---------
المداخلة الأولى (علم الباترولوجي):
: فصل الآباء الرسوليون هو فصل تابع لعلم الباترولوجي اللي هو علم الآبائيات والمقصود بيهم آباء الكنيسة بشكل خاص، وظهرت التسمية دي لهذا العلم في القرن السابع عشر من استخدام جون جيرهارد، سبقه يوسابيوس أبو التاريخ الكنسي بقائمة بالكتّاب المسيحيين الي تحت معرفته، عشان كدا أصبح كتاب تاريخ الكنيسة أحد المصادر المهمة لعلمنا عن آباء الكنيسة خاصة لفقدان عدد كبير من الكتابات الي اقتبس منها بل وفي بعض الحالات بيكون يوسابيوس هو المصدر الوحيد لبعض المعلومات عن بعض المؤلفين المسيحيين
زي ما خلفه جيروم في جمع بعض المعلومات عن الكتاب الكنسيين في كتابه "مشاهير الرجال" مبتدئًا من بطرس إلى نفسِه وقد اعتمد على يوسابيوس في بعض الأجزاء من كتابه لدرجة أنه كرر أخطاء يوسابيوس، كما خلفه جيناديوس في القرن الخامس بكتابة ملحق لكتاب جيروم وخلفه بعض الآباء من القرن السابع وما بعده، ومن الواضح في هذه التراجم تأخرها وافتقارها للأسانيد الي ترجعهم لفترة الآباء الي بيتكلموا عنهم.
: يضم هذا العلم في الغرب الكتّاب المسيحيين حتى غريغوريوس الكبير في القرن السابع وفي الشرق يمتد عادة حتى يوحنا الدمشقي في القرن الثامن.
: هذا الفصل مستفاد من كتاب جوهانس كواستن علم الآبائيات "الباترولوجي" المجلد الأول بدء الأدب الآبائي صـ 3 إلى ٦ (https://t.me/c/1440714396/9753)من أول كلامه عن....
: يقول القمص مينا ونيس ميخائيل في كتابه دراسات في آباء الكنيسة صـ 5-6: هذا الفرع (باترولوجيا) من علوم اللاهوت حديثة العهد، أسسه جيرهارد من لاهوتيي القرن السابع عشر وهو لاهوتي لوثري.
: يطرح كيرلس سَليم بسْترس سؤالًا في كتابه تاريخ الفكر المسيحي صـ ٧ ويقول ما هي حدود زمن الأباء؟
ويجيب عن هذا السؤال فيقول:
من المتعارف عليه في الكنيسة الكاثوليكية أن زمن الاباء يشمل الفترة التي تمتد من السنوات التي تلي مباشرة عهد الرسل حتى إيسيذورس أسقف إشبيلية (الذي توفي سنة ٦٣٦) في الغرب ويوحنًا الدمشقي (الذي توفى حوالى سنة ٧٥٠) في الشرق.
================================================== ===
المداخلة الثانية (مصطلح الآباء الرسوليون):
: ظهور مصطلح الآباء الرسوليين وظهور الاهتمام بكتاباتهم عند النصارى متأخر جدًا فقد ظهر عند النصارى كمصطلح يعبِّر عن فترة مبكرة في القرن السابع عشر الميلادي، مثله مثل دراسة علم الباترولوجي كعلم يستحق الدراسة.
: يقول جوهانس كواستن في كتابه علم الآبائيات "الباترولوجي" المجلد الأول بدء الأدب الآبائي صـ 39: لم يكن مصطلح الآباء الرسوليون معروفًا في الكنيسة الأولى ولكن أدخله الدارسون في القرن السابع عشر.
: يقول كيرلس سَليم بسْترس في كتابه تاريخ الفكر المسيحي ص ١١٢: استعمال هذه العبارة لم يُدرَج في لغة الذين يدرسون آباء الكنيسة إلا في القرن السابع عشر. فلقد نشر العلامة جان بابتيست كوتولييه في عام ١٦٧٢ «مؤلفات الآباء القديسين الذين عاشوا في زمن الرسل»، ولما أعيد نشر کتابه اكتفى الناشرون بتسميته «الآباء الرسوليون»، فعمت هذه التسمية منذ ذلك الحين.
: يقول القمص مينا ونيس ميخائيل في كتابه دراسات في آباء الكنيسة صـ ٨: إن لقب الآباء الرسوليون لم يُعرف إلا في القرن السابع عشر بواسطة كوتيلييه الذي قام بنشر مجلدين.
: تقول دائرة المعارف الكتابية المجلد الرابع صـ ١٠١: الاستخدام الحديث للعبارة (يقصد الاستخدام الاصطلاحي المتعلق بالفترة المبكرة فقط) يرجع إلى كوتيليبه الذي نشر كتابات هؤلاء في باريس في ١٦٧٢م.
