تشبيه الجنين بالدودة فى كتب التشريح..
تأويل قوله تعالى: فلينظر الإنسان مما خُلق ..
تقليص
X
-
فوائد لغوية:
- يقول الله تعالى فى كتابه العزيز (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى) النطفة هى (القطرة) أيضاً كما عند الشوكانى فى تفسيره..اترك تعليق:
-
مصطلحات قرآنية:
النطفة: النطفة هى الماء القليل (وبه سمي المني نطفة لقلته) كما فى لسان العرب أى تشبيهاً بالماء القليل..
النطفة الأمشاج: أى (نطفة ذات أمشاج) أى أخلاط كما فى تفسير الرازى..
سلالة من طين: السلالة هى القليل مما يُنسل وهى المادة الوراثية المستلة من آدم ثم بنيه من بعده وقد بدء الله تعالى خلق الإنسان من طين..
سلالة من ماء مهين: هى المادة الوراثية المستلة من السائل المنوى..
العلقة: هى المرحلة التى تلى مرحلة تخصيب البويضة والتى تعلق بجدار الرحم..
وفى نهاية الأسبوع الثانى يمكن ملاحظة وجود مسام مركزى فيه دم متجلط كما فى (كتاب العلم وحقائقه) للدكتور سامى عامرى..
وخلال هذه المرحلة يتم خلق دم الجنين البدائى أو الأولى..
من أصلابكم: يقول الراغب الأصفهانى فى كتابه (مفردات ألفاظ القرآن): " وقوله (وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ) تنبيه أن الولد جزء من الأب وعلى نحوه نبه قول الشاعر: وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشى على الأرض "..اترك تعليق:
-
عن النبى عليه السلام أنه قال: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ ".. (رواه مسلم فى صحيحه)..
ويقول أيضاً فى حديث آخر: " يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَمَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَيُكْتَبَانِ.. فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى.. فَيُكْتَبَانِ وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ فَلَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ ".. (رواه مسلم فى صحيحه)..
يقول الدكتور محمد بورباب فى شرح هذا الحديث الشريف: " إن هذه العبارة النبوية غاية في الدقة العلمية.. حيث يمكن استنتاج أن النبي أشار بها إلى انقسام وتكاثر الخلايا الجنينية الهائل والسريع في اتجاهات متفرقة.. وإلي تمايز هذه الخلايا في طور العلقة.. ثم تٌجمع خلايا كل عضو من أعضاء الجنين ليتم تكوينه وتخليقه في طور المضغة في صورة براعم أولية.. ولا تنتهي الأربعون يوماً إلا وخلايا جميع أعضاء الجنين المختلفة قد تمايزت.. فهاجر ما هاجر منها لتتجمع في الأماكن المحددة لها.. بعد أن كانت من قبل متشابهة وغير متمايزة في مرحلة تكاثرها الهائل والسريع في الأسابيع الأولى ".. (موقع الدكتور على الشبكة العنكبوتية)..اترك تعليق:
-
فان قلتَ: فما تأويل قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) ..؟!
قلتُ: تأويله هو قول إبن مسعود رضى الله عنه: " مُسْتَقَرّ فِي الدُّنْيَا وَمُسْتَوْدَع حَيْثُ يَمُوت ".. (تفسير القرآن العظيم لإبن كثير)..
أى أن الله تعالى قد خلق إبن آدم من أبيه ثم مكانه إما مُستقر على وجه الأرض أو مُستودع فى القبر..اترك تعليق:
-
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ".. (المؤمنون: 14)..
قلتُ: لم يتطرق الكتاب العزيز لمسألة خلق العظام قبل أو بعد أو مع العضلات ولكنه ذكر فقط كسوة اللحم للعظام فقال (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا)..
والكسوة تشير لمعنى اللبس ويعنى لغوياً المخالطة والمداخلة كما فى (مقاييس اللغة) لإبن فارس..
فمفهوم الكسوة يشير فى الأساس للكساء أو اللبس..
وقوله (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا) يشير لتخلل العظام للمضعة فالمضغة تكون بالنسبة له كالكساء واللباس..
وذلك لأن الله تعالى لا يخلق العظام من المضغة كلها ولذلك قال (ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ)..
