تطابق وصف الكتاب العزيز لمراحل تطور الجنين مع العلم الحديث ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

فارس الميـدان مسلم اكتشف المزيد حول فارس الميـدان
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 10 (0 أعضاء و 10 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فارس الميـدان
    مشرف عام أقسام
    المذاهب الفكرية الهدامة
    ومشرف عام قناة اليوتيوب

    • 17 فبر, 2007
    • 10117
    • مسلم

    تطابق وصف الكتاب العزيز لمراحل تطور الجنين مع العلم الحديث ..

    يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ .. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ .. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ".. (المؤمنون: 12-14)..
    قلتُ: تقرر هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى بدء خلق الإنسان من طين..
    وفى سفر التكوين: «وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً»..
    وتقول الموسوعة الحرة أنه تم اقتراح أن لمعادن الطين دوراً فى نشأة الحياة فى ورقة بحثية عام 2013 بعنوان (معادن الطين وأصل الحياة) "..
    والنطفة لغوياً هى الماء القليل وفى لسان العرب (وبه سمي المني نطفة لقلته) أى تشبيهاً له بالماء القليل وهى (القطرة) كما عند الشوكانى فى تفسيره..
    وأما العلقة فهى وصف لحالة تطور الجنين من النطفة الأمشاج والتى تشبه القطرة..
    فتستحيل النطفة الأمشاج إلى علقة..
    ولذلك يقول الإمام الرازى فى تفسيره لقوله تعالى (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً): " أي حولنا النطفة عن صفاتها إلى صفات العلقة ".. (مفاتيح الغيب)..
    ويكون الجنين فى هذا الطور شبيهاً بدودة العلق وقد امتلأ دماً..
    ولذلك يقول الإمام إبن كثير فى تفسيره: (فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة).. (تفسير القرآن العظيم)..
    وهذا الوصف الدقيق فى زمن نقاء اللسان العربى وقبل عصر المجهر..
    ويقول إبن عاشور فى تفسيره بتصرف: (ومن إعجاز القرآن العلمي تسمية هذا الكائن باسم العلَقة ... إذ قد ثبت في علم التشريح أن ... الذي استحالت إليه النطفة هو كائن له قوة امتصاص … من دم الأم بسبب التصاقه)..​ (التحرير والتنوير)..
    وخلايا الدم الحمراء الخالصة هى أول الخلايا المتخصصة التى يخلقها الله تعالى فى الجنين..​
    وفى نهاية الأسبوع الثانى يمكن ملاحظة وجود مسام مركزى فيه دم متجلط كما فى كتاب (العلم وحقائقه) للدكتور سامى عامرى..
    والفاء فى قوله تعالى (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) تفيد الترتيب مع التراخى وفقاً لإبن مالك فى (شرح التسهيل) ويؤيده قوله تعالى فى سورة الحج (ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)..
    والخلق هنا ليس هو الإيجاد ولكنه التحول والتطور..
    وفى التنزيل العزيز: (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)..
    يقول الإمام الطبرى فى تفسيره: " يقول: وقد خلقكم حالاً بعد حال طوراً نُطْفة وطوراً عَلَقة وطوراً مضغة وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ".. (جامع البيان)..​​
    ويقول الإمام الرازى فى تفسيره: " وسمى التحويل خلقاً لأنه سبحانه يفني (أى يزيل) بعض أعراضها ويخلق أعراضاً غيرها فسمى خلق الأعراض خلقاً لها ".. (مفاتيح الغيب)..
    قلتُ: فتستحيل العلقة عن وصفها إلى وصف المضغة وهى الكتل البدنية وقد صارت على شكل قطعة لحم غير منتظمة الشكل والتى تتمايز إلى قطاع عضلى وقطاع عظمى وقال (لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ) فى سورة الحج لأنه قال فى سورة المؤمنون (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) فبين سبحانه وتعالى أن المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة حتى لا يظن أحد أن الله تعالى يقدر تكوين العظام من المضغة كلها ولا تكون مع ذلك أعضاء الجنين تامة الخلق بعد فى هذه المرحلة..
    الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..
  • فارس الميـدان
    مشرف عام أقسام
    المذاهب الفكرية الهدامة
    ومشرف عام قناة اليوتيوب

