استعمال عدد الاختلافات بطريقة خادعة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أحمد الشامي1 مسلم اكتشف المزيد حول أحمد الشامي1
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد الشامي1
    مشرف عام

    • 26 نوف, 2015
    • 169
    • صيدلي
    • مسلم

    استعمال عدد الاختلافات بطريقة خادعة

    استعمال عدد الاختلافات بطريقة خادعة
    د.أحمد الشامي
    22-8-2024م

    من الطرق الخادعة في التعامل مع عدد الاختلافات بين مخطوطات العهد الجديد هي طريقة " قسمة عدد الاختلافات على عدد المخطوطات"، فيقول المدافع عن نص العهد الجديد:
    (بما أن عدد الاختلافات بين المخطوطات هو نصف مليون، وبما أن عدد المخطوطات هو 25 ألف، إذن متوسط الاختلافات هو 20 اختلاف فقط لكل مخطوط وهذا رقم آمن ومقبول كأخطاء نسخية)
    أقول أولاً إن النصف مليون هو عدد الاختلافات بين المخطوطات اليونانية فقط(تقريباً 6000 مخطوط)، وليس جميع المخطوطات اليونانية، وإنما الشواهد الرئيسية فقط بالإضافة لجميع شواهد تسعة اسفار فقط (الرسائل الكاثوليكية + مرقس + الأعمال) فالرقم سيزيد بعد تفريغ باقي الشواهد اليونانية لباقي الأسفار.
    ثانياً هذا الرقم (20) هو عدد الاختلافات الجديدة الحصرية في المخطوط الواحد والتي ليست في أي مخطوط آخر سواه، وإلا فلو لدينا اختلاف مدعوم بعشر مخطوطات فهو يتم احتسابه اختلاف واحد فقط ولا يجتسب ب10 اختلافات كما يدعي بعض قلد خطأ لايتفوت . وبالتالي فالمخطوط سيكون فيه أكثر بكثير من 20 اختلاف متكرر في مخطوطات أخرى بالإضافة ل20 اختلاف حصري فردي مميز.
    ثالثاً ما قيمة القسمة على عدد المخطوطات؟ إثبات أمانة أغلب النساخ؟ نحن نعرف أن أغلب البشر عموماً أمناء وليس المسيحيون فقط، ولكن القلة تقوم بالتحريف فينخدع الباقون بتحريفهم ، لكن ما قيمة هذه القسمة بخلاف هذه المسألة التي لن تقدم أو تؤخر ؟ الصواب أن يتم قسمة الرقم على إجمالي نصوص العهد الجديد، لا على إجمالي المخطوطات، لأنها مشكلات تعاني منها النصوص وسيكون متحتماًمعرفة ايها هو الصحيح.
    كما أنه لا يصح قسمتها على عدد كلمات أو حروف العهد الجديد لأنه من جهة ستبقى النسبة كما هي، فبعد أن كانت خاتمة إنجيل مرقس (12 نص) إشكالية نصية واحدة ستصبح 120 إشكالية لو قمنا بعد عدد كلماتها، وكذا لو قسمنا على الحروف، فما قيمة ذلك؟ الصواب أن يتم القسمة على عدد النصوص لأن المحرف يتبين هدفه من سياق النص كاملاً، والنص كاملاً يتغير معناه ويتأثر بتغير كلمة وأحياناً حرف، كما أن أغلب الكلمات لا حاجة للمحرف أن يقوم بتحريفها، هو فقط يقوم بتحريف بعض المواضع المحددة ، فيكفي أن يحول النص من (الذي ظهر في الجسد) إلى ( الله ظهر في الجسد) لتتغير دلالة النص، واقصى ما فعله في اليوناني هو أنه اضاف خطأ في وسط حرف الثيتا وخطاً فوقها مع حرف السيغما، فقط خطان صغيران .
    فبما أن العبرة بالنتيجة التي أثرت على المعنى، وبما أن المعنى لا يعرف إلا في سياق النص، وبما أن أغلب الكلمات لم يقم المحرف بتحريفها لعلة الأمانة أو قوة الكتاب إنما لأنه لا داعي لتغييرها ، إذن الصواب القسمة على عدد النصوص.

