إثبات حرية الإرادة والاختيار للإنسان

تقليص

عن الكاتب

تقليص

خادم للجناب النبوى الشريف مسلم اكتشف المزيد حول خادم للجناب النبوى الشريف
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خادم للجناب النبوى الشريف
    0- عضو حديث

    • 22 أكت, 2023
    • 3
    • مهندس
    • مسلم

    إثبات حرية الإرادة والاختيار للإنسان

    لما كان هذا الموضوع على شيء من التعقيد. فسنورد بالمقدمة عدة أمثلة توضيحية :
    لنفترض أنك تقود قطاراً كهربائياً في سفر فلا بد أن يكون هناك سلك كهربائي قوي يمتد فوق القطار، تنزلق عليه الحلقة المتصلة بالقطار. فيتحرك هذا بانتقال طاقة كهربائيـة قـويـة من
    محطة لتوليد الكهرباء إلى محرك القطار باستمرار، بحيث لو انقطع التيار لحظة واحدة لتوقف القطار فوراً .

    بديهي انك قادر أن تتوقف أثناء الطريق حيثما تشاء ، ولك أن تزيد من سرعة القطار أو ان تخفف منها . ولكنك على الرغم من حريتك هذه ، فإن الشخص القائم على إدارة محطة توليد الكهرباء قادر في أية لحظة أن يوقف حركتك ، وذلك لأن قدرتك
    كلها تعتمد على تلك الطاقة الكهربائية التي يتحكم فيها شخص غيرك .

    إذا دققنا النظر في هذا المثال نجد انه على الرغم من حرية سائق القطار في الحركة والسكون إلا أنه يقع في قبضة شخص آخر وأن هذين الأمرين لا يتعارضان.

    مثال آخر :
    افرض ان شخصاً أصيبت أعصاب يـده بـالشلل على أثر حادث مؤسف ، فلا يستطيع تحريكها ، ولكننا إذا أوصلناها بطاقة كهربائية خفيفة أمكن إيصال الحرارة إليها بحيث تتمكن من
    التحرك .

    فإذا ارتكب هذا الشخص بذلك اليد جريمة ، فقتل شخصاً ، أو صفع أحداً ، فإن مسؤولية ذلك لا شك تكــون عليه ، لأنه كانت له القدرة والإرادة ، وإن الشخص إذا ملك (القدرة والإرادة يكون مسؤولاً عن أعماله ولكن في هذا الحال فإن الشخص الذي يـوصـل القـوة الكهربائية إلى يد الجاني فيولّد فيها القدرة يكون هو المسيطر
    الحاكم عليه ، في الوقت الذي يكون فيه هذا مالكاً لحرية إرادته واختباره.

    وهكذا إن انتقلنا إلى موضوعنا :
    لقد وهبنا الله القدرة والقوة ومنحنا العقل والذكاء ، وهي طاقات لا ينقطع وصولها إلينا من الله ، ولو توقف نبض لطف الله عنا لحظة واحدة وانفصمت رابطتنا به لقضي علينا قضاء تاماً .

    إننا إذا كنا قادرين على إنجاز عمل فقدرتنا ،
    هي التي وهبها الله لنا وما زالت تصل إلينا باستمرار غير منقطع ، بل إن حرية إرادتنا أيضاً من عنده . أي انه هو الذي ارادنا أن نكون أحراراً في ارادتنا ، لكي نواصل مسيرتنا نحو التكامل بهذه الهبات الإلهية .

    بناء على ذلك ، فإننا في الوقت الذي نملك فيه حرية ارادتنا واختيارنا ، نظل تحت سيطرة القدرة الإلهية ولا يمكن أن نخرج.من نطاق حكمه . إننا في لحظة القدرة والقوة نكون مرتبطين به تعالى ، ولا يمكن أن نكون شيئاً بدونـه .

    يؤكد القرآن المجيد في هذه المسألة على حرية إرادة
    الإنسان بجلاء ووضوح في المئات من الآيات التي تصرح بحرية إرادة الإنسان .

    أ ــ جميع الآيات التي تتناول الأوامر والنواهي والفرائض تدل على حرية إرادة الإنسان في اختيار سبيله ، إذ لو كان الإنسان مجبراً في أعماله لما كان ثمة معنى في الأمر والنهي.

    ب ـ جميع الآيات التي تذم المسيئين وتمدح الصالحين دليل على حرية الإرادة ، وإلا فلا معنى في الذم والمدح إذا كان الإنسان مجبراً .

    ج - جميع القيامة الآيات التي تتحدث عن الحساب يوم ومحاكمة الناس في تلك المحكمة ، ثم الحكم بالعقاب أو بالثواب ، أي النار والجنة ، إن هي إلا دليل على حرية الإنسان في ما يعمل ، لأنه بالفرض والإجبار لا يكون هناك معنى للمحاسبة والمحاكمة ، ويكون إنزال العقاب بالمسيئين ظلماً
    محضاً .

    د ــ جميع الآيات التي تدور حول :

    معنی (كُلُّ نفس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة ) [ سورة المدثر، الآية : ٢٨]

    (وكل امرىءٍ بِمَا كَسَب رهين ) [ سورة الطور ، الآية : ٢١ ]

    تدل دلالة واضحة على حرية إرادة الإنسان .

    هـ ـــ ثمة آيات مثل : (إِنَّا هَدَيْنَاه السبيل إمَّا شَاكِراً وإِما كَفُورًا ): [ سورة الانسان، الآية : ٣]

    واضحة الدلالة على هذا الأمر

    والحمدلله رب العالمين

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ 2 يوم
ردود 0
18 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
ردود 0
15 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
رد 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
رد 1
36 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 29 سبت, 2024, 08:36 م
ردود 0
383 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد الشامي1
بواسطة أحمد الشامي1
يعمل...