تويت
لا تعارض بين الأسباب الظاهرة والحكم الباطنة || شبهة حديث الرعد ملك من الملائكة..! || الزلازل وأسبابها
يقول الشيخ سعيد الكملي :
الأشياء لها أسباب ظاهرة و أسباب باطنة
والأسباب الباطنة تخبر بها الشريعة
و الأسباب الظاهرة لا تنفيها الشريعة
=============
الزلازِلُ مثلا لها أسبابٌ وحِكَمْ، ولا تعارض بين السَّبَب والحكمة، والمسلم اللبيب ذو القلب الحيّ لا يخلط بينهما، ولا يَشْغَلُه السبب المادي عن الحكمة الإهيَّة، كفعل الماديين الذين لا يؤمنون بالله تعالى، وينشغلون بالأسباب الظاهرة عن التفكر في قُدْرَة الله وحِكْمَتِه، كما قال تعالى: يَعْلَمُونَ ظَهِرًا مِّنَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَفِلُونَ ﴾ [الروم: 7]، وقال: ﴿وَكَأَيْن مِنْ ءَايَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾ [يوسف: ١٠٥].
===
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رَحِمَهُ اللهُ: «الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده، كما يخوفهم
بالكُسُوفِ وغيره من الآيات والحوادث لها أسباب وحِكَم، فكونها آيةً يخوف الله بها عباده هي من حكمة ذلك»(۱).
—
وقال شيخنا ابن باز رَحِمَهُ اللَّهُ: «كونها آيةً تُعرَف بالحساب، لا يَمْنَعُ كونها تخويفًا من الله جل وعلا، وأنها تحذير منه سبحانه وتعالى، فإنَّه هو الذي أجرى الآيات، وهو الذي رتّب أسبابها، كما تطلع الشمس وتغرب في أوقات معينة، وهكذا القمر والنجوم، وكلُّها آيات من آيات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فكون الله جعل لها أسبابًا -كما ذكر الفلكيون- لا يمنع من كونها تخويفا وتحذيرًا من الله عزّ وجلَّ»(۲).
—
الزلازل تُصيب المؤمنين والكافرين، وما يقع لبعض بلاد المسلمين من الزلازل المدمرة ونحوها؛ قد يكون من الابتلاءات التي يكفّر الله تعالى بها السيئات ويرفع بها الدرجات، وقد يكون عقوبة على المعاصي، وقد يكون ابتلاء لقوم وعقوبة لآخرين من نفس البلد.
كما قال تعالى في الأول: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: ١٥٥]، وقال: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِ وَالْخَيْرِ فِتْنَةٌ ﴾ [الأنبياء: ٣٥].
وفي الحديث: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ (۱).
وقال سبحانه في الثاني: ﴿ وَمَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ) [الشورى: ۳۰]، وقال: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ يُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: ٤١]، وقال: ﴿ أَمِنكُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: ١٦]، وقال: أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ
لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل : ٤٥].
وقد صح أن الأَرْضَ زُلْزِلَت عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضَ اللَّهُ عَنْهُ، حَتَّى اصْطَفَقَتِ السُّرُرُ، فَخَطَبَ عُمَرُ الناسَ، فَقَالَ: «أَحدَثْتُم -ابتدعتم-؟ لَقَدْ عَجِلْتُمْ لَئِنْ عَادَتْ لأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانَيكُمْ )
==============
اعتل معتل يسمى خالد منتصر يقول :
يقول محمد القليط في الرد عليه "شبهة حديث الرعد ملك من الملائكة..!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى شرح هذا الحديث:
"وقد روي عن بعض السلف أقوال لا تخالف ذلك. كقول من يقول: إنه اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه فإن هذا لا يناقض ذلك فإن الرعد مصدر رعد يرعد رعدا. وكذلك الراعد يسمى رعداً. كما يسمى العادل عدلاً. والحركة توجب الصوت والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى مكان وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة"
(الفتاوى : 24/263)
أى أن مصدر هذا الرعد هو حركة السحاب؛ لكن هل يتعارض كون الملائكة مسئولة عن كل حركة فى العالم العلوى و السفلى، مع كون الظواهر الطبيعية تسير بأسباب مادية أو شروط و قوانين معينة ؟؟
إليكم منشور لى سابق يوضح هذا المسألة:
الملائكة و الظواهر الطبيعية..!
قال تعالى:
"فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا" (النازعات : 5)
ثم قال:
"فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا" (الذاريات : 4)
و قد اتفق جمهور المفسرين أن المراد بالمدبرات أمرا، و المقسمات أمرا: (الملائكة)، فهى التى تدبر و تقسم أمر السماء و الأرض، و أمور الدنيا و الآخرة، بأمر الله و قدرته..!
