التنادد [التشابه أو التماثل] homologyكدليل ضد المذهب التطورى
By making our explanation [common ancestry] into the definition of the condition to be explained [homology], we express not scientific hypothesis but belief. We are so convinced that our explanation is true that we no longer see any need to distinguish it from the situation we were trying to explain. Dogmatic endeavors of this kind must eventually leave the realm of science.
Ronald H. Brady, “On the independence of systematics,” Cladistics 1 (1985): 113–126.
Ronald H. Brady, “On the independence of systematics,” Cladistics 1 (1985): 113–126.
عندما نضع تفسيرنا (السلف المشترك) كجزء من تعريف الظاهرة (التنادد) فاننا نعبر عن عقيدة لا عن فرضية علمية. اننا بهذا لا نفرق بين الظاهرة المراد تفسيرها و بين التفسير الذى نضعه نحن.
كلما أتيت لأى تطورى بأدلة على عقم الطفرات و الانتخاب الطبيعى و البيولوجيا النمائية EvoDevo و الوراثة فوق الجينية Epigenetics و التنظيم الذاتى للمادة و غيرها من الفرضيات اللانهائية يحيلك فورا الى خط الدفاع الأخير : التطور حقيقة حتى لو لم نعرف الاليات – هذه رسالة مسجلة (أحيانا يتم اضافة أنه حقيقة كالجاذبية أو دوران الأرض حول الشمس). حسنا لماذا هو حقيقة؟ تكون الاجابة عادة هى وجود التنادد و الترتيب الشجرى و بالتالى حدوث التطور على غرار الجاذبية و مدارات الكواكب حقيقة و لكن يمكن أن نختلف فى الياتها هل هى قوة بين الأجسام البعيدة كما قال نيوتن أم انحناء نسيج الزمكان كما قال أينشتاين أم مجالات كمومية أم شئ اخر...المشكلة هنا أن الجاذبية نفسها مرصودة بينما التطور استنتاج من التنادد و الأشجار فتطبيق نموذج الجاذبية عليه غير صحيح خاصة أننا ليست لدينا حالات لا تعمل فيها الجاذبية و لكن لدينا حالات لا يعمل فيها التنادد و الترتيب الشجرى يتم تجاوزها باعادة تسميتها (التطور المتقارب – تبادل الجينات...الخ)و عندها يتحول الأمر الى الجاذبية و الجاذبية التى تعمل بشكل مختلف و الجاذبية التى نسميها جاذبية و لكنها تسبب التنافر و الجاذبية التى لا تعمل مطلقا (و أهه كله جاذبية) و الخلاف فى الاليات و لكن هذا هو ليس نموذج الجاذبية كما نعلم لذا فالتشبيه غير صحيح لذلك فان التنادد و الأشجار عملية تصنيف محضة و ليست عملية تطور أو بعبارة أخرى التنادد/الوراثة من سلف مشترك ليست دليل و ليست أمر مرصود بل هى افتراض أو محاولة تفسير و بالتالى لا يمكن معاملتها كدليل حتى لو كانت-جدلا-هى التفسير الأفضل. لكن مع الأسف الشديد لا تتحلى نظرية التطور بالأمانة العلمية و دائما ما تمارس الخداع و النصب عن طريق تهريب فرضياتها فى قلب البيانات ليتوهم المتلقى أن فرضيات التطور جزء من البيانات و ليست مجرد اضافات من خارجها فى محاولة لتفسيرها: مثلا يخبرك أن التطورى أن علوم التشريح المقارن أو علوم الجينات أثبتت حقيقة التطور بينما الحقيقة أنها أثبتت حقيقة التشابه و اتى هو ليفترض ان التشابه تفسيره الأفضل هو التطور من سلف مشترك ثم بدا يخدع الناس رويدا رويدا ليضع تفسيره الشخصى "التطور" مكان الظاهرة المراد تفسيرها "التشابه" و بهذه الخدعة فجأة أصبحت علوم الجينات و التشريح تثبت التطور بعد أن كانت تثبت التشابه بأن قام بتمرير عقيدته الشخصية فى كون التشابه تفسيره التطور فى وسط البيانات و كأنها جزء منها فحذف كلمة تشابه و وضع تطور و هذه هى عين الخدعة التى نبه لها الفيلسوف فى الاقتباس أعلاه من دس التطوريين نظريتهم و معتقداتهم الشخصية وسط البيانات للايحاء بأنها حقيقة و جزء من البيانات
