ملخص كتاب أيقونات التطور 8: الانتخاب الطبيعى
“the unexamined view of natural selection leading to large-scale innovations is not true.”
Chance: The Science and Secrets of Luck, Randomness, and Probability (New Scientist, 2015) p. 35
ان وجهة النظر القائلة بأن الانتخاب الطبيعى يصنع ابتكارات كبيرة غير صحيحة
-من كتاب أشرفت على اصداره مؤسسة New Scientist ذات المجلة العلمية الشهيرة
natural selection can preserve innovations, but it cannot create them
A. Wagner, Arrival of the Fittest: Solving Evolution’s Greatest Puzzle (2014), 5
الانتخاب الطبيعى يحتفظ بما هو جديد و لكنه لا يصنعه
-معضلة التطور ظهور الأصلح و ليس بقاؤه
It may be said that natural selection is daily and hourly scrutinising, throughout the world, the slightest variations; rejecting those that are bad, preserving and adding up all that are good; silently and insensibly working, whenever and wherever opportunity offers, at the improvement of each organic being in relation to its organic and inorganic conditions of life.
Charles Darwin, On the Origin of Species by Means of Natural Selection, 1st ed., chap. 4 (London: John Murray, 1859), 84.
الانتخاب الطبيعى كل يوم و ساعة - يفحص التباينات فيرفض الضارة و يبقى و يجمع المفيدة فيقود الى تحسين كل كائن حى فى بيئته
-من أشعار و ديباجات تشارلز داروين و عباراته الانشائية الغير مثبتة علميا فى وصف الانتخاب الطبيعى
This mode of reasoning has led biologists and others to ascribe almost magical powers to natural selection and to the genes it works on. As many others have pointed out, this is a problem that has plagued evolutionary biology ever since Darwin.
J. Scott Turner "The Extended Organism" (2002) p.175
أسلوب التفكير هذا قاد البيولوجيين الى اضفاء قدرات خارقة على الانتخاب الطبيعى و الجينات و هى مشكلة كبيرة منذ داروين.
-سكوت تيرنر - عالم أحياء معارض للتصميم الذكى (و يعترض على وجود اله بشكل عام فى نفس الكتاب)
ان ما يفعله العلماء المعاصرون مع الانتخاب الطبيعى شبيه بما كان يفعله الوثنيون القدماء مع الطبيعة
-عالم الحضارات و الفيلسوف اللاأدرى نيل توماس "Taking Leave of Darwin" 2021
السرطان كنتاج للطفرات و الانتخاب الطبيعى:
يعتبر السرطان نموذجا مثاليا واضحا للطبيعة الهدامة للطفرات التى تحدثنا عنها فى الأيقونة السابقة الا أنه أيضا نموذجا صارخا لنتائج الية عمياء لا ترى الا تحقيق فائدة فى اللحظة الحالية كالية الانتخاب الطبيعى ففى حالة السرطان تنقسم بعض خلايا الجسم بدون توقف بسبب طفرة تصيب الاليات التنظيمية فتتلفها (تدمير و اتلاف لا بناء اليات جديدة) ثم تغزو الأنسجة المحيطة بها و قد تشق طريقها الى مناطق أخرى من الجسد مشكلة أوراما جديدة. ان هذا تطبيق رائع لانتخاب الطبيعة لما يحقق "ميزة تكاثرية" على حساب الاخرين. حاول بعض الدراونة فعلا استخدام هذا النموذج كمثال لانتاج الطفرات أنواع جديدة من الخلايا
Mark D. Vincent, "The animal within: Carcinogenesis and the clonal evolution of cancer cells are speciation events sensu stricto,” Evolution 64 (2010): 1173—1183. doi:10.1111/ j,1558-5646.2009.00942.x. PMID:20059538
Peter Duesberg, Daniele Mandrioli, Amanda McCormack, and Joshua M. Nicholson, "Is carcinogenesis a form of speciation?” Cell Cycle 10 (2011): 2100-2114. doi:10.4161/ cc.10.13.16352. PMID:21666415.
Robert A. Gatenby and Thomas L. Vincent, “An evolutionary model of carcinogenesis,” Cancer Research 63 (2003): 6212-6220. PMID:14559806
Mel Greaves and Carlo C. Maley, "Clonal evolution in cancer,” Nature 481 (2012): 306— 313. doi:10.1038/naturel0762. PMID:22258609.
و الان دعونا نحاكم هذا الادعاء الداروينى علميا.
أولا تنفى الأبحاث العلمية الحديثة أن الخلية السرطانية تطور بروتينات جديدة بل ما يحدث هو كالعادة طفرة تدهوية تتسبب فى تلف جينات Ras أو TP53 [و الأخير بالمناسبة كان الدراونة يزعمون أنه فيروس أصاب الحمض النووى للسلف المشترك و يستدلون به على التطور ثم اتضح أنه جين وظيفى]
ان Ras هو المسئول عن تحفيز الخلايا على الانقسام و هو يعمل بضوابط [ضوابط طبعا تطورت بالطفرات العشوائية و الانتخاب الطبيعى] فلما تحدث الطفرة يفقد الجين القدرة على التوقف فيحفز الخلايا على الانقسام الجنونى بلا توقف و يبدأ السرطان أى أن الطفرة تتلف الية عمل الجين [تخيل أن تتلف كوابح/فرامل السيارة ثم تدعى أنها موديل متطور!!!]
David S. Goodsell, "The molecular perspective: The ras oncogene,” The Oncologist 4 (1999): 263—264. PMIDT0394594
أما فى حالة p53 فهو مسئول عن تنظيم عمليات استهلاك الغذاء و بالتبعية فهو يؤثر بشكل غير مباشر على قدرة الخلية على التكاثر و الانقسام لدرجة أن هذا الذى كان جهلاء الداروينية يقولون عنه خردة و فيروس يسمى الان بعد اكتشاف العلم الحديث لوظيفته "كابح الورم" و عندما يتطفر و "يتطور" يفقد القدرة على تنظيم عمله و كبح جماح عمليات الأيض و استهلاك الغذاء فى الخلية فيعمل بشكل عشوائى من جديد كسيارة بلا كوابح.
Celia R. Berkers, Oliver D.K. Maddocks, Eric C. Cheung, Inbal Mor, and Karen H. Vousden, "Metabolic regulation by p53 family members,” Cell Metabolism 18 (2013): 617-633. doi:10.1016/j.cmet.2013.06.019. PMID:23954639
Moshe Oren and Varda Rotter, "Mutant p53 gain-of-function in cancer,” Cold Spring Harbor Perspectives in Biology 2 (2010): a001107. doi:10.1101/cshperspect.a001107. PMID:20182618
و لكن ماذا عن مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج؟ بالتأكيد هذا تطور أليس كذلك؟ من جديد الاجابة العلمية هى لا بعيدا عن محاولات الدراونة استغلال المظهر الخارجى السطحى للأمور. اتذكر أيضا أن الخلية السرطانية تتكاثر و تتطفر بمعدل أعلى بكثير من الخلية الطبيعية لذا الزعم بامكان الخلية الطبيعية أن تحقق ما حقققته غير واقعى فما بالك و ما حققته ليس تطورا حقيقيا من الذى يصنع أعضاء و انزيمات جديدة كما قد يصور التطوريون. ان اكتساب الخلية السرطانية مقاومة للعلاج الكيميائى يتبع نفس نموذج مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية الذى شرحناه فى الفصل السابق بل نفس نموذج نشأة السرطان ذاته ألا و هو النموذج التدهورى اذ تقوم الطفرات باتلاف الكثير من المكونات التى يستهدفها العلاج فتتخلص من تأثيره و لا يوجد أفضل فى هذا من اعتراف الدراونة أنفسهم
Pedro M. Enriquez-Navas, Yoonseok Kam, Tuhin Das, Sabrina Hassan, Ariosto Silva, Parastou Foroutan, Epifanio Ruiz, Gary Martinez, Susan Minton, Robert J. Gillies, and Robert A. Gatenby, "Exploiting evolutionary principles to prolong tumor control in preclinical models of breast cancer,” Science Translational Medicine 8 (2016): 327ra24. doi:10.1126/scitranslmed.aad7842. PMID:26912903.
Robert A. Gatenby, Ariosto S. Silva, Robert J. Gillies, and B. Roy Frieden, "Adaptive therapy,” Cancer Research (2009): 4894-4903. doi:10.1158/0008-5472.CAN-08-3658. PMIDT9487300.
الان لاحظ هذا العنوان البراق "استخدام المعايير التطورية للتحكم فى السرطان" هذا عنوان دعائى جدا كما ترى و لكن ماذا عن التفاصيل؟ التفاصيل تقول أن الخلايا التى "تطورت" لتقاوم العلاج هى فى الواقع أضعف و أشد تدهورا من خلايا السرطان الأصلية بسبب الطفرات الاضافية التى شوهت و أتلفت أهداف العلاج فى قلب الخلية فلم يعد العلاج قادرا على استهدافها و لكن فى نفس الوقت أصبحت هى بدورها متدهورة عن حالتها السابقة و بالتالى تخفيف جرعة العلاج يبقى على الخلايا الأصلية فيعطيها فرصة للتكاثر على حساب الخلايا "المتطورة"!!! أى أن الخلية "المتطورة" لا تستطيع منافسة الخلية الأصلية!!! هذا "تطور" كبير جدا كما ترى!!! [معنى هذا أيضا أن الية الانتخاب الطبيعى عادة تكون بين أمرين: اما أن يستمر الضغط "التطورى" من الظروف البيئية حتى تستبدل الجماعة الأصلية بالكلية بجماعة متدهورة أو أن ينتهى الظرف البيئى و لم تنتهى الجماعة الأصلية السليمة بعد فيعيد انتخابها مرة أخرى على حساب "المتطورة" و فى كلتا الحالتين لا يعمل الانتخاب الطبيعى على زيادة تعقيد و تطوير الكائنات الحية بل اما يعمل على انتكاسها على المدى الطويل لتمر من الأزمة الحالية أو يعيد الأمور الى ما كانت عليه قبل الظرف الطارئ.
و لعل مثال الملاريا الذى ذكرناه عند الحديث عن التطور الصغروى يساعد على التوضيح. الانتخاب الطبيعى اختار المصابون بطفرة الهيموجلوبين التى تسبب الأنيميا المنجلية لأنها تنقذ الناس من الملاريا. اما أن تزول الملاريا فيتوقف الانتخاب الطبيعى عن تفضيل المصابون بفقر الدم المنجلى و تعود الأمور الى نصابها و اما أن تبقى فيستمر الانتخاب الطبيعى فى انتخاب السلالة المريضة المتدهورة...الا أن الضربة القاضية الحقيقية للانتخاب الطبيعى جاءت فى تجارب Sol Spiegelman على تكاثر الحمض النووى فالذى حدث أنه بدون وجود اليات الخلية الأخرى التى تحفظ الحياة و التعقيد و الوظيفة لم يتطور الحمض النووى أو حتى يبقى ثابتا بل تدهور و نقص حتى لم يبقى منه سوى ما يكفى للنسخ الذاتى فقط دون أى وظيفة ممكنة ببساطة لأن كلما قل انفاق الموارد زاد التكاثر و كلما كان شريط الحمض النووى أقصر كان قادرا على التناسخ أكثر لأنه يحتاج الى موارد أقل-هذه هى قواعد الانتخاب الطبيعى من يتكاثر أكثر يربح السباق. هذا هو الواقع العملى للانتخاب الطبيعى: الاتجاه الى التبسيط و الاختزال و التدهور و ليس التطور و التعقيد.
D.R. Mills et al., "An extracellular darwinian experiment with self-duplicating nucleic acid molecule" PNAS 58, 1 (1967) : 217-224
Sol Spiegelman, “An In Vitro Analysis of a Replicating Molecule,” American Scientist 55 (1967): 221. See also Norman R. Pace and Sol Spiegelman, “ In Vitro Synthesis of an Infectious Mutant RNA with a Normal RNA Replicase,” Science 153 (1966): 64-67.
Brian Goodwin, How the Leopard Changed Its Spots: The Evolution of Complexity (New York: Scribner’s, 1994), 35-36.
So here we have a self-replicating system that evolved into something simpler. One might wonder whether the system also submitted a purchase order for more monomers when the first batch ran out. Now that would be true self-replication!
