في إحدى الكتابات التي اطلعت عليها كتبتم: " التاريخ بالمشهورة (بالميلادية) " فما الفائدة من ذلك؟ وما معنى المشهورة؟ وهل لا يجوز قول ميلادية؟
وتبنت أوروبا في القرن الحادي عشر الميلادي هذه الاختصارات، وتبنته اليونان في القرن الخامس عشر الميلادي. ثم صار هو النظام العالمي الشائع في القرون التالية، ولا اشكال في استخدام هذا الاختصار عند المسلم من باب الاصطلاح لا الاعتقاد، فالاصطلاح لا مشاحة فيه، ما دام الاعتقاد سالم، ولأنه مما عمت به البلوى. أما اعتقاد ذلك فهذا ضلال وشرك، لأنها تمثل عقيدة شركية يدين بها النصارى من اعتقادهم أن المسيح عليه السلام هو الله أو ابن الله , تعالى الله عن ذلك. علاوة على ما في هذه التسمية من خطأ فتاريخ ميلاد المسيح نفسه أمر مشكوك فيه في أوساط علماء النصرانية والتاريخ القديم.
وبالمقابل فهناك اختصاران آخران، وهما السائدان في الأوساط العلمية والتاريخية، لكنهما اقل دلالة دينية وأبعد عن هذا الخطأ التاريخي، وإن كان متبنيهما اليهود، في القرن التاسع عشر الميلادي، وهو تقسيم نفس هذه الفترة بقسمين: قبل الحقبة العامة (المسيحية) BCE=Before common era، والحقبة العامة (المسيحية) CE=common era، ولا اشكال في استخدام هذا التاريخ عند المسلم من باب الاصطلاح، كما أن به يزول الخطأ التاريخي والاعتقادي النصراني المزعوم باعتبار عام 1 م هو عام ميلاد المسيح (الرب) تعالى الله عن ذلك.
ولذا عند كتابة التاريخ 2023 فتكتب حسب الطريقتين هكذا:
AD 2023 = تكتب قبل الرقم وليس بعده كما يحدث بالخطأ في كثير من الكتابات.
2023 CE = هذه هي التي تكتب بعد العدد وهو الاختيار العلمي
فمن يكتب بالإنجليزية واللاتينية، يمكنه استخدام BCE و CE وهذا ما يفضله العلماء في الأوساط العلمية، وما يفعله كثير من الباحثين الإسلاميين الكاتبين بغير العربية. أما عند الكتابة بالعربية، ففي كلتا الحالتين، عند ترجمتها بالعربية، فنضع الاختصار (م) بعد الرقم: 2023م ..
وينبغي على المسلمين استخدام التأريخ الهجري في تأريخهم كلما قدروا على ذلك، دون التأريخ الميلادي، واستعمال التأريخ الميلادي يعتبر من باب التشبه بالنصارى لكنه مما عمت به البلوى، فإننا كارهون له، وما عدنا قادرين على تغييره، لما قد ينبني على ذلك من كشط أو تغيير في المستندات من إبطال أو طعن قانوني، وكذلك نجد الحال في مواقعنا الإسلامية على الإنترنت، فإن أمور التكويد التي تقوم بهذا التحويل يصعب تبنيها في كل حال. وإذا احتاج المسلم إلى كتابة التأريخ الميلادي ، فلا يجوز له استعمال هذه العبارة : " في سنة ربنا " ؛ بل يُكتفى بقول "ميلادية" أو الاختصار: م ، ولمن لا يود اعتبار تسميتها ميلادية، فيمكن أن يشيع اللفظ مشهورة مع الاحتفاظ بنفس الميم دون الحاجة لتغيير الحرف، والله المستعان.