة، فمن هاجر قديماً قبل التمكين الأول "بدر" وقبل عمار بن ياسر وعلي بن أبي طالب فهو من السابقين ، لكون هذين داخلين في السابقين باتفاق الطرفين. وهي تثبت العدالتين.
    1. دليل التوبة
    ﵟلَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ 117 ﵞ [التوبة: 117]
    والله يقول :
    ﵟلِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ‌وَيَتُوبَ ‌ٱللَّهُ ‌عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمَۢا 73 ﵞ [الأحزاب: 73]

    تاب الله على جميع المهاجرين والأنصار والله لا يتوب إلا على المؤمنين فقط ، وهذا قبيل وفاة رسول الله بأشهرٍ قليلة، وقد مدحهم في أوج ووسط آيات الغضب ضد المنافقين بما يؤكد على عظمة قدرهم.
    1. أهل بيعة الرضوان
    ﵟ۞ ‌لَّقَدۡ ‌رَضِيَ ‌ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا 18 وَمَغَانِمَ كَثِيرَةٗ يَأۡخُذُونَهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا 19 وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةٗ تَأۡخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمۡ هَٰذِهِۦ وَكَفَّ أَيۡدِيَ ٱلنَّاسِ عَنكُمۡ وَلِتَكُونَ ءَايَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَيَهۡدِيَكُمۡ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا 20 ﵞ [الفتح: 18-21]

    وصف المبايعين بالإيمان، ورضي عنهم وأنزل السكينة عليهم وأثابهم الفتح ، وكافئهم بمغانم كثيرة.
    ثم لم يثبت أنهم (نكثوا)
    1. إيمان الذين فيهم رسول الله

    ﵟوَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّٰشِدُونَ 7 فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ 8 ﵞ [الحجرات: 7-9]
    ليس الذين فيهم رسول الله سوى المهاجرون والأنصار، وقد شهد لهم بالإيمان وكره العصيان والكفر. تثبت العدالتين، وتثبت قلة عدد المنافقين لدرجة استجازته استعمال اللفظ العام في سياق المدح وهو ما لا يحل إلا إن بقيت اللفظة على العموم أو حملت العموم الغالب في أدنى الحالات، ولا تضرها أحاديث الردة، لأن الآية تمدح أهل المدينة وأحاديث الردة تتحدث عن باقي الجيزيرة لا أهل المدينة الثابت مدحهم .
    1. الفقراء المهاجرين الصادقين والأنصار المفلحين
    ﵟ ‌لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ 8 وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ 9 ﵞ [الحشر: 8-9]

    وصف المهاجرين ب:
    1. بالفقر.
    2. يبتغون وجه الله ورضاه وليس يبتغون الدنيا,
    3. هم الصادقون.
    وصف الأنصار ب:
    1. أهل دار الإيمان، غدى الإيمان لهم داراً يتبوءونها كالدور.
    2. يحبون المؤمنين المهاجرين.
    3. نفوسهم سليمة الصدر.
    4. لا يطمعون في دنيا.
    5. أولئك هم المفلحون.
    تثبت العدالتين، وتثبت قلة عدد المنافقين لدرجة استجازته استعمال اللفظ العام في سياق المدح وهو ما لا يحل إلا إن بقيت اللفظة على العموم أو حملت العموم الغالب في أدنى الحالات، ولا تضرها أحاديث الردة، لأن الآية تمدح أهل المدينة وأحاديث الردة تتحدث عن باقي الجيزيرة لا أهل المدينة الثابت مدحهم .
    1. دليل أولية المخاطبة بالسِّطَة
    ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ ‌وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوف رَّحِيمٞ 143 ﴾ [البقرة: 143-144]
    • بما أن الوسط في اللغة العربية هو العدل، وأمة وسط أي عدول،
    وبما أن النبي تلاها على الصحابة؛ فبأي شئ أعلم أنه ما قصدهم وهو يخاطبهم بقوله (كنتم)؟
    1. دليل أولية المخاطبة بالخيرية
    ﵟكُنتُمۡ ‌خَيۡرَ ‌أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ 110 ﵞ [آل عمران: 110-111]
    • أمر الله رسوله أن يقرأ الآية على المسلمين " وقرآنا فقرناه لتقرأه على الناس"× فقرأها على المهاجرين والأنصار "أهل المدينة"، لو كنت أنا وأنت جلوسٌ في المسجد ذلك اليوم وسمعناه يقرأ عليهم " كنتم خير أمة" كيف أعرف أنه ما قصدهم؟
    1. معيارية إيمان الصحابة
    ﵟوَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ 13 ﵞ [البقرة: 13-14]
    أمرهم بالإيمان كإيمان أشخاصٍ معروفين وإيمانهم صحيحٌ، وهم كثرة، حتى أنهم يقال لهم (الناس).

    ﵟفَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ 137ﵞ [البقرة: 137-138]
    1. الفئة المقاتلة في سبيل الله والمؤيدة بنصر الله

    ﵟ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ 12 قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ 13ﵞ [آل عمران: 12-14]
    • ثبت هاهنا فئة مؤمنة صادقة قادرة على إقامة الجهاد، فلو كان ثمة إمامة أو وصية لطبقوها ولجاهدوا من أجلها. وهي تثبت العدالتين
    1. أتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذين صح إسلامهم
    ﵟفَإِنۡ حَآجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّـۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُواْ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ 20 ﵞ [آل عمران: 20-21]
    • ثبت وجود أتباعٍ لمحمد صلى الله عليه وسلم صحيحٌ إسلامهم . فلو كان ثمة وصية لسعوا لتطبيقها.
    1. أولى الناس بإبراهيم، أولياء الله
    ﵟإِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ 68ﵞ [آل عمران: 68-69]
    تثبت العدالة العاصمة من انحراف الإسلام، إذ لو كان ثمت ركن تم هدمه أو وصية لكان أو لمن سعى للجهاد في سبيلها هؤلاء الذين هم أولى الناس بإبراهيم.
    1. الذين آمنوا مع محمدٍ وود أهل الكتاب أن يضلوهم

    ﵟإِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ 68 وَدَّت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يُضِلُّونَكُمۡ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ 69ﵞ [آل عمران: 68-70]
    • لما ثبتت رغبتهم في إضلالهم ثبت أنهم على حق؛ وثبت حرصهم على الجهاد عند انحراف الإسلام؛ فثبت عدم الانحراف لما لم يجاهدوا.
    1. إيمان الذين فيهم رسول الله"أهل المدينة الأوس والخزرج"

    ﵟ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ 100ﵞ [آل عمران: 100]
    ﵟوَكَيۡفَ تَكۡفُرُونَ وَأَنتُمۡ تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمۡ رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ 101 يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ 102 وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ 103 ﵞ [آل عمران: 101-104]
    • وصف الذين فيهم رسول الله بأنهم "الذين آمنوا"؛ ووصفهم بأنهم كانوا أعداءا فألف الله بين قلوبهم، وهذا وصف أهل المدينة، فهم الذين كان فيهم رسول الله وكانوا متقاتلين قبل الإسلام.
    1. المؤمنون الذين بوأهم رسول الله مقاعد القتال يوم أحد
    ﵟوَإِذۡ غَدَوۡتَ مِنۡ أَهۡلِكَ تُبَوِّئُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مَقَٰعِدَ لِلۡقِتَالِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 121ﵞ [آل عمران: 121]
    ثبت إيمانهم فثبت حرصهم على الجهاد لو انحرف الإسلام، فلما لم يجاهدوا ثبت عدم الانحراف. وهي تثبت العدالتين.
    1. أهل أحد أولياء الله الذين عفا الله عنهم
    ﵟإِذۡ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمۡ أَن تَفۡشَلَا وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَاۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ 122 ﵞ [آل عمران: 122-123]
    إن كان الله ولي الطائفتين اللتين همتا بالفشل فما بالكم بباقي أهل أحد.
    ﵟ وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ 152 ﵞ [آل عمران: 152-153]
    ﵟإِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ 155 ﵞ [آل عمران: 155-156]
    إن كان الله عفا عن الذين تولوا يوم أحد مفا بالكم بالباقين.
    هذا يثبت العدالتين.
    1. أهل بدر
    • المنصورون من الله
    • المؤيدون بخمسة آلافٍ من الملائكة.
    • أمنهم الله .
    • طهرهم الله.
    • ربط الله على قلوبهم.
    • ثبت الله أقدامهم.
    • أذهب عنهم رجز الشيطان
    ﵟوَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ 123 إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ أَن يُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَٰثَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُنزَلِينَ 124 بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ 125 ﵞ [آل عمران: 123-126]
    ﴿إِذۡ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّيۡطَٰنِ وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ 11 إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ 12﴾ [الأنفال: 11-13]
    وهذا يثبت العدالتين.
    1. رجالٌ حول الرسول يستغفر الله لهم ويعف عنهم ويلين معهم
    ﵟفَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ 159ﵞ [آل عمران: 159-160]
    استغفاره لهم ومشاورته لهم وعفوه عنهم دليل على إيمانهم. ويحل لنا الاستغفار لهم بالمثل.
    1. أهل حمراء الأسد أصحاب الأجر العظيم ورضوان الله
    ﵟٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ 172 ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ 173 ﵞ [آل عمران: 172-173]
    ﵟفَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ 174 ﵞ [آل عمران: 174-175]
    - وعدهم الله بالأجر العظيم
    - وصفهم بزيادة الإيمان
    - كافئهم بأن أنعم عليهم وتفضل عليهم ورضي عنه بفضله الله ووصفهم بأنهم أحسنوا واتقوا ولهم أجر عظيم
    - الذين يصبرون على القرح، ولا يخافون حين يقال لهم " إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم" كيف خافوا سنة 11ه حين انحرف الإسلام؟
    1. المؤمنون المأمورون بالصبر والرباط
    ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ 200ﵞ [آل عمران: 200]
    دل على وجودهم وأن عدهم كافٍ لإقامة الجهاد وإلا لما أمرهم بالرباط.
    1. من نصروه كانوا حسبه

    ﵟوَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ 62 وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ 63 يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ 64 يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَى ٱلۡقِتَالِۚ إِن يَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَٰبِرُونَ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ 65 ٱلۡـَٰٔنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمۡ ضَعۡفٗاۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفَيۡنِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ 66 ﵞ [الأنفال: 62-67]

    لما ثبتت حسبيتهم له ثبتت كفائيتهم، فثبت صدقهم وكثرة عددهم كثرة وصدقاً يجعلهم حسباً، والأصل في الحسبية المتبعين أن يكونوا من الهملية الباقين على الحق بعد وفاة رسول الله ( ارتد الناس على أعقابهم فلم يبق إلا همل النعم، مكذوب المتن صحيح المعنى).
    هؤلاء الذين من نصروه كانوا حسبه، لماذا لم يكونوا حسب وصي رسول الله سنة 11ه؟
    و لما وصف المؤمنين المناصرين لرسول الله وهم حسبه بأنه ألف بين قلوبهم، وبما أن الذين ألف بين قلوبهم هم الأوس والخزرج بعد معاركهم الطاحنة التي استمرت لعقودٍ قبل الإسلام، إذن الآية تتكلم عن الأوس والخزرج، وهم أهل المدينة.
    1. الذين آووا ونصروا أولياء المؤمنين

    ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [الأنفال: 72]
    ثبت أن الذين آووا ونصروا هم أولياء للمؤمنين المهاجرين ، ولما كان المؤمنون يوالون فقط المؤمنين دل على إيمان الذين آووا ونصروا لما والاهم المؤمنون المهاجرون، وليس قلة منهم، دل على وجود عدد معتبرٍ صادق اسمه (الذين آووا ونصروا أحباب المؤمنين المهاجرين).
    1. المهاجرون الذين كلف الله المؤمنين بموالاتهم
    ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [الأنفال: 72]
    كلف الله الذين آووا ونصروا بوجوب موالاة المهاجرين الذين جاهدوا بأنفسم وأموالهم في سبيل الله، ولما كان التكليف لا يكون إلا باعتبار الظاهر، ولما كان الذين آووا ونصروا عاجزون عن الاطلاع على جواني قلب المهاجرين ليروا أهاجروا وجاهدوا ابغتاء سبيل الله أم الدنيا، دل على أنه كلفهم بموالاة من يمكنهم أن يعرفوا وجه سبيلية جهادهم وهجرتهم، دل على أنه يتكلم عن الظاهر، دل على أنه أمر المؤمنين الذين آووا ونصروا أن يوالوا من ظهر لهم منهم الهجرة والجهاد، دل على أن جمهور المهاجرين لو لم نقل جميعهم أهل للموالاة على الظاهر، ولو كان باطنهم خبيث ما ورط الله المؤمنين في موالاتهم، دل على سلامة الباطن، إذن الذين تراهم هاجروا وجاهدوا في سبيل الله.
    وقد أكد هذا لما قال:
    ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَيۡءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْۚ وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ 72 ﴾ [الأنفال: 72-73]
    فعلق الموالاة على مجرد ما ظهر من الهجرة، دل على أن عبارات (هاجروا، جاهدوا، سبيل الله) يقصد منها من ظهر لك منه الهجرة والجهاد لا من دخلت في جواني قلبه.

    ثم عاد فأكد ذلك مرة أخرى حين قال بعدها :
    ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ مَعَكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ مِنكُمۡۚ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ 75 ﴾ [الأنفال: 75]
    فأمر هنا المؤمنين بمولاة (فأولئك منكم) من ظهر منهم الثلاثة (آمنوا- هاجروا- جاهدوا) ، ولما كان لا قدرة لهم إلا على معرفتهم إلا باعتبار ظاهرهم، تأكد أن الثلاثة محمولة على الظاهر، ولما ثبت ذلك ثبت صلاح الباطن ، فالله أجل من أن يسقط المسلمين في مصيدة مولاة من أغلبهم منافق. 20- الذين أظهروا الإيمان والهجرة والجهاد هم المؤمنون حقا.

    والذين أووا ونصروا هم المؤمنون حقا

    ﵟوَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ 74ﵞ [الأنفال: 74-75]
    لما ثبت من الآيات التي قبلها وبعدها أن مصطلح (الهجرة- الجهاد- الإيمان) يقصد به الظاهر، راجع النقطة التاسعة عشرة، دل على أنه اعتبر من ظهر منهم هذه الثلاثة مؤمنون حقاً (الهجرة والجهاد والإيمان)، ولما ما كان ليعتبر ذلك كذلك إلا إن كان جوانيهم جميعاً أو أغلبهم صادقاً وإلا لكان قد أورد المسلمين موارد موالاة من باطنهم النفاق وهو يعلم، دل على أن باطن من ظهر من هم هذه الثلاثة (الإيمان والهجرة والجهاد) صادق.
    وأما شأن الذين آووا ونصروا فواضح.
    21. وارثي أرض وأموال بني قريظة

    ﴿ وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا 25 وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا 26 وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَـُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا 27 ﴾ [الأحزاب: 25-28]

    والوراثة تثبت الإيمان :
    ﵟوَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ‌لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ 55ﵞ [النور: 55-56]
    ولم توزع الغنائم إلا على المهاجرين والأنصار. 22. منفقي ومقاتلي قبل الفتح وبعده عظماء الدرجة

    ﴿وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن ‌قَبۡلِ ‌ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ 10﴾ [الحديد: 10-11]
    وصف منفقي ومقاتلي قبل الفتح وبعده بعظم الدرجة ووعدهم بالجنة .
    1. أهل عمرة القضية المبشرون بالفتح
    ﵟ لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا 27ﵞ [الفتح: 27-28]
    كافئهم الله بأن يعودوا ويدخلوا البيت الحرام ويقضوا عمرتهم آمنين لا يخافون وبشرهم بذلك ووعدهم بفتح قريبٍ قبله، والله لا يُؤَمِّنُ ولا يبشر بالفتح كافراً
    1. قالت الأعراب آمنا
    ﵟ۞ قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ 14 ﵞ [الحجرات: 14-15]
    وما الذي ألجئهم لهذا؟ ما كان هؤلاء ليقولوا ما لا يحبون لولا الرغبة أو الرهبة، فإن كانت الرغبة فالرغبة في المغانم، وإن كانت الرهبة فالرهبة من السيف، فإن كانت المغانم فيلزم ان مع محمدٍe جيش قادرٌ على أن يغنم فيغري أعين هؤلاء، وإن كان مع محمدٍ من يقدرون على الغنيمة فهم يقدرون على الانتصار، وإن قدروا عليه فإما أنهم كانوا ينتصرون هم بدورهم طمعاً في المغانم أو طمعاً في الجنة، فإن كانت الأولى فأول جيش غنم لم يغنم طمعاً في مغنم، ألا وهو جيش بدر، وكذا جيش أحد وما بعد أحد قبل أول مغنم كبير، إذ كانوا أذلة، دل على أن من قاتلوا قبل التمكن مؤمنون صادقون، ولا ريب أن كبار المهاجرين والأنصار قاتلوا قبل التمكن ، وقت القلة والذلة، وقت لم يكن أمامهم جيش يغنم فيغريهم، بل هم الذين أنشأوا الجيش على أكتافهم من الصفر.
    1. المؤمنون يوم الأحزاب
    ﵟوَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا 22 ﵞ [الأحزاب: 22]
    مؤمنون وأهل الإيمان والتسليم ولا يخيفهم كثرة عدوهم ولو كان أحزاباً متحزبة، فكيف تقاعسوا عن الجهاد بعد رسول الله؟
    1. عبادة الاستغفار للفقراء المهاجرين الصادقين والأنصار الذين غدى الإيمان لهم داراً يبوءونه كالدور وهم المفلحون

    ﵟ ‌لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ 8 وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ 9 ﵞ [الحشر: 8-9]
    ﵟوَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ 10 ﵞ [الحشر: 10-11]

    شرع الله لنا عبادة الاستغفار لهم وسلامة الصدر نحوهم.
    1. الذين هم أشد رهبة في صدور الكفار من الله

