ضرورة إرسال الأنبياء

تقليص

عن الكاتب

تقليص

روح سقراط مسلم اكتشف المزيد حول روح سقراط
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روح سقراط
    0- عضو حديث

    • 20 مار, 2023
    • 13
    • تقني ميكانيكي
    • مسلم

    ضرورة إرسال الأنبياء

    السلام عليكم ورحمة الله . هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى ؛ التي سأبدؤها بطرح مجموعة من التساؤلات المحيرة التي أشكلت علي في مجال العقيدة ؛ وأرجو أن أجد عند رواد هذا المنتدى من أهل العلم الإجابات الواضحة التي يحصل بها برد اليقين ويرفع بها كل شك و شبهة.
    سؤالي الأول هو : إن كان إرسال الله أنبياء للبشر ضرورة فلماذا ترك الله العرب قبل ظهور الإسلام يتخبطون في ظلمات الضلال دون أن يرسل إليهم نبيا لهدايتهم . كما نعلم فإنه قبل بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ عاشت أجيال من العرب قرونا متطاولة من الزمن لا يعرفون توحيد الله بالعبادة ولا أوامره ونواهيه ولا يوم حساب ولا مراقبته لأعمالهم غارقين في ضلال الوثنية . ألم يكن من الضروري أن يرسل الله إليهم أنبياء في تلك الفترة لانتشالهم من ظلام الجهل و لتقويم سلوكهم وأخلاقهم بدلا من تركهم هملا؟
  • د.أمير عبدالله
    حارس مؤسِّس

    • 10 يون, 2006
    • 11248
    • طبيب
    • مسلم

    #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    حياكم الله، نسأل الله لنا ولكم الهداية للحق والثبات عليه.

    المشاركة الأصلية بواسطة روح سقراط
    سؤالي الأول هو : إن كان إرسال الله أنبياء للبشر ضرورة فلماذا ترك الله العرب قبل ظهور الإسلام يتخبطون في ظلمات الضلال دون أن يرسل إليهم نبيا لهدايتهم . كما نعلم فإنه قبل بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ عاشت أجيال من العرب قرونا متطاولة من الزمن لا يعرفون توحيد الله بالعبادة ولا أوامره ونواهيه ولا يوم حساب ولا مراقبته لأعمالهم غارقين في ضلال الوثنية . ألم يكن من الضروري أن يرسل الله إليهم أنبياء في تلك الفترة لانتشالهم من ظلام الجهل و لتقويم سلوكهم وأخلاقهم بدلا من تركهم هملا؟
    تتساءَل لماذا ترك الله العرب في ضلالهم ولم يُرسل لهم أنبياء لهدايتهم إن كان إرسال الأنبياء ضرورة؟

    وسؤالك هذا مبني على مقدمات ودعاوى ضمنية يمكن ترتيبها ووضع سؤالك كاستنتاج لبيان الحق في هذا التصور:
    1- أن العرب لم يعرفوا أنبياءً قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم = ترك الله العربَ هُملًا
    2- أن القرون المتطاولة تستلزم أنبياء.
    3- وبما أن أن ظهور الأنبياء فيهم سيُقوم سلوكهم.
    4- وبما أن النبوة ضرورة

    النتيجة: وقوع العرب في الوثنية والضلالة = كان من الضروري أن يرسل لهم أنبياء قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.، ولذا تتساءَل: فلماذا ترك الله العرب في ضلالهم هذه الفترة من الزمان؟

    وهذه الدعاوى الاربعة هي التي سببت اللبس عندك في هذه النتيجة وهذا التساؤل.

    أولًا: بيان أن العرب قد عرفوا النبوة والأنبياء قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم
    مقدمتك الاولى من أن العرب لم تعرف أنبياءً قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، غير صحيحة. والحقيقة أنه قد جاء للعرب الكثير من الأنبياء. ذكر القرآن بعضهم، ولم يذكر جُلّهم، وعدم العلم بالدليل على وجودهم ليس دليلًا على العدم، وعدم حصرهم وذكرهم لا يعني انعدامهم.

    1) أنبياء العرب:
    لنُعدد أنبياء العرب الذين عرفهم العرب، وذكرهم القرآن الكر يم:

    1- نبي الله هود: أرسل إلى قوم عاد. وذكر في القرآن في الآية: (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)

    2- نبي الله صالح: أرسل إلى قوم ثمود. قال تعالى: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) )وكانوا يسكنون منطقة الحجر "مدائن صالح" وموقعها بين الحجاز والشام إلى وادى القرى وهى موجودة إلى الآن

    3- نبي الله شعيب: قال تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ​)

    4- نبي الله اسماعيل.بعث في مكة. وذكر في القرآن في الآية: وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ، وقال تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا


    2) أنبياء لم يذكرهم الله ورسوله، ولا يعلمهم إلا الله
    "أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوم نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُود وَالَّذينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ الله جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيدِيَهُم في أَفْوَاهِهِم وَقَالُوا إِنَّا كَفَرنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيهِ مُرِيب".

