يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ.. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ.. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ.. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ".. (فصلت: ٩-١٢)..
يقول الإمام الشوكانى فى تفسيره: " ومعنى (فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) أي في تتمة أربعة أيام باليومين المتقدّمين.. قاله الزجاج وغيره "..
وقال فى تفسيره لقوله تعالى (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا): " أى بعد خلق السماء "..
وفى معنى الدحو قال إبن عباس رضى الله عنه: " أن أخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام ".. (فتح القدير)..
قلتُ: خلق الله تعالى مادة السماوات والأرض فى اللحظة الأولى التى برز فيها هذا الكون إلى الوجود..
ولذلك يقول عبد الدائم الكحيل بتصرف: " خلق الله تعالى الأرض في يومين (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) أي أن الأرض لم تكن موجودة فأوجدها الله في يومين ولكنها غير صالحة للحياة.. فقدّر فيها أقواتها وخلق عليها الجبال وغير ذلك بشكل يجعلها صالحة للحياة.. وذلك في أربعة أيام (وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) فيكون المجموع ستة أيام.. في هذه الأيام الستة كانت السماء موجودة وممتلئة بالدخان.. والدليل على أنها موجودة قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) أي أن الاستواء كان بعد خلق السماء وبعد خلق الأرض.. أي أنه بعد ستة أيام تمَّ خلق السماء والأرض.. إذن لم يقل رب العالمين (ثم خلق السماء) بل قال (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) فالسماء إذن كانت مخلوقة وموجودة مع الأرض.. وهذا ما يقرره العلم الحديث "..
ويقول: " ثم بعد ذلك جعل هذه السماء الواحدة سبع طبقات بعضها فوق بعض.. وهذه العملية لا علاقة لها بخلق السموات.. بل هي عملية منفصلة ومتممة وتمت بعد خلق السموات وسماها القرآن بعملية التسوية.. لأن الله قال: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) لم يقل (فخلقهنَّ).. وهذا دليل على أن السماء كانت موجودة أصلاً ومنذ البداية.. وخُلقت مع الأرض ولكنها لم تأخذ شكلها النهائي لأنها كانت دخاناً وهذا ما يؤكده العلماء اليوم.. إذن أكَّد القرآن أن الأرض والسماء كانتا مخلوقتين ثم سوَّى الله السماء وجعلها سبع سموات.. ولذلك قال في آية أخرى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29].. تأملوا ودققوا معي كلمة (فَسَوَّاهُنَّ) لم يقل (فخلقهُنَّ) والخلق يختلف عن التسوية.. لأن التسوية تكون لشيء مخلوق مسبقاً "..
ويقول كذلك: " إذن الله تعالى يتحدث عن خلق السماء والأرض في ستة أيام.. ويتحدث عن تسوية السماء وفصلها إلى سبع سموات في يومين.. إذن أيام الخلق ستة.. واليومين الأخيرين لا علاقة لهما بخلق السماء.. فلا يكون هناك أي تناقض في القرآن.. والدليل على صدق هذا التفسير أن القرآن لم يذكر أبداً أن خلق السماء استغرق يومين.. بل عملية تسوية السماء إلى سبع سموات هي التي استغرقت يومين.. وهذين اليومين لا علاقة لهما بالأيام الستة عندما قال: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) [الفرقان: 59].. وهنا تأكيد على أن الاستواء يأتي بعد الخلق ولا علاقة له بعدد أيام الخلق.. إن خلق الأرض بدأ مع خلق الكون لأن مادة الأرض التي تشكلت منها موجودة في الرتق الابتدائي الذي فتقه الله وخلق منه السموات والأرض.. ولذلك من الطبيعي أن يكون عدد أيام خلق الأرض ستة وهذه الأيام الستة هي ذاتها عدد أيام خلق السماء.. أما بعد ذلك من أيام لتسوية السماء وتعددها إلى سبع طبقات فهذا موضوع آخر.. لا يمكن أن نجمع عدد أيام التسوية مع عدد أيام الخلق "..
قلتُ: وتقرر الدراسات العلمية الحديثة أن الجاذبية وصلت إلى الأرض قبل بزوغ ضوء النجوم ومعنى ذلك أن ذراتها قد تجمعت قبل ذلك..