    ﵟ لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ 13 لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرٗى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ 14 ﵞ [الحشر: 13-15]
    قيلت بعد مدح المهاجرين الفقراء الصادقين، والأنصار سليمي الصدر الذين الإيمان لهم دار تتبوء كالدور والمفلحون، أين ذهب هؤلاء الأشداء على الكفار حين ضاعت الوصية النبوية؟
    1. إلا
    ﵟأُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ 39 ٱلَّذِينَ ‌أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ 40ﵞ [الحج: 39-41]
    لم يخرج هؤلاء المهاجرين من بيوتهم إلا شئ واحد فقط ألا وهو ابتغاء وجه الله، لا الدنيا ولا غيرها،دل على إخلاصهم، فالمخلصون هؤلاء الذين كلفهم الله بالقتال، لو كان ثمت حاجة له سنة 11ه لما قعدوا عنه.
    1. خروج غير أولى الخبال
    ﵟوَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ 46 لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالٗا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ 47 ﵞ [التوبة: 46-47]
    لو كنت قائد الجيش هل ستأخذ معك الجواسيس الخونة العملاء والضعفاء والمثبطين وأنت تعلمهم؟ يقيناً لا، ورسول الله أحكم الناس، فلو كان الصحابة وخصوصاً كبارهم يعلم منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نفاقاً وحقداً على الإسلام لما سمح لهم بالخروج معه في جيشه لأن هذا يؤدي للهزيمة ، وقد قال الله " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا".
    لكن ربما يخرج بعض المنافقين دون أن يعلمهم رسول الله، أما أن يسمح لهم بالخروج برضاه وهو يعلم شدة ضررهم؟ فهذا تعطيل للجهاد وإيذاء للمسلمين بنص القرآن:-
    1. سيزيدون المسلمين خسارة.
    2. سينشرون الفتن والقلاقل داخل جيش المسلمين.
    3. سيؤثرون على قلوب البعض "وفيكم سماعون لهم".

    إذن الأصل فيمن خرج للجهاد مع رسول الله أن محمداًe لا يعلم منه نفاقاً، فصار الأصل فيه العدالة لكون لسان الحال الرسول " ما علمت عليه من سوء" فإن كان من القادة الكبار تأكد الأمر في حقه أكثر.













    لماذا لم يقاتلوا


    دائماً ما نسأل القوم: لماذا لم يجاهد المؤمنون في سبيل الله حين انهار الإسلام وضاعت الوصية؟
    فيقولون أشياء منها : أنهم كانوا قلة، لكن هذا لا دليل عليه، نحن لدينا عدد ضخم من المؤمنين الصادقين القادرين على الجهاد سنة 11 هجرية ، منهم:-
    الذين قبل نعمة الله كانوا قليلاً متسضعفين فصاروا عكس ذلك بتأييد الله ونصره.
    والذين من نصروه كانوا حسبه.
    والذين يكفون لقتال الرومان.
    والذين يكفون ليقعدوا للمشركين كل مرصد.
    والذين لما رأوا الأحزاب لم يزدادوا إلا إيماناً وتسليماً
    والذين لما قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فلم يخشوهم واستجابوا لله وللرسول
    والذين مع محمد ممدوحي الظاهر والباطن الأشداء الرحماء الذين يبتغون فضل الله ورضوانه والمؤازرون لرسول الله، والمضروب بهم المثل قبل مجيئهم في المؤازرة.
    والمهاجرون الأولون الذين هم السابقون الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات.
    والأنصار الأولون الذين هم السابقون الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات
    وأول من خوطبوا بقوله كنتم خير أمة ،
    والفئة المقاتلة التي لنا فيها آية، والذين هم أولى الناس بإبراهيم، والذين كانوا أعداءاً قبل الإسلام فألف الله بين قلوبهم وأنقذهم من النار،
    وأهل بدر الذين نصرهم الله و المؤيدون بثلاثة آلاف من الملائكة والذين أنزل الله عليهم الأمنة وطهرهم وأذهب عنهم رجس الشيطان وربط على قلوبهم وثبت أقدامهم.
    وأهل أحدٍ الذين عفا الله عنهم وهو ولي اللتين همتا بالفشل منهم فضلاً عن البقية التي لم تهم.
    و الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح وقال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم.
    والذين هم حسبه من المؤمنين وسيحرضهم على القتال، الذين من اتبعوه كانوا حسبه.
    والذين كانوا أعداءاً فألف الله بين قلوبهم وكان فيهم رسول الله ، الأوس والخزرج.
    والذين آووا ونصروا الذين هم المؤمنون حقاً.
    والذين هاجروا ورضي الأنصار بموالاتهم (بعضهم أولياء بعض).
    ومنفقي ومقاتلي قبل الفتح عظماء الدرجة، ومنفقي ومقاتلي بعد الفتح عظماء الدرجة.
    والذين بعض من حولهم منافقون،
    والمهاجرون والأنصار الذين تاب الله عليهم.
    هذه أعداد معتبرة وقلوب قوية تصلح للجهاد، فلو كان ثمت انحراف عن الإسلام الصحيح لما سكتوا ولجاهدوا.

    وإليك تفصيلٌ أكثر:-
    1. ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ....وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيل مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ 26﴾ [الأنفال: 26-27]
    كانوا قليلٌ مستشعفون، فصاروا نقيض ذلك بعد الإنعام المذكور.
    1. فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ [التوبة: 5]
    هنا كلف الله المؤمنين ب:
    1. مقاتلة المشركين.
    2. توسيع رقعة القتال لتشمل كل مكان (حيث وجدتموهم).
    3. أخذ المشركين.
    4. محاصرة المشركين.
    5. الترصد لهم في كل مكان.

    هذا خمسة أوامر تكليفية قبل وفاة رسول الله بأشهر، وهي غير قابلة للتطبيق إلا إن كان عدد المؤمنين كثير، دل على توفر عدد كثير قادر على يملأ كل الأماكن والمراصد بنار الجهاد.

    3-الذين آمنوا مع محمد صلى الله عليه وسلم هم أشخاص أسروا سبعين وقتلوا سبعين يوم بدر، إذن هم أهل بدر ( لقد من الله على المؤمنين...قد أصبتم مثليها).
    4-الذين آمنوا مع محمدٍ صلى الله عليه وسلم هم الذين أصابتهم مصيبة بدر، إذن هم أهل بدر (لقد من الله على المؤمنين..أولما أصابتكم مصيبة).
    5-استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح، دل على أنهم عدد معتبرٌ يصح تكليفه بالجهاد.
    6-أذن للمؤمنين الصادقين بأن يقاتلوا، دل على أنهم عدد معتبر يصح تكليفه بالجهاد.
    7-﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ 200 ﴾ [آل عمران: 200] أمرهم بالرباط، دل على قدرتهم عليه، دل على كونهم عدد متعبر يقيم جهاداً.
    8-﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذۡرَكُمۡ فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنفِرُواْ جَمِيعٗا 71﴾ [النساء: 71-72]
    أمرهم بالنفير، دل على قدرتهم عليه، دل على كونهم عدد قادرٌ على أن ينفر.
    9-﴿فَقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفۡسَكَۚ وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأۡسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأۡسٗا وَأَشَدُّ تَنكِيلٗا 84﴾ [النساء: 84-85]
    ما كان ليحرضهم على ما ليس لهم قدرة عليه، دل على القدرة على القتال، دل على توفر العدد الذي مثله أهلٌ لأن يُحَرَّض وأن يؤمر بالقتال.
    10-﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٌ أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ أَن يُقَٰتِلُوكُمۡ أَوۡ يُقَٰتِلُواْ قَوۡمَهُمۡۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمۡ عَلَيۡكُمۡ فَلَقَٰتَلُوكُمۡۚ فَإِنِ ٱعۡتَزَلُوكُمۡ فَلَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ وَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سَبِيلٗا 90 سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأۡمَنُوكُمۡ وَيَأۡمَنُواْ قَوۡمَهُمۡ كُلَّ مَا رُدُّوٓاْ إِلَى ٱلۡفِتۡنَةِ أُرۡكِسُواْ فِيهَاۚ فَإِن لَّمۡ يَعۡتَزِلُوكُمۡ وَيُلۡقُوٓاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡۚ وَأُوْلَٰٓئِكُمۡ جَعَلۡنَا لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينٗا 91 ﴾ [النساء: 90-91]
    • أثبت وجود جماعة المؤمنين وأن عددهم قابلٌ لأن يعقد معه الكفار المواثيق، والكفار لن يعقدوا ميثاقاً إلا مع أمةٍ معتبرة العدد.
    • أثبت وجود تحرج في صدور الكثيرين من قتال المؤمنين الذين مع محمد، دل على أنهم عدد معتبرٌ قادرٌ على خلق التحرج في النفوس.
    • أثبت وجود رغبة لدى الكثيرين في الحصول على الأمان من المؤمنين الذين مع محمد، دل على أنهم عدد معتبرٌ يثير الخوف حتى أن الآخرين يتمنون أن يأمنوهم.
    • أمر المؤمنين بأخذ الكافرين وقتلهم، دل على أنهم عدد معتبر قادرٌ على أن يقيم الجهاد أخذاً وقتلاً.