والفاء فى قوله تعالى (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) هى فاء التفريع وليست فاء التعقيب..
وفاء التفريع كما عرفها إبن عاشور تفيد أن (الكلام الذى بعدها مترتب على الكلام الذى قبلها)..
فقوله تعالى (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) هو بمثابة بيان أن العظام قد تخللت اللحم فيكون اللحم بمثابة كساء أو لباس لها..
ولذلك يقول إبن عاشور فى تفسيره: " وخلق المضغة عظاماً هو تكوين العظام فى داخل تلك المضغة وذلك ابتداء تكوين الهيكل الإنسانى من عظم ولحم.. وقد دل عليه قوله (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) بفاء التفريع على الوجه الذى قُرر فى عطف (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ) بالفاء.. فمعنى (فَكَسَوْنا) أن اللحم كانَ كالكسوة للعظام ولا يقتضى ذلك أن العظام بقيت حيناً غير مكسوة ".. (التحرير والتنوير)..
ويقول السعدى فى تفسيره: " (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ) اللينة (عِظَامًا) صلبة قد تخللت اللحم ".. (تيسير الكريم الرحمن)..اترك تعليق:
-
يظهر بالصورة المرفقة إتمام خلق الجنين بعد أن صار على شكل قطعة لحم غير منتظمة الشكل..
ولم يتطرق الكتاب العزيز لمسألة خلق العظام قبل أو بعد أو مع العضلات ولكنه ذكر فقط كسوة العضلات للعظام فقال (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) بصيغة الماضى..
والكسوة تشير لمعنى اللبس ويعنى لغوياً المخالطة والمداخلة كما فى (مقاييس اللغة) لإبن فارس..
ويمكن ملاحظة كيف أن العضلات قد كست العظام بوضوح فى اليوم (56) فى الصورة المرفقة..
اترك تعليق:
-
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز " أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى ".. (القيامة: ٣٨-٤٠)..
قلتُ: المادة الوراثية التى تُنسل من السائل المنوى هى المسئولة عن تحديد جنس الجنين حيث تحمل الأم كروموسومات من نوع (X) فقط بينما يحمل الأب كروموسومات من نوع (Y) وكذلك من نوع (X) وتحديد جنس الجنين إنما يكون وفقاً للكروموسومات التى يحملها الحيوان المنوى ولذلك قال تعالى (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى) فقال منه والمقصود ماء الرجل..
وأما قوله تعالى (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى) فمرحلة العلقة من مراحل تطور الجنين وهى تلى مرحلة الإخصاب..
والعلقة مفرد علق وتشير إلى نشوب الشىء فى شىء آخر ..
وقد وصف الإمام الماوردى العلقة بأنها: " أول أحوال العلوق ".. (النكت والعيون)..
وهذا قد أثبته العلم الحديث..
يقول الدكتور سميح خورى مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم: " فى اليوم الرابع إلى الخامس من رحلة الجنين (الأرومة) المنقسم فى طريقه من قناة فالوب إلى موقعه الأخير كى يعلق أخيراً بجدار الرحم ".. (مقال مراحل تكون الإنسان فى الرحم)..
يقول إبن فارس فى مادة (علق): " العين واللام والقاف أصلٌ كبير صحيح يرجع إلى معنىً واحد وهو أن يناط الشَّىء بالشىء".. (مقاييس اللغة)..
ولذلك تطلق كلمة العلق على الدم الجامد ودود الماء والطين اللازب لأنهم يعلقون قياساً ..
يقول إبن فارس: " والعَلَق الدم الجامد وقياسُه صحيح لأنَّه يَعْلَقُ بالشىء ".. (مقاييس اللغة)..
ويقول إبن منظور: " والعَلَقُ: دود أَسود فى الماء معروف الواحدة عَلَقةٌ ".. (لسان العرب)..
ويقول المرتضى الزبيدى: " والعَلَقُ: كُلُّ ما عُلِّقَ وأيضاً: الطّينُ الذى يعْلَق باليَد ".. (تاج العروس)..
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ " .. (العلق: 2)..
الراجح أن المراد بالعلق هنا هو الطين اللازب الذى يعلق باليد..