    • 17 فبر, 2007
    • 10117
    • مسلم

    #2
    كتاب فى علم التشريح يصف شكل الجنين كدودة العلق خلال مرحلة العلقة وقد امتلأ دماً..
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	IMG_1242.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	169.2 كيلوبايت  الهوية:	847220
    الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

    تعليق

    • فارس الميـدان
      مشرف عام أقسام
      المذاهب الفكرية الهدامة
      ومشرف عام قناة اليوتيوب

      • 17 فبر, 2007
      • 10117
      • مسلم

      #3
      دراسة علمية تقترح نشأة الحياة من الصلصال..
      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_1453.jpg 
مشاهدات:	141 
الحجم:	593.4 كيلوبايت 
الهوية:	847222
      الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

      تعليق

      • فارس الميـدان
        مشرف عام أقسام
        المذاهب الفكرية الهدامة
        ومشرف عام قناة اليوتيوب

        • 17 فبر, 2007
        • 10117
        • مسلم

        #4
        صورة للنطفة الأمشاج وقد اتخذت شكل (القطرة)..
        وللعلقة وقد اتخذت شكل (دودة العلق)..
        وللمضغة وقد اتخذت شكل (قطعة من لحم غير منتظمة الشكل)..​​​​​
        اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_0153.jpg 
مشاهدات:	125 
الحجم:	105.3 كيلوبايت 
الهوية:	847224

        الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

        تعليق

        • فارس الميـدان
          مشرف عام أقسام
          المذاهب الفكرية الهدامة
          ومشرف عام قناة اليوتيوب

          • 17 فبر, 2007
          • 10117
          • مسلم

          #5
          إتمام خلق الجنين بعد أن صار على شكل قطعة لحم غير منتظمة الشكل..
          ولم يتطرق الكتاب العزيز لمسألة خلق العظام قبل أو مع العضلات ولكنه ذكر فقط كسوة العضلات للعظام فقال (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا)..
          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_0157.jpg 
مشاهدات:	124 
الحجم:	43.6 كيلوبايت 
الهوية:	847234
          الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

          تعليق

          • فارس الميـدان
            مشرف عام أقسام
            المذاهب الفكرية الهدامة
            ومشرف عام قناة اليوتيوب

            • 17 فبر, 2007
            • 10117
            • مسلم

            #6
            يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ".. (المؤمنون: 14)..
            قلتُ: لم يتطرق الكتاب العزيز لمسألة خلق العظام قبل أو بعد أو مع العضلات ولكنه ذكر فقط كسوة اللحم للعظام فقال (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا)..
            والكسوة تشير لمعنى اللبس ويعنى لغوياً المخالطة والمداخلة كما فى (مقاييس اللغة) لإبن فارس..
            فمفهوم الكسوة يشير فى الأساس للكساء أو اللبس..
            وقوله (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا) يشير لتخلل العظام للمضعة فالمضغة تكون بالنسبة له كالكساء واللباس..
            وذلك لأن الله تعالى لا يخلق العظام من المضغة كلها ولذلك قال (ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ)..
            والفاء فى قوله تعالى (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) هى فاء التفريع وليست فاء التعقيب..
            وفاء التفريع كما عرفها إبن عاشور تفيد أن (الكلام الذى بعدها مترتب على الكلام الذى قبلها)..
            فقوله تعالى (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) هو بمثابة بيان أن العظام قد تخللت اللحم فيكون اللحم بمثابة كساء أو لباس لها..
            ولذلك يقول إبن عاشور فى تفسيره: " وخلق المضغة عظاماً هو تكوين العظام فى داخل تلك المضغة.. وذلك ابتداء تكوين الهيكل الإنسانى من عظم ولحم.. وقد دل عليه قوله (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) بفاء التفريع ... فمعنى (فَكَسَوْنا) أن اللحم كانَ كالكسوة للعظام ولا يقتضى ذلك أن العظام بقيت حيناً غير مكسوة ".. (التحرير والتنوير بتصرف)..
            ويقول السعدى فى تفسيره: " (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ) اللينة (عِظَامًا) صلبة قد تخللت اللحم ".. (تيسير الكريم الرحمن)..
            الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