    11-﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلۡيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ يُصَلُّواْ فَلۡيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلۡيَأۡخُذُواْ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡۗ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ تَغۡفُلُونَ عَنۡ أَسۡلِحَتِكُمۡ وَأَمۡتِعَتِكُمۡ فَيَمِيلُونَ عَلَيۡكُم مَّيۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن كَانَ بِكُمۡ أَذٗى مِّن مَّطَرٍ أَوۡ كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَن تَضَعُوٓاْ أَسۡلِحَتَكُمۡۖ وَخُذُواْ حِذۡرَكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا 102 ﴾ [النساء: 102-103]
    - انتظار الكفار لغفلة المؤمنين عن السلاح حتى يميلوا عليهم هو دليلٌ على أن المؤمنين عددٌ معتبر، إذ لو كانوا قلة لا تقيم جهاداً ولا تنكي في عدوٌ لما انتظروهم حتى يغفلوا عن السلاح ولمالوا عليهم من فورهم.
    12- ﴿وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا 104﴾ [النساء: 104-105]
    نهاهم عن التهاون عن جهاد الطلب ، دل على قدرتهم عليه، دل كونهم عددٌ لا يصح منه القعود عن الجهاد.
    13- ﴿وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗاۗ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ 44 ﴾ [الأنفال: 44-45]
    لو كان عددهم قليلٌ قلةً تغري ابتداءاً لما كان للتقليل الإعجازي حاجة، دل على أن عددهم فوق أن يغري أعداءهم بالهجوم المريح عليهم.

    14- من نصروه كانوا حسبه
    ﵟوَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ 62 وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ 63 يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ 64 يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَى ٱلۡقِتَالِۚ إِن يَكُن مِّنكُمۡ عِشۡرُونَ صَٰبِرُونَ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ 65 ٱلۡـَٰٔنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمۡ ضَعۡفٗاۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفَيۡنِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ 66 ﵞ [الأنفال: 62-67]
    لما وصف المؤمنين المناصرين لرسول الله وهم حسبه بأنه ألف بين قلوبهم، وبما أن الذين ألف بين قلوبهم هم الأوس والخزرج بعد معاركهم الطاحنة التي استمرت لعقودٍ قبل الإسلام، إذن الآية تتكلم عن الأوس والخزرج، وهم أغلب أهل المدينة.

    15- ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيٓ أَيۡدِيكُم مِّنَ ٱلۡأَسۡرَىٰٓ إِن يَعۡلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمۡ خَيۡرٗا يُؤۡتِكُمۡ خَيۡرٗا مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ 70 ﵞ [الأنفال: 70-71]
    ثبت وجود أسرى في أيديهم، دل على أنهم المؤمنين المجاهدين هم عددٌ قادرٌ على أن يأسر.

    16- ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [الأنفال: 72]
    ثبت أن الذين آووا ونصروا هم أولياء للمؤمنين المهاجرين ، ولما كان المؤمنون يوالون فقط المؤمنين دل على إيمان الذين آووا ونصروا لما والاهم المؤمنون المهاجرون، وليس قلة منهم، دل على وجود عدد معتبرٍ صادق اسمه (الذين آووا ونصروا أحباب المؤمنين المهاجرين).
    17- ﵟوَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ 74ﵞ [الأنفال: 74-75]
    وصف المهاجرين والأنصار بأنهم المؤمنون حقا، دل على أنهم عدد معتبر، وبخصوص كون ألفاظ (الإيمان والهجرة والجهاد) هي باعتبار الظاهر أم الباطن يرجى مراجعة النقاط رقم 19 و20 في حجج العدالة فيما سبق.
    18- ﵟوَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا 22 ﵞ [الأحزاب: 22]
    مؤمنون وأهل الإيمان والتسليم ولا يخيفهم كثرة عدوهم ولو كان أحزاباً متحزبة، فكيف تقاعسوا عن الجهاد بعد رسول الله؟

    19- ﵟفَمَا لَكُمۡ فِي ‌ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓاْۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهۡدُواْ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا 88 وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ فَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ أَوۡلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡۖ وَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرًا 89 ﵞ [النساء: 88-90]
    أثبت وجود مؤمنين ليسوا سواءاً مع المنافقين، وكلفهم بقتال هؤلاء المنافقين، إذن عدد مؤمن معتبرٌ قادر على الجهاد.

    الصحابة في كتب الآخرين

    ثبوت فضيلة جهاد الطلب للصحابة على لسان أعداء الإسلام
    يمكن مطالعة نص المصادر تالية الذكر في بحثي الذي بعنوان (الإسلام التاريخي الجزء الأول، أحمد الشامي) على موقع ARCHIVE، وأيضا:
    SEEING ISLAM AS OTHERS SAW IT_A SURVEY AND EVALUATION OF CHRISTIAN,JEWISH AND ZOROASTRIAN WRITINGS OF EARLY ISLAM,BY ROBERT G.HOYLAND,EXCURSUS B:THE BYZANTINE-ARAB CHRONICLE OF 741 AND ITS EASTERN SOURCE
    لماذا الصحابة عدول؟
    لأسباب هذه منها، أنه ظهر لنا منهم العمل الصالح، كجهاد الطلب وفتوح البلدان، ومن ظهر لنا منه الصلاح فذلك عندنا الصالح والله أعلم بالسرائر ، وقد جعل الله العمل الصالح علامة على الإيمان فقال " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله". وهاهي شهادات لغير المسلمين بجهاد الطلب الذي قام به الخلفاء رضي الله عنهم.
    وهي تصلح كدليل على إثبات العدالة الاولى " عصمة الجيل الأول من التواطؤ على خيانة الله ورسوله"
    وتصلح لإثبات العدالة الثانية في حق الخلفاء المذكورة أسماؤهم فيها، ألا وهي عدالة رواية الحديث.
    حولية سنة754 م

    Chronicle of 754
    =Hispanic Chronicle of 754
    باللغة اللاتينية
    زمن الكتابة: سنة 123 ه/ 754 م.

    هي كتاب تاريخ أسباني مكتوب باللغة اللاتينية من سنة 123هـ، أي بعد وفاة أنس بن مالك رضي الله عنه ب40 سنة تقريباً، يصف فيه أحداث المعارك الإسلامية الرومانية

    الاسم: حولية كتابات المستعربية Corpus Scriptorum Muzarabicorum .
    الاسم الشائع: حولية سنة 754 م Chronicle of 754 .
    الكاتب: مجهول.
    مكان الكتابة: الأندلس.

    وصفت مدى تأثير قوة المسلمين على الجيوش الرومانية فقالت عن حالة الجيوش الرومانية المعنوية بعد معركة اليرموك" لكن مع كثرة تعرضهم للذبح المتزايد يومياً صارت الجحافل الرومانية مرتعبة خاصة بعد معركة الجابية التي أبيد فيها الجيش بأكمله وقد غادر ثيودور العالم."[1] وأن المسلمين " أسسوا لهم ملكاً في دمشق بدعم نبيهم محمد وعدم خوفهم من الرومان."[2]

    ووصفت الصحابة فقالت:
    1. أبو بكر الصديق:

    ]بعد عشر سنواتٍ من حكم محمد، وصل للعرش أبو بكر والذي هو من نفس قبيلة محمد، ونجحباستعمال جماعته فيالقيامبالعديدمنالغزواتضدالرومانوالفرس.
    كما قلنا سالفا 653 )السنة الرابعة للملك الإم ياطوري لهرقل( تمرد العرب ، وفي سنة 656 هاجموا ثيودور أخو المعظم والذي أنهكته المعارك طيلة 10 سنوات.
    وفي النهاية تغلبوا عليه وقتلوه بعد أن قاوم بشراسة وأسسوا لهم ملكاً في دمشق بدعم نبيهم محمد وعدم خوفهم من الرومان.[
    1. عمر الفاروق:
    " وفي سنة 699 من حكم هرقل والرابعة عشرى من بداية العرب مات أبو بكرٍ الذي حكم لمدة 3 سنوات تاركاً عمر على العرش....أخضع هذا الرجل الإسكندرية أقدم وأبهى مدن مصر ، وبالرغم من تحقيقه النصر شرقاً وغرباً ..إلا أنه سقط بسيف عبدٍ اثناء الصلاة بعد حكم عشر سنوات."
    1. عثمان ذو النورين:
    ذكرت الفقرة الثامنة فتح عثمان لبرقة ومرمريس وجازانيا و العديد من المدن الفارسية. ووقوع معركة بحرية قوية بين المسلمين والإمبراطور، وهزيمة الرومان ومقتل الامبراطور.
    1. معاوية غازي القسطنطينة:
    ذكرت الفقرة العاشرة أن معاوية غزا القسطنطينية وعاد بعد 4 سنوات مثقلاً بالغنائم إلى دمشق
    حولية سنة 741م

