قانون موراتوري
القائمة الموراتورية
(القائمة الميوراتوريانية )
القائمة الموراتورية
(القائمة الميوراتوريانية )
التعريف بِها :
القائِمة الميوراتورية واحِدة من أهم القوائِم التي ساهمت في التقريب لتاريخ قانونية العهد الجديد (أي متى صار للكنيسة إنجيلها الرسمي الخاص) , و تتكون من خمسة وثمانين سطر مكتوب بلاتينية ركيكة.
أهميتها :
في ظل غياب اي توثيق للاناجيل وفي ظل غياب السند و التواتر الذي تسم به النصارى مابين ايديهم من اناجيل , ظهرت الحاجة للبحث الجاد عن مصادر الانجيل ومتى تكون وكيف تكون والخطوات التي اتخذها الى ان وصل الى شكله النهائي الذي عليه اليوم , ولنا ان نتخيل ان يظل النصارى يحملون حتى اليوم كتابا لا يعرفون متى وصلهم او متى صار مقدسا ... ومن هنا تكمن اهمية هذه الوثيقة والتي صنعت قداسة للكتاب المقدس بعد قرن ونصف فقط من نشأة وكتابة الاناجيل ....!!
متى اكتُشِفت؟
اكتشفها المؤرّخ الإيطالي والعالم اللاهوتي انطونيو ميوراتوري[1] في مخطوطة[2] تعود للقرن السابع[3] بمكتبة أمبروز بميلان وقام بنشرها عام 1740 ميلادية .[4] حيث نشرها كصورة يضرِب بها مثلاً لعدم اهتِمام نُسّاخ العصور الوُسطى بنسخهم ومخطوطاتِهِم.[5]
أهم الدراسات حولها:
وقام كارل كريدنر Karl August Credner بعمل دراسة تحليلية عليها في كتابه تاريخ قانونية العهد الجديد و نُشِر بعد وفاته عام 1860 م , ثم قام أدولف هيلجنفيلد بالإشارة إلى أهمية هذه المخطوطة وقام بترجمتها إلى اليونانية وذلِك عام 1863م. ثم ركّز فرانز أوفربِك Franz Overbeck على خلافات الآباء حول الرسالة إلى العبرانيين و ركّز على أهمية القائِمة الميوراتورية وما تُقدِّمه من دلائل القانونية في النصف الثاني من القرن الميلادي الثاني. ثم أخيرا خرج أدولف هارناك بنظرياته التي قلبت و عقدت الامور جدا , فبنى على معطيات الكتابات التاريخية ان مارقيون الهرطوقي هو اول من وضع انجيل مسيحي , وان القائمة الميوراتورية هي قائمة رسمية لكنيسة روما.
أهم المُلاحظات عليها :
1- أنها كُتِبت بلاتينية ركيكة , والمعلوم أن الكنيسة الرومانية كانت يونانية , ولكِن هذه القائِمة كُتِبت بلاتينية ركيكة , مما يعني أنها ترجمة لقائِمة الكنيسة اليونانية ,وشكك كثير من العُلماء في هذه الترجمة , وقيل أنها ترجمة مقصودة لصُنع قانونية وهميّة ..[6]
2- الخواص الصوتية والشكلية لكلمات هذه الترجمة اللاتينية تؤكِّد انها تعود للاتينية القرن الميلادي الخامس والتي تتشابه في لاتينيتها مع لاتينية الفولجاتا التي ترجم إليها القديس جيروم الفولجاتا.[7]
3- القائِمة لاقت الكثير من النقد حول منشأها , ومكانها ومن ألّفها ..!
4- الخلاف بين أصل المنشا قام حولها نظريتين أحدهما ينادي بالمنشا الغربي و الآخر يُنادي بالمنشأ الشرقي .. ومن نادى بِالمنشأ الغربي هو بروس ميتزجر , و ايفريت فيرجسون Everett Ferguson , وعُمدتُهم في ذلِك أن المخطوطة لم تعترِف برسالة يعقوب والرسالة إلى العبرانيين وهذ تماماً ما تبنته الكنيسة الرومانية الغربية [8] , أو المنشأ الشرقي في سوريا وفلسطين ومن نادى بذلِك هو صاندبِرج Sundberg .
