اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
كلّما إقتربت مناسبة عيد الأضحى إلاّ و تعالت بعض أصوات المرجفين النّابحة التي تزعم باطلاً أنّ المسلمين يُقدمون ذبائحهم كقربان لإله وثني !
الردّ على مزاعم هؤلاء من خلال :
1- الوحي الإلهي الصّادق :
يقول عزّ وجلّ في سورة الكوثر :
((( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) )))
- إنا أعطيناك يا محمد الكوثر, إنعاما منا عليك به, وتكرمة منا لك, فأخلص لربك العبادة, وأفرد له صلاتك ونسكك, خلافا لما يفعله من كفر به, وعبد غيره, ونحر للأوثان. [1]
- أفادت اللام من قوله : { لربك } أنه يخُص الله بصلاته فلا يصلي لغيره . ففيه تعريض بالمشركين بأنهم يصلون للأصنام بالسجود لها والطواف حولها .
وعطف { وانحر } على { فصل لربك } يقتضي تقدير متعلِّقه مماثلاً لمتعلِّق { فصل لربك } لدلالة ما قبله عليه كما في قوله تعالى : { أسمع بهم وأبصر } [ مريم : 38 ] أي وأبصر بهم ، فالتقدير : وانحر له . وهو إيماء إلى إبطال نحر المشركين قرباناً للأصنام فإن كانت السورة مكية فلعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اقترب وقت الحج وكان يحج كل عام قبلَ البعثة وبعدها قد تردد في نحر هداياه في الحج بعد بعثته ، وهو يود أن يُطعم المحاويج من أهل مكة ومن يحضر في الموسم ويتحرجُ من أن يشارك أهل الشرك في أعمالهم فأمره الله أن ينحر الهدي لله ويطعمها المسلمين ، أي لا يمنعك نحرهم للأصنام أن تنحر أنت ناوياً بما تنحره أنه لله . [2]
- قوله : ( فصل لربك وانحر ) أي : كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة ، ومن ذلك النهر الذي تقدم صفته - فأخلص لربك صلاتك المكتوبة والنافلة ونحرك ، فاعبده وحده لا شريك له ، وانحر على اسمه وحده لا شريك له . كما قال تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) [ الأنعام : 162 ، 163 ] [3]
- قوله - عز وجل - : ( فصل لربك وانحر ) قال محمد بن كعب : إن أناسا كانوا يصلون لغير الله وينحرون لغير الله فأمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي وينحر لله - عز وجل - . [4]
- الفاء في قوله- تعالى-: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ لترتيب ما بعدها على ما قبلها، والمراد بالصلاة: المداومة عليها.
أى: ما دمنا قد أعطيناك هذه النعم الجزيلة، فداوم على شكرك لنا، بأن تواظب على أداء الصلاة أداء تاما، وبأن تجعلها خالصة لربك وخالقك، وبأن تواظب- أيضا- على نحرك الإبل تقربا إلى ربك. كما قال- سبحانه- قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ. [5]
- ولما ذكر منته عليه، أمره بشكرها فقال: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.
ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [في] القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به. [6]
-قال محمد بن كعب القرظي : إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر يقول : إن ناسا يصلون لغير الله ، وينحرون لغير الله ; وقد أعطيناك الكوثر ، فلا تكن صلاتك ولا نحرك إلا لله . [7]
2- أقوال حاخامات يهود ( الرّاباي Tovia Singer ) :
القول بأنّ المسلمين لا يعبدون نفس إله إبراهيم {النبيّ عليه السّلام} يجعل من المسيحي الذي يزعم ذلك أكبر مغفّل ! المسلمون يعتقدون إعتقاداً راسخا بكون إبراهيم {النبيّ عليه السّلام } كان مُسلماً ، مُسلماً بمعنى خاضعاً كليّاً للربّ . إيمان كل مسلم يُفيد بأنّ إسحق ، يعقوب { عليهم السّلام } كانوا أنبياء أجمعين .
المسلمون يُؤمنون بربّ العديد من الأنبياء بمن فيهم إبراهيم ، إسحق ، يعقوب { عليهم السّلام أجمعين } . المسيحي الذي يزعم بالقول أنّ المسلم يعبد إله القمر هو شخص محتاج للعلاج لأنه لا يدري عمّ يتحدّث !
3- أقوال كهنة النصارى المتكلمين بإرشاد و إلهام وتوجيه من الرّوح القُدُس :
( لأَنَّ شَفَتَيِ الْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ مَعْرِفَةً، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ الشَّرِيعَةَ، لأَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الْجُنُودِ. ) [8]
( لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ. ) [9]
سؤالك ليس في محله، لأن ما تقوله عن عيد الأضحى الذي يقوم فيه الأخوة المسلمون بنحر الذبائح لا علاقة له بالأوثان! بل هم يعبدون الله الواحد!
المصدر المسيحي :
سنوات مع إيميلات الناس
أسئلة روحية وعامة
برجاء النّقر هنا
---
تمّ بحمد الله نسف و اجتثات الشّبهة ،
ليكن الموضوع للعِبرة و التّذكرة .
والحمدُ لله رب العالمين .
----------------------------------------------
[1] تفسير الطبري
[2] تفسير ابن عاشور
[3] تفسير ابن كثير
[4] تفسير البغوي
[5] التفسير الوسيط لطنطاوي
[6] تفسير السعدي
[7] تفسير القرطبي
[8] ملاخي 2 : 7
[9] مرقس 13 : 11
تعليق