لذا قال الشيخ السعدى أن المدبرات أمرا، هم: "الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار"
و ان المقسّمات أمرا، هم: "الملائكة التي تقسم الأمر وتدبره بإذن الله، فكل منهم، قد جعله الله على تدبير أمر من أمور الدنيا وأمور الآخرة، لا يتعدى ما قدر له وما حد ورسم، ولا ينقص منه"
فإذا كانت الملائكة مسئولة عن تدبير أمور الدنيا، و مسئولة عن المخلوقات و الظواهر الطبيعية، التى تختلف وظائف الملائكة باختلافها، فهل يتعارض هذا مع ما عُلم من أسباب و شروط، أو قوانين تخضع لها هذه الظواهر ؟؟
بالتأكيد لا..!
فمع جهلنا بكيفية تدبير الملائكة للأمر فى ظل وجود الأسباب المعلومة و المختلفة للظواهر؛ إلا أن هذه الأسباب لا تمنع أن تكون الملائكة هى السبب الأول لها، فتفعل بهذه الأسباب أو بما يسبقها من أسباب..!
و نفس الشىء يقال عن الشروط التى تتطلبها تلك الظواهر لتوجد و تستمر..!
و كذلك لا مانع عقلا أن تكون هى المخولة بتركيب مجموع الأسباب و الشروط اللازمة لحدوث الظاهرة، أو المسئولة عن استمرار أسباب و شروط تلك الظواهر، مع كونها السبب السابق لمجموع أسبابها و شروطها..!
و بمعنى أوضح فقد تكون الملائكة مسئولة عن منشأ القوانين التى تخضع لها ظواهر الطبيعة، التى تختلف باختلافها، فتختلف باختلافها الملائكة و وظائفها، و كذلك مسئولة عن استمرار تلك القوانين..!
و خلاصة الأمر:
لو قلنا أن الملائكة - بأمر الله و قدرته - هى التى دبرت الأسباب و الشروط التى تقوم عليها الظواهر الطبيعية المختلفة، لما خالفنا النص، و لما خالفنا ما اكتشف من العلم..!
فكل حركة طبيعية أو قسرية، لابد أن تنتهى إلى حركة إرادية..!
و كل الأسباب تنتهى إلى السبب الأول الذى لا سبب له، و هو الذى خلق فى الأسباب المخلوقة تأثيرها..!
و الله المستعان..!"
قلت :
ومثال ذلك العبد المحتضر لما يأتيه ملك الموت يقبض روحه
يؤمن المؤمنون - سواء مسلمين أو غيرهم- أن ملك الموت قبض روحه
وهذا غـــيــبـــيا
فهذا لا ينافي هذا
وهذا https://youtu.be/bKN9VdepdVc
رد د هيثم طلعت حفظه الرب
هيثم طلعت
الأشياء لها أسباب ظاهرة و أسباب باطنة
والأسباب الباطنة تخبر بها الشريعة
و الأسباب الظاهرة لا تنفيها الشريعة
=============
الزلازِلُ مثلا لها أسبابٌ وحِكَمْ، ولا تعارض بين السَّبَب والحكمة، والمسلم اللبيب ذو القلب الحيّ لا يخلط بينهما، ولا يَشْغَلُه السبب المادي عن الحكمة الإهيَّة، كفعل الماديين الذين لا يؤمنون بالله تعالى، وينشغلون بالأسباب الظاهرة عن التفكر في قُدْرَة الله وحِكْمَتِه، كما قال تعالى: يَعْلَمُونَ ظَهِرًا مِّنَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَفِلُونَ ﴾ [الروم: 7]، وقال: ﴿وَكَأَيْن مِنْ ءَايَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾ [يوسف: ١٠٥].
===
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رَحِمَهُ اللهُ: «الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده، كما يخوفهم
بالكُسُوفِ وغيره من الآيات والحوادث لها أسباب وحِكَم، فكونها آيةً يخوف الله بها عباده هي من حكمة ذلك»(۱).
—
وقال شيخنا ابن باز رَحِمَهُ اللَّهُ: «كونها آيةً تُعرَف بالحساب، لا يَمْنَعُ كونها تخويفًا من الله جل وعلا، وأنها تحذير منه سبحانه وتعالى، فإنَّه هو الذي أجرى الآيات، وهو الذي رتّب أسبابها، كما تطلع الشمس وتغرب في أوقات معينة، وهكذا القمر والنجوم، وكلُّها آيات من آيات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فكون الله جعل لها أسبابًا -كما ذكر الفلكيون- لا يمنع من كونها تخويفا وتحذيرًا من الله عزّ وجلَّ»(۲).
