قال الشيخ مسلم عبدالله :
توضيحات مهمة لإثبات تحريف التناخ תנ"ך ؛ أو ما يسميه النصارى "العهد القديم" :
التناخ له عدة مصادر نصية، وهي:
1- النص الماسوري العبري
2- النص السامري.
3- الترجمة السبعينية.
4- مخطوطات البحر الميت.
المشكلة أن كل هذه المصادر النصية مختلفة فيما بينها،
فنجد عدم وجود تطابق بين النص الماسوري وبين النص السامري وبين النص السبعيني اليوناني وبين النص القمراني.
فأيهما نعتبره هو الأصل؟!
هل تكون العبرة بالتقليد اليهودي، فنعتبر النص الماسوري هو الأصل حتى لو اتفق النص السامري والسبعيني والقمراني على شكل مختلف للنص؟!
أم تكون العبرة بالتقليد الكنسي في القرون الأولى، فنعتبر الترجمة السبعينية هي الأصل حتى لو اختلف معها الثلاثة الآخرين؟!!
أم تكون العبرة بالأقدمية، فنعتبر النص القمراني هو الأصل سواء اتفق أو اختلف مع الماسوري والسامري والسبعيني؟!!!
والمشكلة الأكبر أن مخطوطات كل مصدر منها تختلف فيما بينها، بمعنى أن مخطوطات النص الماسوري تختلف فيما بينها في نصوص، ومخطوطات السبعينية تختلف فيما بينها، ومخطوطات قمران تختلف فيما بينها!!!
وسأكتفي بذكر بعض الاقتباسات من مصدر واحد فقط (دائرة المعارف الكتابية) لإثبات وجود الاختلافات بين تلك المصادر النصية.
.
أولا: عن النص الماسوري:
جاء في دائرة المعارف الكتابية تحت عنوان [[مخطوطات العهد القديم]] تحت عنوان جانبي [[ثاني عشر : أنماط الخطأ]] جاء ما نصّه:
[[.. كما أن هناك حالات نجد فيها كلمة في الترجمة السبعينية يبدو أن لا علاقة لها بنظيرتها في النص العبري، ولكن بافتراض أن النص الماسوري الذي نقلت عنه الترجمة السبعينية.... وللترجمة السبعينية أهمية كبرى في قسم مثل سفر صموئيل، لأن النص العبري ـ في هذا القسم ـ تعرض للاختلاف أكثر من أي جزء آخر... وقد اقتبس يعقوب الرسول هذا النص في سفر الأعمال(15: 17) كحجة قاطعة في مجمع أورشليم، وكان بين الحاضرين فيه البعض من خيرة المتعلمين، فلو كان اقتباسه غير صحيح، لفندوا كلامه بسهولة. ومن هنا نستطيع أن نتيقن أنه في عصر الرسل كان الأصل العبري مطابقاً الترجمة السبعينية أكثر مما مع النص الماسوري(العبري المعروف حالياً).]]
.
ثانيا: عن النص السامري:
جاء في دائرة المعارف الكتابية لكن تحت عنوان [[السامرة – التوراة السامرية]] ما نصَّه:
[[الكتاب المقدس عند السامريين، المحفوظ في مجمع نابلس ، هو نسخة من التوراة (أسفار موسى الخمسة) تعرف " بدرج أبيشا" إذ ينسبونه إلى " أبيشا " أحد أحفاد موسى، ويقولون إنه كتبه في السنة الثالثة عشرة بعد غزو كنعان... والنص في التوراة السامرية، يمثل نصاً منقحاً للتوراة العبرية، فهو أحياناً يختلف عن العبرية أو عن السبعينية، وأحياناً يختلف عن الاثنتين. ويوجد نحو 6.000 اختلاف بين النسخة السامرية والنسخة العبرية الماسورية، .. ويتفق النص السامري في نحو 1900 موضع منها مع الترجمة السبعينية.]]
.
