- من النصوص التي يستدل بها النصارى على ألوهية يسوع ؛ نص ورد فى يوحنا 14 : 6
" قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي "
وبالرغم من أن النص مذكور فى انجيل يوحنا مجهول الكاتب الذى كان يقتبس من الأساطير الوثنية فى "انجيله" ، ولا أحد يعلم أين ومتى كُتب
؛ إلا أنني سأرد على هذا الاستدلال فأقول وبالله التوفيق :
* أولا : ما معنى " الطَّرِيقُ " ؟
- تكملة النص تبين أن يسوع هو الطريق إلى الآب ؛ لأنه هو الرسول ، ولولا الرسول لما عرف أحد من أرسله ... " لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضا "
،
فالرسول هو الوسيط والوسيلة الذى يدل الناس على الطريق إلى الله الذى أرسله ، ولا يعنى أنه هو الله الراسل ... ؛ بدليل قول بولس فى تيموثاوس الأولى 2 : 5
" لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ "
،
هذا الطريق بما فيه من فرائض وشرائع وعمل صالح هو الذى أمر الرب أنبيائه أن يدلوا عباده عليه ؛ كما ورد فى خروج 18: 20
"وَعَلِّمْهُمُ الْفَرَائِضَ وَالشَّرَائِعَ، وَعَرِّفْهُمُ الطَّرِيقَ الَّذِي يَسْلُكُونَهُ، وَالْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُونَهُ "
،
👈 هذا " الطريق المستقيم " هو طريق جميع الأنبياء كما ورد فى يشوع بن سيراخ 37: 19
" وَفِي كُلِّ هذِهِ تَضَرَّعْ إِلَى الْعَلِيِّ، لِيَهْدِيَكَ بِالْحَقِّ فِي الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ "
،
- ونحن نؤمن أن جميع الأنبياء والمرسلين هم الطريق لمعرفة الله سبحانه وتعالى ؛ فبواستطهم يعرف العباد فرائض الله وشريعته وأوامره ؛ ومن خالف هذا الطريق فمصيره الضلال .
كما فى 2 بطرس 2: 15
"قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ "
- وفى القرآن الكريم يقول الله تعالى :
" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ "
،
فالمسيح لأنه كان رسول الله ؛ فهو الواسطة لمعرفة الطريق المستقيم الذى أمر الله بالسير عليه والعمل بما فيه ؛ كما قال فى يوحنا 8 : 40 : (وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ).
؛ وكان يؤكد هذا المعنى فى نفس النص الذى يستدل به النصارى فقال :
(لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي)
-ونقرأ من كتاب رايموند براون /انجيل يوحنا ورسائله ص109 :
(يسوع هو السبيل إلى الآب لأنه هو الحقيقة المتجسدة عن الآب الذى يُعطى الحياة من العلي إلى البشر ؛ فهو مصدر المعرفة الوحيد عن الآب)
فـ(يسوع) هو الطريق الذي يدل من آمن به على الإله الحقيقي الذي أرسله .
=== ؛
* ثانيا : ما معنى " الْحَقُّ " ؟
- أى ليس بكاذب ولا مُدّعى ؛ ونحن نؤمن أن المسيح حق و جاء بالحق ونطق بالحق وعمل بالحق مثل جميع الأنبياء والرسل .
سفر المزامير 37: 30
فَمُ الصِّدِّيقِ يَلْهَجُ بِالْحِكْمَةِ، وَلِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ.
التثنية 13: 18
إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، لِتَعْمَلَ الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ.
-وقد قال الله تعالى عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام :
﴿وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى إنْ هو إلاّ وحْيٌ يُوحى﴾
-ومن صفات النبي المنتظر أنه سيُخرج الحق للأمم ؛ كما ورد فى إشعياء 42: 1
«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.
؛
فوصف المسيح نفسه أنه "الْحَقُّ" ؛ لأنه رسول من عند الله ، ولا يُعرف الحق الذى أمر به الله إلا عن طريق الإيمان برسول الله واتباع تعاليمه .
-كما قال المسيح في يوحنا 6: 47
"اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ"
-وفي يوحنا 8: 32
"وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ"
فالله وطريقه وتعاليمه ورسله وكلامه " حَقُّ "
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ)
فالمسيح النبي الصادق كان مجرد إِنْسَانٌ يتكَلَّمَ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ .
===؛
*ثالثا: ما معنى " الْحَيَاةُ " ؟
- أى أن المسيح يُعطى الحياة الأبدية لمن آمن به وبرسالته ؛ وهذا لا ننكره بل نؤكد أن يسوع وجميع الأنبياء والمرسلين قد أعطوا من آمن بهم ( حيَاةِ أَبَدِيَّةِ)؛ لأن الله كان يُرسلهم برسالات وتعاليم فيها الحياة الأبدية لمن آمن بها وعمل بما فيها.