    3) أنبياء وصلت دعوتهم إلى العرب، وعرفوها وآمنوا بها:
    ​ولا يُشترط لاتباع الحق أن تكون النبوة في عين قوم الفرد أو بلدته، فيكفيه أن يصل له أمر النبوة ودعوتها.

    1- نوح صلى الله عليه وسلم: فهذا نبي الله هود يقيم الحجة على العرب من قومه بدعوة نبي الله نوح، ونبوته مما يعني علمهم بها وإدراكهم لدعوته: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69))​

    2- إبراهيم صلى الله عليه وسلم: وقد انتشرت ملته الحنيفية واعتنقها معظم العرب إلى زمان النبي صلى الله عليه وسلم. فكان العرب جميعاً يعرفون أن الله واحد أحد، وأنه لا يستحق العبادة إلا الله. وعظم كل قبائل الجزيرة العربية بيت الله الحرام في مكة وكانوا يحجون إليه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على دين إبراهيم قبل أن يوحى إليه بالإسلام. فكل هذا من آثار النبوة والتوحيد.ولم يكن العرب منقوعين في الوثنية وعبادة الأصنام جُل تاريخهم، بل إن دخول الأصنام والأوثان إلى العربية كان قبيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثة أو أربعة قرون فيما يرويه القصاصون والاخباريون، لأن من نقلها من الشام إلى العربية قبيلة خزاعة حتى تفشت بين العرب بتقربهم إلى الله، فاتخذوها وسائط بينهم وبين الله، فاشركوا مع الله أصنامهم: اللات وهُبل ومناة والعزى، وغيرها حتى وصلت إلى أكثر من 360 آلهة تُعبد فتفشت واستشرت حتى أنهم وضعوها بجوار الكعبة، وصار المستمسك بدين ابراهيم يُعدون على الاصبع، لكن كفر من كفر ليس مرده في كل الأحوال لجهل بالدين، بل كثيرًا ما كان بتبني ما لم يُنزل الله به سلطانا بلا بينة وبرهان وتفضيل ما ورثه عن آبائه على طريق الأنبياء والصالحين مع علمهم بدعوة الأنبياء وتوحيد الله وأنهم لم يأتوا بهذه الأوثان، فهؤلاء ممن استحق العذاب لكفره وضلاله مع علمه، ولو لم يُرسل نبي في زمانه ولا من قومه.

    3- موسى صلى الله عليه وسلم: وانتشرت اليهودية من أسباط بني إسرائيل في جنوب جزيرة العرب في حضرموت، وبين العرب في الحجاز: يثرب وتيماء والبتراء، وفي خيبر ونجد: اليمامة ونجران وفي دومة الجندل. واختلط بهم العرب.

    4- وتواجد أنبياء الله في بلاد العرب، وهذا داود عليه السلام والذي كان على دين موسى عليه السلام، يتحدث عن بيت الله الحرام في وادي بكة، في مزمور 84 في كتب اليهود مما يدل على قدسية هذا البيت في زمانهم وتواجد الأنبياء فيه.

    5- وكذلك سليمان عليه السلام والذي كان على دين موسى ووصل إلى اليمن ودعا سبأ إلى توحيد الله.

    6- عيسى صلى الله عليه وسلم: فقد عرف العرب النصرانية وأعتنق كثير منها دين عيسى صلى الله عليه وسلم، فصارت بلاد اليمن العربية ونجران في الجنوب نصرانية، وغادر الغساسنة العرب من اليمن إلى شمال الجزيرة العربية وسكنوا الشام قبل ظهور الإسلام بقرنين من الزمان. وحافظوا على نصرانيتهم قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك المناذرة في الأنبار. وفي الشرق انتشرت النصرانية في البحرين وأشهر قبائلهم نصارى عبد القيس الذين أسموا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم.


    ثانيًا: بيان أن العرب عرفوا توحيد الربوبية وأن مشكلتهم في الألوهية.
    وهكذا يتبين جليا أن وحدانية الله معروف بين العرب جميعا وكذلك عرفوا دعوة الأنبياء، لذا احتج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنبياء الله قبله كموسى وعيسى وداود وسليمان وغيرهم. ولم يكن العرب في وثنيتهم يكفرون بأن الله واحد بل هم موقنون بتوحيد الله (توحيد الربوبية) أن الله واحد، وأقروا بأن الله خالقهم، ورازقهم، ومدبر أمورهم، وأنه خالق السماوات، وخالق الأرض لكنهم اتبعوا أهواءهم وأشركوا مع عبادتهم لله عبادة الأوثان معتقدين أنها تقربهم من الله لا أنها هي الله نفسه، فعبدوها وقدموا لها النذور والدعاء والصلاة لتقربهم من الله كما جاء في كتاب الله (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) فكان ضلالهم في توحيد العبودية (الألوهية). وكانوا مقرين بأن الله خالق السماوات والأرض، وخالق الأصنام، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}