و لعل من الأمثلة العملية على ذلك الجملة العجيبة التى كان التطوريون يرددونها قديما "ان كنت لا تؤمن بالتطور فلا تأخذ مضادات حيوية" و التى كان أصلها حجة تطورية مفادها أننا نستخدم نظرية التطور لتحديد أى المضادات الحيوية تستهدف أى بكتيريا (لا نتحدث هنا عن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية فهذه حجة أخرى) كان التطورى يقول أننا نعلم أن البكتيريا 1 تشترك مع البكتيريا 2 فى سلف مشترك لذا نعلم امكان استهدافهما بنفس المضاد لتشابههما و الحقيقة أن هذه خدعة كلامية لا أكثر. البكتيريا 1 و 2 يشتركان فى نفس المكون الذى يستهدفه المضاد الحيوى (انزيم معين مثلا أو مستقبل على جدار الخلية) لذا بداهة فان نفس المضاد سيستهدفهما لأن المكون المستهدف مشترك أما انحدارهما من سلف مشترك ففرضية تطورية تم حشرها فى الكلام لتتطفل على الأدلة و لو تم حذفها فلن يحدث فارق. النوعين من البكتيريا لديهما نفس المكون لذا نستهدفه بنفس المضاد بغض النظر عن تفسير اشتراكهما فى المكون سواءا كان سلف مشترك أو تطور متقارب أو تصميم مشترك (هندسة وراثية مثلا للنوعين) لذلك فانمحاولة التطوريين الدائمة الزعم بأن السلف المسترك حقيقة خدعة كلامية لتمريره مع التشابه بدلا من وضعه موضعه الحقيقى و هو كونه محاولة تفسيرية أو استنتاج لا أكثر...و لكن هل هى التفسير الأفضل فعلا؟ مع الأسف يتجاهل التطوريون كما هائلا من المشاكل و التضاربات و العجز التفسيرى فى التنادد و أشجار الحياة ناهيك طبعا عن المصادرة على البدائل ذات القوة التفسيرية الأكبر بمجرد اصدار أحكام مسبقة بأنها "دين" و ليست علم
توصف الأعضاء و الهياكل بأنها متناددة homologousعندما يمتلك مخلوقان مختلفان عضوين متشابهين هيكليا و وظيفيا و يعتقد التطوريون أن هذه الأعضاء نتجت عن تطور تباعدى من سلف مشترك فذراع الانسان و زعنفة الحوت وساق الكلب و طرف الخفاش الأمامى مرتبطين تطوريا. على النقيض فان الأعضاء المتجانسة تتوافق مع فكرة المصمم الذى يضع قوالب لتصميماته و يعيد استخدامها لأنها مناسبة لوظيفتها.
يستخدم التطوريون التنادد واسع النطاق بين الكائنات كدليل على أصل مشترك طرأت عليه تغيرات تدريجية فمثلا يقول أحدهم "لو نظرت الى سيارة كورفيت طراز 1953 و 1954 و 1955 فان الانحدار مع التعديل سيبدو واضحا" و الحقيقة أن مثل هذه الأمثلة فى الواقع تدعم التصميم اذ أن السيارات تحمل هذا التصميم العام الذى يميزها كسيارة لأنه بدا كمخطط ذهنى (فكرة) ثم تم اشتقاق التنوعات المشتركة منها و ليس لأنه كانت هناك سيارة سلف مشترك انحدرت منها باقى السيارات و نفس الأمر ينطبق على الكائنات الحية فمثلا قام بعض العلماء بدراسة نموذج عظام الأطراف الشهير الذى لا يمل التطوريون أبدا من الاستشهاد به و وجدوا أن هذا النموذج يتميز بأنه الأفضل للحركة من حيث الشكل الهندسى و ملاءمة مادة البناء (العظم) و الية النمو و المساحة المتاحة للطرف
Clearly, it limits the range of motion. There are obvious functional advantages to the one-to-two arrangement... R. D. K. Thomas and W. E. Reif, for example, have developed an idea they call “the skeleton space.”...there are only a limited number of ways that geometric shapes and growing materials (like bones) can go together and still work well.
In their view, it’s not “just history” or common descent that helps us understand why organisms have similar limbs. They claim that there are only a limited number of skeletal patterns because of the functional requirements of organisms. These are the limits imposed by geometry, and the characteristics of bones and the way they grow.
