(الخنازير الطائرة )
مقدمة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلا هادى له .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ...أما بعد,
جاء الأنبياء بالعلم من لدن آدم عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخرجوا الناس من ظلمات الجهالة إلى نورا لعلم وظل العلم بشقيه الشرعي والدنيوي هو أداة تغيير الإنسان وبخاصة إذا تلاق حمع عقل فطن وفؤاد نقى وقد أثر العلم على كلاً منا بصورة أو بأخرى فمنا من اكتفي باستخدام نتائج هذا العلم فجلس يقلب في مقاطع الجوال ونغماته ومنا من اكتفي بجرعة قبل اختبار يحدد مصيره الاجتماعي ومنا من تغلغل العلم والمنهج العلمي في تفكيره فلم يعد يستطيع أن يمرر ما يمرره من لم يؤثر ولم يتأثر ولم يحمل من العلم إلا ألقابه وما هو إلا صورة جميلة لجهالة مقنعة وإمعة تتقبل ما وجدت عليه أبائها ولمتملك الإرادة لقبول أو رفض ولكنها تشربت من إناء وجدت نفسها فيه وراحت تنعق بمالا تعي وتدعوا إلى ما لا تفقه .
ولأننا نعلم أن أصحاب المنهج الأكاديمي لايقنعهم ولا يشبعهم إلا العلم فقد بدأنا هذه السلسلة المباركة إن شاء الله تحت عنوان ( أطروحات علمية تثبت تحريف الكتاب ) وفيها نطرح أطروحات علمية يفهمها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ويفهمها على وجه الخصوص صاحب التخصص العلمي والذي سيجد أنه لا يستطيع الهروب منها أو تمريرها بدون تناول وكأنها تمسه بصفة شخصيه وهي كذلك بالفعل فهي لا تبقى حجة له أمام نفسه ولا أمام الله فيجد نفسه بينخيارين ليس له ثالث إلا التعامي عن الحق وهذين الخيارين هما إما أن يفند هذه الأطروحة بطريقة علمية ومنطقية وإما أن يعيد النظر فيما كان عليه قبل قراءة هذه الأطروحة ولأن هذه الأطروحات تخص مصيره الأزلي متمثلا في مدى صحة انتساب الكتاب الذي يعتقد أنه من الله إلى الله فهنا يعلم اللبيب أنه يجب أن يتدبر كل حرف يقرأه وأن يعيد قرأته مرات حتى يستوعب ما يعنيه فإن وجده حقاً كان بها ونعمة وإن وجده باطلاً فليفنده بما لا يدع مجال للشك أو التشكيك وإلا فليلتزم هذا الصمت المقيت منتظراً يوماً يعض الظالم على يديه ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً.
و نبدأ هذه الأطروحات بطرح تحت عنوان ( علم الجغرافيا يثبت تحريف الكتاب – الخنازير الطائرة ) وبالطبع الكل يعلم أن علم الجغرافيا يُعنى بدراسة الأماكن وطبيعتها ورغم أن أسماء الأماكن يمكن أن تتغير إلا أنها لا تنتقل وعليه فلا يمكن أن أخبرك أن فلان ألقى بنفسه من على الجبل في البحر المتوسط وأن هذه الحادثة حدثت في صعيد مصر لأنه من المنطقي أنك تعرف أن صعيد مصر لا يطل على البحر المتوسط ومن يقول غير هذا فهو غير ملم بأساسيات علم الجغرافيا ويستطيع كل إنسان متعلم أن يحكم عليه بذلك دون معرفه بحال المتكلم فمابالك إذا كان المتكلم من المفترض أنه مسوق من الروح القدس وبتعبير أخر هو تحت عصمة إلهية مفترضه من الخطأ فهل يعقل أن خالق الكون لا يعرف عن كونه معلومة جغرافيه بسيطة ؟ أم من باب أولى يجب أن ننسب هذا الخطأ إلى البشر الغير معصومين من الخطأ الذين من صفاتهم النسيان ومحدودية العلم ؟ أعتقد أننا نتفق أننا يجب أن ننزه الله عن الصفات البشرية فهو العليم المطلق والعليم المطلق العلم لا ينسى أبداً ولا يحدعلمه شيء.