=======================
المداخلة الثالثة (التعريف بهم):
: الآباء الرسوليون هم الآباء الذين عاشوا في الفترة ما بين ٩٥ إلى ١٥٠ ميلادي، الآباء في الفترة دي بيمثلوا فترة من التطوّر العقائدي في الانتقال من المسيحية اليهودية للمسيحية المتأثرة بالحضارة اليونانية.
: يقول بروس متزجر في كتابه قانون العهد الجديد نشأته وتطوره ودلالته صـ ٣٩: لقب الآباء الرسوليون لا يمثل أي تقليد قديم، تمتد هذه الفترة من حوالي ٩٥م إلى حوالي ١٥٠م، وهم شهود على تطور تأكيدات وأنماط مختلفة للمسيحية لأن هذه كانت حقبة انتقال وتوطيد... الآباء الرسوليون يمثلون أيضًا قدرًا معيّنًا من التطوّر العقائدي فيما يتعلق بالتطوّرات داخل المسيحية اليهودية من ناحية وداخل المسيحية الهلنستية المتأثرة بالحضارة اليونانية من ناحية أخرى.
======================
المداخلة الرابعة (هل عاصروا؟):
: من الأمور الخلافية هي (هل عاصر الآباء الرسوليون الآباء الرسل؟)، يفترض العلماء أنهم تتلمذوا على يد تلاميذ الرسل وهذا القول وإن كان افتراضًا فهو يضع هذه الفترة في مأزق فبهذا تكون كل أقوال هؤلاء الآباء في انقطاع عن الآباء الرسل، فهم لم يذكروا لنا من أين أتوا بتعاليمهم طالما كانوا في انقطاع فليس هناك ما يُسند تعاليمهم إلى الرسل بشكل مباشر، وإن تجاهلنا هذا القول فليس هناك دليل على أنهم تتلمذوا على يد تلاميذ الرسل الذين لا نعلم ما حدث لهم ولا ما علموا به.
: يقول جوهانس كواستن في كتابه علم الآبائيات "الباترولوجي" المجلد الأول بدء الأدب الآبائي صـ ٣٩ في الفصل الثاني فصل الآباء الرسوليون: الآباء الرسوليون هم الكتاب المسيحيون الذين عاشوا في القرن الأول وبداية القرن الثاني الميلادي، والذين تعتبر تعاليمهم صدى مباشر لتعاليم الرسل. ولقد كان هؤلاء على اتصال شخصي بالرسل أو تعلموا من تلاميذهم.
: يقول كيرلس سَليم بسْترس في كتابه تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة صـ ١١٢: لعبارة الآباء الرسوليون معنيان حصري وواسع، في المعنى الحصري تشير هذه العبارة إلى كتاب المسيحية القدامى الذين عرفوا أو اتصلوا بالرسل أو قد يكونون عرفهم أو اتصلوا بهم.
: يجيب باسيليوس المقاري في كتابه دراسات في آباء الكنيسة صـ 44 عن سؤال: الآباء الرسوليون من هم؟ فيقول: الآباء الرسوليون إما كانوا على اتصال شخصي بالرسل أو تسلموا تعاليمهم من تلاميذ الرسل، أُدخل اصطلاح الآباء الرسوليون ليعبّر عن آباء الكنيسة الذين كانوا تلاميذ للرسل مباشرة أو رأوْهم أو تتلمذوا على تلاميذهم.
: يقول صبحي حموي اليسوعي في كتابه معجم الإيمان المسيحي صـ ٢٣٥: الآباء الرسوليون هم بعض الكتاب المسيحيين الذين كانوا أو زعموا أنهم كانوا على علاقة بالرسل أنفسهم.
==============
المداخلة الخامسة (تقسيمهم وتقسيم كتاباتهم وعددهم):
: عدد الآباء في الفترة دي قليل جدًا وطريقة تقسيمهم صغيرة جدًا جدًا فأول من قسّم كتابات الآباء الرسوليون الذي هو كوتيلييه وضع خمس كتّاب فقط وهم كليمنت الروماني وإغناطيوس الأنطاكي وبوليكاربوس أسقف سميرنا وكاتبيّ الراعي لهرماس ورسالة برنابا المجهوليْن كما أضيف عليهم لاحقًا بابياس أسقف هيرابوليس وكاتب الرسالة إلى ديوجنيتس المجهول كما أضيف عليهم كتاب الديداخي حديثًا.