5- الخِلاف حول تاريخ القائِمة , فهل تعود للفترة من 170 إلى 200 , أم تعود للقرن الميلادي الرابِع و لبدايات القرن الميلادي الخامِس؟!! .؟. وأما من تبنى أنها تعود للعام 200 ميلادية وليس أكثر من ذلِك فهو بروس ميتزجر , وعُمدتُه , أن رسالة هرماس التي اعترفت بها الوثيقة كُتِبت في روما و "أخوه بيّوس" الذي أشارت إلى اسمه الوثيقة في السطر 73 و تُشير الرسالة إلى أنها قد كُتِبت بعد وفاته بوقت قريب[9] , و بيّوس هذا هو من كان يشغل منصب راهِب في كنيسة روما في النصف الثاني من القرن الميلادي الثاني , بينما يرى صاندبرج أنها تعود للقرن الميلادي الرابِع [10] و هذا يعني ان قداسة الانجيل وقانونية كتبه تكونت في القرن الميلادي الرابع , وقد قوبِلت نظرية صاندبِرج هذه ببرود مِن قبل نقاد العهد الجديد و علماء القانونية إلى أن كان بعد عِقْدين مِن الزمان أن ظهر إلى السطح مرة أخرى هذه القضية , وقام هاهِنمان بمناقشة هذه الوثيقة و دراستها دراسة تامة ليُثبِت بكل قُوة أنها تعود للقرن الميلادي الرابع وأنها كُتِبت في الشرق [11] وكانت حُجته مُقنِعة للكثيرين من علماء القانونية [12] , ورسمت صورة قوية لتاريخ القانونية بصفة عامة وكان ذلِك عام 1992 م , ومايزال العلماء منقسِمون حتى اليوم بين النظرية التقليدية والتاريخ القديم والنظرية الحديثة والتاريخ الحديث [13] , وتبقى الحقيقة أنه سواء كانت هذه الوثيقة تعود للقرن الثان او الرابع فمن قال انها تعود للقرن الرابع فإن ذلِك لا يؤثِّر شيئاً على قانونية الإنجيل , لأن الأناجيل بالتأكيد ظهرت على لسان اريناوس في أواخِر القرن الثاني , و مُثبتة على لسانه دون حاجة للوثيقة , ولا يؤثِّر شيئاً لمن قال انها تعود للقرن الميلادي الثاني , لن الوثيقة تحذِف كتباً وتُضيف أخرى , لا تعترف بها كنائس اليوم [14]...!!!
6- الخِلاف حول مؤلِّف الوثيقة : فقيل[15] انه هيبوليتوس[16] (170- 235 ). و يرُد هذا الرأي أن هيبوليتس تعلق بالرسالة إلى العبرانيين في حين لا تعرِف بها هذه الوثيقة, وكذلِك فإن هيبوليتوس يرى أن الرؤيا كُتِبت في عصر دوميتيان مِثله في ذلِك مِثْل اريناوس , بينما نجٍِد الوثيقة تؤكِّد أن الرؤيا كُتِبت قبل رسائل بولس [17].وقيل أنه[18] ميليتو أسقف سارديس (مات 180 م). [19] وقيل أنها كانت جزءاً من كتابات اكليمندس السكندري[20]..!!
7- محتوى القانون الميوراتوري : ليست قائمة قانونية بمعنى الكلمة الحرفية وإنما كانت عبارة عن قائِمة باسماء الكتب التي يتكون منها العهد الجديد كمدخل و مُقدمة للكتاب المُقدس و يقوم كاتِبها بسرد أسمائها وتقديم معلومات تاريخية حولهم و تبيان أهميتهم اللاهوتية.
8- إضافة كٌُتب غير موجودة في انجيل اليوم : وسنتحدّث عنها بعد قليل .
9- حذف كُتُب تم إضافتها إلى انجيل اليوم : وسنتحدّث عنها بعد قليل .
الأناجيل حسب قانون ميوراتوري :
- بالنسبة لإنجيل متى و يكاد بروس ميتزجر أن يُجزم تأكيداً أن الوثيقة اعتبرته أول الأناجيل وإن كان هذا السطر قد سقط من الوثيقة.
- الإنجيل الثاني هو إنجيل مُرقس , وبرغم أن ذلِك يُقرأ بالكاد من احرف الوثيقة المطموسة, ولكن تقول الوثيقة أن مرقس لم يكن شاهِد عيان للأحداث وإنما نقل على لسان شاهِد او اثنين ممن شاهدوا الأحداث ...!!
- وبالنسبة لإنجيل لوقا : فتقول الوثيقة أن لوقا نفسه لم يكن شاهد عيان ولأنه كان غيورا للشريعة فقد صار مساعِداً لبولس بعد صعوده.. وكتب عن ميلاد يوحنا المعمدان , وقد كان طبيباً وباقي ما وُصِف به يبدو مأخوذاً من مقدمة لوقا نفسه في انجيله للفقرات من (1- 4).[21]!
