الأخت الكريمة أحب الله سيرافقك إلى الأبد،،
بعد إشادتي بأدبك الرفيع في الحوار، أريد أن أوضح شيئاً: وهو أننا على أرض مشتركة، يجمع بيننا إيماننا بأن الله واحد ليس له شريك ولا ولد، وبأن سيدنا المسيح إنسان اختصه الله بالبركات الإلهية والمنح الربانية، وأعطاه الكثير من المعجزات التي تشهد بصدقه. وأنت تعلمين ماذا قال القرآن الكريم في الرد على المسيحيين المؤمنين بأن الله ثلاثة:
(إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه. فآمنوا بالله ورسله. ولا تقولوا: ثلاثة! انتهوا خيراً لكم. إنما الله إله واحد) (النساء 171).
ومكانة المسيح سلام الله عليه في الإسلام معروفة ولا تحتاج إلى تفصيل.
إذاً ماذا؟ ما هي مهمة المسيح على الأرض؟ هنا يختلف الإسلام عن المسيحية في الإجابة على هذا السؤال، وأساس هذا الاختلاف هو (1) فكرة (الخطيئة والكفارة) التي يقول بها المسيحيون. وأساس هذه الفكرة هو (2) (صلب المسيح) وهو الحدث الذي يعتبره المسيحيون لحظة فاصلة في تاريخ البشرية.
الإسلام يرفض هذين الأمرين: فخطيئة آدم في الإسلام تتلخص في:
(1) الخطيئة: الذي أخطأ هو آدم ، و (2) الكفارة: كفّر آدم عن هذه الخطيئة بتوبته إلى الله فغفر له.
إذاً هل الخطيئة تورث؟ هل يحاسب الابن على خطيئة الأب؟ جاء القرآن ليفصل في هذا الأمر، فقال بوضوح:
(ألاّ تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يُرى * ثم يُجزاه الجزاء الأوفى) (النجم 38-41).
(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومَن يعمل مثقال ذرة شراً يره) (الزلزلة 7-8).
هذا القانون الأخلاقي الإلهي الأزلي تجلّى في سفر النبي حزقيآل (قبل المسيح بقرون) بما يتطابق مع قول الإسلام:
"اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ (المسئولية الفردية). اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ (البشر لا يحملون شيئاً من خطيئة أبيهم آدم). بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومَن يعمل مثقال ذرة شراً يره). فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا (التوبة) وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي (الالتزام) وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلاً (الأعمال الصالحة) فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا(تُمحى الخطيئة وتصير كأن لم تكن)". (حز 20-22).
فكما ترين المفهوم المسيحي للخطيئة والكفارة والخلاص والفداء كل هذا منافٍ للتعاليم الإلهية في اليهودية والإسلام.
وأما الأمر الثاني الذي يرفضه الإسلام في هذا الخصوص: فهو (صلب المسيح) وهو حدث تاريخي اختلـفت فيه الطوائف المسيحية القديمة كما هو معروف، وكان هناك مسيحيون قدماء يؤكدون على أن سيدنا المسيح لم يُصلب ولم يُقتل، بل الذي صُلب هو إنسان آخر غير المسيح. ولا زالت شواهد هذه العقيدة موجودة في مخطوطات نجع حمادي الخطيرة التي اكتشفت في منتصف القرن العشرين.
وبالتأكيد فإن الإنجيل الذي كان بيد المسيحيين الذين رفضوا صلب المسيح لم يشتمل على عقيدة الخلاص والفداء، بل تكاد تكون عقيدتهم في المسيح مطابقة لعقيدة المسلمين.
الأخت الفاضلة،،
لقد اتفقنا في وحدانية الله وبشرية المسيح، ومن خلال عقلانيتك الواضحة أرانا سنتفق أيضاً في موضوع الخطيئة والصلب.
وتقبلي مني خالص تقديري واحترامي
بعد إشادتي بأدبك الرفيع في الحوار، أريد أن أوضح شيئاً: وهو أننا على أرض مشتركة، يجمع بيننا إيماننا بأن الله واحد ليس له شريك ولا ولد، وبأن سيدنا المسيح إنسان اختصه الله بالبركات الإلهية والمنح الربانية، وأعطاه الكثير من المعجزات التي تشهد بصدقه. وأنت تعلمين ماذا قال القرآن الكريم في الرد على المسيحيين المؤمنين بأن الله ثلاثة:
(إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه. فآمنوا بالله ورسله. ولا تقولوا: ثلاثة! انتهوا خيراً لكم. إنما الله إله واحد) (النساء 171).
ومكانة المسيح سلام الله عليه في الإسلام معروفة ولا تحتاج إلى تفصيل.
إذاً ماذا؟ ما هي مهمة المسيح على الأرض؟ هنا يختلف الإسلام عن المسيحية في الإجابة على هذا السؤال، وأساس هذا الاختلاف هو (1) فكرة (الخطيئة والكفارة) التي يقول بها المسيحيون. وأساس هذه الفكرة هو (2) (صلب المسيح) وهو الحدث الذي يعتبره المسيحيون لحظة فاصلة في تاريخ البشرية.
الإسلام يرفض هذين الأمرين: فخطيئة آدم في الإسلام تتلخص في:
(1) الخطيئة: الذي أخطأ هو آدم ، و (2) الكفارة: كفّر آدم عن هذه الخطيئة بتوبته إلى الله فغفر له.
إذاً هل الخطيئة تورث؟ هل يحاسب الابن على خطيئة الأب؟ جاء القرآن ليفصل في هذا الأمر، فقال بوضوح:
(ألاّ تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يُرى * ثم يُجزاه الجزاء الأوفى) (النجم 38-41).
(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومَن يعمل مثقال ذرة شراً يره) (الزلزلة 7-8).
هذا القانون الأخلاقي الإلهي الأزلي تجلّى في سفر النبي حزقيآل (قبل المسيح بقرون) بما يتطابق مع قول الإسلام:
"اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ (المسئولية الفردية). اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ (البشر لا يحملون شيئاً من خطيئة أبيهم آدم). بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومَن يعمل مثقال ذرة شراً يره). فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا (التوبة) وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي (الالتزام) وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلاً (الأعمال الصالحة) فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا(تُمحى الخطيئة وتصير كأن لم تكن)". (حز 20-22).
فكما ترين المفهوم المسيحي للخطيئة والكفارة والخلاص والفداء كل هذا منافٍ للتعاليم الإلهية في اليهودية والإسلام.
وأما الأمر الثاني الذي يرفضه الإسلام في هذا الخصوص: فهو (صلب المسيح) وهو حدث تاريخي اختلـفت فيه الطوائف المسيحية القديمة كما هو معروف، وكان هناك مسيحيون قدماء يؤكدون على أن سيدنا المسيح لم يُصلب ولم يُقتل، بل الذي صُلب هو إنسان آخر غير المسيح. ولا زالت شواهد هذه العقيدة موجودة في مخطوطات نجع حمادي الخطيرة التي اكتشفت في منتصف القرن العشرين.
وبالتأكيد فإن الإنجيل الذي كان بيد المسيحيين الذين رفضوا صلب المسيح لم يشتمل على عقيدة الخلاص والفداء، بل تكاد تكون عقيدتهم في المسيح مطابقة لعقيدة المسلمين.
الأخت الفاضلة،،
لقد اتفقنا في وحدانية الله وبشرية المسيح، ومن خلال عقلانيتك الواضحة أرانا سنتفق أيضاً في موضوع الخطيئة والصلب.
وتقبلي مني خالص تقديري واحترامي
تعليق