: تقول دائرة المعارف الكتابية المجلد الرابع صـ ١٠١-١٠٢: وقد نشر كوتيلييه في طبعته الكتابات المنسوبة إلى أكليمندس الروماني وكتابات إغناطيوس وكتابات بوليكاربوس كما نشر أيضا ما يسمى برسالة برنابا والراعي لهرماس ويجب اعتبار استشهاد بوليكاربوس وهي وثيقة ترجع إلى نفس العصر وجذاذات بابياس كما أن الديداك تعتبر جزءًا من هذه المجموعة. ونشر فيشر في القرن العشرين طبعة اقتصرت على كتابات اكليمندس وإغناطيوس وبوليكاربوس مع إضافة مقتطفات من دفاع كوادراتوس إلا أنها إضافة جانبها الصواب، إذ لعله من الأفضل أن يبقى كوادراتوس مع مجموعة المدافعين الذين كان همهم الأول الدفاع عن العقيدة المسيحية وقد كتبوا في وقت لاحق بعد غالبية الآباء الرسوليين.
ويضيف فيقول: ويعد الخطاب إلى ديوجنيتس عادة ضمن كتابات الأباء الرسوليين، منذ منتصف القرن الثامن عشر، إلا أنه ذو هدف دفاعي، ولعله يرجع إلى تاريخ لاحق، ويكون من الأفضل استبعاده من مجموعة الأباء الرسوليين. وهكذا تتكون كتابات الآباء الرسوليين من الوثائق الآتية: (أ) ما يسمى برسائل أكليمنس (ب) رسائل إغناطيوس (ج) وثيقتان لبوليكاربوس (د) تعاليم الرسل (هـ) ما يسمى برسالة برنابا (و) الراعي هرماس (ز) اقتباسات من بابياس من هيرابوليس.
: يقول صبحي حموي اليسوعي صـ ٢٣٥ من كتابه معجم الإيمان المسيحي (يضم هذا اللقب) (https://t.me/c/1440714396/9824)
: يقول جوزيف تريج في كتاب التفسير عند الآباء الرسوليين والمدافعين صـ صـ ٨: لقد عمل مصطلح “الآباء الرسوليين” منذ القرن السابع عشر كتصنيف لبعض الأدبيات المسيحية الأقدم بعد أسفار العهد الجديد.
: وبالإضافة إلى أن الكتابات في الفترة دي قليلة جدًا فإن حتى ما وُجد منها بعضه مجرد مقتطفات وشذرات كشذرات بابياس وكوادراتس.
==============
المداخلة السادسة (مجهول ومعروف):
: وبالرغم من قلة عدد هؤلاء الآباء إلى إن منهم من هو مجهول شخصيته معروف اسمه ومنهم من هو مجهول اسمه وشخصيته، كما سبق وذكرنا كمثال الراعي لهرماس ورسالة برنابا وكتاب الديداخي والرسالة إلى ديوجينتس، كل هذه الكتابات مجهول اسماء وشخصيات كتّابهم، أما بقية الآباء فمعظمهم مجهول وغامض حالُه كمثال كليمنت الروماني كما سنفصل في هذين القسميْن في باقي حلقات السلسلة.
: يقول صبحي حموي اليسوعي في كتابه معجم الإيمان المسيحي صـ ٢٣٥: الآباء الرسوليون هم بعض الكتاب المسيحيين المعروف منهم وغير المعروف.
: يقول مايكل هولمز في كتابه الآباء الرسوليون صـ ٩: كان كتبة تلك النصوص وللأسف يظل العديد منهم مجهولين لنا يشكلون مجموعة متباينة وآسرة.
: يقول بروس متزجر في فصل ملخص الآباء الرسوليون فقال في ص ٧٢ تحت عنوان الملخص: الأعمال الباقية للآباء الرسوليين هي ذات نطاق صغير نسبيا، مما يجعلها في مجملها بنفس حجم العهد الجديد.
المداخلة السابعة (فرز ):
أنتي: إذا راجعنا بوضوح القائمة التي قرأناها من دائرة المعارف الكتابية والتي تجمع (كتابات كليمنت الروماني وإغناطيوس وبوليكاربوس وكتاب الراعي ورسالة برنابا والرسالة إلى ديوجنيتس والديداخي ومقتطفات كوادراتوس وبابياس) ونقحناها وغربلناها سنجد أن كل الكتابات ما عدا رسالة كليمنت الأولى ورسالة بوليكاربوس، كلها لا تستحق الاهتمام لرداءة تناقلها وكثرة الخلافات عليها فيبتقى لنا كآباء كليمنت الروماني وبوليكاربوس ولكن يضحي القمص ونيس مينا ميخائيل ويضع إغناطيوس معهم فيقول في كتابه دراسات في آباء الكنيسة صـ ٩: إنتاج هذه الحقبة في الفترة ما بين ٩٥ إلى ١٥٠ ميلادي وهناك بعض الباحثين من يرى أن الثلاثة التالية أسمائهم (إكليمندوس الرومانى وبوليكاربوس وأغناطيوس) هم الذين بحق. نطبق عليهم حرفيًا لقب الآباء الرسوليون.
