دحض شبهة ان المسيرة بين السماء والارض 500 سنة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الشهاب_الثاقب الاسلام اكتشف المزيد حول الشهاب_الثاقب
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشهاب_الثاقب
    0- عضو حديث

    • 12 أغس, 2024
    • 3
    • مجاهد في سبيل الله
    • الاسلام

    دحض شبهة ان المسيرة بين السماء والارض 500 سنة


    بسم الله الرحمن الرحيم

    يردد اعداء الله اليهود والنصارى ومعهم الشيعة يوم بعد يوم الشبهات والاكاذيب لمحاربة الاسلام والسنة ونسوا ان كتبهم المسمية مقدسة مليئة بالأعاجيب والخرافات والاخطاء العلمية الفادحة ولكن لان عجزوا عن حماية دينهم قاموا بالتهجم على دين الله ( رمتني بداءها وانسلت ) ويقولون ان نبي الاسلام يعتقد ان المسافة بين السماء والارض مجرد 500 عام بينما ان المسافة بين الارض والشمس وحدها اكثر من ذلك باضعاف المرات لكن لو تدبرنا الحديث جيدا سوف نجد ان التوهم من الفهم الخاطئ للحديث واليوم بأذن الله سوف نرد على هذه الشبهة بالتفصيل :

    - نص الحديث :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال : قلنا الله ورسوله أعلم, قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة) (رواه الترمذي)

    - الرد :

    لقد اختلف العلماء على صحة هاذا الحديث فمنهم من قال انه صحيح ومنهم من قال انه ضعيف والاغلب ضعفه , لكن فلنفترض جدلا ان الحديث صحيح فلا يوجد اي اشكال فاول من يقرأ الحديث يعتقد انه اذا سار الرجل خمسمائة عام الى الاعلى سوف يصل للسماء الدنيا (التي هي حافة الكون في علم الكونيات) وهاذا الفهم خاطئ لكن يجب ان نلاحظ اولا ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحدد لنا ماهية المسيرة هل هي مسيرة 500 عام بسرعة الانسان ام مسيرة 500 عام بسرعة الخيل ام بسرعة الريح او برق ام سرعة خارقة للطبيعة ؟؟ وتبقى المسيرة المقصودة هنا مجهولة في السنة النبوية.

    لكن اذا ذهبنا الى القران الكريم سوف نجد ما المقصود بهذه المسيرة وجميعنا نعلم ان القران والسنة متممات لبعضهما .

    قال تعالى : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ)
    عن قتادة , انه قال : "مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة مما تعدّون من أيامكم من أيام الدنيا خمسمائة سنة نـزوله، وخمسمائة صعوده فذلك ألف سنة"

    عن مجاهد، أنه قال:" يقضي أمر كل شيء ألف سنة إلى الملائكة ثم كذلك حتى تمضي ألف سنة، ثم يقضي أمر كل شيء ألفا، ثم كذلك أبدا" فيصبح المعنى : ان الله تبارك وتعالى يدبر الامر القدري والامر الشرعي من السماء الى الارض بالملائكة تنزل لوضع المقادير ل الالف سنة المقبلات ثم ترجع الى السماء, كل هذا يحصل في الف سنة بالنسبة لنا اما بالنسبة للملائكة فهاذا يعادل يوم واحد فقط (24 ساعة)!! وما ان مضت الالف سنة هذه الا وتكون الملائكة راجعة للأرض مرة اخرى لوضع المقادير ل الالف سنة التي بعدها وهكذا كل الف سنة.......

    يعني ان الملائكة عرجت وعادت في يوم واحد حسب إدراكها بينما مر على اهل الارض الف سنة .!!

    (هذه يا احبائي قد وصل لها العلم قبل اكثر من مئة سنة في الاعجاز العلمي في القران الكريم . وقد اثبتت علميا تبعا لنظرية النسبية ل اينشتاين في العلاقة بين السرعة والكتلة والزمن وحركة الضوء. (

    سبحان الله , فأن الملائكة الموكلين بالامر -عليهم السلام- عندما ينزلون من السماء الى الارض ثم يعودون الى السماء (ثم يعرج إليه) يستغرق ذلك معهم -حسب حساب اهل الارض- الف سنة(ذهاب وعودة)اما طريق الذهاب فقط فهو النصف(500 سنة)!!!! هذا يدل ان الملائكة تستغرق خمسمائة عام للعروج للسماء. اذاً يتبين لنا ان المسيرة المقصودة ليست مسيرة بشرية انما هي مسيرة ملائكية, ونود ان ننبه الاخوة ان سرعة الملائكة المقربين مستثنية (مثل جبريل عليه السلام لأنه مكلف بالوحي) وكما بالحديث الصحيح انهم يصلون الى السماء والارض بيوم وليلة فقط وبعضهم في طرفة عين.