    أيضاً من الطرق الخادعة النظر لنسبة الاتفاق بين مخطوطتين، خصوصاً إن كانتا متأخرتين زمنياً، لنقرأ مثلاً هذه العبارة الخادعة لعالم كبير ألا وهو بيتر جيري:
    ]إِنَّهُ بَعْدَ تَفْرِيغ 123 شَاهِد فَإِنَّ أَكْثَر شَاهِدَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ بَقِيَت نِسْبَة الْاِتِّفَاق بَيْنَهُمَا 77.9 % فِي 2819 مَوْضِع اِخْتِلَاَف أَمْكُن فِيهَا عَقْد الْمُقَارَنَة بَيْنَ الرَّسَائِل الْكَاثُولِيكِيَّة)[1][(
    يتحدث جيري عن تفريغ نص 123 مخطوط للرسائل الكاثوليكية في النسخة النقدية الأحدث ECM، ويذكر أن نِسبَ الاتفاق بين مخطوطات الرسائل الكاثوليكية عالية للغاية حتى أن أسوأ مخطوطتين اختلفتا كانتا متفقتين بنسبة 78%، يقصد أن نسب الاتفاق تتعدى 95% بين أي مخطوطين من مخطوطات الرسائل.
    أقول بأن جميع هذه المخطوطات - عدا 20 مخطوط- من بعد القرن التاسع الميلادي، فلا قيمة حقيقية لاتفاقها ، بالإضافة لكون المخطوطتين اللتين اتفتا في 95% من قراءاتهما ليستا بالضرورة متفقتين مع نص العهد الجديد الحالي في 95% من الحالات ، وإنما هذه النسبة بين المخطوطتين لا بينهما مقابل النص الحالي.
    لكن هذا ليس هو الأهم، دعونا ننظر للرقم بطريقة أخرى، لقد ذكر جيري أن حالات الاختلافات بين هذه المخطوطات التي عددها 123 هو 2819 اختلاف ،ماذا لو قسمنا الرقمين ؟ ستكون النتيجة 22 اختلاف جديد لكل مخطوط، إلى هذه اللحظة لن تشعر بخطورة الأمر، الآن اقسم عدد هذه الاختلافات على إجمالي عدد نصوص الرسائل الكاثوليكية (431 نص)، ستجد أن متوسط عدد الاختلافات بين المخطوطات في النص الواحد هو 6.5 اختلاف لكل نص !!
    رقم مذهل، في كل نص سبعة اختلافات ، وهذه مخطوطات أفضل مراحل النص اليوناني للعهد الجديد ألا وهي مرحلة ما بعد هارون الرشيد، نحن هنا لا نتكلم عن الحقبة المبكرة.
    لقد ذكر أندرو إيدمندسون على سبيل المثال أن رسالة يعقوب التي عدد نصوصها=110 نص. كان عدد الاختلافات بين مخطوطاتها والتي ذكرتها نسخة ي ecm= 750 اختلاف([2]) أي أن المتوسط= 6,5 اختلاف في النص الواحد.
    لو كنا قد تصرفنا بالطريقة الخادعة فقسمنا عدد الاختلافات على عدد المخطوطات لحصلنا على رقم مُخَدِّر.
    الخلاصة:
    [1] لماذا لا تصح القسمة على عدد المخطوطات؟
    1. لأنه يمكننا الآن أن ننسخ باليد ألف مخطوطة إضافية، وبالتالي سينضاف هذا الرقم لإجمالي مخطوطات العهد الجديد، ومن ثمَّ و بطريقة قسمة إجمالي عدد الاختلافات على إجمالي عدد المخطوطات سيقل متوسط عدد الاختلافات في المخطوط الواحد، رغم أن كل تلك النسخ الإضافية لا قيمة لها في إعادة تكوين النص.
    2. لأن الفائدة صفر، فالغاية هي أن نعرف ناسخ كل مخطوط (أ) قد قام بعدد قليل من التغييرات الحصرية المميزة التي لم يشاركه فيها غيره، سلمنا اللهم،كان ماذا؟ هل نفى هذا وجود اختلافات أخرى في نفس المخطوط عن النص الحالي غير أنها ليست حصرية؟ هل نفى هذا أن إجمالي الاختلافات بين إجمالي المخطوطات كبير مقارنة بعدد نصوص العهد الجديد؟
    [2] لماذا يجب القسمة على عدد النصوص؟
    1. لأن الهدف من الأرقام هو معرفة ( حجم المشكلات التي يعاني منها النص المعتمد)، وهذا لا يعرف إلا بالمقارنة مع عدد نصوصه.
    2. لأن الاختلافات لا قيمة لها إلا بقدر تأثيرها على المعنى، فتغيير حرف واحد قد يغير معنى نص بأكلمه، فالعبرة إذن بإجمالي السياق (النص).
    3. لأن أغلب الكلمات لا فائدة من تغييرها، فالقسمة على عدد الكلمات أو الحرف غير أنها مسألة لن تحدث فارقاً كبيراً عن طريقة القسمة على عدد النصوص ، إلا أنها خاطئة باعتبار أنها أضافت في المقام (الذي تحت البسط) عدد ضخماًمن الأرقام التي ما أضيفت لكون النص قوي ، وإنما لكون النص غير ضروري تغييره في تلك المواضع، فتصبح النتيجة خادعة، فلا معنى أن نقول أن البلدة آمنة لمجرد ان عدد المنازل التي سرقت فيها هي 10 من 1000 منزل حين نعلم ان ال990 منزل الباقية هي بيوت مهجورة ! العبرة هنا بعدد البيوت المأهولة التي تغري السارق، وعلى هذا فَقِس.
    مثالين لتوضيح حجم الاختلافات الحقيقي
    المثال الأول الاختلافات بين 30 مخطوط في 4 نصوص([3])
    يوحنا 6: 21-24
    ٢١ فَرَضُوا أَنْ يَقْبَلُوهُ فِي ٱلسَّفِينَةِ. وَلِلْوَقْتِ صَارَتِ ٱلسَّفِينَةُ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا.
    ٢٢ وَفِي ٱلْغَدِ لَمَّا رَأَى ٱلْجَمْعُ ٱلَّذِينَ كَانُوا وَاقِفِينَ فِي عَبْرِ ٱلْبَحْرِ أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ سَفِينَةٌ أُخْرَى سِوَى وَاحِدَةٍ، وَهِيَ تِلْكَ ٱلَّتِي دَخَلَهَا تَلَامِيذُهُ، وَأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ ٱلسَّفِينَةَ مَعَ تَلَامِيذِهِ بَلْ مَضَى تَلَامِيذُهُ وَحْدَهُمْ. ٢٣ غَيْرَ أَنَّهُ جَاءَتْ سُفُنٌ مِنْ طَبَرِيَّةَ إِلَى قُرْبِ ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي أَكَلُوا فِيهِ ٱلْخُبْزَ، إِذْ شَكَرَ ٱلرَّبُّ. ٢٤ فَلَمَّا رَأَى ٱلْجَمْعُ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُوَ هُنَاكَ وَلَا تَلَامِيذُهُ، دَخَلُوا هُمْ أَيْضًا ٱلسُّفُنَ وَجَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ يَطْلُبُونَ يَسُوعَ.
    من بين 30 مخطوط بها هذه الفقرة اتفقت 4 مخطوطات فقط على نفس القراءة بينما اختلفت ال26 مخطوطة الباقية 41 اختلاف.
    متوسط الاختلافات في أقدم 6 مخطوطات (ق1: ق6) = 8.6 اختلاف للمخطوط الواحد في هذه النصوص الأربعة.
    متوسط الاختلافات في المخطوطات الستة التي تليها (ق7-ق9)= 3 اختلافات للمخطوط الواحد في هذه النصوص الأربعة.