[و قد بدأ عدد من العلماء التطوريين الذهاب الى أن الانتخاب الطبيعى نفسه قد يشكل عائقا أمام التطور لا دافعا له الى الأمام , أنه لو كات يعمل باستمرار لظلت الحياة فى صورة الخلايا الأولية الى الأبد فالتطور قد يحتاج الى طفرات محايدة فى بعض مراحله لن يبقى عليها الانتخاب الطبيعى أبدا بل قد يعمل ضدها فمثلا اذا خضعت خلية الى تضاعف جزء من جينومها (صناعة نسخة مكررة) فان هذا قد يكون ضروريا حتى تتراكم الطفرات فى النسخة الاضافية لانشاء جين جديد الا أن الانتخاب سيستأصل هذه الخلية لأنها ستستهلك موارد أكثرفى النسخ و ستتفوق عليها منافساتها ذات الجينومات الأصغر و بهذا يمنع الانتخاب الطبيعى التطور. من أجل هذا بدأوا فى وضع سيناريوهات افتراضية لكون الانتخاب يعمل بقوة بعض الوقت فى حالات المنافسة الشديدة ثم يرخى قبضته أوقاتا أخرى بسبب وفرة الموارد و صغر حجم الجماعة الحية و بهذا يتم استدعاء الانتخاب الطبيعى تارة عندما يكون التطور فى حاجة اليه و اعطاءه أجازة تارة أخرى عندما يكون التطور فى حاجة الى جينات اضافية أو طفرات محايدة و برغم هذا فحتى لو سايرنا التطوريين فى هذه القصص و افترضنا عدم عمل الانتخاب ضد الطفرة المحايدة يظل احتمال أن يتكاثر الكائن ذو الطفرة المحايدة حتى يعم الجماعة الحية سيناريو بعيد جدا عن الواقع
M. Lynch "The Origins of Genome Architecture" (Sunderland, MA: Sinauer, 2007).
M. Nei “Muatation Driven Evolution” (Oxford University Press, 2013): 56-57, 155,179
M. Kimura "The Neutral Theory of Molecular Evolution" Cambridge Univ. Press, 1983).
-داروين يتقهقر : مايكل بيهى
و قد بدأ عدد متزايد من الدراسات يشكك بشدة فى أن الطفرات تكون تكيفية دائما و هو المبدأ الذى يحتاجه الانتخاب الطبيعى ليعمل
a reasonable understanding of comparative biology is often taken to be a license for evolutionary
speculation….Evolutionary biology is not a story-telling exercise, and the goal of population genetics is not to be inspiring, but to be explanatory...There is no evidence at any level of biological organization that natural selection is a directional force encouraging complexity. In contrast,
substantial evidence exists that a reduction in the efficiency of selection drives the evolution of genomic complexity….But where is the direct supportive evidence for the assumption that complexity is rooted in adaptive processes? No existing observations support such a claim...Thus, although the idea that regulatory modules with functional significance in today’s organisms can only have arisen via natural selection is seductive, it remains to be determined how the stepwise alterations necessary for the construction of genetic pathways come about….Thus, contrary to popular belief, natural selection may not only be an insufficient mechanism for the origin of genetic modularity, but population-genetic environments that maximize the efficiency of natural selection may actually promote the opposite situation, alleles under unified transcriptional control.
Michael Lynch "The frailty of adaptive hypotheses for the origins of organismal complexity" May 15, 2007 104 (suppl_1) 8597-8604
يتفق كلام لنش مع مراجعة حديثة أشارت الى أن الكثير من الطفرات المؤدية الى الأنظمة المعقدة غير مفيدة فى حد ذاتها و بالتالى سيقضى عليها الانتخاب الطبيعى ما لم تكن لديه بصيرة مستقبلية
“If it could be demonstrated that any complex organ existed, which could not possibly have been formed by numerous, successive, slight modifications, my theory would absolutely break down. But I can find out no such case.” (Darwin, n.d.). Today, Darwin's missing cases are abundant including each complex transition to a new body type, metabolic cycle, or metabolic chain. Multi-step processes are routinely required at every evolutionary step.
this is inadequate for macroevolution (surely for speciation) which requires multiple incremental changes that, individually, are not functionally more advanced...state #2 requires the necessary but biologically implausible ability to ‘look forward’ across succeeding generations to conserve small changes, that alone have no advantage, but which if conserved would be useful for complexification associated with speciation events...state #2 is biologically irrational because it requires selection by survival of the fittest to act over multiple generations.
Olen R. Brown and David A. Hullender "Neo-Darwinism must Mutate to survive" Progress in Biophysics and Molecular Biology 172 (2022) 24-38
و طبعا يقدمون بدائل عجيبة فمنهم من يفترض طفرات بلا انتخاب و هذا أسوأ و أكثر استحالة و منهم من يفترض سيناريوهات أخرى كالتنظيم الذاتى و عكس الانتروبيا و هذه سنتعرض لها بالتفصيل فى مقالات قادمة ان شاء الله و لكن ما يعنينا الان هو أن فرضية كون الطفرات الموجودة تكيفية ظهرت لها معارضات كثيرة
الواقع أنه لم يوجد أى دليل يوما على تلك النظرة الصوفية التى تمنح االانتخاب الطبيعى [كرامات] تحويل أى كائن قابل للنسخ و التكاثر الى شكل أكثر تعقيدا و لا على وجود خطوات نافعة تربط الوظائف و الأنسجة و الأعضاء و الجينات المختلفة و لا حتى نصفها أو ربعها أو عشرها فقط هى جملة كررها التطوريون كثيرا دون أن يثبتوها و طالبوا المخالفبن بالنفى دون أن يتحملوا هم عبء الاثبات !!! و لعل هذا أيضا يعيدنا الى ما ذكرناه من أمثلة فى الفصل السابق عند الحديث عن التطور الصغروى...ان الانتخاب الطبيعى يختار التدهور و التلف على حساب التطور و كما يقول الملحدان التطوريان جيرى فودر و ماسيمو بالميرينى "فى الأيام السوداء التى انتشرت فيها نظرية التعليم الشرطى Operant Conditioning (نظرية مقابلة للانتخاب الطبيعى فى تفسير السلوك عن طريق التنافس و الانتخاب بين ثنائيات مؤثر/استجابة Stimulus/response مقابلة لثنائية بيئة/تكيف التطورية بناءا على أيها أفيد للكائن) زعم أحد العلماء أن النظرية يمكن أن تقود الى تعليم الديدان اللغة الانجليزية...لحسن الحظ شفى الرجل بعد فترة لكن لازال علماء البيولوجيا التطورية يزعمون أن الانتخاب الطبيعى سيحول الكائنات من البساطة الى التعقيد
-جيرى فودور و ماسيمو بالميرينى "الأمر الذى أخطأ فيه داروين" ص 41]
[الحقيقة أن السرطان يعتبر نموذجا ليس فقط للطبيعة الهدامة للطفرات و لكن للطبيعة المعتلة لالية الانتخاب الطبيعى عند العمل معها. ان الدراونة عادة ما يحاولون استخدام الانتخاب الطبيعى لترقيع عشوائية الطفرات متجاهلين أنه لن يعمل الا بعد أن تنشأ الميزة الجديدة عشوائيا حتى يستبقيها و لكنه لن يؤثر على احتمال حدوثها من الأصل (و هو ما ناقشناه بتفصيل أكثر فى أيقونات التطور:ملايين السنين أو كما يقول نقاد النظرية الانتخاب الطبيعى يفسر بقاء الأصلح و لكنه لا يفسر ظهوره) و كالعادة يحاول أنصار النظرية القفز فوق المشكلة و اقتراح سيناريوهات غير معقولة من طراز اعادة تنظيم الجينات متجاهلين عدم قدرة الطفرات على فعل هذا ناهيك عن قدرتها على انشاء الجينات ابتداءا
A. Wagner "Arrival of the Fittest: Solving Evolution's greatest puzzle" (2014)
الا أن نموذج السرطان يكشف لنا عن أزمة أخرى. ان الانتخاب الطبيعى سيختار ما يحقق المنفعة الانية دون النظر الى العواقب المستقبلية و لهذا اختار الخلية السرطانية من البداية فقد حققت ميزة تكاثرية بانقسامها الجنونى و استهلاكها للغذاء و تكاثرها على حساب الخلايا الأخرى فكانت الرابحة فى السباق...و كانت النتيجة كارثة لباقى الخلايا و لها هى نفسها فى النهاية بهلاك المريض الذى يمثل الموارد التى كانت تعيش عليها و بالتالى هلاكها هى نفسها معه
Ibrahim, A. (2014). Invasive cancer as an empirical example of evolutionary suicide. Network.Biology, 4(2)
و هو ما يقودنا الى أكبر خلل فى الية الانتخاب الطبيعى
معضلة الموارد المشتركة و مشكلة التعاون و الايثار:
مشكلة التعاون أنه مكلف ثم أنه معرض دائما للاستغلال و هاتان معضلتان:
1-لأنه إذا كان مكلفا فكيف وجد و انتشر بالانتخاب الطبيعي؟
2- إذا كان معرضا دائما للاستغلال من قبل الأنانيين فكيف استمر و صمد كل هذا الوقت؟
"The god of Galapagos is careless, wasteful, indifferent, almost diabolical. He is certainly not the sort of God to whom anyone would be inclined to pray"
David Hull "The God of the Galapagos" Nature 352 (1991): 485-486
ان اله جالاباجوس [يقصد الانتخاب الطبيعى الذى كتب عنه داروين بعد رحلته الى جزر جالاباجوس] مهمل مسرف لامبالى و شيطانى...انه لا يستحق أن يسجد له أحد" من منشور فى مجلة نيتشر ينتقد كتاب ناقد للتطور كتبه ملحد تحول الى المسيحية
Darwinian explanations for such things are often too supple: Natural selection makes humans self-centered and aggressive, except when it makes them altruistic and peaceable. Or natural selection produces virile men who eagerly spread their seed, except when it prefers men who are faithful protectors and providers. When an explanation is so supple that it can explain any behavior, it is difficult to test it experimentally, much less use it as a catalyst for scientific discovery.
PHILIP S. SKELL "Why Do We Invoke Darwin?" TheScientist (August 2005)
ان التفسيرات الداروينية مرنة أكثر من اللازم. الانتخاب الطبيعى يجعلنا أنانيين عدوانيين و لكنه يجعلنا متعاونين طيبين. عندما يصبح التفسير مرنا لدرجة تفسير أى سلوك يصبح من غير الممكن اختباره أو بناء الكشوفات عليه
فيليب سكيل - من مقالة "لماذا نستحضر داروين"
تعليق شخصى: طبعا هم يستحضرون أو بالأحرى "يحشرون" التطور فى وسط الكلام لا ليبنوا عليه كشوفات علمية بل لينسبوا له الكشوفات بعد أن تحدث حتى لو كانت معاكسة له و يزعموا أنها كانت من تنبؤاته
يفضل التطوريون التركيز على جوانب الصراع/القسوة فى الطبيعة لأن الية الانتخاب الطبيعى دائما و حتما ستختار الفرد الذى يحصل أكبر قدر من المنفعة لنفسه كما رأينا فى حالة الخلية السرطانية – الفرد الأنانى غير المتعاون الذى سيؤدى فى النهاية الى انهيار المجتمع و ربما فناء الموارد كما يقتل السرطان باقى الخلايا و يقضى على الجسد فى النهاية. طبيعة عمل الية الانتخاب الطبيعى تحتم أن تكون هذه هى النتيجة الا أن الطبيعة تحتوى على الايثار و التعاون و التنسيق كما تحتوى على التنافس و الأنانية فمثلا نجد سلوكيات بعض الطبقات المتخصصة فى المجتمعات التعاونية الكالنمل و النحل تتنافى مع جوهر نظرية التطور القائم على قدرة الكائن على تمرير جيناته و التكاثر و تعظيم منفعته الشخصية فبعض الكائنات العاملة لا تنجب و بالتبعية لا تقوم بتمرير جيناتها و تكتفى بالعناية بنسل كائنات أخرى و هذا سلوك منافى للفكرة التأسيسية فى نظرية التطور و هى انتخاب الأفضل تكاثرا و تعترف الأبحاث التطورية بأن مثل هذه الكائنات لديها "صفر لياقة"fitness فى نظر الانتخاب الطبيعى و مع ذلك هى موجودة
John Alcock “Animal Behavior: An Evolutionary approach” (2013) p. 23
الشغالات يتكدسن فوق الملكة لحمايتها بأرواهن من الحشرات المهاجمة
Douglas Chadwick “sisterhood of weaver” National Geographic (2011): 89
النمل المحارب يصنع دروعا بأجساده ترقى لأن تعتبر بيوتا مؤقتة أثناء الهجرة لحماية الملكة و اليرقات
المخلوقات البحرية ذات الأصداف القوية تصنع درع لحماية ذات الأصداف الضعيفة من هجوم السمك المفترس
حتى الأميبا وحيدة الخلية فى حالات نقص الغذاء تتحد مع بعضها لصناعة كتلة blob يمكنها الزحف الى مكان مختلف أو الى الأعلى للخروج الى سطح التربة و فى قلب الكتلة تقوم مجموعات الخلايا بأدوار مختلفة بعضها يتطلب التضحية من أجل الجماعة فبعضها مثلا يعمل كحرس sentinel يلتهم البكتيريا الضارة ثم يغادر الكتلة ليموت وحيدا حاميا الزملاء و مضحيا بنفسه. و عندما تصل الكتلة الى سطح التربة فهناك المزيد من التضحيات اذ تقوم بعض الخلايا بالتشكل على هيئة كرة يمكنها الطيران مع الرياح أو الالتصاق بقدم أى حيوان مار لينقلها الى مكان أفضل فى الغذاء و لكن ليحدث هذا يجب أن ترتفع عن الأرض قليلا فيقوم بعض الأفراد بالتضحية من جديد باستخدام أجسادهم لصناعة ما يشبه الجذع ليرفع تلك الكرة
Carl Zimmer, "Can Answers to Evolution Be Found in Slime?" New York Times (Oct. 3, 2011)
"Amoebas are crafty, shape-shifting engineers" ScienceNewsExplores (January 17, 2019)
كيف يتطور سلوك كهذا تكيفيا دون ادراك لفكرة الاتحاد و وجود سطح أو شئ بالأعلى يمكنه أن ينقلنا و تغيير الهيكل من هيكل الزحف الى الالتصاق...الخ هناك فهم أعلى لسياق وجود الكائن و بيئته لا يمكن الوصول اليه بالخطوة خطوة التكيفية المزعومة.