    هاذا كله يتعلق بنظرية النسبية التي تنص على ان سرعة مرور الزمن يختلف من مكان الى اخر (مثلا اليوم في المشتري يساوي 10 ساعات فقط!! ) ومن مخلوق الى اخر (مثلا الوقت عند الذباب ابطئ ب 6 مرات من البشر وبهذا اليوم عندها يساوي 144 ساعة تقريبا!!!!!) هذه النظرية ذكرت في القران منذ اكثر من 1400 سنة ولم يكن في ذلك الوقت لا علم كونيات ولا مجرات ولا اقمار صناعية. فسبحانك يا الله

    اذا لا يوجد أي اشكال انها شبهة واهية وهذه هي محاولتهم اليائسة البائسة في الطعن بالسنة النبوية

    (ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون) . صدق الله العظيم
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	12  الحجم:	106.9 كيلوبايت  الهوية:	847279



    لا تنسونا من دعواتكم . اخوكم – الشهاب الثاقب-.
    التعديل الأخير تم بواسطة الراجى رضا الله; 8 سبت, 2024, 01:53 ص.
  • الراجى رضا الله
    مشرف عام

    حارس من حراس العقيدة
    • 15 أكت, 2009
    • 522
    • مهندس
    • مسلم والحمد لله

    #2
    بارك الله فيكم،

    للمزيد حول نفس الموضوع :
    المسافة بين السماء و الارض

    فضلا عن ضعف الحديث محل البحث :

    الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، التي ذُكر فيها أن ما بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام ، كلها أحاديث لا تثبت ولا تصح ، بلغتنا عن أربعة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .
    وهذا تفصيل ذلك :
    الحديث الأول : عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه ، قَالَ :
    " كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ ، فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ ) ، قَالَ : قُلْنَا : السَّحَابُ ، قَالَ : ( وَالْمُزْنُ ) ، قُلْنَا : وَالْمُزْنُ . قَالَ : ( وَالْعَنَانُ ) ، قَالَ : فَسَكَتْنَا ، فَقَالَ : ( هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؟ ) ، قَالَ : قُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وَأَظْلافِهِنَّ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ ، وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ ) .
    الأوعال : ملائكة على صورة الأوعال على ما قاله ابن الأثير في"النهاية".
    روي هذا الحديث من طريق سماك بن حرب ، عن عبد الله بن عميرة ، عن عباس بن عبد المطلب . وبعضهم أضاف الأحنف بن قيس بعد ابن عميرة .
    رواه الإمام أحمد في " المسند " (3/292)، وأبوداود (4723)، والترمذي (3320)، وغيرهم كثير.
    وهذا إسناد ضعيف بسبب عبد الله بن عميرة ، ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (5/124) ، والبخاري في " التاريخ الكبير " (5/159)، ولم ينقلا فيه جرحا ولا تعديلا . بل قال البخاري : لا نعلم له سماعا من الأحنف . وقال إبراهيم الحربي: لا أعرف عبد الله بن عميرة . كما في " إكمال تهذيب الكمال " (8/102)، لذلك قال الذهبي في " المغني " (1/350): " لا يعرف ". وقال ابن حجر : مجهول . " تعجيل المنفعة " (2/274).
    ولذلك قال ابن الجوزي عن هذا الحديث : " لا يصح " "العلل المتناهية " (1/9)، وقال البوصيري : ضعيف منقطع ، كما في " إتحاف الخيرة المهرة " (6/165). وقال الشيخ أحمد شاكر في " تحقيق المسند ": ضعيف جدا . وكذا قال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة ، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي ".
    الحديث الثاني : من طريق قتادة، عن الحسن البصري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    " بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ ؟ ... ) وذكر نحو الحديث المتقدم ، " قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( الْعَنَانُ ، وَرَوَايَا الْأَرْضِ ، يَسُوقُهُ اللهُ إِلَى مَنْ لَا يَشْكُرُهُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَا يَدْعُونَهُ ، أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ فَوْقَكُمْ ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : ( الرَّقِيعُ ، مَوْجٌ مَكْفُوفٌ ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ ، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ )، ثُمَّ قَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَا الَّتِي فَوْقَهَا؟ قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : سَمَاءٌ أُخْرَى ، ( أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا ؟ ) ،قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) ، ثُمَّ قَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ: ( الْعَرْشُ) ، قَالَ : أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ ) .
    ثُمَّ قَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَا هَذَا تَحْتَكُمْ ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : أَرْضٌ ، أَتَدْرُونَ مَا تَحْتَهَا ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : (أَرْضٌ أُخْرَى ، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ ) ، قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرَضِينَ ، ) ، ثُمَّ قَالَ : ( وَايْمُ اللهِ ، لَوْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى السَّابِعَةِ ، لَهَبَطَ ، ثُمَّ قَرَأَ : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) [الحديد: 3] " .
    رواه أحمد في " المسند " (14/422) ، والترمذي في " السنن " (3298)
    وهذا حديث شديد الضعف أيضا ، فقتادة مدلس ولم يصرح بسماعه من الحسن البصري ، والحسن لم يسمع من أبي هريرة ، كما قال أيوب السختياني : " لم يسمع الحسن من أبي هريرة " انتهى من "المراسيل" لابن أبي حاتم (106).
    لذلك قال الترمذي : غريب من هذا الوجه . وقال الجورقاني : " باطل " انتهى من " الأباطيل " (1/201) ، وقال ابن الجوزي : " لا يصح " انتهى من " العلل المتناهية " (1/27) ، وقال ابن حجر : " لا يصح سنده " انتهى من " تحفة النبلاء " (63). وقال الذهبي : " منكر " انتهى من " العلو " (74)، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي ".
    الحديث الثالث : من طريق ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
    ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) [الواقعة: 34] وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ ارْتِفَاعَهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَإِنَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ) .
    رواه الإمام أحمد في " المسند " (18/247)، والترمذي في " السنن " (2540) وقال : حديث غريب ، إشارة منه إلى ضعفه ، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي ".
    وضعف هذا الإسناد ظاهر جدا ، بسبب ابن لهيعة ، ودراج أبي السمح ، وخاصة في روايته عن أبي الهيثم . ينظر " تهذيب التهذيب " (3/209)
    الحديث الرابع : حديث أبي نصر ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( كثف الأرض مسيرة خمس مائة عام ، وبين الأرض العليا وبين السماء الدنيا خمس مائة عام ...... ) وذكر نحو الحديث المتقدم .
    رواه البزار في " البحر الزخار " (9/ 460) ، وقال : " هذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد . وأبو نصر هذا أحسبه حميد بن هلال ولم يسمع من أبي ذر ".
    وقال الجورقاني : "حديث منكر " انتهى من " الأباطيل " (1/200) ، وكذا قال ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1/12)
    وقال ابن كثير في " تفسيره " (4/303) : " في إسناده نظر ، وفي متنه غرابة ونكارة ".