"The constraints of geometry, growth patterns and raw materials...constitute formal causes of skeletal design...these do explain the convergence of numerous lineages on general patterns and the relatively complete exploitation of design elements defined in the skeletal space"
Explore Evolution: The Arguments for and Against Neo-Darwinism – July 1, 2013 : 47-48
"Properties of materials, construction rules that determine patterns of development, and physical constraints exerted by the requirements of function suggest that organic structure must necessarily approach these recurrent elements of design...hat the physical constraints of life on land and in the air substantially limit the variety of skeletal structures suitable for life in these environments; and that overall the range of possible skeletal designs has been very fully exploited by living and extinct organisms...The organizational properties of animal skeletons suggest that their design elements are fixed point attractors, structures that we characterize as topological attractors that evolution cannot avoid."
R.D.K Thomas and W.E. Reif "The skeleton space: A finite set of organic designs" Evolution 47: 353
طبعا هم كالعادة ينسبون العثور على التصميمات المناسبة للتطور و لكن ما يعنينا هنا هو سقوط حجة كون هذه التصميمات بلا غاية أو وظيفة أو فائدة و بالتالى التعامل معاها كمجرد أحداث طارئة فى تاريخ الحياة historical contingency لأن الواضح أنها هى التصميمات المناسبة. معنى هذا ببساطة أن هذه الأطراف ليست موجودة بهذا الشكل لأن الكائنات المختلفة ورثتها من كائن سلف طور أول طرف بلا هدف و لكن لأنها ببساطة هى التصميم المناسب كأى تصميم متعدد الوظائف تماما كما تحتوى أجهزة الكمبيوتر المكتبية و المحمولة و الهواتف الجوالة بل و بعض الأجهزة الكهربائية كبعض أنواع الثلاجات و الغسالات معالجات معلومات processors ليس لأن هناك سلف مشترك بمعالج معلومات بل لأن معالج المعلومات هو التصميم المناسب للوظيفة المطلوبة و يمكن تنويعه ليتكيف مع متطلبات الجهاز (و نعم هذا المثال سارى حتى اذا تم تطوير الات تنسخ نفسها/تتكاثر) فمثلا علق أحد مؤسسى علم الأحافير جورج كوفير و المعاصر لداروين عن القوائم الأمامية لذوات المخالب أن سبب وجودها وظيفى و ليس بسبب وراثتها من سلف مشترك لأن كونها تصطاد بقوائمها الأمامية يضع قيودا على شكل المخالب و قوتها و حركتها و بالتبعية توزيع العضلات و الأوتار الى جانب تشكيل العظام و المفاصل بما فيها الكتف لتسهيل لف تلك القوائم على الفريسة لامساكها أو للقيام بحركة الضرب من الجانب و طبعا الى جانب التفسير الوظيفى للقالب فان كل هذه التغيرات فى العظام و المفاصل و العضلات يجب أن تتزامن و لا يمكن أن تحدث خطوة خطوة
George Cavier "Revolutions of the surface of the globe" p. 60
و هذا دليل على أن الحضور "العلمى" لمفهوم الوظيفة و الغائية كان موجودا و ليس أنه كان مجرد حضور دينى حتى أزاحه داروين بالعلم كما يحلو للتطورييين أن يزعموا و لكن المشكلة الحقيقية أن داروين و من تبعه "أرادوا" ازالة الغائية و ليس أنهم "اكتشفوا" عدم وجودها و قد نقل مايكل دنتون و عدد اخر من العلماء نماذج من أمثلية الكثير من النظم البيولوجية لوظائفها و الضوابط و الشروط التى تعمل وفقها سواءا على مستوى الخلايا أو على مستوى الكائنات الكاملة أو حتى على مستوى السلوك مما يدعم فكرة أن هذه النظم موجودة فى هذه الأماكن بسبب ملاءمتها للوظائف فى اطار تصميم الكائنات المختلفة لا أنها موجودة لأنه ورثها من سلف مشترك مع اخرين و ما يؤكد هذا أكثر نشأة بعض العلوم الحديث كعلم المحاكاة الحيوية Biomimicry و الذى يتم فيه نقل تصميمات من الكائنات الحية الى ما يصنعه الانسان كمثال نقل تصميمات مفاصل و أطراف الكائنات الحية (التى زعم التطوريون أنها معيبة مما يدل على كونها حدث صدفوى فى التاريخ) الى الروبوتات و علم الأنظمة البيولوجية Systems Biology و الذى يتم فيه استخدام قواعد هندسية لدراسة الأنظمة البيولوجية و ستكون لنا ان شاء الله و قفات مطولة مع هذه العلوم و ذكر لأمثلة منها لاحقا...كل هذا يدل بوضوح على أن هذه التصميمات يتم تكرارها عبر الكائنات لأنها المناسبة و ليس لأنها موروثة من سلف مشترك.
