حوار الرُّقي و عدم التبذُّل بينَ الاديانِ شيمةُ المُؤمِنينَ وحدهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكِرام أدام الله عليْنا وعليكم نِعمةَ الإسلام وثبتنا وإياكم على الحقِ , وتقبَل منا ومنكُم جهادنا وصالِح أعمالنا ونسألهُ أن تكون خالِصةً لِوجْهِهِ الكريم ...آمين.
أهمِّيّةُ الحِوارِ مع الآخرِ في الإسلام :
ولاشكَّ أن الحوار مع الآخر جزء من الدعوة، ومصطلح "الآخر" الذي أطلق حديثا يقصد به غير المسلمين ومن يختلف معنا في العقيدة والدين، وإن كان الناس كلهم ينادون بالحوار معه، فإن الحوار مع غير المسلم يكاد يصل إلى حد الوجوب الكفائي، الذي إن قام به بعض العلماء والدعاة سقط الإثم عن الباقين، فهو واجب على الأمة من حيث العموم والشمول؛ لأن ترك الغير دون حوار يعني بقاءهم على ما هم فيه من الضلال والبعد عن توحيد الله تعالى؛ والأمة في مجموعها مأمورة برسالة البلاغ، وليس الإكراه، قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم موضحا طبيعة الرسالة: (إن عليك إلا البلاغ)؛ ونحن لا نُكرِه أحدا على الدخول في الإسلام؛ لأن العقيدة هي أمر بين العبد وربه سبحانه وتعالى، قال تعالى: (لا إكراه في الدين)، ويؤكِّد الله تعالى وجوبَ إبلاغِ كلام الله للمُشرِكِ والكافِر وكُل من رباهُ ابواهُ على غيرِ دين الإسلامِ , حتى لا يكون هناك لأحدٍ حُجة .. يقول تعالى : "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه " ... ثمّّ بعدَ أن يسْمعَ كلامَ اللهِ (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).. ولكن يظلُّ واجبنا هو الدعوة والبلاغ. ولِأن الهدف من حِوارِ الأديانِ هو إنقاذ الناس من الضلال , فإن هذا لا يتأتى إلا بالحوار الراقي وعدم استعداء الآخر . وهو منهجنا الذى أخذناه وتعلّمناهُ من القرآن الكريمِ ... فيقول اللهُ تعالى "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن" ...
حوار الرٌُّقي و عدم التبذُّل شيمةُ الدُعاةِ المُسلِمين :
وهكذا يظل الجدل الحسن وحوار الحُجة , والموعِظة وخوف الله , وتقواه في القولِ والعملِ هو منهجٌ لا يقوى على تنفيذِهِ إلا رجالُ وأسودُ الإسلام .. وصارت منتديات المُسلِمين بِحق خير من يُمثِّل محبة مُحمّد والمسيح .. ونفخرُ أن صِرنا خير أتباعٍ لموسى والمسيحِ ومحمد... صلى الله عليهم وسلم أجمعين.
منْهَجُ مُنتدياتِ حُراس العقيدةِ في الحِوارِ مع الآخر :
الإخوةُ الأحباب ... صديقنا المسيحي الكريم : أصبح لا يَخْفى على أحدٍ ممن تردد على منتديات ومواقِعِ حِوار الأديانِ بين المسيحيةِ والإسلام ... ماهو مبدأ ومنهجُ حُراس العقيدةِ وأهلِه ... أصبحَ المسيحيُّ قبل المُسلِم يُدرِكُ ويوقِنُ تماماً أن التبذُّل في الإسلوب أو الخروج عن منهجِ الإسلامِ في إقامةِ الحُجة بالموعِظةِ والجِدل الحسن لا يُمكِنُ أن يكون هو منهج حُراس العقيدة .... لقد صار المنتدى ملاذاً آمِناً لكل مسيحي يبحثُ عن الحقِ , ومُلتقى أنظارِ كل مُحاوِرٍ مسيحي يطمعُ في حِوارٍ راقٍ بين الإسلامِ والمسيحيةِ ....!!
ولا يقْبلً المنتدى بغيْرِ منهجِ مُحمّد بن عبد الله النبيِّ المُصطفى العدنان, أشرفُ خلْقِ اللهِ وخيْرُ من نادى بالمحبةِ فكان أتباعُهُ هم خير تابِعٍ وخير مُنفِذٍ لِوَصِيّتِهِ ... و نسأل الله تعالى أن لا يبتلينا بما وكل إليْنا مِن نِعْمةِ أمانةَ اتباع الرسالة وحراسةِ العقيدةِ .
منْهَجُ المُنتدياتِ المسيحيةِ في الحِوارِ مع الآخر :
كُنا نتمنى أن يسيرَ أيُّ منتدى مسيحي على درْبِ المسيحِ ومحبّةِ المسيحِ ورُقيِّ الحِوارِ, ولكن للأسف عزّ هذا المنهج. فقداختفى هذا الرُّقيٌُّ وعزّ من ساحةِ حِوار الأديان إلا اللهُم من منتديات المُسلِمين , وصدق اللهُ العظيمً إذ يصِف انفرادَنا وتميُّزنا بالأمر بالمعروف و الدعوة إلى الله فقال تعالى " كُنتم خيْرَ أمّةٍ أُخْرِجَت للناس تأمرون بالمعروفِ وتنْهوْنَ عن المُنْكَرِ وتؤمِنون بالله و ولو آمَنَ أهْلُ الكِتابِ لكان خَيْراً لهُم" .
وكُنا نتمنى لو أن الآخر التزم محبة المسيح عليهِ الصلاةُ والسلام , أو عمل على نشر المحبة , بل سارع أهل المنتدياتِ المسيحية , ومن ائتُمِنوا على دعوة المحبة , ومن ائتُمِنوا على بشارةِ المسيحِ ... سارعوا إلى تحويل محبة المسيح من قانونٍ عمليٍّ إلهي إلى مداد على ورقٍ بالٍ مُعلّقٍ على جُدرانٍ أثرية . وتحوّلت حقائِقُ ما دعى إليْهِ المسيح مِن محبة الآخر إلى أطلالٍ حجريّة ...!! , وتسابقوا في المذمة والمهانة و التنقيصِ وسب الآخر , وصار الفاضِلُ عِندهم هو الاكثرُ سلاطة , و الشريفًُ هو الأشدُّ سفالة .... و المسئول السياسيُّ هو الاكثر حٍِكْمةٌ في تبريرً الوقاحة...!!
وتحوّلت منتدياتُهُم إلى مصاطِبَ لسبِّ الله ورسولِهِ وكِتاب الله بأقذع السِّبابِ و الألفاظ , وعُدّت علامة صِحيّةٌ عِندهُم في أي حِوار لا يستطيعُ فيه المسيحي الإتيان بالحُجة أنْ يُنْهى بمسبّة الله ورسولِه . وما وجدنا عِندهُم كرامةً لضيف , أو التِزاماً بِمبدأ ... أو احتِراماً لعقيدةِ الغير , أو اتباعاً مِنهُم لمنهج المسيح عليْهِ السلام أو تلامِذتُه !!! فكنتم سباقين و منفردين بالسخرية والقذف و السب و سوء الألفاظ .
الأمرُ الإلهيُّ بِعدمِ الخوْض أو المكوثِ مع المُستهزِئينَ بآياتِ الله:
قد تحدثنا أعلاه بمختصرِ حال المنتدياتِ المسيحية مما هم فيهِ من مسبة وتبذُّلٍ أخلاقِيٍّ غير مقبول , فكان لِزاماً وواجِباً على المُسلِمِ أن يخرُج من هذه البؤر الفاسِدةِ التي لا تقبل حوار المحجة الراقي ولا تعرِفُ إلا مسبة الله ورسوله ورموز المُسلِمين , والتشخيصِ و المسبّةِ لمحاوِريِهم .
فكان واجِباً عليْنا الخروج من مستنقعاتِهِم تنفيذاً لأمر اللهِ عزّ وجلّ ... حيث قال تعالى : { وَقَدْ نزلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } ... وقال تعالى (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ).
ولكِن ماذا لو قاموا بِدعْوتِنا للحِوارِ ... هل نرفُض ؟!!
بالتأكيدِ لا ... ولكِن بشروط .
يتبع.
تعليق