    Byzantine-Arab Chronicle of 741
    وصفت نصر المسلمين في اليرموك بما يلي " حقق السراسنة هذه المذبحة العظيمة والمدمرة لنبلاء الرومان عندما زال منهم الخوف من اسم الرومان."[3]
    وقالت عن الصحابة:
    1. أبو بكر الصديق:
    الفقرة الرابعة: حل مكانه أبو بكر الذي كان من نفس قبيلته.....لقد حرك حملة ضخمة ضد الفرس الذين أفسدوا البلاد والمدن واستولى على عدد ليس بالقليل من حصونهم."
    1. عمر الفاروق:
    الفقرة الحادية والعشرين:
    "وجه عمر قوات السراسنة بأفضل طريقة ممكنة لتقاتل ضد كل أمم الشرق والغرب.فقد أخضع الإسكندرية وطرد الحامية الرومانية منها....وفي الوقت الذي حقق فيه قواده النصر حرفياً شرقاً وغرباً فإنه قتل أثناء الصلاة."
    1. عثمان ذو النورين:
    الفقرة الثالثة والعشرون:
    "وطد هذا الرجل حكم السراسنة وأخضع لهم ليبيا ومرمريس وطرابلس وغازانيا وأثيوبيا الواقعة في صحاري أعالي النيل، وفرض الضرائب على العديد من المدن الفارسية."
    1. معاوية غازي القسطنيطية:
    الفقرة الرابعة والعشرين:
    "سرعان ما أخذ معاوية مقعد عثما ن وحكم 25 سنة ، ورغم أنه خاض منها 5 سنوات في حرب أهلية مع شعبه إلا أنه قضى 20 سنة ناجحة نجاحاً تاماً مع طاعةٍ مطلقة من كل الإسماعيليين. جمع الإمبراطور كونستانس أكثر من ألف سفينه وحاربه ولكنه فشل وبالكاد هرب. تحققت العديد من الانتصارت في الغرب على يد قائلا اسمه عبد الله والذي كان يتولى قيادة تلك الحملة المكلف بها منذ فترة طويلة. لقد أتى إلى طرابلس وتقدم إلى تونس ولبيدة."
    الفقرة السابعة والعشرين:
    "جهز معاوية ملك السراسنة مائة ألف رجل للحرب ضد القسطنطينية تحت سلطة ابنه يزت والذي ترك له مملكته أيضاً.
    حاصروا المدينة بكل صبر حتى لم يعودوا يتحملون ألم الجوع والمرض وتخلوا عن المدينة واستولوا على العديد من المدن ورجعوا بعد سنتين بالتحية والغنائم إلى دمشق للملك الذي أرسلهم."
    البابا صفرنيوس 17هـ

    كرعويٍ معاصرٍ للأحداث، كان لزاماً عليه أن يبرر لرعيته في الكنيسةِ لماذا انتصر عليهم العرب، فكان من الضروري أن يشوه سمعة أعداءه المسلمين باعتبارهم مملكة الشيطان الهمجية، غير أنه وسط كلماته شهد لصالح خصومه المسلمين ببعض الأمور.

    - في عظة من سنة 16هـ أو 17هـ:
    ] إنهم يقاومون الجيوش البيزنطية التي حشدت ضدهم، وفي القتال يرفعون غنائم الحرب ويضيفون النصر إلى النصر...ويفتخر مقاتلوا الله هؤلاء بانتصارهم على الجميع[
    [oppose the Byzantine armies arrayed against them, and in fighting raise up the trophies [of war] and add victory to victory… These God-fighters boast of prevailing over all[4]]
    حولية خوزستان 40هـ
    حولية تاريخية سريانية من سنة 40هـ تقول:
    ]ثم رفع الله ضدهم أبناء إسماعيل...وكان زعيمهم محمد، ولم تصمد أمامهم الجدران ولا البوابات، ولا الدروع ولا الدروع، وسيطروا على كامل أرض الفرس. أرسل يزدجرد ضدهم قوات لا حصر لها، لكن العرب هزموهم جميعًا وحتى قتلوا رستم. حبس يزدجرد نفسه في أسوار مالتوزه، ثم هرب في النهاية. ووصل إلى بلاد الفُزَيعة والمرونة، حيث أنهى حياته. واستولى العرب على مالتوزه وكل أراضيها. كما وصلوا إلى الأراضي البيزنطية، ... فأرسل هرقل الملك البيزنطي جيوشًا ضدهم، لكن العرب قتلوا منهم أكثر من مائة ألف.[
    وتقول:
    ] "انتصار أبناء إسماعيل الذين تغلبوا على هاتين الإمبراطوريتين القويتين وأخضعوهما، جاء من عند الله".[
    [Then God raised up against them the sons of Ishmael, [numerous] as the sand on the sea shore, whose leader ( mdabbriinii) was Mul;tammad ( m~md). Neither walls nor gates, armour or shield, withstood them, and they gained control over the entire land of the Persians. Yazdgird sent against them countless troops, but the Arabs routed them all and even killed Rustam. Yazdgird shut himself up in the walls of Mal;toze and finally escaped by flight. He reached the country of the l:fuzaye and Mrwnaye, where he ended his life. The Arabs gained control of Mal;toze and all the territory. They also came to Byzantine territory, plundering and ravaging the entire region of Syria. Heraclius, the Byzantine king, sent armies against them, but the Arabs killed more than 100,000 of them.][5]
    سيبيوس الأرميني 41هـ:
    AG 972: صقيع شديد. وبعد أن عزز معاوية سلطته، تراجع عن السلام مع الرومان ولم يقبل السلام منهم بعد الآن، بل قال: "إذا أراد الرومان السلام، فليسلموا أسلحتهم وليدفعوا الجزية"[6].

    AG 972: A severe frost. Once Mu'awiya had consolidated power, "he reneged on the peace with the Romans and did not accept peace from them any longer, but said: 'If the Romans want peace let them surrender their weapons and pay the tax (gzftii).
    يوحنا بن الفنكي
    راهب سرياني عاش في دير مار يوحنا الكمولي ثم في دير مار بسيما في نينوى بالعراق حالياً؛ عاش في منتصف القرن الأول الهجري (أواخر خلافة معاوية رضي الله عنه).
    في كتابه (النقاط البارزة) –مازال مخطوطاً- في الفصل الخامس عشر عبر عن اندهاشه من الفتوحات الإسلامية فقال :
    (لا يجب أن نتحدث عن أولاد هاجر (يقصد المسلمين) وكأننا نتحدث عن أمر مألوف، ولكن كحملة لرسالة إلهية، فهم يحملون تعاليمًا إلهية لمعاملة الأديرة المسيحية والمسيحيين بشرف. عندما جاء هؤلاء بأمر الرب وسيطروا على المملكتين لم يسيطروا عليها بحرب أو قتال وإنما بطريقة مهينة لأعدائهم فالرب وضع النصر بين أيديهم بهذا الشكل، وربما يصح القول أن رجلا منهم يقابل ألفًا ورجلين منهم يقابلون عشرة آلاف. كيف يمكن رجال عراة لا يرتدون الدروع أن ينتصروا بهذا الشكل دون المعونة الإلهية. لقد ناداهم الرب من نهايات العالم لكي يقضوا على الممالك الآثمة.)[7]
    ويصرح بالتسامح قائلاً:
    (انتشر السلام في ربوع الدنيا بحيث أننا لم نسمع أبداً ، سواء من آبائنا أو أجدادنا، أو نرى أنه كان هناك سلام مثل هذا على الإطلاق)[8]

    موسوعة تونج تيان الصينية 185هـ:

    تقول:
    ( لم ينهزم العرب في أي مكان.... في السنة الثانية من فترة حكم يونغ هوي (651) أرسل الملك العربي كان-مي-مو-مو-ني،]يقصد أمير المؤمنين[ أول مبعوث إلى البلاط الصيني مع الجزية، وقال إن ملوك البلاد العربية امتلكوا الحكم لمدة 34 عامًا وأنه كان الملك الثاني.]يقصد عثمان[ في بداية فترة حكم كايييان (713-42) تم إرسال مبعوث مرة أخرى، مع هدية من الخيول وحزام رائع. في المقابلة، وقف المبعوث دون أن ينحنى. كان المسؤولون المدنيون على وشك عزله، لكن السكرتير الأعظم تشانغ-شو قال إن الأمر يتعلق باختلاف العادات، وأن الرغبة في مراعاة طقوس المرء الخاصة لا ينبغي أن تُحسب جريمة، لذلك سامحه [الإمبراطور] هسيان-تسونغ. "وعندما جاء المبعوث ليودع، قال إنهم في بلده يعبدون الله فقط ولا ينحنون عند رؤية الملك.)
    [[the Arabs] were everywhere invincible….In the second year of the Yung-hui reign period (651) the Arab king, Kan-mi-mo-mo-ni,42 first sent an envoy to the Chinese court with tribute, who said that the kings of the Arab country had possessed the rule for 34 years and that he was the second king.43 In the beginning of the K'aiyiian reign period (713-42) an envoy was again sent, with a present of horses and a magnificent girdle. At the audience the envoy stood without doing obeisance. The civil officials were about to impeach him, but the Grand Secretary Chang-shuo said that it was a difference of custom, and to desire to observe one's own rites was not to be counted a crime, so [the emperor] Hsiian-tsung forgave him. When the envoy came to take leave, he said that in his country they only worship God and do not do obeisance when seeing the king.][9]