لقد كان مفهوم التشابه الهيكلى [التنادد] بين الكائنات معروفا لعلماء التشريح قبل داروين و كانوا يسمونه "القوالب النموذجية" ideal archetypes أى أن المصمم استخدم نماذج التصميم المناسبة فى الكائنات المختلفة فكان التنادد دليل التصميم و لكن بعد انتشار أفكار داروين تم قراءة نفس الدليل و اعادة تفسيره بسلف مشترك تعرض لتغيرات طفيفة تدريجية بدلا من تفسير التصميم و كما يقول رتشار ملنر فى موسوعة التطور "قبل داروين كانت الهياكل المتماثلة توضع فى نفس المجموعات بناءا على خطة الهية متوهمة و تصميم متخيل لكن منذ داروين أصبحت تصنف وفقا للسلف المشترك" [ملحوظة هامة: يحتج بعض التطوريون بسؤال "هل يعقل أن الاله خدع الباحثين عن الحق بأن يضع لهم أدلة تضللهم و توحى لهم بالتطور؟" الحقيقة أن الوجود التاريخى لمفهوم القوالب النموذجية قبل داروين كدليل تصميم ثم تأويله لاحقا ليناسب طرح داروين بعد شيوع أفكاره رد تاريخى واقعى حاسم على هذا التشغيب] من المدهش أن الكثير من التطوريين الذين يستخدمون هذه الحجة العجيبة هم أنفسهم يعترفون فى سياق كلامهم بأن الأشياء "تبدو" مصممة ثم يطالبوننا بعدم تصديق أعيننا و تصديقهم هم و هم يقولون أن هذا الايحاء بالتصميم وهم
"Biologists must constantly keep in mind that what they see was not designed but rather evolved"
Francis Crick "What mad pursuit" (1988) : 138-139
"The illusion of purpose is si powerful that biologists themselves use the assumption of good design as a working tool"
Richard Dawkins "River out of Eden" (1995): p.98
"Biology is the study of complicated things that have the appearance of having been designed with a purpose"
Richard Dawkins "The blind watchmaker" p.1
"This appearance of purposefulness is pervading in nature, in the general structure of animals and plants, in the mechanisms of their various organs, and in the give and take of their relationships with each other. Accounting for this apparent purposefulness is a basic problem for any system of philosophy or of science"
George Gaylord Simpson "The problem of plan and purpose in Nature" Scientific Monthly June 1947 p.481
"So powerful is the illusion of design, it took humanity until the mid-19th century to realize that it is an illusion"
NewScientist Sept., 17 (2005): p. 33
اذن فباليمين يقولون لنا لو كان هناك خالق اذن فهو يحاول أن يخدعنا بالايحاء بالتطور و باليسار يقولون كل شئ يبدو مصمما و لكن لا تصدقوا أعينكم و صدقونا نحن!!! من الذى يخدع من الان يا كهنة التطور؟؟؟
لم يكن كبار علماء البيولوجيا و التشريح زمن داروين و قبله مصابون بالعمى و لا يدركون التشابهات و لاكانت فرضية انحدار الكائنات من بعضها البعض احتمالا غير معروف أحدثه داروين و مع ذلك لم يظن هؤلاء أن كون التشابهات بسبب سلف مشترك من عدمه تنفى التصميم فمن عالم التشريح رتشارد أوين Richard Owen الذى قام بعشرات عمليات التشريح للكائنات الحية و دراستها و من أشهرها تشريح عنق الزرافة و دراسة العصب الحائر الذى يستشهد به التطوريين كثيرا (و الذى لم يكن يمانع من التطور من حيث المبدأ) الى عالم النباتات ويليام هنرى هارفى William Henry Harvey الذى جمع و صنف مئات العينات (و كان من منتقدى داروين) الى كارل لينوسCarl Linnaeus مبتكر نظام التصنيف ذاته الى جورج كوفير Georges Cuvier مؤسس علم دراسة الأحافير و لويس أجاسيز Louis Agassiz أحد أشهر باحثى ذلك العصر فى تاريخ السلالات المنقرضة كل هؤلاء و غيرهم كثير كانوا على دراية ربما أكثر من داروين ذاته بتشابهات الكائنات بحكم اسهاماتهم العلمية و كانت بالنسبة لهم من لوازم التصميم و التصنيف لا بسبب انحدارهم من سلف مشترك