لأن ظاهر السياق يتحدث عن بدء خلق الإنسان من طين..
يقول الله تعالى: " إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لّازِبٍ ".. (الصافات: 11)..
والطين اللازب هو: الطين اللاصق الذى يعلق باليد ..
يقول الإمام الطبرى فى تفسيره: " إنا خلقناهم من طين لاصق وإنما وصفه جل ثناؤه باللزوب لأنه تراب مخلوط بماء ... والتراب إذا خلط بماء صار طيناً لازباً "..
وتطلق العلقة أيضاً على كل ما يعلق عامة..
فعن إبن أبى هلال أن رجلاً أتى النبى عليه السلام فقال: " يا رسول الله ما من الناس أحد بعدك أحب إلى من فلان .. إنى لأجد له فى نفسى شيئاً ما يعلمه إلا الله .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أذهب فأخبره .. فأتاه فأخبره فقال الآخر: والذى نفسى بيده لك مثل ذلك .. فأتى النبى عليه السلام فأخبره .. فقال رسول الله عليه السلام: شىء بشىء شىء وافق شيئاً لا أسمع لك عَلَقَة فضلى ".. (الجامع فى الحديث لإبن وهب)..
قوله (لا أسمع لك عَلَقَة فضلى) أى لا تجعل فضل محبتى نُشبة تمنعك من مصارحة من تحب بحبك له..
فصح يقيناً أن العلقة تطلق على الشىء الناشب أو المتشبث بشىء آخر..
ولذلك يقول الشيخ الشعراوى: " سُميت النطفة علقة لأنها تعلق بالرحم ".. (تفسير الشعراوى)..
وهناك وجه آخر فى تأويل قوله تعالى (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى)..
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ .. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ .. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ".. (المؤمنون: 12-14)..
قلتُ: تقرر هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى بدء خلق الإنسان من طين..
وفى سفر التكوين: «وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً»..
وتقول الموسوعة الحرة أنه تم اقتراح أن لمعادن الطين دوراً فى نشأة الحياة فى ورقة بحثية عام 2013 بعنوان (معادن الطين وأصل الحياة) "..
والنطفة لغوياً هى الماء القليل وفى لسان العرب (وبه سمي المني نطفة لقلته) أى تشبيهاً له بالماء القليل وهى (القطرة) كما عند الشوكانى فى تفسيره..
وأما العلقة فهى وصف لحالة تطور الجنين من النطفة الأمشاج والتى تشبه القطرة..
فتستحيل النطفة الأمشاج إلى علقة..
ولذلك يقول الإمام الرازى فى تفسيره لقوله تعالى (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً): " أي حولنا النطفة عن صفاتها إلى صفات العلقة ".. (مفاتيح الغيب)..
ويكون الجنين فى هذا الطور شبيهاً بدودة العلق وقد امتلأ دماً..
ولذلك يقول الإمام إبن كثير فى تفسيره: (فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة).. (تفسير القرآن العظيم)..
وهذا الوصف الدقيق فى زمن نقاء اللسان العربى وقبل عصر المجهر..
ويقول إبن عاشور فى تفسيره بتصرف: (ومن إعجاز القرآن العلمي تسمية هذا الكائن باسم العلَقة ... إذ قد ثبت في علم التشريح أن ... الذي استحالت إليه النطفة هو كائن له قوة امتصاص … من دم الأم بسبب التصاقه).. (التحرير والتنوير)..
وخلايا الدم الحمراء الخالصة هى أول الخلايا المتخصصة التى يخلقها الله تعالى فى الجنين..
وفى نهاية الأسبوع الثانى يمكن ملاحظة وجود مسام مركزى فيه دم متجلط كما فى كتاب (العلم وحقائقه) للدكتور سامى عامرى..
والفاء فى قوله تعالى (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) تفيد الترتيب مع التراخى وفقاً لإبن مالك فى (شرح التسهيل) ويؤيده قوله تعالى فى سورة الحج (ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)..
والخلق هنا ليس هو الإيجاد ولكنه التحول والتطور..
وفى التنزيل العزيز: (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)..