—
الزلازل تُصيب المؤمنين والكافرين، وما يقع لبعض بلاد المسلمين من الزلازل المدمرة ونحوها؛ قد يكون من الابتلاءات التي يكفّر الله تعالى بها السيئات ويرفع بها الدرجات، وقد يكون عقوبة على المعاصي، وقد يكون ابتلاء لقوم وعقوبة لآخرين من نفس البلد.
كما قال تعالى في الأول: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: ١٥٥]، وقال: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِ وَالْخَيْرِ فِتْنَةٌ ﴾ [الأنبياء: ٣٥].
وفي الحديث: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ (۱).
وقال سبحانه في الثاني: ﴿ وَمَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ) [الشورى: ۳۰]، وقال: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ يُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: ٤١]، وقال: ﴿ أَمِنكُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: ١٦]، وقال: أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ
لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل : ٤٥].
وقد صح أن الأَرْضَ زُلْزِلَت عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضَ اللَّهُ عَنْهُ، حَتَّى اصْطَفَقَتِ السُّرُرُ، فَخَطَبَ عُمَرُ الناسَ، فَقَالَ: «أَحدَثْتُم -ابتدعتم-؟ لَقَدْ عَجِلْتُمْ لَئِنْ عَادَتْ لأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانَيكُمْ )
==============
اعتل معتل يسمى خالد منتصر يقول :
يقول محمد القليط في الرد عليه "شبهة حديث الرعد ملك من الملائكة..!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى شرح هذا الحديث:
"وقد روي عن بعض السلف أقوال لا تخالف ذلك. كقول من يقول: إنه اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه فإن هذا لا يناقض ذلك فإن الرعد مصدر رعد يرعد رعدا. وكذلك الراعد يسمى رعداً. كما يسمى العادل عدلاً. والحركة توجب الصوت والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى مكان وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة"
(الفتاوى : 24/263)
أى أن مصدر هذا الرعد هو حركة السحاب؛ لكن هل يتعارض كون الملائكة مسئولة عن كل حركة فى العالم العلوى و السفلى، مع كون الظواهر الطبيعية تسير بأسباب مادية أو شروط و قوانين معينة ؟؟
إليكم منشور لى سابق يوضح هذا المسألة:
الملائكة و الظواهر الطبيعية..!
قال تعالى:
"فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا" (النازعات : 5)
ثم قال:
"فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا" (الذاريات : 4)
و قد اتفق جمهور المفسرين أن المراد بالمدبرات أمرا، و المقسمات أمرا: (الملائكة)، فهى التى تدبر و تقسم أمر السماء و الأرض، و أمور الدنيا و الآخرة، بأمر الله و قدرته..!
لذا قال الشيخ السعدى أن المدبرات أمرا، هم: "الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار"
و ان المقسّمات أمرا، هم: "الملائكة التي تقسم الأمر وتدبره بإذن الله، فكل منهم، قد جعله الله على تدبير أمر من أمور الدنيا وأمور الآخرة، لا يتعدى ما قدر له وما حد ورسم، ولا ينقص منه"
فإذا كانت الملائكة مسئولة عن تدبير أمور الدنيا، و مسئولة عن المخلوقات و الظواهر الطبيعية، التى تختلف وظائف الملائكة باختلافها، فهل يتعارض هذا مع ما عُلم من أسباب و شروط، أو قوانين تخضع لها هذه الظواهر ؟؟
بالتأكيد لا..!
فمع جهلنا بكيفية تدبير الملائكة للأمر فى ظل وجود الأسباب المعلومة و المختلفة للظواهر؛ إلا أن هذه الأسباب لا تمنع أن تكون الملائكة هى السبب الأول لها، فتفعل بهذه الأسباب أو بما يسبقها من أسباب..!
و نفس الشىء يقال عن الشروط التى تتطلبها تلك الظواهر لتوجد و تستمر..!
و كذلك لا مانع عقلا أن تكون هى المخولة بتركيب مجموع الأسباب و الشروط اللازمة لحدوث الظاهرة، أو المسئولة عن استمرار أسباب و شروط تلك الظواهر، مع كونها السبب السابق لمجموع أسبابها و شروطها..!
و بمعنى أوضح فقد تكون الملائكة مسئولة عن منشأ القوانين التى تخضع لها ظواهر الطبيعة، التى تختلف باختلافها، فتختلف باختلافها الملائكة و وظائفها، و كذلك مسئولة عن استمرار تلك القوانين..!
و خلاصة الأمر:
لو قلنا أن الملائكة - بأمر الله و قدرته - هى التى دبرت الأسباب و الشروط التى تقوم عليها الظواهر الطبيعية المختلفة، لما خالفنا النص، و لما خالفنا ما اكتشف من العلم..!