وقد يظن البعض أن عنوان ( الخنازير الطائرة ) هو لجذب الانتباه وهذا غير صحيح ولكن لو حدث فعلا ما ذكر في كتاب أهل الكتاب لكانت هذه الخنازير هي خنازير أفضل من السوبرمان والرجل العنكبوت وأبطال الأفلام الهندية !
والآن تسأل لماذا هي خنازير سوبر وأي موقف يوضح ذلك وأي سفر وعدد في كتاب أهل الكتاب ؟ وللإجابة على ذلك دعونا نبدأ الرحلة :
قصة الخنازير الطائرة
جاءت قصة هذه الخنازير في كتاب أهل الكتاب في السياق التالي :
مرقس 5: 1- 13 ( وجاءوا إلى عبر البحر إلى كورةالجدريين.2 ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبورإنسانبه روح نجس 3 كان مسكنهفي القبور ولم يقدر احد ان يربطه ولا بسلاسل. 4 لأنه قد ربط كثيرا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود.فلم يقدر احد ان يذله. 5 وكان دائما ليلا ونهارا في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة. 6 فلما رأي يسوع من بعيد ركض وسجد له 7 وصرخ بصوت عظيم وقال ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي.استحلفك بالله أن لاتعذبني. 8 لأنه قال له اخرج من الإنسان يا أيها الروح النجس. 9 وسأله ما اسمك.فأجابقائلا اسمي لجئون لأننا كثيرون. 10 وطلب إليه كثيرا أن لا يرسلهم إلى خارج الكورة. 11 وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى. 12 فطلب إليه كل الشياطين قائلين ارسلنا إلى الخنازير لندخل فيها. 13 فأذن لهم يسوع للوقت.فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير.فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحر.وكان نحو ألفين.فاختنق في البحر )
وفي متى نفس القصة مع اختلاف عدد المجانيين واسم المدينة.
متى 28:8 – 32
وفي لوقا يتفق مع مرقس في اسم المدينة وعدد المجانيين ويختلف معمتى ويوصف المدينة أنها في مقابل الجليل:
لوقا 8: 22 – 39
ومعنى هذا أننا لا نعرف من نصدق ومن نكذب من الأناجيل فهل كان مجنون أو اثنان وهل كانت كورة الجدريين أو الجرجسيين أو الجراسيين ؟
ولأن طرحنا هذا خاص بعلم الجغرافيا وعلاقته بإثبات تحريف الكتاب فلن نتناول اختلاف عدد المجانين في هذا الطرح حتى نحافظ على روح التخصص في البحث الذي يتيح لكل دارس لعلم معين أن يفهم النقطة المتخصصة في دراسته بدون تشتيت في نقاط أخرى .
ما هي اسم البلدة التي وقعت فيها هذه الحادثة ؟
هل هي بلدة الجدريين أم بلدة الجرجسيين أم بلدة الجراسيين ؟
يسمى البعض هذه مشكلة نصية ونسميها نحن ( مظاهر التحريف ) فالتناقض عندما يتحقق معناه بعد التدبر هو مظهر من مظاهر التحريف الناتج عن محدودية العلم البشرية.
وعلى النقيض فالعلم الإلهي المطلق هو المميز لكلام الله الخالص من كلام الناس ( أو كلام الله بعد تدخل البشر فيه ) فتتجلى الصفة الإلهية في كلام الله وتتجلى الصفة البشرية في الكلام الذي من عند غير الله .
وحتى نتتبع مظهر التناقض عبر الزمن محاولين اكتشاف من حرف ومتى حرف وأين حرف دعونا نتتبع النص من الأحدث إلى الأقدم بمعنى أن نبدأ من الترجمات الحديثة إلى المخطوطات مروراً بالترجمات القديمة واقتباسات الآباء وهذا ليس الغرض منه استنتاج أقرب نص من النص الأصلي الضائع ( وكأن كل هذا التناقض ليس له أهمية ) كما يفعل البعض محاولين إيهامنا أن علم النقد النصي أداة سحرية كافية لحل مشكلة تحريف الكتاب بل والتغطية على مظاهر التحريف واعتبار الحذف والإضافة والتغيير والتبديل هو مجرد أشياء طبيعية تحدث ولا يعدو النص بعدها أن يكون مجرد نص فاسد يمكن إصلاحه أو استصلاحه وبعدها سيكون أقرب نص من النص الأصلي الضائع متناسين هؤلاء أن الكتاب الموحى به من الله أو المسوق كتبته من الروح القدس من المفترض أن يعصم عن الخطأ وخاصة الخطأ الفادح الذي يؤدى إلى الاختلاف بل وتصحيح البشر لهذا الكلام تحت دعوى أنه غير منطقي والأكثر منطقية هو العكس .