    ثالثًا: النبوة ليست مانعًا من انحراف السلوك والكفر والتكذيب
    ​1) ظهور الأنبياء في اقوام لا يمنع كفرهم وانحرافهم فاليهود الذين ظهر فيهم النبوات واصطفاهم الله بعدم انقطاعها من نسلهم، كانوا يقتلون النبيين وكانوا يكفرون والأنبياء بينهم متواجدون بكثرة. وهذا سيدنا موسى الذي أظهر لهم من الآيات والبينات ما يفلق الحجر ويفطر القلوب بالإيمان والخوف من الله، إلا أن اليهود كلهم الذين خرجوا معه من مصر عبدوا مباشرة البقرة ومثلوا لها صنما وطافوا بها. بمجرد أن غاب عنهم اياما ليتسلم ألواح الوحي والشريعة من الله. فالنبوة ليست في ذاتها مانعا من الزيغ والانحراف والكفر. بل إن العهد القديم (كتب أنبياء اليهود) تشهد كلها بأن معظم عصورهم كانت عبادة أصنام واوثان ولم يعرفوا توحيد الله برغم وجود الأنبياء بينهم.

    2) النبوة للبلاغ الواضح البيِّن وليس لضمان عدم الكفر: قال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: (
    وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)). وقال تعالى: "لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ". وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} وقال الله: {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} ويقول تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} وقال تعالى: {وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}

    3) كفر الإنسان وإيمانه متعلق به وباختياره الحر، إنما فطرته حجة عليه قبل النبوات، فالفطرة تهتدي للحق الذي جبل الله الإنسان عليها، قال تعالى: "وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28). وقال تعالى: "يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)" أما النبوات فهي للتذكرة والتبليغ حتى لا يكون له اي عُذر في كفره واختياره، قال تعالى: "فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)"​

    4) النبوة ضرورة عقلية للاتباع وإنما ليست ضرورة للإيمان وترك الكفر: فقد آمن أقوام بلا نبوات بينهم، بمجرد التذكرة والاذعان للحق، ولا يحتاج معرفة الحق لتواجد النبي في نفس الزمان، بل لقلب يخلص، ويُبصر، وفطرة سوية، وحجة مبينة، وأقوام تبلغ عن الأنبياء وعن الله الحق للناس، بدعوة الأنبياء والتي ولو طالت بالقرون باقية. لذا فكلنا مبلغون عن الله والإسلام ينتشر في كل بقاع الدنيا وبيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر من 1400 عام.

    5) وارسال الرسل ضرورة للعذاب: فنحن نقول أن الله لن يُعذب أقواما بجهلهم وإنما بكفرهم بعد أن تُقام الحجة عليهم، وذلك بارسال الرسل لهم فيهم حتى يكون عذابهم مستحقًا لا عذر لهم فيه. قال تعالى: "مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا".​


    رابعًا: أصحاب الفترة ممن لم تبلغهم الرسالات
    وأصحاب الفترة هم من لم يبلغهم دعوة نبي، لا عيسى، ولا غيره، يقال لهم أهل الفترة، مثل من كانوا ما بين محمد صلى الله عليه وسلم وما بين عيسى، وهي فترة طويلة، قيل: ستمائة عام، وقيل: أقل من ذلك، فعاشوا في فترات تفشي الجهل وغياب الحق وعلى فترة من الرسل وهؤلاء يمتحنون في الآخرة، ويؤمرون يوم القيامة، وينهون، فمن أجاب؛ دخل الجنة، ومن عصى؛ دخل النار. ومنهم من يُدخله الله الجنة ولا يُحاسبهم إلا على البينات الواضحات وهو توحيد الله عز وجل ولا يُلزمهم بشرائعه التي فرضها على غيرهم وهي واضحة عند غيرهم بالنبوات لأن النبوات كان خاصة بكل قوم في تنفيذ شريعة الله، فمن عرف التوحيد وآمن ولم يكن يهوديا قبل الإسلام فليس ملزما بتنفيذ شرائع اليهود، ولا يُحاسبه الله إلا على التوحيد وما كانت فطرته حجة عليه. ومنهم من يدخل النار لوقوعه في كفر لا يقبله العقل والفطرة السوية وقيام الحجة عليه ولو في زمان خلو من الأنبياء.

    والله تعالى أعلى وأعلم.