يحاول الدراونة تفسير هذا بعدة طرق مثلا بوجود اليات للعقاب أو الاكراه فى بعض المجتمعات كالحشرات كقيام ملكة النحل باطلاق فرمون يعطل مبايض الشغالات فلا يضعن البيض و ينشغلن به عن بيض الملكة و يفسد نظام الخلية أو حتى فى مجتمعات الخلايا فى الكائنات متعددة الخلايا مثل برنامج التحلل الخلوى Apoptosis و الذى يتم تنشيطه من خلال الخلايا المحيطة لإزالة الخلية المريضة أو المعيبة مما ينتج عنه رفع كفاءة الكائن الحى وتنقيته من الآفات وإبقائه فقط على الخلايا المتعاونة السليمة ولذلك يعتبر برنامج التحلل الخلوى آلية تعاونية لكن الخلايا السرطانية تمتنع عن الاستجابة لأوامر برنامج الانحلال الخلوى ثم توجه هى هذه الأوامر لقتل الخلايا السليمة من حولها وبذلك تتجاوز هذه الآلية التعاونية بل وتستخدمها لصالحها مما يوضح بمثال عملى أن وجود اليات مادية لضمان التعاون تتلفه طفرة سيختارها الانتخاب الطبيعى لا محالة لما ستحققه لصاحبها من فائدة تكاثرية و ادخار لموارده و استئثاره بها لنفسه (طبعا هذا أصلا لا يفسر لماذا تضافرت الطفرات لانتاج هذه الاليات العجيبة).
تفسير اخر هو انتخاب الأقارب أى أن الكائن قد يتعاون مع أقاربه لأنهم يحملون جيناته الا أن هذا التفسير السخيف لا يفسر مساعدة الأغراب و هى من الأمور المستحسنة بين البشر كما أنه لا يفسر عدم حدوث طفرة واحدة تخل بهذه الالية و هى طفرة سيختارها الانتخاب الطبيعى لما تحققه من فائدة لصاحبها ناهيك عن قيامه على فرضية قدرة الكائن على ادراك من يحمل جيناته و من لا يحملها (مجرد القول بأنه يميز الفيرمونات ليس تفسيرا اذ ينقلنا فقط الى خانة تفسير نشأة الية افراز الفيرمون و الية التقاطه ثم ادراك دلالته). هناك محاولات أخرى لحل هذه المشكلة من طراز أن أشكال الحياة ان وجدت نفسها فى بيئة منعزلة مغلقة فستتعاون لتحصيل المنافع أو أن استهلاك كم كبير من الموارد سيتخم الكائن فسيتشارك مع الاخرين حتى يردوا له الجميل لاحقا...هذا كلام شاعرى جدا كما نرى و لكن لا يبدو أن الخلايا السرطانية قد سمعت به.
بل لا يبدو أن أى خلايا من أى نوع قد سمعت به فى الواقع فنتيجة التجارب العملية كلها تقول أن الانتخاب الطبيعى يحسم المعركة لصالح الفرد غير المتعاون و هو تقره أبحاث ما يسمى بالتطور الاجتماعى social evolution مثل
Lutz Becks & Manfred Milinski "Extortion strategies resist disciplining when higher competitiveness is rewarded with extra gain" Nature Communications volume 10, Article number: 783 (2019)
Max Planck Society "The friendly extortioner takes it all" FEBRUARY 15, 2019
Zhijian Wang et al., "Extortion can outperform generosity in the iterated prisoner’s dilemma" Nature Communications volume 7, Article number: 11125 (2016)
Alexander J. Stewart and Joshua B. Plotkin "Collapse of cooperation in evolving games" PNAS December 9, 2014 111 (49) 17558-17563
West, S. A., Diggle, S. P., Buckling, A., Gardner, A., & Griffin, A. S.(2007b). The social lives of microbes. ANNU. REV. ECOL.EVOL.S, 53 – 77.
West, S. A., Griffin, A. S., Gardner, A., & Diggle, S. P. (2006). Social evolution theory for microorganisms. Nat. Rev. Microbiol, 4(8), 597 – 607.
Travisano, M., & Velicer, G. J. (2004). Strategies of microbial cheater control. Trends in microbiology, 12(2), 72 – 78.
Parvinen, K., & Dieckmann, U. (2013). Self - extinction through optimizing selection. J. Theor. Biol, 333, 1 - 9.
الورقة الأخيرة تقول حرفيا "اذا كان الانتحار التطورى [فناء النوع] يمكن أن ينتج عن ظواهر تطورية شائعة كانتخاب الكائن صاحب القدرة الأكبر على استهلاك الغذاء أو النمو فلماذا اذن الحياة مازالت مستمرة؟ [الان لدينا طفرات تقود الى التدهور و انتخاب طبيعى يقود الى فناء الموارد و هلاك النوع!!! من الواضح أن هذه النظرية رائعة جدا و تفسر نشوء الأنواع و تنوعها و ارتقاءها بدقة...لقد وصلنا الى مرحلة التساؤل عن سبب استمرار الحياة أصلا وفق هذه الاليات] و برغم هذا يستمر التعاون كقاعدة سائدة رغما عن أنف الانتخاب الطبيعى و هو ما يشكل لغزا للداروينية
(1) Xavier, J. B. (2011). Social interaction in synthetic and natural microbial communities. Molecular.systems biology, 7(1).
(2) Kreft, J. U. (2004). Biofilms promote altruism. Microbiology, 150(8),2751 - 2760.
المشكلة الأكبر هنا هى أن الموارد المتاحة عادة ما يكون لها مستوى من الاستهلاك اذا تم تجاوزه فلن تتمكن هذه الموارد من تجديد نفسها و ادراك هذا المستوى ثم بالتبعية حساب مستوى الاستهلاك للفرد طبقا لكمية الموارد و عدد المستهلكين لضمان ألا يتجاوز استهلاك الجماعة الحد الأقصى الذى بعده لن تتجدد الموارد أمر يحتاج الى صورة اجمالية للموقف لا يمكن لفرد من جماعة أن يطورها بمفرده اذا قرر لسبب ما أن يظل متعاونا ناهيك عن أن يكون هذا الفرد كائن بلا قدرات ذهنية متقدمة تعينه على الرصد و الحساب أو حتى كائن وحيد الخلية. أضف الى كل هذه الحسابات أنه سيحتاج الى تطوير الية التعاون نفسها أو الية الالزام التى سيلزم بها الاخرين بعدم تجاوز حد الاستهلاك المسموح به. مثال على ذلك هو الفيروسات التى تصيب البكتيريا Bacteriophages فان أى سلالة غير متعاونة ستتكاثر بسرعة مستهلكة البكتيريا فى بيئتها و متفوقة على كل السلالات الأخرى حتى تفنى السلالات الأخرى و تفنى البكتيريا فى بيئتها و من ثم تفنى السلالة المتفوقة و لكن العجيب أن السلالات الطبيعية المتعاونة يكون لديها تقدير و ضبط لمستوى الاستهلاك و التكاثر حتى لاتفنى الموارد بغير قصد و هذا لا يمكن أن يحدث الا بتصور عام للبيئة و مقدار الموارد فيها (البكتيريا فى هذه الحالة) و سرعة تجددها و حساب نصيب الفرد و معدل استهلاكه و معدل تكاثره و مثل هذه "الخطة السكانية" و "اليات تحديد النسل" لا تنشأ بطفرات عشوائية بل تتطلب علما و معرفة بالكثير من الأرقام و القيم كما أنها ضد الانتخاب الطبيعى الذى يختار الأكثر تغذية و نسلا
Kerr, B. et al. (2006) Local migration promoted competitive restraint in a host - pathogen ‘‘tragedy of the commons’’. Nature 442, 75–78
مثال اخر على ذلك هو الية Quorum Sensing و هى شبكة معقدة من التفاعلات الكيميائية و الاشارت و المستقبلات و المكونات التى تستخدمها البكتيريا للتنسيق ولاعداد الخطة السكانية و خارطة استغلال الموارد و متى نصل الى الحد المطلوب من نمو الجماعة و متى نبدأ بناء ال Biofilm و طبعا مطلوب اليات لرصد عدد البكتيريا فى الجماعة و نسبة الموارد المتوفرة و تحديد المعدل المناسب للتكاثر و بالتبعية تفعيل الية أخرى تجبر البكتيريا على ايقاف التكاثر عند بلوغ حد الخطر حتى لا تفنى الموارد
Brian M. M. Ahmer (May 2004). "Cell-to-cell signalling in Escherichia coli and Salmonella enterica". Molecular Microbiology. 52 (4): 933–45. doi:10.1111/j.1365-2958.2004.04054.x. PMID 1513011
Lewis Sauer, K.; Camper, A.; Ehrlich, G.; Costerton, J.; Davies, D. (2002). "Pseudomonas aeruginosa displays multiple phenotypes during development as a biofilm". Journal of Bacteriology. 184 (4): 1140–54. doi:10.1128/jb.184.4.1140-1154.2002. ISSN 0021-9193. PMC 134825. PMID 1180707
كل هذا التنسيق العجيب لاستخدام الموارد باليات فى منتهى الدقة و التعقيد – الى جانب كونه مستحيل الحدوث بمجرد أخطاء نسخ الحمض النووى فهو أمر لا يبقى عليه الانتخاب الطبيعى الذى سينصر أول طفرة تخرج الكائن من الالتزام بالتعاون و تجعله يحصل الموارد لنفسه فيتكاثر على حساب المتعاونين
Vulić, M., & Kolter, R. (2001). Evolutionary cheating in Escherichia coli stationary phase cultures. Genetics, 158(2), 519 - 526
و لكن مهلا...ما هذا ال Biofilm الذى تبنيه البكتيريا؟ انه مدينة محاطة بجدران من مواد تحميها و بداخلها طرق لخروج الفضلات و أخرى لدخول الغذاء و الأكسجين و هو عمل جماعى بكل ما تحمله الكلمة من معان. [لن نتعب أنفسنا هنا و نسأل الدراونة كيف تعلمت تلك الكائنات عديمة المخ و الجهاز العصبى المعقد بناء ذلك التصميم فالاجابة عادة لن تخرج عن السخافات المعتادة "طفرات جينية-انتخاب طبيعى و ان اعترضت فأنت لا تصدق العلم و ان لم تصدق فاعلم أن مايكل بيهى هو الذى منعك"لا بأس] السؤال هنا ماذا سيحدث اذا تم تعديل بعض البكتيريا جينيا بحيث لا يساهمون فى بناء البيوفيلم و بالتبعية لا يهدرون مواردهم عليه و يبقونها لأنفسهم؟ تخبرنا التجارب العملية بالنتيجة المتوقعة...الانتخاب الطبيعى سيختار الأفراد الغير متعاونين و هم من سيتكاثرون على حساب الاخرين لأنهم لا يهدرون مواردهم فى بناء البيوفيلم و يحتفظون بها لأنفسهم و فى النهاية ينهار البيوفيلم و يفنى الجميع بفضل الاليات "التطورية"
Brown, S. P., West, S. A., Diggle, S. P., & Griffin, A. S. (2009). Social evolution in micro - organisms and a Trojan horse approach to medical intervention strategies. Philos. Trans. R. Soc. Lond. B. Biol. Sci., 364(1533), 3157 – 3168
كما تلاحظ من المسمى هذه التقنية العلاجية تسمى "حصان طروادة" لأن الفرد الجديد غير المتعاون الذى يتم ادخاله الى المجتمع سيحمل معه الهلاك...المشكلة أن "خيول طروادة" وفقا لاليات التطور يجب أن تكون فى كل مكان فطفرة واحدة تتلف اليات التعاون شديدة التعقيد تكفى بل ان هذه الخيول فى الواقع هى الأصل و اليات التعاون هى المحدثة و الانتخاب الطبيعى سينصر هذه الخيول المهلكة لا محالة. ان هذا لا يوجد له الا معنى واحد و هو أن هناك تدخل واعى هادف ذو قصد و غاية هو الذى منع هذه الاليات الطبيعية من أن تقود الى الهلاك المحتوم بل و بنى اليات التعاون و ضمن بقاءها برغم تعارضها مع الواقع المادى
ربما توجد آليات اضافية تعد وسيلة لإكراه الآخرين علي التعاون (بفرض ان التطور فعلا قادر على صناعة هذه الاليات كما يزعمون) و هذا الإكراه قد يكون شديد الصرامة كما في تعدد النمط الظاهري Pleiotropy الذى يربط سمات مختلفة ببعضها (و يتصادف بمحض العشوائية أن كان هذا الربط فى مصلحة التعاون) أو يكون أكثر مرونة كما في ََQuorum sensing system لكن هي في النهاية ستظل آليات معرضة للاختراق. فمثلا في تعدد النمط الظاهري , يمكن أن يجد الأنانيون وسيلة لفصل الترابط بين الجينات التي تظهر هذا التعدد في النمط الظاهري , بل قد يستخدم الأنانيون هذه الآلية في تخفيض تكلفة الأنانية بربط صفتين أنانيتين مع بعضهما البعض . و حينها يمكن مثلا أن تقوم السلالة المتطفرة من E. coli بربط صفة الاستمرار في النمو أثناء مرحلة السكون بصفة تجعلها أكثر مقاومة للمضدات الحيوية بدلا من وضعها الحالي الذي هو ربط صفة الاستمرار في النمو بفقد جزئي لوظيفة rpoS جين . و قد تتمكن شغالات نحل العسل من ربط صفة عدم الاستجابة للفيرومون الذي تفرزه الملكة لتثبيط مبايض الشغالات بصفة تجعلها أقدر علي القتال ضد أعدائها من الدبابير بدلا من وضعها الحالي الذي هو ربط صفة عدم الاستجابة للفيرومون بعدم إفراز الهرمون المنشط للمبايض. انه فعلا لمن غير المعقول أن يتم انزال جميع أنواع الكرامات و القدرات الخارقة على التطور و الانتخاب الطبيعى و الزعم بقدرتهم على انتاج الكثير من الاستراتيجيات و النماذج البيولوجية و المجتمعية المعقدة لتبرير نشأة التعاون ثم تجاهل أن نفس هذه الاليات الخارقة ستنطبق على الأنانية و على اختراق اليات التعاون بنفس مستوى التكتيكات المتقدمة و سيدعمها الانتخاب الطبيعى بنفس القوة لما تقدمه من ربح للكائن. نعم نحن كمنتقدين للتطور نطعن أصلا فى قدرته على بناء تلك الاليات و لكن بالنسبة لمن يسلم بقدرته هذه فلا معنى أن يقصرها على التعاون و ينفيها عن الأنانية لمجرد أن هذا سيسبب له أزمة.
