* هل كان إبراهيم يهودياً ؟
- من الشبهات التى يحاول بها بعض المنصرين اثبات وجود أخطاء تاريخية فى القرآن الكريم ادعائهم أن " إبراهيم كان يهوديا ولم يك مسلما " كما ذُكر القرآن .
ويستدلون بأن لقب " إبراهيم " كان بالعبراني ،وكلمه عبرانى تعنى يهودى!
-كما فى تكوين 14: 13
" ... وَأَخْبَرَ أَبْرَامَ الْعِبْرَانِيَّ. وَكَانَ سَاكِناً عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الأَمُورِيِّ ..."
مع العلم ان فىسفر التكوين الاصحاح 1:17-8
-وأيضا إبراهيم عمل مذبحين للرب كما ورد فى تكوين 12 : 7-9
" 7وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ ..."
والمذابح موجودة فى اليهودية والنصرانية فقط ؛ وهذا دليل قوى أن إبراهيم كان يهوديا ؛ وبالتالى فقد أخطأ كاتب القرآن !!
وللرد على هذا الفهم السقيم العقيم أقول وبالله التوفيق :
*أولا : لا يصح لنصرانى أن يحتج على " القرآن الكريم " الذى نعرف مصدره وكيفية نقله وحفظه ، وثبوته بالتواتر الشفهى والكتابى ...
بكتابه المحرف المخرف الذى يجهلون هم أنفسهم من كتبه ومتى كتبه وأين كتبه .
والغريب والعجيب أن النصارى أنفسهم هم من اتهموا اليهود بتحريف نصوص العهد القديم ، والأدلة على هذا بالعشرات ان لم يكن المئات !!
منها على سبيل المثال وليس الحصر :
- من كتاب المدخل إلى العهد القديم لصموئيل يوسف ص52 نقرأ :
( السامريون غيروا فى التوراة فى 6000 موضع لتتناسب مع عقيدتهم ! )
- ومن كتاب دائرة المعارف الكتابية مجلد 4 ص324 نقرأ :
( 6000 اختلاف بين التوراة السامرية والماسورية ... تغييرات مقصودة لتأييد عقائدهم ! )
- ومن كتاب تاريخ مختصر الدول لابن العربى ص114 نقرأ :
( أحبار اليهود بدلوا أعمار الآدميين فى كتابهم لكى لا تنطبق النبوءات على المسيح )
- ومن كتاب مرشد الطالبين الى الكتاب المقدس الثمين ص 571 نقرأ :
( الخلاف بين العبرانية والسبيعينة بالقصد ؛ اليهود تعمدوا التغيير ليثبتوا رأيهم ! )
هذه بعض الأدلة من فم آباء النصارى وعلمائهم وباحثيهم ؛ تؤكد لأى منصف أن ما ذكره القرآن الكريم من تحريف أهل الكتاب لكلام الله لم يكن اتهاما ؛ بل تقريرا لحقيقة لم يستطع أعلم علماء النصرانية أن ينكرها بدليل !!
فلا يصح أن يحكم محرف على محفوظ ،ولا مجهول على معلوم ،ولا ضعيف على متواتر ... قولا واحدا .
==؛
* ثانيا : كلمة عبراني أو عبري Hebrew مختلفة عن كلمة يهودي Jew أو Jewish أصلا ومبنى ومعنى .
-نقرأ من قاموس الكتاب المقدس ودائرة المعارف الكتابية تحت كلمة " عبرانيين "
( هم أحد فروع الدوحة السامية. وينسب اسمهم إلى عابر، أحد أجداد إبراهيم الذي أتى بهم إلى فلسطين وقد منحهم اللقب الكنعانيون )
فأصل الاسم الذى نُسب إليه إبراهيم يرجع إلى أحد أجداد إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وليس له علاقة بالديانة اليهودية أو اليهود أو طقوسهم بأى حال من الأحوال .
ولا يوجد نص وااااحد فى كتابهم الذى يقدسونه بعهديه يقول فيه إبراهيم أو حتى قيل عنه أنه يهودى .
👈فالعبرانيون لا يمثلون عرقا أو جنسا من الأجناس بقدر ما يمثلون جماعات وعشائر وقبائل مختلطةو لم يقتصر نسبهم على بني إسرائيل .
وبني إسرائيل الأوائل وعلى رأسهم يعقوب نفسه يعتبروا من العبرانيين، بل إن أباه إسحق وجده إبراهيم عليهما السلام يعدان تبعا لهذا عبرانيين، ولم يمثل بني إسرائيل إلا فرعا صغيرا من العبرانيين، ثم لم يلبث اليهود بعد ذلك وأن نسبوا أنفسهم للعبرانيين دون غيرهم.
وكلمة " يهودي " ليست اسم ديانة بل اسم شعب ؛ أما الدين فهو الاسلام و الاستسلام لله الواحد منذ الأزل وهو دين جميع الأنبياء .
🔥 نقرأ من معجم الكتاب المقدس للعهد القديم
[Hebrew and Chaldee lexicon to the Old Testament Scriptures; translated, with additions, and corrections from the author's Thesaurus and other works ([1857
من صفحة 830 كلمة "שלם" ... نقرأ :
20:12; 1Ki.22:45; but followed by to submit oneself by treaty of peace ,Josh.11:19 (compare Arab.سلم conj.IV., to submit oneself to the dominion of any one; specially to commit ones affairs to God; followed by الى ; whence إسلام obedience or submission to God And Mahomet; hence true religion, meaning Mahometanism).
