وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نعم الرواية صحيحة، ولا يوجد خطأ في لفظ الرواية، سواءً حديثيًا أو علميًا. وقد جاءت في صحيح البخاري، باختلاف في اللفظ يسير يُوضح المعنى أكثر :
جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا.

وهذا الكلام الذي ذكره اخونا فارس الميدان لا يصح. بل الحديث صحيح، وأبومعاوية الضرير حين يروي له البخاري، فهو يروي ما ثبت عند البخاري صحته وخلوه من العلل، ولم يُعل أحد من العلماء - فيما أعلم - رواية البخاري هذه عنه، وبالتالي فسوق كلام ابن حجر من تلقي الأمة بالقبول لحديث الصحيحين فيما لم ينتقده أحد من الحفاظ لا ينصرف على هذه الرواية. وقد أجمع حفاظ الحديث على ثقته وعدالته وحفظه.

وقول أحمد أن عنده اضطراب في غير حديث الأعمش لا يعمم على كل رواية رواها، إلا بدليل، والأمر فيه تفصيل، ولا يعني أنه اضطرب في هذه الرواية عينها، والعلة يبينها علماء العلل، فمادام لم يعل الحديث أحد فيكون تضعيف الحديث تجاسر لا نرتضيه من أخينا. وانظر كيف أن الإمام أحمد خصص هذا التعميم فقال: "هو يضطرب في أحاديث عبيدالله، وقال الإمام أحمد حين سُئِل: كيف حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة؟ قال: "فيها أحاديث مضطربة، يرفع منها أحاديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم"، فلم يقل كل أحاديثه مضطربة، بل قال فيها أحاديث مضطربة، فيُفهم من ذلك أن فيها كذلك ما لم يضطرب.. إنما مروياته عن الأعمش كلها كما بينوا صحيحة لا اضطراب فيها، أما في غيرها فحذاق الحديث أعلم بما اضطرب فيه أو حفظه وأتقنه، والإمام البخاري حين يروي عنه حديثًا فهو عالم بالحديث وعلله، وليس ضعيف، أما الضعيف فإن البخاري إن ذكر رواية لضعيف فتكون في الشواهد والمتابعات. فما الحال إن كان الضرير ليس بضعيف، بل حافظ ثقة، عند أئمة الحديث وعلمائِه ولو اضطرب في مرويات.

طب سؤال هل آثم إن ظننت ان النبي عليه الصلاة والسلام أجتهد في هذه المسألة ولم يصيب ؟
لأن ماء المراة هو أصفر كما في حديث عبد الله بن سلام ويأتي منه الشبه وماء غدد بارثولين لا يأتي منه الشبه ولا يشارك بنفسه في تكوين الجنين بل أنه يؤثر فقط على مني الرجل؟
أظن أن النبي رأى أن هذا ماء أصفر وقام بالقياس على أحتلام الرجال فظن أنه الماء الذي أوحاه الله به في حديث عبد الله بن سلام

نعم تأثم، اتهم نفسك وفهمك، ولا تتهم رسول الله بالخطأ، فأنت الأولى بالخطأ، وما آتاكم الرسول فخذوه، ويقول الله تعالى: "وما ينطق عن الهوى"، ومثل هذا ليس من علوم العرب حتى يُقال أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتهد فيما انتشر وتفشى بينهم من علوم الدنيا. وما يجتهد فيه النبي من علوم الدنيا يُبينه الحديث والرواية، لا يُقال بالظن في كل ما لم يأتك علمه أو خالف تفكيرك. والولد يأتي من ماء المرأة يقينًا، وليس كل ماء المرأة يأتي منه الولد، كما أن ليس كل ماء الرجل يأتي منه الولد. وماء المرأة الأصفر الذي يخرج منها يوجب الغُسل، سواءً كانت في فترة التبويض أم لا، وهو لا يخرج وحده بل إذا كان في فترة التبويض خرج معه الماء الذي يحمل البويضات، وينقلها من المبيض إلى قناة فالوبيان بخلاف ماء الرجل، الذي يخرج ويحمل معه في كل مرة الحيوانات المنوية. كما أن ماء المرأة هذا الأصفر نفسه مسؤول عن نقل الحيوانات المنوية وغذائها والوصول به إلى رحم المرأة، حتى يلتقي ماء الرجل (منيه) بماء المرأة (منيها) في الرحم ويُزرع في قناة فالوب.