بل ان لدينا فى الواقع أمثلة و نماذج على اجتياز هذه العوائق الحامية للتعاون ببساطة نسبية و بدون حتى اليات معقدة فمثلا من أهم خطوط الدفاع ضد السرطان ارتباط جينات الموت المبرمج للخلايا apoptosis بجينات التكاثر و التوالد بحيث يسبب خلل فى هذه الوظيفة خللا فى زميلتها و مع ذلك فان الخلية السرطانية تنجح فى تجاوز هذا فى النهاية. و الأنانية ليست مجرد فقد في وظيفة ما عن طريق طفرة مفردة فالأمر ليس محصورا في هذه الحالة البسيطة و إنما قد تكون الأنانية عبارة عن اكتساب لوظيفة معقدة بل لعدة وظائف , بل قد تكون أنانية مشروطة أو غير مشروطة حسب الظروف المحيطة بها و قد تكون حزمة من الإستراتيجيات الأنانية المعقدة التي تم اكتسابها بالطفرات المتراكمة تماما كما نفكر عندما نتعامل مع التعاون . و لذلك فإننا أمام نموذج المرآة العاكسة لشيئين متماثلين في خط تطورهما هما التعاون و الأنانية .و لذلك فكل وسيلة يمكن أن يستخدمها التعاون , فإن الأنانية ستجد وسيلة لتخريبها و هكذا دواليك بلا نهاية. هذا سؤال عادل :كيف يمكن أن نتجاهل الاحتمالات اللانهائية لظهور أنانييون بصفات خاصة تمكنهم من احداث المأساة أو معضلة السجين في نظام معين بعد أن يتغلبوا علي الآليات الإضافية التي كانت تحمي هذا المجتمع من الأنانية ؟ و هو سؤال مبني علي نتائج حتمية لقوي التطور
ولكى لا يظن أحد أن هناك شيء حديث فى نظرية التطور تجاوز معضلة التعاون أنقل هنا بعض الاقتباسات من ورقة علمية طويلة حوالى 90 صفحة نشرت حديثا فى 2019 وعرضت مشكلة التعاون والآليات الاضافية التى تحاول تقديم حلول للمشكلة
وذكرت أن انتخاب ذوى القربي وانتخاب المجموعة kin selection/group selection (و هما الملاذ الدائم الذى تلجأ اليه نظرية التطور فى الرد على هذه المشاكل) لا يوفران رؤى قيمة بشكل خاص حول متطلبات التعاون المستقر.
J.Cremer, A.Melbinger, K.Wienand, T.Henriquez, H.Jung, E.Frey "Cooperation in Microbial Populations: Theory and Experimental Model Systems" Journal of Molecular Biology, Volume 431, Issue 23, 22 November 2019, Pages 4599-4644
the frameworks of kin-selection and group-selection.14 While we think that both frameworks do not provide particularly valuable insights into the requirements for stable cooperation,
وكيف مثلا كان يظن فى منتصف القرن الماضي أن انتخاب المجموعة قد حل مشكلة التعاون لكن لم يصمد هذا الادعاء طويلا وتم توجيه انتقادات شديدة له
in the mid 20th century. In that period, the dilemma of cooperation was believed to be solved by selection on a group or even species level and the latter was even referred to as species selection. However, this alleged success did not hold for long. Drastic criticism was formulated for example by George C. Williams [372] and the idea of group-selection became less and less popular
وكما عرضت الورقة الانتقادات ضد انتخاب المجموعة عرضت أيضا الانتقادات ضد انتخاب ذوى القربى و الانتقادات ضد التركيب المكانى وهذه هى أهم الآليات الاضافية التى قدمت كمحاولة لحل مشكلة التعاون ثم عرض المؤلفون الحل (الجزئي) المحتمل كما يرونه - قد اتفقنا أنه لا يوجد حل عام لمشكلة التعاون- وحلهم كان محاولة لأخذ محاسن كل آلية والوصول لحل وسط وهو وجود معدل انتشار متوسط للمتعاونين للأن معدل انتشارهم لو كان قليلا أو معدوما فلن يتفادوا ظهور الأنانيين داخل مستعمراتهم عن طريق الطفرة أو الهجرة إليها ولو كان معد الانتشار كبيرا لإلتقوا بالأنانيين فى الطريق أو لدخلوا إلى مستعمراتهم
The (partial) answer to the dilemma of cooperation obtained from these studies is that regular dispersal leading to population bottlenecks and subsequent population growth can promote cooperation. In that sense, the mechanism is diametrically opposed to Hamilton’s suggestion that limited dispersal can facilitate cooperation [133]. A closer look though reveals that in these structured populations it is actually the interplay between limited dispersal and strong dispersal resolving the dilemma.
لكن هذا فى الحقيقة ليس حلا أيضا لأن الانتشار المتوسط للمتعاونين لا يمكن أن يحل معضلة التعاون ولو بشكل جزئى (ما دام لا يوجد مانع يمنع الأنانيين من امتلاك معدل انتشار كبير) فما دامت نظرية التطور لا تملك ما يمنع الأنانى من الذهاب للمتعاون فلا قيمة لكل محاولات الفرار المذكورة فعدم اتيان الفريسة إلى باب المفترس لم يكن يوما مانعا للإفتراس …..والمتعاون والأنانى هما بالضبط كالفريسة والمفترس. و بالمناسبة فان ظهور مشاكل الاليات المختلفة التى طالما نسبت اليها النظرية ظهور التعاون و انتشاره ليس حديثا بل اعترف جيرى كوين التطورى الشهير على مدونته فى احدى المناقشات أن هذه الاليات التى تذكر دائما فى الكتب تواجهها مشاكل و استثناءات كثيرة معروفة من التسعينات و لكن هذا ليس مبرر لمهاجمتها لأنها التفسير الأفضل (من وجهة نظر مادية طبعا)
The “textbook” explanation, based on a higher relatedness of workers to their sisters than to their own potential offspring, no longer seems feasible. It posits that queens mate only once, but in reality they often mate many times, which destroys the asymmetry of relatedness that supposedly selects for cooperative breeding. Further, other species, like aphids, termites and mole rats, are eusocial but don’t show asymmetrical relatedness. Finally, lots of haplodiploid species (those in which males come from unfertilized eggs, females from fertilized ones) have asymmetrical relatedness but aren’t eusocial.
But we’ve known all this for years! Check out the papers by Gardner & West and Strassmann & Queller cited below—they point out the same problems that Nowak et al. present as novel, but as far back as 1998. There’s nothing new here.
How else can you explain weaning conflict except by a conflict between the mother’s genetic welfare and that of her offspring?...it’s simply a natural extension of population genetics to the situation in which one’s behavior affects related individuals.
Jerry Coyne “A misguided Attack on kin selection” (2010)
لاحظ أيضا أن الكثير من التفسيرات التطورية اختيار الأقارب/لياقة الجماعة inclusive fitness/kin selection تعتمد على وجود اليات تكاثرية بعينها دون تفسير لوجود هذه الاليات سوى أنها تطورت فى سلف ما لحسن الحظ فنظام تكاثر الحشرات الاجتماعية كالنحل مثلا مختلف عن الكاثر الجنسى المألوف لنا و يسمى haplodiploid reproduction و فيه لا تخضع البويضات لللتخصيب من ذكر بالضرورة بل قد تخضع لللتخصيب فتنتج أنثى مزدوجة الكروموسومات و قد لا تخضع فتنتج ذكر فردى الكروموسومات (نسخة واحدة من كل كروموسوم) و منظومة الوراثة الفريدة هذه هى التى ينبنى عليها فكرة كون الاناث أكثر قرابة لأخواتهن عن بناتهن (انظر الملحق فى نهاية المقال للتوضيح) و بالتبعية يفضلن جعل الأم (الملكة) تنجب عن الانجاب بأنفسهن و يقمن بحمايتها و خدمتها و التضحية لأجلها لأن هذا يحمى و يمررر جيناتهم بشكل أفضل و أكثر دقة. طبعا هذا التفسير (و فى رواية أخرى التبرير) لا يسلم من النقد فلا الحشرات و لا جيناتها قادرة على ادراك هذه الحقائق المعقدة لتأخذ قرارا بناءا عليها فلا يتبقى سوى التعويل على مستوى أسطورى من الصدف اتى بالاليات التى تخدم هذه المنظومة بالصدفة ليختارها الانتخاب و لا كل هذا يفسر اليات حفظ النظام المعقدة كسلوكيات الشغالات (مثل البحث عن من يكسر قواعد التكاثر و منعه و تنظيم وصول الذكور للملكة أثناء رحلة طيران التزاوج) وافراز الملكة لهرمون يؤثر على العديد من جينات الشغالات و وجود الية اليات التكاثر المناسبة و حفظ خزين من سائل التخصيب لدى الملكة و وجود غدد متخصصة لذلك و الية تحكم فى أى البويضات يخصب و أيها لا...الخ بل و وجود قدرة لدى الملكة على ادراك أى البويضات مخصبة و أيها لا فتضع المخصبة فى الخلايا الصغيرة المناسبة لحجم الشغالات و الغير مخصبة فى الكبيرة المناسبة لحجم الذكور. طبعا هذا الى جانب وجود التعاون و الحياة الجماعية و بناء المستعمرات لدى كائنات لا تتكاثر بهذه الطريقة كفئران الخلد naked mole rate و النمل الأبيض termites و مشاكل أخرى كتلك التى ذكرها جيرى كوين أعلاه. و لكن قبل كل هذا لاحظ أصلا أن التفسير بالكامل قائم على وجود الية التكاثر الفريدة هذه و يعتمد بشكل كلى عليها و لكنه لا يفسر وجودها بل يقول أنها ظهرت فى سلف ما فمهدت الطريق لتطور اليات التعاون و التى أيضا لا يتم تفسير "تطورها" سوى بنفس الحشو الكلامى (طفرات - انتخاب - تكيف - لأنها مفيدة)
بل ان جوهر فكرة أن الذكور تأتى من البيض غير المخصب كأنها خط دفاعى فى قلب المنظومة لتحمى نفسها بنفسها فعندما تنضب خزانات الملكة من سائل التخصيب الذى خزنته فى عملية التزاوج من ذكور متعددة لا تستطيع الا انجاب ذكور بسبب البيض غير المخصب فيأتى الذكور للقيام بالتخصيب من جديد فتضمن المنظومة الاستمرار. أيضا فكرة تزاوج الملكة مع ذكور كثيرة و تخزين سائلهم المنوى خط دفاع مهم ضد الركود الجينى و لضمان تنوع الأفراد. حتى موت الذكر بعد تخصيب الملكة يعتبر الية حماية اضافية لمنعه من تخصيب ملكة أخرى قد مشابهة أو توأم فينتج نسلان متطابقان بلا تنوع جينى. أضف الى ذلك أن جانب مهم من المنظومة سلوكى و ليس مجرد جينات تنتج بروتينات و أعضاء فالذكور فى الخلية لا تقترب من الملكة برغم أنها أمامهم و لا تقوم بالتخصيب الا فى رحلة طيران خارج الحلية و هذا يعطى فرصة كبيرة لتقوم الذكور بتخصيب ملكات من خلايا أخرى و تقوم ذكور مستعمرات أخرى بتخصيب ملكة مستعمرتهم فيتم تجنب الركود الجينى و ضمان دخول توليفات جينية جديدة الى الجماعة (و هناك سلوك مشابه فى النمل أيضا). من الممكن أن نتفهم أن البشر من خلال الدراسة فهموا مشاكل الزواج الكثيف للأقارب و كيف يؤدى الى مشاكل جينية و تركيز و ظهور لأى مرض أو خلل أما أن يفهم الانتخاب الطبيعى ذلك و يطور اليات جينية و سلوكية للوقاية منه فهذا كثير جدا و البديل طبعا هو أن تصنع أخطاء النسخ أعداد لا نهائية من البرامج السلوكية الغير مناسبة ليفنى النحل فى كل مرة ثم يعاود التطور من جديد ليجرب برنامج اخر الى أن يعثر على البرنامج الصحيح!!! بل لقد وضع أحد أكبر دارسى النحل فرضية (و ان كانت لم تتتأكد بعد) أن سلوك وصيفات الملكة أثناء رحلة طيران التزاوج يوحى بأنهم يسمحون لبعض الذكور بالاقتراب و البعض الاخر لا و ربما كان هذا منعا لذكور مستعمرتهم من تلقيح الملكة أو على الأقل الحد منه و تقليله. قبل أن تتحفنا نظرية التطور بأن هذه المنظومة الجينية السلوكية المتكاملة تقود الى انتقاء الأقارب و اللياقة على مستوى الجماعة يجب أن تشرح لنا أصلا كيف نشأت.