            تعليق

            • فارس الميـدان
              مشرف عام أقسام
              المذاهب الفكرية الهدامة
              ومشرف عام قناة اليوتيوب

              • 17 فبر, 2007
              • 10117
              • مسلم

              #7
              يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ".. (الزمر: ٦)..
              قلتُ: اختلف السلف فى تأويل قوله تعالى (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ) فاتفقوا على أن البطن هى أحدى هذه الظلمات واختلفوا فيما دون ذلك..
              والراجح أن الظلمات الثلاث هى: البطن والرحم وذهب المهندس كريم الأغر فى كتابه (إعجاز القرآن فيما تخفيه الأرحام) إلى أن احدى هذه الظلمات هى قناة فالوب..
              والمتأمل فى معنى الظلمة يجد أنها تعنى ذهاب النور وهى خلاف النور.. وتشكل البطن وقناة فالوب والرحم ظلمات ثلاث يخلق الله تعالى فيها الإنسان خلقاً من بعد خلق..
              التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; منذ يوم مضى.
              الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

              تعليق

              • فارس الميـدان
                مشرف عام أقسام
                المذاهب الفكرية الهدامة
                ومشرف عام قناة اليوتيوب

                • 17 فبر, 2007
                • 10117
                • مسلم

                #8
                تعقيب ختامى:
                - يقول الله تعالى فى كتابه العزيز (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى)..
                النطفة هى الماء القليل.. وفى لسان العرب (وبه سمي المني نطفة لقلته) أى تشبيهاً بالماء القليل.. وهى (القطرة) أيضاً كما عند الشوكانى فى تفسيره..
                وعن إبن عباس رضى الله عنه أنه قال : " أتى نفر من اليهود النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن أخبرنا بما نسأله فإنه نبى .. فقالوا: من أين يكون الشبه يا محمد .. ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نطفة الرجل بيضاء غليظة ونطفة المرأة صفراء رقيقة فأيهما غلبت صاحبتها فالشبه له .. وإن اجتمعتا جميعاً كان منها ومنه .. قالوا: صدقت ".. (رواه أبوالشيخ فى العظمة)..
                قلتُ: وفى هذا الحديث دلالة قاطعة على عدم وجود أى اقتباس من تراث الأغريق..
                إذ أن مصطلح (نطفة المرأة صفراء) لم يكن معلوماً لأى أحد من الأقدمين..
                وحركة الترجمة اليونانية العربية بدأت فى أواخر الفترة الأموية..
                تقول الموسوعة الحرة: " كانت حركة الترجمة اليونانيّة العربيّة حركة واسعة قامت في أواخر الفترة الأموية وفي العصر العباسي الأول وفيها تم ترجمة كتب كثيرة في الرياضيات والفلك والطب والفلسفة الإغريقية من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية "..
                وفى الموسوعة الحرة عن الافرازات المهبلية " قد يكون الإفراز المهبلي الطبيعي إما رقيقًا ذو اتساقٍ مائي أو ثخينًا ذو اتساقٍ لَزج.. كما قد يكون صافيًا أو أبيضَ اللون "..
                وفى موقع الطبى " تعد الإفرازات المهبلية طبيعية ومهمة في الجهاز التناسلي الأنثوي.. حيث أن الجدار المهبلي وعنق الرحم يحتوي على غدد تفرز كمية صغيرة من سائل سميك ولزج.. عادةً ما يكون أبيض اللون أو شفاف.. ويكون عديم الرائحة "..
                وهذا يعنى أن الافرازات الطبيعة للمرأة عادة ما تكون شفافة أو بيضاء..
                ولأنه لم يتم الكشف عن نطفة المرأة الصفراء إلا فى العصر الحديث فقد ظن الإمام النووى أن نطفة المرأة قد تكون بعض الافرازات المهبلية الطبيعية..
                يقول النووى عن ماء المرأة: " وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق وقد يبيض ".. (فتح المنعم)..
                ولكن الحديث النبوى الشريف كان واضحاً فى هذه المسألة بما لا يدع مجال للشك فقد نص على أن " نطفة المرأة صفراء رقيقة "..
                - يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ".. (السجدة: ٨)..
                يقول الإمام القرطبى فى تفسيره: " والسلالة فُعالة من السَّل وهو استخراج الشيء من الشيء يقال: سللت الشعر من العجين "..
                ويقول الزجاج: " والسُّلالة: فُعالة وهي القليل مما يُنْسَل ".. (زاد المسير)..
                ويقول إبن عاشور فى تفسيره لقوله تعالى (مِن ماءٍ مَهِينٍ) أنها تشير للتبعيض من وجه آخر للتأويل: " فَتَكُونُ (مِن) في قَوْلِهِ (مِن ماءٍ مَهِينٍ) لِلتَّبْعِيضِ ".. (التحرير والتنوير)..
                ويقول النبى عليه السلام: " ما مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ ".. (رواه مسلم فى صحيحه)..
                قلتُ: هذا الحديث الشريف يقرر أنه ليس من كل ماء الرجل يكون الولد وإنما من جزء صغير من مكوناته (ولو كان أقل شىء) على حد تعبير إبن القيم وتشكل الحيوانات المنوية أقل من 10% من مكونات السائل المنوى..
                فالذرية إنما تكون من ذلك القليل الذى ينسل من الماء الدافق وهو الحيوانات المنوية.. وقدأثبت العلم الطبيعى أن للعظام دوراً هاماً فى خلق السلالة وفوق كل ذى علم عليم..
                - مرحلة العلقة من مراحل تطور الجنين وهى تلى مرحلة الإخصاب..
                والعلقة مفرد علق وتشير إلى نشوب الشىء فى شىء آخر ..
                وقد وصف الإمام الماوردى العلقة بأنها: " أول أحوال العلوق ".. (النكت والعيون)..
                وهذا قد أثبته العلم الحديث..
                يقول الدكتور سميح خورى مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم: " فى اليوم الرابع إلى الخامس من رحلة الجنين المنقسم فى طريقه من قناة فالوب إلى موقعه الأخير كى يعلق أخيراً بجدار الرحم ".. (مقال مراحل تكون الإنسان فى الرحم)..
                ولذلك فالصحيح فى تأويل قوله تعالى (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ) أن هذه الظلمات الثلاث هى: البطن وقناة فالوب والرحم.. لأن الله تعالى قال (خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ) وفى الأثر عن مجاهد (نطفة ثم ما يتبعها حتى يتم خلقه) كما فى الدر المنثور.. والنطفة وما يتبعها هى النطفة الأمشاج والعلقة والمضغة والعظام.. وهذه كلها يخلقها الله تعالى فى البطن وقناة فالوب (حيث يتم تخصيب البويضة) والرحم حيث تعلق الكيسة الأريمية بجدار الرحم وهى العلقة..
                والمتأمل فى معنى الظلمة يجد أنها تعنى ذهاب النور وهى خلاف النور.. وتشكل البطن وقناة فالوب والرحم ظلمات ثلاث يخلق الله تعالى فيها الإنسان خلقاً من بعد خلق..
                - يقول إبن فارس فى مادة (علق): " العين واللام والقاف أصلٌ كبير صحيح يرجع إلى معنىً واحد وهو أن يناط الشَّىء بالشىء".. (مقاييس اللغة)..
                ولذلك تطلق كلمة العلق على الدم الجامد ودود الماء والطين اللازب لأنهم يعلقون قياساً ..
                ويقول المرتضى الزبيدى: " والعَلَقُ: كُلُّ ما عُلِّقَ وأيضاً: الطّينُ الذى يعْلَق باليَد ".. (تاج العروس)..
                يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ " .. (العلق: 2)..
                الراجح أن المراد بالعلق هنا هو الطين اللازب الذى يعلق باليد..
                لأن ظاهر السياق يتحدث عن بدء خلق الإنسان من طين..
                يقول الله تعالى: " إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لّازِبٍ ".. (الصافات: 11)..
                والطين اللازب هو: الطين اللاصق الذى يعلق باليد ..
                يقول الإمام الطبرى فى تفسيره: " إنا خلقناهم من طين لاصق وإنما وصفه جل ثناؤه باللزوب لأنه تراب مخلوط بماء ... والتراب إذا خلط بماء صار طيناً لازباً "..
                وتطلق العلقة أيضاً على كل ما يعلق عامة..
