طيب يقول ايه في قول الله تعالى
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْل(النحل 68)
(إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)
وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا )الزلزلة
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا (الأنعام: 112)
الوحى في اللغة اعلام شئ فى سرعة وخفاء
معنى الوحى فى هذه الاية
الأول: أنه بمعنى الإلهـام ، قاله الفراء ، وقال السدي : قذف في قلوبهم وهذا
كما قال تعالى (واوحينا الى ام موسى ) (واوحى ربك الى النحل ) فهو وحى الهام بلا خوف
وهكذا قال السلف فى هذه الاية اى أُلهموا ذلك فامتُثلوا لما أُلهموا
وقال قتادة : وحْيُ قذفٍ في قلوبهم ليس بوحي نبوة ،
والوحي وحيان : وحيٌ تجيء به الملائكة ، ووحيٌ يقذف في قلب العبد .
قال الحسن البصرى : ألهمهم الله عز وجل وقال السدى : قذف فى قلوبهم ذلك
الثاني: أنه بمعنى الأمر ، فتقديره: أمرت الحواريين ، و ( إلى ) صلة ،
قاله أبو عبيدة .وذلك مثل قول الله تعالى( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)بِأَنَّرَبَّكَأَوْحَى لَهَا) الزلزلة: 4- 5.
الثالث: أن المراد : أن الله أوحى إليهم بواسطة عيسى - عليه السلام – حيث دعاهم إلى الإيمان بالله وبرسوله ،
فاستجابوا له وانقادوا ، وتابعوه فقالوا : آمنا بالله وأشهد بأننا مسلمون .
قاله ابن كثير : " ويحتمل أن يكون المراد : وإذ أوحيت إليهم بواسطتك
فدعوتهم إلى الإيمان بالله وبرسوله واستجابوا لك وانقادوا ... "
. قال ابن عطية: " وأوحيتُ في هذا الموضع إما أن يكون وحي إلهام ، أو وحي أمرٍ ،
وبالجملة: فهو إلقاء معنى في خفاءٍ أَوْصَلَه تعالى إلى نفوسهم كيف شاء " .
قال الألوسي: " وإنما لم يترك الوحي على ظاهره ؛ لأنه مخصوص بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والحواريون ليسوا كذلك " .
والله أعلى وأعلم
تعليق