Even if the new queens were identical twins, they could not produce colonies with the same genetic makeup, because the suicidal mating behavior of the males, in which the male mates once and then dies, ensures that the offspring of two queens will never be the same...
it would appear that workers closely associated with the queen allow some drones access to her, and others not. The possibility that the workers are selecting which drones will mate with their queen raises some exciting questions for future research. Is this another safeguard against inbreeding?
Jurgen Tutz “The Buzz about bees: Biology of a superorganism” (2008): 44, 131
و مما يعارض التفسير التطورى السائد أيضا وجود مستعمرات نمل متعددة الملكات لا يحدث فيها أى صراع بين الملكات المختلفات و بناتهن بل تعاون تام بل و قد تنتقل ملكات أو عاملات الى عش مجاور يحتوى اخرين بسهولة بدون أى صراع "جينى" و لكن التركيز دائما يكون على السلالات أحادية الملكة لأنها تدعم المنظور السائد بل و فى بعض السلالات أحادية الملكة تنبأت نظرية انتخاب ذوى القربى بوجود صراع بين الملكة و الشغالات بسبب تفاوت مستويات القرابة و مع ذلك لم يحدث. بل ان بعض التجارب التى تمت على السلالات أحادية الملكة ذاتها تم فيها تبديل عاملات من مستعمرات مختلفة بل و من سلالات مختلفة أيضا فى مرحلة عمرية مبكرة قبل اكتسابهن رائحة الملكة المحلية فاذا بهن و بزميلاتهن المختلفات جينيا يتجاهلن انتماءهن الجينى تماما و يعملن معا من أجل هذه المستعمرة بل و يحاربن أخواتهن الجينيات بعد اكتسابهن رائحة الملكة الجديدة التى ليست أمهن أصلا. و فى تجارب أخرى عزل مجموعات من الأخوات من نفس المستعمرة عن الملكة ثم تقديم أخت تحمل رائحة الملكة و أخرى لا تحملها فيكون رد الفعل بالتجمع حول من تحمل رائحة الملكة و تجاهل من لا تحملها مع كون كلتاهما من اخوة المجموعة و عن ادخال أخوات جينيات لا يحملن رائحة الملكة على أخواتهن ممن يحملن رائحة الملكة تمت مهاجمتهن و التخلص منهن و فى حالات أخرى تعاون تام من الأفراد فى تنظيم عملية النسل لخدمة انثى متكاثرة ليست أمهم أصلا.
Queens of truly polygynous species are usually not aggressive toward one another. In fact, they often cluster together in large numbers...all lay eggs...workers, brood, and even queens are freely exchanged between different nests...the queen odors acquired by the workers serve as the recognition cues for all of the colony members. This proved to be the case not only for colonies composed of the same species but even for colonies composed of different species. The effect was strong enough to cause rejection of genetic sisters reared by heterospecific queens. Workers of Camponotus ferugineus and Camponotus pennsylvanicus groomed and fed each other when they had been raised by the same queen, whereas genetic sisters raised separately by Camponotus americanus and Camponotus pennsylvanicus queens fiercely attacked each other. Further experiments with small colonies showed that the strong aggression observed between Camponotus workers adopted by foreign queens and their unfamiliar sisters from pure colonies is independent of the proportion of each represented in the mixed colony
The pattern of policing in Dinoponera quadriceps is independent of relatedness. It does not matter whether the dominant gamergate is the mother of her nestmates (and hence their coefficient of relatedness to one another is 0.75), or whether she has more distant related relatives attending her.
The Diacamma life cycle has implications for the genetic theory of social evolution. We should expect gamergate-worker conflict over male production to occur in such strictly monogynous and monandrous gamergate societies because virgin workers have the same ovarian capacity as the gamergate. On the contrary, it turns out that workers in most cases respond to the gamergate's presence by voluntarily refraining from egg laying. Even when given the opportunity to avoid direct contact with the gamergate and thereby escape possible policing, the workers do not ordinarily lay eggs.
Researchers divided a Pachycondyla fochi colony into several groups, only one of which contained the queen. After 8 to 10 days, one worker from the queenright group and another from a queenless group were introduced into another queenless group. In repeated tests, the behavior of the resident ants toward the introduced worker from the queenless group was neutral, but the introduced worker from the queenright group elicited strong attraction on the part of the resident ants,...When, in another combination, workers from a queenless group were introduced into the queenright group, they were initially treated with hostility
If Pachycondyla apicalis is monandrous (which is most likely the case because no nuptial flights occur in this species) and also monogynous (a fact confirmed by several independent studies96, 97, 98), any worker's genetic interest is to rear sons or nephews (relatedness coefficient 0.5 and 0.375, respectively) instead of brothers (relatedness 0.25). We should therefore expect reproductive conflict between the queen and her daughter workers.99, 100 However, no such conflict between queen and workers has ever been observed.
Bert Holldobler and Edward O. Wilson "The Superorganism: The Beauty, Elegance, and Strangeness of Insect Societies" p. 282-283, 360, 370, 379, 386
Diane Wagner et al., "Harvester Ants Utilize Cuticular Hydrocarbons in Nestmate Recognition" Journal of Chemical Ecology volume 26, pages2245–2257 (2000)
Ch. Peeters et al., "Exocrine glands and the attractiveness of the ergatoid queen in the ponerine antMegaponera foetens" Insectes Sociaux volume 41, pages63–72 (1994)
Bert Holldobler and Edward O. Wilson "The Ants"
هنا طبعا سيسارع التطورى قائلا أن الانتخاب الطبيعى قد عمل على مستوى المستعمرات فأنتج هذا التعاون المتجاهل للجينات لأنه مفيد و هذه حرفيا هى احدى أكبر مشاكل نظرية التطور: أنها تقبل الشئ و عكسه و تفسر الظاهرة و ضدها بمجرد القاء كلمة الانتخاب الطبيعى فيصبح من المستحيل تقييمها و اختبارها بجدية فعمل الانتخاب الطبيعى على المستعمرات المتعاونة بدون قرابة لا ينفى أننا أمام حالات واضحة تثبت أن نسبة التعاون الى مستوى القرابة الجينية ببساطة خطأ و أن المسألة هى نظام اتصال كيميائى من الملكة يحدد هوية المستعمرة بغض النظر عن قرابة أفرادها الجينية تماما كفكرة ترسيم الحدود و صناعة الأعلام لدى الدول و بالتالى فتفسير الكائنات كمجرد جينات تتكاثر تفسير ساقط - وطبعا ان سألت عن نشأة نظم الاتصالات الكيميائية المعقدة هذه و التى سنتعرض لها بالتفصيل قريبا ان شاء الله فسيتم استدعاء نفس الكلمة الجوفاء من جديد - الانتخاب الطبيعى - اله الفجوات بل اله المتناقضات اذ ينسب اليه الشئ و عكسه فى نفس الوقت ليتم تمييع النظرية الى أبعد حد و بالتالى تحصينها من الدحض
ان الجينات قد تنتج لك البروتينات (الأدوات) التى تستخدمها و ربما تؤثر على سلوكك باعطاءك حساسية/نفور من مادة ما أو انجذاب لأخرى و غير ذلك من التأثيرات و لكنها لا تصنع لك برنامجا سلوكيا كاملا فمثلا جيناتك تصنع لك البروتينات التى بتنى عضلاتك و قد تجعلك حساسا من أطعمة معينة نافرا منها بل و ربما تجعلك أكثر أو أقل قابلية لاكتساب الوزن أو العضلات و لكنها لن تحدد لك برنامجا غذائيا رياضيا دقيقا للحفاظ على صحتك و بنفس المنطق فان الجينات قد تصنع الكثير للحشرات المتعاونة و لكنها لن تبنى لها برنامج عمل دقيق يشبه برامج الكمبيوتر و حتى اذا فرضنا جدلا أن السلوكيات (البرامج) و الأدوات يمكن ردهما الى الجينات فان هذا لم يشرح بعد كيف نشأت الجينات أصلا و هى معضلة ملايين السنين الشهيرة و السيناريوهات الخيالية للتعديلات النمائية
و أخيرا و ليس اخرا ففى مراجعة شاملة للكثير من الدراسات التى خلصت الى اليات أو نماذج محتملة يمكن بواسطتها للحشرات ادراك من أقرب لها جينيا خلص باحثان من أكبر خبراء المجال الى أن غالبية هذه الأبحاث قد تم نقضها لاحقا أو معارضة نتائجها بشدة من أبحاث أخرى أو اظهار أنها كانت بسبب انحياز فى طريقة عمل التجربة بل و الكثير من السلوكيات و المشاهدات التى كانت تدعم فكرة تفضيل الأقارب بغض النظر عن كيفية تطبيقها ذات شواهد ضعيفة جدا بل و طعن اخرون فى تفسيراتها و أسبابها و أوردوا دراسات عديدة من المعارضة نذكر بعضها أدناه و أنه حتى الالية التى كانت تعتبر مضمونة نوعا ما و هى نسب المكونات الكيميائية التى تغطى الحشرة و التى ترتبط بشدة بجيناتها ثبت أنها بلا قيمة عمليا بسبب الاحتكاك المستمر بين الحشرات أثناء تبادل الطعام و الاشارات و القيام بالعمل مما يؤدى الى تبادل كبير فى الافرازات يغطى بشدة على المكون المميز لنسل ما و وجدت مراجعة أخرى أنه حتى تمييز النسل فى مرحلة مبكرة قبل كثرة الاحتكاك بالاخرين أدلته ضعيفة جدا.
Observations of grooming and feeding interactions among workers showed cases of preferential behaviour directed by workers towards not only individuals of their own genetic subgroup but also towards workers of different genetic subgroups...Preferential behaviour towards particular subgroups may have been a consequence of task specialization among the subgroups; a high frequency of interaction among workers was correlated with particular tasks performed by different subgroups. Furthermore, there was no apparent preference by individuals or genetic subgroups for particular queens; grooming and feeding behaviour were not directed towards mother-queens. Therefore, worker-worker and worker-queen interactions did not support a conclusion of nepotism.
Laura E. Snyder "Non-random behavioural interactions among genetic subgroups in a polygynous ant" Animal Behaviour Volume 46, Issue 3, September 1993, Pages 431-439
J. E. Strassmann et al., "Absence of within-colony kin discrimination: foundresses of the social wasp, Polistes carolina, do not prefer their own larvae" Naturwissenschaften volume 87, pages266–269 (2000)
DAVID C. QUELLER et al., "Wasps fail to make distinctions" Nature volume 344, page388 (1990)
Evidence for kin-based brood recognition has been generally weak, or absent, as concluded by Norman Carlin in his comprehensive review....The absence of brood discrimination at the colony level has actually been exploited by slave-making ant species, which attack colonies of closely related neigh-boring species and kidnap their brood. When the captured pupae eclose in a slave raider's nest, the young workers are cognitively imprinted to the odor of their captors' colony and in the future behave in a hostile manner toward their real sisters remaining behind in the natal nest.
Bert Hölldobler and Edward O. Wilson "The Superorganism: The Beauty, Elegance, and Strangeness of Insect Societies" (November 17, 2008): p. 294 - 296, 299, 300
و قد أكدا أن النتيجة التى خلصت اليها مراجعات الأدلة قبل أكثر من 10 سنوات من كتابة كتابهما لازالت كما هى لم تتغير: تم قتل فكرة تفضيل الأقارب بحثا و النتائج ضعيفة جدا فى معظم الأحوال و ما يظهر كونه نتائج قوية فى بعض الدراسات يكون بسبب انحياز فى طريقة الدراسة (راجع مثلا اقتباس ورقة لورا شنايدر أعلاه...مثل هذا السلوك من السهل أن يطير به أحدهم كدليل برغم كون تفسيره مختلف جدا) لماذا هذا المجال الواعد لدراسة انتخاب ذوى القربى يعطى نتائج ضعيفة بهذا الشكل؟
Few areas in sociobiology have received as much experimental attention and have yielded as little in the way of supportable conclusions as the question of subfamily nepotism in honey bees. There is still no conclusive positive evidence for preferential rearing of queen larvae, the most likely arena for nepotistic interactions. Similarly, all positive results from experiments dealing with preferential feeding and grooming among adult workers, assortation in swarming, and feeding of worker larvae are tainted by methodology problems ...Why does an arena that, in theory, is fertile ground for within-family conflict and narrowly constrained nepotism yield so little evidence for such behavior?...Many of the experiments have been subject to substantial criticism, and the positive results that have been obtained are tantalizing, if flawed. Even if more experimentation yields positive results, however, there is the nagging question of why nepotistic tendencies are so weakly expressed.