-كما قال يسوع فى يوحنا 12 : 49
" لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ "
-فمن أراد أن ينال الحياة الأبدية ليس مطلوبا منه إلا أن يحفظ الوصايا فقط ؛ كما في متى 19: 17
فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».
- وهذا المعنى مذكور في نصوص العهد القديم ؛ كما في باروخ 4: 1
هذَا كِتَابُ أَوَامِرِ اللهِ وَالشَّرِيعَةُ الَّتِي إِلَى الأَبَدِ كُلُّ مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا فَلَهُ الْحَيَاةُ وَالَّذِينَ يُهْمِلُونَهَا يَمُوتُونَ.
- وحزقيال 18: 9
وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَامِي لِيَعْمَلَ بِالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
فالمعنى أن من اتبع الوصية التى أعطاها الله للمسيح سينال الحياة الأبدية ؛ لأن المسيح كرسول هو السبيل ومصدر المعرفة الوحيد عن الله الآب.
==؛
*أخيرا: ذكر الكتاب المقدس ثلاثة أنواع من الموت .
1-الموت الجسدي ... الذي يتعرض له كل كائن حي بانفصال روحع عن جسده .
2- الموت النفسي الأدبي ... بعد أن فقد الإنسان كرامته وصورته الأولى النقية .
3- الموت الروحي ... وهو انفصال الروح عن الله .
وهذا الموت هو الذي كان يتكلم عنه المسيح فى يوحنا 11 : 25
" أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا "
-وكما ورد فى لوقا 9 : 60
" دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ "
يقول تادرس ملطى فى تفسيره للنص : ( أى موتى الايمان )
-وفي يوحنا 8 : 51
" اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ "
ينقل ملطي عن القديس اغسطينوس فى تفسيره لهذا النص : ( الموت الثاني، الموت الأبدي، موت جهنم، موت الإدانة مع الشيطان وملائكته. هذا هو الموت الحقيقي )
؛
إذا ... فالمسيح يتكلم عن حياة "روحية" ضد الموت "الروحي" ؛ ولا يدعي عاقل أن يسوع يُحيي من آمن به وسيخلده إلى الأبد فى هذه الدنيا !!
-
وأقول لعوام النصارى :
ان كنت تريد الطريق إلى الله ؛ فالمسيح هو الطريق فاتبع تعاليمه
وان كنت باحثا عن الحق ؛ فالمسيح هو الحق لأنه كان يتكلم بوصية الله
وان كنت تريد الحياة الأبدية ؛ فاتباع وصايا المسيح فيها الحياة الأبدية
فيا أيها النصارى ، و ...
" قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي "
وبالرغم من أن النص مذكور فى انجيل يوحنا مجهول الكاتب الذى كان يقتبس من الأساطير الوثنية فى "انجيله" ، ولا أحد يعلم أين ومتى كُتب
؛ إلا أنني سأرد على هذا الاستدلال فأقول وبالله التوفيق :
* أولا : ما معنى " الطَّرِيقُ " ؟
- تكملة النص تبين أن يسوع هو الطريق إلى الآب ؛ لأنه هو الرسول ، ولولا الرسول لما عرف أحد من أرسله ... " لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضا "
،
فالرسول هو الوسيط والوسيلة الذى يدل الناس على الطريق إلى الله الذى أرسله ، ولا يعنى أنه هو الله الراسل ... ؛ بدليل قول بولس فى تيموثاوس الأولى 2 : 5
" لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ "
،
هذا الطريق بما فيه من فرائض وشرائع وعمل صالح هو الذى أمر الرب أنبيائه أن يدلوا عباده عليه ؛ كما ورد فى خروج 18: 20
"وَعَلِّمْهُمُ الْفَرَائِضَ وَالشَّرَائِعَ، وَعَرِّفْهُمُ الطَّرِيقَ الَّذِي يَسْلُكُونَهُ، وَالْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُونَهُ "
،
👈 هذا " الطريق المستقيم " هو طريق جميع الأنبياء كما ورد فى يشوع بن سيراخ 37: 19
" وَفِي كُلِّ هذِهِ تَضَرَّعْ إِلَى الْعَلِيِّ، لِيَهْدِيَكَ بِالْحَقِّ فِي الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ "
،
- ونحن نؤمن أن جميع الأنبياء والمرسلين هم الطريق لمعرفة الله سبحانه وتعالى ؛ فبواستطهم يعرف العباد فرائض الله وشريعته وأوامره ؛ ومن خالف هذا الطريق فمصيره الضلال .
كما فى 2 بطرس 2: 15
"قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ "
- وفى القرآن الكريم يقول الله تعالى :
" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ "
،
فالمسيح لأنه كان رسول الله ؛ فهو الواسطة لمعرفة الطريق المستقيم الذى أمر الله بالسير عليه والعمل بما فيه ؛ كما قال فى يوحنا 8 : 40 : (وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ).