James larson "Reason and Experience: The Representation of Natural Order in the Work of Karl von Linne" 151
Agasssiz "Essay on classification"
Rieppel "Louis Agassiz (1807-1873) and the reality of natural groups" : 34
David Hull "Darwin and his critics" p.146 -149, 540
بل ان أوين و هو عملاق التشريح و أحد من أكثر من درسوا تشابهات الكائنات كان يرى نفس مثال تشابه أطراف الفقاريات (الذى صدع داروين و أتباعه رؤوس الكوكب كله بكونه دليل رهيب على السلف المشترك) دليل على عبقرية التصميم الذى يضع مخططا/نمطا أساسيا archetype مرنا بحيث يصلح لوظائف كثيرا متنوعة من ركض و طيران و سباحة و حرف
when this fitness is gained...by a structure which at the same time betokens harmonious concord with a common type, the prescient operations of the One Cause of all organization becomes strikingly manifested to our limited intelligence
Richard Owen, On the Nature of Limbs: A Discourse (February 9, 1849), ed. Ron Amundson (Chicago: University of Chicago Press, 2007), 38
و قد أشار جورج جايلورد سمبسون أحد مؤسسى التراكيبية الحديثة الى نفس المعنى عندما قال أن تحديد ما اذا كان عالما يؤمن بالتطور أم لا من خلالا النظر الى تصنيفه للكائنات أمر غير ممكن فى القرن التاسع عشر لأن نفس التصنيفات هى هى كانت تعتبر متماشية مع التطور او مع التصميم
George Gaylord Simpson "The principles of classification" Bulletin of the American Museum of Natural history, vol. 85 p. 4
ان الخدعة الكبرى التى قامت بها نظرية التطور باختطاف عملية التصنيف و الزعم أن التصنيف هو فى الواقع سلف مشترك و ليس مفهوم ذهنى توصيفى لم تكن قد تمت بعد لذا فقد كان أكابر علماء التشريح المقارن يرون التشابهات و لكنها تعنى بالنسبة لهم عملية تصنيف لا عملية تطور من سلف مشترك و يؤكد ارنست ماير أحد مؤسسى التراكيبية الحديثة على نفس الفكرة (باستثناء كونها خدعة طبعا) قائلا عن التصنيف "لم يكن هناك أى تغير تقريبا قبل داروين و بعده فى الطريقة عدا أن قالب التصميم archetype قد استبدل بالسلف المشترك"
Ernst Mayr et al., "Methods and principles of systematic zoology" p.41
ادراك هذه الحقائق التاريخية مهم جدا بسبب عملية تزييف التاريخ التى يقوم بها الكثير من التطورين اذ يدعون ان التشابهات لم تكن شيئا يتوقعه أنصار التصميم و كانت مفاجأة لهم و لكنها كانت من "تنبؤات" التطور و هذا الكلام ببساطة كذب لأنها كانت شيئا معروفا للجميع و عندما يستمر التطورى فى الكذب فسيضيف أن اكتشاف تشابهات الحمض النووى كان دليلا اضافيا على التطور لا يتوقعه أنصارر التصميم بينما أن من كان يتعامل مع التشابهات كقوالب تصميم على المستوى التشريحى كان سيتوقع نفس قوالب التصميم على المستوى الجزيئى فى الحمض النووى وطبعا نحن نعلم بعد أكثر من 50 عاما على كتابة هذا الكلام نتيجة الكارثة التى قاموا بها و التى أدت الى زيادة عدد الفرضيات المصاحبة لعملية التصنيف بشكل فلكى من تطور متقارب و سلالات شبحية و انتقال عبر المحيطات لكائنات برية و غيرها مما سيتم مناقشته من نظام التصنيف الهرمى
يتبع
تعليق