* هل كان ليسوع أب بشرى ، أم أن الإجماع كان منعقدا على ولادته الإعجازية من قِبل الله من فتاة عذراء ؟
من العجيب أن من اختلف فى إجابة هذا السؤال هم النصارى أنفسهم ؛ فكما استدل بعضهم على الميلاد المعجز من عذراء بنصوص من الكتاب المقدس ، استدل أيضا المخالفون على أن يوسف كان أبا ليسوع بالجسد بنصوص أخرى من الكتاب المقدس !!
-كما ورد فى لوقا 2 : 43
" وبَعدَما اَنقَضَت أيّامُ العيدِ وأخذوا طريقَ العودَةِ، بَقِـيَ الصَّبـيُّ يَسوعُ في أُورُشليمَ، ووالِداهُ لا يَعلَمانِ "
-وأيضا فى لوقا 2 : 48
" قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» "
-وفى يوحنا 6 : 42
" أَلَيْسَ هذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ، الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ؟ "
فبشهادة النصوص الواضحة والصريحة جدا على لسان المعاصرين بل وعلى لسان أم يسوع نفسها أن النجار كان أبا ليسوع بالجسد .
ولذا كانت طائفة الأبيونيين لايؤمنون بالميلاد المعجزى ليسوع ، وكانوا يؤمنون أنه وُلد كسائر البشر وكان أبوه يوسف النجار ... بشهادة الكتاب المقدس !!
،
نصوص واضحة وصريحة ؛ فهل سيسكت نساخ المخطوطات والحفظة على كلمة الرب على هذا الإدعاء الخطير بدون ان يتدخلوا بتعديل وتغيير وتبديل كلمة الرب لتوافق معتقداتهم ؟!!
...؛
* فلننظر -مثلا- إلى نص لوقا 2 : 43
" وبَعدَما اَنقَضَت أيّامُ العيدِ وأخذوا طريقَ العودَةِ، بَقِـيَ الصَّبـيُّ يَسوعُ في أُورُشليمَ، ووالِداهُ لا يَعلَمانِ "
-بالرجوع إلى المخطوطات سنجد أن أفضل وأقدم وأوثق مخطوطات العهد الجديد مثل السينائية والفاتيكانية من القرن الرابع ومن بعدهما مخطوطة بيزا و واشنطن ؛ جميعها ذكرت النص بلفظ /
( والديه = أبواه γονισ αυτου )
،
وتبعهم فى هذا أغلب النسخ النقدية ( مثل نسخة نستل آلاند Nestle 1904 ونسخة ويستكوت وهورت Westcott and Hort 1881 ونسخة يو بى اس UBS4 )
جميعهم ذكروا النص بقراءة ( ابواه γονεῖς )
καὶ τελειωσάντων τὰς ἡμέρας, ἐν τῷ ὑποστρέφειν αὐτοὺς ὑπέμεινεν Ἰησοῦς ὁ παῖς ἐν Ἱερουσαλήμ, καὶ οὐκ ἔγνωσαν οἱ γονεῖς αὐτοῦ.
إلا أن المؤمن التقى ناسخ المخطوطة السكندرية التى تعود للقرن الخامس الميلادى ، ومن حذا حذوه من المحرفين الاتقياء من بعده غيروا النص ليتحول من ( ابواه γονεῖς ) إلى ( يوسف وأمه Ἰωσὴφ καὶ ἡ μήτηρ )
وتبعه فى ذلك أغلب النسخ اليونانية التقليدية Greek NT
(καὶ τελειωσάντων τὰς ἡμέρας ἐν τῷ ὑποστρέφειν αὐτοὺς ὑπέμεινεν Ἰησοῦς ὁ παῖς ἐν Ἰερουσαλήμ καὶ οὐκ ἔγνω 👉Ἰωσὴφ καὶ ἡ μήτηρ αὐτοῦ )
=== ؛
* ولو عدنا للنسخ والتراجم الانجليزية سنجد أن نسخة الملك جيمس KJV تقريبا هى الوحيدة التى اختارت قراءة ( Joseph and his mother )
( And when they had fulfilled the days, as they returned, the child Jesus tarried behind in Jerusalem; and Joseph and his mother knew not of it.)