    اقرأ المكتوب أخي الكريم، فإن كان فيه جواب تساؤلاتكم وبه وضُحت الصورة فالحمدلله، وإن بقي لك فيها تساؤل تناقشنا فيه بأمر الله.
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق

    • روح سقراط
      0- عضو حديث

      • 20 مار, 2023
      • 13
      • تقني ميكانيكي
      • مسلم

      #3
      بارك الله فيك أستاذي الكريم والشكر الجزيل على مجهودك القيم . طرحت بعض النقاط التي أرى أنها قد تزيل الإشكال منها انتشار اليهودية والنصرانية في بلاد العرب قبل الإسلام وأيضا بقاء بعض القلة ممن يعتنقون دين ابراهيم عليه السلام ما من شأنه أن يعرف العرب بالدين الحق و يردهم عن ضلالهم. لكن بقيت لدي بعض النقاط التي لدي فيها إشكال . بالنسبة للديانة اليهودية فهي كما نعلم ليست ديانة تبشيرية ؛ أي أن اليهود كما هو معروف لا يبشرون بدينهم مما يعني أن انتشار اليهودية بين العرب سيظل محدودا جدا بحيث لا تبلغ دعوتها نطاقا واسعا . أما بالنسبة للمسيحية فهي كما نعلم تحتوي على ضلالات كعقيدة التجسد و بنوة المسيح لله ؛ فكيف برأيك يرتضي الله للعرب أن يعتنقوا ديانة تشتمل على تلك الضلالات.
      لدي تعقيب على بعض ما تفضلت به من ردود :
      ما دعاني لاعتبار أن العرب لم تعرف أنبياء قبل الإسلام هو قوله تعالى:( كذلك أرسلناك في أمة ما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ) فالقرآن يقر بأن أمة العرب لم تعرف رسولا قبل محمد صلى الله عليه وسلم ؛ أما بخصوص نبي الله هود وصالح فهم أرسلوا إلى العرب البائدة ( عاد وثمود ) التي لم يعد لها وجود وليس إلى العرب الباقية التي تعتبر الأمة التي منها النبي محمد . أما نبي الله شعيب فلا أضن أن قومه من العرب فهو ارسل إلى مدين التي تقع قرب فلسطين ؛ والعرب في ذلك الزمن لم تكن متواجدة في تلك المنطقة.
      ذكرت أستاذي الفاضل أن العرب لم تعرف الوثنية إلا قبل ثلاثة أو أربعة قرون من ظهور الإسلام ؛ وأن الذي أدخل الأوثان إليها هي قبيلة خزاعة ، ولعلك تقصد قصة عمرو بن لحي الخزاعي . اعلم أخي الكريم أن الكثير من الباحثين يشكون في هذه القصة و هناك شواهد تاريخية تدل على أن الوثنية في بلاد العرب كانت قبل ذلك بكثير منها مثلا:
      _ مملكة سبأ الوثنية قامت في حدود الألف قبل الميلاد .
      _مملكة كندة كانت وثنية في ٢٠٠ قبل الميلاد .
      _مملكة معين الوثنية هي الاقدم في الألف الثاني قبل الميلاد . حوالي ١٩٠٠ قبل الميلاد .
      _يوجد عرب كانوا أقدم من عمرو بن لحي الخزاعي ممن تسموا بأسماء الآلهة ولولا خشية التطويل لذكرت لك أسماءهم.

      تعليق

      • د.أمير عبدالله
        حارس مؤسِّس

        • 10 يون, 2006
        • 11248
        • طبيب
        • مسلم

        #4
        لكن بقيت لدي بعض النقاط التي لدي فيها إشكال . بالنسبة للديانة اليهودية فهي كما نعلم ليست ديانة تبشيرية ؛ أي أن اليهود كما هو معروف لا يبشرون بدينهم مما يعني أن انتشار اليهودية بين العرب سيظل محدودا جدا بحيث لا تبلغ دعوتها نطاقا واسعا .


        أولًا: جميع الامم وصلها القدر المشترك (أصول دين الأنبياء)
        يقول الله تعالى: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة"
        وقال تعالى: "وإن من أمة إلا خلا فيها نذير​".
        وقال تعالى: " وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا - رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ". وقال تعالى: "{وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا... وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا".​
        وقال تعالى: "يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ".
        وقال تعالى: "إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ
        أي ولكل قومٍ داعٍ يدعوهم إلى توحيد الله والإيمان به و، والهادي هو الداعي والمعلِّم والمبلغ، وليس شرط الهداية الإيمان، كما قال الله تعالى: "وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى" فهدى الله ثمود اي بعث لهم من يدعوهم إلى سبل الهداية والنجاة، فاستحبوا العمى والكفر على الإيمان والهداية.

        فما هو هذا القدر المشترك؟ القدر المشترك قد بينه قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بالله وَالْيَوْمِ الآخر وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"​​. فأن تكون اليهودية (غير تبشيرية) = أي أن شريعة موسى غير ملزمة لغير اليهود، لكن إيمانهم بوحدانية الله واليوم الآخر وعمل الصالحات، والبعد عن الكبائر والموبقات التي تعافها الفطر ونهى عنها كل الانبياء واجب وقد وصلهم وعرفوه ووعوه وما من أمة إلا وهذا القدر المشترك جلي بينهم. وكما في الآية لم يُطالبهم الله بالشرائع، إذا اندثرت أو درست في زمانهم بل يُطالبهم بالإيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات، فهذا هو القدر المشترك الذي وصل لجميع الأمم ولو لم تصلهم الشرائع والكتب. بل وحين ضاعت التوراة لفترة من الزمان من اليهود، ظل يخرج الانبياء فيهم ويدعونهم لتوحيد الله وعمل الصالحات ونبذ عبادة الاوثان مع أن الشريعة لم تكن بينهم وفقدوها لفترة من الزمان كما هو مكتوب في كتب انبيائهم.​