ثالثا: عن النص السبعيني:
جاء تحت عنوان [[الترجمة السبعينية للعهد القديم]] ما نصَّه:
[[تقييم السبعينية : ليست الترجمة السبعينية على مستوى واحد في كل الأسفار، ومن السهل أدراك أنها من عمل مترجمين عديدين. ... ففيها الكثير من عدم الدقة والالتزام بالنصوص ... كل ذلك يدل على أن من قاموا بالترجمة لم يكونوا متمكنين من ناصية العبرية، أو أنهم لم يراعوا الدقة، أو لم يبذلوا الجهد الكافي في تحري المعاني... ففيها الكثير من الأخطاء الناتجة عن التهاون أو الملل أو الجهل.]]
.
رابعا: عن النص القمراني:
جاء في دائرة المعارف الكتابية تحت عنوان [[مخطوطات العهد القديم]] جاء ما نصَّه:
[[..ولكن ليس معنى ذلك أنه لم يتسرب إلى النصوص أي خطأ، فالكتاب المقدس ظل ينسخ باليد من نسَّاخ مختلفين مراراً بلا عدد على مدى قرون طويلة، ومن المستحيل أن يقوم إنسان بنسخ أي كتاب دون أن يقع منه أي خطأ، فمهما كانت الدقة والمراجعة، لابد أن تفلت بعض الأخطاء وتجد طريقها الى المخطوطات الرسمية التي تحتفظ بها قادة الأمة... ولا بد من وجود بعض الاختلافات بين النسخ المعدة للأفراد والمنتشرة على نطاق واسع في طول البلاد وعرضها]]
وفي نفس المصدر السابق لكن تحت عنوان جانبي [[ثاني عشر : أنماط الخطأ]] جاء ما نصّه:
[[عند نسخ المخطوطات العبرية، كان من الطبيعي أن تتكرر أنماط الخطأ كما يحدث في كل أنواع المخطوطات... فمن المعروف أن المخطوطات كثيراً ما كانت تنسخ عن طريق الإملاء، حيث يقوم رجل واحد بإملاء عدد من الكتبة في وقت واحد، كما كان يحدث كثيراً في المخطوطات اليونانية والرومانية . ولعل هذا ما حدث في مخطوطات وادي قمران وفي غيره من الأماكن وبخاصة عند النسخ الشعبية من الأسفار المقدسة...]]
.
فكيف نُحدد المخطوطة الأصلية من بين مخطوطات المصدر الذي نحدده باعتباره الأصح؟؟؟؟!!!!!!
وعلى كل حال، إذا اخترنا أحد المخطوطات أنها الأصل، فهذا سيثبت تحقق وقوع التحريف بدليل اختلاف الآخرين لفظاً في النسخ والمخطوطات (بنفس اللغة) أو معنى (بالنسبة للترجمة السبعينية)
وبهذا يثبت وقوع التحريف ..
والأمثلة على ذلك كثيرة وسأذكرها في منشورات تالية إن شاء الله.
#مسلم_عبدالله
انتهى
=========================
28- 5 -2023 م
ونقلت له كلام ابن تيمية وابن القيم في هذا الموضوع :
ابن القيم وابن تيمية يستدلون على تحريف الكتاب بالنسخ واختلافها :
قال ابن تيمية :
«وَالتَّوْرَاةُ هِيَ أَصَحُّ الْكُتُبِ وَأَشْهَرُهَا عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمَعَ هَذَا فَنُسْخَةُ السَّامِرَةِ مُخَالِفَةٌ لِنُسْخَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى حَتَّى فِي نَفْسِ الْكَلِمَاتِ الْعَشْرِ ذُكِرَ فِي نُسْخَةِ السَّامِرَةِ مِنْهَا مِنْ أَمْرِ اسْتِقْبَالِ الطُّورِ مَا لَيْسَ فِي نُسْخَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهَذَا مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ التَّبْدِيلَ وَقَعَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نُسَخِ هَذِهِ الْكُتُبِ، فَإِنَّ عِنْدَ السَّامِرَةِ نُسَخًا مُتَعَدِّدَةً»