: وهذه القائمة على الرغم من قلتها على فترة بهذه الطول والتي تربو عن الستين عامًا ألا نحصل على آباء إلا (كليمنت وبوليكاربوس وإغناطيوس) على الرغم من غموض شخصية كل هؤلاء الثلاثة كما سيأتي بين تفصيله في السلسلة.
المداخلة الثامنة (تأثرهم بالثقافة):
: تأثر آباء الكنيسة بالثقافة التي تربّوا فيها فمنهم من تربى في بيئة فلسفية وثنية ومنهم من تأثر بالبيئة اليهودية التي تربى فيها ومن تأثر بالفلسفة في كتاباته وطوعوا تلك الأفكار لإيمانهم.
: يقول القمص مينا ونيس ميخائيل في كتابه دراسات في آباء الكنيسة صـ ٤ تحت عنوان الأثر الثقافي عند الآباء: هناك من تربى فى بيئة فلسفية حكمت كتاباته مثل يوستينوس وأثيناغوراس، ومن تربى فى مدارس لاهوتية مثل مدارس الاسكندرية وأنطاكية؛ وقد تأثر هؤلاء الآباء بالفكر الفلسفي لهذه المدارس؛ وطوعوه لخدمة قضية الإيمان وعبروا بلغة عصرهم عما جاء في كتاباتهم.
المداخلة التاسعة (وثنية الأفكار):
: كان للخرافات والأساطير الوثنية المكررة كثيرًا في العهدين القديم والجديد أثر على هؤلاء الآباء فمثلًا نجد عند كليمنت الروماني ذكر لخرافة الفينيق ووصفه الدقيق لهذه الخرافة معتقدًا صحة وجود هذا الكائن الخرافي مكررًا ما في سفر أيوب كما أثرت الأفكار الكلاسيكية الوثنية والغنوصية على عقيدة الآباء الرسوليون بشكل عام وعلى إغناطيوس وكليمنت الروماني.
: تقول دائرة المعارف الكتابية المجلد الرابع صـ 103: كان للأفكار الكلاسيكية الوثنية أثر كبير في كتابات أكليمندس على وجه الخصوص؛ فنجد الأفكار الأخلاقية للوثنية بادية في كتاباته. وقد استخدم إغناطيوس وأكليمندس في رسالته الثانية؛ بعض المصطلحات الغنوسية؛ بينما نجد أثر اليهودية أوضح في رسالة برنابا؛ وتعاليم الرسل والراعي هرماس.
: كما عرّج على الانتقادات التي وُجهت لهؤلاء الرسوليون فقال في الصفحة 9و10 من كتابه الآباء الرسوليون: كثيرًا ما كان يتم انتقادهم على سبيل المثال بأنهم انحرفوا بعيدًا عن نقاء ورفعة الإيمان والتعليم الرسولي.
المداخلة العاشرة (المجيء السريع):
: ظلت فترات العهد الجديد متأهبة لأمرٍ جلل، فقد توقعوا قدوم المسيح عليه السلام على أحر من الجمر وهذا مبنيٌ على الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل عن قدومه قبل إنهائهم مدن بني إسرائيل وغيرها من النصوص وهذا ليس وقت بسطها وظل ذلك الاعتقاد حتى فترة الآباء الرسوليون فقد كانوا هم أيضًا متأهبين لقدوم المسيح الوشيك.
: يقول جوهانس كواستن في كتابه علم الآبائيات "الباترولوجي" المجلد الأول بدء الأدب الآبائي فصل الآباء الرسوليون صـ 39و40: البعد الاسخاتولوجي (يعني العلم المهتم بالأخرويات أي نهاية العالم) هو الطابع المميز لكل هذه الكتابات فمجيء المسيح كان يعتبر وشيكًا.
: وكذلك كتاب دراسات في آباء الكنيسة إعداد باسيليوس المقاري صـ ٥٠ تحت عنوان سمات كتابات الآباء الرسوليين: وتتشابه كل هذه الكتابات في سماتها الاسخاتولوجية، فمجيء المسيح كان وشيك الوقوع.
: وللأسف وضعتهم كتبهم المقدسة في هذا الموقع الحرج فقد ظلوا في أمانيِّهم فترة طويلة من الزمان حتى علموا أن هذا كان خطئًا من كتابهم الذي يقدسونه.
تعليق