إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق على الله تعالى، وأعظم رسول إلى بني أدم ، فهو سيد المرسلين وخاتم النبيين كما صح عنه بأبي هو وأمي: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ».
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : مَا خَلَقَ اللهُ - عز وجل - وَلَا ذَرَأَ مِنْ نَفْسٍ أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ وَمَا سَمِعْتُ اللهَ أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إِلَّا بِحَيَاتِهِ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى{ لَعمْرُكَ إِنَهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر:72]
وما ناداه ربّه إلا بلقبه ، تعظيمًا لمكانته ، وإظهارًا لشرفه ، وعلو قدره.
لذا فحق النبي صلى الله عليه وسلم على هذه البشرية عظيم ، وعلى هذه الأمة أمة الإجابة خاصة أعظم.
فمن حقوقه: الاعتقاد الجازم ، والإيمان الراسخ بأنه مرسل من ربِّه جل وعلا، والتصديق بعموم رسالته للجن والإنس ، كما في الصحيح: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ».
ومن حقه على هذه الأمة ، اتباعه في كل قول وفعل «ماعدا ما اختص به» ،وإظهار سنته في كل المحافل ، ونصرتها ،والعمل على نشرها بين الناس ، ومنها كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
وروى الإمام مسلم في «صحيحه» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أجلِ عبادات الذكر؛ بل أناط الله قبول الدعاء بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم.
و«مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ رَبَّهُمْ، وَيُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ ،إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ"الحديث
ولذا فأخونا الفاضل صلاح عامر قد أشار في هذه الرسالة اللطيفة إلى هذه العبادة الجليلة ، فجزاه الله خير الجزاء عن نبيه ، وأوفى له الأجر والمثوبة ، وحشرنا وإياه مع سيد المرسلين وخاتم النبيين...اللَّهم آمين.
وكتبه
محمد حسن عبد الغفار