تحريف الإنجيل لتحويل يسوع من " عبد لله " إلى " فتى الله "
-من الطرائف التى تميزت بها الديانة النصرانية أنهم وضعوا قوانين إيمانهم قبل أن يختاروا أسفار كتابهم المقدس ...
" ومعلوم بالاااااجماع أن الايمان سبق الكتاب "
فقد تم وضع قوانين الايمان النصرانية سنة 325 فى مجمع نيقيه ؛ بينما وضعوا أول قائمة لكتابهم المقدس سنه 397 !!!
؛
ولهذا وجدنا الكثير من النصوص التى عانى فيها النُسّاخ الأتقياء وهم يحاولون الجمع بين قانون إيمان بشرى وثنى ، وبين نصوص كتاب مقدس تخاااالف هذا الإيمان ؛ فلم يكن أمامهم إلا أن يغيروا ويبدلوا كلام الرب لكى يتوافق مع ايمانهم ... الوثنى !!
؛
- وفى الحقيقة كانت هذه المحاولات مثار سخرية الوثنيين منذ القرون الأولى للنصرانية ؛ فنجد الباحث جيمس جي ميلر James D. Miller فى كتابه The Pastoral Letters as Composite Documents ينقل سخرية "سيلزس" الوثنى من القرن الثانى الميلادى من نُسّاخ كلام الرب ويقول :
( بعض المؤمنين يتصرفون كما لو كانوا فى مجلس لاحتساء الشراب ، يذهبون بعيدا الى درجة التناقض مع انفسهم ؛ فيغيرون النص الاصلى للانجيل ثلاث او اربع مرات أو اكثر ويغيرون أسلوبه ؛ بما يمكنهم من إنكار الصعوبات متى وُجه النقد إليهم ) ا.ه
،
* وكمثال على ما كان يفعله هؤلاء النُساخ الأتقياء من التلاعب فى نصوص كتابهم ؛ لتدعيم عقيدة وثنية لا يوجد عليها دليل واضح من نصوص كتابهم ... نص ورد فى أعمال الرسل 3 : 13 النص من ترجمة الفاندايك المفضلة لدى نصارى العرب :
" إِنَّ إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَهَ آبَائِنَا مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ ... "
،
وأيضا قول بطرس فى أعمال الرسل 3 : 26 ... من الفاندايك :
" إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ "
،
وأيضا كلام بطرس ويوحنا أمام اليهود فى أعمال الرسل 4 : 27 ... من الفاندايك
" بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ الَّذِي مَسَحْتَهُ هِيرُودُسُ "
،
وأيضا نص أعمال الرسل 4 : 30 من كلام بطرس ويوحنا وهما يخاطبان اليهود ... من الفاندايك
" بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ "
...؛
أربعة نصوص على لسان تلاميذ يسوع يصفونه فيها أنه " فتى الرب " .... ولكن ...
ولكن ....
* بالرجوع لأفضل وأقدم مخطوطات الكتاب المقدس وجدنا أن الكلمة اليونانية المستخدمة فى وصف يسوع هى كلمة ( παιδα ) التى تعنى ( عبد = servant ) وليس ( فتى ) كما حرفها النصارى فى مخطوطاتهم المتأخرة !!!
*فلو راجعنا هذه النصوص فى المخطوطة السينائية א - Codex Sinaiticus ، وفى المخطوطة الفاتيكانية Codex Vaticanus ، وفى المخطوطة السكندرية Codex Alexandrinus ،وفى مخطوطة بيزا Bezae Cantabrigiensis ،
وفى المخطوطة الافرايمية Ephraemi Rescriptus سنجد أن :
- نص أعمال الرسل 3 : 13 ذكر على لسان التلاميذ أن يسوع كان مجرد " عبد "
ὁ Θεὸς Ἀβραὰμ καὶ Ἰσαὰκ καὶ Ἰακώβ, ὁ Θεὸς τῶν πατέρων ἡμῶν, ἐδόξασεν τὸν Παῖδα servant αὐτοῦ Ἰησοῦν ...
،
-ونص أعمال الرسل 3 : 26 ذكر أيضا أن يسوع كان مجرد عبد لله
ὑμῖν πρῶτον ἀναστήσας ὁ Θεὸς τὸν Παῖδα servant αὐτοῦ ἀπέστειλεν αὐτὸν εὐλογοῦντα ὑμᾶς ...
،
- ونص أعمال الرسل 4 : 27 نجد وصف يسوع فيه أنه عبد
συνήχθησαν γὰρ ἐπ’ ἀληθείας ἐν τῇ πόλει ταύτῃ ἐπὶ τὸν ἅγιον Παῖδα servant σου Ἰησοῦν ...
،
- ونص أعمال الرسل 4 : 30 أيضا وصف التلاميذ فيه يسوع أنه عبد
ἐν τῷ τὴν χεῖρά ἐκτείνειν σε εἰς ἴασιν καὶ σημεῖα καὶ τέρατα γίνεσθαι διὰ τοῦ ὀνόματος τοῦ ἁγίου Παῖδα servant σου Ἰησοῦ ...