إذا فنحن نعتبر النقد النصي عندما يتناول كتاب من المفترض أنه مقدس لن يكون كافياً على الرغم من أنه سيكون كذلك في حالة مسرحية لشكسبير فعطيل سواء جلس على أريكة أو ركع على ركبتيه لن يكون هناك تأثير كبير على فحوى المسرحية ولكن عندما يتعلق الأمر بعقائد يرتبها أصحابها على حرف وكلمة بل على ترجمة هذه الكلمة فالأمر هنا يتعدى أداة النقد النصي كأداة فعالة للرجوع بالنص إلى سابق عهده قبل التغيير والتبديل وهو أقرب لدراسة طريقة التحريف منه لاستعادة النص .
والذين يعتبرون أن تعبيرات مثل شواهد الحذف والإضافة والقراءة هذه أقرب منطقية من القراءة هذه إلى آخر تعبيرات النقد النصي أنها تعبيرات عادية لا تمت للتحريف بصلة هم يخدعون أنفسهم كالذي يسمى الرشوة إكرامية ويرتاح ضميره لمجرد تعديله لاسم ما هو مستهجن .
الشاهد الأول
الترجمات
تحليل لغوى مختصر
مرقس 5 : 1
(SVD) وجاءوا إلى عبر البحر إلى كورةالجدريين.
(ALAB) ثم وصلوا إلى الضفة المقابلة من البحيرة، إلى بلدة الجراسيين.
(GNA) ووصلوا إلى الشّـاطئ الآخر من بحر الجليل، في ناحية الجراسيّـين.
(JAB) ووصلوا إلى الشاطئ الآخر من البحر إلى ناحية الجراسيين.
KJV+: AndG2532 they came overG2064 untoG1519 theG3588 other sideG4008 of theG3588 sea,G2281 intoG1519 theG3588 countryG5561 of theG3588 Gadarenes.G1046
NA26:Καὶ ἦλθον εἰς τὸ πέραν τῆς θαλάσσης εἰς τὴν χώραν τῶν ΓερασηνῶνG1046
G1046
Γαδαρηνός
Gadarēnos
gad-ar-ay-nos'
From ΓαδαράGadara (a town East of the Jordan); a Gadarene or inhabitant of Gadara: - Gadarene
Vulgate: et venerunt trans fretum maris in regionem Gerasenorum
(HNT) ויבאו אל־עבר הים אל־ארץ הגדרים׃
و يمكن التأكد من الكلمه اليونانيه من هذا الرابط : http://scripturetext.com/mark/5-1.htm
تحليل لغوى مطول
ملخص التحليل اللغوى
الترجمات العربية التي اعتبرت أن كاتب إنجيل مرقس قد ذكر ( كتب ) اسم المدينة التي وقعت فيها حادثة الخنازير الإنجيلية في إنجيله المنسوب إليه على أساس أنها الجدريين ( أي جدرا منسوبة إلى سكانها كالقاهرة والقاهريين ) هي : الفانديك والترجمة العربية المبسطة
أما التي اعتبرت أن القديس مرقس كتبها الجراسيين ( أي جراسا منسوبة إلى سكانها ) فهي : الحياة والأخبار السارة والآباء اليسوعيين والعربية المشتركة والكاثوليكية والبوليسية والإنجيل الشريف .