وَكَذَلِكَ رَأَيْنَا فِي الزَّبُورِ نُسَخًا مُتَعَدِّدَةً تُخَالِفُ بَعْضُهَا بَعْضًا مُخَالَفَةً كَثِيرَةً فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي يَقْطَعُ مَنْ رَآهَا أَنَّ كَثِيرًا مِنْهَا كَذِبٌ عَلَى زَبُورِ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَأَمَّا الْأَنَاجِيلُ فَالِاضْطِرَابُ فِيهَا أَعْظَمُ مِنْهُ فِي التَّوْرَاةِ
«الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية» (2/ 450)
«أَهْلَ الْكِتَابِ كَفَرُوا مِنْ وَجْهَيْنِ مِنْ جِهَةِ تَبْدِيلِهِمُ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ، وَتَرْكِ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ بِبَعْضِهِ، وَمِنْ جِهَةِ تَكْذِيبِهِمْ بِالْكِتَابِ الثَّانِي: وَهُوَ الْقُرْآنُ، كَمَا قَالَ - تَعَالَى -: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 91]»
«الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية» (2/ 451)
ابن القيم :
«لو قُدِّرَ أنِّه لا ذِكْرَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بنَعْتِه ولا صفته ولا علامته في الكتب التي بأيدي أهل الكتاب اليوم: لمَ يلزَمْ من ذلك أنْ لا يكونَ مذكورًا في الكتب التي كانت بأيدي أسلافهم وَقْتَ مبعثه، ولا تكون اتَّصلتْ على وجهها إلى هؤلاء، بل حرَّفَها أولئك، وبدَّلُوا وكَتَمُوا، وتواصَوا وكَتَبُوا ما أَرادُوا، وقالوا: هذا من عند الله.
ثم اشتهرت تلك الكتب وتناقلها خَلَفُهمْ عن سَلَفِهِمْ،، فصارت المُغَيَّرةُ المبدَّلة هي المشهورة، والصحيحةُ بينهم خفيَّةً جدًّا، ولا سبيل إلى العلم باستحالة ذلك، بل هو في غاية الإمكان؛ فهؤلاء السَّامرة غَيَّروا مواضع من التوراة! ثم اشتهرت النُّسَخُ المغيَّرة عند جميعهم، فلا يعرفون سواها، وهُجرَتْ بينهم النُّسَخُ الصحيحة بالكلية، وكذلك التوراة التي بأيدي النَّصارَى.
وهكذا تُبَدَّلُ الأديان والكتب»
«هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم» (1/ 117)
توضيحات مهمة لإثبات تحريف التناخ תנ"ך ؛ أو ما يسميه النصارى "العهد القديم" :
التناخ له عدة مصادر نصية، وهي:
1- النص الماسوري العبري
2- النص السامري.
3- الترجمة السبعينية.
4- مخطوطات البحر الميت.
المشكلة أن كل هذه المصادر النصية مختلفة فيما بينها،
فنجد عدم وجود تطابق بين النص الماسوري وبين النص السامري وبين النص السبعيني اليوناني وبين النص القمراني.
فأيهما نعتبره هو الأصل؟!
هل تكون العبرة بالتقليد اليهودي، فنعتبر النص الماسوري هو الأصل حتى لو اتفق النص السامري والسبعيني والقمراني على شكل مختلف للنص؟!
أم تكون العبرة بالتقليد الكنسي في القرون الأولى، فنعتبر الترجمة السبعينية هي الأصل حتى لو اختلف معها الثلاثة الآخرين؟!!
أم تكون العبرة بالأقدمية، فنعتبر النص القمراني هو الأصل سواء اتفق أو اختلف مع الماسوري والسامري والسبعيني؟!!!
والمشكلة الأكبر أن مخطوطات كل مصدر منها تختلف فيما بينها، بمعنى أن مخطوطات النص الماسوري تختلف فيما بينها في نصوص، ومخطوطات السبعينية تختلف فيما بينها، ومخطوطات قمران تختلف فيما بينها!!!
وسأكتفي بذكر بعض الاقتباسات من مصدر واحد فقط (دائرة المعارف الكتابية) لإثبات وجود الاختلافات بين تلك المصادر النصية.
.