    وهكذا لم نقف على إسناد يصح في تحديد المسافة بين السماء والأرض أنها مسيرة خمسمائة عام.
    يقول الشيخ محمد الحوت رحمه الله :
    " لم يصح من ذلك شيء ، ولا مقدار ما بين كل سماءين ، ولا بين السماء والأرض ، من كون ذلك خمسمائة سنة ، أو ثمانين سنة " انتهى من " أسنى المطالب " (ص/164)

    وما نقلناه سابقا في الفتوى رقم : (47048) ، (214126) ، ليس فيه تصحيح حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث السابقة ، وإنما نقلنا فيه عن عبد الله بن مسعود ، ولا يخفى على طالب العلم أن أثر الصحابي ليس كحديث النبي صلى الله عليه وسلم . فهو محل بحث ونظر إذا اشتمل على الغريب أو عارض ما هو أقوى منه .
    والله أعلم .

    نقلاً عن الاسلام سؤال وجواب


    ومن زاوية اخرى ايضاً :

    هذه هي محاولتهم اليائسة البائسة, ﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ * اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾, (المجادلة: 19). فلا بد من درء انتحالهم وتحريفهم وتأويلهم, وهو علينا_ بإذن الله _يسير. أقول_ وبالله التوفيق _:
    ·من تمام الفقه أمران: تبيُّن الحديث من حيث متنه وسنده, وتحري فهمه من حيث ألفاظه وصيغه. فاللهم أجرِ الحقَّ على ألسنتنا.
    ·بعد تبين الحديث ألفيت الآتي:
    1. سند الحديث: يقول الألباني: حديث ضعيف.
    2. إذن, شبهتكم غدت أثرًا بعد عين, فهل أنتم على شيء؟
    ·بعد تحري الحديث ألفيت الآتي:
    1. مع أنَّ شبهتهم قد أفلت بعد تزييف شروقها, إلا أنَّه لا مانع من افتراض صحته وتحري فهمه؛ لئلا توسوس لهم أنفسهم شيئا, أو تسول لهم أمرًا.
    2. من الأهمية بمكان, التنبه إلى تكرير لفظ (خَمْسِمِائَةِ سَنَة) أو (خَمْسِمِائَةِ عَامٍ).
    3. هذا الزمن هو مسيرة المسافة بين السماء والأرض, وبين السماء والسماء, وبين السماء والعرش.
    4. أسياقُ الحديثِ سياق تبيين حقيقة كونيةٍ أم تبيين قدرةٍ إلهية وعظمة ربانية؟ لا مرية في أنَّ السياق ليس سياق درس فلكيٍّ, بل سياق تدبُّرٍ وتأمُّلٍ نزولا عند قوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾, (الجاثية: 13). وما كان يذكره النبي_ صلى الله عليه وسلم _هو مدعاة للتفكر في عظمة الله من حيث إتقان صنعه وبديع خلقه وإطلاق قدرته.
    5. وهنا يرد سؤال: هل يستخدم العدد على غير وجهه؟!
    6. الجواب: نعم, فثمَّة استخدام بلاغي للعدد, وهو استخدامه للدلالة على التكثير والتهويل والتعظيم, ومنه قول الله: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾, (البقرة: 96). أي الدهر وغاية الشيء. وقوله: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾, (القدر: 3). لها وجه غاية الشيء والدهر. وقوله: ﴿إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾, (التوبة: 80). فما عدد سبعين إلا عدد استخدم للتكثير والتهويل والتعظيم. وهكذا, هلمَّ جرًّا.
    7. وقد يقول قائل: هل يأتي عدد (خَمْسِمِائَةِ عَامٍ) في استخدام بلاغي كألف وكسبعين؟
    8. الجواب: نعم, ودليل ذلك أقوال النبي_ صلى الله عليه وسلم _:
    • وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا.
    • وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عامًا.
    • وإن رائحة الجنة لتوجد من مسيرة مائة عام.
    • وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام.
    فالمدقق في هذه الأحاديث يرى أنَّ ريح الجنة توجد من مسيرة أربعين وسبعين ومائة وخمسمائة عام؛ فدلَّ ذلك على تعظيم رائحة الجنة التي تصل إلى مسافات ضخمة تفوق المسافة المستفادة من الأرقام, كلاً على حدة. ونرى الأحاديث جمعت بين العددين: (سبعين) و(خمسمائة), وهذا فيه دلالة واضحة سافرة على جواز استخدام العدد (خمسمائة) استخدامًا بلاغيًّا يفيد التكثير والتهويل والتعظيم.
    9. وعليه, فمن سفاهة عقول القوم أنَّهم أخذوا يقيسون المسافات, استنادًا على الأرقام التي وردت في الحديث_ على فرض صحته _؛ لأنَّها لم تستخدم استخدامًا حقيقيًّا, بل استخدمت استخدامًا بلاغيًّا؛ ليفيد التعظيم والتكثير, وهذا فيه دلالة عظيمة على اتساع هذا الكون البديع. فسبحان الله!!
    ·إذن, عقل هؤلاء المحدود لم يستطع أن يفهم نصًّا لغويًّا, فكيف نأمنهم على ما كان كونيًّا؟! لا يكون هذا.



    الحمد لله عدد خلقه، ورضا نفسه، وسعه عرشه ، ومداد كلماته

    تعليق

  • الشهاب_الثاقب
    0- عضو حديث

    • 12 أغس, 2024
    • 3
    • مجاهد في سبيل الله
    • الاسلام

    #3
    المشاركة الأصلية بواسطة الراجى رضا الله
    بارك الله فيكم،

    للمزيد حول نفس الموضوع :
    المسافة بين السماء و الارض

    فضلا عن ضعف الحديث محل البحث :
    .................................................. ...................


    جزاك الله خير على التعقيب المميز اخونا الكريم , ان الحديث ضعيف لا محاله لكن لان بعض العلماء (بل قلة قليلة) حسنه اذا يوجد احتمال لو -ضئيل جدا- بصحته ولهذا قمنا بالرد لاقامة الحجة على

    المعترضين وايضا كما تفضلت يحتمل ان المقصود ب 500 ربما هو فقط للكثرة (معنى مجازي) اما اذا كان المعنى حرفي كما هو ظاهر النص فانها مسيرة ملائكية والله اعلى واعلم وهذا مثبت

    بشكل قطعي من نص القران. يعني اذا كان المعنى المقصود حرفي ام مجازي تم نسف الشبهة كليا ولهذا قمت شصخيا بكتابة هاذا الرد العلمي بشكل مفحم لسد جميع الابواب امام المتشككين ولا يوجد

    لهم اي حجة بعد اليوم. فإن اخطئت فمن نفسي وان اصبت فمن الله​

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 4 أسابيع
    ردود 0
    135 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة أحمد الشامي1
    بواسطة أحمد الشامي1
    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 4 أسابيع
    ردود 0
    28 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة أحمد الشامي1
    بواسطة أحمد الشامي1
    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 14 أكت, 2024, 04:41 ص
    ردود 0
    260 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة أحمد الشامي1
    بواسطة أحمد الشامي1
    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 27 سبت, 2024, 09:29 م
    ردود 0
    123 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة أحمد الشامي1
    بواسطة أحمد الشامي1
    ابتدأ بواسطة الشهاب_الثاقب, 13 أغس, 2024, 06:03 ص
    ردود 3
    135 مشاهدات
    0 ردود الفعل
    آخر مشاركة الشهاب_الثاقب
    يعمل...