    حولية سنة 584-641م (حولية فريديجار fredegar chronicle)
    وصفت المسلمين ب"سلالة إسماعيل الجبارة the mighty race of Ishmael"[10]


    مذكرات القديسين وكتاب الدفاع عن الشهداء" سنة 851م|236ه
    "The Memorial of the Saints and The Book in Defense of the Martyrs"
    لإيولوجيوس القرطبي Eulogius Of Córdoba
    وصف المسلمين بنبوءة حبقوق 1: 6-9:
    6ها أنا أُثيرُ البابِليِّينَ، تِلكَ الأمَّةَ الضَّاريَةَ المُتَسارِعةَ، فتَسيرُ في رِحابِ الأرضِ لِتَمتَلِكَ ديارَ الآخرينَ. 7هيَ هائِلةٌ مَرهوبةٌ، ومِنها يَصدرُ حُكْمُها وعظَمَتُها. 8خيلُها أخفُّ مِنَ النَّمِرِ وأشرَسُ مِنْ ذِئابِ المساءِ، وفُرسانُها يَنتَشِرونَ، يزحَفونَ مِنْ بعيدٍ ويَنقَضُّونَ كالنَّسرِ على فريستِهِ. 9يَجيئونَ كُلُّهُم في عُنْفٍ، والرُّعْبُ يَسبُقُهُم، فيَجمَعونَ الأسرى كالرَّملِ.[11]

    (المرشد اللامع Indiculus Luminosus) لباولو ألفاريز Paulus Albarus أسقف قرطبة،كتب سنة 854م بإسبانيا.
    ذكر في سياق الذم عن رسول الله e أنه:-
    ] هو وشعبه من قيل عنهم : شتت شعوبا يسرون بالحروب؛ لأن هؤلاء القوم يحبون الحرب للغاية وقد مارسوها ضد كل الشعوب معتقدين أنها بأمرٍ من الله.[
    [Christ taught peace and endurance, that man besmirched and sharpened war and the sword with the necks of the innocents, so that he should affirm that it was said about him and his people: 'Disperse the peoples who want wars.'[cv] For these people desire wars so much, that they carry out these things against all peoples as though from the order of God.]
    يشير هنا لنص المزامير 68: 31 الذي يدعو فيه داود الله قائلاً:-
    المشتركة[Ps: 68:31][إنتهر البقرة الوحشية والثيران والعجول من الشعوب. شتت شعوبا يسرون بالحروب،فيتذللون لك ويقدمون الجزية.]
    مصائد النفاق

    1. فيصل بين المؤمن والمنافق:
    ﵟ لَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ 44 إِنَّمَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ 45 ﵞ [التوبة: 44-46]
    المؤمن يتجهز للجهاد ويذهب إليه والمنافق يتقاعس، فهل تقاعس المهاجرون والأنصار؟ بعدما قال لهم (يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم....) تحولوا لأسود فقال عنهم قبل وفاة الرسول بأشهر ( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلجون، أعد الله لهم جنات.....)
    1. مصيدة يوم أحد (وقع التمايز وظهر)
    ﵟوَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ 166 وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْۚ وَقِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ قَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدۡفَعُواْۖ قَالُواْ لَوۡ نَعۡلَمُ قِتَالٗا لَّٱتَّبَعۡنَٰكُمۡۗ هُمۡ لِلۡكُفۡرِ يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يَكۡتُمُونَ 167 ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ 168ﵞ [آل عمران: 166-169]
    ﵟمَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجۡتَبِي مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمۡ أَجۡرٌ عَظِيمٞ 179 ﵞ [آل عمران: 179-180]
    • المنافقون :
    • قعدوا
    • قالوا لو نعلم قتالا اتبعناكم
    • قالوا لإخوانهم لو أطاعونا ما قتلوا.
    • المؤمنون: لم يفعلوا شئيا من ذلك يوم أحد.

    2- مقولة الغرور عن غزوة بدر:
    ﵟإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ 49ﵞ [الأنفال: 49-50]
    1. السورة المنبئة بما في القلوب:
    أي سوة أفضح للقلوب من التوبة؟ أين ذم المهاجرين وفضح قلوبهم فيها؟
    أي سورة مدح فيها المهاجرين والانصار الاولين اكثر منها ؟
    1. مقولة الغرور يوم الخندق:
    ﵟوَإِذۡ يَقُولُ ‌ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا 12 وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَاﵞ [الأحزاب: 12-13]
    1. الاستئذان يوم الخندق:
    ﵟوَإِذۡ يَقُولُ ‌ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا 12 وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَاﵞ [الأحزاب: 12-13]
    1. مقولات سورة التوبة
    2. مقولة "لئن رجعنا"
    ﵟيَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ‌ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ 8 ﵞ [المنافقون: 8-9]

    وهذه كلها لم يفعلها المهاجرون والأنصار، دل على إيمانهم.

    هل يلزم لنمدح المهاجر المجاهد مع رسول الله أن نعرف صدق قلبه؟


    ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [الأنفال: 72]