أما الترجمات الإنجليزية التي إعتبرت أن كاتب الإنجيل كتبها الجدريين فهي :
King James Bible, Clarified, the 1769 King James Version of the Holy Bible , Daniel Mace New Testament (1729) , The Evidence Bible by Ray Comfort and Kirk , Analytical-Literal Translation of the New Testament of the Holy Bible , Rheims New Testament A.D. 1609 , English Majority Text Version , Geneva , The Emphatic Diaglott by Benjamin Wilson (1865) , Joseph Smith, Jr. the Seer Plano Illinois , A literal, word for word, translation of the Greek New Testament Creada/Modificada con
المخطوطات
وهكذا لم نصل إلى شيء من خلال الترجمات وزاد الأمر تعقيدا وما زال اسم المكان يختلف من ترجمه إلى آخري في كل اللغات رغم أن الكلمة محور البحث هي اسم والاسم لا يترجم ومع ذلك سوف نستمر في البحث وهذه المرة في المخطوطات التي هي أقدم نص موجود والذي من المفروض أنه نقل عنه كل الترجمات ولاحظ عزيزي القارئ أن اختلاف المخطوطات لنفس العدد يرد على مزاعم البعض أن الاختلاف راجع إلى أن القديس متى يهودي ويكتب لليهود ولذلك ذكر اسم القرية أما لوقا ومرقس فهم يكتبون للأمم ولذلك كتبوا اسم المقاطعة حيث أن اختلاف المخطوطات هو للعدد ذاته أي للكلمة التي من المفروض أن القديس ذكرها فلماذا اختلفت المخطوطات إذا لنفس العدد ؟
سؤال سنجيب عليه في نهاية هذا الطرح إن شاء الله .
واتفاقا مع القمص عبد المسيح بسيط في كتابه ( الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه ) حيث قال في صفحة 172( وذلك إلى جانب المخطوطات التي تضم العهد الجديد كاملا وعلى رأسها المخطوطات الإسكندرية والسينائية والفاتيكانية والتي ترجع إلى النصف الأول من القرن الرابع (325 - 35م) والتي يجمع العلماء على إنها تمثل النص الأصلي كما يجمعون على سلامتها وصحتها . ) وإذا كان القمص عبد المسيح بسيط يقر ذلك على عكس بعض تلاميذه الذين يقللون من أهمية النص السكندري بصورة عامه مؤكدين على صحة النص البيزنطي وهذا يخالف القاعدة التي أقرها أيضا القمص عبد المسيح بسيط في كتابه نفسه وكتب آخري كثيرة حيث قال في نفس الصفحة ( وقد توصل العلماء نتيجة لدراستهم الدقيقة والمتأنية إلى قاعدة جوهرية هي انه " كلما كانت المخطوطة أقدم كانت أدق وأصح ")
ولكننا سنتبع كلام القمص عبد المسيح بسيط ونترك أمر تلاميذه له فهذه أمور بين الأستاذ وتلاميذه لا نتدخل فيها وعلى هذا دعونا نقدم الثلاث مخطوطات المذكورة السينائية والفاتيكانية والسكندرية والتي حسب ما ذكر سابقا أصدق وأصح المخطوطات وأكثرها تطابقا مع النص الأصلي على حسب تعبير القمص ونتبعها بمخطوطة واشنطن حتى تكتمل الفائدة وهكذا نكون استخدمنا أكثر من نوع من النصوص وفي نفس الوقت من خلال أقدم المخطوطات وأصحها ( على حد تعبير القمص عبد المسيح بسيط ).
المخطوطة السينائية
كما ترى هنا الكلمة هي γερασηνων أي جراسيون ( أهل بلدة جراسا ) وبالطبع لم يخلو الأمر من أن أحد المصححين ( المحرفين ) لم يرى هذا مناسباً فوضع تصحيح على ما يبدو محاولاً جعل الكلمة γεργεσηνωνكما في الصورة التالية المكبرة .
وفي بحث الدكتور هولي بايبل فيما يعتبره رد على طرحنا ورغم أنه بدأ أحدها بهذه الجملة :
ورغم أننا نعرف سبب هذا التعليق حيث أن ما جاء في رد الدكتور هولي هو أقرب لتفنيد ما جاء في رد القمص عبد المسيح بسيط وفريق بحثه وهو منشور في واجهة موقعه إلا أن الموضوع لا يتعلق بخلاف شخصي ولا صراع من أي نوع بل توضيح لما نعتقد أنه حقاً وتفنيده أو محاولة إثبات عكسه ليس بالصراع ولا بالخطأ إذا كان بأسلوب لائق وبمستوى جيد .