يقول الإمام الطبرى فى تفسيره: " يقول: وقد خلقكم حالاً بعد حال طوراً نُطْفة وطوراً عَلَقة وطوراً مضغة وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ".. (جامع البيان)..
ويقول الإمام الرازى فى تفسيره: " وسمى التحويل خلقاً لأنه سبحانه يفني (أى يزيل) بعض أعراضها ويخلق أعراضاً غيرها فسمى خلق الأعراض خلقاً لها ".. (مفاتيح الغيب)..
قلتُ: فتستحيل العلقة عن وصفها إلى وصف المضغة وهى الكتل البدنية وقد صارت على شكل قطعة لحم غير منتظمة الشكل والتى تتمايز إلى قطاع عضلى وقطاع عظمى وقال (لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ) فى سورة الحج لأنه قال فى سورة المؤمنون (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) فبين سبحانه وتعالى أن المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة حتى لا يظن أحد أن الله تعالى يقدر تكوين العظام من المضغة كلها ولا تكون مع ذلك أعضاء الجنين تامة الخلق بعد فى هذه المرحلة..اترك تعليق:
-
عن إبن عباس رضى الله عنه أنه قال: " أتَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نفرٌ من اليهودِ فقالُوا: إنْ أخبرَنا بِما نسألُهُ عنهُ فهوَ نبيٌّ.. فقالُوا: من أين يكونُ الشبَهُ يا مُحمدُ ؟! قال: إنَّ نُطفةَ الرجلِ غليظةٌ ونُطفةُ المرأةِ صفراءُ رقيقةٌ فأيُّهما غلَبَ صاحِبَتَها فالشَّبَهُ لهُ.. وإنِ اجتمعا كان مِنْها ومِنهُ.. قالُوا: صدقْتَ ".. (رواه البزار فى البحر الزخار)..
قلتُ: النطفة هى الماء القليل (وبه سمي المني نطفة لقلته) كما فى لسان العرب أى تشبيهاً له بالماء القليل..
وكذلك تبدو النطفة الأمشاج أو البويضة المخصبة وكأنها قطرة ماء..اترك تعليق:
-
فان قلتَ: فما أصل اعتقاد أن السائل المنوى يخرج من عظام العمود الفقرى.. ؟!
قلتُ: أصل هذا الاعتقاد تجده فى خبر حبر تيماء..
فعن كريب أنه قال: " دعاني ابن عباس رحمه الله فقال: اكتب من عبد الله بن عباس إلى فلان حبر تيماء سلام عليك.. فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.. فقلتُ: تبدؤه فتقول سلام عليك ؟! فقال: إن الله هو السلام اكتب سلام عليك.. أما بعد فحدثني عن مستقر ومستودع وعن جنة عرضها السماوات والأرض.. قال: فذهبت بالكتاب إلى اليهودي فأعطيته إياه.. فلما نظر إليه قال: مرحباً بكتاب خليلي من المسلمين ! فذهب بي إلى بيته ففتح أسفاراً له كثيرة فجعل يطرح تلك الأسفار لا يلتفت إليها قلتُ: ما شأنك ؟! قال: هذه أسفار كتبتها اليهود حتى أخرج سفر موسى فنظر إليه فقال: المستودع الصلب والمستقر الرحم ثم قرأ هذه الآية: ونقر في الأرحام ما نشاء ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين.. قال: هو مستقره في الأرض ومستقره في الرحم ومستقره تحت الأرض حتى يصير إلى الجنة أو إلى النار ثم نظر فقال: جنة عرضها السماوات والأرض قال: سبع سماوات وسبع أرضين يلفقن كما تلفق الثياب بعضها إلى بعض فقال: هذا عرضها ولا يصف أحد طولها ".. (سنن سعيد إبن منصور)..
وقد كان لهذا الخبر له ما بعده..
فقد تأثرت به كتب التفسير والفقه وبعض المرويات..
ومن المعروف عن إبن عباس رضى الله عنه أنه كان ينهى عن سؤال أهل الكتاب أصلاً..
فعنه أنه قال: " كيفَ تَسْأَلُونَ أهْلَ الكِتَابِ عن كُتُبِهِمْ وعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ أقْرَبُ الكُتُبِ عَهْدًا باللَّهِ تَقْرَؤُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ ".. (رواه البخارى فى صحيحه)..
