يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ .. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ .. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ".. (المؤمنون: 12-14)..
قلتُ: تقرر هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى بدء خلق الإنسان من طين..
وفى سفر التكوين: «وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً»..
وتقول الموسوعة الحرة أنه تم اقتراح أن لمعادن الطين دوراً فى نشأة الحياة فى ورقة بحثية عام 2013 بعنوان (معادن الطين وأصل الحياة) "..
والنطفة لغوياً هى الماء القليل وفى لسان العرب (وبه سمي المني نطفة لقلته) أى تشبيهاً له بالماء القليل وهى (القطرة) كما عند الشوكانى فى تفسيره..
وأما العلقة فهى وصف لحالة تطور الجنين من النطفة الأمشاج والتى تشبه القطرة..
فتستحيل النطفة الأمشاج إلى علقة..
ولذلك يقول الإمام الرازى فى تفسيره لقوله تعالى (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً): " أي حولنا النطفة عن صفاتها إلى صفات العلقة ".. (مفاتيح الغيب)..
ويكون الجنين فى هذا الطور شبيهاً بدودة العلق وقد امتلأ دماً..
ولذلك يقول الإمام إبن كثير فى تفسيره: (فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة).. (تفسير القرآن العظيم)..
وهذا الوصف الدقيق فى زمن نقاء اللسان العربى وقبل عصر المجهر..
ويقول إبن عاشور فى تفسيره بتصرف: (ومن إعجاز القرآن العلمي تسمية هذا الكائن باسم العلَقة ... إذ قد ثبت في علم التشريح أن ... الذي استحالت إليه النطفة هو كائن له قوة امتصاص … من دم الأم بسبب التصاقه).. (التحرير والتنوير)..
وخلايا الدم الحمراء الخالصة هى أول الخلايا المتخصصة التى يخلقها الله تعالى فى الجنين..
وفى نهاية الأسبوع الثانى يمكن ملاحظة وجود مسام مركزى فيه دم متجلط كما فى كتاب (العلم وحقائقه) للدكتور سامى عامرى..
والفاء فى قوله تعالى (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) تفيد الترتيب مع التراخى وفقاً لإبن مالك فى (شرح التسهيل) ويؤيده قوله تعالى فى سورة الحج (ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)..
والخلق هنا ليس هو الإيجاد ولكنه التحول والتطور..
وفى التنزيل العزيز: (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)..
يقول الإمام الطبرى فى تفسيره: " يقول: وقد خلقكم حالاً بعد حال طوراً نُطْفة وطوراً عَلَقة وطوراً مضغة وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ".. (جامع البيان)..
ويقول الإمام الرازى فى تفسيره: " وسمى التحويل خلقاً لأنه سبحانه يفني (أى يزيل) بعض أعراضها ويخلق أعراضاً غيرها فسمى خلق الأعراض خلقاً لها ".. (مفاتيح الغيب)..
قلتُ: فتستحيل العلقة عن وصفها إلى وصف المضغة وهى الكتل البدنية وقد صارت على شكل قطعة لحم غير منتظمة الشكل والتى تتمايز إلى قطاع عضلى وقطاع عظمى وقال (لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ) فى سورة الحج لأنه قال فى سورة المؤمنون (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) فبين سبحانه وتعالى أن المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة حتى لا يظن أحد أن الله تعالى يقدر تكوين العظام من المضغة كلها ولا تكون مع ذلك أعضاء الجنين تامة الخلق بعد فى هذه المرحلة..
قلتُ: تقرر هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى بدء خلق الإنسان من طين..
وفى سفر التكوين: «وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً»..
وتقول الموسوعة الحرة أنه تم اقتراح أن لمعادن الطين دوراً فى نشأة الحياة فى ورقة بحثية عام 2013 بعنوان (معادن الطين وأصل الحياة) "..
والنطفة لغوياً هى الماء القليل وفى لسان العرب (وبه سمي المني نطفة لقلته) أى تشبيهاً له بالماء القليل وهى (القطرة) كما عند الشوكانى فى تفسيره..
وأما العلقة فهى وصف لحالة تطور الجنين من النطفة الأمشاج والتى تشبه القطرة..
فتستحيل النطفة الأمشاج إلى علقة..
ولذلك يقول الإمام الرازى فى تفسيره لقوله تعالى (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً): " أي حولنا النطفة عن صفاتها إلى صفات العلقة ".. (مفاتيح الغيب)..
ويكون الجنين فى هذا الطور شبيهاً بدودة العلق وقد امتلأ دماً..
ولذلك يقول الإمام إبن كثير فى تفسيره: (فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة).. (تفسير القرآن العظيم)..
وهذا الوصف الدقيق فى زمن نقاء اللسان العربى وقبل عصر المجهر..
ويقول إبن عاشور فى تفسيره بتصرف: (ومن إعجاز القرآن العلمي تسمية هذا الكائن باسم العلَقة ... إذ قد ثبت في علم التشريح أن ... الذي استحالت إليه النطفة هو كائن له قوة امتصاص … من دم الأم بسبب التصاقه).. (التحرير والتنوير)..
وخلايا الدم الحمراء الخالصة هى أول الخلايا المتخصصة التى يخلقها الله تعالى فى الجنين..
وفى نهاية الأسبوع الثانى يمكن ملاحظة وجود مسام مركزى فيه دم متجلط كما فى كتاب (العلم وحقائقه) للدكتور سامى عامرى..
والفاء فى قوله تعالى (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) تفيد الترتيب مع التراخى وفقاً لإبن مالك فى (شرح التسهيل) ويؤيده قوله تعالى فى سورة الحج (ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)..
والخلق هنا ليس هو الإيجاد ولكنه التحول والتطور..
وفى التنزيل العزيز: (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)..
يقول الإمام الطبرى فى تفسيره: " يقول: وقد خلقكم حالاً بعد حال طوراً نُطْفة وطوراً عَلَقة وطوراً مضغة وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ".. (جامع البيان)..
ويقول الإمام الرازى فى تفسيره: " وسمى التحويل خلقاً لأنه سبحانه يفني (أى يزيل) بعض أعراضها ويخلق أعراضاً غيرها فسمى خلق الأعراض خلقاً لها ".. (مفاتيح الغيب)..
قلتُ: فتستحيل العلقة عن وصفها إلى وصف المضغة وهى الكتل البدنية وقد صارت على شكل قطعة لحم غير منتظمة الشكل والتى تتمايز إلى قطاع عضلى وقطاع عظمى وقال (لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ) فى سورة الحج لأنه قال فى سورة المؤمنون (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) فبين سبحانه وتعالى أن المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة حتى لا يظن أحد أن الله تعالى يقدر تكوين العظام من المضغة كلها ولا تكون مع ذلك أعضاء الجنين تامة الخلق بعد فى هذه المرحلة..
تعليق