        ثانيًا: الهداية لا تستلزم معرفة الشرائع إذا درست وخفيت على أصحابها:
        ​فلا متعلق لكون اليهود منغلقون بمحل السؤال: وهو معرفة العرب بالتوحيد وعبادة الله الواحد، و من يرشدهم للهدى، ووصول دعوة الأنبياء لهم، فقد عرفوا ذلك سواءً كانت اليهودية تبشيرية أم لم تكن. لأننا نفرق بين:

        1- بين دعوة التوحيد والتي يقوم بها الأنبياء والرسل والصالحون، وما يشمله هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تؤكده كل الفطر السوية.
        2- وبين الشريعة والكتاب والتزام قوانين الشريعة والتي تتغير بتغير الزمان والرسالة والأتباع والتي قد تكون قد درست وخفيت عليهم.

        ومع ذلك فلم تكن اليهودية منغلقة على نفسها، فهناك قبائل عربية تهودت، كحمير وكنانة، وكان الأوس والخزرج وهم عرب المدينة الأقحاح يهودون أبناءهم قبل الإسلام. وهذا ورقة بن نوفل لما سمع القرآن قال ورقة بن نوفل هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى، وهو عربي في مكة. وسيدنا موسى برغم أنه مرسل إلى بني اسرائيل من أسباط يعقوب وبنيهم فقط، وأتاهم بالشريعة والناموس، إلا أنه دعا المصريين إلى التوحيد، وأرسِل إلى فرعون بالتوحيد، بل وحارب الأمم الوثنيين، وأسلم معه السحرة المصريون. وكذلك الجن لما سمعت القرآن ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. فكانوا عارفين بدعوة موسى من الهدى والحق، وتوحيد الله، إذن دعوة التوحيد لا تتوقف على شريعة وحدود وتبشير ..الخ، بل هي إلزامية وصلت لكل الأمم. وعرفوا النبوات وعرفوا النذارات والبشارات وتكون بمثابة نذارة لكل من وصلتهم ولو لمن يكونوا على دين النبي وشريعته.


        ثالثًا: فترة الرسل لا تعني غياب الهداية والحق والنذارة
        وقد بين الله أنه قد يحدث في بعض الأوقات فترة من الرسل، كالفترةِ التي بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلَّم، كما قال سبحانه وتعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ والله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ". وهنا لو تلحظ فإن الخطاب إلى أهل الكتاب مع أنهم أكثر أمم أهل الأرض رسلا وأنبياء، والهدى والنور بين أيديهم في كتبهم حتى في زمان الفترة، وحتى في زمان بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لهم ولغيرهم. إلا أنهم نصروا تحريفهم، وزيغهم، فهؤلاء ما بعد المسيح إلى زمان محمد صلى الله عليهما وسلم فترة تحتاج بشير ونذير يعيد الحق على مسامعهم ويوقظهم من غفلتهم فلا يكون لهم حجة بعدم وجود النذير، لا في زمن سابق، ولا في زمنٍ لاحق. لكن فترة الرسل لا تعني أن الهدى انتهى من بين أيديهم بل يبقى بينهم من الدعاة إلى الله من تقوم به الحجة، كما قال الإمام أحمد رحمه الله: "الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمانِ فَتْرَةٍ من الرسلِ بَقَايَا من أهل العلم، يُحيُون بكتاب الله الموتَى، ويُبصِّرونَ بها أهل العَمَى".


        رابعًا: قوم قريش بل وأهل الكتاب في زمان النبي لم يأتهم نذير ثم جاءهم النذير
        ما دعاني لاعتبار أن العرب لم تعرف أنبياء قبل الإسلام هو قوله تعالى:( كذلك أرسلناك في أمة ما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ) فالقرآن يقر بأن أمة العرب لم تعرف رسولا قبل محمد صلى الله عليه وسلم ؛


        1- هذا تحريف لكتاب الله، أين في كتاب الله نجد مثل هذه الجملة؟ (كذلك أرسلناك في أمة ما أرسلنا إليهم قبلك من نذير )، فتقول القرآن يُقرر أن أمة العرب لم تعرف رسولًا، ثم تذكر نصا ما أنزله الله، ولا هو وحي الله، بل تلفيق آيات وصناعة جملة منها، وتزعم أنها آية وهي ليست من كتاب الله أصلا!! ولا أعلم ما هذا، إلا أن يكون اختلط عليك النقل، لكن، حتى لو اختلط عليك، فلا نقبل مع كتاب الله إلا شدة الحرص في النقل والإحالة وعدم الخطأ فيه، فحذارِ أخي الكريم من تكرار هذا أو التهاون فيه.