أما ما أتعجب منه وكل ما أتى في بحوث الدكتور هولي الكثيرة جداً والتي أتت فجاءه وبدون سابق إنذار هو مثير للدهشة والتساؤل الذي يلح على أي قارئ لها فلا يستطيع إلا أن يتساءل هل الردود لمجرد أن يكون ردود هو كافي ؟ وهل تفتيت البحوث لتكون بدون معنى ومجرد نقل للترجمات والتي نستخدمها في بحوثنا لنثبت نتيجة ما هل هو كافي لإثبات اللاشيء ؟
ونعود للتعليق الذي نتعجب منه وهو كالتالي :
كيف يكون الآن أكثر أحتمالا جراسينون ؟ وكيف يكون الأصل قبل التصليح غير محدد بدقة هل هو جدارنون ( على حد تعبير الكاتب ) أم جرجاسينون ؟
فالكلمة كما نراها بأم أعيننا هيγερασηνων وحاول أحد المصححين والذين نسميهم محرفين بوضع حرفي الجاما والإيبسلون ( على ما يبدو ) بدلاً من الألفا لمحاولة تغييرها إلىγεργεσηνωνلا نرى أبداً معنى لهذا الكلام فشرط معرفة اللغة التي نتحدث عنها أو على الأقل القواعد الأساسية فيها أو الهجاء على الأقل غير متوفر ولذلك فالنقل من مرجع لن يكون عن فهم .
المخطوطة الفاتيكانية
كما ترى هنا الكلمة هي γερασηνων أي جراسيون ( أهل بلدة جرسا ) .
المخطوطة السكندرية
كما ترى في هذه المخطوطه تجدها γαδαρηνων أى جدريين ( أهل بلدة جدرا ) .
المخطوطة واشنطن
وهنا تجد القراءة هي Γεργυστηνων وهي التي علق عليها متزجر قائلا (The reading of W (Γεργυστηνων) reflects a scribal idiosyncrasy. ) أي أنها تعكس خصوصية الكاتب .
المخطوطة البيزية
كما ترى هنا الكلمة هي γερασηνων أي جراسيون ( أهل بلدة جرسا ) .
وهذا ملخص للاختلافات بين المخطوطات في هذا العدد :
A Textual Commentary on the Greek Gospels vol. 2 Mark by Wieland Willker
وهذا تعليق بروس متزجر في كتابه :
A Textual commentary on The Greek New Testament second edition
Of the several variant readings, a majority of the Committee preferred Gerashnw/n on the basis of
(a) superior external evidence (early representatives of both the Alexandrian and Western types of text), and
(b) the probability that Gadarhnw/n is a scribal assimilation to the prevailing text of Matthew (8.28), and that Gergeshnw/n is a correction, perhaps originally proposed by Origen (see the comment on Mt 8.28). The reading of W (Gergusth,nwn) reflects a scribal idiosyncrasy.
الترجمة التفسيرية :
من كل القراءات المختلفة معظم اللجنة فضلت γερασηνων الجراسيين اعتمادا على القواعد الآتية :
ا- الدليل الخارجي ( النصوص الممثلة لكلاً من النصوص السكندرية والغربية المبكرة )
ب – احتمالية قراءة الجدريين تمثل الطابع الاستيعابي للنص العام في متى 8 : 28 والجرجاشيين تصحيح وربما اقترحت بواسطة أوريجون ( أنظر التعليق على متى 8: 28 ) . أما قراءة مخطوطة واشنطون جرجيستينون فتعكس خصوصية الكاتب .
وعندما نتناول التعليقات النصية لا يجب أن نكون مجرد ناقلين لما يقوله علماء مهمتهم محاولة استنتاج أقرب نص من النص الضائع ولكن يجب أن نحلل هذه التعليقات بعقل الناقد الفعلي الذي يصف التبديل والتغيير والحذف والإضافة بمسماها الذي يعبر عنها وهو التحريف فنحن لا يعنينا إذا كان النص قد حذف أو أضيف فقط بل الحذف والإضافة كلاهما تحريف بالنسبة لنا ودراسة إذا كان النص حذف أو أضيف هي من قبيل دراسة ماهية التحريف فقط أما الذين يعتبرون تعبيرات كشواهد الإضافة وشواهد الحذف تعبيرات عادية وليس بها غضاضة وأنها تعبيرات لعلم النقد النصي فهذا عاش الوهم وهو يذكرني بالذي يعد الموتى فيقول قتل مائة وقتل ألف البارحة وتصور أن هذه مجرد أعداد وليست أشخاص وأسر وأولاد فالتعود جعله لا يفكر في ماهية المعدود بل في العدد فقط .