                فعن إبن أبى هلال أن رجلاً أتى النبى عليه السلام فقال: " يا رسول الله ما من الناس أحد بعدك أحب إلى من فلان .. إنى لأجد له فى نفسى شيئاً ما يعلمه إلا الله .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أذهب فأخبره .. فأتاه فأخبره فقال الآخر: والذى نفسى بيده لك مثل ذلك .. فأتى النبى عليه السلام فأخبره .. فقال رسول الله عليه السلام: شىء بشىء شىء وافق شيئاً لا أسمع لك عَلَقَة فضلى ".. (الجامع فى الحديث لإبن وهب)..
                قوله (لا أسمع لك عَلَقَة فضلى) أى لا تجعل فضل محبتى نُشبة تمنعك من مصارحة من تحب بحبك له..
                فصح يقيناً أن العلقة تطلق على الشىء الناشب أو المتشبث بشىء آخر..
                ولذلك يقول الشيخ الشعراوى: " سُميت النطفة علقة لأنها تعلق بالرحم ".. (تفسير الشعراوى)..
                - يقول إبن عاشور عن خلق المضغة عظاماً: " وخلق المضغة عظاماً هو تكوين العظام فى داخل تلك المضغة.. وذلك ابتداء تكوين الهيكل الإنسانى من عظم ولحم.. وقد دل عليه قوله (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) بفاء التفريع ... فمعنى (فَكَسَوْنا) أن اللحم كانَ كالكسوة للعظام ولا يقتضى ذلك أن العظام بقيت حيناً غير مكسوة ".. (التحرير والتنوير بتصرف)..
                ويقول السعدى فى تفسيره: " (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ) اللينة (عِظَامًا) صلبة قد تخللت اللحم ".. (تيسير الكريم الرحمن)..
                - إذن النطفة الأمشاج هى بويضة المرأة المخصبة والتى تشبه القطرة.. والعلقة هى الكيسة الأريمية إذ تعلق بجدار الرحم (ثم يتطور الجنين ليصبح شكله شبيهاً بدودة العلق) وفى نهاية الأسبوع الثانى يمكن ملاحظة وجود مسام مركزى فيه دم متجلط كما فى كتاب العلم وحقائقه للدكتور سامى عامرى.. والمضغة هى المرحلة التى تلى العلقة والتى تشبه قطعة لحم غير منتظمة الشكل (ومعنى المضغة الأصلى فى اللغة هو مقدار ما يُمضغ من اللحم).. وهى عبارة عن (أنسجة ميزانكيمية) كما فى كتاب العلم وحقائقه للدكتور سامى عامرى.. واللحم عبارة عن أنسجة متلاحمة.. وما سمى العرب اللحم لحماً إلا لالتحامه.. وأما خلق المضغة عظاماً فهو تكوين العظام فى داخل تلك المضغة.. وقد دل عليه قوله (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) بفاء التفريع.. ومعنى (فَكَسَوْنا) أن اللحم كانَ كالكسوة للعظام ولا يقتضى ذلك أن العظام بقيت حيناً غير مكسوة..
                التعديل الأخير تم بواسطة فارس الميـدان; منذ 8 ساعات.
                الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

                تعليق

                مواضيع ذات صلة

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 30 أغس, 2024, 04:54 ص
                ردود 38
                649 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة فارس الميـدان
                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 28 أغس, 2024, 04:41 ص
                ردود 0
                94 مشاهدات
                1 رد فعل
                آخر مشاركة أحمد الشامي1
                بواسطة أحمد الشامي1
                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 27 أغس, 2024, 06:25 م
                ردود 0
                251 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة أحمد الشامي1
                بواسطة أحمد الشامي1
                ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 23 أغس, 2024, 05:36 م
                ردود 7
                319 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة فارس الميـدان
                ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 15 أغس, 2024, 09:57 م
                رد 1
                95 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة فارس الميـدان
                يعمل...