،
بينما أغلب النسخ الانجليزية اختارت قراءة ( His parents ) الموجودة فى أقدم مخطوطات العهد الجديد .... نسخ مثل
( RSV - AMP - ASV - GNB - GW - ISV ...... etc)
( and as they were returning, after spending the full number of days, the boy Jesus stayed behind in Jerusalem. But
His parents were unaware of it )
،
وبعض النسخ الانجليزية وقفت محتارة بين القرائتين ؛ فاختارت أن تضع الضمير ( they ) بدلا من الاسم .... مثل نسخة ( NIV - CEV - BBE )
( and as they were returning, after spending the full number of days, the boy Jesus stayed behind in Jerusalem. But
they were unaware of it )
=
أما عن النسخ العربية ... فالترجمة الوحيدة التى ذكرت( يوسف وأمه ) كانت ترجمة الفاندايك لانها تعتمد فى النقل على النص المستلم textus receptus أسوأ أنواع النصوص بإجماع علماء النقد النصى !
لوقا 2 : 43
" وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا "
بينما أغلب التراجم اختارت قراءة ( أبواه ) ... مثل اليسوعية والمشتركة والكاثوليكية والسارة والبولسية ... لوقا 2 : 43
" فَلَمَّا انقَضَت أَيَّامُ العيدِ ورَجَعا، بَقيَ الصَّبيُّ يسوعُ في أُورَشَليم، مِن غَيِر أَن يَعلَمَ ... أَبَواه "
بينما قلدت تراجم مثل الحياة والانجيل الشريف النسخ الانجليزية التى وقفت على الحياد ... وذكرت يوسف ومريم بالاشارة ( هما ) .
* يقول بارت ايرمان وهو يعلق على هذا النص :
( " وَكَانَ أَبُوهُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ " (لوقا 2 : 33 ). أبوه ؟!! كيف يجرؤ النص أن يدعو يوسفَ أبًا ليسوع لو كان يسوع قد وُلِد من عذراء ؟ ليس من الغريب إذن أن يغيِّر عددٌ كبيرٌ من النُسّاخ النصَّ لكي يزيلوا الإشكالية المحتملة وذلك عبر قولهم " وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ ..." ) (misquoting jesus - pg 158)
*ويقول العلامة بروس متزجر عن النص :
( فى الأصحاح الثانى لإنجيل لوقا هناك أشارت عديدة ليوسف ومريم ...وبلا شك ظهر لبعض الأشخاص فى الكنيسة الأولى ضرورة اعادة صياغة هذا النص ....لكى يحافظ على الميلاد العذراوى للمسيح فى العدد 41 وايضا 43 ....تم تبديل النص فى بعض المخطوطات من أبواه الى يوسف ومريم ..وفى العدد 33 فى مخطوطات معينة تم تبديلها الى يوسف ...أو تم حذفها بالجملة كما حدث فى العدد 48 )
(The Text Of The New Testament Its transmission... P 267)
...؛
فالتحريف واضح فى المخطوطات ، وفى النسخ المختلفة المتضاربة ... اليونانية منها والانجليزية والعربية ، وبشهادة أكبر علماء النقد النصى .
،
-قد يرى البعض أن هذا مجرد تحريف بسيط لبيان وإظهار عقيدة الميلاد العذرى للمسيح ;مثل دانيال والاس Daniel B. Wallace فى نسخة The NET Bible
بعد اعترافه أنه غير موجود فى أقدم وافضل مخطوطات الكتاب المقدس ؛ إلا أنه لم يبالى بهذا التحريف الواضح لأن معناه موجود فى نصوص أخرى !!
يقول والاس : ( معظم المخطوطات، خاصة المتأخرة منها بها قراءة " يوسف وأمه"
و"يوسف وأمه" قراءة واضحة يهدف إلى عزل عقيدة الولادة العذرية ليسوع"ربنا"
لكن أقدم وأفضل المخطوطات تقرأ "والديه "
إن مثل هذه القراءات المحفزة كالأولى تفتقر إلى المصداقية ؛ خاصة وأن الشهود الأفضل يؤكدون الحمل العذرى بالمسيح في لوقا 1: 34-35.) !!
-وبعد اثبات التحريف المتعمد بشهادة أقدم وأفضل مخطوطات الكتاب المقدس من أجل اثبات وتدعيم عقيدة -ولو فى نص واحد- ؛ فهل يصح أن نثق فى باقى نصوص كتبها نساخ غير أمناء على كلمة الرب ؟