و نفهم من كلام بروس متزجر أن اللجنة المنوط بها تحديد ما هو من الكتاب وما هو ليس من الكتاب وإعطاء كل نص علامة تفوق أو فشل من A إلى D ومع ذلك ترك القراءة في الكتاب الذي يعتبره البسطاء مقدساً قد فضلت كلمة الجراسيين نظراً لدعم الدليل الخارجي لذلك أيضاً لأنهم يستبعدون الجدريين على أساس أنها تأثراً بالقراءة في متى 8: 28 والجرجاشين على أساس أنها تصحيح وأنه قد يكون اقترحها أوريجانوس وأيضاص يستبعد جرجيستينون في مخطوطة واشنطن لأن كاتب المخطوطة ينفرد بتلك القراءة ويسميها بروس متزجر خصوصية الكاتب .
وهنا لي تعليق حيث أستحضر هنا جزئية جاءت في مجموعة من الأبحاث والتي أمطرنا بها الدكتور هولي بايبل فجاءة وبدون سابق إنذار وهي عبارة عن سرد للترجمات وصور المخطوطات التي معظمها أوردناها في أطروحاتنا ولكن بدون استنتاجات تفيد موضع البحث وللأسف فرغم أنها تخص اللغة إلا أنه لا يوجد معرفه حتى بأساسيات تك اللغات ولا حتى نطق الحروف الذي نسميه بالعربية معرفة ألف باء وهذا مثال لذلك :
أي نطق هذا وأي علم باللغات أو لغة واحدة على الأقل من لغات الكتاب ؟ أنا أدعوا أبنائي الذين تعلموا معنا في دورات اليونانية أن يقيموا هذا المستوى وأن يسترجعوا معي أول درس أعتقد أن مستواهم فيه كان أفضل من هذا بكثير فكلمة Γεργυστηνωνلو جاز لنا أن نكتب نطقها بالعربية ستكون جرجيستينون ولا أدرى من أين جاء حرف أين أتى بحرف ο أوميجا وهذه الكلمة كما كتبها صاحب سيل البحوث العرم كما يعتقد والذي نعتقد أنه سيل هرم ( بفتح الهاء وكسر الراء ) وليس عرم ومع أننا لا نحب توجيه أي نقد لشخص لأي كاتب ولا نتصيد أخطاء عفوية ونفضل نقد ما يكتب إلا أنه أحياناً يكون الأمر ليس طبيعياً أن يصدر قوماً للدفاع عن دينهم في مجال معين من لا يعرف أدنى أساسيات في هذا المجال فهذا إما أن يكون إستهزاء بالآخريين أو أنه عدم تقدير مسئولية حمل الدفاع عن عقيدة .
وأخيراً يستنتج الكاتب معنى تعليق بروس متزجر وأنا أعتقد أن هذه الخصوصية التي اعتقدها هي تخصه وحده وليس لبروس متزجر علاقة بها .
و الان دعونا نحلل العدد الثانى و هو :
متى 8: 28
التحليل اللغوى
(SVD) ولما جاء إلى العبر إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جدا حتى لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق. (ALAB) ولما وصل يسوع إلى الضفة المقابلة، في بلدة الجدريين، لاقاه رجلان تسكنهما الشياطين، كانا خارجين من بين القبور، وهما شرسان جدا حتى لم يكن أحد يجرؤ على المرور من تلك الطريق. (GNA) ولما وصل يسوع إلى الشاطئ المقابل في ناحية الجدريـين استقبله رجلان خرجا من المقابر، وفيهما شياطين. وكانا شرسين جدا، حتى لا يقدر أحد أن يمر من تلك الطريق. (JAB) ولما بلغ الشاطئ الآخر في ناحية الجدريين، تلقاه رجلان ممسوسان خرجا من القبور، وكانا شرسين جدا حتى لا يستطيع أحد أن يمر من تلك الطريق. KJV : And2532 when he846 was come2064 to1519 the3588 other side4008 into1519 the3588 country5561 of the3588 Gergesenes,1086 there met5221 him846 two1417 possessed with devils,1139 coming1831 out1537 of the3588 tombs,3419 exceeding3029 fierce,5467 so that5620 no3361 man5100 might2480 pass3928 by1223 that1565 way.3598 GNT-WH+: καιg2532 conj ελθοντοςg2064 v-2aap-gsm αυτουg846 p-gsm ειςg1519 prep τοg3588 t-asn περανg4008 adv ειςg1519 prep τηνg3588 t-asf χωρανg5561 n-asf τωνg3588 t-gpm γαδαρηνωνg1046 a-gpm υπηντησανg5221 v-aai-3p αυτωg846 p-dsm δυοg1417 a-nui δαιμονιζομενοιg1139 v-pnp-npm εκg1537 prep τωνg3588 t-gpn μνημειωνg3419 n-gpn εξερχομενοιg1831 v-pnp-npm χαλεποιg5467 a-npm λιανg3029 adv ωστεg5620 conj μηg3361 prt-n ισχυεινg2480 v-pan τιναg5100 x-asm παρελθεινg3928 v-2aan διαg1223 prep τηςg3588 t-gsf οδουg3598 n-gsf εκεινηςg1565 d-gsf GNT-BYZ+ : και2532 conj ελθοντι2064 v-2aap-dsm αυτω846 p-dsm εις1519 prep το3588 t-asn περαν4008 adv εις1519 prep την3588 t-asf χωραν5561 n-asf των3588 t-gpm γεργεσηνων1086 n-gpm υπηντησαν5221 v-aai-3p