    كلف الله الذين آووا ونصروا بوجوب موالاة المهاجرين الذين جاهدوا بأنفسم وأموالهم في سبيل الله، ولما كان التكليف لا يكون إلا باعتبار الظاهر، ولما كان الذين آووا ونصروا عاجزون عن الاطلاع على جواني قلب المهاجرين ليروا أهاجروا وجاهدوا ابغتاء سبيل الله أم الدنيا، دل على أنه كلفهم بموالاة من يمكنهم أن يعرفوا وجه سبيلية جهادهم وهجرتهم، دل على أنه يتكلم عن الظاهر، دل على أنه أمر المؤمنين الذين آووا ونصروا أن يوالوا من ظهر لهم منهم الهجرة والجهاد، دل على أن جمهور المهاجرين لو لم نقل جميعهم، هم أهل للموالاة على الظاهر، ولو كان باطنهم خبيث ما ورط الله المؤمنين في موالاتهم، دل على سلامة الباطن، إذن الذين تراهم هاجروا وجاهدوا في سبيل الله.
    وقد أكد هذا لما قال:
    ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَيۡءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْۚ وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ 72 ﴾ [الأنفال: 72-73]
    فعلق الموالاة على مجرد ما ظهر من الهجرة، دل على أن عبارات (هاجروا، جاهدوا، سبيل الله) يقصد منها من ظهر لك منه الهجرة والجهاد لا من دخلت في جواني قلبه.
    حب عمر لعلي
    1. ساو خصمك يا أبا الحسن، فتغير وجه علي رضي الله عنه، وقضى عمر في الدعوى، ثم قال لعلي رضي الله عنه: أغضبت يا أبا الحسن لأني سويت بينك وبين خصمك؟ فقال علي: بل لأنك لم تسو بيني وبين خصمي يا أمير المؤمنين؛ إذ كرمتني فناديتني يا أبا الحسن بكنيتي، ولم تناد خصمي بكنيته، فقبل عمر رأس علي، وقال: لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبو الحسن [41]
    2. قال الحسين بن علي رضي الله عنه: قال لي عمر ذات يوم: أي بني، لو جعلت تأتينا وتغشانا؟ فجئت يوما وهو خال بمعاوية، وابن عمر بالباب لم يؤذن له، فرجعت فلقيني بعد، فقال: يا بني لم أرك أتيتنا؟ قلت: جئت وأنت خال بمعاوية فرأيت ابن عمر رجع، فرجعت، فقال: أنت أحق بالإذن من عبد الله بن عمر، إنما أنت في رؤوسنا ما ترى: الله، ثم أنتم، ووضع يده على رأسه
    1. وعن علي بن الحسين قال: قدم علي عمر حلل من اليمن، فكسا الناس فراحوا في الحلل، وهو بين القبر والمنبر جالس، والناس يأتونه فيسلمون عليه ويدعون له، فخرج الحسن والحسين ابنا علي من بيت أمهما فاطمة - رضي الله عنها - يتخطيان - وكان بيت فاطمة في جوف المسجد - ليس عليهما من تلك الحلل شئ، وعمر قاطب صار بين عينيه، [43] ثم قال: والله، ما هنأني ما كسوتكم، قالوا: لم يا أمير المؤمنين! كسوت رعيتك وأحسنت، قال: من أجل الغلامين يتخطيان الناس ليس عليهما منهما شئ درب[44] عنهما ومعرا[45] عنهما، ثم كتب إلى صاحب اليمن أن أبعث إلي بحلتين لحسن وحسين وعجل، فبعث إليه بحلتين فكساهما
    1. وعن أبي جعفر أن عمر - رضي الله عنه - لما أراد أن يفرض للناس بعدما فتح الله عليه، وجمع ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: ابدأ بنفسك، فقال: لا والله بالأقرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن بني هاشم رهط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرض للعباس، ثم لعلي، حتى والي بين خمس قبائل، حتى انتهى إلى بني عدي بن كعب، فكتب: من شهد بدرا من بني هاشم، ثم من شهد بدرا من بني أمية بن عبد شمس، ثم الأقرب فالأقرب، ففرض الأعطيات لهم وفرض للحسن والحسين لمكانهما من رسول الله
    شبهات حول الصحابة
    1. رزية الخميس:
    1. الاستفهام :
    لقد استفهموه فقال دعوني، فنسخ طلبه(وَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوهُ؟ قَالَ: "دعوني فالذي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ،)
    1. العزيمة :
    لسنا نقطع بأنه عزم، فقد ورد طريق بغير عزيمة : إذ أورده بصيغة الاستفهام ( فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَل أَكتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ"؟)
    1. تقاس على رفض علي لمحو رسول الله يوم الحديبية.
    1. قتل مالك بن نويرة:
    1. الشبهة الأولى " الأعراب هم الذين شجعوا خالد على قتل قوم مالك من أجل الغنائم"
    الرد: الأثر مقطوع «عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ»
    1. الشبهة الثانية " نصب رأس مالك أثفية لقدر".
    الرد: الأثر مقطوع "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فَلِيحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ"
    1. الشبهة الثالثة "زواج خالد من زوجة مالك بن نويرة" ، الرواية الأولى فيها الواقدي والثانية سيف بن عمر وهما متروكان.
    2. الشبهة الرابعة "قول عمر له : نزوت على امرأته وقول خالد يا ابن أم شملة" رواها ابن حميد شيخ الطبري وهو كذاب.
    1. الطعن في الحكم بن أبي العاص:
    • من طريق ضِرَار بْن صُرَدَ ، قال ثنا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ: كَانَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ يَجْلِسُ عِنْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَجَ أَوَّلًا ، فَبَصُرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "أَنْتَ كَذَاكَ" وفي لفظ " كُنْ كَذَلِكَ ". فَمَا َزَالُ يَخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ .
    ضرار بن صرد شيعي متروك الحديث؛ وقد تم الطعن في الحكم لأنه من بني أمية، وقد نشر أهل الفتنة كابن سبأ وحكيم بن جبلة وغيرهم رسائل للأمصار تطعن في نبي أمية أقارب عثمان وولاته تمهيداً لتأليب الرأي العام ضده لقتله رضي الله عنه، وكان الحكم ممن شملتهم خطة التشويه لا لأجله بل لأجل عثمان .
    • طريق حسان بن عبد الله الواسطي ، قال حَدَّثَنا السري بن يحيى ، عَن مالك بن دينار ، قال حدثني هند بن خديجة زوج النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم قال: مر النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم بالحكم ، أبي مروان الحكم ، فجعل يغمزه في قفاه ويشير بإصبعه ، فالتفت إليه النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم فقال:" لا أماتك الله ، أَو لا مت إلا بالوزغ " . قال: فما قام حتى ارتعش . وفي لفظ :" اللَّهمّ اجْعَلْ بِهِ وَزَغًا ". فَرَجِفَ مَكَانَهُ .
    مرسل
    • كُنَّا عَلَى بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم نَنْتَظِرُهُ ، فَخَرَجَ ، فَاتَّبَعْنَاهُ ، حَتَّى أَتَى عَقَبَةً مِنْ عِقَابِ الْمَدِينَةِ ، فَقَعَدَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ! لَا يَتَلَقَّيْنَ أَحَدٌ مِنْكُمْ سُوقًا ، وَلَا يَبِيعُ مُهَاجِرٌ لِلْأَعْرَابِيِّ ، وَمَنْ بَاعَ مُحَفَّلَةً فَهُوَ بِالْخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنْ ردّها ، ردّ معها مِثْلَ- أَوْ قَالَ: مِثْلَيْ- لَبَنِهَا قَمْحًا .
    قَالَ: وَرَجُلٌ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَاكِيهِ ، وَيُلَمِّضُهُ !!
    فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَلِكَ ، فَكُنْ !!
    قَالَ: فَرَفَعَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَلِيطَ بِهِ شَهْرَيْنِ ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ حِينَ أَفَاقَ ، وَهُوَ كَمَا حَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
    من رواية جميع بن عمير الكذاب
    • «تاريخ دمشق لابن عساكر» (57/ 267):
    «أخبرنا (5) أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو إسحاق البرمكي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت (6) الدقاق نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا محمد بن خلف العسقلاني نا معاذ بن خالد نا إبراهيم بن محمد بن أبي صالح حدثني نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر الحكم بن أبي العاص فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل لأمتي مما ‌في ‌صلب ‌هذا»
    ابن بخيت مجهول ؛ معاذ بن خالد العسقلاني منكر الحديث؛ ابراهيم بن محمد بن أبي صالح مجهول.
    1. معاوية بن أبي سفيان:
    1. حديث اللهم عليك بالأقيعس.
    حديث موضوع
    1. حديث اللهم العن القائد والسائق
    • السكن بن سعيد مجهول، وليس في الحديث ذكر معاوية.
    • عمران بن حدير لم يجزم بشيخه فقال "أظنه أبي مجلز".
    1. حديث كان رجلاً مستهاً.
    • سلمة بن الفضل الأبرش ضعيف.
    • عنعنة محمد بن اسحاق.
    • اضطراب الاسناد عن ابن اسحاق.
    • ابراهيم بن البراء مجهول.
    • تفرد سلمة بن كهيل عن ابراهيم بن البراء.
    1. لعن الله القائد والمقود وويل لهذه الأمة.
    • لم يذكر اسم الرجلين.
    1. لعن الله القائد والسائق والراكب.
    • نصر بن مزاحم رافضي متروك الحديث.
    1. فقال معاوية قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام.
    • مختلف في صحته ، وفيه عنعنة بقية الوليد فالأرجح ضعفه.
    • ليس فيه ذمٌ لمعاوية بل فيه مدح له.
    1. ما شربته منذ حرمه رسول الله .
    أعطيتك دهن شاة لتأكله، فظننته دهن خنزير، وظهر هذا في جهك حين كرهت أكله، ففهمت أنا ، فقلت لك : " لم يدخل بيتي منذ حرمه الله" ، ألا يكون مقصودي هو نفي ما فهمته أنت ؟ أي أنني أقول" لم يدخل بيتي دهن الخنزير منذ حرمه الله".
    ثم بعد ذلك قلت لك: أنا أحب دهن الشياه منذ صغري، ألا تفهم من ذلك أنني أتكلم عن كون المعطى لك هو دهن شاة؟
    هذا الذي حدث، جيئ معاوية بشراب فقدمه لبريدة، فظنه بريدة لأول وهلة خمراً، حيث ظهرت الكراهة في وجهه ففهم معاوية، فقال له بناءاً على فهمه " لم أشربها منذ حرمها رسول الله" ، يعني أنا أفهم سبب امتعاض وجهك لا تخف يا بريدة فالتي خطرت ببالك لم أشربها منذ حرمها رسول الله.
    ثم أكمل معاوية قائلاً: لا يوجد شئ أحب شربه منذ صغري أكثر من اللبن، ففهمنا من ذلك أنه يخبر بريدة انه يقدم له لبن لأنه يحب اللبن وأنه لا ينبغي أن يظنه شئ آخر.
    1. إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم.
    سعيد بن سويد ضعيف.
    1. إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه
    ضعفه الألباني
    1. الحسن البصري طعن في معاوية.
    • لوط بن يحيي شيعي كذاب.
    • السند منقطع.
    1. سعد بن أبي وقاص : أدخلتني دارك ثم وقعت في علي تشتمه؟
    • ابن اسحق مدلس وقد عنعنه.
    1. الأسود بن يزيد : ألا تعجبين لرجل من الطلقاء..
    • أيوب بن جابر متنازع في وثاقته.
    1. صنع معاوية لعائشة حفرة فوقعن فيها فماتت.
    • عبد الله بن معاوية ضعيف منكر الحديث.
    1. تمتع معاوية بامرأة من الطائف.
    • ابن جريج مدلس من الثالثة وقد عنعنه.
    1. ان معاوية اشترك في نسبه اربعة رجال.
    • هشام بن محمد بن السائب الكلبي، شيعي كذاب.
    1. قتل معاوية للصحابة في وقعة الحرة:
    • وقعة الحرة تمت في زمن يزيد لا في زمن معاوية
    1. أرسل بسر بن أرطأة فقتل طفلي عبيد الله بن العباس.
    • بلا سند
    1. وذكر أن امرأته جَعْدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سقته السم، وقد كان معاوية دسَّ إليها: إنك إن احتلْتِ في قتل الحسن وَجَّهت إليك بمائة الف درهم، وزوجتك من يزيد، فكان ذلك الذي بعثها على سمه، فلما مات وَفَى لها معاوية بالمال، وأرسل إليها: إنا نحب حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه.
    • بلا سند (مروج الذهب)
    1. قال المسعودي:
    ووجدت في كتاب «الاخبار» لأبي الحسن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن صالح بن علي بن عطية الأصم قال: حدثنا عبد الرحمن بن العباس الهاشمي، عن أبي عون صاحب الدولة، عن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، عن أبيه، عن جده، عن العباس بن عبد المطلب، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل علي بن أبي طالب، فلما رآه أسْفَرَ في وجهه، فقلت: يا رسول الله، إنك لتسفر في وجه هذا الغلام: فقال: يا عَمَّ رسول الله، والله للَّه أشدُّ حباً له مني، إنه لم يكن نبي إلا وذريته الباقية بعده من صلبه، وإن ذريتي بعدي من صلب هذا،
    • النوفلي رافضي، وكتابه من كتب الرافضة.
    • السند وجادة.
    1. قيام معاوية بسم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد:
    • مسلمة بن محارب الزيادي مجهول.
    1. تكبير معاوية عند موت الحسن:
    • ذكره المسعودي في المروج بلا سند.
    1. قول الحسن:
    يا أهل الكوفة، لو لم تُذْهَلْ نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذُهِلت: مقتلكم لأبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني، وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا.
    • ذكره المسعودي في المروج بلا سند.
    1. عمر بن الحطابt
    1. عمر نكراني.