Michael D. Breed et al., "Kin discrimination within honey bee (Apis mellifera) colonies: An analysis of the evidence" Behavioural Processes Volume 33, Issues 1–2, December 1994, Pages 25-39
الاجابة واضحة لكل ذى عقل...النظرية غير صحيحة و لكن هذه الجملة غير مقبولة فى حلة التطور فهو النظرية الوحيدة التى يجب أن نعفيها من النفى و السقوط اذن التبريرات جاهزة...لابد أن الانتخاب الطبيعى غير طريقة عمله و عكس انتخاب الأقران...ببساطة الانتخاب يخدع الباحثسن الشرفاء الدارسين لصنيعته فقد صنع التعاون بالطريقة التى نزعمها ثم غير طريقته و أزال الاثار و لهذا لا نجد الأدلة المطلوبة!!! بعبارة أخرى النظرية صحيحة حتى لو لم نجد الدليل و حتى لو كان الدليل ضدها!!!
نقطة أخرى لفتت بعض عمليات المحاكاة النظر اليها و هو أن صفة التعاون لن تصبح مفيدة للملتزم بها قبل وجود حد أدنى من المتعاونين و فى المقابل فلا يوجد أى مبرر لنشأة هذا الحد الأدنى خطوة خطوة و المتعاون لا يجنى أى مكاسب بسبب عدم التزام الاخرين بالتعاون. هذا يشبه معضلة البيضة و الدجاجة فالتعاون غير مفيد حتى ينشأ العدد الأدنى من المتعاونين و المتعاونينن لن يختارهم الانتخاب الطبيعى ما لم يكن التعاون مفيد - دائرة مغلقة ما لم نفترض نشأة هذا الحد الأدنى فجأة دفعة واحدة فى عملية شبيهة بالخلق و العياذ بداروين و هو ما لا تقره نظرية التطور طبعا
Individuals involved in a coordination game such as the stag hunt face a chicken & egg problem: the cooperative behaviour must be beneficial in order to evolve, but no individual can benefit from this behaviour unless the behaviour is already expressed by other individuals.
Arthur Bernard et al., "To Cooperate or Not to Cooperate: Why Behavioural Mechanisms Matter" PLOS Computational Biology May 5, 2016
كذلك النماذج الرياضية غالبا تفترض أن السلوك سيتغير من أناني إلي متعاون أو العكس عن طريق طفرة نقطية واحدة و هذا غير ممكن في الواقع. و إنما تحتاج السلوكيات التنسيقية إلي تغيرات جينية كثيرة لكي يتمكن الأفراد من تحديد الضحية و توزيع الأدوار و التواصل فيما بينهم و ما إلى ذلك. و إذا سلمنا بإمكانية حصول هذا "التعقيد الغير قابل للاختزال" (الورقة لم تذكر هذا المصطلح لكنها أشارت إلى نفس المعني) في أحد الأفراد فلن يكون لهذه التغييرات أي قيمة حتي تنشأ عبر الطفرات العشوائية نفس التغييرات في الحد الأدنى من عدد الأفراد اللازمين لإتمام عملية الصيد و هذا شبه مستحيل علي حد تعبير الورقة
several mutations are necessary for the appearance of full-fledged cooperative behaviour. As several individuals must carry these multiple mutations for the behaviour to become beneficial, the transition to the cooperative equilibrium is nearly impossible.
و من يتغافل عن هذه الخواص للتعاون المتبادل سيخرج بتنبؤات مضللة
These findings demonstrate that the practical mechanics of behaviour can have important evolutionary consequences, and that models which ignore these properties may lead to misleading predictions.
-دكتور أحمد ابراهيم: اختراق عقل و مصادر أخرى]
[و فى النهاية يبقى اعتراضان أخيران على اللجوء الى انتخاب الطبيعى كمهندس للتعقيد أو كصانع ساعات أعمى. الأول ببساطة أنه سيفسر كل شيء دون أى قابلية للاختبار و الدحض فأى صفة متواجدة سيتم نسبها بداهة للانتخاب الطبيعى-مثال شهير على ذلك هو قول عالم الجينات التطورى جون ماينارد سميث "لقد كنا نظن أن التطور لا يمكنه انتاج عجل و حركات دائرية لكن بعد أن اكتشفنا السوط البكتيرى عرفنا أنه قادر على ذلك" هذا حرفيا نوع من أنواع العلم الزائف الغير قابل للدحض فأنت ستنسب كل ما هو مرصود الى اليتك و ما هو غير مرصود خارج نطاق قدرتها ثم بمجرد رصده يتم ضمه الى قدرتها التفسيرية بمعجزة ما بعد أن كان خارج قدرتها!!! ان الانتخاب الطبيعى هو الذى ينتج المتعاونين لأن هذا فى مصلحتهم و هو أيضا الذى ينتج المؤذيين العدوانيين لأن ذلك أيضا من مصلحتهم بتحصيل قدر أكبر من الموارد لأنفسهم و هو الذى ينتج الرجال متعددى العلاقات لاكثار الذرية و نشر الجينات و هو أيضا ينتج الرجال أحادي العلاقات لحفظ الأسرة و الاهتمام بالنسل...انه ينتج الشئ و عكسه...انه رائع!!! أضف الى ذلك ما يسمى "الضوضاء" Biological Noise و هو وجود عوامل كثيرة فى البيئة تؤثر على الكائن و تشوش النموذج النظرى لعمل الانتخاب الطبيعى عند التطبيق العملى فالبيئة ليست عاملا واحدا يتأقلم عليه الكائن بل عدة عوامل كثيرة متراكبة فقد يتأقلم الكائن على أحدها و مع ذلك لا يختاره الانتخاب الطبيعى و تضيع الطفرة النافعة (بفرض حدوثها) بسبب عوامل أخرى كثيرة مؤثرة أو العكس فتتراكم الطفرات الضارة فى الكائن عبر الأجيال بسبب عوامل أخرى تساعده على البقاء
Paul Gibson, John R. Baumgardner, Wesley H. Brewer and John C. Sanford "Can Purifying Natural Selection Preserve Biological Information?" Biological Information, pp. 232-263 (2013)
Franklin M. Harold, The Way of the Cell: Molecules, organisms and the order of life (Oxford University Press, New York,(2011), p. ,205
P.S. Skell, ' Why do we invoke Darwin? Evolutionary theory contributes little to experimental biology,' The Scientist 19 :(16) ,10 .2005
M. Mitchell "Complexity: A Guided Tour" (Oxford University Press, 2009)
و قد تم نقاش هذه النقطة بتفصيل أكبر فى كتاب الانتروبيا الجينية
[الثانى هو أن الانتخاب أعمى على مستوى التفاصيل فهو يرى كائن كامل بمجموع صفاته و ليس كل صفة بمفردها أو كل جين بمفرده (لاحظ أن الصفة/الهيكل قد يؤثر عليها أكثر من جين و الجين قد يؤثر على أكثر من صفة/هيكل splicing/pleiotropy مما يزيد من تشابك و تعقيد الأمر) لا يرى الانتخاب الطبيعى كل هذا و لكن يرى الكائن ككل و بالتالى فان سيناريوهات تطوير الصفات أو الجينات بطريقة منفردة atomistic و التى تنتشر فى البيولوجيا التطورية غير واقعية بالمرة أما تطويرها معا فيخرجنا بالكلية من اطار التدرجية التكيفية و يدخلنا فى اطار القفز و المعجزة. الأكثر من هذا أن كثير من الجينات تخضع لتنظيم منتجاتها بشكل مشترك مع جينات أخرى مما يعنى أن زيادة التعبير الجينى genetic expression و هى زيادة انتاج الجين الذى يزعم التطوريون أنه يحدث فى بداية ظهور الوظيفة الجديدة لتعويض ضعفها و بدائيتها سيقود-بفرض حدوثه-الى زيادة انتاج الجينات الأخرى الخاضعة لنفس العملية التنظيمية و بالتبعية الاخلال بتوازن الكائن ككل أى أن حتى القصص و السيناريوهات الخيالية التطورية لا تصح نظريا
D. Kioussis "Gene Regulation : Kissing Chromosomes" Nature vol. 435, 2005: p.579-580
P. Meister et al., "Nuclear factories for signaling and repairing DNA double strand breaks in living fission yeast" Nucleic Acids Research vol. 31, 2003: pp.5064-5073
G.A. Dover "Darwin and the Idea of natural selection" Encyclopedia of Life sciences (2006)
ان نظرية الانتخاب الطبيعى تلعب لعبة غير عادلة ألا و هى التفسير اللاحق للأمور post hoc فان امتلك كائن صفة ما فهى بالتأكيد كانت تكيف اختاره الانتخاب الطبيعى و ان لم يمتلكها فهو لم يحتاج الى هذا التكيف و تكيف بغيره فلم يختره الانتخاب الطبيعى...بهذه الطريقة تحل كل المشاكل و لا تخسر أبدا و لا يمكن اثبات خطأك و يصبح استدلالك تحصيل حاصل tautology
-جيرى فودور و ماسيمو بالميرينى "الأمر الذى أخطأ فيه داروين" ]
و فى الختام بقى أن نوضح أن ما يسميه التطوريون أدلة احصائية على حدوث الانتخاب الطبيعى هى فى الواقع أدلة احصائية على وجود تغيرات فقط و لكنهم ينسبونها قسرا الى الانتخاب الطبيعى فعلى سبيل المثال يقارن التطوريون بين تسلسلين من الحمض النووى أو جينين فاذا وجدوا عددا كبيرا من التغيرات فى الأحماض الأمينية يتم نسبة هذا أوتوماتيكيا الى عمل الانتخاب الطبيعى و اعتباره دليل دون اثبات أصلا أن كل تغير بمفرده من هذه التغيرات مفيد و تكيفى ليعمل عليه الانتخاب أما الللحالة الأخرى فهى حالة الجينات التى تخضع لتغيرات قليلة جدا و هذه يقال أن الانتخاب الطبيعى حفظها و نحن ليس لدينا اعتراض هنا و لكنها تصبح نظرية "الثبات" بالانتخاب الطبيعى و ليس التطور بالانتخاب الطبيعى
و قد بدأ عددا متزايدا من اللتطوريين أنفسهم يقرون بعجز الانتخاب الطبيعى عن انتاج الصفات الجديدة novelty/innovation و قد نقلنا أمثلة على ذلك هنا
ان مقارنة الانتخاب الطبيعى بعمليات التهجين (الانتخاب الصناعى) شائعة جدا منذ داروين نفسه الا أنها مغالطة كبرى فالتهجين تقوم به عقول تعلم ما هدفها لذلك من الممكن جدا أن تختار سمات غير مفيدة للكائن كالوزن الزائد للمواشى أو غزارة انتاج اللبن أو حتى صفات لها أعراض جانبية و هو ما لن يفعله الانتخاب الطبيعى قطعا لأنه سيختار الفائدة الانية فقط و لن يخطط للمستقبل. يمكن للدراونة أن يتفلسفوا كما يشاؤون و يكتبون كلاما لا رأس له و لا ذيل يظهر فيه الانتخاب الطبيعى و كأنه يرى المستقبل و بالتالى سينصر المتعاونين لانشاء مجتمعات تزدهر مع الوقت و سختار تغيرات و طفرات صغيرة تقود فى النهاية الى صفات معقدة لكن يبدو أن الانتخاب الطبيعى مع الأسف لا يقرأ لهم و يفضل القراءة لمدرسة التصميم الذكى و تطبيق كلامها فى الواقع و فى التجارب و اضافة الى ذلك فاننا ننصح التطوررين أن المدافعين عن قدرة التطور على انتاج الأخلاق كالتعاون و الايثار أن يقرأوا أولا تعريف التطور للأخلاق فى المبحث السادس من كتاب تصميم الحياة فهو تعريف غير أخلاقى ابتداءا...فى ضوء كل هذا يحق لنا أن نتساءل عن سر اصرار التطوريين على قدرات الانتخاب الطبيعى الخيالية الغير مبرهنة...بخبرنا التطوريان الملحدان فودور و بالميرينى فى مقدمة كتابهما الناقد للانتخاب الطبيعى: "الأمر الذى أخطأ فيه داروين"
We’ve been told by more than one of our colleagues that, even if Darwin was substantially wrong to claim that natural selection is the mechanism of evolution, nonetheless we shouldn’t say so. Not, anyhow, in public. To do that is, however inadvertently, to align oneself with the Forces of Darkness, whose goal it is to bring Science into disrepute.