- انجيل يوحنا : كُتِب عنه في الأسطر من 9 إلى 16 , فتقول عن سبب كتابته ومنشا الإنجيل " عندما ألح البطاركة و التلاميذ على يوحنا أن يكتُب انجيله , فقال لهم " صوموا من اليوم معي ولثلاثة أيام , وليقل كل منا للآخر ماذا اوحي له " وفي نفس الليلة جاء الوحي إلى اندرو وهو أحد الرُسُل أن يوحنا يجِب أن يكتُب كل شيء وبإسمه , بينما يجِب عليهم جميعاً مراجعة ما كتب " وهكذا صنعت الوثيقة من انجيل يوحنا إنجيلا قانونيا موحى به ومتفق عليه بين الإثنى عشر رسولاً ..!!
ويُمكِن مراجعة نص الوثيقة كامِلاً باللاتينية والإنجليزية من على هذا الرابِط :
8- محتوى القائِمة القانونية لقانون ميوراتوري .
هل هي قائِمة الكتاب المقدس اليوم؟!!!
1- انجيل متى
2- انجيل مرقس
3- انجيل لوقا
4- أعمال الرُسُل .
5- رسائل بولس الثلاثة عشر .. و هي على هذا الترتيب:
- · رسالة كورنثوس الأولى
- · رسالة كورنثوس الثانية
- · الرسالة إلى افسس
- · الرسالة الى فيليبي
- · الرسالة الى كولوسي
- · الرسالة الى غلاطية
- · الرسالة الى تسالونيكي 1
- · الرسالة الى تسالونيكي 2
- · الرسالة الى رومية
- · الرسالة إلى فيلمون
- · الرسالة الى تيتوس
- · الرسالة الى تيموثي 1
- · الرسالة الى تيموثي 2
ويرى كاتِب الوثيقة أن بولس كتب رسائله الى الكنائِس السبعة بعد ان كتب يوحنا رؤياه الى الكنائس السبعة ...!!
6- رسالة ليوحنا[22]
7- رؤيا يوحنا
8- رؤيا بُطرس
9- كتاب الحكمة الذي كتبه أصدِقاء سليمان..!
الكُتُب التي لم تعترِف بها القائِمة وقذفت بها خارِجاً من الكنيسة الرسولية :
1- الرسالة إلى العبرانيين.
2- رسالتين ليوحنا أو الرسالة الثالثة.!
3- رسالة يعقوب
4- رسالة بطرس الأولى
5- رسالة بطرس الثانية
الكُتُب التي اعترفت بها القائِمة وكنيسة الأمس , وقذفتها الكنيسة اليوم :
1- كتاب الحِكمة لاصدقاء سليمان.
2- رؤيا بُطرس.
3- رسالة هرماس الراعي (ولا تُقرأ خارِج الكنيسة).!
النقد الإسلامي المُوجّه لهذه القائِمة :
1- تاريخ ظهورها يعود إلى النصف الثاني من القرن الميلادي الثاني مما يعني أنها لو صدقت , فإن الأناجيل لم تتكون قداستُها إلى في أواخر القرن الميلادي الثاني وهذه مُصيبة , بل إن ادِّعاءات من زعم أن الاناجيل كانت معروفة قبل ذلِك تتساقط بمراجعة كِتابات الآباء في الرقن الميلادي الثاني والتي تؤكِّد كِتاباتُهُم انهم عرفوا أناجيلاً لم يعرِفها آباء اليوم ...!!
2- أين السند الذي تسلمت به الكنائِس الأناجيل؟!!... لا يُعقل بالتأكيد ان تظل الكنيسة بلا سند قرن ونصف من الزمان إلى أن يتم اكتِشاف مُفاجىء لقائِمة لا يُعرف كاتِبها ...!!
3- إن هذه القائِمة تزعم ان الكُتُب التي تعترِف بها هي الكُتُب التي تم تسلُّمها من المنيسة الرسولية , هذا يعني القضاء التام على اي ادعاء بان الكُتُب الأخرى مِثل الرسالة إلى العبرانيين , و رسائل بطرس و يعقوب مُستلمة , وإنما هي دخيلة في وقت لاحِق , ونحن هنا بين أن نُسقِط الثِّقة في هذه الوثيقة و بين أن نوقِن صِدقها ونبحث عن متى وكيف دحلت وأقْحِمت هذه الرسالة في كتاب يُفترض أنه مِن عِند الله؟!!!
