هل القرآن كلمة سريانية وأصلها من الفعل السرياني قريا ܩܪܝܐ بمعنى تلا وليس لها أصل عربي كما يدعي الجهال
نقول وبالله التوفيق
إن اللغة العربية واللغة السريانية يرجعان إلى أصل مشترك فمن الطبيعي أن تجد كثيراً من الكلمات المتفقة فى اللغتين لفظاً ومعناً أو قد تتطور إحدى اللغتين فيدل اللفظ المشترك على معاني إضافية في لغة دون الأخرى
وأما بالنسبة إلى كلمة قرآن فهو مصدر من الفعل قرأ بعنى تلا أي تتبع الحروف ونطق بها فيكون هناك اتفاق في أصل الفعل مع السريانية وهذا بسبب التشابه بين اللغتين وليس معنى التشابة أن العربية أخذت الفعل من السريانية ولو كان الأمر بهذا السفه فلماذا لاتكون السريانية هي من أخذت الفعل من العربية
قال فضيلة الشيخ محمد عبدالله دراز رحمه الله في كتاب النبأ العظيم نظرات جديدة في القرآن صفحة 41
المعنى اللغوي والاشتقاقي لكلمتي "قرآن" و"كتاب":
معنى القرآن في اللغة:
القرآن في الأصل مصدر على وزن فُعلان بالضم، كالغفران والشكران والتكلان. تقول: قرأته قرءًا وقراءةً وقرآنًا بمعنى واحد، أي تلوته تلاوة، وقد جاء استعمال القرآن بهذا المعنى المصدري في قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} أي قراءته.
ثم صار علمًا شخصيًّا لذلك الكتاب الكريم. وهذا هو الاستعمال الأغلب، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ويسمى -أيضًا- الكتاب، ومنه قوله تعالى: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ}
سر التسمية بالاسمين جميعًا:
روعي في تسميته قرآنًا كونه متلوًّا بالألسن، كما روعي في تسميته كتابًا كونه مدونًا بالأقلام، فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعنى الواقع عليه.
وكذلك القرآن مصدر قرأ بمعنى جمع وسمي بذلك لأنه جامع للسور والايات وجميع أحكام الاسلام وهذا المعنى للفعل قرأ غير معروف في السريانية
قال الزبيدي في تاج العروس: قَرَأَ الشيءَ: جَمَعَه، وضَمَّه، أَي ضَمَّ بعْضَه إِلى بعضٍ، وقَرأْتُ الشيْءَ قُرْآنًا: جَمعْتُه، وضمَمْتُ بعْضَه إِلى بعضٍ، وَمِنْه قولُهم: مَا قَرأَتْ هَذِه الناقةُ سَلًا قَطُّ، وَمَا قَرَأْتْ جَنِينًا قَطُّ، أَي لم تَضُّمَّ رَحِمُها على وَلَدٍ ... وَمعنى: {قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} (النَّحْل: 98)، لَفَظْتَ بِهِ مَجموعًا، أَي: أَلْقَيْتَه، وَهُوَ أَحدُ قَوْلَي قُطْرُبٍ. وَقَالَ أَبو إِسحاق الزّجاج فِي تَفْسِيره: يُسَمَّى كَلامُ الله تَعَالَى الَّذِي أنزلَه على نَبِيّه صلى الله عَلَيْهِ وسلم كِتابًا، وقُرآنًا، وفُرْقَانًا؛ لأَنه يَجْمَعُ السُّوَرَ فَيَضُمُّها، وَقَوله تَعَالَى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (الْقِيَامَة: 17)، أَي: جَمْعَه}
فإذا كلمة القرآن مصدر عربي من الفعل قرأ بمعنى تلا أوجمع ومن يقل غير ذلك فهو أبو جهل هذا العصر
نقول وبالله التوفيق
إن اللغة العربية واللغة السريانية يرجعان إلى أصل مشترك فمن الطبيعي أن تجد كثيراً من الكلمات المتفقة فى اللغتين لفظاً ومعناً أو قد تتطور إحدى اللغتين فيدل اللفظ المشترك على معاني إضافية في لغة دون الأخرى
وأما بالنسبة إلى كلمة قرآن فهو مصدر من الفعل قرأ بعنى تلا أي تتبع الحروف ونطق بها فيكون هناك اتفاق في أصل الفعل مع السريانية وهذا بسبب التشابه بين اللغتين وليس معنى التشابة أن العربية أخذت الفعل من السريانية ولو كان الأمر بهذا السفه فلماذا لاتكون السريانية هي من أخذت الفعل من العربية
قال فضيلة الشيخ محمد عبدالله دراز رحمه الله في كتاب النبأ العظيم نظرات جديدة في القرآن صفحة 41
المعنى اللغوي والاشتقاقي لكلمتي "قرآن" و"كتاب":
معنى القرآن في اللغة:
القرآن في الأصل مصدر على وزن فُعلان بالضم، كالغفران والشكران والتكلان. تقول: قرأته قرءًا وقراءةً وقرآنًا بمعنى واحد، أي تلوته تلاوة، وقد جاء استعمال القرآن بهذا المعنى المصدري في قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} أي قراءته.
ثم صار علمًا شخصيًّا لذلك الكتاب الكريم. وهذا هو الاستعمال الأغلب، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} ويسمى -أيضًا- الكتاب، ومنه قوله تعالى: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ}
سر التسمية بالاسمين جميعًا:
روعي في تسميته قرآنًا كونه متلوًّا بالألسن، كما روعي في تسميته كتابًا كونه مدونًا بالأقلام، فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعنى الواقع عليه.
وكذلك القرآن مصدر قرأ بمعنى جمع وسمي بذلك لأنه جامع للسور والايات وجميع أحكام الاسلام وهذا المعنى للفعل قرأ غير معروف في السريانية
قال الزبيدي في تاج العروس: قَرَأَ الشيءَ: جَمَعَه، وضَمَّه، أَي ضَمَّ بعْضَه إِلى بعضٍ، وقَرأْتُ الشيْءَ قُرْآنًا: جَمعْتُه، وضمَمْتُ بعْضَه إِلى بعضٍ، وَمِنْه قولُهم: مَا قَرأَتْ هَذِه الناقةُ سَلًا قَطُّ، وَمَا قَرَأْتْ جَنِينًا قَطُّ، أَي لم تَضُّمَّ رَحِمُها على وَلَدٍ ... وَمعنى: {قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} (النَّحْل: 98)، لَفَظْتَ بِهِ مَجموعًا، أَي: أَلْقَيْتَه، وَهُوَ أَحدُ قَوْلَي قُطْرُبٍ. وَقَالَ أَبو إِسحاق الزّجاج فِي تَفْسِيره: يُسَمَّى كَلامُ الله تَعَالَى الَّذِي أنزلَه على نَبِيّه صلى الله عَلَيْهِ وسلم كِتابًا، وقُرآنًا، وفُرْقَانًا؛ لأَنه يَجْمَعُ السُّوَرَ فَيَضُمُّها، وَقَوله تَعَالَى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (الْقِيَامَة: 17)، أَي: جَمْعَه}
فإذا كلمة القرآن مصدر عربي من الفعل قرأ بمعنى تلا أوجمع ومن يقل غير ذلك فهو أبو جهل هذا العصر