..؛
فالنصوص فى أقدم وأفضل مخطوطات الكتاب المقدس نجد فيه وصف التلاميذ ليسوع أنه كان مجرد " عبد لله " ، التى حرفها النساخ المتأخرون إلى " فتى " دفاعا عن ألوهية مزعومة ليسوع الـــ عبد .
...؛
* وبالرجوع للنسخ النقدية ؛ مثل نسخة نستل آلاند Nestle-Aland ، و نسخة ويستكوت اند هورت Westcott-Hort ، و نسخة اليو بى اس UBS ، و نسخة صموئيل تريجلليز Samuel Tregelles .. ونسخة تشيندروف Tischendorf ... وغيرها ..
سنجد إجماااااااعا من هذه النسخ مبنياً على ما ورد فى أقدم وأفضل مخطوطات العهد الجديد اليونانية على استخدام كلمة عبد Παῖδα servant ؛ فكان النص فى جميعها كالتالى -أعمال 3 : 13 كمثال- :
ΠΡΑΞΕΙΣ 3:13 Greek NT: Nestle 1904
ὁ Θεὸς Ἀβραὰμ καὶ Ἰσαὰκ καὶ Ἰακώβ, ὁ Θεὸς τῶν πατέρων ἡμῶν, ἐδόξασεν τὸν Παῖδα servant αὐτοῦ Ἰησοῦν, ὃν ὑμεῖς μὲν παρεδώκατε καὶ ἠρνήσασθε κατὰ πρόσωπον Πειλάτου, κρίναντος ἐκείνου ἀπολύειν•
؛
وهكذا فى باقى النصوص .... عبد Παῖδα ، وليس فتى ؛ كما حرّفها النساخ دفاعا عن إلههم البشرى !!!
..؛
* أما النسخ والتراجم الإنجليزية ؛ فقد استخدمت أغلب النسخ والتراجم كلمة ( عبد = servant ) ؛ مثل نسخ (AMP - A.S.V - N.I.V - R.V - R.S.V - B.B.E - C.E.V - G.N.B - G.W - I.S.V - N.R.S.V ) وغيرها من النسخ النقدية مثل نسخة NET Bible .
The God of Abraham, Isaac, and Jacob, the God of our fathers, has glorified His Servant Jesus....
؛
بينما قلة من التراجم التزمت بترجمة ايرازموس سيئة السمعة ؛ فاستخدمت كلمة ( ابن Son ) ؛ مثل ترجمة M.S.G ؛ وبالطبع ترجمة الملك جيمس KJV
The God of Abraham, and of Isaac, and of Jacob, the God of our fathers, hath glorified his Son Jesus...
..؛
* أما النسخ العربية مثل نسخة الفاندايك Van Dyck وبعض التراجم العربية مثل الترجمة السارة والمشتركة و البولسية وترجمة الحياة ؛ فقد اختاروا كلمة " فَتَاهُ " مشيا على خطى المحرفين من المتأخرين ، ولكى لا يجعلوا أنفسهم أضحوكة بين المسلمين !
أعمال 3 : 13
" إِنَّ إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَهَ آبَائِنَا مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ ... "
،
أما النسخة الكاثوليكية والترجمة اليسوعية ؛ فقد اختاروا كلمة " عَبدَه " ؛ بناءا على وجودها فى أقدم وأفضل مخطوطات الكتاب المقدس .
أعمال 3 : 13
" إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع ... "
،
بينما اختارت نسخ مثل الترجمة المبسطة وترجمة الكتاب الشريف كلمة " خَادِمَهُ " ؛ وهى مقاربة لكلمة " عَبدَه " فى الترجمة .
أعمال 3 : 13
" بَلْ رَبُّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ, رَبُّ آبَائِنَا مَجَّدَ خَادِمَهُ عِيسَى "
وللعلم، فإن معنى الكلمة اليونانية Παῖδα ، والتي تم ترجمتها بحسب الآباء اليسوعيين إلى " عبد" في قاموس سترونج
Strong’s Hebrew and Greek Dictionaries
أنها كلمة تعني على وجه الخصوص عبد أو خادم
specifically a slave or servant
=== ؛
* ومن يقرأ نصوص الكتاب المقدس سيجد أن متى قد سبق النساخ المتأخرين فى تحريف هذه الكلمة ؛خجلا من وصف يسوع بالعبد ، عندما دلس وادعى أن نص اشعياء فيه نبوءة عن يسوع ؛ كما فى متى 12 : 17-18
" لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي "
،
ولكن بالرجوع لنص اشعياء 42 : 1 سنجد ان أصل الكلمة هى " عبد " وليس " فتى " كما ادعى متى فى انجيله :
" هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ "
؛
والسؤال الآن لكل منصف يحترم عقله ويبحث عن الحق :
ان كان ما فعله النساخ المجاهيل من تغيير واااااضح لكلام الرب لدعم ألوهية يسوع لا يُسمى تحريفا ؛ فما هو تعريف التحريف عندكم ؟
وإذا كان الكتاب المقدس قد وصف يسوع أنه انسان وابن انسان ونبى و " عبد لله " ؛ فما هو النص الصريح الذى يهدم جميع هذه النصوص ويُثبت لكم ألوهية يسوع ؟