________________________________________
[1]http://www.encyclopedia.com/doc/1E1-Muratori.html
[2] تتكون هذه المخطوطة من ستة وسبعين ورقة ومحتواها عبارة عن جمع قام به راهِب في القرن الثامن الميلادي وجمع فيه مواعظ لآباء الكنيسة في القرنين الرابع و الخامس الميلادي وهؤلاء الآباء الذين جمع مواعِظهم هم : (يوحنا ذهبي الفم , وأمبروز , و أوخيريوس).
[3] أو تعود للقرن الثامِن كما قال بروس ميتزجر في كتابه قانونية العهد الجديد , ص.192.
[4]http://www.bible-researcher.com/muratorian.html
[5] قانونية العهد الجديد , بروس ميتزجر , ص. 192.
[6] قانونية العهد الجديد لبروس ميتزجر , 193 ..
The Apostolic Fathers, Part 1, Clement of Rome, ii (1890) pp.405- 413.
[7] Julio Campos " Epoca del Fragmento Muratoriano", Helmantica, xi (1960) PP.485- 496 , On the basis of phonetic, graphic, morphological, and lexical features of the Latinity of the Fragment,
[8] قانونية العهد الجديد لبروس ميتزجر , 193 ..
Everett Ferguson, " Canon Muratori, Date and Provenance", Studia Patristica ,xviii (1982) PP.677- 83.
[9] أما هارناك فيرى انه مات مابين (140- 155 م ) و يرى لاجرانج أنه مات مابين (141- 155 م ) ويرى ويرى كواستن أنه مات ما بين (142- 155 م ) , ويرى تجريلو أنه مات ما بين (142- 157 م ) , وعليه فإن تاريخ الرسالة يكون في الفترة ما بين 155 إلى 200 ولايزيد عن ذلِك حسب رأي بروس ميتزجر.
[10] A. C Sundberg," Canon Muratori: A Fourth Century List" HTR66 (1973) , P.1- 41.
[11] G. M, Hahenman, The Muratorian Fragment and the Development of the Canon", (Oxford, Clarendon: 1992).
[12] R. M. Grant " Heresy and Criticism: The Serach for Authenticity in Early Christian Literature(1993) .,
- Helmut Koester " Ancient Christian Gospels : Their History and Development( 1990)
- Everett Kalin " Re- Examining New Testament Canon History, 1- The Cnon of Origen " (1990) ,PP.274- 82.
- L. M. McDonald, The Formation of the Christian Biblical Canon"(Hendrrickson, 1995),PP.209- 20.
[13] Harry Y. Gamble,"The Canon Debate", P269- 271.
[14] IbidHarry Y. Gamble,"The Canon Debate", P. 271.
[15] T. H. Robinson, "Expositor Seventh series, ii" (1906), PP.481- 95.
M. J. Lagrange "Revue Biblique xxxv" (1926), PP.83- 8.
[16] هيبوليتوس هو كاتب ومؤرخ الكنيسة الرومانية في القرن الميلادي الثاني , وقيل أنه من النصارى المتهودين , وسبب تنصُّرِه هو الإنجيل الذي للعبرانيين كما ذكر في كتابه الخامس حسب ما نقله عنه يوسابيوس القيصري في تاريخ الكنيسة..!
[17] قانونية العهد الجديد , 194.
[18] V Bartlett as shown in T. H. Robinson, "Expositor Seventh series, ii" (1906), PP.210- 24.
[19] القديس ميليتو أسقف سارديس له دور في دعم الكنيسة باقدم مصدر يُعتقد أنه قانونية مبكرة للعهد القديم ارتآها هو.
[20] لاهوتي يوناني تابِع لمدرسة الإسكندرية لا يُعرف تاريخ ميلاده وتُوفي فياوائل القرن الثالث الميلادي , سنة 215م.
[21] قانونية العهد الجديد , 195.
[22] ولا يُعرف أي رسالة من الثلاثة يقصِدها ؟!!.. فهارناك يرى أنه يقصِد الرسالتين الاولى والثانية برسالة واحِدة , ويغره يرى انه لا يقًدش إلا رسالة واحدة لأن الرسالتيت تُرجِمتا للاتينية في وقتين منفصلين , وأجمع الجميع ان الرسالة الثالثة خارج من القانونيةلأن الكنيسة لم تعترف بها مُبكراً .
تعليق