يقول الفيلسوف ديكارت:
"الحياة مسرحية، رأينا المشهد الأول وهو مشهد الظالم والمظلوم، والغالب والمغلوب، والقوي والضعيف، فأين المشهد الثاني الذي يكون فيه العدل؟"..
طفل فقير، يرث من أبويه مزرعة صغيرة قرب قصر سيادة الحاكم، كبر الطفل وصار راشدا يكد ويكدح في المزرعة التي لا تغطي احتياجاته وحاجات عائلته، ثم يأتي الحاكم وقد تقزز من وجود هاذا الجار المزعج الفقير فيضم المزرعة الصغيرة إلى حدائق قصره، ويوم احتج الفقير أودعه الزبانية السجن قيد الإقامة الجبرية والأعمال الشاقة..
بقي الفقير في السجن بضع سنين حيث وافته المنية تاركا جرحه في قلبه لم يندمل، وفقره وبؤسه لاحقه حتى وارى الثرى بعد أمراض متجمعة، وهموم وقهر وأحزان، مات فلم يأخذ حقه ولم ينتصف من الظالم الأثيم...
أما ذالك الحاكم فقد كان الإبن المدلل لأبيه الحاكم السابق، كان يعيش في بحبوحة ونعيم، يده تصل وتتطاول على من يريد بلا حسيب ولا رقيب، حياته نعيم، وقصور وخدم وعبيد، حوله تدار الكؤوس مع بنات الهوى، والراقصات مع أهل الطرب والمجون، متسلط يسفك الدماء ويسرق الشعب وسط النهار، ومن يمتعض بإشارة فله الويل والثبور، ومصيره السجن حتى يوافيه الأجل المحتوم.. وبقى هاكذا الحاكم حتى بلغ الثمانين ثم فاجأه الموت في لحظات ودون مقدمات، فمات سيادة الحاكم دون أوجاع ودون آلام..
الفقير أمثاله مئات الملايين المظلومون، والحاكم أمثاله الملايين الظالمون، مات الجميع، فلا أولائك المظلومون أخذوا حقهم، ولا الظالمون ردوا المظالم ولا أخذوا جزاءهم، فأين العدل؟
أين ما سأل عنه ديكارت وأسماه المشهد الثاني؟
لقد سأل السؤال قبل ديكارت كثير من الفلاسفة، وهم يسمون هاذه الحالة بقانون الأخلاق، ويستشهدون بهاذا دليلاً قويا على وجود يوم آخر وهو يوم القيامة وحتمية وجود محكمة فيه لإقامة العدل والإنصاف للمظلومين، فيومها ينتصف ذالك الفقير من الظالم الحاكم، وسيسترد مزرعته حسب المحكمة الربانية العادلة، وسيأخذ ذالك المجرم ومن هم على شاكلته الجزاء الرادع الأليم، وسيعيدون الحقوق إلى أصحابها، في يوم العدل والميزان "والوزن يومئذ الحق"..
"الحياة مسرحية، رأينا المشهد الأول وهو مشهد الظالم والمظلوم، والغالب والمغلوب، والقوي والضعيف، فأين المشهد الثاني الذي يكون فيه العدل؟"..
طفل فقير، يرث من أبويه مزرعة صغيرة قرب قصر سيادة الحاكم، كبر الطفل وصار راشدا يكد ويكدح في المزرعة التي لا تغطي احتياجاته وحاجات عائلته، ثم يأتي الحاكم وقد تقزز من وجود هاذا الجار المزعج الفقير فيضم المزرعة الصغيرة إلى حدائق قصره، ويوم احتج الفقير أودعه الزبانية السجن قيد الإقامة الجبرية والأعمال الشاقة..
بقي الفقير في السجن بضع سنين حيث وافته المنية تاركا جرحه في قلبه لم يندمل، وفقره وبؤسه لاحقه حتى وارى الثرى بعد أمراض متجمعة، وهموم وقهر وأحزان، مات فلم يأخذ حقه ولم ينتصف من الظالم الأثيم...
أما ذالك الحاكم فقد كان الإبن المدلل لأبيه الحاكم السابق، كان يعيش في بحبوحة ونعيم، يده تصل وتتطاول على من يريد بلا حسيب ولا رقيب، حياته نعيم، وقصور وخدم وعبيد، حوله تدار الكؤوس مع بنات الهوى، والراقصات مع أهل الطرب والمجون، متسلط يسفك الدماء ويسرق الشعب وسط النهار، ومن يمتعض بإشارة فله الويل والثبور، ومصيره السجن حتى يوافيه الأجل المحتوم.. وبقى هاكذا الحاكم حتى بلغ الثمانين ثم فاجأه الموت في لحظات ودون مقدمات، فمات سيادة الحاكم دون أوجاع ودون آلام..
الفقير أمثاله مئات الملايين المظلومون، والحاكم أمثاله الملايين الظالمون، مات الجميع، فلا أولائك المظلومون أخذوا حقهم، ولا الظالمون ردوا المظالم ولا أخذوا جزاءهم، فأين العدل؟
أين ما سأل عنه ديكارت وأسماه المشهد الثاني؟
لقد سأل السؤال قبل ديكارت كثير من الفلاسفة، وهم يسمون هاذه الحالة بقانون الأخلاق، ويستشهدون بهاذا دليلاً قويا على وجود يوم آخر وهو يوم القيامة وحتمية وجود محكمة فيه لإقامة العدل والإنصاف للمظلومين، فيومها ينتصف ذالك الفقير من الظالم الحاكم، وسيسترد مزرعته حسب المحكمة الربانية العادلة، وسيأخذ ذالك المجرم ومن هم على شاكلته الجزاء الرادع الأليم، وسيعيدون الحقوق إلى أصحابها، في يوم العدل والميزان "والوزن يومئذ الحق"..
تعليق