        2- والصواب أن الآية هي قول الله تعالى: "كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك"، فالأمة التي أُرسل فيها محمد صلى الله عليه وسلم هي جماعة قد ظهر النبي في زمانهم، ولا يُراد بهم العرب وحدهم، فمحمد صلى الله عليه وسلم ليس نبي العرب بل هو نبي العالمين (عربهم وعجمهم). ولكن نزلت الرسالة عليه بلسان قومه وهو لسان العرب.

        3- ولا يوجد في كتاب الله أمة اسمها أمة العرب بل هي أمة محمد، أمة الإسلام فالرسول أرسل إلى الناس كافة، لكن يخرج منهم أمة واحدة، وهم كل المسلمين الذين آمنوا به في شرق الأرض ومغاربها، يقول تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108): فرسالته شاملة عالمية. وكذلك يقول الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)". ويقول تعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)"، وهكذا يكون هناك أمة واحدة على شريعة واحدة، يقول تعالى: " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)". ويقول تعالى: "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)"" فأعادهم لما كانوا عليه في اصلهم "وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا". فأصبح الناس بعد الأنبياء أمم، أمة إيمان وإسلام أمة واحدة موحدة على عبادة إله واحد وشريعة واحدة، وأمم الكفر والضلال، وهذا هو الحادث في كل مرة بعد ارسال النبيين كما قال تعالى: "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ"

        4- تزعم أن القرآن يقرر أنها أمة العرب!!، وأن أمة العرب لم يأتٍ فيها أنبياء، ولا أعلم من أين لك بهذه الدعوى؟ أين في القرآن قرر الله ذلك؟، لنجمع الآيات ونرى:
        يقول الله تعالى: ​( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) القصص/ 46 .
        ويقول تعالى : ( بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) السجدة/ 3 .
        ويقول عز وجل : (وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ) سبأ/ 44 .​
        ويقول تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ والله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "​
        في هذه الآيات لم يقل الله لم يرسل في أمة العرب نذير، ولم يسم الله أمة العرب، بل قال قوم، قوم لم يأتهم نذير من قبلك، ويصح تجوزًا أن يُقال العرب، ونعني بهم قريش ومن جاورهم في زمانهم على عبادة الأوثان ومن أهل الكتاب ممن حرف ووثن دين الله، ومن التحكم أن يُقال كل العرب، ومن التحكم أن يُقال أنه عنى المستعربة لا العاربة، ولا غير ذلك.

        5- بل ينفي زعمك هذا أنه قد قيل كذلك عن أهل الكتاب: أنهم في زمان النبي لم يأتهم نذير قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا ما قاله الله عن أهل الكتاب في زمان النبي في أرض العرب (اليهود والنصارى) بمختلف لهجاتهم ولغاتهم، كما في قول الله (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ والله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "​​. فهذه الآية دليل على أن اليهود والنصارى مرسل لهم محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم في زمانه أيضًا لم يأتهم نذير، فقطع الله باب حجتهم أن يقولوا لم يعرفوا الحق ولم يأتهم من يدعوهم إليه، وهذا لا ينفي أنهم يزعمون اتباع موسى (اليهود) واتباع موسى وعيسى (النصارى).

        6- الأمة في لغة القرآن لا تعني أمة اللغة الواحدة: ​بل قد يًراد بها الأمد والسنين كقوله تعالى: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)، أي سنين معدودة، وقوله في يوسف: (وادكر بعد أمة) بعد سنين وبعد أمد، والأمة هم جماعة من الناس تجمعهم غاية مشتركة، في زمن معين أو أزمنة متعاقبة، بقطع النظر عن اللغة. وقد تكون الأمة والجماعة جزء من قوم، أو قبيلة أو مجموعة أفراد كقوله تعالى: (وجد عليه أمة من الناس يسقون)، وقد تكون الأمة مجموعة أقوام، بل قد تكون الأمة فرد واحد وهو الإمام المقتدى كما قال الله عن ابراهيم (إن إبراهيم كان أمة). والعرب عاربها ومستعربها أقوام وفي كل قوم أمم شتى. ويصح كذلك العكس أن يكون في الأمة قبائل وأقوام شتى. فقريش قوم وقد يكون بينهم أمم، وخزاعة قوم آخرون وقد يكون من بينهم أمم، وكلهم عرب. وقد يكونوا أمم متعاقبة ولو كانوا جميعًا عربًا. وثمود قوم، وعاد قوم آخرون وكلاهما عرب. وبنو النضر قوم وقريظة قوم وكلاهما يهود باختلاف لغاتهم عربية وعبرية. والأمة في كتاب الله كذلك هي الملة والدين الواحد وأصول العقائد كما قال تعالى: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)". ​ ومثله قوله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)، ولذا فأمة محمد أمة واحدة باختلاف جغرافياتهم ولهجاتهم ولغاتهم ويجمعهم توحيد الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. وقد يُطلق لفظ الأمة على مجموعة أخص من نفس الأمة لهم غاية مشتركة كما قال الله تعالى عن جماعة من أمة محمد: "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)"، وهؤلاء لا يكونون بالضرورة على لغة واحدة. وكما قال الله عن أهل الكتاب أن منهم أمة تتلوا كلام الله: "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)"، وكقوله تعالى: "وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)" وقد تكون الأمة تحت القوم وجزء منه، أي فرقة وطائفةكقوله تعالى: " وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) ". وأهل الكتاب لم يكونوا على لغة واحدة. وقد سمى الله المسلمين السابقين من الأنبياء ومن آمنوا بهم على اختلاف لغاتهم أمة، لوحدة الدين (دين الإسلام) والملة وأصول العقائد، فقال تعالى: " أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) " والعرب قد تكون في نفس الزمان أمم شتتى بعقائد وأديان متخالفة (يهود ونصارى وعبدة أصنام)، وقد يكونوا أمة واحدة وهي أمة كفر، بمختلف أديانهم التي خالفت دين الله ودين أنبيائه، أو عدة أمم في كل زمان ومكان. فعندك "أمم الكفر"، من اليهود العرب او العبرانيين، والنصارى (السريان والقبط والعرب وغيرهم) كلهم في زمن الفترة، بين الله أنه لم ياتهم نذير، مع أنهم أكثر الأمم الذين أتاهم أنبياء ونُذُر. فيُفهم من ذلك أن الأمة هي الفترة، في زمان النبي صلى الله عليه وسلم.