أولا: عن النص الماسوري:
جاء في دائرة المعارف الكتابية تحت عنوان [[مخطوطات العهد القديم]] تحت عنوان جانبي [[ثاني عشر : أنماط الخطأ]] جاء ما نصّه:
[[.. كما أن هناك حالات نجد فيها كلمة في الترجمة السبعينية يبدو أن لا علاقة لها بنظيرتها في النص العبري، ولكن بافتراض أن النص الماسوري الذي نقلت عنه الترجمة السبعينية.... وللترجمة السبعينية أهمية كبرى في قسم مثل سفر صموئيل، لأن النص العبري ـ في هذا القسم ـ تعرض للاختلاف أكثر من أي جزء آخر... وقد اقتبس يعقوب الرسول هذا النص في سفر الأعمال(15: 17) كحجة قاطعة في مجمع أورشليم، وكان بين الحاضرين فيه البعض من خيرة المتعلمين، فلو كان اقتباسه غير صحيح، لفندوا كلامه بسهولة. ومن هنا نستطيع أن نتيقن أنه في عصر الرسل كان الأصل العبري مطابقاً الترجمة السبعينية أكثر مما مع النص الماسوري(العبري المعروف حالياً).]]
.
ثانيا: عن النص السامري:
جاء في دائرة المعارف الكتابية لكن تحت عنوان [[السامرة – التوراة السامرية]] ما نصَّه:
[[الكتاب المقدس عند السامريين، المحفوظ في مجمع نابلس ، هو نسخة من التوراة (أسفار موسى الخمسة) تعرف " بدرج أبيشا" إذ ينسبونه إلى " أبيشا " أحد أحفاد موسى، ويقولون إنه كتبه في السنة الثالثة عشرة بعد غزو كنعان... والنص في التوراة السامرية، يمثل نصاً منقحاً للتوراة العبرية، فهو أحياناً يختلف عن العبرية أو عن السبعينية، وأحياناً يختلف عن الاثنتين. ويوجد نحو 6.000 اختلاف بين النسخة السامرية والنسخة العبرية الماسورية، .. ويتفق النص السامري في نحو 1900 موضع منها مع الترجمة السبعينية.]]
.
ثالثا: عن النص السبعيني:
جاء تحت عنوان [[الترجمة السبعينية للعهد القديم]] ما نصَّه:
[[تقييم السبعينية : ليست الترجمة السبعينية على مستوى واحد في كل الأسفار، ومن السهل أدراك أنها من عمل مترجمين عديدين. ... ففيها الكثير من عدم الدقة والالتزام بالنصوص ... كل ذلك يدل على أن من قاموا بالترجمة لم يكونوا متمكنين من ناصية العبرية، أو أنهم لم يراعوا الدقة، أو لم يبذلوا الجهد الكافي في تحري المعاني... ففيها الكثير من الأخطاء الناتجة عن التهاون أو الملل أو الجهل.]]
.
رابعا: عن النص القمراني:
جاء في دائرة المعارف الكتابية تحت عنوان [[مخطوطات العهد القديم]] جاء ما نصَّه:
[[..ولكن ليس معنى ذلك أنه لم يتسرب إلى النصوص أي خطأ، فالكتاب المقدس ظل ينسخ باليد من نسَّاخ مختلفين مراراً بلا عدد على مدى قرون طويلة، ومن المستحيل أن يقوم إنسان بنسخ أي كتاب دون أن يقع منه أي خطأ، فمهما كانت الدقة والمراجعة، لابد أن تفلت بعض الأخطاء وتجد طريقها الى المخطوطات الرسمية التي تحتفظ بها قادة الأمة... ولا بد من وجود بعض الاختلافات بين النسخ المعدة للأفراد والمنتشرة على نطاق واسع في طول البلاد وعرضها]]
وفي نفس المصدر السابق لكن تحت عنوان جانبي [[ثاني عشر : أنماط الخطأ]] جاء ما نصّه:
[[عند نسخ المخطوطات العبرية، كان من الطبيعي أن تتكرر أنماط الخطأ كما يحدث في كل أنواع المخطوطات... فمن المعروف أن المخطوطات كثيراً ما كانت تنسخ عن طريق الإملاء، حيث يقوم رجل واحد بإملاء عدد من الكتبة في وقت واحد، كما كان يحدث كثيراً في المخطوطات اليونانية والرومانية . ولعل هذا ما حدث في مخطوطات وادي قمران وفي غيره من الأماكن وبخاصة عند النسخ الشعبية من الأسفار المقدسة...]]
.