؛ وكان يؤكد هذا المعنى فى نفس النص الذى يستدل به النصارى فقال :
(لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي)
-ونقرأ من كتاب رايموند براون /انجيل يوحنا ورسائله ص109 :
(يسوع هو السبيل إلى الآب لأنه هو الحقيقة المتجسدة عن الآب الذى يُعطى الحياة من العلي إلى البشر ؛ فهو مصدر المعرفة الوحيد عن الآب)
فـ(يسوع) هو الطريق الذي يدل من آمن به على الإله الحقيقي الذي أرسله .
=== ؛
* ثانيا : ما معنى " الْحَقُّ " ؟
- أى ليس بكاذب ولا مُدّعى ؛ ونحن نؤمن أن المسيح حق و جاء بالحق ونطق بالحق وعمل بالحق مثل جميع الأنبياء والرسل .
سفر المزامير 37: 30
فَمُ الصِّدِّيقِ يَلْهَجُ بِالْحِكْمَةِ، وَلِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ.
التثنية 13: 18
إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، لِتَعْمَلَ الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ.
-وقد قال الله تعالى عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام :
﴿وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى إنْ هو إلاّ وحْيٌ يُوحى﴾
-ومن صفات النبي المنتظر أنه سيُخرج الحق للأمم ؛ كما ورد فى إشعياء 42: 1
«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.
؛
فوصف المسيح نفسه أنه "الْحَقُّ" ؛ لأنه رسول من عند الله ، ولا يُعرف الحق الذى أمر به الله إلا عن طريق الإيمان برسول الله واتباع تعاليمه .
-كما قال المسيح في يوحنا 6: 47
"اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ"
-وفي يوحنا 8: 32
"وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ"
فالله وطريقه وتعاليمه ورسله وكلامه " حَقُّ "
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ)
فالمسيح النبي الصادق كان مجرد إِنْسَانٌ يتكَلَّمَ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ .
===؛
*ثالثا: ما معنى " الْحَيَاةُ " ؟
- أى أن المسيح يُعطى الحياة الأبدية لمن آمن به وبرسالته ؛ وهذا لا ننكره بل نؤكد أن يسوع وجميع الأنبياء والمرسلين قد أعطوا من آمن بهم ( حيَاةِ أَبَدِيَّةِ)؛ لأن الله كان يُرسلهم برسالات وتعاليم فيها الحياة الأبدية لمن آمن بها وعمل بما فيها.
-كما قال يسوع فى يوحنا 12 : 49
" لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ "
-فمن أراد أن ينال الحياة الأبدية ليس مطلوبا منه إلا أن يحفظ الوصايا فقط ؛ كما في متى 19: 17
فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».
- وهذا المعنى مذكور في نصوص العهد القديم ؛ كما في باروخ 4: 1
هذَا كِتَابُ أَوَامِرِ اللهِ وَالشَّرِيعَةُ الَّتِي إِلَى الأَبَدِ كُلُّ مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا فَلَهُ الْحَيَاةُ وَالَّذِينَ يُهْمِلُونَهَا يَمُوتُونَ.
- وحزقيال 18: 9
وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَامِي لِيَعْمَلَ بِالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
فالمعنى أن من اتبع الوصية التى أعطاها الله للمسيح سينال الحياة الأبدية ؛ لأن المسيح كرسول هو السبيل ومصدر المعرفة الوحيد عن الله الآب.
==؛
*أخيرا: ذكر الكتاب المقدس ثلاثة أنواع من الموت .
1-الموت الجسدي ... الذي يتعرض له كل كائن حي بانفصال روحع عن جسده .
2- الموت النفسي الأدبي ... بعد أن فقد الإنسان كرامته وصورته الأولى النقية .
3- الموت الروحي ... وهو انفصال الروح عن الله .
وهذا الموت هو الذي كان يتكلم عنه المسيح فى يوحنا 11 : 25
" أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا "
-وكما ورد فى لوقا 9 : 60
" دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ "
يقول تادرس ملطى فى تفسيره للنص : ( أى موتى الايمان )
-وفي يوحنا 8 : 51
" اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ "
ينقل ملطي عن القديس اغسطينوس فى تفسيره لهذا النص : ( الموت الثاني، الموت الأبدي، موت جهنم، موت الإدانة مع الشيطان وملائكته. هذا هو الموت الحقيقي )
؛
إذا ... فالمسيح يتكلم عن حياة "روحية" ضد الموت "الروحي" ؛ ولا يدعي عاقل أن يسوع يُحيي من آمن به وسيخلده إلى الأبد فى هذه الدنيا !!
-
وأقول لعوام النصارى :
ان كنت تريد الطريق إلى الله ؛ فالمسيح هو الطريق فاتبع تعاليمه
وان كنت باحثا عن الحق ؛ فالمسيح هو الحق لأنه كان يتكلم بوصية الله
وان كنت تريد الحياة الأبدية ؛ فاتباع وصايا المسيح فيها الحياة الأبدية
فيا أيها النصارى ، و ...
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