أما تفسير الآية الكريمة وفقاً لتأويل حبر تيماء فهو باطل بلا شك ولا شبهة..
وقد رُوى هذا التأويل عن عشرة من التابعين كما فى تفسير إبن جرير الطبرى وهم: سعيد إبن جبير ومجاهد وعكرمة وعطاء وقتادة والسُدى وإبن زيد والضحاك وإبراهيم النخعى وعبد الرحمن إبن الأسود..
وروى مثل ذلك عن آخر اسمه (مقسم) قال فيه إبن حزم: ليس بالقوى..
وهذا القول مروى عن إبن عباس وعنه أخذوه..
وجميع هذه المرويات لا تخلو من مقال..
وإذا صح أن إبن عباس قد أخذ هذا التفسير من حبر تيماء فالراجح أنه كان يأخذ عن أهل الكتاب ثم رجع عن ذلك..
ومن المعروف عن إبن عباس - رضى الله عنه - أنه كان يأخذ عن أهل الكتاب ولكن ممن أسلموا ككعب الأحبار..
ولذلك يقول الإمام إبن تيمية: " ولكن في بعض الأحيان يُنقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: بَلِّغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج "..
ثم قال: " ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تُذكر للاستشهاد لا للاعتقاد ".. (مقدمة فى أصول التفسير)..
والمقصود هنا ما هو مسكوت عنه من أخبارهم..
وكثير من هذه الأخبار المروية عن أهل الكتاب لا أصل لها كتأويل حبر تيماء..اترك تعليق:
-
فإن قلتَ: فما تأويل قوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) ..؟!
قلتُ: تأويله ما ذكره السُدى قال: " أخرج الله آدم من الجنة ولم يهبط من السماء ثم مسح صفحة ظهره اليمنى فأخرج منه ذرّية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذرّ فقال لهم: ادخـلوا الجنة برحمتى ومسح صفحة ظهره اليسرى فأخرج منه ذرّية سوداء كهيئة الذرّ فقال: ادخـلوا النار ولا أبالى فذلك حين يقول: " وأصْحابُ اليمين وأصْحابُ الشِّمال " ثم أخذ منهم الميثاق فقال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى) فأطاعه طائفة طائعين وطائفة كارهين على وجه التقية ".. (تفسير الطبرى)..
وغنى عن البيان أن ذرية آدم ليست هى ماء الرجل فقط أو ماء المرأة وإنما هى البويضات الملقحة..اترك تعليق:
-
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ ".. (السجدة: ٨)..
يقول الإمام القرطبى فى تفسيره: " والسلالة فُعالة من السَّل وهو استخراج الشيء من الشيء يقال: سللت الشعر من العجين "..
ويقول الزجاج: " والسُّلالة: فُعالة وهي القليل مما يُنْسَل ".. (زاد المسير)..
ويقول إبن عاشور فى تفسيره لقوله تعالى (مِن ماءٍ مَهِينٍ) أنها تشير للتبعيض من وجه آخر للتأويل: " فَتَكُونُ (مِن) في قَوْلِهِ (مِن ماءٍ مَهِينٍ) لِلتَّبْعِيضِ ".. (التحرير والتنوير)..
ويقول النبى عليه السلام: " ما مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ ".. (رواه مسلم فى صحيحه)..
قلتُ: هذا الحديث الشريف يقرر أنه ليس من كل ماء الرجل يكون الولد وإنما من جزء صغير من مكوناته (ولو كان أقل شىء) على حد تعبير إبن القيم وتشكل الحيوانات المنوية أقل من 10% من مكونات السائل المنوى..
فالذرية إنما تكون من ذلك القليل الذى ينسل من الماء الدافق وهو الحيوانات المنوية..
وفى الحديث الشريف: " نطفة الرجل بيضاء غليظة ونطفة المرأة صفراء رقيقة فأيهما غلبت صاحبتها فالشبه له وإن اجتمعتا جميعاً كان منها ومنه ".. (رواه أبو الشيخ فى العظمة)..