فكل حركة طبيعية أو قسرية، لابد أن تنتهى إلى حركة إرادية..!
و كل الأسباب تنتهى إلى السبب الأول الذى لا سبب له، و هو الذى خلق فى الأسباب المخلوقة تأثيرها..!
و الله المستعان..!"
قلت :
ومثال ذلك العبد المحتضر لما يأتيه ملك الموت يقبض روحه
يؤمن المؤمنون - سواء مسلمين أو غيرهم- أن ملك الموت قبض روحه
وهذا غـــيــبـــيا
لكن فيزيائيا : توقفت أعضاء الجسم عن العمل وتوقف القلب عن النبض
فهذا لا ينافي هذا
مقولناش ساعتها كما يقول هذا الجـ اهل بلا علم بلا كلام فارغ هو الموت يأتي عندما يقبض الملك الروح بل نؤمن بهما معا فالدين والعلم الصحيح كلاهما من الله فـ فزنا نحن بالاثنين وحرم هذا الجا-هل كلاهما
يقول سعيدالكملي في شرح الموطأ 15 :
الأشياء لها أسباب ظاهرة و أسباب باطنة
والأسباب الباطنة تخبر بها الشريعة
و الأسباب الظاهرة لا تنفيها الشريعة
علما بأن هذا الحديث مختلف في تصحيحه وتضعيفه أصلا
فالألباني من المعاصرين صححه
والحويني ضعفه
---------
ويقول الغزالي :
وظنُّ مَن يظنُّ أن العلوم العقلية مُناقِضة للعلوم الشرعية، وأن الجمع بينهما غير ممكن = هو ظنٌّ صادرٌ عن عمًى في عينِ البصيرة، نعوذ بالله منه.
بل هذا القائل ربما يُناقِض عنده بعضُ العلوم الشرعية لبعضٍ، فيعجز عن الجمع بينهما، فيظنُّ أنه تناقضٌ في الدين، فيتحيَّر وينسلُّ من الدين انسلال الشعرة من العجين؛ وإنما ذلك لأن عجزَه في نفسه خَيَّل إليه نقضًا في الدين، وهيهات.
وإنما مثاله مِثال الأعمى الذي دخل دار قوم، فتعثَّر فيها بأواني الدار، فقال لهم: ما بال هذه الأواني تُرِكَت على الطريق؟! لم لا تُرَدُّ إلى مواضعها؟ فقالوا له: تلك الأواني في مواضعها، وإنما أنت لستَ تهتدى للطريق لِعَماك، فالعَجبُ منك أنك لا تُحِيل عثرتَك على عَماك، وإنما تُحيلها على تقصيرِ غيرك.
فهذه نسبة العلوم الدينية إلى العلوم العقلية.
====
يقول سعيدالكملي في شرح الموطأ 15 :
الأشياء لها أسباب ظاهرة و أسباب باطنة
والأسباب الباطنة تخبر بها الشريعة
و الأسباب الظاهرة لا تنفيها الشريعة
علما بأن هذا الحديث مختلف في تصحيحه وتضعيفه أصلا
فالألباني من المعاصرين صححه
والحويني ضعفه
---------
ويقول الغزالي :
وظنُّ مَن يظنُّ أن العلوم العقلية مُناقِضة للعلوم الشرعية، وأن الجمع بينهما غير ممكن = هو ظنٌّ صادرٌ عن عمًى في عينِ البصيرة، نعوذ بالله منه.
بل هذا القائل ربما يُناقِض عنده بعضُ العلوم الشرعية لبعضٍ، فيعجز عن الجمع بينهما، فيظنُّ أنه تناقضٌ في الدين، فيتحيَّر وينسلُّ من الدين انسلال الشعرة من العجين؛ وإنما ذلك لأن عجزَه في نفسه خَيَّل إليه نقضًا في الدين، وهيهات.
وإنما مثاله مِثال الأعمى الذي دخل دار قوم، فتعثَّر فيها بأواني الدار، فقال لهم: ما بال هذه الأواني تُرِكَت على الطريق؟! لم لا تُرَدُّ إلى مواضعها؟ فقالوا له: تلك الأواني في مواضعها، وإنما أنت لستَ تهتدى للطريق لِعَماك، فالعَجبُ منك أنك لا تُحِيل عثرتَك على عَماك، وإنما تُحيلها على تقصيرِ غيرك.
فهذه نسبة العلوم الدينية إلى العلوم العقلية.
====
وهذا https://youtu.be/bKN9VdepdVc
رد د هيثم طلعت حفظه الرب
هيثم طلعت