الأمر الآخر، أنت عرفت أن ماء المرأة الخارج منها أصفر، فهل عرفت لون ماءها الذي فيه البويضة؟ هل عرفت لونه، فقررت أنه ليس أصفر كذلك؟ إنه أصفر كذلك! فكله ماء أصفر سواءا كان خارجا مع اللذة أو سواءا كان خاصا بالحمل والإنجاب، هو ماء أصفر، وهذا لونه في كل الثدييات. Follicular fluid is a complex extracellular fluid, semi-viscous and yellow in colour


​الإشكالية هي في تصورك، فأنت تعتقد مثلا أن الحيوانات المنوية شيء جامد، بل هي ماء، لو نظرت المني الممتلىء بالحيوانات المنوية لن ترى إلا ماء ونفس الأمر مع المرأة، بويضاتها هي ماء، ليست جسم صلب، وتأخذ نفس لون السائل الذي يحيط بهم.

الأمر بسيط، لكن محتاج إحسان التصور، في كل الأحوال إذا احتلمت المرأة سواء في وقت تبويضها أو في غيره، فتغتسل. هذا ما قاله ببساطة النبي صلى الله عليه وسلم، فسألته الصحابية وهل تحتلم المرأة، أي هل لها ماء كالرجل، فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم جواب قاطع وهو الجواب العلمي الوحيد، وكيف يشبهها ولدها إن لم يكن لها ماء؟ فالكلام قوي وعلمي وصحيح. نعم لها ماء وبدون الماء لن يكون هناك ولد ولا شبه!

والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الماء الأصفر، منه ما يكون منه الولد، ومنه ما لا يكون، وفي كل الأحوال خروجه ورؤية المرأة الظاهر للماء يوجب الغُسل. أي في كل حال إذا احتلمت المرأة اغتسلت سواءا كان الاحتلام في وقت التبويض أو لم يكن. ويقول صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح: "ليس من كُلِّ الماءِ يكونُ الولد",. يعني النبي صلى الله عليه وسلم يُعلمنا قبل أن تعرف المعلومة من العلم الحديث اليوم، أن الماء الأصفر يوجب الغسل، وأن الماء الأصفر منه ما يكون منه الولد ومنه ما لا يكون، وأن المرأة لها ماء مسؤول عن شبه ابنها بها. كلام لو قيل اليوم في أي مؤتمر طبي لقال لك كل طبيب هذا معلوم مُسلم به بين كل الأطباء، ومحدثك هذا تخصصه.

أنا أعلم هذا علم اليقين أن ماء الماء الذي يخرج من المبيض أصفر رقيق ولكن النبي عليه الصلاة والسلام لم يحدد هل هذا الماء يخرج في فترة التبويض بل قالها عامة والماء الذي يخرج من المبيض يكاد يكون لا يرى أساسا لأنه صغير جدا ليس كالسائل الذي يخرج من غدد بارثولين
أذا كنت تقدر على أقناعي بوجهة نظرك فسوف أتبعك ولا يوجد عندي مشكلة أنا فقط كنت أتمنى بوجود خلل في سند هذه الرواية لأني لا أريد أن أنسب الخطأ لرسول الله

وما ينطق عن الهوى المقصود بها القرأن
وأنا لم أقصد أنه أخذها من زمانه أنا فقط قلت أنه يمكن أن يجتهد فيها بأن يكو أخذها بالقياس
أم ما يبينه الحديث والرواية فهذا ليس من تخصص المحدثين أصلا لكي يقبلوه أو يرفضوه هم لا يفقهون شيئأ في هذا النوع من العلوم
أنا كل شوية هقول أظن لأني بتمنى أن منسبش خطأ للرسول على وجه اليقين , كان نفسي أخر حته في الحديث يطلع متنها غلط والله .

النبي صلى الله عليه وسلم قالها عامة، في ماء المرأة، في مسألة وجوب الاغتسال، إذن هذا العموم يشمل فترة التبويض وغير فترة التبويض. وهو من قال كذلك: "ليس من كُلِّ الماءِ يكونُ الولد​"، ومع ذلك تغتسل في كل الأحوال. أما اقتناعك بوجهة نظري، فهي ليست وجهة نظر، بل هو بفضل الله الحق الذي لا مُرية فيه، أما أن تقتنع به، فهو ليس دوري لكي تسميه "إن كنت تقدر" بل هو توفيق الله ثم دورك أنت، "إنك لا تهدي من أحببت" ليست قدرة النبي ولا الصحابة ولا الدعاة ولا المسلمين، إن أردت أن تبحث وتستفهم وتقتنع وإلا فلا، فهو أمر يخصك أنت. وطالما لا يوجد خطأ في سند الرواية فليس للمسلم إلا أن يُسلِّم لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت وصح عنه.. وأن لا تجد أي حرج مع كلام رسول الله.

وإن كنت تتأول قول الله" وما ينطق عن الهوى"، فهو عن رسول الله، وهو كذلك قول عام أنه في حاله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وإن كان في القرآن لأنه وحي، وعليه القياس في السنة لأنها وحي من الله على رسوله مثلها مثل القرآن فلا ينطق فيها عن هواه. وإن كنت تتأول هذه الآية فأين أنت من قول الله : "لَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)​ فالإيمان مقرونٌ بأن لا تتحرج ولا تجد أي حرج مما يقضِ به رسول الله وفي هذا يدخل حديثه وفعله وسنته وهديه صلى الله عليه وسلم، فنُسلم تسليما. نسأل الله لك الهداية وأن يفتح عقلك وقلبك للحق وينير دربك. العلم لا يتعارض مع حديث رسول الله، التعارض لايزال في تصورك وتخيلك أنت للأمور. فاعزم على حل ذلك، واستقم، فيفتح الله عليك بالفهم.

نعم يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهد ويخطىء في اجتهاده وهذا ثابت في السنة. إنما هذا فيما يخص الصنائع وأحوال الناس، أما مثل هذا مما ليس من صنائع الناس، وليس مما هو معلوم في بيئتهم وزمانهم، فلا يُقال فيه اجتهاد، بل لا يقول به صلى الله عليه وسلم إلا بالوحي، وقد تضافرت الأحاديث عن رسول الله وأكدها وبينها وثبتت عنه. فتحدث عن الجنين وزمان نفخ الروح وتكوينه وماء الرجل وماء المرأة، والخلق، وبه جاء القرآن الكريم عن الأجنة والمني والماء، والحديث جاء في سياق حكم شرعي، فلا يكون فيه اجتهاد، فأحكامه وحي، وشرعه تشريع رباني، فيكون كلام النبي في هذا الباب بيان وتفسير بالوحي..

عن أبي هريرة، عن النبيِّ ﷺ، قال: «ما أخبرتُكم أنّه مِن عند الله فهو الذي لا شكّ فيه».​
النبي عليه الصاة والسلام قالها عامة واالمفروض أن تخصص لئلا يكون هناك فهم خاطىء فكافة العلماء فهموها أنها ماء شهوة المرأة ولم يفرقوا بينهما
بالنسبة لكلامك عن سند الرواية فهذا خطأ لأن البخاري مع تصحيح الأمام مسلم لبعض الأحاديث هو بنفسه أنتقدها عليه لأنها تخالف القرأن الكريم
وأنا لا أجد حرج في كلام رسول الله بل لا أجد حرج في أن النبي يخطأ.
أما بالنسبة لأن السنة وحي فهي كلها ليست وحي وهذا مشاهد ومعروف
فيجب أتباعها ان كان هناك أمر ونهي ولكنها ليست ( كلها) وحي
والأية الي تقولها تتكلم أيضا عن أمر ونهي وليس وحي
شكرا لدعائك لي وأتمنى من الله أن يهديني للصواب
الله يرزقني بالفهم الصحيح عموما

كون الحديث جاء في سياق شرعي أو غيره لا يمتنع أن يكون أجتهاد فلا توجد قاعدة معصومه تقول هكذا
وكل ماهو موجود هو تأوييل العلماء فقط

​
هل يمكن أن تحيلني على نقد الإمام مسلم لهذه الرواية، وتعليله أنها تخالف القرآن. وإن كان الإمام مسلم انتقدها - كما تقول- فما المعنى إذن أن تسألنا ويعضدك الإمام مسلم؟

​
كل شيء لا يمتنع أن يكون اجتهاد، فاسقط الدين كله، فلعله يكون اجتهاد منه صلى الله عليه وسلم. وكل ما لا يروق لك ضع هذه القاعدة لعله اجتهاد، هل ترى هذا هو المنهج الصحيح؟، هدانا الله وإياكم. أشفق عليك يا أخي الحبيب، فما ضل وابتدع إلا كل من جعل لعل وربما ناصرا لهواه وما ارتآه. اجعل الثابت المقدم قول رسول الله وسواءً باجتهاده أو وحي تؤجر بالاتباع لا بالابتداع.

أقصد حديث خلق السماوات والأرض في سبعة أيام حديث التربة
وقات أن الأمام البخاري هو من ضعفه وابن تيمية وابن كثير وابن القيم وجماعة من العلماء
نعم أرى أن هذا هو المنهج الصحيح وأنا لا أسقط أي شيء من الدين , أنت فقط لا تألف طريقتي في الدين
فأنا لم أخذ بقول الرسول أن ماء المرأة هو الذي يفرز بغدد بارثولين الا لأنه يوجد دليل أقوى من هذا فأن أتحرك فقط خلف الدليل
والأصل في أي شيء يقولوه النبي هو الأتباع فقط الا عند وجود عارض
ولم أكن مثل الملاحدة الذين سيقولوا أن رسولكم أخطأ وهذا دليل على أنه ليس بنبي, أنا فقط قمت بتفسير الواقعة هكذا لأني أحب ديني فهو الذي أعطاني معنى للحياة, ولا أريد أن أفقد هذا المعنى.
أصلحنا الله وأياكم