        7- أل العهد لا تعني كل، بل تعني هؤلاء المعهودين: فحين يتحدث الله عن اليهود فيقول " وقالت اليهود عُزيرٌ ابن الله" فليس كل اليهود قالوا ذلك، بل نزلت الآية في بعض اليهود في زمان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا قلت مررت بحارة اليهود، فليس كل يهود الدنيا موجودون في هذه الحارة، فالألف واللام ألف العهد،. فقولنا " اليهود" معرف بأل، هذه أل العهد، أي لا يعني كل اليهود بل اليهود المعهودون الذين نتحدث عنهم ونعنيهم وتعرفونهم، في زمان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذا ينطبق هذا على "العرب" لا يعني كل العرب، بل يعني العرب المعهودون، الذين نتحدث عنهم ونعنيهم وتعرفونهم، وهم قريش ومن حولها من عبدة الأوثان.

        8- إذن المعنى الصحيح للآيات: يُبين الله أن قريش ومن معهم من العرب وأهل الكتاب في هذه البقعة من بلاد العرب، هؤلاء في زمان النبي لم يأتهم نبي ورسالة وكتاب، قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم تردهم إلى الهدى والحق والنور الذي عرفوه وصادح في كتب أنبياءهم السابقين سواءً كانوا من العرب أو من غير العرب، بل إن هذا الحق في فطرهم وعقولهم ويقرون به.​ ولا ينفي هذا أنه قد جاء غيرهم من العرب في بقع أخرى وأزمنة سابقة.

        خامسًا: وقفات متفرقة مع حديثك

        قولك
        بخصوص نبي الله هود وصالح فهم أرسلوا إلى العرب البائدة ( عاد وثمود ) التي لم يعد لها وجود وليس إلى العرب الباقية التي تعتبر الأمة التي منها النبي محمد . أما نبي الله شعيب فلا أضن أن قومه من العرب فهو ارسل إلى مدين التي تقع قرب فلسطين ؛ والعرب في ذلك الزمن لم تكن متواجدة في تلك المنطقة.
        فيما سبق الكفاية، لكن نزيد هنا بيان أن:

        - أنبياء الله هود وصالح أرسلوا إلى العرب وتسمية أقوامهم وأممهم بائدة وغير ذلك، تسمية نظرية، للتفريق التاريخي فقط، فالله أبادهم فلا يعني أنهم بالإبادة تنتفي عربيتهم.

        - كما أن أهل مدين عرب أقحاح، وشعيب نبي عربي، وأهل الكتاب يقرون بعربية مدين ويسميهم كتابهم المقدس بالإسماعيليين، أي من نسل إسماعيل عليه السلام وهؤلاء هم العرب.

