يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ".. (الحج: ٥)..
قلتُ: هنا نجد القرآن يدعو للتأمل والتدبر..
فقوله تعالى (فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) يفيد التباين بين العناصر التى خلق الله تعالى منها الإنسان..
و(ثُمَّ) تفيد الترتيب مع التراخى..
فمثلاً لوتأملنا قوله تعالى (مِّن تُرَابٍ) فانها تشير إلى بداية خلق الإنسان من طين ولكنه ذكر هنا التراب فقط ثم أعقب ذلك بقوله (ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ) ويُعبر بها عن ماء الرجل كما فى مفردات ألفاظ القرآن ثم أعقب ذلك بقوله (ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) وهى الكيسة الأريمية إذا علقت بالرحم واستحالت فصارت على شكل العلقة مستطيلة أى على شكل دودة العلق ثم أعقب ذلك بقوله (ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ) وهى الكتل البدنية بعد أن استحالت وصارت على شكل قطعة لحم غير منتظمة الشكل والتى تتمايز إلى قطاع عضلى وقطاع عظمى وقال (لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ) لأنه قال فى سورة المؤمنون (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) فبين سبحانه وتعالى هنا أن المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة حتى لا يظن أحد أن الله تعالى يقدر تكوين العظام من المضغة كلها ولا تكون مع ذلك أعضاء الجنين تامة الخلق بعد فى هذه المرحلة..
فأراد الله تعالى من خلال هذه الآيات الكريمة بيان طلاقة قدرته فى خلق الإنسان..
والنطفة الأمشاج هى البويضة المخصبة أو سلالة الرجل وقد اختلطت بنطفة المرأة..
وقد ذكر الإمام الرازى فى تفسيره عن مجاهد أن نطفة الرجل بيضاء ونطفة المرأة صفراء..
وقد سُميت النطفة كذلك لأنها تشبه الماء القليل أو القطرة فى شكلها..
قلتُ: هنا نجد القرآن يدعو للتأمل والتدبر..
فقوله تعالى (فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) يفيد التباين بين العناصر التى خلق الله تعالى منها الإنسان..
و(ثُمَّ) تفيد الترتيب مع التراخى..
فمثلاً لوتأملنا قوله تعالى (مِّن تُرَابٍ) فانها تشير إلى بداية خلق الإنسان من طين ولكنه ذكر هنا التراب فقط ثم أعقب ذلك بقوله (ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ) ويُعبر بها عن ماء الرجل كما فى مفردات ألفاظ القرآن ثم أعقب ذلك بقوله (ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) وهى الكيسة الأريمية إذا علقت بالرحم واستحالت فصارت على شكل العلقة مستطيلة أى على شكل دودة العلق ثم أعقب ذلك بقوله (ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ) وهى الكتل البدنية بعد أن استحالت وصارت على شكل قطعة لحم غير منتظمة الشكل والتى تتمايز إلى قطاع عضلى وقطاع عظمى وقال (لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ) لأنه قال فى سورة المؤمنون (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) فبين سبحانه وتعالى هنا أن المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة حتى لا يظن أحد أن الله تعالى يقدر تكوين العظام من المضغة كلها ولا تكون مع ذلك أعضاء الجنين تامة الخلق بعد فى هذه المرحلة..
فأراد الله تعالى من خلال هذه الآيات الكريمة بيان طلاقة قدرته فى خلق الإنسان..
والنطفة الأمشاج هى البويضة المخصبة أو سلالة الرجل وقد اختلطت بنطفة المرأة..
وقد ذكر الإمام الرازى فى تفسيره عن مجاهد أن نطفة الرجل بيضاء ونطفة المرأة صفراء..
وقد سُميت النطفة كذلك لأنها تشبه الماء القليل أو القطرة فى شكلها..
تعليق