Jerry Fodor and Massimo Palmarini "What Darwin Got Wrong" (2011): Terms of Engagement
"أخبرنا الزملاء أنه حتى لو كان داروين مخطئا بشأن الانتخاب الطبيعى فيجب ألا نصرح بهذا أمام الناس لأننا بهذا نصطف و لو بغير قصد مع قوى الظلام الهادفة لهدم العلم" ثم يعلقان فى نهاية المقدمة على أن قوى الظلام اظلامية لأنها ترفض اتباع الدليل و طبعا يقصدان مدرسة التصميم الذكى الا أن حديثهما عن دوجمائية الزملاء الدراونة و اصرارهم على الالية الداروينية برغم عجزهم عن تفسير كيف تعمل يوضح و تحقق النتائج يوضح من هى قوى الظلام الحقيقية]
ملحق: توضيح نظام تكاثر haplodiploid و نموذج الانتخاب الطبيعى المبنى عليه kin selection/inclusive fitness انتخاب الأقارب/لياقة الجماعة : الأب يحتوى على نسخة واحدة من كل كروموسوم لذا فحمضه النووى بالكامل يمر الى بناته و ليس نصفه فقط كحالة التزاوج الجنسى العادية و بالتالى فنسبة القرابة 100% و لعل هذا من أسباب الية التلقيح التى يموت فيها الأب مباشرة بعد التلقيح لأنه غير قادر على انتاج أى تنوع جينى فكل عملية تلقيح يقوم بها سيعطى نفس الجينات بالضبط مما يتسببب فى التكرار و الركود و غياب التنوع بل و تكثيف الأخطاء و الطفرات الضارة. (لاحظ كيف ربطت أخطاء النسخ العشوائية وجود نسخة واحدة من الكروموسومات بانشاء الية افناء موزعة بينه و بين الملكة تقتله عند التلقيح حيث عضلات بطن الملكة هى التى تضغط لتسحب السائل المنوى و يقتل هذا الضغط الذكر و برنامج عمل يجعل الذكور لا تقرب الاناث فى الخلية حتى ميعاد رحلة طيران التزاوج لاعطاء فرصة لتلقيح ملكات من خلايا أخرى من غير الأقارب لزيادة التنوع الجينى و الية ثالثة لدى الشغالات للتوقف عن العناية بالذكور المتبقين بعد انتهاء موسم التزاوج و طردهم من الخلية لضمان عدم استمرار نفس الحزم الجينية المكررة و عندما تسأل كيف نشأ كل هذا حتى يبدأ انتخاب الأقران و لياقة الجماعة فى العمل لا تجد سواء الشعارات الجوفاء: ضغط انتخابى - ملايين السنين - تفيد الكائن - هناك نحل غير اجتماعى و سنرسم سهم منه الى الاجتماعى) بل و يا للعجب يمتلك النحل الية اضافية للكشف عن الجينات لتحديد حالة حدوث خطأ فى التكاثر أو النمو يؤدى الى ذكر بنسختين من الجينات بدلا من واحدة للتخلص من اليرقة المعطوبة فورا لضمان أن تستمر نسبة القرابة من الأب 100%
A diploid individual homozygous for the sex gene, which very seldom occurs, is a diploid drone, and is usually killed by the workers in the larval stage.
Jürgen Tautz "The Buzz about bees: Biology of a SuperOrganism" (2008) : p. 237
فى المقابل الأم (الملكة) تحتوى على نسختين من الجينات و تحصل بناتها على نسخة واحدة و بالتالى فمتوسط نسبة تشابه النحل مع الأم 50% بينما مع الأخت 75% (50% متطابقة من الأب و متوسط نصف الخمسين بالمائة الأخرى من الأم) و بالتالى تصبح من مصلحة البنات (الشغالات) جعل الأم تنجب أكثر لتمرير جيناتهم عن الانجاب بأنفسهن (75% مقابل 50%) و هكذا يعمل الانتخاب الطبيعى. هذا نموذج رياضى أنيق جدا و لكنه يحتاج الى وجود الاليات سابقة الذكر أصلا ليعمل و لا يمكن تصور كيف فهمت الجينات الأنانية كل هذا حتى تنتج لنفسها هذه المنظومة بكل الياتها لضمان نشر نفسها و لا يمكن تصور أن أخطاء النسخ قد وضعت كل هذه الاليات فى أماكنها بدقة ليتصادف فى النهاية أنها صنعت منظومة متكاملة ليبدأ الانتخاب عمله. بل ان هذا النظام يحتاج الى اليات أخرى كانشاء هرمون لدى الملكة يثبط مبايض الشغالات و اليات عقابية للمتجاوزين...الخ. الكارثة الأكبر ليست أن النموذج الرياضى للقرابة و تشابه الجينات لم يفسر كيف تنشأ كل هذه الاليات بل أنه أصلا خطأ فالى جانب كون هناك كائنات متعاونة لا تتكاثر بهذه الطريقة - فى قلب مستعمرة النحل ذاتها تكاثر الملكة مع أكثر من ذكر يجعل متوسط نسب التشابه بين الأخوات ليس 75% بل من 25% الى 75% و هذا يناقض أسس النموذج الرياضى المبنى على أساس الجينات.
Jürgen Tautz "The Buzz about bees: Biology of a SuperOrganism" (2008) : p. 240
و برغم اكتشاف هذه الحقائق لا تزال نماذج انتخاب الأقارب و اللياقة الجماعية تقدم على أنها تفسير ممتاز و عند مواجهة التطوريين بمشاكلها يتم اختراع قصص جديدة على غرار : لابد أن هذه الالية كانت تعمل فى الماضى قبل أن يتطور البرنامج السلوكى للتزاوج مع أكثر من ذكر (و الذى تطورت معه طبعا غدد تخزين السائل المنوى spermatheca و التحكم فيه) لأن تنويع الجينات مفيد لذا صنعه الانتخاب الطبيعى دون ادنى تفسير واقعى لكيف نشا السلف المفترض أو ما تلاه فقط كلام عام عن ظهور جين غير السلوك أو تعديل جين قديم دون شرح حقيقى لكيف ظهر الجديد أو حتى القديم الذى تم تعديله بل و مع تجاهل تام لأن الكثير من الصفات قد تحتاج الى عدة جينات و ليس جين واحد و أن الجينات نفسها تحتاج الى تنظيم ليعمل كل سلوك فى وقته و ظرفه المناسب و ليس فى أى وقت بل و بعضها يحتاج الى أدوات اضافية (هرمونات/غدد لافراز مواد بناء أو تحويل مواد الى أخرى...الخ) كمن يفسر لك وجود مبنى من 10 أدوار بوجود مبنى من 9 أدوار ثم ظهور دور جديد فلا هو فسر المبنى الأول و لا هو فسر ظهور الدور الااضافى الذى هو بالتأكيد ليس بالقاء الطوب يمينا و يسارا أملا فى أن يهبط (خطوة خطوة طبعا) فى المكان الصحيح..
ان التنوع الجينى هام جدا لعمل المستعمرة فمثلا بسببب وجود عدة اباء للشغالات و بالتالى عدة تنوعات فى جيناتهم يمتلكون درجات مختلفة من الحساسية للتغيرات البيئية المختلفة كاختلاف درجات الحرارة مثلا فمجموعة من أب ما تكون عالية الحساسية و أخرى من أب اخر متوسطة و ثالثة من ثالث قليلة الحساسية و هكذا درجات. عندما يحدث تغير طفيف فى درجة الحرارة تشعر به المجموعة عالية الحساسية أولا فتبدأ العمل و لأنه تغير طفيف فلا يتطلب سوى مجهود مجموعة محدودة و هو ما يحدث فعلا. فى بعض الحالات قد يكفى هذا و لكن اذا لم يكفى مجهود هذه المجموعة و واصلت الحرارة الارتفاع تصل الى مرحلة التأثير على المجموعة متوسطة الحساسية فتبدأ هى الأخرى فى العمل استجابة للمؤثر المتوسط و ربما يحل هذا المشكلة حسب مستوى التغير و ربما لا فان لم يكفى عملها و واصلت الحرارة الارتفاع تدخل حيز التأثير على المجموعة منخفضة الحساسية فتنضم للعمل و هكذا و العكس صحيح فعندما يجدى العمل و تبدأ درجات الحرارة فى الانخفاض تبدأ مجموعات الشغالات فى الخروج تباعا من العمل و الذهاب الى وظائف أخرى حسب معدل الانخفاض عوضا عن أن تخرج كلها مرة واحدة بينما كان من المطلوب بقاء البعض لضبط المستوى. و قس على هذا أى مؤثر بيئى غير الحرارة و أى وظيفة مطلوبة فى الحشرات الاجتماعية المختلفة من نمل و نحل و غيرها ففى النمل مثلا وجود نطاق كبير من تباين الأحجام يساعد على ايجاد قوى عاملة قادرة على اتعامل مع نطاق أوسع من الموارد و قطع نباتات ذات مستويات متباينة من الصلابة و الكثافة
Many fathers means many different alleles, and that means workers with a correspondingly high number of different characteristics.
Differences between bees include their variable sensitivity to various environmental stimuli. Some fathers produce sensitive, others insensitive bees. The consequence of this is a large range of intensity with which a colony will react to external or internal disturbances...The process is highly efficient, because the effort that is employed is exactly appropriate to the level of disturbance. The quiet reserve does not consist of bees with similar thresholds to stimuli nor with similar abilities, but is heterogeneous. This multitalented mixture of bees allows the colony to react appropriately to any kind of disturbance...The threshold values at which the behavior is released in individuals are determined partly by the genome, and otherwise result from the multiple pairings of the queen bee. Different fathers lead to different daughters with different behavioral threshold values, and so a broad range of sensitivities. The wider this range, the more exactly the number of bees deployed can be tuned to the extent of disturbance, and the precision with which the colony can adjust.
Jürgen Tautz et al., "The Buzz about Bees: Biology of a Superorganism" (2008): p.246, 229, 258-259
C. Jones et al., "Honey bee nest thermoregulation: diversity promotes stability," Science 305: 402-404 (2004).
R. H. Crozier and R. E. Page, "On being the right size: male contributions and multiple mating in social Hymenoptera," Behavioral Ecology and Sociobiology 18(2): 105-115
JAMES K. WETTERER "Forager polymorphism, size-matching, and load delivery in the leaf-cutting ant, Atta cephalotes" Ecological Entomology 19(1): 57-64 (1994).
D. A. Waller, " The foraging ecology of Atta texana in Texas," in C. S. Lofgren and R. K. Vander eds, “Fire Ants and Leaf-Cutting Ants: Biology and Management” pp. 146-158.
أى أن التنوع الجينى و التباينات التشريحية هنا جزء لا يتجزأ من تنظيم العمل فى المستعمرة لضمان التخصص و المرونة و ليس مجرد تباينات تصادف وجودها (الى جانب فوائده الأخرى فى مقاومة الأمراض و منع تركيز الصفات السيئة و الطفرات الضارة)
W. O. H. Hughes and J.J. Boomsma, "Genetic diversity and disease resistance in leaf-cutting ant societies," Evolution 58(6): 1251-1260 (2004).
T.D. Seeley and D. R. Tarpy, "Queen promiscuity lowers disease within honeybee colonies," Proceedings of the Royal Society of London B 274: 67-72 (2007).
يدعم هذا أيضا أن عددا من الباحثين وجدوا مناعة عالية فى النحل البرى ضد نفس العدوى التى فتكت بنحل المزارع و رجحوا أن السبب هو فقدان نحل المزارع للكثير من التنوعات بسبب خضوعه للانتخاب الصناعى أما النحل البرى فاحتفظ بتنوعاته
"Is Beekeeping Wrong?: Parasites and pesticides have brought chaos to bee colonies throughout the world. Natural beekeepers want to transform our relationship to the hive." The NewYorker (August 21, 2023)
ان أهم ما فى كل هذا هو أنه هذا يساعدنا على رؤية علاقة جديدة تماما بين التنوعات فى الكائنات و بين الطبيعة او ما يسمى الانتخاب الطبيعى. يخبرنا التطوريون أن هذه التنوعات مجرد أحداث طارئة صدفوية historical contingency يعمل عليها "قانون" الانتخاب الطبيعى لينتقى منها و يراكم محولا كائن الى اخر و لكن الزعم بأن الأفضل و الأصلح و الأكثر تكيفا هو الذى سيستمر هو مجرد تحصيل حاصل و حشو كلامى. ما يتم تهريبه فى قلب هذا الكلام هو فرضية وجود سلم من التغيرات النافعة من عضو الى عضو و من تطوى بروتينى الى اخر عبر هذه التنوعات و هو ما لم يثبت أبدا و لكن الأخطر هو تهريب فكرة أن هذه التنوعات ليست مقصودة لذاتها و هذا غير صحيح. ان مجرد وجود التنوع فى مجتمع من الكائنات الحية هام لضمان قدرته على التعامل مع ظروف و مؤثرات بيئية مختلفة حتى فى غياب فرضية امكان تحول كائن الى اخر (التطور) و هذا ليس فى مثال الكائنات المتعاونة فقط بل بشكل عام. يسمى هذا فى بعض المجالات population hedge strategy و معناه ببساطة عدم وضع البيض فى سلة واحدة وابقاء تنوعات فى الجماعة الحية لمواجهة الظروف المختلفة حتى لا تنقرض بالكلية.
variation in protein levels can generate a bet hedging strategy in which different individuals are suited for different possible future environments. Not all of the eggs are in one basket...Cells also use noise as a random number generator to produce oscillations, stochastic differentiation, and to provide bet-hedging: noise adds diversity that allows organisms to deal with unexpected situations.
Uri Alon "An Introduction to Systems Biology" Second Edition p. 166, 307
Eldar, A. and Elowitz, M.B. 2010. ‘Functional roles for noise in genetic circuits’, Nature, 467(7312), 167–173.
طبعا هم كالعادة ينسبونه للتطور بلا أى دليل و لكن ما نرصده أنه الية لضمان البقاء و ليس لتحويل كائن الى اخر بضمان ملاءمة النوع لنطاق واسع من الظروف البيئية و قد وجدت بعض الدراسات أن "القوى التطورية" قامت بتشكيل أفراد المستعمرة بشكل يضمن الموازنة بين التخصص و المرونة معا فهناك صفات عالية التخصص للقتال أو البحث عن الطعام أو العمل فى المستعمرة و هناك أفراد يمتلكون مزيجا من الصفات يجعلهم غير متخصصين و بالتالى لا يقومون بالوظيفة بالشكل الأمثل لهذه الوظيفة تحديدا و لكن مع ذلك وجودهم بهذا التدرج من التنوعات يحقق الحالة المثلى للمستعمرة ككل باعطاءها مرونة لزيادة العمل على أى جبهة من الجبهات بسرعة عند الحاجة بأفراد قادرين على القيام بوظائف متعددة و لكن ليس بالشكل الأمثل لكل واحدة بينما لو كان التخصص فقط هو السائد لعجز أفراد كل تخصص عن سد الحاجة لدى الوظائف الأخرى ان زادت بسبب تغيرات البيئة و لأصبحوا عبئا عند انخفاض الحاجة لتخصصهم و قد شبه بعض الدارسين نفس "مبادئ التصميم" هذه بالمستخدمة على مستوى الأنسجة و و خلايا الأعضاء فى الجسد
Why not make three clusters of specialists – optimal nursers, foragers and soldiers, without the generalist ants in the middle which are suboptimal at all tasks? Ant researchers believe that one reason for generalists is dynamic flexibility. Suppose the nest is attacked – there is no time to make more soldiers. Instead, generalist ants can be recruited to supply the needed tasks quickly. We will use this as a metaphor soon for division of labor between cells in an organ.