αυτω846 p-dsm δυο1417 a-nui δαιμονιζομενοι1139 v-pnp-npm εκ1537 prep των3588 t-gpn μνημειων3419 n-gpn εξερχομενοι1831 v-pnp-npm χαλεποι5467 a-npm λιαν3029 adv ωστε5620 conj μη3361 prt-n ισχυειν2480 v-pan τινα5100 x-asm παρελθειν3928 v-2aan δια1223 prep της3588 t-gsf οδου3598 n-gsf εκεινης1565 d-gsf NA26 : Καὶ ἐλθόντος αὐτοῦ εἰς τὸ πέραν εἰς τὴν χώραν τῶν Γαδαρηνῶν ὑπήντησαν αὐτῷ δύο δαιμονιζόμενοι ἐκ τῶν μνημείων ἐξερχόμενοι, χαλεποὶ λίαν, ὥστε μὴ ἰσχύειν τινὰ παρελθεῖν διὰ τῆς ὁδοῦ ἐκείνης. G1086 Γεργεσηνός Gergesēnos gher-ghes-ay-nos' Of Hebrew origin [H1622]; a Gergesene (that is, Girgashite) or one of the aborigines of Palestine: - Gergesene. (HNT) ויהי כבאו אל־עבר הים אל־ארץ הגדרים ויפגשוהו שני אנשים אחוזי שדים יצאים מבתי הקברות והמה רגזנים מאד עד אשר לא־יכל איש לעבר בדרך ההוא׃ FDB : Et quand il arriva à l'autre rive, dans le pays des Gergéséniens, deux démoniaques, sortant des sépulcres, vinrent à sa rencontre; et ils étaient très-violents, en sorte que personne ne pouvait passer par ce chemin-là. Vulgate : et cum venisset trans fretum in regionem Gerasenorum occurrerunt ei duo habentes daemonia de monumentis exeuntes saevi nimis ita ut nemo posset transire per viam illam و يمكن التأكد من الكلمات اليونانيه من هذا الرابط : γεργεσηνων noun - genitive plural masculine Gergesenos gher-ghes-ay-nos' a Gergesene (i.e. Girgashite) or one of the aborigines of Palestine -- Gergesene. ايضا هنا الترجمات العربيه مختلفه بين الجدريين و الجرجسيين و كما رئينا فان الكلمه اليونانيه المستخدمه هنا هىγεργεσηνων و التى تعنى جرجيسين فمن اين اتت الترجمات بكلمة جدريين ؟ و بما ان الامر شديد الاختلاط فى الترجمات فدعونا نستعرض على غير عادتنا ترجمات اكثر لنرى ما هى حقيقة الامر : ALT : And when He came to the other side, to the region of the Gergesenes, [there] met Him two [men] being demon-possessed [or, oppressed by demons] coming out from the tombs, very fierce, with the result that no one was able to pass over by that way. ASV : And when he was come to the other side into the country of the Gadarenes, there met him two possessed with demons, coming forth out of the tombs, exceeding fierce, so that no man could pass by that way. BBE : And when he had come to the other side, to the country of the Gadarenes, there came out to him from the place of the dead, two who had evil spirits, so violent that no man was able to go that way. Bishops : And when he was come to the other syde, into the countrey of the Gergesenes, there met hym two, possessed with deuyls, which came out of the graues, and were very fierce, so that no man myght go by that way. CEV : After Jesus had crossed the lake, he came to shore near the town of Gadara and started down the road. Two men with demons in them came to him from the tombs. They were so fierce that no one could travel that way. Darby : And there met him, when he came to the other side, to the country of the Gergesenes, two possessed by demons, coming out of the tombs, exceeding dangerous, so that no one was able to pass by that way. DRB : And when he was come on the other side of the water, into the country of the Gerasens, there met him two that were possessed with devils, coming out of the sepulchres, exceeding fierce, so that none could pass by that way. EMTV : And when He came to the other side, to the region of the Gergesenes, there met Him two demon-possessed men, coming out of the tombs; exceedingly violent, so that no one was able to pass by that way. ESV : And when he came