يقول الإمام الشوكانى فى تفسيره: " ومعنى (فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) أي في تتمة أربعة أيام باليومين المتقدّمين.. قاله الزجاج وغيره "..
وقال فى تفسيره لقوله تعالى (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا): " أى بعد خلق السماء "..
وفى معنى الدحو قال إبن عباس رضى الله عنه: " أن أخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام ".. (فتح القدير)..
قلتُ: خلق الله تعالى مادة السماوات والأرض فى اللحظة الأولى التى برز فيها هذا الكون إلى الوجود..
ولذلك يقول عبد الدائم الكحيل بتصرف: " خلق الله تعالى الأرض في يومين (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) أي أن الأرض لم تكن موجودة فأوجدها الله في يومين ولكنها غير صالحة للحياة.. فقدّر فيها أقواتها وخلق عليها الجبال وغير ذلك بشكل يجعلها صالحة للحياة.. وذلك في أربعة أيام (وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) فيكون المجموع ستة أيام.. في هذه الأيام الستة كانت السماء موجودة وممتلئة بالدخان.. والدليل على أنها موجودة قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) أي أن الاستواء كان بعد خلق السماء وبعد خلق الأرض.. أي أنه بعد ستة أيام تمَّ خلق السماء والأرض.. إذن لم يقل رب العالمين (ثم خلق السماء) بل قال (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) فالسماء إذن كانت مخلوقة وموجودة مع الأرض.. وهذا ما يقرره العلم الحديث "..
ويقول: " ثم بعد ذلك جعل هذه السماء الواحدة سبع طبقات بعضها فوق بعض.. وهذه العملية لا علاقة لها بخلق السموات.. بل هي عملية منفصلة ومتممة وتمت بعد خلق السموات وسماها القرآن بعملية التسوية.. لأن الله قال: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) لم يقل (فخلقهنَّ).. وهذا دليل على أن السماء كانت موجودة أصلاً ومنذ البداية.. وخُلقت مع الأرض ولكنها لم تأخذ شكلها النهائي لأنها كانت دخاناً وهذا ما يؤكده العلماء اليوم.. إذن أكَّد القرآن أن الأرض والسماء كانتا مخلوقتين ثم سوَّى الله السماء وجعلها سبع سموات.. ولذلك قال في آية أخرى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29].. تأملوا ودققوا معي كلمة (فَسَوَّاهُنَّ) لم يقل (فخلقهُنَّ) والخلق يختلف عن التسوية.. لأن التسوية تكون لشيء مخلوق مسبقاً "..
ويقول كذلك: " إذن الله تعالى يتحدث عن خلق السماء والأرض في ستة أيام.. ويتحدث عن تسوية السماء وفصلها إلى سبع سموات في يومين.. إذن أيام الخلق ستة.. واليومين الأخيرين لا علاقة لهما بخلق السماء.. فلا يكون هناك أي تناقض في القرآن.. والدليل على صدق هذا التفسير أن القرآن لم يذكر أبداً أن خلق السماء استغرق يومين.. بل عملية تسوية السماء إلى سبع سموات هي التي استغرقت يومين.. وهذين اليومين لا علاقة لهما بالأيام الستة عندما قال: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) [الفرقان: 59].. وهنا تأكيد على أن الاستواء يأتي بعد الخلق ولا علاقة له بعدد أيام الخلق.. إن خلق الأرض بدأ مع خلق الكون لأن مادة الأرض التي تشكلت منها موجودة في الرتق الابتدائي الذي فتقه الله وخلق منه السموات والأرض.. ولذلك من الطبيعي أن يكون عدد أيام خلق الأرض ستة وهذه الأيام الستة هي ذاتها عدد أيام خلق السماء.. أما بعد ذلك من أيام لتسوية السماء وتعددها إلى سبع طبقات فهذا موضوع آخر.. لا يمكن أن نجمع عدد أيام التسوية مع عدد أيام الخلق "..
قلتُ: وتقرر الدراسات العلمية الحديثة أن الجاذبية وصلت إلى الأرض قبل بزوغ ضوء النجوم ومعنى ذلك أن ذراتها قد تجمعت قبل ذلك..
تعليق