    الرد، لقد عمل عمرt بالسنة في الكثير من الأمور مثل[12]:
    1. ميراث المرأة في دية زوجها:

    قضى عمر بألا ترث المرأة من دية زوجها شيئا، حتى أخبره الضحاك بن سفيان الكلابي - وهو أعرابي من أهل البادية - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إليه: أن يورث امرأة أشيم الضبابي من ديته، فرجع إليه عمر[30]. وكما يقول الإمام الشافعي: فلما بلغه خلاف فعله صار إلى حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك حكم نفسه، وهكذا كان في كل أمره، وكذلك يلزم الناس أن يكونوا [31].
    1. دية الجنين:
    خفيت دية الجنين على عمر حتى سأل الناس فقال: أذكر الله امرءا سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في الجنين؟ فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال: يا أمير المؤمنين، كنت بين جاريتين - يعني ضرتين - فجرحت - أو ضربت - إحداهما الأخرى بالمسطح[32] فقتلتها وقتلت ما في بطنها، فقضى النبي - صلى الله عليه وسلم - بغرة عبد أو أمة، فقال عمر: الله أكبر، لو لم نسمع بمثل هذا قضينا بغيره. [33] فترك اجتهاده للنص.
    1. حكم الطاعون:

    وخـفـي عـلـى عمر حـديـث النبي - صلى الله عليه وسلم - في الـطـاعـون، حـتـى أخـبـره بـه عـبـد الرحمن بن عوف؛ فقد خرج عمر إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام، قال ابن عباس: فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا؛ فقال بعضهم: قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف منهم عليه رجلان فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه، قال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان؛ [34] إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال: إن عندي في هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، قال: فحمد الله عمر - رضي الله عنه - ثم انصرف [35].
    1. حكم التسمي بأسماء الأنبياء:
    ومما خفي على عمر - رضي الله عنه - جواز التسمي بأسماء الأنبياء، فقد نهى عنه حتى أخبره طلحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كناه أبا محمد، فأمسك ولم يتماد في النهي






    عدالة المهاجرين والأنصار والطلقاء من كتب الشيعة


    عند الشيعة روى المجلسي في البحار بسند صحيح:
    الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثني عشر ألفا: ثمانية آلاف من المدينة. وألفان من أهل مكة، وألفان من الطلقاء، لم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل (2) خبز الخمير: (3).[13]

    ورواه الصدوق في الخصال:
    "15- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألفا ثمانية آلاف من المدينة، و ألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجي ولا حروري ولا معتزلي، ولا صحاب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير.[14]"
    • أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني " ثقة" : المفيد من معجم رجال الحديث للجواهري:
    " 581 - 580 - 583 - أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني: من مشايخ الصدوق – ثقة" [15]
    • علي بن ابراهيم بن هاشم القمي " ثقة":
    7818 - 7816 - 7830 - علي بن إبراهيم بن هاشم: أبو الحسن القمي، ثقة ثبت[16]
    • ابراهيم بن هاشم القمي :
    وثقه الخوئي[17]
    " لا ينبغي الشك في وثاقة ابراهيم بن هاشم ، ويدل على ذلك عدة امور.."
    ووثقه ابن طاووس في فلاح السائل : الفصل التاسع عشر ، الصفحة 158.
    وحكم الحلي بقبول روايته :
    "إبراهيم بن هاشم، أبو إسحاق القمي، أصله من كوفة وانتقل إلى قم، وأصحابنا يقولون: انه أول من نشر حديث الكوفيين بقم، وذكروا انه لقي الرضا (عليه السلام)، وهو تلميذ يونس بن عبد الرحمان، ولم اقف لاحد من أصحابنا على قول في القدح فيه، ولا على تعديله بالتنصيص، والروايات عنه كثيرة، والأرجح قبول قوله (2)."[18]
    - محمد بن أبي عمير :
    هو محمد بن زياد الأزدي ، وهو من أصحاب الإجماع أي الذين قد أجمع الشيعة على وثاقتهم.
    " 10020- 10018 - 10043 - محمد بن أبي عمير زياد: بن عيسى أبو أحمد الأزدي من موالي المهلب بن أبي صفرة، قاله النجاشي - وكان بياع السابري أيضا - جليل القدر، عظيم المنزلة – ثقة"[19]
    • - هشام بن سالم الجواليقي ثقة
    • 13335 - 13332 - 13361 - هشام بن سالم: الجواليقي - ثقة ثقة"[20]










    [1] SEEING ISLAM AS OTHERS SAW IT_A SURVEY AND EVALUATION OF CHRISTIAN,JEWISH AND ZOROASTRIAN WRITINGS OF EARLY ISLAM,BY ROBERT G.HOYLAND,EXCURSUS B:THE BYZANTINE-ARAB CHRONICLE OF 741 AND ITS EASTERN SOURCE,PG687.
    [2] [And they openly brought together a realm at Damascus,with the support of Mammet their prophet and the fear of the Roman name shaken off] The Byzantine-Arabic Chronicle: Full Translation and Analysis,by Aymenn Jawad Al-Tamimi, Era 658.
    [3] SEEING ISLAM AS OTHERS SAW IT_A SURVEY AND EVALUATION OF CHRISTIAN,JEWISH AND ZOROASTRIAN WRITINGS OF EARLY ISLAM,BY ROBERT G.HOYLAND,EXCURSUS B:THE BYZANTINE-ARAB CHRONICLE OF 741 AND ITS EASTERN SOURCE,16.PG611.
    [4] SEEING ISLAM AS OTHERS SAW IT,A SURVEY AND EVALUATION OF CHRISTIAN, JEWISH AND ZOROASTRIAN,WRITINGS ON EARLY ISLAM, by ROBERT G. HOYLAND,pg71.
    [5] SEEING ISLAM AS OTHERS SAW IT,A SURVEY AND EVALUATION OF CHRISTIAN, JEWISH AND ZOROASTRIAN,WRITINGS ON EARLY ISLAM, by ROBERT G. HOYLAND,pg186,187.
    [6] SEEING ISLAM AS OTHERS SAW IT,A SURVEY AND EVALUATION OF CHRISTIAN, JEWISH AND ZOROASTRIAN,WRITINGS ON EARLY ISLAM, by ROBERT G. HOYLAND,pg136.
    [7] المصدر: كتاب الفتوح العربية الكبرى, هوج كينيدي ص 479 ترجمة قاسم عبده قاسم.
    [8] المصدر: المرجع السابق ص480.
    [9] SEEING ISLAM AS OTHERS SAW IT,A SURVEY AND EVALUATION OF CHRISTIAN, JEWISH AND ZOROASTRIAN,WRITINGS ON EARLY ISLAM, by ROBERT G. HOYLAND,pg244,252.
    [10] The Fourth Book of the Chronicle of Fredegar with its continuations Translated from the Latín with Introduction and Notes, by J. M. Wallace-Hadrill,Professor of Medieval History in the Universiry of Manchester., CONTINUATIONS,20,pg93.
    [11] Mozarabic Writings: Eulogius' Defence of the Martyrs of Córdoba,by Aymenn Jawad Al-Tamimi aymennjawad.org July 22, 2020
    [12] https://www.fnoor.com/main/articles....ticle_no=34129
    [13]
    [14] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٢ - الصفحة ٣٠٥ هنا

    [15] المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - الصفحة ٢٩ هنا
    [16] المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - الصفحة ٣٨٠ هنا
    [17] https://almerja.com/more.php?idm=58390
    [18] خلاصة الأقوال - العلامة الحلي - الصفحة ٤٩
    [19] المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - الصفحة ٤88 هنا
    [20] المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - الصفحة 654 هنا
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 14 أكت, 2024, 08:41 ص.

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 2 أسابيع
ردود 0
116 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
ردود 0
24 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 14 أكت, 2024, 04:41 ص
ردود 0
240 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 27 سبت, 2024, 09:29 م
ردود 0
116 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة الشهاب_الثاقب, 13 أغس, 2024, 06:03 ص
ردود 3
118 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة الشهاب_الثاقب
يعمل...