to the other side, to the country of the Gadarenes, two demon-possessed men met him, coming out of the tombs, so fierce that no one could pass that way. FDB : Et quand il arriva à l'autre rive, dans le pays des Gergéséniens, deux démoniaques, sortant des sépulcres, vinrent à sa rencontre; et ils étaient très-violents, en sorte que personne ne pouvait passer par ce chemin-là. Geneva : And when he was come to the other side into ye countrey of the Gergesenes, there met him two possessed with deuils, which came out of the graues very fierce, so that no man might goe by that way. GNB : When Jesus came to the territory of Gadara on the other side of the lake, he was met by two men who came out of the burial caves there. These men had demons in them and were so fierce that no one dared travel on that road. GW : When he arrived in the territory of the Gadarenes on the other side of the Sea of Galilee, two men met him. They were possessed by demons and had come out of the tombs. No one could travel along that road because the men were so dangerous. ISV : When Jesus arrived on the other side in the region of the Gerasenes, two demon-possessed men met him as they were coming out of the tombs. They were so violent that no one could travel on that road. LITV : And He coming to the other side, into the country of the Gergesenes, two demon-possessed ones met Him, coming out of the tombs, very violent, so that no one was able to pass through that way. Murdock : And when Jesus arrived at the farther shore, in the country of the Gadarenes, there met him two demoniacs, who came out from the sepulchres, very furious, so that no one could pass that way. RV : And when he was come to the other side into the country of the Gadarenes, there met him two possessed with devils, coming forth out of the tombs, exceeding fierce, so that no man could pass by that way. (Webster : And when he had come to the other side, into the country of the Gergesenes, there met him two possessed with demons, coming out of the tombs, exceeding fierce, so that no man might pass by that way. WNT : On His arrival at the other side, in the country of the Gadarenes, there met Him two men possessed by demons, coming from among the tombs: they were so dangerously fierce that no one was able to pass that way. YLT : And he having come to the other side, to the region of the Gergesenes, there met him two demoniacs, coming forth out of the tombs, very fierce, so that no one was able to pass over by that way, |
و هكذا نجد نفس المشكله فى الترجمات الغير عربيه كلا منها يذكر اسم مدينه غير الاخرى جدريين او جرجسين و فى محاوله لحل هذا اللغز دعنا نبحث فى المخطوطات :
صورة المخطوطه السينائيه :
هنا الكلمه رغم انها غير واضحه الا انه لو دققت النظر ستجدهاγαδαρηνωνاى جدريون ( اهل بلدة جدرا )
صورة المخطوطه الفاتيكانية :
كما ترى فى هذة المخطوطه تجدها γαδαρηνωνاى جدريين ( اهل بلدة جدرا )
صورة المخطوطه السكندريه :
للاسف الشديد هى غير متوفره ( مفقوده )
صورة مخطوطة واشنطن :
و نترك امر هذة القراءة للأكثر تخصصا فى اليونانية ليفتونا فيها فهى كما اراها تقرء γεσηνων و هى بالطبع تخالف كل القرءات السابقة و تخالف اسماء الاماكن الثلاثة المذكورة فى المخطوطات الاخرى و لعل احدهم يخبرنا اى مدينة او كورة تعنى هذة الكلمة ؟ .
صورة المخطوطة البيزية :
هنا هذه الصفحة اللاتينية المقابلة للصفحة اليونانية التى لم نستطيع الحصول عليها لانها خالية فى هذا الموقع و لا نعلم ان كان هذا خلل بالموقع ام بالمخطوطة نفسها و لكن ايا كان الامر فهنا نجد الكلمة المقابلة باللاتينية هى Gerasenorum .
تعليق