ترجمة مختصرة : تعني هذه الكلمة "שלם (شلم شليم (سلم - أسلم)" أن يستسلم الشخص بالسلام "بالإسلام" وهي تستخدم عند العرب "المحمديين" بمعنى الإستسلام لله واتباع محمد .
ونفس المعنى نجده فى أكثر من مصدر ؛ مثل ( Robert Payne Smith ) فى قاموس ( A Compendious Syriac Dictionary )
نرى أن من معانى كلمة "شليم שָׁלַם " التى وردت فى وصف الأنبياء والصالحين فى الكتاب المقدس : surrender أى يستسلم و become a muslim أى يصبح مسلما .
==؛
* ثالثا : ذكر القرآن الكريم أن ملة إبراهيم عليه السلام كانت الإسلام وأنه كان مسلما ؛ يقول الله تعالى :
"وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132)" (البقرة)
- ويقول الله تعالى : "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(67)" (آل عمران)
فدين الإسلام هو دين جميع الأنبياء من لدن آدم حتى محمد عليه الصلاة والسلام ، ودين الله واحد ، ولكن قد تختلف الشرائع من نبى إلى آخر حسب مصلحة أتباعه وما يناسب مكانهم وزمانهم .
👈دين الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة ؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ: دِينُهم واحِدٌ، وأُمَّهاتُهم شَتَّى، وأنا أوْلى النَّاسِ بعيسى ابنِ مَريمَ " البخارى3443
* وهذا ما أقرت به الموسوعة اليهودية (Encyclopaedia Judaica) - المجلد الأول (Volume I) الطبعة الثانية (Second Edition) - صفحة (286).
👈نقرأ فيها اعترافا خطييييرا جدا من اليهود أنفسهم فى نسخة قديمة من الموسوعة اليهودية تقول أن كلمة " مسلم " تعود إلى سفر التكوين إصحاح 17 عدد 1 فى ترجوم أونكلاوس و أن إبراهيم عليه السلام قد وصف بها !
نجد هذا الاعتراف تحت عنوان ( In Islamic Tradition )
The very word Islam and the idea contained in it, namely that of complete dedication to God, is connected with the story of Abraham, e.g., Sura 2:125, "When God said to him [Abraham], ‘dedicate yourself to God [aslim]‘, he said, ‘I dedicate myself to the Lord of the Worlds.’" Or (22:77): "This is the religion of your father Abraham. He called you muslimin," i.e., those who dedicate themselves to God. This expression goes back to Genesis 17:1 in the version of Targum *Onkelos, where Abraham is admonished by God to become shelim, and the subsequent definition of a proselyte as one who dedicates himself to his Creator
- الترجمة : الكلمة الأساسية والفكرة المتكررة هي (الإخلاص - الإستسلام) التام لله ، مرتبطة بقصة إبراهيم : مثل سورة (125:2) : "عندما قال الله له (إبراهيم)، (أخلص) لله (أسلم - aslim) : قال ، أخلصت لرب العالمين". أو (77:22) : "هذا هو دين أبيكم إبراهيم. هو سماكم (المسلمين - Muslimin) ; يقصد الذين يخلصون أنفسهم لله.
هذه التعبير يرجع إلى (سفر التكوين 1:17) في نسخة "ترجوم اونكلوس - Targum Onkelos" حيث إبراهيم يُحَث من ربه أن يكون (شاليم - Shelim - مسلم) حيث ان التعبير السابق يقصد به الشخص الذي (يخلص - يُسلم) نفسه لخالقه. ا.ه
== ؛
* رابعا : إذا كان القوم يعتقدون أن اليهودية بدأت كدين بموسى عليه السلام ؛ فكيف لابراهيم أن يكون يهوديا ؟!!
ألا يعلم هؤلاء أن بنى أسرائيل أصلا هم من نسل إبراهيم وأبنه اسرائيل (يعقوب الذى صارع الله!!) .
كيف صور لهم خيالهم العرض وعقلهم المريض أن الجد سينتسب إلى أحد أحفاده الذى وُلد بعده بقرون عديدة !!!
ولذلك سنجد كثير من المواقع المسيحية واليهودية تنفى أن يكون إبراهيم يهوديا ، كما فى هذا الموقع اليهودى الذى يقول :
( من الخطأ اعتبار إبراهيم وإسحاق ويعقوب يهوداً لأن مصطلح يهودي واليهودية لم تكن تطلق على هذه الأمة )
http://www.jewfaq.org/origins.htm
وهذا رابط لموقع نصرانى يقول : ( بمعرفة أصل اليهود، يُرى بوضوح أن إبراهيم لم يكن يهودياً.......ثم يشرح نسب اليهود من يهوذا Judah )
https://rcg.org/questions/p095.a.html
هذا ان افترضنا أساسا أنه يوجد دين اسمه " اليهودية " أو المسيحية " !!
فلا يوجد فى الكتاب المقدس نص واحد يقول فيه موسى عليه السلام أن دينهم هو "اليهودية " ، كما لا يوجد نص واحد يقول فيه المسيح أن دينه هو " المسيحية " !!
فكيف خدع الشيطان أمثال هؤلاء الجهلة "الوثنيين" الذين لم يقدروا على اثبات عصمة كتابهم المحرف وجرأهم على الطعن فى حقائق تاريخية موثقة فى قرآن ثابت متواتر ومحكم من لدن حكيم خبير ؟
تعليق