فكيف نُحدد المخطوطة الأصلية من بين مخطوطات المصدر الذي نحدده باعتباره الأصح؟؟؟؟!!!!!!
وعلى كل حال، إذا اخترنا أحد المخطوطات أنها الأصل، فهذا سيثبت تحقق وقوع التحريف بدليل اختلاف الآخرين لفظاً في النسخ والمخطوطات (بنفس اللغة) أو معنى (بالنسبة للترجمة السبعينية)
وبهذا يثبت وقوع التحريف ..
والأمثلة على ذلك كثيرة وسأذكرها في منشورات تالية إن شاء الله.
#مسلم_عبدالله
انتهى
=========================
28- 5 -2023 م
ونقلت له كلام ابن تيمية وابن القيم في هذا الموضوع :
ابن القيم وابن تيمية يستدلون على تحريف الكتاب بالنسخ واختلافها :
قال ابن تيمية :
«وَالتَّوْرَاةُ هِيَ أَصَحُّ الْكُتُبِ وَأَشْهَرُهَا عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمَعَ هَذَا فَنُسْخَةُ السَّامِرَةِ مُخَالِفَةٌ لِنُسْخَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى حَتَّى فِي نَفْسِ الْكَلِمَاتِ الْعَشْرِ ذُكِرَ فِي نُسْخَةِ السَّامِرَةِ مِنْهَا مِنْ أَمْرِ اسْتِقْبَالِ الطُّورِ مَا لَيْسَ فِي نُسْخَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهَذَا مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ التَّبْدِيلَ وَقَعَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نُسَخِ هَذِهِ الْكُتُبِ، فَإِنَّ عِنْدَ السَّامِرَةِ نُسَخًا مُتَعَدِّدَةً»
وَكَذَلِكَ رَأَيْنَا فِي الزَّبُورِ نُسَخًا مُتَعَدِّدَةً تُخَالِفُ بَعْضُهَا بَعْضًا مُخَالَفَةً كَثِيرَةً فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي يَقْطَعُ مَنْ رَآهَا أَنَّ كَثِيرًا مِنْهَا كَذِبٌ عَلَى زَبُورِ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَأَمَّا الْأَنَاجِيلُ فَالِاضْطِرَابُ فِيهَا أَعْظَمُ مِنْهُ فِي التَّوْرَاةِ
«الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية» (2/ 450)
«أَهْلَ الْكِتَابِ كَفَرُوا مِنْ وَجْهَيْنِ مِنْ جِهَةِ تَبْدِيلِهِمُ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ، وَتَرْكِ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ بِبَعْضِهِ، وَمِنْ جِهَةِ تَكْذِيبِهِمْ بِالْكِتَابِ الثَّانِي: وَهُوَ الْقُرْآنُ، كَمَا قَالَ - تَعَالَى -: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 91]»
«الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية» (2/ 451)
ابن القيم :
«لو قُدِّرَ أنِّه لا ذِكْرَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بنَعْتِه ولا صفته ولا علامته في الكتب التي بأيدي أهل الكتاب اليوم: لمَ يلزَمْ من ذلك أنْ لا يكونَ مذكورًا في الكتب التي كانت بأيدي أسلافهم وَقْتَ مبعثه، ولا تكون اتَّصلتْ على وجهها إلى هؤلاء، بل حرَّفَها أولئك، وبدَّلُوا وكَتَمُوا، وتواصَوا وكَتَبُوا ما أَرادُوا، وقالوا: هذا من عند الله.
ثم اشتهرت تلك الكتب وتناقلها خَلَفُهمْ عن سَلَفِهِمْ،، فصارت المُغَيَّرةُ المبدَّلة هي المشهورة، والصحيحةُ بينهم خفيَّةً جدًّا، ولا سبيل إلى العلم باستحالة ذلك، بل هو في غاية الإمكان؛ فهؤلاء السَّامرة غَيَّروا مواضع من التوراة! ثم اشتهرت النُّسَخُ المغيَّرة عند جميعهم، فلا يعرفون سواها، وهُجرَتْ بينهم النُّسَخُ الصحيحة بالكلية، وكذلك التوراة التي بأيدي النَّصارَى.
وهكذا تُبَدَّلُ الأديان والكتب»
«هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم» (1/ 117)