    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	dataurl116814.png 
مشاهدات:	172 
الحجم:	69.8 كيلوبايت 
الهوية:	847215











    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	dataurl116822.png 
مشاهدات:	53 
الحجم:	770.1 كيلوبايت 
الهوية:	847216


    المثال الثاني متوسط الاختلافات في إنجيل يوحنا 7 اختلافات تقريباً في النص الواحد
    اختلف 1662 مخطوط ؛ هي جميع مخطوطات الإصحاح ال18 لإنجيل يوحنا؛ 267 اختلاف؛ بمتوسط 7 اختلافات تقريباً للنص الواحد؛ يقول أندرو إدمندسون([4])
    [Several years ago the IGNTP created local stemmata for the complete collation of 1,662 witnesses to John 18 (see Chapter 5) yielding 267 variant units]
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    ([1] ) A Critical Examination of the Coherence-Based Genealogical Method in New Testament Textual Criticism, By Peter J. Gurry,pg41
    )[2] ([In 2013 Elliott wrote a review of the ECM for JTS 64.1. He points out the comprehensiveness of the ECM by the example that it has 750 variant units in James, whereas the United Bible Society’s edition has only twenty-three.]AN ANALYSIS OF THE COHERENCE-BASED GENEALOGICAL METHOD USING PHYLOGENETICS,by ANDREW CHARLES EDMONDSON,pg59.
    ([3] )AN ANALYSIS OF THE COHERENCE-BASED GENEALOGICAL METHOD USING PHYLOGENETICS,by ANDREW CHARLES EDMONDSON,pg61.
    ([4] )AN ANALYSIS OF THE COHERENCE-BASED GENEALOGICAL METHOD USING PHYLOGENETICS,by ANDREW CHARLES EDMONDSON,pg260.

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ أسبوع واحد
ردود 0
60 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ أسبوع واحد
ردود 0
14 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
ردود 0
102 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 26 أغس, 2024, 04:22 م
ردود 0
48 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 22 أغس, 2024, 05:40 ص
ردود 0
52 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
يعمل...