        - كذلك فإن فلسطين والشام هم عرب، أو بالأدق قول أصلهم جزريون، أي أن أصل المنطقة كلها هم الجزيرة العربية، ولو تسموا بغير ذلك كالفينيقيين والكنعانيين والآراميين والأشوريين والثموديين وغيرهم. والمؤرخون يُثبتون أنهم جميعًا أتوا من جزيرة العرب، وأصل لغتهم واحد بغض النظر عن مسمى اللغة. إنما التأثر بالرومان واليونان والفرس واحتلالهم لهذه البلاد أو مجاورتهم هو ما بلبل الألسن وغير اللهجات، فتلاقحت اللغات واختلفت اللهجات إلى درجة التمايز فتمايزت اللغة الأم أصل لغاتهم في جزيرة العرب (سواءً أسموا اللغة الأم: العربية أو الآرامية أو غير ذلك) وكثر فيها الدخيل، ثم تمايزت إلى عربية وعبرية وآرامية وغير ذلك عند من صعدوا وجاوروا الأمم الأخرى. ولم يُحافظ على خصائص اللغة الأم إلا العرب القابعون في الجزيرة وبواديها وذلك بسبب العوامل الجغرافية التي ساعدتهم أن يكونوا بمعزل عن الاستعمار الفارسي والروماني، فاللغة العربية هي الأقرب للغة الأم وهذا معلوم حتى لعلماء اللغات النصارى واليهود، بل إن قواميسهم ترجع لمعاني كلمات لغاتهم البائدة إلى العربية حتى تسترق معنى الكلمة من هنا أو هناك. ومع الحفاظ على الأصل والتلاقح والتمايز وهجر مستبشع الألفاظ وانتشار أفصحها، ظهرت الفصحى التي نزل بها القرآن؛ فبلبلة الألسنة وانحرافها وتعدد اللهجات واللغات لا يمنع عربية هؤلاء، ولا يعوق انحراف الألسنة معرفتهم بالعربية وأصلها وفهمها، ولم نسمع عن ترجمان يسير بين أهل الشام وأهل الجزيرة، وأهل فلسطين. ولا يوجد شيء يُقال عنه أن انتقال العرب من الجزيرة إلى الشمال واختلاطهم بالأمم الاخرى وتشعب ألسنتهم يمنع من أن ينتقل معهم الهدى والحق والنور ومعرفتهم بدعوة الأنبياء وتوحيد الله، وإذا هاجر مسلمون إلى بلاد الغرب وتحدثوا بلغتهم، لا يجعلهم هذا جاهلين بالإسلام ولا غير مسلمين ولو انحرف بعضهم عن الجادة. بل إن هذا مدعاة إلى نقل أحوال العرب وأنبياء العرب إلى الأمم الأخرى وظهور من يبلغهم الحق فيما بينهم.


        ذكرت أستاذي الفاضل أن العرب لم تعرف الوثنية إلا قبل ثلاثة أو أربعة قرون من ظهور الإسلام ؛ وأن الذي أدخل الأوثان إليها هي قبيلة خزاعة ، ولعلك تقصد قصة عمرو بن لحي الخزاعي . اعلم أخي الكريم أن الكثير من الباحثين يشكون في هذه القصة و هناك شواهد تاريخية تدل على أن الوثنية في بلاد العرب كانت قبل ذلك بكثير منها مثلا:


        الوثنية قديمة موغلة في القدم، في العرب وفي غير العرب. وقبل الميلاد بآلاف السنين وبعده وإلى يومنا هذا. ولم أسُقه من قبيل التفنيد وادعاء الصحة ولذا قلت " فيما يرويه القصاصون والاخباريون" والقصاصون والإخباريون أغلب رواياتهم لا تصح ولا تثبت. ولعل صياغتها لم تكن دقيقة من طرفي، إنما الشاهد من ذلك حديثي عن دخول الاصنام مكة ومجاورة الكعبة حسب مروياتهم، أنها كانت على يد خزاعة حين كانت ولايتهم على مكة في القرون الأربعة الاولى بعد الميلاد.

        وأما قولك:
        أما بالنسبة للمسيحية فهي كما نعلم تحتوي على ضلالات كعقيدة التجسد و بنوة المسيح لله ؛ فكيف برأيك يرتضي الله للعرب أن يعتنقوا ديانة تشتمل على تلك الضلالات.
        لا يوجد دين اسمه المسيحية منزل من عند الله. بل هو دين الإسلام:
        دين موسى = الإسلام
        دين عيسى = الإسلام
        دين محمد = الإسلام
        وهم أتباع النبيين موسى وعيسى من غيروا وسموا دينهم، ومنهم من التزم الحق ومنهم من حاد عنه. والمسيحية في وثنيتها هي كوثنية العرب، وصلهم التوحيد وملزمون به ولايزال الهدى والنور من التوحيد ودعوة الانبياء في كتبهم. فهم كالعرب يقرون بالتوحيد ووصلهم دعوة المسيح، ويقرؤونها في كتبهم برغم التحريف واختلاق عقائد لا أصل لها في كتبهم.​

        والله تعالى أعلى واعلم.
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 3 أبر, 2023, 08:36 م.
        "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
        رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
        *******************
        موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
        ********************
        "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
        وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
        والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
        (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

        تعليق

        • روح سقراط
          0- عضو حديث

          • 20 مار, 2023
          • 13
          • تقني ميكانيكي
          • مسلم

          #5
          بارك الله فيك أستاذي الكريم. أسأل الله لكم التوفيق و الزيادة في العلم .

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 يوم
          رد 1
          8 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
          رد 1
          22 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 سبت, 2024, 11:33 م
          ردود 2
          30 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة كريم العيني, 7 يول, 2024, 09:50 م
          ردود 0
          157 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة كريم العيني
          بواسطة كريم العيني
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 يون, 2024, 04:49 ص
          ردود 2
          73 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          يعمل...