Uri Alon “An Introduction to systems biology” Second Edition – Section 14.7 Trade-Offs in Morphology
Bert Holldobler and E. Wilson “The Super Organism: The beauty, elegance and strangeness of insect societies” (2009): p. 122
Using the Pareto front concept from economics and engineering, we find that best–trade-off phenotypes are weighted averages of archetypes—phenotypes specialized for single tasks. For two tasks, phenotypes fall on the line connecting the two archetypes, which could explain linear trait correlations, allometric relationships, as well as bacterial gene-expression patterns. For three tasks, phenotypes fall within a triangle in phenotype space, whose vertices are the archetypes, as evident in morphological studies, including on Darwin’s finches. Tasks can be inferred from measured phenotypes based on the behavior of organisms nearest the archetypes.
Shoval et al., 2012 "Evolutionary Trade-Offs, Pareto Optimality, and the Geometry of Phenotype Space." SCIENCE 26 Apr 2012 Vol 336, Issue 6085 Fig. 3-b p.1159
و الدراسة أعلاه فى الواقع كانت تتعامل مع توزيع الصفات فى الجماعات الحية بشكل عام و ليس فقط المجتمعات المتعاونة فقط و خرجت بنفس النتائج للجميع فتنوعات مناقير عصافير داروين (و الطيور بشكل عام) تسمح لها بنطاق واسع من الأغذية فبعضها يركز على هذا النوع و البعض الاخر على ذاك و البعض الثالث على مزيج من هذا و ذاك بنسب متفاوتة فلا يتم الضغط على نوع واحد من الغذاء فينضب بسرعة و تفنى و لا تنقرض اذا نضب هذا الغذاء لسببب أو اخر و تنوعات أجنحة الخفافيش يسمح لها أيضا بتنويع نطاقها الغذائى بين حشرات مختبئة بين النباتات و أخرى طائرة فى الجو و فرائس أكبر حجما و هكذا لسائر أنواع الكائنات
Each individual gets a mix of polymorphisms that create a cloud of variation aligned with the [Pareto] front....Furthermore, in order to produce the observed variation, developmental patterning mechanisms need to somehow focus the effects of noise along useful directions aligned with the front, a kind of “aligned canalization.”...Aligned polymorphisms and canalization mean that every offspring has a good chance to lie somewhere on the Pareto front, and, therefore, can be competitive in one of the niches available to the species
Uri Alon “An Introduction to systems biology” Second Edition - Section 14.12 VARIATION WITHIN A SPECIES LIES ON THE PARETO FRONT
Even in the context of this exception, phalangeal variations observed in nature are a small subset of potential morphospace.
Kathryn D. Kavanagh et al., "Developmental bias in the evolution of phalanges" PNAS Vol. 110 | No. 45 (110 (45), October 22, 2013: 18190-18195
و قد وصلت دراسات أخرى الى نتائج مشابهة من طريق اخر عندما فشلت تماما فى التوفيق بين التنوعات الكبيرة فى سونار الخفاش (صفات الموجات المطلقة و طريقة الاطلاق و الخصائصا لتشريحية - انظر الشكل رقم 1 فى الورقة الأولى) و شجرة التطور فخلصت الى أن توزيع أنواع السونار بين الخفافيش لا يتطابق مع التطور من سلف مشترك و لكن مع نوعية الغذاء و بيئة حياة الخفاش (بعبارة أخرى مع الوظيفة و ليس مع شجرة التطور)
our perspective on the evolution of echolocation is clouded by the diversity and plasticity of signals that we see in extant bats, suggesting that the animal’s habitat is often more important in shaping its call design than is its evolutionary history
Gareth Jones and Emma C. Teeling "The evolution of echolocation in bats" TRENDS in Ecology and Evolution Vol.21 No.3 March 2006 - ِalso check Figure 1
Echolocation-call design in bats arises as a result of strong selective pressures intimately linked to the ecological and environmental conditions bats are exposed to when navigating or searching for food...This results in remarkable congruence in echolocation behavior and call design among bats foraging in similar habitat types (e.g., uncluttered space, background-cluttered space, or highly cluttered space) independent of phylogenetic associations...Rhinolophoids (rhinolophids, hipposiderids, megadermatids) that echolocate while stationary also share modifications with other bats such as nycterids, which also echolocate while stationary;... play some role in decreasing the costs of echolocation while stationary. Given that the two groups are not closely related, these modifications have evolved convergently
Geeta N. Eick et al., "A Nuclear DNA Phylogenetic Perspective on the Evolution of Echolocation and Historical Biogeography of Extant Bats (Chiroptera)" Molecular Biology and Evolution, Volume 22, Issue 9, September 2005, Pages 1869–1886
طبعا هم ينسبون الفضل للانتخاب الطبيعى و لكن ان كنا خسرنا السلف المشترك فما دور الانتخاب الطبيعى أصلا؟ و بما أننا فى سياق الحديث عن الخفافيش فأيضا التنوعات و الباينات فى أصواتها تساعد كل فرد على تحديد الصدى الذى أطلقه هو عن ما أطلقه زملاءه عندما يكونون فى أعداد كبيرة فيتمكن من تفادى الشوشرة و تأثيرات الضوضاء
From these recordings, the researchers extracted characteristics of each bat’s “voice”. They teased out extremely small differences from one individual’s call to the next and found that these tiny variations can drive enormous differences in the signal that returns to a bat. This makes it easier for each bat to compare a returning echo to the one it sent out and ignore the input that doesn’t match. “Really subtle changes have a big impact on whether a bat accepts or rejects the return signal,” says Kloepper.
"How bats pick out their own calls when flying in enormous swarms" NewScientist June 2024
و هذا التنوع ليس مفيدا فقط بين الوظائف و البيئات المختلفة فقط و لكن فى قلب الوظيفة الواحدة و البيئة الواحدة فالنمل متوسط الحجم الباحث عن الطعام مثلا هو ذاته يمتلك تباينات فى حجمه تظهر مع زيادة حجم المستعمرة تجعل بعضه (الأعلى من المتوسط قادرعلى قطع و حمل أهداف أكبر و أكثر قسوة) بينما يركز الأصغر على الأهداف الرخوة و هذا التباين ذاته-تماما كما فى النحل-يعتمد فى جزء منه على نظام التكاثر الذى يقوم على تعدد التلقيح من ذكور قصيرى العمر و الذى تعتمد نظرية الانتخاب الطبيعى على وجوده ابتداءا لتستخدمه فى التفسير
The workers of mature or nearly mature colonies of Atta vary continuously over an extremely wide size range...they attack a correspondingly wide variety of leaves and flowers. The largest among them cut the thickest and toughest parts.
Bert Holldobler and E. Wilson “The Super Organism: The beauty, elegance and strangeness of insect societies” (2009): 152, 155
البكتيريا كذلك تقوم بتنويع نفسها حتى تتمكن من التعامل مع ظروف بيئية مختلفة و هم وا يسميه بعض الباحثين استراتيجية تأمين
Boles, B. R., Thoendel, M., & Singh, P. K. (2004). Self - generated diversity produces “insurance effects” in biofilm communities. Proc.NATL. ACAD. SCI. USA., 101(47), 16630 – 16635
مثال اخر: تباينات جينية و تنظيمية تؤثر على هل يبحث الكائن عن الغذاء فى مساحة ضيقة أم واسعة...التطورى سيركض فورا للكلام عن كيف أن تغير البيئة و ندرة الغذاء قد يمنح الجين المسئول عن البحث فى مساحات واسعة ميزة عن الاخر المسئول عن المساحات الضيقة فيتكاثر حاملو الأول على حساب حاملو الثانى فيحدث التطور و نحن لا ننكر طبعا أن هناك حالات قد يكون فيها سلوك أو جين أفيد من اخر لكن الشاهد هو أن كلا النوعين مطلوبان ابتداءا و ليسا مجرد تباينات عشوائية اختار منها الانتخاب الطبيعى فوجودهما يساعد على تقسيم سلوك الجماعة الحية بين موارد الطعام القريبة و البعيدة فلا يكون التركيز على واحدة منهما فقط فتنضب بسرعة كما أن وجودهما مطلوب لتنظيم عمل الحشرات الاجتماعية كالنمل و النحل و تنسيق من يعمل فى نطاق ضيق ليقوم بالمهام فى قلب الخلية و من يعمل فى نطاق واسع ليقوم بمهام خارج الخلية كجمع الطعام أى أن هذه التباينات من جديد مطلوبة لذاتها و لتمكين الكائنات من التأقلم مع بيئات متعددة من البداية و ليست مجرد تغيرات عشوائية بلا هدف ينتقى الانتخاب منها البعض و يقضى على الاخر
studies in the eusocial honey bee, Apis mellifera, have demonstrated that the expression of Amfor and PKG activity increase in the brains of worker bees as they make the transition from in-hive tasks to foraging outside the hive (12–14), and treatment of young bees with a PKG activator results in a precocious transition to foraging activity, possibly by switching the innate phototaxis behavior of workers from negative to positive (13, 15). Following the studies in the fly and honey bee, for and cGMP signaling were further implicated in the regulation of feeding and food-search behavior in diverse insect species, including studies in various ant species (16–18), bumblebees (19, 20), social wasps (21), beetles (22), locust (23), as well as in nematodes and other animal clades (24–26)...these findings suggest that epigenetic factors, such as G9a, may play a role not only in driving long-term stable allelic differences, but also in allele-independent spatial and temporal regulation of for expression at the physiological timescale, and therefore, in behavioral plasticity exhibited by individuals.
Yehuda Ben-Sharar “Epigenetic switch turns on gene behavioral variations” PNAS 114, no. 47 (2017): 12365-12367
بل اننى أذكر أنه فى سلسلة حلقات عن النوم على قناة عالم الأعصاب و الطبيب الشهير أندرو هيوبرمان تطرق الحديث الى الساعة البيولوجية و مقدار الاختلافات العشوائية الموجودة بين الناس فى مدى دقتها و العشوائية طبعا من الأدلة المزعومة للتطور الا أن الضيف علق على كون ذلك مهما جدا للمجتمعات البشرية القديمة لتمكين البعض من السهر لللحراسة من هجوم الحيوانات بينما ينام الاخرون و المجتمعات الحديثة لتمكين ورديات العمل الليلية فلما انتبه الضيف الى تعقيب هيوبرمان عن كون كل شئ دقيق و له غرض حتى العشوائية الظاهرة فى التباينات بين الكائنات الحية سارع الى القول بأننا يجب أن نحترم ما أعطانا اياه التطور من أجل مصلحتنا و بقاءنا. اذن فالتنوعات وظيفية بمفردها حتى حال عدم وجود أى "ضغط بيئى" و هى موجودة لأنها ضرورية ليتأقلم النوع مع ظروف مختلفة و بالتالى تزداد قدرته على البقاء و ليس ليختار منها الانتخاب الطبيعى محسنا الكائن حتى يتحول الى كائن اخر و قد وجدت دراسات كأعمال شوفال و ألون المذكورة بالأعلى أن الصفات فى الكائنات الحية تتحرك على خط المواءمة المثلى Pareto Front (معيار هندسى و اقتصادى) للبيئة و الأنشطة التى تقوم بها.و طبعا عندما يمكن الطعن فى أمثلية وضع ما فهو دليل دامغ على التطور و غياب التصميم أما عندما نكتشف أن الوضع يحقق الأمثلية وفق معايير مستقاة من الهندسة فهو دليل دامغ على قدرة الانتخاب الطبيعى على موازنة عوامل متعددة و خلق أنماط شكلية متعددة بنسب مثالية للوصول الى الوضع الأمثل للمجتمع ككل. بالتأكيد لا يوجد ما يمنع من اعتقاد أن الظروف البيئية تؤثر على كون أحد الأنماط الشكلية الموجودة هو الأنسب من غيره و بالتبعية الأقدر على الانتشار لكن تبقى حقيقة أن التنوعات (التكيفات) بمفردها بدون أى تغير بيئى وظيفية تماما و ذات هدف و غاية و أنها تتأرجح بالجماعة الحية فى نطاق محدد كما وجدت هذه الدراسات لا انها تشكله فى أى اتجاه (نطاق التنوعات دائما محدود بشكل هندسى ذو حدود و أركان واضحة يتأرجح داخله و لكن لا يتجاوزه) أما كون الظروف البيئية مع أخطاء فى نسخ الحمض النووى هى التى صنعتها ابتداءا و وضعتها فى حالات تخصصية مثلى و أخرى هجينة احتياطية فهذا هو السخف بعينه.
منقول من ملخص كتاب أيقونات التطور، علم أم خرافة لجوناثان ويلز
تعليق