فصح أن الذى ينسل من الماء الدافق هو المادة الوراثية وأن الشبه إنما يكون من غلبة صفات أحد الزوجين على الآخر وإن اجتمعتا جميعاً فلم تكن صفات أحدهما سائدة أو متنحية كان منها ومنه..اترك تعليق:
-
كذلك هناك تأويل آخر للآية الكريمة وفقاً لهذا الوجه..
يقول أبو بكر الأصم: " (ٱلصُّلْبِ) كناية عن الرجل .. (وَٱلتَّرَائِبِ) كناية عن المرأة ".. (تأويلات أهل السنة)..
وفقاً لهذا التأويل فان الماء الدافق يخرج من بين صلب الرجل وترائب المرأة أى أصول رجليها..
ومن أسباب الكناية فى القرآن أن يذكر بالكناية ما يفحش ذكره فى السمع.. فيكنى عنه بما لا ينبو عنه الطبع وهو من سنن العرب كما ذكر الثعالبى فى كتابه (فقه اللغة)..
والكناية لفظ يطلق ويراد به لازمه..
فكنى عن الرجل بالصلب لأنه يشتمل من الناحية العصبية على المركز التناسلى الآمر بالإنتعاظ ودفق المنى وتهيئة مستلزمات العمل الجنسى ..
كما أن الجهاز التناسلى تعصبه ضفائر عصبية عديدة ناشئة من الصلب ..
والدفق هو صب الماء بشدة أو من مرة واحدة..
وهذا هو ما يحدث فعلياً حينما يدفق الرجل ماءه فى رحم المرأة من خلال الإحليل أثناء الجماع..
والدفق إنما يكون من الرجل لأن معناه الصب..
ولذلك يقول إبن القيم: " وأيضاً فإن الذى يوصف بالدفق والنضح إنما هو ماء الرجل.. ولا يقال نضحت المرأة الماء ولا دفقته ".. (إعلام الموقعين)..
وكنى عن المرأة بالترائب - وفقاً لهذا الوجه - لأن محل الولد بين رجليها..
وقد خاطب الله تعالى العرب بطريق المجاورة..
يقول الثعالبى: " العرب تسمى الشىء باسم غيره إذا كان مجاوراً له أو كان منه بسبب كتسميتهم المطر بالسماء لأنه منها ينزل ".. (فقه اللغة)..
والمجاورة هنا - على الراجح - هى ذكر ما جاور العضو التناسلى بدلاً من التصريح به..
ونظيره قول الله تعالى (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ)..
وقد خاطب الله تعالى بنى إسرائيل بطريق المجاورة أيضاً..
فقد قال تعالى لداود عليه السلام: " إلاَّ إِنَّكَ أَنْتَ لاَ تَبْنِي الْبَيْتَ بَلِ ابْنُكَ الْخَارِجُ مِنْ صُلْبِكَ هُوَ يَبْنِي الْبَيْتَ لاسْمِي ".. (سفر الملوك الأول: اصحاح ٨ عدد ١٩)..
وهذا العدد فى لغته الأصلية ذكر (chalats) وهى كلمة عبرية تعنى (الحقو) وهو الخصر أى وسط الإنسان فوق الورك..
وهو بهذا الاعتبار أقرب الأماكن للعضو التناسلى..
تقول دائرة المعارف الكتابية فى مادة (حقو) أن كلمة " حقوين " تدل على مركز القوة والفحولة - أى فى الرجل - وتُعتبر " أحوج الأجزاء للغطاء والستر "..اترك تعليق:
مواضيع ذات صلة
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ 11 ساعات
|
ردود 0
4 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أبو تيميه الحنبلي
|
||
أدلة منطقية على صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام لايرفضها إلا مجنون أومكابر
بواسطة أبو تيميه الحنبلي
ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ أسبوع واحد
|
ردود 0
18 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أبو تيميه الحنبلي
|
||
ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ أسبوع واحد
|
ردود 0
14 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أبو تيميه الحنبلي
|
||
ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ أسبوع واحد
|
ردود 0
13 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أبو تيميه الحنبلي
|
||
ابتدأ بواسطة أبو تيميه الحنبلي, منذ أسبوع واحد
|
ردود 0
15 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة أبو تيميه الحنبلي
|
اترك تعليق: