السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبارك فيكم
قبل البدء فى عرض التلخيص، اود عرض قواعد ومهارات ومراحل التلخيص للافادة:
يتطلب التّلخيص عدّة إجراءات، ومهارات يمكن أن نذكرها فيما يلي :
المرحلة الأولى : التّمهيد :
المرحلة الثّالثة: التّقييم
للعلم : تم استخدام قاعدة الحذف والدمج فى تلخيص المقدمة، فكل التلخيص – الخاص بالمقدمة - هو من نص الكاتب الاصلى ولم يتم بناء اى جمل جديدة و سيتم استخدام القواعد الاربعه مع الاقتباس فى باقى المحتوى ان شاء الله.
وهذا مثال :
اقرا النص التالى :
يحلق الانسان فى رحلة الحياة بجناحى العلم والايمان،وبدونهما او بدون اى منهما يختل توازن الانسان.ولكن للأسف فى عصرنا هذا، هناك هجمة شرسة على فطرة الانسان التى فطره الله عليها، هجمة طالت الايمان بكل الاديان، وللأسف أن من يتزعم هذه الهجمة علماء يحملون اعلى الشهادات، وأرقى الأوسمة والجوائز العالمية ، ويحتلون أرفع المنصاب العلمية، ويدعمهم إعلام قوى، ومؤسسات علمية وغير علمية ضخمة، ومما يدعو للأسف أن مثل هذه الهجمة المستفحشة فى المادية، المستغرقة فى الإلحاد، البعيدة عن كل منطق، وكل فهم صحيح للدين، تقدم لعامة الناس –خصوصا من غير المتخصصين – على أنها هى الدعوة للعلم بينما التسمك بالإيمان بوجود خالق هى دعوة للتخلف والجهل.
ستجد ان النص السابق متصل نصاً ومعنى،
علما بانه مكون من جمل منفصلة فى صفحة واحدة كما فى الصورة التالية :
ولو قرأت النص المحذوف ستجد ان حذفه لم يؤثر على المعنى الذى يريد الكاتب ايصاله، بل ان المعنى وصل كاملا، لان الجزء الاول المحذوف –من كلمه "هذه هى الفطرة" الى كلمة "والتفكير" – عبارة عن تفصيل للجمله الاولى، وكذلك الجملة الثانية – من "فإما" الى |الضلال" فهى تفصيل للجملة السابقة لها،كذلك النص المحذوف فى النصف الاسفل للصفحة – من "زادت حدتها" الى "وإيمانه"- .
هذا النهج السابق لم اتبعه فى كل صفحات المقدمة، فهناك صفحات اخذت فقرة كاملة منها على حساب فقرة اخرى اقل أهمية.
نبدأ فى عرض التلخيص
المقدمة
يحلق الانسان فى رحلة الحياة بجناحى العلم والايمان،وبدونهما او بدون اى منهما يختل توازن الانسان.ولكن للأسف فى عصرنا هذا، هناك هجمة شرسة على فطرة الانسان التى فطره الله عليها، هجمة طالت الايمان بكل الاديان، وللأسف أن من يتزعم هذه الهجمة علماء يحملون اعلى الشهادات، وأرقى الأوسمة والجوائز العالمية ، ويحتلون أرفع المنصاب العلمية، ويدعمهم إعلام قوى، ومؤسسات علمية وغير علمية ضخمة، ومما يدعو للأسف أن مثل هذه الهجمة المستفحشة فى المادية، المستغرقة فى الإلحاد، البعيدة عن كل منطق، وكل فهم صحيح للدين، تقدم لعامة الناس –خصوصا من غير المتخصصين – على أنها هى الدعوة للعلم بينما التسمك بالإيمان بوجود خالق هى دعوة للتخلف والجهل.(1)
والواقع أنه على مر التاريخ البشرى لم يتوقف الصراع بين الإلحاد والإيمان، ومنذ أن طرح عالم الطبيعه البريطانى تشارلز دارون Darwin Charles" "، فى منتصف القرن التاسع عشر رؤيته عن "أصل الانواع"، والتى أصبحت تعرف فيما بعد باسم "نظرية التطور"، بدأ هذا الصراع يأخذ شكلاً آخر،أقل ظهوراُ لكنه أقوى فى التأثير،فتدثر الالحاد بثوب العلم، ليصبح الصراع ليس بين الإلحاد والإيمان، ولكن بين العلم والدين، وكأن الإيمان بوجود خالص لا يجتمع مع العلم. (2)
وتلقى دعاة الإلحاد هذه النظرية بالتهليل والدعم، باعتبارها المسمار الأخير فى نعش الدين ودعاته، فلا حاجة الآن الى البحث عن اله،وأن التساؤل القديم: كيف بدأ الخلق؟ قد تمت الإجابة علية، بالمخلوقات كلها من أصل واحدً. واعتبر الفيلسوف المعروف سيجموند فرويد Sigmund" "Freudأن الإيمان بإله هو نوع من الأمانى الخيالية "wishful thinking".
وربما كانت هذه النظرة التخيلية لدارون مقبولة فى وقت كان كل ما هو معروف عن الخلية الحية أنها كتلة هلامية دقيقة من البروتوبلازم مثل "الجيلي"، وأن الحياة يمكن أن تنشأ من مواد غير حية،فمع هذه الخلفية العلمية المحدودة، كان من السهل على شحص مثل دارون-لاذى لم يكن اصلا عالما فى الأحياء، أو أى من العلوم التجريبيه – (3) أن يتخيل أن عوامل البيئة، والإنتخاب الطبيعى، يمكن –على مدى ملايين السنين – أن تغير من مواصفات الكائنات، فتتحول السمكة الى حيوان زاحف، او حيوان ارضى،أو طائر، أوحتى الى انسان.
لكن الغريب أنه بعد التقدم الهائل الذى حدث فى جميع مناحى العلم، وبعد أن عرفنا الحقائق العلمية عن الكون، والتركيب الدقيق للخلية الحية، والمادة الوراثية فيها "الدنا"/ أن نجد من العلماء من لا يزال يتمسك بالعشوائية التى هى أساس نظرية التطور، بل ويروجون لها على أنها حقيقة علمية غير قابلة حتى لمجرد البحث والنقاش.
لكن هذا إن دل على شىء فإنه يدل على ان نظرية التطور، أو بالأصح الداروينية "Darwinism"، قد تعدت حدود النظريات العلمية، لتصبح مذهباً وعقيدة فلسفية، تتستر خلفها ديانه جديدة، هى ديانه الإلحاد، التى ترفض كل دين، تحت ادعاء العلم والتقدم العلمى، ولو لم يرح بذلك الا القليل من دعاتها.(4)
هناك دراسات إحصائية بينت أن نسبة غير قليلة ممكن أبهرهم التطور العلمى غير المسبوق الذى نراه ونعيشه الى درجة أصبح معها الإيمان بما وراء الطبيعه أمرا-أقل ما يقال عنه أنه – ليس بالسهل استيعابه، وبغض النظر عن الملابسات المحيطة ببعض الدراسات/ الا أنها تضعنا أمام مؤشر مهم لمدى تأثر المجتمعات الإسلامية – منها التى وصفت بأنها مجتمعات محافظة- بما يدور في الأوساط العالمية من صراع عقائدى يتبنى الفكر المادي ويرفض الغيبيات.
الا أنه –حتى الأن – يرى الكثير-وأنا منهم – أن فى مجتمعاتنا معظم الذين يرفضون الإيمان بالغيبيات، أو يتبون صراحة مبدأ الإلحاد وإنكار وجود خالق أو الحاجة الية، لا يفعلون(5) ذلك بناءا على قناعة علمية، ولكن فى أغلب الأحوال، على اندفاع وإنبهار بالتقدم العلى، الذى جمعه الغرب. (6)
مقولة ان "العالم أصبح قرية صغيرة" لا شك باتت حقيقة لا تزداد إلا رسوخا يوما بعد يوم، ليس المقصود بها سقوط الحدود الجغرافية –فالواقع أن الحدود الجغرافية أصبحت أعصى على العبور- ولكن المقصود بها الغزو الثقافى والفكرى، وأخطر أنواع هذا الغزو هو ما يتعلق بالعقيدة، وهذا لا يمكن مواجهتة بالتجاهل او الرفض والصياح (7)
فى العالم الغربى يدور صراع ضروس بين فريقين، فريق الداروينيين يدعى تبنيه الخطاب العلمى، يؤمن بالمادية البحته. وفريق يؤمن بأن لهذا الكون إله، هو الذى أوجده، وهو الذى يهيمن عليه ويحفظه، وهو الخالق لكل ما فيه، وإن وجودنا فى هذا الكون له هدف وغرض.(8)
فماذا نحن فاعلون؟
لا أرى سبيلا أمامنا، قبل أن يتسرب هذا الفكر الأسود الى بيوتنا، ونفاجأ بأننا نستنشق هواءه الفاسد،إالا أن نفتح النوافذ والأبواب لنواجه هذا الفكر المادى الإلحادى، ونكشف ما فيه من عور وخداع، وأنه لا علاقة له بالعلم الحقيقى،فأبناؤنا وأجيال تأتى بعدهم هم الذين سيواجهونه، وإن لم نفعل ذلك نكون قد خذلناهم، ونتحمل نحن وزر هذا الخذلان وما يترتب عليه، من هنا كان الواجب والمسؤولية، اللذان دفعانى لهذا البحث، الذى تمخض عنه هذا الكتاب.(9)
هوامش:
(1) صفحة 7 من الكتاب
(2) صفحة 8 من الكتاب
(3) صفحة 9 من الكتاب
(4) صفحة 10 من الكتاب
(5) صفحة 11 من الكتاب
(6) صفحة 12 من الكتاب
(7) صفحة 13 من الكتاب
(8) صفحة 14 من الكتاب
(9) صفحة 15 من الكتاب
حياكم الله وبارك فيكم
ملخص كتاب الحقيقة والخيال في نظرية التطور
تحليل علمي لنظرية التطور الحديثة لتشارلز دارون
تأليف الدكتور حسن على نور الدين نصرت
تحليل علمي لنظرية التطور الحديثة لتشارلز دارون
تأليف الدكتور حسن على نور الدين نصرت
يتكون الكتاب من جزأين بإجمالى 1231 صفحة
قبل البدء فى عرض التلخيص، اود عرض قواعد ومهارات ومراحل التلخيص للافادة:
يتطلب التّلخيص عدّة إجراءات، ومهارات يمكن أن نذكرها فيما يلي :
- قراءة الموضوع أو الجزء المراد تلخيصه قراءة متأنّية.
- وضع خط تحت الأفكار الرّئيسيّة .
- جمع هذه الأفكار الرّئيسيّة وإقامة علاقات بينها باستخدام أدوات ربط مناسبة .
- حذف الجمل الاعتراضيّة أو الدّعائيّة .
- حذف المترادفات و الجمل المفسّرة أو الموضحة.
- حذف التّشبيهات والأمثلة .
- حذف التّوابع عامة...أو حذف تكرارات الأدلّة و الأسانيد .
- تجميع الأفكار الرّئيسيّة في فقرة. بأسلوب الكاتب، مع مراعاة الدّقة في كتابة الأرقام والتّواريخ والحقائق.
- إذا اضطر الكاتب أن ينقل عبارة بذاتها أو عدّة عبارات كما هي في المصدر الّذي يلخص منه ، فلابد أن توضع العبارة أو مجموعة العبارات بين علامات التّنصيص .
- التّمييز بين النّقل والتّلخيص.
- الحرص على جوهر الموضوع، أو ما يراد تلخيصه .
- فهم الموضوع، أو ما يراد تلخيصه، فهمًا جيّدًا.
- أن يكون التّلخيص بلغة الملخّص.
- أن تصدر العناصر الرّئيسيّة فيما يراد تلخيصه بالأرقام الملفوظة ( أولًا، ثانيًا ،...) ، أو تصدر بالحروف الأبجديّة (أ، ب، ج،....)،أو تصدر بالأرقام الحسابيّة (1 ،2،....) أما العناصر الثّانوية و الّتي تندرج تحت العناصر الرّئيسيّة فإنّها تصدر بعكس ما صدرت به العناصر الرّئيسيّة .
المرحلة الأولى : التّمهيد :
- قراءة النّصّ بدقّة وتأن، للوقوف على فكرته الأساسيّة، وهدف الكاتب من معالجتها و إبرازها.
- إحصاء أسطر النّصّ أو مفرداته، لتعيين الحجم المطلوب في التّلخيص.
- تحديد المفردات الأساسيّة الّتى ترتكز عليها الأفكار، لعدم إغفالها في التّلخيص.
- اكتشاف بنية النّصّ و تحديد الفكرة الرئيسيّة، والأفكار الفرعيّة (تصميم شخصي للنصّ ).
- تحديد التّسلسل الّذي اتّبعه الكاتب في عرض موضوعه.
- تدوين رؤوس الأقلام الّتى تبرز الأفكار الأساسيّة في النّصّ.
- حذف فضول الكلام من الأصل ( مفردات و أفكار مكرّرة، جمل اعتراضيّة، جمل تفسيريّة، اقتباس، استطراد، حشو، شواهد .....).
- الاستناد على رؤوس الأقلام، والتّصميم الشّخصي الجديد في إعادة كتابة النّصّ بأسلوب شخصي مستقل.
- الحرص في إعادة الكتابة بالموضوعيّة والحياد والأمانة والتّجرد.
- المحافظة على التّسلسل و التّوزان بما يتناسب مع النّص الأصلي في تسلسله، وتوزان أقسامه .
- استعارة ما هو دقيق ومهم من مفردات الكاتب، خشية أن تخل مرادفاتها بالمعنى المقصود
- الحرص على كتابة النّصّ الجديد بلغة فصيحة، سليمة، متداولة.
- أن يأتي النّص الجديد مترابطًا، متماسكًا.
المرحلة الثّالثة: التّقييم
- إعادة قراءة النّص الجديد وحذف الفضول والزّوائد
- مقارنة النّص الجديد بالأصل، وللتّأكد من الاختلاف في الصّياغة، والمطابقة في الجوهر.
- التّأكّد من عمليّة التّسلسل والتّماسك، بين الأفكار و الجمل، الفقرات.
- إحصاء الأسطر، أو الكلمات، للتّأكد من الالتزام بالحجم المطلوب.
- قاعدة الحذف : يمكن حذف كل الجمل الّتى لا تساهم في فهم النّص مثل، وصف الأشياء والأشخاص والأماكن، والأعمال الثّانويّة.
- قاعدة الدّمج : يمكن دمج الجملة في جمل أخرى تشكّل شرطًا لازمًا أو نتيجة للجملة.
- قاعدة البناء : يمكن بناء جملة من جمل و إحلالها محلها شرط أن تكون الجملة المبنيّة النّاتج الطّبيعي للجمل .
- قاعدة التّعميم : يمكن استبدال مجموعة من الجمل بجمل تعميميّة تحمل في ذاتها المعاني الّتي حملتها الجمل المستبدلة .
للعلم : تم استخدام قاعدة الحذف والدمج فى تلخيص المقدمة، فكل التلخيص – الخاص بالمقدمة - هو من نص الكاتب الاصلى ولم يتم بناء اى جمل جديدة و سيتم استخدام القواعد الاربعه مع الاقتباس فى باقى المحتوى ان شاء الله.
وهذا مثال :
اقرا النص التالى :
يحلق الانسان فى رحلة الحياة بجناحى العلم والايمان،وبدونهما او بدون اى منهما يختل توازن الانسان.ولكن للأسف فى عصرنا هذا، هناك هجمة شرسة على فطرة الانسان التى فطره الله عليها، هجمة طالت الايمان بكل الاديان، وللأسف أن من يتزعم هذه الهجمة علماء يحملون اعلى الشهادات، وأرقى الأوسمة والجوائز العالمية ، ويحتلون أرفع المنصاب العلمية، ويدعمهم إعلام قوى، ومؤسسات علمية وغير علمية ضخمة، ومما يدعو للأسف أن مثل هذه الهجمة المستفحشة فى المادية، المستغرقة فى الإلحاد، البعيدة عن كل منطق، وكل فهم صحيح للدين، تقدم لعامة الناس –خصوصا من غير المتخصصين – على أنها هى الدعوة للعلم بينما التسمك بالإيمان بوجود خالق هى دعوة للتخلف والجهل.
ستجد ان النص السابق متصل نصاً ومعنى،
علما بانه مكون من جمل منفصلة فى صفحة واحدة كما فى الصورة التالية :
ولو قرأت النص المحذوف ستجد ان حذفه لم يؤثر على المعنى الذى يريد الكاتب ايصاله، بل ان المعنى وصل كاملا، لان الجزء الاول المحذوف –من كلمه "هذه هى الفطرة" الى كلمة "والتفكير" – عبارة عن تفصيل للجمله الاولى، وكذلك الجملة الثانية – من "فإما" الى |الضلال" فهى تفصيل للجملة السابقة لها،كذلك النص المحذوف فى النصف الاسفل للصفحة – من "زادت حدتها" الى "وإيمانه"- .
هذا النهج السابق لم اتبعه فى كل صفحات المقدمة، فهناك صفحات اخذت فقرة كاملة منها على حساب فقرة اخرى اقل أهمية.
نبدأ فى عرض التلخيص
المقدمة
يحلق الانسان فى رحلة الحياة بجناحى العلم والايمان،وبدونهما او بدون اى منهما يختل توازن الانسان.ولكن للأسف فى عصرنا هذا، هناك هجمة شرسة على فطرة الانسان التى فطره الله عليها، هجمة طالت الايمان بكل الاديان، وللأسف أن من يتزعم هذه الهجمة علماء يحملون اعلى الشهادات، وأرقى الأوسمة والجوائز العالمية ، ويحتلون أرفع المنصاب العلمية، ويدعمهم إعلام قوى، ومؤسسات علمية وغير علمية ضخمة، ومما يدعو للأسف أن مثل هذه الهجمة المستفحشة فى المادية، المستغرقة فى الإلحاد، البعيدة عن كل منطق، وكل فهم صحيح للدين، تقدم لعامة الناس –خصوصا من غير المتخصصين – على أنها هى الدعوة للعلم بينما التسمك بالإيمان بوجود خالق هى دعوة للتخلف والجهل.(1)
والواقع أنه على مر التاريخ البشرى لم يتوقف الصراع بين الإلحاد والإيمان، ومنذ أن طرح عالم الطبيعه البريطانى تشارلز دارون Darwin Charles" "، فى منتصف القرن التاسع عشر رؤيته عن "أصل الانواع"، والتى أصبحت تعرف فيما بعد باسم "نظرية التطور"، بدأ هذا الصراع يأخذ شكلاً آخر،أقل ظهوراُ لكنه أقوى فى التأثير،فتدثر الالحاد بثوب العلم، ليصبح الصراع ليس بين الإلحاد والإيمان، ولكن بين العلم والدين، وكأن الإيمان بوجود خالص لا يجتمع مع العلم. (2)
وتلقى دعاة الإلحاد هذه النظرية بالتهليل والدعم، باعتبارها المسمار الأخير فى نعش الدين ودعاته، فلا حاجة الآن الى البحث عن اله،وأن التساؤل القديم: كيف بدأ الخلق؟ قد تمت الإجابة علية، بالمخلوقات كلها من أصل واحدً. واعتبر الفيلسوف المعروف سيجموند فرويد Sigmund" "Freudأن الإيمان بإله هو نوع من الأمانى الخيالية "wishful thinking".
وربما كانت هذه النظرة التخيلية لدارون مقبولة فى وقت كان كل ما هو معروف عن الخلية الحية أنها كتلة هلامية دقيقة من البروتوبلازم مثل "الجيلي"، وأن الحياة يمكن أن تنشأ من مواد غير حية،فمع هذه الخلفية العلمية المحدودة، كان من السهل على شحص مثل دارون-لاذى لم يكن اصلا عالما فى الأحياء، أو أى من العلوم التجريبيه – (3) أن يتخيل أن عوامل البيئة، والإنتخاب الطبيعى، يمكن –على مدى ملايين السنين – أن تغير من مواصفات الكائنات، فتتحول السمكة الى حيوان زاحف، او حيوان ارضى،أو طائر، أوحتى الى انسان.
لكن الغريب أنه بعد التقدم الهائل الذى حدث فى جميع مناحى العلم، وبعد أن عرفنا الحقائق العلمية عن الكون، والتركيب الدقيق للخلية الحية، والمادة الوراثية فيها "الدنا"/ أن نجد من العلماء من لا يزال يتمسك بالعشوائية التى هى أساس نظرية التطور، بل ويروجون لها على أنها حقيقة علمية غير قابلة حتى لمجرد البحث والنقاش.
لكن هذا إن دل على شىء فإنه يدل على ان نظرية التطور، أو بالأصح الداروينية "Darwinism"، قد تعدت حدود النظريات العلمية، لتصبح مذهباً وعقيدة فلسفية، تتستر خلفها ديانه جديدة، هى ديانه الإلحاد، التى ترفض كل دين، تحت ادعاء العلم والتقدم العلمى، ولو لم يرح بذلك الا القليل من دعاتها.(4)
هناك دراسات إحصائية بينت أن نسبة غير قليلة ممكن أبهرهم التطور العلمى غير المسبوق الذى نراه ونعيشه الى درجة أصبح معها الإيمان بما وراء الطبيعه أمرا-أقل ما يقال عنه أنه – ليس بالسهل استيعابه، وبغض النظر عن الملابسات المحيطة ببعض الدراسات/ الا أنها تضعنا أمام مؤشر مهم لمدى تأثر المجتمعات الإسلامية – منها التى وصفت بأنها مجتمعات محافظة- بما يدور في الأوساط العالمية من صراع عقائدى يتبنى الفكر المادي ويرفض الغيبيات.
الا أنه –حتى الأن – يرى الكثير-وأنا منهم – أن فى مجتمعاتنا معظم الذين يرفضون الإيمان بالغيبيات، أو يتبون صراحة مبدأ الإلحاد وإنكار وجود خالق أو الحاجة الية، لا يفعلون(5) ذلك بناءا على قناعة علمية، ولكن فى أغلب الأحوال، على اندفاع وإنبهار بالتقدم العلى، الذى جمعه الغرب. (6)
مقولة ان "العالم أصبح قرية صغيرة" لا شك باتت حقيقة لا تزداد إلا رسوخا يوما بعد يوم، ليس المقصود بها سقوط الحدود الجغرافية –فالواقع أن الحدود الجغرافية أصبحت أعصى على العبور- ولكن المقصود بها الغزو الثقافى والفكرى، وأخطر أنواع هذا الغزو هو ما يتعلق بالعقيدة، وهذا لا يمكن مواجهتة بالتجاهل او الرفض والصياح (7)
فى العالم الغربى يدور صراع ضروس بين فريقين، فريق الداروينيين يدعى تبنيه الخطاب العلمى، يؤمن بالمادية البحته. وفريق يؤمن بأن لهذا الكون إله، هو الذى أوجده، وهو الذى يهيمن عليه ويحفظه، وهو الخالق لكل ما فيه، وإن وجودنا فى هذا الكون له هدف وغرض.(8)
فماذا نحن فاعلون؟
لا أرى سبيلا أمامنا، قبل أن يتسرب هذا الفكر الأسود الى بيوتنا، ونفاجأ بأننا نستنشق هواءه الفاسد،إالا أن نفتح النوافذ والأبواب لنواجه هذا الفكر المادى الإلحادى، ونكشف ما فيه من عور وخداع، وأنه لا علاقة له بالعلم الحقيقى،فأبناؤنا وأجيال تأتى بعدهم هم الذين سيواجهونه، وإن لم نفعل ذلك نكون قد خذلناهم، ونتحمل نحن وزر هذا الخذلان وما يترتب عليه، من هنا كان الواجب والمسؤولية، اللذان دفعانى لهذا البحث، الذى تمخض عنه هذا الكتاب.(9)
هوامش:
(1) صفحة 7 من الكتاب
(2) صفحة 8 من الكتاب
(3) صفحة 9 من الكتاب
(4) صفحة 10 من الكتاب
(5) صفحة 11 من الكتاب
(6) صفحة 12 من الكتاب
(7) صفحة 13 من الكتاب
(8) صفحة 14 من الكتاب
(9) صفحة 15 من الكتاب
تعليق